Skip to main content

Full text of "rxvp2"

See other formats


N 


7 حا ا نے E‏ 





رم 
یس لیک وی 
2 7 


۸/۸/۷. 7٦ 


رم 
یس الى 
ھلم دن (لرویسس 


WWW.moswarat. 7 


سر 2٤‏ 
ام 2 کک کر و 
غ ود سرا نيلت * 


کس o‏ سگرن يشفرن 
اھر اعم الم مساق 


72 


1 ^ - 2010 م 


نع طبع هذا الکتاب أو جزء منه بکل طرق الطبع 
و التصویر و النقل و الترجمة و التسجیل المرئي 
و المسموع و الحاسويي و غيرها من الحقوق 
إلا باذن خطي من 





۶ 
دازابن 
للطباعة و النشر و التوزيغ 


دمشق- سوریا - ص.ب : 31 
حلبسوني ۔ جادة ابن سینا ‏ بناء الجابي 
صالة المبيغات تلفاکس: 2225877 - 2228450 


الادارة تلضاکس: 2243502 - 2458541 ۶۴ 


بيروت - لبنان - ص.ب ۰ 113/6318 


برج آبي حیدر - خلف ديوس الأصلي ‏ بناء الحديقة 8 


03 204459 : تلفاکس : 817857 01 - جوال‎ 
www.1bn-katheer.com 
info@ibn-katheer.com 


" العجلیر : 





6 (لرضو: تراجم 
۶ (لعنوان: رجال من عصر النبوة 


(لتالیف: الد کتور أحمد خلیل جمعة 


8 الورق: أبيض 

© الوان الطباعة: لون واحد 
4 عدد الصفحات. 672 
فط القياس: 24×17 
8 التجليد: فني 

َي الوزن: 1050 غ 


التنفيذ الطباعی : 
دار الفن للطباعة - بيروت 


۰ 


مؤسسة فؤاد البعينو للتجليد - بيروت 






ISBN: 978-9953-520-92-6 


۱ ۱ ۱ 
6 2 اڈ 95 


1 
5 9و9 











سرت 
یی یی اَی 
م 2 نوہ ےی 














ہے 
تہ 


الذي ركئ هنؤلاء الرجال ) 


۱ 


و 
عل 


رح 7 
میں لان سے ری 
سکس ین لازو ی 


WWW.MOSWaAarat.COMm 


رق 
جی سے لق یی 
سکس رق چیزوصے ےی 


۱۷۸/۱۷۸۷۱۷۸۷ ۲۲۱۵ 5۱۸2۲ 2]. 





المقدّمة وعرض الکتاب 


0 الحم لل جامع الشّتات > ورافع مَنْ يشاء في الحياة وبعد الممات › 
وجاعل لكل زمن رجالا يرجع إليهم في النوازل والمهمّات » ومنهم رجال 
قضر ال الذين نصروا رسول لشر ال في جمیع الأوقاتِ والحالات ٠‏ 

* والصّلاة والسَّلامٌ على حبيبنا محمّدٍ سيد السّادات »> ومعدن 
المعاذات ‏ ال المي العربی الذي جاء بالآيات البيّنات » المخصوص باعلی 
المراتب والمقامات ۰ والمؤيّدٍ بأوضح البراهین والدّلالات » والمنصور 
بالؤعب والمعجزات » الثُور السّاطع » والشَّفيع الشافع » صاحب الحوض 
المورود » والمقام المحمود . 

# وعلی آصحابه مطالح آنوار التنزيل ء ومغارب آسرار لنویل » فهم 
النْجوم المشرقة بنور الھدیٰ والصَّواعقٌ المحرقة لشیاطین الودی » آعلام 
الإسلام » ومصابیخ الظّلام > آمنوا بال‌سول وبایعوه » وساندوه واتبعوه » 
ونقلوا للأمّة رسالته » وبلّغوها أمانته » ونهضوا بتشر الدّين في البلاد » وبذلوا 
في سبيله المال ٴ والمُهجَ مع الأولاد» فحظوا بمرضاة ربٌ الاس » وکانوا 
بح : حير امه و جت لتاس 4 [ آل عمران : ۰ فرضي ال عنهم 
وأرضاهم » ووالئ متّبعيهم وآولاهم : 


علئ آله قد یلم لل ش اسي علیٰ حب آصحاب اي انطویٰ قلبي 
ولتت ساداتي من النّاس كلهم فسلمهم سلمي وحربهم حربي 
إل منولاء الکجال الأفذادٌ هم الَو ةٌ السَافية من الاس ء 
اصطفاهم الله - عزَّ وجل - وانتقاهم واختارعم لر ر وه کرو وک 
وزراء ونُصراء » وكانوا علماء أتقياء : «أزتیك كنت ف ووم الا 
یدهم بروج ون 4 1 المجادلة ۷ + لا ينك تلہم إلا کل مسد نم 
وکل عُتلَّ زنيم » وکل مكابر لیم . 


٭ آورد أحد العلماء ياه فقراتِ كاشفات ؛ هادفات هاديات ؛ عن 


وت وبِعْدٌ : 


مکانة الصَحابة آساد الغابات » وعن واجبنا نحوهم في جميع الأوقات » 
فقال : « إِنَّما یعرف فضائل الصّحابة - رضي ألله عنهم - من تدر ر أحوالهم » 
وسيرهم » وآثارهم في حياة رسول ال لا وبعد موته من المسابقة إلى 
الإيمان والمجاهدة للكمّار » وتشر الدّين » وإظهار شعائر الإسلام » وإعلاء 
كلمة ألله » وتعليم فرائضه » ولولاهم ما وصل إلينا من الڈّین صل ولا فرع » 
ولا علمنا من الفراتض والہُنن سُنَّةَ ولافرضاً » ولا علمنا من الأحاديث 
والأخبار شيئاً » فَمَنْ طعَنَ فيهم » أو سبّهم » فقد خرج من الدين » ومرق من 
مل المسلمين ؛ لأنَّ الطّعْنَ لا يكونٌ إلا عن اعتقاد مساويهم » وإضمار الحقد 
فيهم ٠»‏ وإنكار ما ذكرٌ ألله تعالیٰ في كتابه من ثنائه عليهم » وفضائلھم ‏ 


ومناقبهم » وحبّهم ) . و در ابن جابر الاندلسي إذ قال ؛ وأجاد في مديح 
هلؤلاء العجال : 

4 ۳ و ٢‏ وف af‏ 55 امي ر 21 ۲ 2 
قوم وجوههم بش وآنملهیم بل وربئعهم بسالسز مأهول 


وما مسرادك مس قوم حم 
تضيء أحسابهم ليلاً وأوجههُم 


وساعدئهم من الأنتصار طائفة 


تبووا الذدَارَ والایس ان واجته‌دوا 


ناج وشانيهم في النّار مملول 
کالما في الدُجئ منهم تنادیل 
بهم غدا الشرك قدماً وهو مخذول 
أن لا يكون سین آله تبديل 
ما صاحتِ الحربُ في أبطالها جُولوا 


هم بايعوا بیعة الرَضْوان وائعدوا لتضره مسوعدا مسا فیه نتأجيل 
أ- من حقوق هلؤلاء الرجال علينا : 
٭ اد علينا حقوقاً لهلولاء الرّجال ينبغي أن نعرقها » وأن نحافظ عليها 


ونسفظلها . وثرئي النّاشْئة شئة علیٰ فحواها ومحتواها » لنلقیٰ اللہ عر وجل - 


۰ الم 7 75 و ع ر "مہ ۶ 
3 فمن حموق الصّحابة جميعهم عل الامّة اموڑ مهمه من ابرزها 
ما يأتي : 


ولا : الإقراژ بفضلهم العظيم ؛ والاعتراف بسبقهم الجسیم ء 
ومسارعتهم للإيمان بالڈین القويم ؛ والعلم اليقين بأنَّ حبّهم دينٌ وإيمانٌ 
ماس وبُعْضهم کنر ونفاقٌ وطغیان فهم خیر أمَّةٍ في خير القرون ء 

خشی النّاس لله بعد نيهم 8ل أنفقوا آموالهم وما يحبّون في سبیل الله ؛ 
ا البو > وجاهدوا في اله حم جهاده » وبذلوا أنفسَّهم وباعوها له 
لیفوزوا » فربح بيهم ورضي عنهم ؛ والحديثٌ عنهم نوژ على نور » وحيّهم 
تجارة لن تبور . 

ثانیاً : الدّفاعٌ عنهم بكل سبيل ممكن » فينبغي أنْ نعرف مكانتهم » 
ونتأدّبَ معهم › > فلا بد من الذود عن حياضهم وأعراضهم » وإجلال مواقفهم 
ومقامهم › وإعلاء شأنهم وأمرهم > فهم آوفی الأصحاب الأوفياء » الذين 
دافعوا عن خير الأباء » وأحسنوا ابلاغ والبلاء ؛ وصان! ما مرو به ما 
الأقوياء » وحافظوا عليه حن وصل إلينا سالماً بعيداً عن عبت الخلطاء 


ال : الابتعادٌ عمّا شَّجَر بينهم ؛ لاد بعض النّاس ‏ ممّن استخفٌ بهم 
الغرور - يوغلون في الحديث عمًا شجرٌ بين الصّحابة » فيرفعون 
هلذا - بزعمهم - ویخفضون هلذا ‏ كما يحلو لهم - ۰ بل نصادفٌ أنَّ أحلام 
کثیرین » وآوهام مخذولین » قد ضلّت ضلالاً بعیداً ء فعمدوا إل سب کبراء 
الصّحابة » وانتقاصهم » وشتمهم » وتناسوا قول الصادق المصدوق ی في 


۹ 


اللّهي عن ستهم : « لا تسوا أصحابي » فإنَّ أحدكم لو أنفقّ مثل أَحَدٍ ذھب 
ما أدرك مدَّ آحدهم ولا نصیفه  »‏ . ومتیٰ كان الم مِنْ سمات السّلوك 
القويم » أو مِنْ صفات مَنْ يحمل راية العلم واللّعلیم » أو مَنْ يدعو بالحكمة 
إلى السّبيل المستقيم ؟ ! لقد صرنا نرئ مَنْ يتصدّر المجالس فيجتهد ويسبٌ 
ويشتم أعيانَ الصّحابة ۰۲۳ ویزعم أنه صاب عينَ الصّواب بمثل هلذه 
التفاهات والآفات ! ! وللکن ؛ مهلا ء انار يتولّدٌ من رجم الأزمات . 


(۱) أخرجه مسلم في فضائل الصّحابة برقم : ( ٢٢٥۲)ء‏ واقراً شرح الإمام 
التّوويٌ یه لهدذا الحديث الشریف . 

(۲) هما يلفث الأنظار في هلذه الأيّام ؛ أن ظهرَ عدد من تلامذة بعض المُسلسلات 
والافلام › وصار معظمهم من أهل الفتوی والاجتهاد والافهام ۰ فهلولاء 
( المُفْتُون المجتهدون ! ! ) ینفقون السَاعات الكثيرة > وهم جالسون آمام الشٌاشات 
الصّغيرة » یشاهدون ما هم ودب من آفلام ومسلسلات دينية - مزعومة - ؛ وآحدهم 
لا يدري [ یدرس أفعئ أمم یلام عقربا ] ۰ ثم يأخدُ هلولاء في إصدار آحکام 
وفتاوی » تضحك التُكالئ والحیاری ء ویزعمون أَنھم استقوا ( أحكامّهم المُوجلة 
المُمْجلة ) ممّا شاهدوه هنا وهناك » وإذا ما آردت أن تصحّح لهم المفاهیم المغلوطة 
رأيتهم یصدّون صدوداً عجیباً » ویقولون بلسانٍ طویل عریض : « هل أنتٌ تفهم آکثر 
من المسلسل القُلاني أو الفلم الفلاني أو كذا وكذا 0 !!؟!). 

ومن غرائب الأعاجيب العاجبة » وعجائب الأمور الصَاخبة » أ بعض مَنْ 
يعلنون التُوبة مساء عل أوراق المجلاّت ٠‏ أو وجوه الشَّاشات » يفتُون صباح اليوم 
اي بأعظم المعضلات ؛ ويصبحون ركنا ركيناً في إصدار الأحكام والفتاویٰ وحل 
المشكلات ؛ وتنهال عليهم الاتصالات ؛ من معجبين ومعجبات » يسألون عن آمور 
لا يقدر الإجابة عنها إلا الجهابذة في الفقه والفهم .... وإلا الراسخون في 
العلم ! ! ! 

نرجو الله عو وجل أن يلهمنا الصٌواب » وان یتوب علينا جميعاً » وان تفیل 
أعمالنا » وأنْ يعفرَ عتا » وأنْ يعلّمنا ما ينفعنا ء وأنْ يدخلنا برحمته في عباده 


الصّالحين . 


5 0 ۰ 9 
ب - نقاط بارزةٌ في منهج الكتاب : 
٭ لگا شرعت فى تصنیف هلذه الوّقائق ؛ مزجث المعنیٰ الفائق » باللفظ 
الرّائق » مع إيراد الحقائق ۰ والتزمث ‏ بقدر الجهد ‏ حدود المنهج العلميّ » 
فاتبعت التّقاط الاتیة مستعيناً له العلىّ : 


عه 


أولاها : الجمع الوافي لمادَّة البحث في المصادر المتفدقة » ود أن 
ما جمعثہ من معارف » يجعلني آرتاخ إلى الجهد الذي بذلله » وأنّي ضحت 
صورة کل مَنْ ترجمث له » وآبرزث الجوانب المهمّة من حياته ء وجار 
الروس المُسْتفادة منها بشكل يوافق منهج الحقّ . 

ٹانیٹھا : الحرصٌ على انتقاء الأخبار الصحيحة ودقّتها » فکنث أقابل 
هلذه الأخبار في المصادر على اختلافي مشاربها » وأختاژ منها ما وافق القرآن 
الكريم ء والسُتة المطهّرة 
وخيرٌ أمور الڈین ما کان شْنّة 2 وشر الأمور المحدثات البدائع 

الها : دراسة بعض الأخبار دراسة تقوم على العليل والّفسیر » 
وإيضاح الاشکال » وبيان حياة الصحابي وتبيينها على نحو قريب من صورته 
في عصر الژسالة . 

رابعتها : تقد الأخبار التي تشيعٌ الاضطراب في الوس » وتدعو إلى 
السك في شخصيّات بعض الصّحابة الذين ملؤوا الڈُنیا بأعمالهم العظيمة »› 
وأقوالهم القويمة » والابتعاد عن العواطف التي تتضارب مع منهج العلم . 

خامستّها : إغناء هوامش الكتاب بثمار الألباب » وأزهار الاداب 
والتّعليقات النّفيسة ؛ والفوائد القيّمة ؛ والشّروح التي تزیل اللبس ٠‏ وتوضحٌ 
المبهمات » وتعمّق الفكرة » وتثري القارىئ » وتغنى الأحباب ؛ بما لد 
للأسماع وطاب . ۱ 

سادسئها : الدّعوةٌ إلى الح » فقد نعثژ في حياة رجال عصر الو على 


۱۱ 


بعض المواقف الحرجة ء فهلؤلاء الرّجال هم بش شر يُصيبون ويخطؤون » یحیّون 
ويكرهون » وللكتّهم إذا دعوا إلى الحق فإنّهم يثوبون ويرجعون » وبحبل أله 
يتمسّكون ويعتصمون » وعلئ طریقِ الهدئ يسيرون ويثبتون - رضي ألله عنهم 
وآرضاهم - . 

ج - منهج البحث وخطوائه : 

* كانت خطة البحث واضحة سهلة » تضکنث مقڈمة » وأربعة أبواب ء 
وخاتمة » وفهارس . 

المقدمةٌ : بَيَنْكُ من خلالها المنهج الذي سلكتّهُ في إنشاء الكتاب ء 
ونبّهثٌ إلى كثير من الفوائد المنوّعة » والمعلومات المهمّة » والمفاهيم القيّمة 
التي تخصنٌ رجال عصر ال » وتذكدٌ فضائلهم وحياتّهم » بالإضافة إلى 
واجبنا نحوهم » وكيف آثنی الله تعالئ عليهم فكانوا - خير أمةِ أخرجت للناس ؛ 
وکذلك كيف نالوا ثناء ء لن 25 ؛ إذ تربّوا في مدرسته المباركة » فكانوا سادة 
الأمم . 

البات الاوَلُ 
يحمل عنوان 
( رجال سابقون من المه‌اجرین » 

چا جَبْتُ مصادر كثيرةً متفرّقة » وتأْمّلْتُ ریاضها المونقة ؛ فوقع الاختیاژ 
على سنَّوّمن كبار الصّحابة السّابقين إلى دوحے الإسلام ؛ 
وهم : ١‏ آبو حذيفة بن عتبة » وزید بن الخطّاب » وعتبة بن غزوان » 
وعثمانٌ بن مظعون » ومصعب بن عُمير » وَتُعيمٌ بن عبد الله الا » . 

٭ تحدَّنْتُ عن دور هلؤلاء الوّجال في نشر الدّعوة إلى الله تعالیٰ ‏ 
وکشفت الاب عن فتوحاتهم وآثارهم »› وكيف آثروا التّاریخ بجلائلِ 
الأعمال » ولطائف الخصال » ورقائق و الأقوال ؛ فقد كانوا من كار الشلحاء 


۱۲ 


الأخيار » ومیّن ينتشر المسك طيباً إذا ذكرت عنهم بعض الأخبار » فقد تَألَقَ 
کل واحدٍ منهم في جانب كريم > فمنهم مَنْ سما بالجھاد » أو سعیٰ في فتح 
البلاد » ومنهم مَنْ ن آبدع في مضمار الدّعوة إلى ألله - عرَّ وجل سے أو عمل 
المبوّات ؛ ومنهم من غُرِفَ بالعلم والمکارم والعبادات . 

٭ افتتحثٌ هلذا الباب بسيرة آبي حذيفة بن عتبة » وهو رجل من علية 
قريش أخلصن بکیانه شر ورسوله ؛ كان من السّابقین الأولين من أصحاب 
الهجرتین ۰ وممّن صلیٰ القبلتیین » وحضر المخازي جمیعها بالمعيّة لوف 
وله من المواقف العلّ » والمقامات الجليّة » ما جعلته من طبقة فضلاء 
السَحابة ؛ وله يومٌ اليمامة أن محمود » فقد صَعِدَتْ روخه إلى بارئها تحمل 
علامة الشّهادة في سبیله ۰ ولقي الله وهو بھتفٌ بالمجاهدین الابطال : « يا أهل 
القرآن زیئوا القرآن بالفعال » . 

٭ وتسکب سيرة زيد بن الخطّاب فى الوجدان ؛ أجمل المواقف التی 
تمتمُ الأسماع وتروي الابدان ؛ لما فیها من سواجع الألحان » فهو من فرسان 
المدرسة التُّويّة الشّجعان » ومتّن شهد بدرا وأحداً والخندق وبيعة الرّضوان ء 
ومات شھیداً وهو یقاتل المرتدّين وأهل الطّغيان ؛ وهو قاتل الوّجّال بن عنفوة 
مستشار مسیلمة الکدّاب الجبّان » وکان عمر بن الخطاب عليه سحائب 
لرضوان » يقول عن أخيه زي مقالة رل ولهان : « أسلم قبلي » واستشهد 
قبلي » وما هیّت الصَّبا إلا وأنا أجدٌ منها ريح زید » » آسکته الله أعالي 
الجتان . 

#_وتحدئث عن سيرة عتبة بن غزوان » آحد السّابقين إلى نور الؤحملن » 
وأحد الؤماة المذکورین ۰ وأحد آمراء العُزاة الفاتحين الرّاهدین » الذين ترکوا 
في الڈنیا دویأًمَلاً سمْعَ المحبّین » فرضي ألله عنه وعن الصَحابة أجمعين . 

٭ وتأتي سيرةٌ الحَبي السّتِير عثمان بن مظعون فَتَعَلم منها الصَّبرَ على 
البلاء > ونستلهم منها جمیع صور الوفاء ‏ فقد كان هلذا الجل من خیْرۃ 
الملف الصَالح » وهو أوَل مَنْ دُفنَ بالبقيع » في حياة المشمّم الشفیع یاو 


۱۳ 


وأخبارة وأحوالةٌ تشهد له بالفضل والمکارم - رضي اللہ عنه وأرضاه - . 

* وتنْحَني الهامات آمام السّيرة المصُعبيّة » وتعجرٌ الأقلامٌ عن الإحاطة 
بسيرته النَّديّة » فمصعب بن عُمير هو الشَّاتُ الجميلٌ العاقل الحصيفٌُ › 
السّفيرُ وی الاج الأليف ء علَمٌ أهلّ المدينة القرآن » وشهد بدراً مع جنود 
الوّحمئن » وحظي بالشّهادة يوم أحد فاصطفاه المنّان ؛ ليكون في الچتّان ‏ 

8 2 1 ۳ س ٠‏ 71 و و ؟ 8 1 
وسيرتة مزدانة بالمواقف التّربويّة الهادفة » وأخبارة تصلخ أن تكون زاداً لشباب 
الإسلام في كل زمانٍ ومكان » وقد ذكرناها في تضاعيفب سيرته 
المباركة - رضى أله عنه وأرضاه - . 

0 آگا خختامٌ الباب + فکان عن تُعیم بن عبد الله لام » صاحب الشّمائل 
اللطيفة » والخصائل الحصيفة > كان بارا بأیتام قومه )2 وکان مُوقظ سیّدنا 
عمر بن الخطاب من عَفُوتو » وسبب دخوله في الإسلام » وسيرةٌ تُعیم ممتعة 
ممرعة » نفعنا الله بها . 

البابُ الثاني 


يحمل عتوان 
« رجال سابقون من الأنصار » 

٭ ترجمت خلاله لثلاثة من مشاهير الگابقین من رجال الأنصار وأعيانهم 
وخیارهم » وهم : ۱۲ أسعدٌ بن زرارة » وأسید بن الحضير » وخبیب بن 
عدي » ؛ وكانت مساحة الحدیث عنهم ضافية مفيدة ٭ فلکلٌ واحٍ منهم سجل 
حافلٌ بالعطاء ؛ وصحائف مندّاة بالفداء . 

* بدأتٌ الباب في صحبة أسعد بن زرارة أحد التُّقباء الا خیار ليلة العقبة ؛ 
وأحد آجواد الأنصار وکبرائهم » فأسهبتٌ في سيرته المونقة » ونوَّهْتٌ إلى أنَّ 
ينه كان مصدرٌ إشعاع وهداية » وينبوعَ نُورٍ وبصيرة » فمنه استهلّ مُصعبُ 
الخير دعوتّه إلى اللہ -عرٌ وجل » وكان أسعد الخير عارفاً بأحوال قومه ‏ 
فيدلٌ مُضُعباً عليهم » فكانت حصافهٌ وخبرته سبباً في دخول سادة الأنصار في 


١ 


دين اللہ ۰ كما كان لأسعد موقفٌٗ نبيلٌ ۰ ومقامٌ جليل » في بيعة العقبة 
الكبرئ » وأخبارةُ ترشدٌ المحّین في مجال الدّعوة إلى الله تعالئ » وتنفعُهم 
في مجال الإيثار والصٌفاء 

پ2 وكان الکلام خُلواً عن أسيد بن الحضير ؛ فهو أَحذ السّادات الكملة » 
وأحدُ الژڑجال الفضلاء الذين غُرفوا بجودة الرّأي ء والفراسة » وکان میمون 
التّقِيبة » استطاع أن یجتذب سعد بن معاذ إلى داثرة الاسلام وحياضه ؛ ولاسید 
كراماتٌ ابتة في الصَحيكَيْن وغیرهما ؛ وله أحوالٌ صافية مع العبقريّ الصافي 
سيّدنا عمر د بن الخطّاب » وهلذا کلّه منشوژ في رياض سيرته الجامعة » ذات 
الڈروس النّافعة . 

٭ وتطلٌ السّيرةٌ الحُبِيبيّة بأنسامها المنعشة ؛ لنستلهم منها روح محيته 
الصّادقة لت اة ووفائه له » وذلك في موقفي خطیر » ادهش مَنْ حوله من 
المشركين ۰ وعلموا أنَّ الإسلامَ دِينُ حقّ » فقد كان خبيب بن عديّ ينشدٌ 
والموت قريبٌ منه قاب قوسين ین أو أدنئ : 


وہہ و 


ولسۓ أبالي حين أقتَل مسلماً علیٰ أي جنب كان في ار مصرعي 
البابٌُ الثَّالتُ 


) رجال أسلموا عام الفتح » 

٭ تضمَنَ هلذا الباب ترجمة خمسة رجال من کبراء الصحابة وأغنيائهم 
من أسلم عام الفتح ء وهم : « أبو العاص بن الرّبيع » وجُبیژ بن مُطعم » 
وحکیم بن جزام » وسّهيل بن عمرو ؛ وصفوان بن أمة ٠ ٠‏ وقد آفضت في 
الحديث عمًا تم كل واحدٍ من هلؤلاء التجال للاسلام حینما من اله عليه 
بالهداية » وأومأث إلى أنّهِم کانوا من اس في كشي من الأعمال القاصمة ات 
رای مر الزّمان » کل هنذا بفضل اللہ عر وجل - » ثم 
بفضل رسوله 2 + الذي ربّیٰ هلؤلاء الاساد الاسیاد الثّلای الذین بلغوا 
بمجدهم من الجوزاء . 


٭ أوردْتٌ في البداية سيرة أبي العاص بن الرّبیع ؛ صِهر التي المشفع 
الشُفیع و ء وهو رجل عُرِفَ بالامانة والصّدق والوفاء » وسردْتٌ قصّة حياته 
من الجاهليّة إلى أن شرح آله صدره لاسام > وشرحثٌ كيف عاش في المدينة 
تحوطه الرّعايةٌ ال 2 وكانت سیر تہ مزدانة بالعطاء › وفيها كثيد من الأحكام 
والجکم المفيدة المعطاء 


* ثم تكلّمْتُ عن جُبير بن مُطعم الرَجُل الهم العالم المع 
انتقاله من ظلمات الوهم ء إلى بركات العِلّم » وأشرتٌ إل حفاوة الک پل 
بجبير » وأبرزث بعض الدروس الهادفة التي استخلصتها من سيرته الخصبة ؛ 
لتکون منارة هدی لمن يحب إحقاق الحقّ » ووضع الأمور في نصابها . 

0ت وانتقلك إلى مضمار الحكمة والمعرفة 3 فعشت مع سيرة حكيم بن 
جزام الذي وُلدَ في جوف الکعبة » وتطرفث إلى أخباره التي تعد جزءا مهماً من 
أحداث السّيرة النّبوبّة » وبالجملة ففى سيرته كثي من المعارف التى تمد محت 
الصّحابة بالفرائد والفوائد والقلائد 

8 سا 0 0 5 0 8 

2 ویرود سمره سهيل بن عمرو العامری محبي الصحابت بشيء من 
الاشراقات اللطيفة » فقد كان حطیب قريش السَّابق » ولسانها النّاطق » وقصّته 
جميلة مشهورةٌ يوم الحديبية ؛ أمّا مواقفه بعد أن سلم فتشھڈ له بالفضل 
والسّيادة ؛ والتَّل والژیادة . 

٭ ويأتي ختام الباب موشی مصفى بسيرة صفوان بن أميّة الذي فتح ال 
عليه عام الفتح » وذکرت كيف سَعِدَ بالإسلام » ولقي الإنعام » من سیّد الأنام 
محمّد عليه الصّلاة والسّلام . 

لباب الراب 
يبحمل عنوان 
« رجال من قبائل شتی » 
٭ تم الحديث من خلال هنذا الباب المونق عن ثمانية من الصّحابة 


1١5 


البررة ¢ ممّن كانت لهم کثیژ من الأخبار المشتهرة » وأعمالٌ بارزة بالفضل 
مزهرة ء في بناء صَرْحٍ حضارة الإسلام » وهلؤلاء الأعلام : ٠‏ ثمامة بن أثال ۽ 
وجریر بن عبد ألله » وحَبّاب بن الأرت › ودحیة بن خلیفة » وسراقة بر 
مالك » والطفيلٌ بر عمرو » وعميرٌ بن وهب ؛ ونعیم بن مسعود ۷ وقد 
ألقيتٌ الضوء ء علیٰ جوانب حياتهم ؛ ليتعرّف المحون ما قدّموه للإسلام على 
لشم من ا ممتي والمصاعے التي ترس طريقهم ؛ عازه وهم نود 

E‏ تست الكلام عن ثمامة بن أثال ال »ال الكمي ٠‏ وال 
الأبي 0 الذي اجتذيثة أنوارٌ الإسلام 4 ومعاملة سید الانام » فغدا من أبطال 
المسلمين » ومن جنودہ الميامين » وقد استوعیّت كتبٌ الحديث المعتمدة قصّة 
ثمامة ء فساقَئُها مفصّلة مع الڈروس المُستفادة منها . 


٭ ودلفتٌ إلى سيرة جرير بن عبد الله البَجَلىَ » البَجِل البهین + الذي 
أسلم في عام الوفود » وحظي بدعاء مبارك من صاحب الحوض ي المورود ء كان 
جریڈ ۶ مجاهداً مظفٌراً وفتح_ عدداً من الثلدان والأمصار » وله رواية أحاديث 
منثورة في کتب الحديث والآثار . 

٭ وتحذثث عن خیّاب بن الأرث المُعلّم الهُمام ء وعن رحلته العظیمة 
مع آنوار الاسلام » وأبرزث آثازه التّبيلة » وأخباره الجليلة » كما رسمْت صورة 
جهاده وثباته » وسقتٌ بعضن مرويّاته » ودللت على الاستفادة من مسيرة 
حياته . 


2 


٭ وكان الحديث مفيداً عن دحية بن خليفة الكلبيّ » فهلذا الرّجل کان 
شه یریل | لك + وسيرئه غنية ببدائع الأخبار » وطاقات الأزهار » وفيها 
شفث سيرة سراة بن مالك ادلی ری ريو + فك ده 
عن موقفه يوم الهجرة اللَُوفَةِ ء وآوضحت جانباً من دلائل التَبِوّة في سيرته › 


۱۷ 


وكيف رافقثْةُ العناية الإللهيّة إلى آخر حياته ومسيرته . 

٥‏ ولم تخل قصّة الطفیل بن عمرو الدّوسي من فوائد جامعق ؛ وحكم 
نافعةٍ » تفید کل محبٌ للصّحابة ؛ ومنها اهتداوه إلى الحقٌ في قصَّةٍ اسلامه التي 
تکسوه ثوباً من المهابة . 

٭ وتکشف سيرة عُمير بن وب الججمحيّ كثيراً من الجوانب المشرقة في 
مسيرة السيرة البویّة » كما أنّها تکشف عن الربية النَبَويّة الهادية لمن جاء يريد 
الحقٌ فى أي ثوب كان » قسيرة عمير بن وهب تثري الس بالصّفاء والتّقاء » 
وفيها عظاثٌ وعبدٌ تنفعٌ المحبّين والأصفياء 

0 وختمث الرّحلة في الحديث عن تُعيمٍ بن مسعود الأشجعيٌ » وقصّة 
اسلامه ‏ وركوبه کل صعب في سبيل إعلاءِ كلمة ألله . - عر وجل - » ویڈر 
السك بين صفوف الأحزاب في غزوة الخندق » وکیف نتعلَمُ من سيرته جوانبت 
ناجحة في نصرة الاسلام ورسول الاسلام . 

00 3 اللهج كما صلیت علیٰ سيد الانام ¢ خاتم الأنبياء الكرام 3 آلهمنا ان 
تصلي عليه على الدّوام » وارزقنا الاتباع » وجتبنا الابتداع » واصرف عنّا سوء 
و 
د - مصادرٌ الکتاب وتحليلها : 

# المصّادر والمراجع م التي استقيتٌ منها الكتاب كثيرة المنابع > لم أذكد 
نها في بت المصادر سو شعو يسير منها » وقد اف عل عدو مها > نم 
طرحثه دون أنْ آستقي منها فائدة أروي بها الغلّة » ثم أجوبٌ واحاتِ مصادرٌ 
آخر » وآخذً فی البحث والنقیب حى آجد ما يروي الظَّمأ » ویشفی القَلْب » 
ويريحَ الضمیر ؛ وله در من أشاد بجمال الکتب وفائدتها فقال : 
جزی الله عنّا الکتسب خيراً نها تسم أحاديث الحبيب بلفظه 
فسوقعها آحلی من الماء للذي به ظماوشت الهجير وقيظه 

# ويحسن بنا أنْ نصتّت آنواع المصادر التي عُدنا إليها فی هلذا الکتاب » 


۱۸ 


ونجدھا مقسّمة على بضعة آنواع ؛ لكثرتها وتنوّعها ؛ ومنها : 

۱ - القرآن الکریم وتفسیس ره . 

۲ - الحديث الو وعلومۂ . 

۳ - كنتت الشیسرۃ والمف‌ازي 

؛ - کنب الراجم والطبقسات . 

. كتبٌ التواریخ والبلدان‎ - ٥ 

5 كت ب الأدب واللففة. 

جا وإليكَ تحليل هلذه المصادر بشيءٍ من الإيجاز : 


تی 


أو 

القران الکریم وتفسیره 
کتات الل عرٌ وجل - - هو المصدر الأول في دنیا المصادر » اه 
کلام ألله تعالیٰ : ط وت لكب عير © لا يايو بل من بین ديه ولا من حل 


۰ بنج ہے 


یل تن ميجير 4 [ نلك : : ۲-۱ ] . 

* إِنَّ مَنْ يحفظ ھذذا الكتاب المبارك » يجدٌ فيه ثناء الله تعالیٰ على 
رجال عضر الب وه في مواض ع کثسرة » ومن أدنّةٍ ذلك 
قول اللہ - عر وجل - : رال نهیم جرا ولا یع گر ل 4 1 النور : ۳۷ 
وقو له 2 ین لسن جال صدا ما ما ها الله علي ... # [ الأحزاب : ۲۳ ] » 
وقوله : «ولزلا رجا ون وسا مومت ۰ 6 (الفتح : ]۲١‏ » 
وقول : مد دولآ يي مت  ..‏ [ الفتح : ۲۹ ] » وغیرها كثير كثير . 
نلاحظ أیضاً أنَّ القرآنَ العظيم أشارٌ إلى حلاص ماؤلاء الژجال الأفذاذ » ونه 
إل تمام ولائھم لر - عر وجل - » ولرسوله ی » كما صرّح بکمال إیما نهم » 
فقال ألله ‏ عر وجل - : «١‏ ایی مرا جروا وجه ڈوا ف سیل لله ولاز 
روا ايک هم المزینوح قا هم رة ورزت كيه 4 1 الأنفال : ۰۲۷4 وذكر أيضاً 


عاد 
i‏ 


۱۹ 


كريم خصالهم » ولطیف شمائلهم » وعظیم جهادهم وصبرهم ‏ وغير ذلك 
من مکارم . 

٭ وتأتى کت التّفسير الکثيرة » فتمدنا بمعلومات ذات قيمة كبيرة عن 
مؤلاء الڑجال الأخيار » ونستجلي في مقدمة هلذه التّفاسير : ١‏ تفسیر 
الطبري » ۰ و« تفسير ابن عطیّة ) » وا ته تفسير القرطبيّ » ء و زاد المسیر » ء 
و« التّفسير المنیر ۷ ۰ وغیرها » وقد ساقت هلذه الکتب من فضائل الصَحابة 
ما تكتحل بقراءته العيون + ويس به المعجبون » ويستمتع به المستمتمون . 


اس 


الحدیث التبويٰ وعلومه 

٭ حفل الصّحيحان وکتبُ الحديث الأخرئ بأخبار عصر ال 
فاحتقّتْ بشطر من فضائلهم ومناقيهم وجهادهم > وفصّلت في كثير من الأحيان 
جوانبَ مهمّة من حياة بعضهم قد لا نراها في كتب الراجم والطَبَقّات ؛ نم 
جاءت شروحٌ کتب الحديث ۰ ورفدت المتعلمين بمعینِ غزيرٍ من المعارف 
التادرة الدّقيقة التي غابتٌ عن المصّادر الأخرئ 

٭ يتصِدَّرُ هلذه الشّروح اليائعة الماتعة كتاب : « فتح الباري بشرح 
صحیح البخاري » لابن حجر العسقلاني ۰ فقد جود وتألّق وتأئّق في هنذا 
الشرح الوافي ۰ وفتح ال عليه فتوحات طيّبة » وأورد فوائد وإضافات قيمة ء 
جِلَتْ كثيراً من المشکلات » ودلّت على ینابیع الخیرات . 

٭ وكذلك جاب النَّوويُ سماءَ المعارف ؛ في شرحه المحكم الجميل 
« المنهاج » لصحيح مسلم بن الحجاج ؛ فقد وشّئ شرحه ببدائع الفوائد , 
ومنثور القلائد > ودلّ على كثير من المحاسن » وظهرت محيّته للصّحابة 
الكرام - رضي أله عنهم آجمعین - 

٭ أضِفْ إلى ذلك ما جاء من تُحفي مفيدة تستخودٌ على الإعجاب في 
« سنن الترمذيّ » » كذلك ماجاد به المعبودٌ من عون في « شرح سنن 


۲۰ 


أبي داود » » وغير ذلك من شروح في کتب السنن الآخریٰ ۰ بالاضافة إلى 
المعلومات المهمّة التي تضمَتنھا المسانید » وفي مقذمتها : « مسند الامام 
أحمد» » و« مسند آبي يعلى ٩‏ » و« مسند الشهاب ۰ وغیرها 
وکذلك : ۱ معجم الطْبرانی الکبیر ۷ » و« صحیح ابن حبّان " » و" مجمع 
اند لین ثم ما جاء من دراسات قديمةٍ وحديثة فیما يتعلّق بالحدیث 
ابو وعلومه . 


4 


الا 

کتب الشيرة والمغازي 
# تَعَدٌ مصادرٌ السّيرة النَبَويّة » وکتب المغازي والشّمائل من الدّعائم 
الأساسيّة النّابتة في إنشاء هلذا البحث ؛ إذ نستخرج من كنوزها جواهر علميّة 
لا يُستهان بها من المعارف والاأخبار والأحداث والغرّوات في عصر الرسالة ء 
فهي تكشف الاب عن محاسن وشمائل كثير من الرّجال الذين أسلموا منذ 
مطلع فَجْرٍ آنوار الاسلام » إلى حين انتقال الصّادق المصدوق بيا إلى الرّفیق 
الاعلن ۰ وشرحث آحوال هدولاء الرجال » وما قدّموه من جلائل الأعمال ؛ 
لتکون کلمة اللہ هى العّلیا » وكلمة الذین کفروا الشُفلیٰ » كما أنَّ هدذه الکتب 
قد أسفرث عن كثير من جُمَان الآدبيّات المفيدة التي توح بعض الأحداث 
والأخبار » ومنها ما ورد عن غزوة بدر » وآخد » والخندق ۰ وخنین وغيرها 

من غزوات وسرايا وفتوحات في الشّرق والغرب . 


# ومن مصادر السّيرةٍ المهمّةٍ كتاب : « السیر والمغازي) 
لابن إسحاق ۰ و« السّيرة التَويّة» لابن هشام > و« الووض گنف ( 
للسهيلي > و« زاد المعاد » لابن قیٔم الجوزيّة > و« سبل الهدی والرّشاد » 
للسَالحصی » و« المغازي » للواقدي » و« المغازي النَبِويّة » لابن شهاب 
الژھرئ ١‏ وغیرها من کتب السّيرة القديمة والمعاصرة » مع دراسات متنوعة 
عن فقه السّيرة وصحیحها . 


۲١ 


2 


رابعا 
کتب الثَّراجم والطبقات 


ترسم هلذه المصادر للباحث والكاتب صورة مجلوّةً عن الوّجل الذي 
یترجم سيرته » فتذکر اسمه ۰ ونسبه » وقبیلته » ثم تتحدّثُ عن اسلامه ‏ 
وتشیر إلى مکانته في عالم الرواية » ومضمار العلم والفقه » كما تسوق طاقة من 
آبرز آعماله ؛ وآشهر آقواله » وأجمل خصاله » وأكرم خلاله . 

8د من هلذه المصادر الکثيرة › کتاب : ( الاستیعاب في معرفة 
الأصحاب ٰ لابن عبد البر » و۲ اس العابة في محرفه 2 الصّحابة 1 لابن الاثیر 3 
و« الإصابة في تمبیز الصّحابة » لابن حجر ؛ ومن کتُب الطّبقات : ١‏ الطّبقاتُ 
الکبری » لابن سعد » و( سیر آعلام افا « للذهبن > و« وقيّات الأعيان » 
لابن خلکان » وغير ذلك من مصادرٌ أخرئ فی هلذا الشّأن . 

خامسا 
كتبْ التّواريخ والبلدان 


٭ اهتمّث كتبٌ الآواریخ بتقديم مجموعة من المعلومات المونقة عن 
الشّخصيّة المُترجم لها ؛ وما أحاط بها من آخبار وأحداث ۰ ومن جوانب 
سياسيّة وعسكريّة وعلميّة وأدبيّة » كما تحدد الأماكنَ التي قامَثْ على آرضها 
المعارك والفتوحات » وتضبطها ضبطاً دقيقاً ء وتذکه كذلك منازل الصّحابة في 
البلدان التي فتحوها » وتعطي معلوماتِ في غاية الأهميّة تمذٌ الباحث بكنوز 
علميّة تثري عمله » وتغنيه بالمفيد . 


# ومن الكتب المهمّةٍ في هلذا المجال الأحب : ( تاریخ خ الطبری ٤‏ 
و( كامل أبن الأثير ا و۲ بداية ونهاية ابن كثير » و( تاريخ الإسلام ( 
للذهبئّ » و« معجم البُلدان » لياقوت الحمويّ ء وغيرها كثير جداً . 


۲۲ 


سادساً 
کتب الأدب واللغة 

٭ هلذه مصادژ لطيفة مغْنَاحٌ غنيّة ؛ فيها إضاءاتٌ تنیز طريق العمل ء 
وتسهم في حل ؛ بعضر المفاهیم التي غابت عن المصادر الأآخریٰ 2 وتوشي 
الکتاب بحلیٰ الأدب وجواهره ولآلئه » وتربّى الملکات اللغوية وتصّلها 
وتساعدٌ على تذوّق الکلام الفصیح ۰ وتدلٌ على جمال المعاني والالفاظ . 

# وهلذه المصادژ كثيرةٌ جداً لا تخضر › ومنها : کناب « عیون 
الأخبار » لابن قتيبة > و« العقد الفرید » لابن عبد ره » و« محاضرات 
الأدباء » للٌاغب الأصبهانيت » و« البيانٌ والئّبيين » للجاحظ » و« بهجة 
المجالس » لابن عبد الب ؛ بالإضافة إلى دواوين كثيرة جداً لعدد من الشعراء 
القدماء والمعاصرين » كما رجعت إلى مصادرٌ كثيرة متنوعة أسهمث فى تكوين 
الكتاب وتوثيقه وتوشيحه وتشييده . 

٭ وقُبيلَ الختام أودٌ آن آشیر إلى أن لم أتعامل مع المصادر حشب قدمها 
الأول فالأوّل » وإنّما كنت آخذ المصدر الذي اهت بأخبار الصّحابى أكثر من 
مصدر آخر . فمثلاً آجد أنَّ ابنَ الأثير ( ت : 770 ه ) فی ١‏ أسد الغابة » قد 
استوفیٰ سيرة صحابي ما ء أكثر من ابن سعد ( ت : ۰ ه ) في « الطبقات 
الکبری » ء علماً بأنَّ ابنَ سعد آسبق من ابن الأثير بمئات السّنين . 

٭ وكذلك كنت أتناول خبراً جاء في السّيرة عند ابن سيّد الئّاس 
(ت : ۷۳٤‏ ه) في كتابه « عيون الاثر » ۰ أو محمّد بن يوسّف الصّالحيّ 
الشَّامَ (ت : ۹۲۲ ه ) فی كتابه « سبل الهدی والرّشاد » ء ولا آخذه من 
ابن ہشام الحميري ( ت : ۲۱۸ ه ) في كتابه الشّهير ١‏ السّيرة التَبويّة ٤ء‏ 
وھلکذا دواليك ۔ 

٭ ثم انّي ضبطث بالشکل : آسماء الأعلام بعامّة » والبلدان » 
والأماكن » كذلك ضبطتٌ الالفاظ معظمها ؛ لثلا يقعَ في الغلط مَنْ يريد 


۳۳ 


القراءة » أو يتردّد فی المطالعة متردّد » لکی یستمه القاریٌ فی القراءة دون أن 
يتعكر في كلمة واحدة . ۱ ۱ 

* ونیهت إلى بعض الأوهام التي يقعٌ فيها بعض النّاس ۰ كما نبّهْتُ إلى 
بعض الأغاليط التي عانقث قصص بعض الصّحابة » وأصبح کثیڑ من الاس 
یعڈھا حقيقة لا نقاشَ فيها ء ولا جدال في حيثياتها ؛ فالإشارة إلى مثل هلذه 
الأمور تفیڈ محبّى صحابة رسول الله بيا ؛ الذين بذلوا الغالي والتّفيس في سبيل 
إحقاق الحقّ » وإتحاف الخَلّق ء بما تواتر من صحیح عن رسول آله يله . 

٭ واحث أنْ أذْكْرَ وأذکْر بأنَّ للعلم حمّاً علئ ناقليه وکاتبیه ‏ أن يضبط 
ويتقنَ عند أدائه وتعليمه ونقله » فنسأل الله عر وجل - أنْ وفنا إلى هنذا 
الأمر المهمّ ء وأن يسدَّدَ أقوالنا وأفعالنا لتكونَ من المفلحين . 


2 
مم م 


٭ وآرجو من القاریء الكريم الذي أحیئثہ في اللہ - إن قرا واستمتع 
وانتفعَ بما في هلذا الكتاب ٠‏ أن يدعو لي دعوة صالحة بظهر الغيب تعودٌ عليه 
وعليّ بالتّمع والخير الجيزيل ۰ فا عرّ وجل يقولٌ في محكم 
النزیل : افو أَسْتَحِبَ جر که [غافر : 17٠0‏ » فاللهُ عر وجل یجیب دعوة 
الدّاعي إذا دعاه . 

* نر جو ألله ‏ عر وجل - أنْ یغفر لنا زلتنا » ویستر عوراتنا » ويدخلا 
برحمته في عباده الصُالحین ۰ فهو آرحم الرّاحمین . 

٭ ومع أنسام الختام » أودٌ أن أسجّل شكراً للأستاذ الهمام « علي دیب 
مستو » ( أبو مالك ) صاحب دار ابن كثير العامرة بدمشق الفيحاء » الذي آلیٰ 
على نفسه أن ینشر کنوزاً نافعة من الثراث الإسلامي ۰ وأنْ یسهم في رعاية أهل 
العلم » وقد لمسث من اهتمامه في هنذا المضمار » ماهو فوق الثَّناء 
والامتداح » فكأ بينه وبين العلم وشيجة قربیٰ » نسأل الله عر وجل آن 
يزيد من إنعامه عليه » وأن يرحمه ويرحمنا يوم القدوم عليه . 

٭ وأشكر كذلك الاستاذ ١‏ محمود الجعبري » ( أبو حمزة ) الذي داعبت 


Y٤ 


آنامله حروف هنذا الكتاب وهو ينضده » حتّیٰ خرج في هلذه الحلة القشيبة 
الجميلة اللائقة » فجزاه الله خيراً » وأحسن إليه . 

%4 والشكة ذاته موصول إلى ابني الحبیب «نور الڈین جمعة » 
( أبو أحمد ) ؛ الذي قرأ مجمل الکتاب » وأشار إلى بعض النّصائح » وآرشد 
إلى الصّواب ٠‏ فجزاة ألله خيرَ الجزاء » وأجزل له الغواب » وجعله ممّن 
يعرفون حق الأصحاب » الین رضي أل متهم في سکم کت 


ص 4 ۹0 ہیں ےر 7 کے معو 


. ] ۱۵۵ : یا رت : انت وی عفر لنا وارجمنا وا نت حير لري [ الأعراف‎ ٥ 

٭ الله وقَفْنا لخیر العمل ۰ واعصم آلسنتنا من الؤُلل . 

٭ اللهُمّ أنت وليّنا في الدّنيا والاخرة ء توقنا مُسلمين » وألحقنا 
بالصّالحين . 

9 الهم اجعل آخر كلامنا  :‏ لا له إلا آله » محمّد رسول آنه > . 


« رت لانواخذ ا إن ییا ا کنکا 4 1 البقرة : ۲۸١‏ ] 
دمشق - حرستا - حي الشیخ موسی وکتب 
۱ محرم ۹ ها خادم الصحابة وه حم 
٩‏ کانون انی ۲۰۰۸ م آحمد خليل جمعة 


و 
یں 9ے لیج 
سکس (ین زو ی 


WWW.ITMOSWAFAt. COM 


س 
سکع 


7ے 
سں يري لا ری 
سکس جح <یزوںی 


۲۵ هه با 


2# زیڈ بن الخطاب رضی اللہ عنه . 
2 عتبة بل غزوان رضى آله عنه . 
عثمان بن مظعون رضي أله عنه . 
0 مصعبٌ بن غمير رضى الله عنه . 
3 يم بن عبد اللہ رضي اللہ عنه . 


و 


یہ 
۳ 


رع 
جل لضي لیج 
کم دی (هزوی‌سی 


۸۷۱۸۷۱۸۷ ت ۲۔‎ ۸۷ 3 ۲3۹۰۰ ٣٦٣ 


- 
ع 


7 _ 
یں انی سے سی 
سکس دی کرو ںی 


CON‏ أت ات ۶ ہے ت ۲۱ . ببايياييد 





آبو حذيفة بن عتبة 


٭ من السّابقین الاوّلین ؛ ومن آصحاب الهحرتیّن ؛ وصلی القبلتین ۰ 
# كان من فرسان الاسلام ؛ وله شأن عظیم في المغازي . 


* استٌشهد باليمامة وهو ينادي : « يا أهل القُرآن زیتوا القرآن بالفعال » . 


و 
ںان سے هي 
(سکس دجن کرو ںی 


۳21-7 ۵ ۸۷ت ۳۳۰ ۸۱۷۸۷۷۷۷ 


7 
ع 


برح 
جى اس سے لق ری 
سکس وین لارو یی 


WW. ENOSWAFATt. COM 


آبو خذيفة بن عتبة 


رضی الله عنه 


مع آنداء السّابقين : 
٭ کان أبوهُ من سادات قریش وآشرافها » وذوي آحکامها ؛ وکان يُقَال 
له : « السّيدُ المُمْلِق » ء وكان أميّهُ بن أبي الصّلت یتوكُم أنه يكون نبی هذه 
لام ء فلمًا جاء الاسلام أدبرَ رأيه هو وأخوهٌ وابئه » وكانوا آوّل المقتولين من 
المشركين یوم بدر على الرغم من هم ذوو حَسّب تليد » وباع في المجد طویل 
* إذن فمن الاب الكريمٌ الذي نحفل به في هلذه الطّاقة المزهرة 
المعطار + من رجال عَضر التُْوَة الأطهار ؟ ! ومَنْ هو هنذا الابن الذي يعد من 
أبناء ذِرْوَة الشرف والمكانة في المجتمعات القرشيّة » التي تألّقت وبسقّثْ في 
دنيا الجزيرة العربیّة ؟ ! 
E‏ انأوي إلیٰ ركن المعرفة عند * الح » في سر تلا لنجلو مرك 


سے 


قصي بن كلاب القرشی نمی البد 07 


(۱) سیر أعلام الثبلاء ٥٦١ /۱( ٤‏ ۔ )۱٦۷‏ ء وانظر ترجمة سيّدنا آبي حذيفة 
فى : « المعارف » ( ص : ۲۷۲ ) » و« المغازي » الفھارس ( ۳ / ۰۱۱۵۷ 
و« الٹبییسن ) ( ص : ۱۸١‏ ) › و«الاصابء ۷( ٤٤‏ ) ء و«الاستيعاب »= 


۳۱ 


٭ اتّفقتِ المصادرٌ على احتلاف مشاربها وينابيعها باه من السّابقين إلى 
دوحة الاسلام » ومن المهاجرين إلى الحبشة ء وإلیٰ المدينة المنوّرة ء ونعَتّته 
كتبٌ التّراجم بقولها : « أسلم آبو حذيفة قبل دخول سیّدنا رسول ال بء دار 
الارقم بن آبي الأرقم المخزوميّ يدعو فيها إلى الله - عر وجل - > وهو من 
مهاجرة الحبشة في الهجرتین جميعاً » ومعه امرأته سُهيلة بن سُهيل بن عمرو 
العامريّة - رضي ألله عنهم أجمعين -۷ ۲۲ . 


او :مقس أو : هاشم » أو ۳ شی سرت 
ولنكتها معت باه أنا حذیفة اده شیر بک كما جممت باه كان من ال 
الأوائل إلى الإسلام » وهاجر الهجرتین » وصلّی إلى القبلتین » وآنّه أسلم بعد 


ثلاثة وأربعين رجلا . 


٭ أوجز ابن عبد البه ما فصّلُنا القولَ فيه فقال : ١‏ أبو حذيفة بن عتبة 
العبشمی القرشی » كان من فُضّلاء الصّحابة » من المهاجرين الأوّلين › 
جمع الله له الشَّرف والفضل ؛ صلیٰ القبلئیٔن » وهاجر الهجرتین جميعاً » وكان 
إسلامه قبل دخول رسول آلله َة دار الأرقم ء للدّعاء فيها إلى الإسلام ۷ ۳۲ . 


» 2 )ء وهالاشتقاق» ( ص : ۸۲)ء و« آسد الاب‎ ٥٤-۳۹ / ٤( 
۰) ۲۹ ۲۷/۳ (6 (ه/ ۷۲۷۰ ) ترجمة رقم : (۷۹۸۹٦)ء و« المستدرك‎ 
» )»و طبقات اين سعد‎ 7١١ /۲( ) و« تهذيب الأسماء واللغات‎ 
. وغیرها کثیر جِدَأَممًا لا یحصیٰ‎ » ) 0-84 /٣( 

(۱) « تهذيب الأسماء واللغات » ( ۲/ ۲۱۲ ) . و« آسد الغابة ٥(٤‏ / ۰۷۱-۷۰ 
و« طبقات ابن سعد ۷( ۳ / ۸٤‏ ) ء وغیرها . 

(۲) «الإصابة » ٤١ / ٤(‏ )» و«آسد الغابة » ٥(‏ / ۰۷۱ و« تهذیب الاسماء 
واللغات »( ۲ / ۲۱۲ ) ء وا المستدرك ۷( ۳/ ۲۸ ) . 


)۳( « الاستیعاب ) ( ٤‏ / ۳۹). وانظر : « این ( ص : ۰۱۸۷۰۱۸۹ < 


۳۲ 


٭ وسبق ى أبي حذيفة ۲ ا وهجرته إلى الحبشة مرتین ¿ » وإلیٰ المدینة 
المنوّرة ع هاتان الصَفتان تجعلانه من الخیار الأخیار » آضف إلى ذلك أنه 
فرش من آهل تر | لمنفور لهم من العزيز التفار » يدك عليه قول ال 
المختار ية : « ۰۰ . لعل الله اطَّلعَ على أهل بَدْرٍ فقال : اعملوا ما شنتم 
فد عفرٹ لكأ '" . فاکرغ بمن غفر آله لهم ! : 
لصتم الب ما شاووا ایهم هم آهل بدر فلا يَخْشَونَ من خرج 
و آنشد الرّياشي لرجل من قریش : 
با سائلي عن جيار الاد صسادفت ذا الیلسم وا 
خیس از العبادٍ جميعاً قريشٌ وخييرٌ قريش ذوو الهجره 
7 ۶ رم 
* أسلم أبو حذيفة إسلامَ الأصفياء ؛ وكان في ريعان الشباب حول 
الگَلائین من عمره » لم یدفغةٌ إلى الإسلام رغبة من رغائب الڈُنیا » فهو واحدٌ 
من أبناء ذروة الشّرف والمكانة في قريش ء دلفَ إلى الإسلام في مشرق فجره ء 


و« المستدرك ۷( ۳/ ۲۷ ) . 

)١(‏ کشف ابن درید الحجاب في ١‏ الاشتقاق » عن شيء من سيرة سیّدنا أبي حذيفة 
واشتقاق اسمه » فکان مما قال : « أبو حذيفة بن عتبة > شه بدرَمُسلماً » ول يوم 
اليمامة . و« حذيفة 4 : تصغیر حَلُفة » واشتقاقه من هلذا ؛ والحڈف : ضَرْبٌ من 
شاء الحجاز غار الجروم ۰ وفي الحدیث : « تخلّلكم الشیاطینْ كأنّها بنا 
حف » . آریکون تصغير حَدّفة من قولهم : حذفْث لك حذفة من لحم ؛ أي : حل 
وحرّة هَ . وأعطيثه حذفة من أديم ؛ أي : بعض آطرافه . وكذلك الحذافة أيضاً » وهو 
اسم . وحذفت الارنب بالعصا ء إذا رميتها بها » ومن أمثالهم  :‏ فلان بين حاذف 
وقاذف »© إذاوقع بين أمرين مكروهَيْن . « الاشتقاق 4( ص : ۸۲ ) بتصرّف يسير . 

(۲) قطعة من حديث آخرجه مسلم برقم : ( ۲٤۹٤‏ ) ؛ كما أخرجه البخاريّ في 

« صحيحه » ؛ وغيره من أئمة أهل الحديث والعلم . 


۳۳ 


عو ۱ o‏ ہے 7 0 1 5 . 58 ےرک 
لا يريد سویٰ وجه الله - عر وجل ومرضاته » ومرضاة رسوله ية . 


چا وعلی الژغم من سيادة أبيه عتبة » ومكانته الگبریٰ في قريش ۰ فا 
آبا حذیفة وأمثاله من السّابقين کانوا یعیشون حياة البلاء والاضطهاد داخل 
بيوتهم وخارجها > ویُژدُون فوق آرض مكّة وبطحائها » يتجرّعون مرارةً 
الصّبر » ويتوقَّعُون البلاء في کل لحظة ء ویترقبون العذاب يُصبٌ عليهم من كل 
جانب » وقد تفتّن المشركون في إظهار الأذیٰ لھلؤلاء تفشّاً عجيباً » ثبت أمامه 
المسلمون ثبات الوّواسي الأعلام 

* كان أبو حذيفة ابت الأساس في إيمانه »> أسلم قبل أن يدخل 
رسول أله ية الدّار الأرقمكة مستسراً بدعوته ء متخفياً بأصحابه عن طواغيت 
الشرك وفجّارهم الذين كان عتبة بن ربيعة في طليعتهم ؛ ویش آزره آخوه 
شيبة بن ربيعة » وابنهُ الوليدٌُ » وعدڏ من كُبراء بني عبد شمس ممّن لم فد 


آنوار الإسلام إلى قلوبهم القاسية ۰ وعقولهم المتحجّرة 


# ومن خلال قراءة السّيرة النَّويّة ؛ عرفنا أنَّ عتبة بن ربيعة واحد مكّن 
عارض الدّعوة الَّويّةَ » وحاول أن يسدّ منافد اور عن قلوب أولاده وأعينهم 
وبصائرهم ۰ بل كان يصدٌ عن سبيل اللہ - عر وجل - بكلّ سبيل ء وللكن لم 
صل في الصا لدرجة أبي جهل ٭ وعقبة بنِ أبي معيط » وغيرهما من لئام 
المشرکین وفجرتهم وآخابثهم ء وإنّما كان يسلك طریق ی الحوار والمفاوضات 
وتبادل الاراء مع ال يي » لذلك رضيئُْ قريشٌ سفیرها اللَاطق بآرائها في 
محاورة ای بي ليشنية عن دعوته إلى اللہ عر وجل - یر في الشلك 
والجاه قائلا له : یا بن آخي . ۰ . نك قد آتیت قومك بأمرٍ عظیم ؛ فءفت 
جماعتهم » وسقهت به آحلامهم ۰ وعبت به آلهتهم ودينهم » وکثرت به من 
مضی من آبائهم ۰ فاسمع مني حلی آعرض عليك أموراً تنظرٌ فیها ء لعلّك تقبل 
منها بعضها . فقال له الصَادق المصدوق بل : « يا آبا الولید َسْمَمٌ ۷ . 
قال : یا بن آخي » إِنْ كنت إِنّما ترید بما جشت به من هلذا الأمر مالاً » جمغنًا 
لك من آموالنا حنَّ تكو آکثرنا مالا » وإن کنت تریذ به شرفاً سوّدناك علینا 


۳ 


حى لا نقطمٌ آمراً دونك ۰ وان كنت تریدُ به مُلْكاً ملّكناك علينا » وان کان 
هنذا الذي يأتيك رئياً تراک لا تستطيعٌ ره عن نفسك > طلبنا لك الت 


سے 


وبذلنا فيه آموالنا حنَّ نبرئك من فإلہ رما غلب الَا بع على الرّجل حت ۳2 


یتداوی منه ۳۷ . 


# سمع الحبیبُ المصطفی ی من عتبة وأسمعه . ثم آعاده إلى ملا 
قریش إعادة عجيبة وصحبحة آعاده ہوجو غير وجهه الذي آتیٰ ل به إليه من 
عندهم باعتراف الملا القرشيٌ نّ آجمع ء فهو قد ذهب إلى رسول ال 2 بوجه 
المغرور » المتعالم › المتعاقل » الذي يبرم م ویفتل برقة مصطنعة ۰ وعرضص 
عل رسول اللہ ي حماقات يحيّها الجاهلون » ويرضئ بها أصحاب العقول 
المنفوشة ؛ والمدارك الخاوية » بيد أنَّ رد الصَّادق المصدوق بي على عتبة 
كان را جمیلا آخرجه من غروره وفتونم وطغيانه ء فقد قرأ عليه آیات من نور 
ال الحكيم التي آنزلها الله عر وجل - عليه ليخرجّهم ويخرج الحياة كلها 
معهم من ظلماتٍ تخل المُقول والحياة ؛ إلى نورٍ یکتسخ اللمات ۰ ويجعل 
الحياةً فاضلة كريمة لها معناها في ظلال الهدي الاللهی ۰ وفي فيء عبادته جل 
وعلا . 

* كان أبو حذيفة يرئ هلذه الأمور كلَّها » ويدركٌ ببصيرته ظَلْم أبيه 
وقومه لمربّيه ومعلمه رسول أل ية > ورأئ أذيّة المشركين للمؤمنين + 
وما كانوا يعاملونهم من الضَّرب الشّديد » والإهانة البالغة » حتّئ برقت فُرجة 
أمل حينما رای رسول الك ما يصيبٌ أصحابَةُ من البلاء ؛ فقال 
لهم : « لو خرجتم إلى أرض الحبسّة » فَإنَّ بها ملكاً لا يُظْلَمُ عنده أحدٌّ » وهي 
أرضٌّ صدق ء حنَّئ یجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه » . 

د سمع أبو حذيفة التُوجية وی بالهجرة ء فهاجرَ في الهجرة الأولئ 
إلى الحبشة ومعه امرأته سهلة بنث سُھیل ء ثمّ هاجر الهجرة لثانية مع زمرة 


. ) 57 / ۳(٠ البداية والتھایة‎ ١ : انظر‎ )١( 


۳۵ 


المهاجرين ۰ ثم عاد إلى مكّة , ومن ثم ماجرّ إلى المدينة مع جميع 
المسلمين ؛ ونَّعِمَ هناك بالمعيّة البَُوقَة ؛ والأنوار المحمّديّة . 


أبو حذيقة بين رجال الإسلام : 


٭ انطوت المرحلة المكيّة » والهجرةٌ الحبشيّة » واستقه 
أبو حذيفة ‏ رضي اللہ عنه - بمكّة المكرمة ملازماً ال بي على شظفب 
العیش ؛ وقسوة الحياة » وظلّ ابت العقيدة على الگرحید وعلیٰ الدَّعوة 
إلى الله عرٌ وجل ۰ وخلع الشُرکاء والأنداد بشدائدها وآزماتها وقسوتها › 
وثبت مع الصّابرین على اضطهاد قريش ۰ وفنونِ تعذیباتھا وبلاياها التي تصبّھا 
على المؤمنین ۰ وعلیٰ كل مؤمن ابع الهدي النَّبويّ » وان کان من كبراء 
القوم ‏ وعلیا بيوتاتهم . 

٭ وعلیٰ الرّغم من هلذا الجو الممضّ الخانق ۰ فان سيّدنا 
آبا حذیفة - رضي ألله عنه - ظل راسخ الایمان » قوي العزيمة ء نقي السّريرة » 
حى هاجر إلى المدينة المنورة فیمن هاجر الیها من رجال عصر القْوَة » ونزل 
هو ومولاه سالم علی عبّاد بن بشر ۰۲۳ ولمّا كانت المؤاخاة » آخیٰ 
رسول أله بي بين آبي حذيفة » وبين عبّاد بن بشر ‏ رضي ألله عنهما 
وأرضاھما ”'- . 


٭ فی المدينة المنوّرة تبوّأ سیّدنا أبو حذيفة منزلة سامقة بین الصّحابة 


)١(‏ انظر هلذا في : « البداية والتّهاية » ( 1 / 18-57 ) وغير ذلك من مصادر السّيرة 
التَّوبّة العطرة . 

)٢(‏ اقرا سيرة الصّحابي الجليل والبطل المتالّق عبّاد بن بشر الأنصاريّ في الباب الاني من 
موسوعتنا ‏ فرسان من عصر اه" (ص : ۱۱۳۵۹۸ ) ۰ ففي سيرته اس 

(۳) انظر فى هلذا الأمر : « طبقات ابن سعد »( ۳ / 86 ) . 


۳۹ 


الأعلام » وكانت له مكانة لائقة عند الحبيب الاعظم ی > وكان محل التق في 
کثیرِ من المهام الحربية » فقد كان أبو حذيفة - رضي الله عنه أحد أفراد سريّة 
حمزة بن عبد المطلب - رضي ألله عنه - إلى سيف البحر ۶ كما كان من 
آفراد سرية عبد اللہ بن جح © - رضي اللہ عنه - إلى نَخْلَة ۲ ۰ وخرج بعد 
بدر مع سرية آبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي “ -رضي ألله عنه - إلى بني 
آسد ”۶۶ . 


٭ وشهد سيّدنا آبو حذيفة رضي الله عنه ‏ المشاهد كُلّها مع 
رسول اش يكل » وكانت غزوةٌ بدر آوّل مشاهده وأعظمها ء وكان فيها جندیاً 
مخلصاً من جنود الوّحملن أهل الفضل > وذوي السّابقة الذين رضوا بالإسلام 
دین وم قوا حَجب الجاهلیّتی ٠‏ ومواريثها العمياء > وصبروا على لاواء 
المحن » واعتصموا بحبل اللہ » حى آدال الله عر وجل - لهم طغاة الشرك ء 
وطواغيت الکفر › > فتصرهم الله عو وجل - في آوّل معركة بین أولياء 
الرّحمئن ۰ وأثباع الشّبطان » وفتل فيها أشراف قريش وصناديدهم ۰ ویر فيها 
كبراؤهم ؛ وأَسْلَم الباقون أَرجِلَهُم إلئ الفرار ونجوا بنفوسهم ؛ وقلوبُهُم تخفق 
وَجَادٌّ وخيفة من الهزيمة » وكان عتبة بن ربيعة والد أبي حذيفة من أوائل 


. ) 9 / ١ ( انظر تفصيل ذلك في : « المغازي »للواقدي‎ )١( 

)۲( اقرا سيرة الصحابي الجليل عبد ألله بن جحش - رضي اللہ عنه - في كتابنا : « رجال 
مبشرون بالجنّة ٤‏ ( ص : ۲۸۰-۲۲۲ ) ؛ إذ او سيرته تصقل انوس وتهذبها ‏ 
والکتاب مطبوعٌ بدمشق - دارابن کثیر .ط : ۵ ۲۰۰۳ م . 

(۳) «المغازي )۱(4 / ۱۹) ء وا رجال مبشرون بالجة "۱ ص : ۲۷۰) . 

)٤(‏ اقرأ سيرة الصّحابي البطل الشُجاع المقدام أبي سلمة المخزومي في الباب الأوّل من 
موسوعتنا « فرسان من عصر ابره 4 ( ص : 1۳۵ - ٤٤۷‏ ) » ففي سيرته زاد لمحبّي 
الشّجاعة والاقدام ومحبّي الوفاء . 

. ) ۳4۵ 7۱۱۷ «المغازي‎ )٥( 


۳۷ 


المُْجّندلين من المشركين » وجلل إلى جانبه أخوهُ شیب بن عتبة » وولده 
الوليدٌ في المبارزة التي حصدهم فيها آسَادُ اله وأبطال المسلمين : حمزة بن 
عبد المطّلب ”2 » وعلی بن أبي طالب » وعبيدةٌ بن الحارث الهاشميّون 
الأبرار - رضي الله عنهم وآرضاهم - . 

٭ فى بداية هلذه المعركة الفاصلة كان لسيّدنا أبى حذيفة ‏ رضی ألله 
عنه - موق یقطد بالجّمال الوا والاخلاص الكامل لله عر وجل - 
وللدسول بيه » وهلذا الموقفُ لا یثبث آمامه إلا العجال الاصفیاء الاقویاء 
الذين يختصّهم لله عر وجل - بشمائل كريمةٍ » ومحاسن فريدة » لیکونوا 
قدوۃً لمن خلفهم من النّاس في جميع الأزمانِ والأعصار . 

اد قدّم الواقدي في « مغازیه » صورةٌ متألّقة للموقفب الفريد الذي قام بو 
أبو حذيفة - رضي الله عنه - يوم بذرٍ فقال : « وكان عتبة بن ربیعة حين دعا إلى 
البراز ء قام إليه ابثه أبو حذيفة یبارژه » فقال له رسول اللہ بل : « اجلسن » . 
فلا قامَ إليه التّمر أعان أبو حذيفة بنْ عتبة على أبيه بضربةٍ  »‏ . 


٭ وذکر ابنْ الأثير » وابن عبد البڑ » وغيرهما : أنَّ أبا حذيفة قد ذعى 
إلى براز أبيه يوم بدر » فمنعه الحبيبٌ المصطفی بيه » فبلغ أخته هند بنت عتبة 
ذلك » فهجِثه ببيتَيْن من الشّعْر لم تَضْدّقَ فيهما الوصفٌ ء فقالت : 


(١)‏ اقرأسيرةً سيّدنا حمزةً بن عبد المطلب - رضي الله عنه - في الباب الأوّل من موسوعتنا 

| اللطيفة : « رجال أهل البیت في ضوء القرآن والحدیث ‏ (ص : ۳ -۱۲۱) 
فسيرته إمتاع للأسماع . 

)٢(‏ اقرأسيرة سيّدنا علی - رضي ألله عنه ‏ في الباب اللّاني من کتابنا : « رجال أهل البیت 
في ضوء القرآن والحدیث »( ص : ۷۹ ٥٩۷‏ ) فسيرته تحفة علميّة لمن ب يحب آهل 
البيت أجمعين . 

(۳) «المغازي »(۱/ ۷۰). 


۳۸ 


ل الأنْمَلٌ المشؤومٌ طائرة آبو خُذّیفة شر الاس في الڈین ” 

* وكتب ابن الأثير عقب هلذين البَيئَيْن ما صورته : « كذيّث ! بل كان 
من خير النّاس فى الذَّين ‏ رضى الله عنه -۷ ء اما ابن عبد البة فأفادَ بهلذه 
الكلمات : « بل كان من خير الئّاس فى الدّين » وكانت هى ذ قالت هنذا 
الشعر من شر النّاس في الین » . ۱ ۱ 

٭ ونحنٌ نقول : « لقد هدی اللہ -عوٌ وجل - السَيّدة النّجِيبة هند پنت 
مد ارس ٠‏ ويح علئ قليها وبصيرتها يوم نج ا المكزمة » تالم 

حشُنٌ إسلامها » وكانت من المبايعات المهديّات اللواتي لهنٌ في تاريخ نساء 
الاسلام نصيت » وقضمها فی بیعة الّساء مشهورة متام عند الخاص والعام : 
وأخبارها مشهورةٌ ء وأحوالّها مذكورةٌ ‏ رضي الله عنها » © 

* لقد كان موقفُ سيّدنا أبي حذيفة ‏ رضي ألله عنه - ین بمیزان 
سدق والإخلاص ۰ وهو يرئ با وأخاۂ وعمّه صرعئ كأنّهم أعجاز تخل 
خاوية » رآهم فوق صعيد بَدْرٍ مع أكابر المجرمين ۰ ورسول أله بي يخاطبُهم 
بعد أن عدَّدٌ أسماءهم : « ... هل وجدتم ما وعدّكم ربكم حقاً ء فقد وجدثٌ 
ما وعدني تي کے 


هذ في وخ أي سان عب - رضي اله عه - ٠‏ فرة کیب قد ير ؛ فقال 
ل آله لا : « لعلّك دخلك من شأن أبيك شي؛ *3؟). 


(۱) «أسد الغابة » ( 5 / ۷١‏ ) ء و« الاستيعاب ۷( / ۰ ) ء و« طبقات ابن سعد » 
(۳/ 368 ) » و« المستدرك» (۳/ )۲٢۷‏ ء وا سير أع لام الب لاء » 
١155 /۱(‏ ) . وقولها : « الأثعل » : مرادف الأسنان . و« محجون » : معوج . 

(۲) للمزيد من أخبار السّيدة الحصيفة هند بنت عتبة اقرأ كتابنا : « بيعة النّساء ذ في القرآن 
والسّيرة » ترجمة هند ( ص : ۲۳۱-۲۲۰ ) تجد فوائدٌ سان » ومفاهيم ينبغي أن 

۳۹ 


قال : لا ء وألله ما شککت في أبي ولا مصرعه ء وللکتّی كنت أعرف من 
أبي رأياً وحلّماً وفضلاً » فكنْتُ أرجو أن ب يقرّبه ذلك إلى الإسلام ء فلمًا گا رایت 
ما أصابه » ذکرثٌ ما مات عليه من الکقر بعد الذي کنث أرجو له ۰ أحرّننى 
ذلك . فدعا رسو الہ ية لابي حذیفة بخیر وقال له خير ”© . ۱ 
٭ آزت الوقث الآن کی نستظلٌ تحت ظلال ملذه الدّوحة الأدبية 
الوارفة » لِنریٰ موقفَ هنذا الصٌحابیٌ الیل إزاء مقتل أبيه » وكيف دَعَا له 
رسول ال ا بالخير : 
قد كان عُتِة أوَلَ القَتْلیٰ من المتقدّمين 
یسوم المب‌ارزة الشهيرة من صُثُوف الكافرين 
قد كان من خير الرّجالٍ المشركين المُصّلحين 
وب و حذيفة ابڈے في المسلمیسن الكَابقين 
لما رأئ لاه بين المُشركين الهالكين 
وراه ألقِي في القليب وج سل الآخرين 
لت الكآبة وجه ے خرن رأی ذاك الأمين 
سال ال رش ول ابا حذيفة في دوہ المستبین 
هلأنتَ في شك لقتل سك بين المشركين 
فأجاب کل يا رس ول اله ني في يقين 
لکش قد كان فا عفسل وفضشل العارفين 
قد ساءني ما نسالے اد صبار بين المُجرمين 
قد کنت آرجو أن ينال الفَضسل بين المسلمين 
لما رایس ممائه في الكفر صزث أنا الحزين 


)١(‏ «أسد الغابة» (5/ ۷۱۔ ۷۲) ء وانظر : 92 السّيرة النَبِويّة الصّحيحة » لإبراهيم 
العلي ( ص : ۲۵۲-۲۵۱ ) ء والحديث أخرجه الحاكم في « المستدرك » 


(۳/ ۹ )ء وقال : « صحيح علی شرط مسلم ولم يخرجاه » . 


30 


ندعا لے الهادي بخير والهدئ في المهتدين ۲ 


د إن الایمان في منهج الا سلام لا یمیت المشاعر البشريّة » وللکكته 
يجماها تسان عايا في سماء الفضائل ٠‏ ومن سنا له المشاعر » قن متا 
قبسته الرّيشة العرجونبة المتألّمَة البارعة التي تقو : ۷ هلذه فريدةٌ من فرائد بَذْرٍ 
تل ماب ين یمان في ڈوو الین + والماطف ین قمّة الوفاء 
اوي » وقد ارتفع فيها الإيمان إلى مجالاته من السّمو والؤسوخ ء فكان في 
يقينه ظلَُّ أظلّث هنذا المومن الق فحمئهُ من هزَّاتِ المشاعر العاطفيّة » ومضئ 
مع إيمانه إلى منازل الشّهداء ؛ لا الإيمانَ في منهج رسالة الخلود لا یمیت 
المشاعر البشريّة » وللکتّہ یھڈبُھا فیحو لها من عصبية جاهليّة إلى وفاء 
لا ینکره م المنهجُ في تطبيقه العَمَليّ » فایمان آبي حذيفة - رضي ألله عنه - یمان 
لا تهرّة زلازل الأحداث ۰ فهو اذ پری أباه 06 فی آشرافب قریش كافراً 2 
ويُلْقَى معهم في قُلَيْبٍ بَدْرٍ » يأخذه أسففُ العاطفة البشريّة وفاء لهدذا الأب ؛ 
ويظلٌ أبو حذيفة مُزْمّلاً بإيمانه الواسخ رسوخ الأطواد الشّامخات ۰ فلا يزيد 
على أَنْ يعروه الاكتئابٌ على ما فات أباه من خير كان يرجوة له بالهداية إلى 
الإسلام . هلذا موق من المواقف الآزمة التي يعتلي الایمان صهوتها ؛ ؛ لتكون 
سطراً من أسطر منهج الرّسالة في التطبيق الذي لا يلوي عنق الطبيعة البشريّة في 
عاطفتها وحنانها اللذَّيْن عبر عنهما اكتئاب أبي حذيفة » وتغيّر لون وجهه حینما 
رأئ آباه يُسْحَبٌ إلى القليب . والواقع الذي عبّرت عنه الرّواية أنَّ اکتتاب 
ای حذيفة :الما كان أثرا من آثار یاه > تمكل في تطبيق منهج الڑسالة في 
صورة معبّرة عن حبٌ أبي حذيفة - رضي الله عنه - لعقيدته ودينه » ورغبته في 
أن تسري رسالة الهدى التي آمن بها إلى القلوب ؛ لتنيرها بإشراقها » وأحق 
القلوب وأحبّها أن تتبوّأه رسالة الایمان والهدی هو قلبٌ والدٍ كان له من فضائل 
الانسانیة قسط جعل ابتّه المؤمنَ الصّادق یرجو له أن یکون متبواً لها » ولك 


. ) ۲٤٤ / ۲(۲ تغريدةٌالسّيرة التَوبّة‎ ١ )١( 


2 


سوابق الاقدار لا تخضعٌ لرجاء الراجین > وقد قال الله تعالیٰ لنبیّه : تك لا 
تہدی من بيلك ون الله بہد ری من متا > [ القصص : ۵7 ]۰ ° . 


* كان موقف سیّدنا أبي حذیفة بن عتبة - رضي ألله عنه - يوم بدر موقفاً 
محفوفاً بالأزمات التّفْسيّة الشّديدة العاتية » وهئذه الموافف من ا الله 
بها عباده المؤمنين من المسلمين السّابقين الأوّلين ؛ لیمحص بها إيما 
ویصقلهم ويخَلّصَهِم من شوائب الجاهليّة وموروثاتها الصَّلاليّة التي کان 
متمكنة من قلوب بعض العرب وعقولهم » ولا سیما مجتمع مكة الوثنئ 
الجاهلی الممزوج بأكدار الشرك وظلماته . 


3 استطاع سیّدنا أبو حذيفة أن ينجحَ ویفوز بشهادة الامتباز » فتخطیل 
تلك المصاعب + وحظي بلشعادة ء وفاز بتقدير رائع يوم بدر ۰ وتخلب عل 
العاطفة الشَخْصكئَة عند أنه » أن له قفا آ ده خاف منه ذلك 

2 بيه » غير مو ر في 
اليوم » تریٰ ما الموقف ؟ وما التعبير ؟ 


كلمة وكفارتها : 


جا مَنْ ينظز إلیٰ حياة الصحابةٍ الكرام مع الحبيب المصطفیٰ وَل يلق أنھم 
خرجوا من الشّهوات التّفسانيّة » ومن الاباء والأقربين والعشائر والموال 


)١(‏ « محمّد رسول اللہ » (۳۱/ 14۷ ) . وهلكذا عاد سيّدنا آبو حذيفة بعد حواره مع 
لس و إلى إشراقة الایمان » عاد وهو هادیء وادع بعد الحدیث الرّحيم الوخیم مع 
ان روف الرّحيم یو » وأجاب عن تساؤل ال ية بان ما ظهر عليه من الحزن 
والاکتاب » لم يمسي إيمانه » ورسوخ يقينه من قريب أو بعید » وله كان نا علی 
فوات ما كان یرجوهٌ لأبيه في شرفه بين قومه » وفضله في عقله من الدّخول في 
الاسلام » فلمًا رأئ مصيره في نهايته التي لا سبیل إلئ تلافيها أحزنه ذلك » وهلهنا دعا 
له سيّدنا وحبيبنا رسول الله و بخیر » وقال له خیراً ء وطیّب خاطره › وانَسَّهُ بحسن 
الحديث وجميل الأحدوثة » فصلى الله على معلّم الاس الخير » وحشرنا تحت 
لوائه . وعفاعتّا بفضله وكرمه ومته ولطفه . 


2 


| بحب ال عر وجل » وحبٌ رسوله یو > وشيّدوا محاسن 
المكارم » وفتحوا البلاد » وقادوا بحصافتهم العباد . 

# كان سيّدنا أبو حذيفة - رضي آله عنه ۔ من هلؤلاء الرّجال الآفذاذ 
الذين صدقوا ما عاهدوا اللہ عليه » وبرُوا رسول ا كي في جميع المواقف 
يُسْرها وعسْرها ء وإذا ما بدرث من أحدهم هفوةٌ » استدرك ذلك ۰ وثاب إلى 
جادّة الصواب ء وآب إلى باب الكريم الوهّاب . 

٭ ففي غزاة بدر » ألقئ سيّدنا أبو حذيفة كلمة في موقي حرج » وللکتّہ 
عاد إلى المسار الصّحيح ء فقد سمع أبو حذيفة - بعد أن فرغ من محنة أبيه 
ومقتله أ رسول أله يت ينيئ عن قثل اح من بني هاشم ؛ لالہ يك قد عرف 
بالقرائن والإمارات أَنھم قد أَخْرِجُوا إلیٰ بدرٍ کرهاً » لا يريدون قتاله › 
ولا حاجة لهم بقتال أحد من رجاله وأصحابه من المهاجرين أو الأنصار ؛ 
ويؤكّدٌ رسول اللہ ككية د هيه العام لعدم ثل أحدٍ من بني هاشم بنهي خاص » 
يخصنٌ به عمّه العبّاس بن عبد المطّلب ‏ رضي اللہ عنه - » وبعض رجال من 
أشراف قريش کانوا مقاربين . فيقول بل » كما ذكر ابنُ إسحاق عن 
ابن عبّاس - رضي آلله عنهما أنه طا قال لأصحابه يومئذٍ : « إِنّي قد عرفت أنَّ 
رجالاً من بني هاشم » وغيرهم قد أخرجوا کرهاً ء لا حاجة لهم بقتالنا ؛ فمن 
لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله » ومَنْ لقي آبا البَختريٌ بن هشام بن 
الحارث بن أسد فلا يقتله ۰ فا نما خرج مستكرهاً » . 

0 في هلذه اللحظات تب العاطفة البشريّة ع وتستحوذٌ علئ مشاعر 
أبي حذیفة للحَظات ‏ فقد تصور أباة وأخاه و عبَهُ لون آنفاً في المبارزة 
العادلة بسیوف هاشميَّة ہیی ویتمتّل العبّاس يُجاري الملا القرشي » نم 
طالب بالفداء . . . . تمثّل سيّدنا آبو حذيفة هلذا كلّه » وهو نان ذو مشاعر 
وعواطف كغيره من بني البشر ممّن يتأتّرون بالمواقف العاطفيّة التي تتعلّق 
بالأبّة والأخوة والعمومة والأمومة وما شاه ذلك » فلم يملك نمه أن 
قال : « أَنْقَيُلٌ آباءنا » وأبناءنا » وإخواننا ؛ ونترك العبّاس ؟ وآلله ! لئن لقیلہ 


30 


لأَلْحَمَئَهُ - أو : لالجمته ۔بالگیف ) . 

٭ بلغت کلماث آبي حذيفة سمح الحبیب المصطفی يي فلم یاه 
وخشي أنْ يولّدَ ذلك في بعض قلوب التّاس شيئاً من وساوس الشٌیطان 
وتسويلاته » فيوقمُهم في مصایده وحبائله » ویجعلهم يضطربون في الاوهام 
والنون » فالتفت ل إلى سيّدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقال في 
تساؤل لطیف : « يا آبا حفص ! أيُضْربٌ وجه عم رسول ال بالسَّيف ؟ !24 . 
فنظر سيّدنا عمرٌ إلى أبي حذيفة نظرة عَضَبٍ » وقال للحبييب 
المصطفیٰ ل : « يا رسول اللہ ! دعني فلأضرب عنقّه بالسّيف ء فوالله لقد 
نافق » . 

# للك رسول ا پل كان مُذْركاً لما قاله أبو حذيفة ؛ إذ إِنَّ آبا حذيفة 
لم یل ما قال الا في لحظة ضعفب عاطفيّة » وئورة نفسيّة تلبت عليه » ولم 
یقصذ بقوله مخالفة الأوامر المحمّديّة » ولا النَّواهى النَبَوبّة » فترکه اة حى 
ثاب إلئ جادة الح » بعد أنْ هدأث عاطفته » ومن ثم رگن إلى محضن 
الایمان » وارتمی بین اأحضانِ النّدم على ما أسلّفَ من القول بح سيّدنا 
العبّاس - رضي الله عنه - » وأدرك أنَّ قولّه هلذا لا یکره إلا أنْ يُكتّب في عداد 
الشّهداء ء وكان - رضي الله عنه ‏ يقول : « واش ء ما آنا بامن من تلك الكلمة 
التي قلت بو ء ولا أزال منها خاتف ‏ إلا أن تکُڑھا عي الشّهادة » . 

د ظل سيّّدنا أبو حذيفة كذلك حى ' آناله الله عر وجل - كقّارته التي 
تمنّاها ء فقتل يوم اليمامة شهيداً رض أله عله 20 

٭ والآن يحلو لنا اللقاء مع التّفحة المنعشة التي تستوعبٌ عصارة 
ما فصّلناه في السّطور السّابقة » فنرتوي من زلال معينها ؛ وننعم في جمال 
معانيها ورقّة مغانيها : 


۰۲8۸-۲۷ / ۳ ( ۰ و« المستدرك‎ » ) ۲۸٤ / ۳ ( )» انظر : « البداية والٹھایة‎ )١( 
. و« طبقات ابن سعد »( 5 / ۱۱ )مع الجمع والتّصوّف‎ 


٤ 


هلذا رسسول اله موصي صحبّے المتحشین 
فیقول او بني هاشم أخرججوا مُستكرهين 
أيضاً رجال غيرّمئم جازژوا لحرب كارهين 
لاتقتشوهم ان ٹُسوثُے وائسرهُومُے سَالمين 
لا تقتلسوا العتاسنَ أیضساً في عدا المُشسركين 
في السّامعين أبو حذيفة في يداه المسلمين 
فیقسول ان تنا للا ے د والبتين 
اسر الاس یا دوتهسم هلا ٹھیسسن 
هلذي المقالةٌ بت للمصطفی من صسادقیسن 
المصطی نادی أبا حفص نداء العاتبين 
فیقول قال أبو حذيفة مثل قول الرافضين 
هل سرب البّاس عم محم نے كالمجرمين 
مسر يقولٌ إلى ای فذاك فر عن يقين 
دعني لأضے بے سيفي فهو حَدٌ الكافسرين 

٭ تابع أبو حذيفة رحلتهُ الإيمانية > فشهد المشاهد جمیعها بالمعبّة 
التَويّة » ويوم فتح مكة أتئ بِأَحْتَيهِ فاطمة وهنْدٍ بمّي عتبة » وبايعتا الحبيب 
الأعظم يك ء وکتبتا من أهل السّعادة ممّن نِلْنَ الصّحبة التَبُويّة » وأكرمْ بها من 
صحبة ! 

* آگا أبو حذيفة فنال الرّضا النويّ ؛ إذ توفي سيّدنا رسول اللہ لا وهو 
راض عن فا أبي حذيفة أحدٍ المخلصين في عفد رجاله الميامين - رضي اللہ 
عنهم آجمعین - ۱ 

د وفي عهد خليفة رسول أله َة سيّدنا آبي بكر الصَّدّيق عليه سحائب 
الرّضوان نجَم المرتدّون ۰ فدعا الرّجال الأبرار ء من المهاجرين والأنصار › 
إل رفع ۳ العزيز الجڳار » وقتال المرتذین الاشرار ۰ بزعامة مسيلمة 


0 


الکدّاب الختار ؛ فأسرخ سیّدنا أبو حذيفة في مقدمة المجاهدین المهاجرين 
والأنصار ‏ لعلّه ينال الشهادة من الوّحيم الغمّار . 

* وتحت القيادة الخالدكة البارعةٍ آحذ أبو حذيفة يحمل على المرتدین 
أمام المهاجرين ۰ فلا نال زیڈ بن الخطاب - رضي الله عنه - الشّهادة » حمل 
أبو حذيفة اللواء > وصاح بأصحاب رسول ال 55 يحمّسهم : « يا آهل 
لقرآن .زا القرآن بالفعال » ۰ وصاح وقتها سيّدنا الد ؛ بن الوليد سیف اللہ 
صبحتّه المباركة : « وامحمداه 4 فدلاً جموع المرتذین بصيحته » وصالت 
سيوف المسلمین في رؤوس بني حیفة المرتڈین ۰ فما بغرا أن وا منهزمین » 
ونصر الله المسلمین » وحظي آبو حذيفة بالشّهادة » وعمره ( 07 عاماً , 
أو٤٥‏ عاماً ) ء وبلغ الوجل مناه ء فعاش حمیداً ء ومات شهيداً » وزيّن القرآن 
بالفعال » فرضي له عنه وآرضاه » ونفعنا بسیرته وسيرة الصّحابة آجمعین . 

رھ ےھ هم 


ا 


قح 
جی سے فی 
سکس اجن لازو ’ےی 


.1ت لات رمات ت ۹۶۳۰م ۸ہ ۸مہ 


و و لد 
زید بن الخطاب 
رضی الله عنه 
# أخوعمر واکبسڑ منے ؛ أسلم قَبْلّه واستشهد قبله. 





5 
8 
26 


1 م2 0 مو 2 وام 7 
٭ شهد بدرا )2 وأحداً 2 والخندق ۰ وبيعة الرّضوان > وسائر المشاهد . 
* قال عنه عمر : ١ماهيّتٍ‏ الصّبا الا وآنا أجدٌ منها ريح زیدِ » . 


رخ 
جل يجري 
(سکس دجن ازو ںی 


WWW.TOSWaAFAt. COM 


برق 
جى سے ری 
سکس حي اوی 


COM‏ ۲51 ج بحات 0 اہی 


من آعیان الستَابقين : 

۳ لگا بزغث شمسُ الاسلام في العلاء » آرسلث سناءها إلى بی يطاول 
الجوزاء ؛ وهلذا البیث رفیع العماد ؛ له شأن ومكانة في آم القریٰ ۰ له بيت 
آل الخطاب الذي أتحف الڈُنیا برجالٍ زینوا جِيْدَ الدنيا في عصر او 
ولا یزال هم تتفتّحُ براعمه الجميلة إلى ما یشاء اللہ تعالی . 

# من هذا البیتِ المبارك نلتقی أوّل رجاله اسلاماً ولیماناً بدعوة 
الحبیب لاه » إِلَه زيدُ بن الخطاب بن نفیل . . . السَّيّدُ الشَّهِيدُ » المجاهد 
اك ۰ والمحبُ الحفیٌ ۰ والمخلصُ الوفیٌ » آبو عبد الرّحملن القرشي 
العَدَويَ ۰۲۳ آخو ستدنا أمير المومنین عمر بن الخطّاب لابیه > وآ 
آسماء بنت وهب الأسديّة › وأ عمر حنتمة بنتٌُ هاشم المخزوميّة > وکان 
أسنّ من عمر » وأسلم قبل - رضي الله عنھما۔ . 


٭ كان لزید من الولد عبد الؤحملن ء وآئہ لُبابة نت أبي لبابة بن 


)١(‏ ۲« أسد الغابة » (۲/ ۱۳-۱۳۳ ) ترجمة رقم : (٣۱۸۳)ء‏ و« سیر آعلام 
اشّلاء 6 (۱/ ۲۹۹-۲۹۷ ) ۰ وه طبقات ابن سعد ۷ (۳/ ۰6۳۷۸-۲۷۱ 
و« الاستیعاب ) (۱ / ۵۲۵-۵۲۲  )‏ وا الاصابء » (۲ / ۰64۸-96۷ 
و« التَّبيين في أنساب القرشیین ۷( ص : ۳۷۵۰۳۷6 ) ومصادر لا تحصی . 


۹ 


عبد المنذر » وأسماءٌ بنث زيد ٭ وأمّها جميلة بت آبي عامر بن صيفي ؛ 
وصف الژُواۃ والمصتفون سيّدنا زيداً فقالوا : « کان زيدُ بنُ الخطاب ری 
طويلاٌ ظاهر الطول آسمر » . 

* ظلٌ سيّدنا زیڈ مقيماً في مكّة مع ثلَّةِ السّابقين الأوّلين » وثبت على 
إسلامه ثبات الرّواسي » ولم تَلِنْ فناتهٌ مره واحدةً » ولمّا أذن الله عر وجل - 
بالهجرة إلى المدينةٍ المنوّرة » كان سيّدنا زیڈ من المهاجرين الاوّلین إليها ؛ إذ 
خرح مع أخيه القوي الأمين ۰ وعرٌ المسلمين عمر بن الخطّاب ‏ رضي الله 
عنه - في عشرين راکب وكان من هلؤلاء الرّكب : عبد اللہ بن عمرء 
وعیّاش , بن أبي ربيعة الملقّب ب : « ذي الژمحین ين » لشجاعته . وكانت هجرةٌ 
هاؤلاء هجرة قرو وعرٌ بصحبة فاروق الإسلام سيّدنا عمر ؛ لأنّهِ لگا هم بالهجرة 
لد یله ۰ وتاب قوسّه » وحمل في يده أسهماً » وج بكامل سلاحه ‏ 
ثمّ مضئ وطاف بالكعبة » وتحدّئ أكابر مجرمي قريش وقال لهم : « شاهت 
الوجوه ء لا يرغم آلله الا هلذه المعاطس ہ مَنْ أراد أن يكل أمّه » أو يوتم 
ولده ء أو يُرملَ زوجته ء فلبلقني وراء هلذا الوادي » ١١‏ 


3ت ولا تکاملث هجرة الصّحابة و توح بی السب ا کا 
الخطاب وبين مَعْنْ بن عدي العجلانی ۲ آحد رجال الأنصار الذين أحبوا ] ۳ 


. )۳۱٣ / ۳ (۷ انظر : سبل الهدی والّشاد‎ )١( 

 )۲(‏ معن بن عدي بن الجد الأنصاري العجلانی اللوي : من حلفاء بني مالك بن عوف من 
سادة الأنصار » كان یکتبٍ العربية بل الإسلام » والکاتبون عصر ذاك کانوا 
معدودين . شهد معر العقبة وبدراً وسائر المشاهد بالمعية التَبوبّة » وخاضّ حرب 
المرتدين يوم اليمامة ء وآبلی بلاء حسنا في تلك المعركة > واتخذه اللہ شھیداً ء وآخیٰ 
التب يله بيه وبين زيد بن الخطاب › فقّتلا يومئٍ . 


قال مجّاعة بن الرّبير الحنفيّ يصفٌ شجاعة سيّدنا معن لأبي بكر = 


۵ ۰ 


ورسولَهُ » وأخلصوا للاسلام » واستشهدوا من أجل إعلاء كلمة الله فی آرجاء 
الأرض . 

حضوزة المغازي النَبوّة : 

٭ سيّدنا زیڈ بُ الخطاب -رضوان اللہ عليه - من رجال عضر اللَْۃ 
الميامين الذين لم يغيبوا عن مشهدٍ من المشاهد النَّبويّة » وإنَّما كُتِبَ له شرف 
الجهاد تحت راية رسول اللہ يا » فقد شهد بدراً وأحداً والخندق وما بعدها من 
المشاهد ء كما شهد بيعة الرّضوان بالحديبية ۰۲ وانضویٰ تحت قائمة 
المرضيين الذين رضي اللہ عنهم ؛ إذ بايعوا الحبيبت المصطفی يي تحت 
الشجرة . 


را f 0 . PE u‏ 9 
٭ وكان لسپّدنا زید شأن عجیب يوم غزوة آخد ۲۳۳ ؛ إذ تألق بفروسيّته 


الصّدَّيق - رضي اللہ عنه - : « لقد رأیث معن بن عديّ يُعنق ‏ يسرع أمام القوم » 
فقال أبو بکر - رضی اللہ عنه - : «لقد ذکرت رجلا صالحاً " ؛ وکان معنٌ ممّن 
استّشهد يوم اليمامة سنة ( ۱۲ ه ) . 
وعن ابن عبّاس - رضي ألله عنهما - أن معن بنّ عديّ أحد الرّجلین اللذين لقیا 
آبا بكر وعمر - رضی ألله عنهما - ۰ وهما يريدان سقيفة بلی ساعدة » فقالا لآبی بكر 
وعمر : « لا علیکم ألا تقرّبوهم » واقضوا آمرکم ۷ . 
ولمّا توفي رسول اللہ یی بکی الّاس عليه وقالوا : « واش وددنا آنا متنا قبله » 
تخشی أن نفتن بعده ۷ » فقال معن بن عدي - رضي اللہ عنه - : « للکتّی وألله ما حب 
انی مت قبله حبَّْ أصدّقه ميتاً كما صدّقته حيّاً ؛ . رضی اللہ عن سیّدنا معن وحشرنافی 
معيته . ١‏ الاستبصار » ( ص : ۲۹۸-۲۹۷ ) ء و« سير أعلام التلاء » 
)١(‏ « الاستیعاب ۱(۲ / 077 )بتصژف يسير جداً . 
(۲) «آخد » : سمی أحد أحداً لتوخده بين تلك الجبال » وفى الصٌحیح قال الحبيبُ 
سمي بین : في : 
المصطفی بي : ١‏ أحد جبل يحيّنا ونحتّه » . 5 


ه١‎ 


ذلك اليوم تلا كريماً » في فص قصَّةّ جميلةٍ آسرة للمشاعر » ذکرها ابن سعد في 
« الطبقات » بسنده عن أبن عمر - رضي ألله عنهما - قال : « قال عمر بن 
الخطّاب لأخيه زید بن الخطاب یوم أحد : أقسمتٌ عليك الا لبشت درعي » 


فلبسهك > ثم نزعها ء فقال له عمرٌ - رضي ألله عنه - : مالك ؟ 
قال : ني آرید بنفسی ما تريدٌ بنفسك 4( 


1٠ 
N $ 


٭ في رواية الطبرانی عن ابن عمر - رضي ألله عنھما۔ : ١‏ أن 
عمرَ- - رضي الله عنه - قال يوم حل لأخيه : حل درعي یا أخي ! قال : أريد من 
الشّهادة مثل الذي تريد . فتركاها جميعاً » "° 

* قُلْ لي بربّك : با الوَجُلَين تُعجب بزيدٍ آم بعمر ؟ ! إِنَّ کل واحد 
منهما حريصٌ على الشّهادة » وعلئ أن یحظیٰ بمرضاة آلله ‏ عرٌ وجل - » ويوةٌ 
أنْ یگخذه الله شهيداً » لذلك اندفع كلاهما اندفاع الفدائيين » وظلَّ يجاهدٌ 
بسنانه وسيفه دون ٛ درع يقي ضربات الشّيوف ء ولسّعات الرّماح والحراب » 
وانحسرت المعركة عن استشهاد عدد كبير من الصّحابة ۰ الا أن سيّدنا زید بن 
الخطّاب کان من الذین آبلوا بلاء حسناً > ولم يصب في هلذه المعركة التي 
حرص من خلالها على الشّهادة . 

حظٌه من رواية الحدیث : 

* لعل اهتمام سيّدنا زيد بالجهاد والمغازي شغله عن رواية الحدیث 


ِ قبل : معناه أهلّه ؛ وقيل : لأنّه کان يبشّره بقرب آهله إذا رجع من سفره » كما 
یفعل المحبٌ . وبين أحدٍ وبين المدينة المنوّرة قرابة ميل من شمالها . 
وذکر الؤبیر بن بكار أنَّ قبر نبی الله هارون کل بخ وآله قدم مع 
موسی تاد في جماعة من بني إسرائيل حجّاجاً فمات هناك . وكانت غزوة أحد 
هلذه في شَہُر شوالَ من السّنة القّاللة للهجرة لو . 
)١(‏ « طبقات ابن سعد )( ۳ / ۳۷۸ ) ۔ 
(۲) انظر : « شرح حياة الصٌحابة ۱(۸ / ۷۹۱) . 


oY 


لو وحفظه ؛ لذلك لم یذکڑ هل الحديث له الا حدیثاً . قال 
ابن حجر ین : له فی الکتب حديثٌ واحدٌ فى اللّهی عن قتل ذوات 
البیوت » ۲ . 

# وقال الإمام الذّهبئٌ که : « حدّتٌ عنه ابن أخيه عبد اللہ بن عمر 
خبر النهي عن قثل عوامر البيوت › ورویٰ عنه ولده عبد الو حملن بن زيد 
ےرت5. ) (۲) 

# وحدیث قتل عوامر البيوت من الحیّات وغیرها آخرجه شیْخا آهل 
الحدیث في ١‏ صحيحيهما » من حدیث ابنِ عمرٌ عن التي بي قال : « اقتلرا 
الحیّات » وذا الطفيكين > والابتر » فاتهما یستسقطان الحَبّل » ویلتمسان 
البصر » . 

قال : « فکان ابن عمر یقتل کل حي وجدها فأبصر 
عبد المنذر » أو زیدُ بنُ الخطاب ‏ وهو یطارد حيّةَ > فقال 1۳ 


ذوات البیوت » ۳9 . 


. ) ۵1۸ / ۱۱» و«الاصابة‎ » ) ۱۱ / ۳ (٩ تهذیب الٹگھذیب‎ ١ )١( 
«سیر آعلام الثلاء » (۱/ ۲۹۸ ) ء و« تاريخ الاسلام » عهد الخلفاء الرّاشدین‎ )٢( 
. ) ۲۰ : (ص‎ 
آخرجه مسلم بهنذا اللفظ في الكّلام برقم : ( ۲۲۳۳ ) » وعلقه البُخاريٌ في بدء‎ )9( 
الق برقم : (۳۲۹۹) ء وآبو داود برقم : ( ٥٥٥٥)ء والثّرمذيّ‎ 
. )۱٤۸۳( : برقم‎ 
بضم الطاء » وإسْكان الفاء . قال‎ : ٤ ومعنی قوله ور « ذا الطّفْيتين‎ 
. العُلماء : هما الخطان الأبيضان على ظهر الحّة‎ 
و« الأبتر » : قصير الذنب + وقال نضژ بن شمیل که : هو صنفٌ من‎ 
. الحيّات آزرق مقطوع الذّنب » لا تنظر إليه حامل الا آلقت ما في بطنها‎ 
و« یستسقطان الحبل » : معناه : أنَّ المرأة الحامل إذا نظرت إليهما وخافت‎ 
= . أسقطت الحمل غالباً‎ 


or 


٭ وفي رواية آخریٰ ؛ قال سالم بن عبد اللہ : قال عبد ال بن 
عمر - رضى اللہ عنهما - : فلبثث لا آترك حيّة آراها الا قتلتها » فبينا آنا 
أطاردٌ حيّة يوماً من ذوات البيوت » مو بي زیذ بن الخطاب ٠‏ أو آبو لبابة وأنا 
آطاردها » فقال : مهلا یا عبد الله . 


فقلت : إل رسول اللہ گلا أمَر بفتلهر . 
قال : إِنَّ رسول آلله للا قد نھیٰ عن ذوات البیوت » . 


# وفي رواية : «حتّی رآني أبو لبابة بن عبد المنذر » وزید بن 


و« یلتمسان البصر » : معناه : یخطفان البصر ویطمسانه بمجوّد نظرهما الیه » 
لخاصّة جعلها اللہ تعالیٰ في بصریهما إذا وقع على بصر الانسان ؛ قال العُلماء : وفي 
الحیّات نوعٌ يُسمّئ : النّاظر ؛ إذ وقع نظره على عين انسان مات من ساعته . 

و« يطاردحيّة » : بطلبّها ویتتبعها لیقتلها . 

و« ذات البیوت » ؛ أي : اللاتی یوجدن فی البیوت » وقد تحدّث العلماء 
والفقهاء في رل الحيّات وغیرها من الهرام والعوامر » وآفادوا (فادات نافعةً تصلحٌ 

قال المازريّ شه : ١‏ لا تُقتل حيَّاتٌ مدينة ال بي إلا بانذارها ‏ ناذا 
أنذرها ولم تنصرف قتَلَّها » . 

وأمًا حیّات غير المدينة في جمیع الأرض ہ والبیوت » والڈُور » فيندبُ قتلها 
من غير إنذار ؛ لعموم الاحادیث الصَحيحة في الامر بقتلها . 

أا صفة الانذار + فقال القاضی : روی ابنٌ حبیب » عن ال يل أن 
یقول : « آنشدکر بالعهد الذي أَحَذٌ عليكنَ سلیمانْ بن داود ألا تؤذونا ولا تظهرن 
لنا ۷ . 

وقال مالك که : يكفي أنْ یقول : « آحرج عليك باه والیوم الاخر آن 
لا تبدو لنا ولا تؤذينا » ۰ وألله أعلم . 


0 


الخطاب » فقالا : له قد هی عن ذوات البیوت »© . 


۶ قال ابن حجر كاله في « الفتح » « ولیس لزید بن الخطاب - أخي 
عمر - رواية في الصحيح إلا في هلذا الموضع ¢ 7 
)۲( 


٭ بینما أخرج له ابن سعد بسني رفعه إلى عبد الؤحملن بن زيد ‏ بن 
الخطاب ۰ عن أبيه قال : قال رسول الله گلا في حجَّةِ الوداع : ١‏ أرقاءكم 


.) ۰7۲ ۷ انظر : « فتح الباري‎ (١) 

(٢)‏ عبد الرّحملن بن زيد بن الخطّاب القرشی العدوي : ابنْ آخي سيّدنا عمر بن 
الخطاب - رضي أله عنه - ۰ أثه لبابة بنث آبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاريّ . آتیٰ به 
أبو لبابة إلى الب وف فقال له : « ما هلذا منك يا آبا لبابة ؟ » . 

قال : ابن ابنتي یا رسول آله » ما رأيتُ مولوداً آضفر خلقاً منه ! فحتکه 
رسول آله لا > ومسح رأسه » ودعا له بالبركة » فما رُؤي عبد الوّحملن بن زيد مع 
قوم قط إلا فرعهم طولاً » وكان أطول الرّجال وأتمّهم . 

ولا توفي رسول لق كان عفر عبد الؤحملن بن زيد ست سنين » وكان 
عبد ال حملن شبیهاً بأبيه زید » وكان عم بن الخطاب إذا رآه أو نظر إليه قال : 

اخوکم غير أشيبٌ قد أتاكم خد ال عاد لے الشاب 

وزوّجه عم بن الخطاب بابنته فاطمة + فولدث له عبد اللہ بن عبد الأحملن . 

ومن ولده : عم » وعثمان وأبو بكر » ومحمَدٌ » وإبراهيم » وزیڈ 
ومسكينٌ » وعبد الحميد » بنو عبد الوّحملن بن زيد . وكان ابنه عمر من آحسن 
الاس وجهاً » وکان يقال له المضصَوّر من حسن وجهه . وأمًا عبد الحمید فولي الكوفة 
لعمرٌ بن عبد العزیز » وروی عنه الحدیث . 

وهلكذا بارك ألله -عرٌ وجلّ ‏ في ذريّة سيّدنا زيد بن الخطاب فکان منهم العالم 
والورع والفقیه والوالي ۰.۰.۰ . « الكگیین ( ص : ۳۷-۳۷۵ ) ء و« آسد الغابة » 
(۳/ ۳۲ ۳:۷ )مع الجمع بينهما والصرّف . 


00 


لا تريدون أنْ تغفروہ فبیعوا عباد اللهرولا تعذّبوهم ٥‏ ”۴ . 


كيف حظي زيدٌ بالشُسهادۃ ؟ 

٭ بعد وفاة رسول اللہ ية > ظهرت ردةّ بعض القبائل » وكان من 
أخطرها وآشرسها رذة بني حنيفة تحت قيادة نيهم المزعوم مُسیلمة بن ثمامة 
الحنفيّ الوائلی أحد المُعَكَرِين > فرماها خليفة رسول الله 4 سیّدنا أبو بكر 
الصديق - رضي الله عنه - بأحد رجالات الإسلام عبقر عبقريّ الحرب وسيف الله 
خالد ر بن الولید ‏ وبثلّة من رجال عصر السرَة الصّادقين » فأخمدوا تاره 
وأسکتوا أرَارَها » وقلعُوا أنياتها » وأحرقوا إهايّها » وكان من بين ليوث الله 
مبولاء سيّدنا زيد بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي كان له دور متأ في هاذه 
المعارك الفاصلة التي قَضَّتْ على المرتدّين » وأقضَّتْ مضاجع المتنبّئين . 

٭ ومن الجدير بالذکر أنَّ أمر مسيلمة الكذَّاب قد استفحل باليمامة ؛ قال 
أهل السّير والگواریخ ما ملخّصّهُ ومفادهُ : « ولد مسيلمة في القرية التي تسكى 
الیرم في اليمامة ‏ بالجُبيلة بوادي حنيفة » ونشأ مسيلمة هنالك » وقد تلقّب 
هنذا الكذَّاب في الجاهليّة برحمئن اليمامة » مما يدل على أله شديد الطّموح 
إلى السّيطرة ة والحكم منذ نشأته » وكان دمیماً قبیحاً عل حد تعبير مؤرّخي 
العرب ؟ إذ وصفوه ه بقولهم : « كان رُويجلاً » أصيفر ۰ أخينس » ء وقد تعلم 
هنذا الکذّاب الحِيّلّ » فغدا من فَجَرَةِ المشعبذین » وفتة ای ولگا 
جاء آلله ‏ عرٌ وجل ۔ بالاسلام ادّعئ هنذا الفاجر الب » نم تجرّأ وکتبّ إلى 
رسول اللہ کل كتاباً يخبرهٌ فيه بأنّه رل في الأمر معه» 0 فا الحبيبٌ 
المصطفی پل بِأنَّ الأرض لله عر وجل -بُورثُھا مَنْ يشاء من عباده . . . . و ومن 
العجيب اد أَمْرَ هذا المتنبّی قد فشا في أهل اليمامة » واجتمع حوله من 
المفتونين أربعون ألفاً ء وممًّا زاد من رصيد مسيلمة الإعلامي » وافتتان العامة 


. ) ۳۷۷ / ۳ (۷ طبقات ابن سعد‎ ۱ )١( 


05 


به » فتنة نهار الرّجّال » أو الرّجّال بن عنفوة الیمامی » وكان هنذا المجرمٌ قد 
التحق بالئَِّيَ و . وأسلم » وقرأ القرآن ء وققَة الدّين وأحكام الإسلام ء 
وکان ذكيّاً ذا بصيرة وحيلة » فأرسله الثم معلّماً لأهل اليمامة » ويرد منهم 
من اتّبع مسيلمة » ویشد من عزائم المسلمين » ويشغب معهم على المت 
الكاذب المزعوم . للك نھاراً الیمامع كان أشدّ فتئة وفساداً على الحنفیّین 
اليماميّين من مسيلمة نفسه » ذلك أنَّ سواد أهل اليمامة يتبعه » فأقرٌ نبوّة مسيلمة 
وزگاها > ودعا النّاس إليها » وغور بأكثر بني حنيفة » وأقسم لهم بان 
رسول اللہ محمّداً ي قد أشرَك معه مسیلمة في الرّسالة » فآقبل النّاس على 
مسيلمة أفواجاً یصدّقونه رسولاً إليهم > وبذلك صار في متناول يده كل ما یشاء 
ويهوئ ء وغدا اليد الذي لا يثازع . ووضع مسيلمة ثقته كلها في نهار 
الرَجّال » وألقئ إليه مقاليد الأمور ء وانّخذ مؤدّناً شهد في آذانه أنَّ مسيلمة 
رسول أله »> وكان يسجعٌ لقومه سجعاً مضحکاً سخیفاً يضاهي به القرآن » 
ويزعم أنه وحيخ نزل عليه من السّماء ۷ ٩۳‏ . 

# وعن صقّاقةٍ مسيلمة وإفكه يقول الطّبرِيٌ كاله في 


« تاريخه » : ١‏ وكان مسيلمة يصانعٌ کل أحدٍ ویتألفه > ولا يبالي أن يطّلع الّاس 
منه عل قبيح » "° . 

* أخذ مسيلمة يسجعٌ للئّاس السّجعات » ويقول لهم فيما يقول مضاهاة 
للقرآن : « اد بني تميم قوم طهر لماح > لا مكروه عليهم ولا إتاوة » نجاورهم 
ما حيينا بإحسان > نمنعهم من كلّ إنسان ء فإذا مثنا فأمرهّم إلى الؤحملن ) . 


۴ڑ وکان يهذي وبقول J:‏ والشّاء وألوانها ¢ وأعجيها السود وآلبانها ¢ 


(۱) انظر : 2 البداية والٹھایۓة 5١-58 /( ٤‏ ). و« تاريخ الطبري » 
۲۷۷-۲۷١ / ۲ (‏ ) ء و« حروب الردة ۷ ( ص : ۱۵۷-۱۵۶6 ) مع الجمع 
(۲) ہ تاریخ الطبري ۲(۰ / ۲۷۱) . 


"۷ 


والشُْاۃ السّوداء واللبن الأبيض ء إِنّه لعجبٌ محض » وقد حرّم المذق ء فما 
لکم لا تمجعون » ! ! ؟ ! ! . 

2 كان قومه یطربون لهلذه السجعات الصَفيقة الهابطة » ومن ثم یقرژونها 
في مجالسهم . ومنها قوله المضحك : ١‏ والمبذرات زرعاً ء والحاصدات 
حصداً ء والدّاريات قمحاً » والطّاحنات طحناً » والخابزات خبزاً » والئاردات 
ثرداً » واللاقمات لقماً » إهالة وسمناً. لقد فَضَّلتُم على أهل الوبرء 
وما سبقكم أهل المدر » ريفكم فامنعوه » والمعترٌ فآووه » والباغي فناوئوه . 
والنّاعي فواسوه ۷ ٩‏ . 

2 ذکر ابن كثير والباقلاني آشیاء عن سماجة کلام مسيلمة و سخفه ۰ فقالا 
ما فيه اللباب » وجزيل الخطاب : ١‏ لما قدمت وفود بني حنيفة على أبي بكر 

فقالوا : أو تعفینا يا خليفة رسول اللہ ؟ 

فقالوا : يا خليفة رسول الله كان يقول : يا ضفدغ بنت الضفدعین » نقي 
لكم تنقين » لا الماء تكذّرين » ولا الشّارب تمنعین › رأسك في الماء » 
وذنبك في الطين . 

وكان يقول : والفيل وما أدراك ما الفيل » له زلوم طويل . 

وكان يقول : والليل الدّامس » والذئب الهامس » ما قطعت أسد من 
رطب ولا يابس . 

وذكروا أشياءً من هلذه الخرافات التي پأنف من قولها الصّبيان وهم 
يلعبون » وأشياء من هلذا الکلام السّخيف الرّكيك البارد السّميج » فیقال : إِنَّ 


. ) ۵۲ / ١ (٠ تاریخ الطبري »(۲/ 376 ) ء وه البداية والٹھایة‎ « )١( 


0۸ 


آبا بكر الصّدیق - رضي الله عنه - کان إذا قرع سمعه هلذه الئرھات قال 
لهم : ویحکم يا بني حنيفة » أين کان يذهب بعقولکم ؟ آشهد أنَّ هلذا الكلام 
لم یخرج من م إلله » ° . 


* وساق التَّعالبِنُ يله طرفاً من قرآنِ مسیلمة وأسجاعه ومخاريقه 
وتمویهاته ۲۳ ۰ وکیف کان یعتضدٌ برجال بن عنفوة ۳ ء ويقرأ آقاویله التي 
منها قوله : : « والشّمس وضحاها > في ضوئها ومنجلاها ء واللیل إذا عداها . 
یطلبُھا لیغشاها ء فأدرکها حى آتاها » وأطفاً نورها فمحاها » ۶ . 


)١(‏ ۲« البداية والٹھایة " (5/ ۳۲١‏ ) ء و١‏ اعجاز القرآن 4 ص : ۱۵۸-۱95 ) مع 
الجمع والتَصرّف . 

)٢(‏ کان مسيلمة امخزاۂ أله يقول لقومه : ١‏ یا بني حنيفة » ما جعل آله قریشاً أحقّ باللوَۃ 
منکم » وبلادکم أوسع من بلادهم » وسوادکم آکثر من سوادهم ٠‏ وجبریل ينزلٌ على 
صاحبکم مثل ما ينزل علی صاحبهم ۷ . 

(۳) كان هنذا المجرم رجّال بن عنفوة من أصحاب سیلمة » ومن رائشي نبله » 
والحاطبین في حبله » والسّاعين في نصرته » وقد ذکرۂ رسول اللہ يي بأنّه من أهل 
التّار . ۱ 

١ )٤(‏ ثمار القلوب في المضاف والمنسوب » لالب ( ص : ۱6۷ ) . وآور5 التّعالبي 
أيضاً بعض ترهات مسيلمة وهذیانه فقال : ومنها : « سبح اسم ریّك الأعلی ‏ الذي 
يسّر علی الحبلی ۰ فأخرج منها نسمة تسعی » من بين آحشاء ومعی ۰ فمنهم مَنْ يموت 
ويد في القٌریٰ » ومنهم من يعيش ویبقی إلى أجل ومنتهی » وال یملم السّرٌ 
وآحفی » ولا تخفی عليه الآخرة والاولی ۷ . 

ومنها : « اذکروا نعمة ألله علیکم واشکروها ؛ إذ جعل لکم الشُمس سراجاً 
والغيثٌ ثُجٌاجاً ء وجعل لکم كباشاً ونعاجاً ء وفضّةَ وزجاجاً ء وذهباً ودیباجاً ء ومن 
نعمته عليكم أن أخرج لكم من الأرض رمّاناً وعنباً وريحاناً » وحنطة وزؤاناً » . ١‏ ثمار 
القلوب »( ص : ۱۷ ) . 

وأضاف ابن كثير يه إل رصيد مسيلمة هلذه الأقصوصة الجميلة التي تشهد= 


0۹ 


3% وهلكذا تفشّئ خطر المرتین وتمشّئ مرضهم في بني حنيفة ء فكان 
رجال الاسلام یتصدّون لهم وفیهم سیّدنا النّحِيِبٌ الحسیب زید بن 


الخطاب - رضي اللہ عنه ‏ الذي آسهم في بتر الخائن ابن عنفوة . 


* فلمّا اشتدً لهيب المعركة واستعرت نيراثها » اختلط المسلمون 
بالمرتدّین » وآخنتهم الحميّة لدين أله عرٌ وجل -» فأخذوا يحصدون 
رژوس المرتدّین حصداً ؛ ویجعلونهم بإذن له کهشیم المحتظر ) وكانت راية 
المهاجرین مع سیّدنا زید بن الخطّاب الذي اندفع وسط المرتدین اندفاع السّيل 
الهادر » وعلی الرّغم من کثافة الأعداء إلا أنَّ سیّدنا زيداً شتّت شملهم ؛ ولم 
يستطغ أحدٌ أن یقفَ آمام حملاته القوية . 


۳ هبّث ریخ آثناع المعركة ؛ فأثارت الرّمال في وجوه المسلمین ؛ فذهب 
قومٌ يتحدّثون إلى سیّدنا زيد بن الخطاب ما یصنعون آمام الزیح وازاءها ؛ فما 
کان جوابه الا قوله : لا وآلله لا آتکلم الیوم حتّیٰ نهزمهم › آو آلقی اللہ 


بإفكه وکذبه وسخرية النّاس منه فقال : « وفد عمرو بن العاص - رضی آلله عنه إلى 

مسیلمة في یام جاهليّته » فقال له مسیلمةُ : ماذا از على صاحبکم في هنذا الحين ؟ 
فقال له عمرو : لقد آنزل عليه سورة وجيزة بليغة . 

فقال : وماهي ؟ 

قال : آنزل عليه : «والعصر 9 الاد چس ر 9 لا لت ءام نو وعیلو ليحت 


سے 
ج مر یی سر سرع Ion‏ 


وتواصواً با لحي وتواصوا باس که 1 العصر : 
ففکر مسیلمة ساعة > ثم رفع رأسه فقال : اه ۲ 
فقال له عمرو : وما هي ؟ 
فقال مسیلمة : يا وبریا وبر » نما أنت إيراد وصدر ۰ وسائرك حفر نقر . 
ثم قال : كيف تری یا عمرو ؟ 
فقال له عمرو : والله لك لتعلم آني آعلم آنك تکذب » . « البداية والٹھایة » 
( ۳۲۰ . 


1۰ 


فأكلمه بحجّتي . عُضُوا آبصارکم ۰ وعضوا على آضراسکم آیها الاس ء 
واضربوا في عدوکم ۰ وامضوا قدماً + © . 

# وبینما کان سيّدنا زید يعض على آضراسه » ويمضي قدماً في قلب 
المرتدین التقئ عد ألله الخائن نهار الرَجّال بن عنفوة الیمامی الحنفی » الذي 
كان أشدٌ فتنةً على بنی حنيفة من مسيلمة الکذّاب نقسه » فقال له سيّدنا 
يد : « اللہ آله ! فوالله لقد ترکت الڈّین » وإنَّ الذي أدعوك إليه لأشرفٌ لك 
وأکٹڑ لدنياك » . فأبى ابن عنفوة إلا الکفر والتّفاق والدّدَّةَ » واجتلد زیڈ 
وابن عنفوة جلاداً شديداً » واستطاع زيدٌ أنْ يرديه ثم يقتله ۰ وکان هلذا المرتڈ 
الخائنُ يقودٌ أحدَ فرق جيش مسيلمة الکدّاب » وکان مستشار مسيلمة الأول 
الذي لا يعصي له آمراً » فكانت نهاية هنذا الفاسد المفسد على يد سيّدنا زیدِ بن 
الخطّاب ‏ رضي الله عنه ‏ » ولص المسلمين من شرّه وكيده وكفره ؛ ثم قاتل 


2 


۳1 حتّیٰ فتل شهيداً - رضی الله عنه - 


ريح زید : 

٭ كانت معركة اليمامة من أعظم المعارك في حروب الرّدَّة » قضي من 
خلالها قضاءً حاسماً على ١‏ لمتنبئین في بلاد العرب » وللکن استشهد من 
المسلمین يومئظٍ آکثر من آلف ومئتي رجل » بينهم تسعة وثلائون من کبار 
الصَحابة ومن حفاظ القرآن الکریم . 


- انظر : « الصّدّیق آبو بكر » ( ص : ۱۵۰ ) لمحمد حسین هیکل  دار المعارف‎ )١( 
القاهرة -طر : ۸ - دون تاريخ . ورسم ابن سعد شجاعة سيّدنا زید فقال : « كان‎ 
زید بن الخطاب - رضي أله عنه - يحمل راية المسلمین یوم اليمامة » ولقد انكشف‎ 
المسلمون حى غلبت حنيفة على الزحال » فجعل زيد يقول : أگا العحالٌ‎ 
فلا حال ء وأما الرَجالٌ فلا رجال ؛ ثم ) جعل يصيح بأعلئ صوته : اللهم إِنّي أعتذر‎ 
إليك من فرار آصحايي  وأبرأ إليك ما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفیل ٭ وجعل‎ 
يشتدٌ باليّاية يتقدّمٌ بها في تخر العدرٌ ۰ ثم ضارب بسیفه حتی فتل شهیدا - رضي اللہ‎ 
. طبقات ابن سعد »( ۳ / ۳۷۷ ) بت بتصرّف يسير جداً‎ « . ٢ عنه‎ 


1١ 


اد وقد جزع أهل مكة والمدينة لمن استُشهد من رجال الضٌحابة 
باليمامة » واشتدٌ حزنهم على الشّھداء الأبرار » ولم يكن یعدل حزن المسلمین 
على هنؤلاء الشّهداء إلا فرحهم بما آناهم الله من النّصر . 

گج كان من د بين الشُهداء سیّدنا زید بن الخطّاب - رضي ألله عنه - ۰ وکان 
معه فى هلذه المعركةٍ الحاسمة ابن أخيه سبّدنا عبد الله بن عمر بن 
الخطاب - رضي أله عنهما - » بيد أنَّ ابن عمر عاد من اليمامة بعد أن آبلی بلاءً 
حسأ ؛ فلا لقيه أبوه سيّدنا عمر قال له في حزم ممزوج بالإيمان : « ما جاء 
بك وقد هلك زیڈ ؟ ! ألا واریت وجهّك عتّي ؟ ! » فأجاب عبد اللہ إجابة قد 
ألبسّها البدژ رواءه ؛ وأوقد الإیمان فیها أضواءه : « والله يا أبت قد حرصت 
على ذلك أنْ يكون ء وللکرٌ نفسی تأخّرت » فأكرمه الله بالشّهادة » . 

٭ وفي روایة : أنه قال لأبيه عمر : « سأل اللہ الشّهادة فأعطيها » 
وجھدث أن ساق إلي فلم أَعْطَهًا » . 

3 وكان سيّدنا زیڈ بن الخطاب - رضی اللہ عنه - قد استٌشهد باليمامة سنة 
( ۱۲ ه) في خلافة سيّدنا أبي بكر الصَّدَّيق - رضي الل عنه وأرضاه ۔ . 

#وحزن سیّدنا عمر علیٰ زید حزناً شديداً » وکان یقول : « أسلم قبلي ؛ 
واستّشهد قبلي » ۰۴۳ وکان یقول : « ما هیّت الصّبا الا وأنا اجذ منها ريح 
زید » ء وفی لفظ : « إ٥‏ الصَّبا لتهبٌ فتأتيني بریح زید بن الخطاب » . 


٥‏ وکان الذي قل زيداً اسمه : آبو مریم الحنفي ء فقد آخرج ابنُ سعد 


)١(‏ «طبقات ابن سعد » (۳/ ۸ و« تاريخ الاسلام » للذهبی ( عهد الخلفاء 
الزاشدین : ص : ۲۰ ) . وفي رواية آن سيّدنا عمر قال : « رحم ألله زيداً ء سبقني 
آخي إلى الحسنیین : أسلم قبلي ؛ واستّشهد قبلي " . « آسد الخابة (۱/ ١75‏ ) 


ترجمة رقم : (۱۸۳) ء وڈ الاستیاب ۲ (۱۱/ ۵ء ومعنی 
( الصا ) : ريح معروفة . 


1Y 


عن كثير بن عبد ألله المزني » عن أبيه ء عن جده قال : «سمعث عمر ین 
الخطاب يقولٌ لأبي مریم الحنفيَ : أقتلتٌ زید بن الخطّاب ؟ 

فقال : أكرمه اله بيدي » ولم يهني بيده . 

فقال عمر : كم تریٰ المسلمین لوا منكم يومذٍ ؟ 

قال : ألفاً وآربع مئة يزيدون قليلاً . 


فقال عمر : بئس القتلیٰ ! 

قال أبو مریم : الحمد لله الذي أبقاني حتی رجعث إلى الدّين الذي رضي 
لنبيّه ہا » وللمسلمين . 

قال : فو عمر بقوله » وكان أبو مريم قد قضیٰ بعد ذلك علئ 
البصرة » ١7‏ 

* كان سيّدنا عمر يذكرٌ أخاه زيداً دائماً » فقد روي أنَّ مُتمَم بنَ ُويرة 
دخل عل عمر - رضي آلله عنه - فقال له سيّدنا عمر : « ما بلغ من وجك علیٰ 
أخيك مَالِك ؟  »‏ وکان متمّم آعور - قال : « بكيتةُ حولاً حل أسعدّث عيني 
الذاهبة عيني الصّحبحة ء وما رأيت ناراً إلا كدت أنقطع لها آسفاً عليه ؛ لاله 
كان یوقذ ناره إلئ البح مخافة أن يأتيه فلا یعرف مكانه » . 


)١(‏ ١طبقات‏ ابن سعد» (۳/ ۳۷۷۔ ۳۷۸) . وذكر البلاذري أنَّ أبا مریم الحنفی 
اسمه : صبيح بن محرّش ؛ وقال بعضهم : اسمه یاس بن صبيح » وهو أوّل مَنْ 
قضیٰ بالبصرة زمن عمر ‏ رضي ألله عنه ‏ » وتوفي بسّتبيل من الأهواز . « فتوح 
البلدان »( ص : ٠١9‏ ) بتصرف . 

وقال ابن عبد البڑ له : « قتل زيدَ بن الخطاب سلمة بن صبيح ابن عم 
آبي مریم ) 

وقال ابن عبد الب : « التفس أميل إلى هنذا ؛ لا با مریم لو كان قال 
زيد ما استقضاه عمر » وألله آعلم » . « الاستیعاب ۱۷ ۰۲۵۰۵۲6 ) . 


۳ 


قال عمر : « فأنشدني بعض ما قلت فيه » . 
3 و 

فانشده مرئیته التي یقول فیها : 
وکا نداي ججديسة حقبة من التهر حى قبل لن يتصدّعا 
وعشتّابخیر فى الحياة وقیلشضا آصاب المنایا رط کشری وبا 
فلا تفيَّقنا كأني ومالكاً لطول اجتماع لم تست ليلة مسا 

فقال عمر : « لو كنت أَحسنْ قول الشعر » لرثیث أخي زیداً مثلما رثيتَ 
به أخاك مالکاً ‏ . 

فقال : « یا آبا حفص » وال لو علمتْ أنَّ أخى صار بحيثٌ صار أخوك 
مارئیتّه ٤‏ . 


فقال عمر : « ما عرّاني أحدٌ بأحسن مما عزيتني ۲۲۷ . 


3% وروي « أنَّ متمّماً رئی زيداً أخا عمر ؛ فلم يُجِدْ ء فقال له عمر : لم 
تزث زيداً كما رثيت مالكاً . 

فقال : إِلَه والله ليح رّكنى لمالك ما لا يح ركنى لزيد )۴ . 

٭ وأخرج الحاکم بسنده إلى عمرّ بن عبد الوّحمئن بن زيد بن الخطاب 
قال : « كان عمر - رضي ألله عنه ‏ يُصاب بالمصيبة فيقول : أصبت بزيد بن 
الخطاب فصبرثٌ . وأبصر عمر-رضی اللہ عنه - قاتل أخيه زيد فقال 
له : ويحك ! لقد قتلت لی أخاً ما هبّت الصّبا إلا ذكرته » 7" . 


)١(‏ «فتوح البلدان » ( ص : ۱۱۸) ء و« الاستیعاب » (۱/ ٠٠١‏ ) ء و« التّذكرة 
الحمدونيّة ٤(٩‏ / ۲۵۰-۲4۹ )مع الجمع والتصرّف . 

(؟) «التّذكرة الحمدوئة )( 5 / ۲۵۰) . 

(۳) «المستدرك »(۳/ ۲۵۳ ) ترجمةرقم:(8٠0:٠9).‏ وعن عمرين 
عبد ال حملن بن زيد بن الخطّاب قال 7 كان عمر - رضي ألله عنه -يُصاب بالمصیبتد 


5 


و 5 
عیینه د 


شدیدا ( 


(۱0 


پا وعن شدّة تأثر سيّدنا عمر وحزنه لاستشهاد أخيه زید يقول سفیان بن 


کن : « فيل زیذ بن الخطَّاب باليمامة » فوجدَ عليه عمر وَجْداً 
(١)‏ 


# ظلت ذکریٰ سيّدنا زيد بن الخطّاب تصحبُ سيّدنا عمر في معظم 


فیقول : أصبت يزيد د بن الخطاب فصبرت » . 

وثال عمر بن عبد الؤحمان : * قال عمر لقاتل زيد : غيب عني وجهك » : 
مختصر تاریخ د مشق )(۱۹/ ٩1‏ ) . 

وآورد الامام السّيوطيٌ كاه في « شرح شواهد المغني » أنَّ « سیّدنا عمر بن 
الخطّاب - رضوان ألله عليه - قال لمتمّم بن نويرة : « ما أشدً ما لقيتَ على أخيكٌ من 
الحزن ؟ 

قال : كانت عینی هلذه قد ذهبّت - وأشار إليها ‏ فبكيث بالصحبحة ‏ وآکثرت 
البکاء حبّئ آسعدئها العینْ الذّاهبة » وجَرَتْ بالدّمع ۰ 

فقال عمر : ان هنذا الحزنَ شديدٌ ما يحزنٌ هلكذا أحدٌ على هالكه » ثم قال 
عمر : یرحم الله زيد بن الخطّاب » إِني لأحسبٌُ آي لو كنت در على أن آقول الشّعر 

فقال متمّم : يا أمير المؤمنين » ؛ لويل يوم الیمامة كما يل خوك ما بكي ی 
و ی مر 0 وكان قد حزن عليه حزناً شديداً . وكان عمر يقول : إن 
لش هت اني بوبح زد الخظاب . قال اه جضر ؛ تقل 
لابن أبى عون : أَمَا كان عمر یقول الشعر ؟ فقال :لا ولا بيتاً واحداً ۷ . « شرح 
شواهد المغني »( ۲ / ۵۷۰-۵۹٩‏ ) . 

وذکر الجاحظ أنَّ سيّدنا عمر - رضي ألله عنه - قال لابي مریم الحنفيّ قاتل 
زید بن الخطّاب : « لا يحيّك قلبي أبداً حى تحبٌ الارض الدم المسفوح » ۰ البیان 
واّیین ۱(٩‏ / ۳۷۶ ) . 
« الاستیعاب »( ۱ / ۰۲۳ ) . 


50 


الأحايين والأوقات » وستظلٌ ذكرئ زيد تصحبنا کلّما هبت نسائم الصّبا إلى 
ما يشاء آله ؛ فرضى اله عن زيد بن الخطّاب » وحشرنا وإِيّاه يوم الحساب ء 
وعفا علا بفضله إِلّه الكريم الومَّاب . 


ھ هر هر 


11 


و 
جر ا سے ری 
ھکس دن ارو یی 


aratcom 





؟ 
چام 


و و 
ہو ا » دا ۰ ۰ 
عنسه بن عروان 
رضی أله عنه 
3 أسلم سابع سبعة ؛ وشهد بدراً والمشاهد بالمعيّة النَوبّة . 


* كان من الدّماة المذكورين ؛ ومن آمراء الفُزاة واختطً البصرة . 
# فتح كثيراً من البلدان ؛ وله کر من الآثار الحسّان . 


سے 
جع 


رح 0 
جل اجيج رج 
لے دجن وروی 


21-21 قت للاخ 0 ٢۲۔۱‏ ۱۸/۱۷۸/۱۷۸۷ 


۔ 
ھر 


قح 
جں يري لی 
سکس ین لازو ئی 


CON‏ أت ات 5۸۷کت ۲۳۔ ۷۱۷۰۷۸۷ہ۱۸۷۱ 


عتبة بن غزوان 


من هذا الکلم ؟ 

٭ آثارٌ هنذا الصّحابي العلم تشهدٌ له » وترسم سیادته ء وجهاده ‏ 
وفتوحاته » وفراسته » وتبضره بمصالح المسلمین » وهو مع هلذه المحاسن 
لا يعرفه شطرٌ كبيرٌ من محبّي الصّحابة » ومن يطلعون على تاریخ رجال عصر 
اك 3 ويعكفون علی دراسة حياتهم 3 وعلی الرَعْم من أنَّ آئاز هلذا الجل 
باقية إلى الآن تشهد بصدقه ء فإنّنا مُقصّرون في حمّه » وحیٌ كثيرين مگن لهم 
أنصعٌ الأعمال في الگاریخ الاسلامی الزّاهر المُزھر بالعطاء والمحاسن . 

٭ مَنْ متا لا یعرف مدينة البصرة ودورها في التّاريخ الإسلاميّ والادبی 
والعلمي والحضاري ؟ 

پت ومَنْ ما لا یعرف أنَّ البصرةً هي إحدئ روافد العلم والعلماء منذ أن 
اختطها هنذا الؤجل فی عصر الَُوَة وعصر الخلافة الرّاشدة وحن الآن ؟ 

٭ هلذا العَلمُ الكبيرُ نقراً اسمه في الورقة الأولئ فيمن شهد شهادة 
النٌجاۃ » وآمنّ بِتَبیْ النّجاة بي ؛ إذ لد رقمه في سجلّ الإیمان هو السّابع › 

و وإذا أردنا أن د تف أسماء المجاهدين الذين حضروا در والمشاهد 
جمیعها بالمعيّة الویّف ألفينا أنَّ هنذا العَلّم كان من السّابقین في هنذا 
المضمار سبقاً ؛ وممّن فاحث آعمالهم كأزاهير الژیاض عبقاً . 


۹ 


٭ وإذا اطْلعنا على سجلٌ المهاجرين الهجرتین » رأينا أنَّ صاحبنا قد 
حظي بالسّبق یل هنذا الشّرف الكريم » والخير العميم » والأجر الجسيم . 

* ولهذا العَلّم الكبير سجلٌ حافلٌ بألوان العظائم » فتعالوا نقرأ 
ما جادت به قرائ ئح آهل المكارم ؛ إذ قالوا : « عتبة بن غزوان بن جابر بن 
ويب ؛ السّيّدٌ الآمیژ المجاهد أبو غزوان المازنیٔ » حليف بني عبد شمس . 
أسلم سابع سبعة في الاسلام » وهاجر إلى الحبشة » ثم شهد بدراً والمشاهد 
وكان أحد الؤماة المذكورين » ومن أمراء الخزاة » وهو الذي اختط البصرة 
وأنشأها » ۱ . 

٭ قال ابر“ درید اده : ١‏ عتبة بر غزوان » افتتح اگل وكان من 
المهاجرين الأرّلين » ومصّر البصرة » وكان من خيار المسلمین » ”" 

* تشم من حلئ ١‏ الحلية » ونستمغ م إلئ أبي میم ونستمتعٌ بجمال 
کلماته التي افتتح بها ترجمة سيّدنا عتبة بن غزوان فقال : « ومنهم الرّاهد في 
الامرة والسٌلطان. » والكّاركَ لولاية الد والبُلدان » سابع الاسلام لايا ۱ 
أبو عبد اللہ عتبة بن غزوان ... ٠‏ الخطية المشهورة في تولّي الد 
وتصرّمها ء وفي تغيّر الأام وتلوّنها » ” 

* إذن» ی ا م ی إلى مطلع نور 


. وانظر مصادره في الحاشية‎ . ) ۳٠١-٠٠١ /۱( «سير أعلام النلاء»‎ )١( 
وانظر : « الرّوض المعطار فی خبر الأقطار ۷( ص : ۰۸ و٦٦ ء و١۱۰ء و۰۱۰۷‎ 
» و« المعجم الکبیر‎ ) ٤۹ /۷ (٥ و۲۲۷ ۰ و۳۳۱ و۳۸۳) > ود البداية والتّهاية‎ 
ء و« تهذیب الأسماء واللغات ۱(4 / ۳۱۹) ء و« طبقات‎ ۱۱۸۰۱۱۲ / ۱۷ ( 
ابن سعد ) ( ۳ / ۹۹-۹۸) ۰ و«الاستیعاب » ( ۳ / ۱۱۰۰۱۱۳ ) ۰ وغیرها‎ 

(۲) «الاشتقاق 1( ص : ۳١١‏ ) . 

.)۱۷۱ / ١(٠ حليةالأولياء‎ «١ )۳( 


الاسلام » وقد آبان هلذا الأمر التّميس في خطبته المشهورة بالبصرة 
فقال : «لقد رأيتّى ني سابع سبعة مع رسول اللہ وله ؛ ما لنا طعام الا ورق 
الشجر ؛ حٹیٰ قرحت آشداقنا ‏ . 


۰ وفي الوقت الذي أخذت قریشن ترکبٍُ طریق الي والعناد » وتكيل 
الصّربات المؤلمة للمسلمين أهل اگداد ی لهم باب الأمل بالهجرة لیٰ 
المھاجرین »رن إن المسلمين المهاجرين أن فرشا قد اسل وت 
آذاها عمّن اسلم > فانصرت عتبة ومعه ل وعادوا إلى مهوی الأفئدة مكة 
المكرمة »ی هم ألما الأمرَ على غير ما وصل ! > فقريش لم تسلم » بل 
إا آذاها زاد ضراوة وضراماً علیٰ م پا وس عتب بن غزوان الأذئ 
الهجرة إل المدیتت اترك عة بينّه ماله ب وهاجر إل المدينة یصحت 
المقداد بن عمرو »© الصحابي الفارس › حب وصلا المدينة » وهناك نزل 
سيّدنا عتبة على عبّادٍ بن بشر الأنصاريّ الخزرجی في داره » وقيل : نزل على 
عبد الله بن سلمة العجلاني + ولا كانت المؤاخاةٌ بين المهاجرين والأنصار » 
كان نصیث سيّدنا عتبة في المؤاخاة مع فارس أنصاري شج » له المقاماث 
المحمودة فی المغازي التَّبويّة ء وله مد ہ مشيّة مشهورة » وعصابة حمراءٌ یعلم بها 
في الحرب ۰ هنذا الفارسُ هو آبو دجانة سمَاكٌ بنْ خرشة الانصاري - رضي الله 


عله » وحشرنا في معيته > وعفا عدا بفضله ور جمته ° - . 


26 في رحاب الفضائل آبدع کل واحدٍ منهما » وعمل ما بوسعه أنْ يعمل 
في سبيل نصرة الوسلام 2 وكان لسيّدنا عتبة بن غزوان المقاماتِ الرّائدة ؛ فی 
تواریخ الفتوحات في عهد الخلافة الرّاشدة ۰ 


(۱) «الاستبصار ۷( ص : ۱۱۳ ) . 


۷۱ 


3 0 0 

عتبة ورحلة الحهاد : 

٭ أسلم سيّدنا عتبة بن غزوان - رضي الله عنه - وهو في ريعان الشَّباب 
واه وروضه ونضارته » فقد دلفَ إلى الاسلام ولمّا يتجاوز اللائین من 
العمر » ولمّا هاجر إلى المدينة المنوّرة كان قد بلغ الأربعين » وكان من 
المعدودين الذين يتقنون فنّ الدّمي ؛ إذ ان القوّة کل القرّة في الوّمي . 

٭ أطلّت السّنة الّانية للهجرة على الدُنیاے فبعث رسول اللہ گیا ثمانية 
رجال من آصحابه من المهاجرين إلى مكان یسگیٰ ١‏ نخلة » ؛ بقيادة عبد الله بن 
جحش الأسديّ ء وکان من آفراد السّريّة عتبة بن غزوان - رضي الله عنه - » 
وكانت مهمّة هلؤلاء مهمَةً خطیرۃً تتطلبُ الجرأة والشّجاعة وحسن ن الوأي » 
وكانوا كذلك ؛ فقاموا في تنفيذ مهمّتهم » ونزل في حقّهم فرآن یُتلیٰ » وقد 
فصَّلْتٌ ذلك في كتابي ١‏ رجال مبشّرون بالجئّة » ”۶ . 

2 ٭ انتظم سيّدنا عتبة في جدود الرّحمدن مع کل غزوة غرَامَا 

1 لله علخ ۰ فشهد بدراً والمشاهد كلها › > لم یتخلّف عن واحدة منها 
ا سے ال ول ی شارکوا رسول أله ي في جهاده ومشاهده ء 
وأعانوه علئ نشر دين الله عر وجل ۔ واعلاء كلمته » وتوفي رسول ألله لله گلا 
وهو راض عن عتبةً بن غزوان ؛ وسائر الصّحابة عليهم من آله الرّضوان . 

انت ولمًا کانت الخلافة الراشدة نجمت فتنة المرتدين ¢ فكان سيّدنا 
عتبة - رضي الله عنه - مین أطفاً شراڑھا وحارب دیاڑھا » حت خبث 
ناڑھا » وانطفاً آواژها » وعادت راياتٌ المسلمين تخفق صافية علیٰ البلدان 
الاسلامية في عضر الصَّدَّيق - رضي ألله عنه وآرضاه - . 

٭ تطلّعت بصيرةٌ سيّدنا عمر - رضي اللہ عنه - لفتوح البُلدان » فکان له 


(۱) ۲« رجال مبعّرون بالجنّة ۰ ( ص : ۰۲۷۳-۲۷۰ دار ابن کثیر - دمشق- ط : 
۹۳م ۰ 


۷۷۲ 


ما آراد ¢ فانطلقت جیوش المسلمین نحو بلاد العراق لجھاد الفرس ¢ وإعلاء 
كلمة ألله » وکان سيّدنا عتبة من بين جنود الله الذین قاتلوا تحت لوا سيّدنا 
سعد بن أبي وقّاص في القادسيّة ۲۳ ۰ وفي سائر المعارك الأخرئ التي قامت 
في هاتيك البقاع + حكن تم للمسلمين فتح المدائن وغيرها من الأصقاع . 


القازي الماتح : 


٭ الصَحابیٌ الجلیل عتبة بر غزوان - رضي ألله عنه ‏ أحد القادة 
الفاتحین ؛ الذین دوخُوا الفرس في العراق وفي كل المیادین > وأحرزوا عليهم 


72 


الانتصارات المشرّفة » وکانت العَيْنُ العمريّة الفاروقيّة تفلي رجال عصر الوه 
الميامین » وتختاژ الؤجل المناسب للمهمّات الخطيرة التي يعود نفغها على 
الاسلام والمسلمین . 

* وحينما کان سيّدنا عتبة في صحبةٍ سيّدنا سعد بن آبي وقّاص في 
فتوحات العراق » كتب سيّدنا عمر -رضی الله عنه ‏ إلى سيّدنا سعد أن يضرت 
قیروانه بالكوفة ء وأوعز إليه أن : « ابعث عتبة بن غزوان الیل أرض 
الهند - البصرة - فا له من الإسلام مكاناً > وقد شهد بدراً » وقد رجوث جزءه 

عن المسلمين ‏ والبصرة تسمّئ يومئذٍ أرض الهند - فينزلها ء ويتَّخذ بها 
للمسلمين قيرواناً ء ولا یجعل یی وییٹھم بحرا 99 : 

* قرأ سیّدنا سعد بر أبي وقّاص ‏ رضي ألله عنه - کتاب سيّدنا 
عمر - رضي الله عنه - و فَدَعَا عتبة بنّ غزوان - رضي ألله عنه - » وأطلمه علیٰ 
فحویٰ الكتاب العُمريّ » فاستجاب عتبة للغبة العُمريَة ةِ الميمونة » وانطلقَ من 
أرض الکوفة في مان مئة رجل من المجاهدين » فساروا حى نزلوا 
البصرة - وإِنَّما سمّیت البصرة بصرةً ؛ لأنّها كانت فيها حجارة سود - فلمًا نزلها 


.)6 / ۷ (4 انظر في هلذا : « طبقات ابن سعد‎ (١) 
. ) 1۳۲ / ۱(۸ ء وانظر : معجم البلدان‎ )٦ /۷() طبقات ابن سعد‎ « )۲( 


۷۳ 


عتبة - رضي اللہ عنه - ضرب فیروانه »> وضرب المسلمون آخییتهم وخیامهم ء 
وضرب عتبةٌ خيمة له » ثم بعت عمر بن الخطاب - رضي أله عنه - بالڑجال » 
فلا كثروا ب رهط منهم فيها سبع دساكر من لین ٠‏ ثم إن عتبة خرج إلیٰ فرات 
البصرة ففتحه » ورجع إلى البصرة »> وكان أهل البصرة يغزون جبالَ فارس ممًا 
يليها » وجاء كتابٌ عمر بن الخطاب - رضي ألله عنه - إلى عتبة بن غزوان أن 
انزلها بالمسلمين ؛ فيكونوا بها » وليغزوا عدوّهم من قريب . 


۰ وتذکژ مصادژ التاريخ والسّيرة أنَّ سيّدنا عتبة - رضي آلله عنه - قد فتح 
الاب حين وجُهه سيّدنا عمر بن الخطّاب - رضي ألله عنه - إلئ منطقة البصرة › 
وكان عمر فل أوصاه فقال : : يا عتبة ! اي آرید أن أوجّهك لتقاتل بلد 
الحيرة » لعلّ الله سبحانه يفتحها عليكم ۰ فسز على بركة الله تعالیٰ ويمئه » 
وا الله ما استطعت » واعلم نك ستأتي حومة العدو » وأرجو أنْ يعينَكَ الا 
عليهم ويكفيكهم » وقد كتبتٌ إلى العلاء بن الحضرمي أن يمدّك بعرفجة بن 
خزيمة » وهو ذو مجاهدة للعدوٌ » وذو مكايدة شليدة » فشاوژه وادغ 
إلى الله عر وجل » فَمَنْ أجابك فاقبل منه » ومَنْ أبئ فالجزية عن يدٍ مذلةٍ 
وصَعَارٍ » وإلاً فالسَّيف في غير هوادة » واستنفز مَنْ مررتٌ به من العرب » 
وحْهم علیٰ الجهاد ۰ وكايد العدو » واتق الله رتك » ° . 


کن 


(۱) «الاستیعاب (١‏ ۳/ ۱۱۵-۱۱8۶ ) ء وقد جاءت الوصيّة العمريّة ة بشکل آوضح عند 
طبر وابن كثير ؛ إذ قالا : إِنّ عم قال لعتبة بن غزوان ؛ إِذْ وجّهه إلى 
البصرة : ١‏ يا عتبة » إِنّي قد استعملئك على أرض الهند » وهي حَومة من حَومة 
العدو » وأرجو أن يكفيك أله ما حولها » وان یمیت عليها > وقد کتبت إلى العلاء بن 
الحضرمی أن يُمدّك بعرفجة بن هرثمة » وهو ذو مجاهدة للعدو » ومکایدته ء فاذا 
قد عليك فاستشرْه » وقربه ۰ وادعٌ إلى اش فَمَنْ أجابِكَ فاقبل منه » ومَنْ أبن 
فالجزية عن صَعَارٍ وذلّةٍ ء والا فالمَیفُ في غير هوادة ء واتّق الله فيما وليت » ولیاك 
أن نازعلک نفسك إلى كبر يفسدٌ عليك آخرتك ۔ وقد صحبْتٌ رسول آله لا فعززْت به 
بعد الله » وقویت به بعد العف حى صزت أميراً سلطا ء وملكاً مطاعاً ء تقولٌ- 


۷٤ 


# صدع سیّدنا عتبة للأوامر العمريّة » فافتتح الل ٤‏ وال : مدينة 
قديمةً عامرةٌ » فتحها عتبة بن غزوان في زمن عمر - رضي الله عنه - » ولا ما نزل 
عتبة الخريبة » وبالأيلّة خمس مئة من الأساورة » وكانت مرفاً الصين 
وما دونها ء خرج إليه آهل الأبلّة » فناعشهم عتبة ء وآمر رجُلين من أصحابه 
فقال لهما : « كُونا في عشرة فوارس في ظهورنا ء فتردّان المنهزم ۰ وتمنعان 
مَنْ أرادَنًا من ورائنا » ۲ . 

* التقیٰ عتبة ومَنْ معه من المجاهدین أهل الأبلة ٠‏ فاقتلوا مقدار ذبح 
جزور وقسمها » ثم من الله المسلمین آکتاف العدو › فرلو منهزمین ۰ ورکئوا 
إلى الفرار » حى دخلوا المدینة » ثمّ رجع سيّدنا عتبة بن غزوان إلى مكانٍ 
عسكره ۰ فأقاموا أياماً ء وألقئ اللہ -عزٌ وجل - في قلوب العدو الوُعبَ 
مدید » وژلزلوا زلزالاً شديداً » ولشدّة مَلَعھم واضطرابهم خرجُوا عن 
المدينة » وحملوا ما خف وزنگٌ وارتفع ثمنّه » وعبروا الفرات ء ولوا 
المدينة وراءهم قاعاً صَفْصِفاً لا حركة فيها ء ولا أَنْسَ ء ولا أنيس » وعندما 
دخلها المسلمون ؛ فأصابوا متاعاً » وسلاحاً » وسبياً » وعيناً » فاقتسموا 
العين والأموال » وشهد فتح الأبلَّة متتان وسبعون مُقاتلاً من المجاهدين . 

٭ ومن الكرامات الجليّة التي حدثت في فتح الأبلّة ما ذكره الطّبريٌ وغيرةٌ 
قالوا : « لما خرج النّاسُ لقتال أهل الابلة قالوا للعدو : نعبرژ إليكم » أو 
تعبرون إلينا ؟ 


0 


A 


فيُسمعٌ منك » وتأمرٌ فیطاع أمرك » فيا لها نعمة إن لم ترفك فوق قذرك وتبطزك على 
مَنْ دونك » احتفظ من التعمة احتفاظك من المعصية » هي آخوفهما عندي عليك أن 
تستدرجك وتخدَعَكَ فتسقط سقطة تصیژ بها إلئ جهنم » أعيذٌكَ بلله ونفسي من 
ذلك . إن الاس آسرعوا إلئ اللہ حين رُفعت لهم الڈُنیا ء فارادوها ٠‏ فار اللہ ولا ترد 
الڈُنیا » واتق مصارع الظالمین ٤‏ . « تاريخ الطبريّ » ٤(‏ / ۱۵۰) ۰ وا البداية 
والٹھایة ۷( ۷ / 58 ) . 

. )۸ : «الروض المعطار )4( ص‎ )١( 


فقالوا : اعبروا إلينا . 

فأخذوا خسّب العْشر » وأوثقوه وعبروا ‏ فقال المشرکون : لا نأخذً 
آّلهم حتَّىئ يعبر آخرهم . 

فلمّا صاروا علی الارض كيّروا تكبيرة » ثم كبّروا الّانية » فقامت دوابُهم 
على أرجلها , ثم كبّروا الثّالئة > فجعلت الژَابة تضربُ بصاحبها الارض 
وجَعَلنًا نظژ إل رووس تندرٌ ولا نرئ مَنْ يضربها » وفتح الله علئ أيديهم 
المدينة . وقال سلمة , بن فلان شهدت فح الأبلة » فوقع في سهمي قدر 
نحاس ۰ فلمًا نظرث إذا هي ذهب فيها ثمانون ألف مثقال » وكتبّ في ذلك إلى 
عمر رضي آله عنه » فكتب عمرٌ أن يحلفَ سلمة بان لقد آخذتها يوم 
آحذتها وهي عنده نحاس ء فإِنْ حلف سلمت إليه » وإلا قسمت بين 
المسلمين ؛ > فحلفث فسلَّمَتْ لي » فأصولٌ آموالنا اليوم منها . وقال خالد بن 
عمير : شهدت فح الأبلّة مع عتبة بن غزوان » فأصبنا سفينة مملوءة جوز 
فقال رجل میّا : ما هلذه الحجارة ؟ وكسرناها فأكلنا منها » > فقلنا هلذا طعامٌ 
ماخ ) 6۱ 


) الررض المعطار )( ص : 8 ) . وانظر خبر خالد بن عمير في : « المعجم الکبیر‎ « (١) 
للطبرانيٗ (۱۷/ ۰۱۱۳ وعندما تحدّث ياقوثُ الحموي عن « الأبلة ؛ آعطانا‎ 
معلومات مهمة أيضاً ومفادها : « الُلَه بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمی في‎ 
زاوية الخلیج الذي يدخل إلى مدينة البصرة » وهي أقدمٌ من البصرة ؛ لا البصرة‎ 
مُضّرت أَيّامَ عمر بن الخطّاب - رضي اللہ عنه - ۰ وكانت الابلّة حینعذ مدينة فيها‎ 
مسالِخُ من قبل کسریٰ » وقائدٌ » وكان خالد بِنٌّ صفوان يقول : ما رأیث أرضاً مثل‎ 
الأبلّة مسافة »> ولا آغذی نطفة ء ولا أوطأ مطيّة ء ولا أربح لتاجر » ولا أخفئ‎ 
. لعائذ‎ 

وقال الاصمعی كناف : جتان الذنيا ثلاث : غوطة دمشق » ونھڑ بلخ » ونھژ 
الأبلّة . وقد تسب إلى الأبلّة جماعة من رواة العلم ٭ منهم : شيبانٌ بن فووخ الأب » 
وحفص بن عمر بن إسماعيل اي » وابثہ إسماعيلٌ بن حفص أبو بكر الأبلّي ء = 


۷۹ 


03 وحينما نذکژ مدينة البصرة العراقيّة » نتذکرٌ معها آوّل مَنْ مضّرها » 
وهو سيدا عتبة بن غزوان - رضي الله عنه ‏ » وهلذه المدينة من أغنیٰ مدن 
العالم الاسلامي بالفكر والعُلماء والأدباء والمجتهدين والمجاهدين . 

٭ ونجد صاحبٍ « الرّوض المعطار » يتحدّتُ عن البصرة بشيء من 
الإسهاب والاعجاب » ويسوق معلوماتِ في غاية الأهميّة » ویشیژ إلى دور 
سيّدنا عتبة بن غزوان رضي ألله عنه ‏ في بنائها » فكان مما قال 

وأفاد : « البصرةٌ بالعراق » وهي كانت نت قبّة الإسلام » ومقر آهله . بُيتْ في 
خلافة عمر - رضي الله عنه - في سنة أربع عشرة » واختطً عتبة بر غزوان 
المنازل بها » وبنی مسجداً من قصب ۰ ویقال بل كان ذلك سنة سبع عشرة » 
وعتة - رضي ألله عنه - ول مَنْ اختطھا ونزلها في ثمان مئة رجل ۰ وهو الذي 
فتح الأبلّة ؛ وبالبصرة خطب عتبة بن غزوان خطبته المشهورة ء وهي ثابتةٌ في 
( صحیح مسلم ٩‏ » آولها : ما بعد فان الڈُنیا آذنت بصرم » وولّت 
حذاء ... إل آخرها . . . وسبب بنائها أنَّ عمر - رضي أله عنه - کتب إلى 
سعد بن آبي وقاص -رضي الله عنه -۰ وهو علیٰ حرب العراق » يستنبئ 
ما الذي غير آلوان العرب ولحومهم ۰ فکتب إليه أنَّ العرب غير آلوانها 
ولحومها وخومة المدائن ودجلة .. . فكتب إلى سعد بان العربَ لا یصلحها 
من البلدان الا ما یصلح الشّاة والبعیر » ثمَ آمره بنزول الكوفة » فارتحل 
سعد رضي ألله عنه - من المدائن بالئّاس ۳ حت عسکر في الکوفة سنة سبع 
عشرة » واستقرٌ أيضاً بأهل البصرة منزلهم اليوم » فاستقرا في قرارهما في شهر 
واحد ... وبضّر البصرة لعمرَ - رضي الله عنه - عتبة بن غزوان - رضي الله 


وأبو هاشم كثيدُ بن سليم الأبلّي من أهلها ء وهو الذي يُقال له کثیژ بن عبد ألله » يضعٌ 
الحديث عن أنَس ۰ ويرويه عنه » لا تحل رواية حديثه » . « معجم البلدان » 
(۱/ ۷۸ ۔۷۸)بتصؤف . 

. الوّوض المعطار )4( ص : ۱۰۵ )باختصار وتصوّف‎ ١ )١( 


۷۷ 


٭ كانت البصرةٌ والكوفة مقراً للاسلام » وقرارة للڈین » وهما محال 
الصٌحابة الكرام » والقٌابعین الأعلام » والسّالحین وجيوش المسلمين 
والمجاهدین ۰ ثم نشأت بین آهل ,ٍ المصرین البصرة والكوفة مفاخرات 
ومفاضلات استوعبتها المصادر الأدبية والكاريخيئّة وأضرابهما وهي تنبئٌ عن 
علم وفنّ وأدب ومعرفة وفائدة ثيرة تشحذ الأذهان » وتزيد من ثقافة محبّي 


العِلّم وفروعه . 


٭ ومن اللطائف التى ننجت عنها هلذه المفاخرات والمحاورات بين 
البصرة والكوفة ما حصيلته » أنَّ محبّي البصرة قالوا  :‏ الڈُنیا والبصرة ء وقال 
الأحنف لأهل الكوفة : نحن آعدی منکم بريّة » وآکٹڑ منكم بحريّة ء وأبعذ 
منکم قربة » وأكثر منكم سرية . وزعم آهل الكوفة أنَّ البصرة أسرِعٌ الأرض 
خراباً » وأخبثها تراباً » وأبعدها من السّماء » وأسرعها غرقاً . . . وسكل بعض 
الاس عن فقهاء الكوفةٍ فقال : أبحث الاس لصغیر وأتركه لكبير ٠‏ يتكلّف 
أحدهم القول في الڈور والدّين والعين ... وعاب بعض الكوفيين فقهاء 
البصريين فقال : كان الحسنٌ آزرق ۰ وقتادة أعمئ ۰ وابنْ أبي عروبة أعرج ؛ 
وهشام آعمی » وواصل آحدت ؛ وعبد الوارث أبرصّ » ویحییٰ بن سعيد 
آحول . فقال بعض البصریین : کان علقمة أعرجَ » وایراهیم أعورٌ » وسلیمان 
آعمش » ورشيدٌ أعرج > وأبو معاوية أعمیٰ » ومسروق مفلوجاً » وشریخ 
سناطا ) ٩‏ . 


* ویمڈُنا ياقوت الحمويّ بمعلومات مهمّة وطريفة عن سیّدنا عتبة بن 
غزوان - رضي ألله عنه » وعن البصرة » فيقول ما خلاصته : « البصرة وهما 
بصرتان : العظمیٰ بالعراق » وآخری بالمغرب . . . وأمًا البصرتان : فالكوفة 
والبصرة ... والبصرة في كلام العرب : الأرضٌ الغليظة التي فيها حجارة 


. )بتصوف واختصار‎ ٠ 1: : الَْوض المعطار )رص‎ « (١( 


۷۸ 


تقلع » وتقطعٌ حوافر الڈُواب . وسمّیت البصرة بصرةً لخلظتها وشدتها . 

وقیل : البصرة : الأرغیُ الطيّبة الحمراءً ... وقيل : البصرة : تعریب 
بسن راہ ؛ لأنّها كانت ذات طرق كثيرة انشعبث منها إلى أماكنّ مختلفة . 
والتّسب إليها بضريٌ بكسر الباء لإسقاط الهاء . وأما فتحها وتمصيرها ؛ فكان 
في عهد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه وأرضاه ء وولأها عتبة بن 
غزوان - رضي ألله عنه - + وقال له عمرُ ‏ رضي اللہ عنه - : اد الحيرة قد 
فتحت » فأت آنت ناحية البصرة ء وآشفل من هناك من أهل فارس والأهواز 
ومَيْسان عن إمداد إخوانهم » فأتاها عتبة » وانضم إليه سويد بنْ قطبة فيمن معه 
من بكر بن وائل وتميم . قال نافعٌ بن الحارث : فلمًا أبصرتنا الدّيادبة خرجوا 
هُدَاباً » وجعنا القصر » فنزلناه » فقال عتبة : ارتادوا لنا شيعاً نأکله ! فدخلنا 
الأجمة » فإذا زنبيلان في أحدهما تمر » وفي الآخر آرز بقشره ء فجذبناهما 
حتّیٰ أدنيناهما من القَضْر » وأخرجنا ما فيهما » فقال عتبة : هلذا سه أعدّه 
لكم العدوٌّ ء يعني الارژ » فلا تقربئّه » فأخرجّنا المر وجعلنا نأکل منه » فإنَّنا 
لكذلك إذا بفرس قد قطع قیادہ » وأتئ ذلك الأرزٌ یأکل منه » فأردنا أن نذبکه 
قبل أنْ يموت » فقال صاحبهٌ : اتركوه » فأنا أحرسّةٌ الليلة » فإذا أحسستٌ 
بموته ذبحتّه » فلمًا أصبحنا إذا الفرس صحيحٌ لا بأس عليه » فقالت 
أختي : يا أخي ! اي سمعتٌ أبي يقول : اد لسم لا یضز إذا نضح » فأخذث 
من الأرز توقد تحت وما زالث تطبه حت ذهب قشره عنه »› فألقيناه في 
الجفنة » فقال عتبة : اذكروا اسم الله عليه وكُلُوه ؛ فأكلوا منه فإذا هو طیّب » 
فجعلنا بعد ذلك نميطً عنه قشرہ ونطَبِحُهُ » فلقد رأيني بعد ذلك وأنا أعذۂُ 
لولدي . ٠‏ . وکانت مع عتبة بن غزوان - رضي له عنه - لجا قدم البصرة زوجته 
أزدةٌ بنث الحارث بن كلدة ء فلمًا قاتل عتبة أهلّ مدينة الفرات » جعلت امرأه 
تحرّض المؤمنین علا القتال ء » قح اه علیٰ المسلمین تلك المدينة » واصاہوا 
غنائم كثيرة .. .۰ ثم إِنَّ عتبة كتب إلى عمر يستأذنه في تمصير البصرة › 

وقال : يا أميرٌ المؤمنين ! له لا بدَ للمسلمين من منزل إذا أشتئ شتوا فيه » 


۷۹ 


وإذا رجعوا من غزوهم لجووا إليه » فوافقه عمرُ رضي ألله عنه - ۰ ومصّر 
البصرة » ۶۷ . 

٭ وكان سيّدنا سعد بن أبى وقّاص ‏ رضى اللہ عنه ‏ يكاتبٌُ عتبة بأمره 
ونهيه ء فأنف عتبةٌ من ذلك ء واستأذن عمر في الشّخوص إليه » فإذن له . 
ولگا أراد عتبة الانصراف إلى المديئة خطب الئّاس » وقال كلاماً فی 
آخره : « وستجرّبون الأمراء من بعدي » قال الحسنٌ « فلقد جوبناھم فوجدنا له 
الفَضْل عليهم ۰ . 

٭ وکان عتبة -رضی اللہ عنه - لمّا شخص إلى عمر -رضی ألله عنه - 
استخلف مجاشع بن مسعود الشُلميَ علئ جنده » وكان عتبةٌ قد سيره في جيش 
إل فرات البصرة ليفتحها › فأمر المغيرة بن شعبة أن یقومٌ مقامه إلى أن 
يرجعٌ . . . وفي المدینة المنورة شكا عتبةٌ إلى عمر تسلّط سعد عليه » فقال 
له : « وما عليك إذا آقررت بالإمارة لرجل من قريش له صحبة وشرف ؟ » . 


قال عتبة : ١‏ آو لست من قريش ؟ قال رسول الہ يله : « حلیف القوم 
منهم » » ولي صحبة قديمة مع رسول الله ككل لا تنکژ ولا تدفع 2 . 

فقال عمر « لا ننکرژ ذلك من فضلك ‏ . 

قال عتبة : « أما إذا صار الأمر إلى هنذا ء فوالله لا أرجمٌ إلى البصرة 


أبداً » . 


فأب عمد رضى ألله عنه ‏ إلا أن يرد عتبة إليها » فردّه » فماتٌ 
بالطريق » أصابه بَطنٌّ فمات » وكان عمله على البصرة سئّة أشهر » فقدم سويد 
غلامه بمتاعه وترکته عل عمر بن الخطاب » وذلك سنة ( ۱۷ھ) » وكان 


. باختصار وتصوّف‎ ) ٣٤٤ 40 /١(»نادلبلامجعم‎ ١ )۱( 
.) 4۳۳ / ۱(٩ «معجم‌البلدان‎ )5( 


2 3 2 
عتبة بن غزوان یوم مات ابن ( ۵۷ سنة ) - رضي اللہ عنه ”''۔ . 


من رُواةٍ الحديث التبويٰ : 


٭ هنذا الصَحابیْ السَّابقٌ البدريٌ راضم لبن المعالي ؛ المتواضع 
العالي » من أهل بيعة الررّضوان » ومن السّابقين إلى مرضاة الوّحمئن » كان من 
المُقلین في رواية الحديث الَبويّ الشریف » مع أنَّ له حديثاً منها في الصُحیح ء 
فقد روي له عن رسول أله ييه أربعة أحاديث » رویٰ مسلم أحدها » وله في 
١‏ مسند أحمد » » و« معجم الطّبراني » بعضها . 

4 1 ر2 و 7 8 ع رز و 

٭ روئ عنه خالد بن عمير العدوي » وقبيصة بن جابر » وهارون بن 
رئاب » وغنیم بن قيس المازنی » والحسنٌ البصريّ » وغیرهم ۸ 

3 قال ابن حجر یله في « الاصابة » : «روی له مسلم وأصحاتك 
الگ. ¢ ۳ 

7 وسوف نستجم في رحلتنا الحديثيّة مع سیّدنا عتبة بصحبة ۱ صحیح 


» انظر : ( طبقات ابن سعسد) (۷/ ۷۔۸)ء و« سير أعلام القُلاء‎ )١( 
)ء و« معجم البلدان 6 (۱/ ۶۳۳ ) مع الجمع بینهما » ثم‎ 705-7068 /۱( 
. التصوف الیسیر‎ 

وعن وفاة سيّدنا عتبة یقول ابن كثير تاه ما خلاصثہ : « ولمًا استکمل عتبة 
فتح بلاد فارس » استأذن عمر - رضي ألله عنه ‏ في الحج فأذن له » فسار إلى الحجّ ع 
واجتمع بعمر في الموسم » وسأله أن یقیله فلم يفعل ۰ وأقسم عليه لیرجعیٌ إلى 
عمله » فدعا عتبة الله عر وجلٌ -فمات ببطن تُخْلَةَ ء وهو منصرف من الحج » فتثر 
عليه عُمر » وأثنی عليه خيراً » . « البداية والٹھایة ۷(٠‏ / ۸۰ ) . 

(۲) « تهذیب التّهذيب »(۷/ ۱۰۰) ء و« تهذیب الأسماء واللغات (۱/ ۰۳۱۹ 
و« سير آعلام الثلاء ۷( ۱ / ۳۰6 ) . 

. ) ٤٤۸ 7 ۲۱۰ «للاصابة‎ )۳( 


۸۱ 


مسلم ١‏ ياش » ونستمتع بشيء من الژھد والرّقائق العْنْبيّة المباركة التي دوّنها 
مسلمٌ في ( صحيحه » ؛ إذ أخرج بسنده عن خالدٍ بن عمير العدويٌ 
قال : « َطبتا عتبة بن غزوانَ » فحَمد الله » وآئنی عليه » ثم قال : آگا بعد ؛ 
فان الڈُنیا قد انث ضرم » وَوَلّتْ حدّاء » ولم يبق منها إلا باب كصّبابةٍ الإناء 
یتصابُھا صاحبها ۰ وإِنّكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها » فانتقلوا بخير 
ما بحضرتكم » فالّه قد در لنا : أ الحَجَر يُلقئ من شَفَةٍ جهنّم » فيهوي فيها 
سبعين عاماً لا بُدركٌ لها قعراً » ووالله ! لَتْملأنٌ » آفعجیتم ؟ ولقد دعر لنا أنَّ 
ما بين مصراعين من مصاريع الجنّة مسيرة أربعين سنة » وليأتينٌ عليها يوم وهو 
كَظِيظٌ من الرّحام » ولقد رأيتني سابع سبعةٍ مع رسول آله ية » ما لنا طعامٌ 
الا ورق الشُجر » حى قَرِحَتْ أشدافنا » فالتقطت برد فشققْيُّها بيني وبين 
سعدٍ بن مالك ۰ فائّررتُ بنصفها » وائزر سعد بنصفها » فما أصبحَ اليوم من 
أحدٌ إلا أصبح أميراً على مصر من الأمصار » وإنَّي آعوذ بان أن أكونَ في نفسي 
عظيماً » وعند الله صغيراً » وإنَّها لم تكن نبوَةٌ قط إلا تناسخت ؛ حلّی يكون 
آخر عاقبتها مُلكاً » فَسَتَخْيْرُونَ وتجرّبُون الأمراء بعدنا 27 . 


)١(‏ أخرجه مسلم في الؤھد والرّقائق برقم : ( 59517 ) . وانظر هلذه الخطبة في 
«المستدرك) (۳/ ۳۹۳۰۳۹۲ ) برقم : (۵۱۳۹) ۰ وقال : « صحيحٌ علیٰ 
شرط مسلم ولم یخڑجاہ ۷ ۰ ول المعجم الکبیر ) ( ۱۷ / ۱۱۵۰۱۱۶ ) برقم : 
(۲۸۰)ء و« المسند ) /٦(‏ ۱۸۱ )برقم : ( ۱۷۵۸٦‏ ) ء و« الاستیعاب » 
(۱۱۱7/۳) و« العقد الفرید»(: / ۱۳۱) ء و«البيان والتَّبيين» 
(۲ / 1۹ ) ء وغیرها من مصادر لا تحصیل . 

ومعنی قوله « آذنت » : آعلمت . و« الشرم » : الانقطاع والدّهاب . 
و« حَذَّاء » : مسرعة الانقطاع . و الصّبابة » : البقية اليسيرة من السراب تبقیٰ في 
أسفل الاناء . و« یتصاٹھا » : يشربها . و« قعراً) : قعر الشيء : أسفله . 
و« الكظيظ » : الممتلی . و« قرحت » صار فیها قروح وجراح . و« سعد بن 
مالك » : سعد بن أبي وقّاص - رضي اللہ عنه - . 


۸۲ 


پا ومن مرويّات عتبة بن غزوان ما آخرجه الطبرانييُ والحاکم بسنل عنه ء 
أن رسول أشرئئة قال يوماً لقریش : « هل فيكم مَنْ لیس منکم ؟ » وفي 
رواية : « هل فيكم أحڈ من غيركم ؟ » . 

قالوا : ابن أختنا عتبة بن غزوان . 

فقال : ١‏ اد اب أخت القوم منهم + وحلیف القوم منهم » 

٭ ولسيّدنا عتبة - رضى الله عنه - مرویّات آخر تکمّلت مصادژ الحديث 
بذکرها . ۱ 

٭ بقی أن نعرف أنَّ سيّدنا عتبة بن غزوان -رضی اللہ عنه - کان حلیقاً 
لبني عبد شمس ‏ وله مآثڑ عظيمةٌ في میدان الفتوح ؛ وقد طلب من سیّدنا عمر 
أن يعفيه من منصبه على البصرة ؛ فهو من أعلام الرّاهدين ۰ وأعيان الورعین 
الذين یخن من المناصب خشیة الوقوع في الأخطاء ؛ وھلذا يدل على تواضع 
سيّدنا عتبة وزهده وخشيته من آله - عرَّ وجل - ء فعندما اختط البصرة » لم 
یختطٌ لنفسه داراً » فمات وهو فقیه لا يملك درهماً » ولا ديناراً » ولا دارگ 
وقد سخَّر كل ما يملك في سبيل اللہ عر وجل ۰ فقد كان رجُلاٌ طویلاًٌ جميلاً 
وسيماً » وكان رامياً ماهراً من رُمَاة ''' الصّحابة المعدودين الذين شهد لهم 
الژجال الأشدّاء في هلذا المضمار . كما كان من أعلام القادة الموقّقين في 


(۱) 


(۱) آخرجه الطبرانیّ (۱۷/ ۱۱۸) برقم : ۰۲۹۱۱ والحاکم (۳/ ۲۹۳) 
برقم J:‏ ۰ ). 

(۲) الرّماة من آصحاب التبی بي المذكورون جماعة منهم : سيّدنا سعد بن أبي وقّاص › 
وعتبة بن غزوان ٠‏ والسّائب بن عثمان بن مظعون » والمقداد بن عمرو » وزيد بن 
حارثة » وحاطب بن آبي بلتعة » وخراش بن الصّمّة » وقطبة بن عامر بن خديدة ء 
وبشر بن البراء بن معرور » وأبو نائلة سلكان بن سلامة »ای طلحة » وعاصم بن 
ثابت بن أ بي الأقلح › وقتادة بن التُعمان - رضي ألله عنهم » وحشرنا في حزبهم 
ومعيتهم - . 


۸۳ 


القتوحات » يعمل لاعلاء کلمة أله -عرٌ وجل - » ويحرص على سلامة رجاله 
من آفات الحروب ضمن ضوابط متقنة » فقد کان يتمع بشخصِيَّةٍ قويّة نبيلة ء 
وصحبة نبوية طويلةٍ » وجهاد منذ فجر الاسلام في آم القُرى إلیٰ آخر حياته في 
بلاد العراق » فهو الذي ذ فت العراق الجنوبي » والأهوارٌ › فنشر فيها رايات 
الاسلام في عصر صدر الإسادم » وستظة یادن فاق إل ما شاء اله " 

٭ وبعد : فهل عرفنا من هو عتبة بن غزوان ؟ وهل نتختّی بسيرته أمام 
لان والفلتان » وهل نربّي القَّاشئة على محبّة رجال الب العدنان بي » وهل 


نسمّي أبناءنا بأسماء ھاؤلاء الشّجعان ؟ ! هلذا ما نرجوه بإذن اللہ الكريم 
المئّان . 
# رضي أله عن سيّدنا عتبة بن غزوان » وجمعنا معه في آعالي الجتان › 
وعفا عنّا بفضله إِلّه رحيمٌ رحملن ۰ ۱ 
گم گم سر 


۸ 


FF 


مس 
جں گے ای 
سکس دودخ زو ہے 


CONN‏ 1ت ات بححكدى كر ۔ ييايري 


یی مر ہج 
1 یر 





# من سادة المهاجرین ؛ ومن أعيان المّابقین الاوّلین . 
ها ۔ 5 . 5 7 1 75 تسار 

3 اوّل م ذفن بالبقيع من أصحاب الي يي . 

٭ قال عن هيه : « لو ہے مظعون لحييٌ يشِر). 


اک ۳ 
وھ 


Ao 


ہی 
عدا 


رشع 
جيل جي 


(سکس اجن لازو ی 


۸۷۷۸۷۷۷۷ ۔۲٢‎ 0 9۷۸۷ 2۲2 COM 


۔ 
تس 


ہے 0 
جل سے ںیي 
کی ی (لرویکسی 


WWW.INTOSWaAFAt.COM 


عثمان بن مظعون 
رضى الله عنه 
من آولیاء الله 


* تشن صبخ الاسلام ؛ وأطلّ لطیفاً كالرّهْر يطلمٌ في الاکمام ‏ فأسرع 
هنذا الوَجْل فکان من مشاهیر الأعلام ؛ كان إلى الاستجابة لله سابقاً » وبمعالي 
الأحوال لاحقاً » وفي العبادة ناسكاً » وفي المحاربة فاتكاً » بلغت همته 
السّماء » وجلث أخباره الظّلماء ؛ له الؤتثُ ب المكينة » وعلیه الوقار والتّكينة » 
هنذا الوجل هو المْمْتَحَنُ في عینه المطعون ٭ ذو الهجرتين عثمان بن 
مظعون بن حبيب الجمحی الفُرشيّ ن¿ ”2 ۰ السَّيّد الفاضل » من سادة 
المهاجرين » ومن رعيل السّابقين » ومن أولياء ألله المتقين » الذين فازوا 
بوفاتهم في حياة نبيّهم ؛ فصأ عليهم . وكا - رضي الله عنه ‏ أوَّل منْ دفن 
بالبقيع » من صحابة ال السفيع بل 


1۲( ( السّسرةٌ الب وی » (الفهارس : /١‏ 6 و«الاشتقاق» 
( ص : ۱۱۷ و ۱۳۱) ء و« التّبيين» ( ص : ۳۹۸-۳۹۷ ) » و« صفة الصَّفوة » 
(۱/ 594 -05: )»2 و«المستدرك ۲٠٠١-۲٠۹ / ۳(٢)‏ )2 و« حلية الأولياء » 
٠١١-٠١١ /١(‏ )» وا سیر آعلام الُسلاء ۰ (۱/ ۱۲۰-۱۵۳ 
و« الاستیعاب » ( ۳/ ۸۵ ۔۸۹) ء و« طبقاٹ ابن سعد ۳(٤‏ / ۰۰-۳۹۳ ۰ 
و« أسد الغابة )( ۳ / ٦۹۷ - ٦۹٤‏ ) ترجمة رقم : )۳٥۸۸(‏ ء و« تهذیب الأسماء 
واللغات )۱(۷ / ۳۲۷۱-۰۲۲۵ ) » وغیرها کثیر . 


۸۷ 


٭ هلزا الصٌحابي المفضال ؛ السَابق إلى کریم الخصال > من أسرة زكيّة 
والااصال » ويزيّنون الأقوال بالأفعال . 


٭ ومن رجال بني مظعون الأخيار : قدامة بن مظعون ابو عمرو 
الجمحی ٠‏ من السّابقين البدریین من آخوال نام المزمنین حفصة » وابن 
عمر » وزوج عمّتهما صفيّة بنت الخطاب ء إحدیٰ المهاجرات الفاضلات › 
توفى قدامة سنة ( ۳٩‏ ه ) وعمرةٌ ( 1۸ سنة ) وكان لا یخی شيبه » وكان طویاک 
آسمز - رضي الله عنه ۔ . 

* وأخوه : عبد الله بن مظعون الجمحی أبو محیّد ء من السّابقين 
الاوّلین » شهد بدراً هو وإخوته : عثمان » وقدامة > والسّائب ولد أخيه › 
وهاجر عبد ألله إلى الحبشة الهجرة اللانية » وشهد بدراً ء وأحداً ء والخندق ‏ 
وآخیٰ رسول آله ية بينه وبين سهل بن عُبيد بن المعلّى الأنصاريّ » ومات 
عبد أله فى خلافة سيّدنا عثمان سنة (۳۰ھہ)؛ وعمره 
٦٦(‏ سنة ) رضي الله عنه - . 


# وابنه : السّائبٌ بِنْ عثمان بن مظعون الجمحی › وأ : خولة بن 
حكيم السُلميّة » هاجر إلى الحبشة » وكان من الژماة المذكورين » وآخیٰ 
رسول اللہ َك بينه وبين حارثة بن سراقة الأنصاريّ » المقتول ببدر ؛ الذي 
آصاب الفردوس الأعلئ في جنان الجنّة ؛ وشهد السّائب بدراً » وأصابه سهم 
يوم اليمامة سنة ( ۱۲ ه ) ومات منه - رضي اللہ عنه - 


و ۳ 
صبره وتحمّله الشدائد : 


٭ کان اسلام آبي السّائب عثمانَ بن مظعون مع ثل لة المومنین الأول » 
من بكروا إل اعتناق دين الہ في مرحلة برعمه المتفتح على أنفاس التُوحيد 
والڈگر ء ونبد الشرك وعبادة الأوثان والأصنام . فقد أسلم سيّدنا عثمان بن 


۸۸ 


مظعون قبل دخول رسول الله به دار الأرقم بن آبي الأرقم المخزومی ٩‏ ؛ 
قال ابن إسحاق اه : « أسلم عثمانْ بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجا 
وهاجر الهجرتین » وشهد بدراً) ۳" ۰ وکان اسلامّه على يد سیّدنا آبي بكر 
الصّدَّيق - رضي ألله عنه - . 

٭ ومنذ أنْ نشاً سيّدنا عشمان في مكة المکرمة كان من المشهورین بسعة 
الأفق والڈکاء » وکان حصیفاً عاقلاً ء نف من الخضوع للأصنام » وسخر ممّن 
یعبدونها » وَتَمَرَ من كثير من عادات الجاهليّة » وحرّم الخمر على نفسه ۳ ؛ 
إذ رأئ أنَّ فيها خصالاً تفسدٌ الوّجل الحلیم . 

* قال ابن سعد که وغيره : ١‏ زعموا أنَّ عثمانَ بنَ مظعون حرم 
الخمر في الجاهليّة » وقال : إني لا آشر شيئاً يُذهبُ عقلي ؛ ويُضحك بي 
مَنْ هو آدنی مني » ويحملني علئ نکم كريمتي مَنْ لا أريد » ۵ . 

د ولمّا رسخ سيّدنا عثمان في الإسلام » استغرق في العبادة » واجتهد 
في الطّاعة » ونشط في العبادة نشاطاً ملحوظاً ء واخشوشن في ثيابه وطعامه 
وشرابه ؛ لأنّه رأیٰ بعين اليقين وعين البصيرة ء أن الآخرة خير وأبقئ » وان 
نعيم الڈنیا لا شك زائل . 

٭ رأئ سادة قريش » وأكابد مجرميها هلولاء الأصفياء قد فارقوا دين 


) ٤٥١ /١(»ةوفّصلاةفص«‎ )١( 

(۲) «التّبيينَ (٩‏ ص : ۳۹۷) . 

(۳) لم يكن سيّدنا عثمان بن مظعون وحده ممّن حرّم الخمر في الجاهليّة » وإنّما حرّمها 
كثيرون من مثل : أبو بكر الصّذّیق » وعثمان بن عفان » وعبد الؤحمان بن عوف ء 
وعیّاس بن مرداس » وفيس بن عاصم » وقبل هوّلاء حرمها : عبد المطلب بن 
هاشم » وعبد أله بن جدعان » وورقة بن نوفل » وغیرهم . 

6 1۵۰ /۱( «طبقات ابن سعد » (۳/ ۳۹۳ -:۳۹) ۰ و« صفة الصّفوة»‎ )٤( 
8 1 ١6 / ١ ( » و سير أعلام اللاء‎ 


۸۹ 


الاباء والأجداد » ونبذوا اللات والعرّئ وراء ظهورهم ۰ وکذلك متاه الثّالئة 
الاخری ۰ واحتقروا هبل وسائر الأصنام » فآخذوا یکیدون عثمان بن مظعون 
ومَنْ آمن من رجال قریش ونسائهم وشبابهم ۰ وطفقوا يذيقونهم آلوان التّعذیب 

من الحبس والضّرب والجرح والكيّ » ومنع الطّعام والشراب » ووضع 
الأحجار السّاخنة على الأجسام ء والتّعريض لأشكة الشُمس ولهيبها فوق رمال 
مگة وصخورها . 

٭ هلذا كله لم یویر في يقين سيّدنا عثمان وثباته » بل كان يزدادٌ إيماناً 
كلما نزل شي من القرآن الكريم » ويستقرٌ الإيمان في قلبه » ويحبٌ ال كَل 
أكثر وأكثر . ونستدلٌ على هلذا الأمر ہما جاء عند ( الواحديّ ) فى ١‏ أسباب 
التزول » ؛ إذ آخرج بسنٍ آوصله إلى سيّدنا العالم للم عبد الله بن 
عباس - رضي الله عنهما وحشرنا في معیّتھما۔ ؛ قال : ١‏ بينما 
رسول آله يكل بفناء بيته بمكّة جالساً ؛ إذ مو به عثمان بن مظعون » فک إلى 
الى گلا ء فقال له : « ألا تجلس ؟ » . 

فقال : بلیٰ » فجلس إليه مستقبله » فبينما هو يحدّثه + إذ شحَص بصرهُ 
إلى السّماء » فنظر ساعة ء وأخذ يضم بصره » حى وضع على عتبة في 
الأرض » ثمٌ تحرف عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره » فأخذ ينغخض 
رأسه كأنّه پستنقه ما يقال له » ثم شخص بصره الی السّماء كما شخص آوّل 
مدة » فاتبعه بصرَه حتّی تواری في السّماء ‏ وأقبل علیٰ عثمان کجلسته 
الأولئ » فقال : يا محمّد » فيما كنت آجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل فعلتك 
الغداة ؟ 


7 
م8 


قال : « ما رأيتنى فعلتٌ ؟ » . 


)١(‏ اقرأ سيرة بحر الصّحابة وحبرهم سيّدنا عبد لله بن عباس في موسوعتنا 
المباركة : «علماء الصّحابة ‏ رضي اللہ عنهم -» في الباب الأوّل 
( ص : ۷۸-۲۱ ) ففي سيرته غيث النَفع بإذن الله عر وجل . 


۹۰ 


قال : رأیكأك شخصَ بصرك إلى السّماء » ثم وضغْتّہ حى وضعته على 
يمينك ۰ فتحرفت إليه وترکتنی ء فأخذت تنغض رأسك كأنّك تستنقه شيئاً يُقال 
لك ! 

قال : « أوفطئت إلى ذلك ؟ » . 

قال عثمان : نعم . 

قال : « آتانی رسول اللہ جبريل يلهد . وسلّم آنفاً » وأنتَ جالس » . 

قال : فماذا قال لك ؟ 

قال : ١‏ قال لي : : 9 © إن لَه يمر ال وآلوخسن اي زی ارک 
وه سے ص رصح ےم کار ہپ لاو مس ب 

تک کی اکا وار وا لمکم کرو )1 الل : 9*١‏ ] 
۳ سق مان يس وب مس 

0 ولا نزلت هلذه الآية الكريمة من سورة التحل حملها سیّدنا عثمان بن 
مظعون › وألقاها على سيّدنا علی ب بن أبي طالب » فماذا كانت النّيجة ؟ ! 
حسنا ‏ لنقرأ ما رواه سيّدنا عثمان ؛ إذ يقول  :‏ لگا تزلث هلقه 2 ية ء قرأتها 
ابعوه تفلحوا ‏ فوالل إِنَّ الله آرسله ليام بمکارم الأخلاق ۸ 

# وقال عثمان بن مظعون -رضي الله عنه - : «ما أسلمث ابتداء 
إلا حياء من رسول أله اة حى نزلث هلذه الایة » وأنا عنده » فاستقر الإیمان 


)١(‏ «أسبابٌ التزول » للواحدي ( ص : ۲۳١‏ ) » وقوله ۱فکشر » : فضحك ۰ من 
الکثر » وهو ظهور الاسنان للضحك وغیره . و« شخص بصره » : رفعه ینظر 
بجمود . و( یضع ) : یخفضه . وا يلغض ) يحركه ویمیله . و( یستنقه » : یستفهم 
ویستفقه . و« الغداة » : أوّل الٹھار . و فطنت » : انتبهت . وا آنفاً) : الآن » 
وفي أي وقت یقرب مني . 

.) ۱۱۱۱ : تفسیرابن عطيّة ۷( ص‎ ١ )٢( 


4١ 


في قلبي » فقرآتها علی الولید ؛ بن المغيرة » فقال : يا بن أخي ! أعذ ! فأعدث 
فقال : والله إِنَّ له لحلاوة ء وان عليه لَطّلاوة » وا أصلّه لمورق ء وأعلاه 
لمثمر » وما هو بقول بشر » ۲۲ . 

٭ وعلی الرّغم من إعجاب الولید ؛ بن المغيرة بحلاوة القرآن وطلاوته ء 
إلا أله ظل علیٰ شركه » وظلٌ الشّيطان يجرّره يمينا وشمالاً ٠‏ . ويعبث به » 

٭ وفي المقابل ظلّ سيّدنا عثمان بن مظعون ومَنْ معه ثابتين على 
الإسلام » محبّین لدينهم » منافحين عن عقيدتهم » وأخذ یتعرّض لألوان 
الاضطهاد والتّعذيب » والشخریة والایذاء » حى اضطر إلى أن يهاجرَ 2 
آرض الحبشة مع الاسرة المظعوتية المؤمنة » هو » وابنه السائب 
وأخواه : قداص » وعبةٌ الله + وعد سن بني مج ۳۳ ۰ وكان 
عثمانٌ - رضي الله عنه - قد لقي الألاقي من قومه ء ومن أميّة بن خلف الجمحی 
أحد الفجرة المغرضين المبشرين بالتّار » ولهذا كان عثمان يعاتب أميّة وهو 
ابن عمّه » وكان يؤذيه في إسلامه ؛ وكان ميه شريفاً في قومه في زمانه ‏ 
وللكنٌ الكثرَ قد حطّه من عل » وجعلهفي عداد الكافرين + فقال عثمان یاه 
معاتياً : 
آآخرجتني بسن بطن مكّة آمناً وأسكئْتّني في صرح بيضاءً تقذعٌ 
تريش نبالا لا يُواتيك ريشها وتبري نبالا ريشها لك أجمع 
وحارئت أقواماً كراماً أعرَّةً ‏ وأهلكت أقواماً بهم كنت تفزع 
1 وأسلمّك الأوباشنٌ ما كنت تصنة © 


. ) ۱۱۵ /٠١(4» «تفسیر القرطبي‎ )١( 
انظر : « آسماء المهاجرین الجمحبین في السّيرة التَّبويّة ۱(۷/ ۳۲۷ ) » واقرأ أيضاً‎ )۲( 
. (TI / ۱ أحداث الهجرة الحبشيّة في السّيرة النّبويّة ته(‎ 


۳( « السّيرة التبَوئّة ؛ /١(‏ ۳۳۲) . وقوله ۱ صرح بیضاء » : يريد مدينة الحبشة » = 


۹۲ 


٭ لقي عثمان بن مظعون والمهاجرون معه الانعام في ظلٌ عدلِ ملك 
الحبشة التّجاشي » بيد أن حُبٌ الوطن ۰ وحبٌ مکة أمّ القرى يعتمل في القلوب 
التي بين الصّدور » فكان المهاجرون یتسفٌطون الأخبارٌ المكيّة » فإذا نم سري 
جميل یل إليهم ۰ ویصافخ أسماعهم ؛ ویھمسُ في نفوسهم بأنَّ أهل مكة قد 
أسلموا ء واتبعوا دين اللہ - عر وجل - الذي ارتضاه لعباده » فكان هلذا الخبرٌ 
الأنيق اللطیف آجمل لحن سمعوه ؛ وهم في أرض الحبشة یتوقون إلى العودة 
لمكّة المکرمة آرض الوطن ‏ وأرض الذّكريات » ومهوی الأفئدة . 

2 ولملموا أنفسَهم ومتاعهم 2 وعادوا والآمالٌ المجنّحةٌ تحدو خطاهم 2 
وتداعب آفندتهم › وتسامر خیالهم ؛ لأنّهم سوف یخیون في ظلال الامن 
والامان والایمان » بيك انهم لگا اَن وصلوا مشارف مگة تلااشت آماله 
وتبدّدت آحلامهم ‏ لقد علموا أن الأخبار التي وصلت إليهم وهم في الحبشة 
عاریة عن الصَّحّة » > فمنعَهُم المشركون من دخول مكّة > فلم يستطغ أحدٌ منهم 
أنْ يدخلها إلا في جوار أحد زعماء المشركين › فدخل بعضهم في جوار ‏ 
وبعضهم دخل بغیرِ جوار مستخفياً ء بينما عاد شطر منهم إلئ الحبشة » وحبّ 
مگ يملا قلوبهم ۰ وھا العمل والكبرياء » خالفٌ المشركون الأخلاق 


3 ويحق لنا أنْ نسمر الان مع هلذه التّغريدة اللطيفة التي تة تقصٌ علينا عودة 
مهاجري الحبشة لإشاعةٍ كاذبة » وأقوال خادعةٍ خاّبة : 


المُسلمون لدى التجساشي ججاءهم خر جيل 
ع نأهل مك ةنهم قدأسلمُوا إلا القايل 
رخ وا بهلذا كلهم فوراً ادوا للرحيل 


وأصل الصّرح : القصر . و« تفذع ) : تكره ؛ ويروئ تقدع : ومعناها : تدفع 2 
و« رَيشها): بفتح الرّاء : إذا نفعه وجبره ؟ وبکسر الرّاء : جمع ريشة . 
و« الأوباش » : الضعفاء الدّاخلون في القوم وليسوا منهم 


۹۳ 


فا إلیٰ مهد الطف ول ذلك البلسد الأصيل 
فيه اتوه والقراب 2 والصَداقة والقبیل 
بل فيه خر الخلق طراً صفوةٌ المسولی الجلیل 
عادوا وک انوا في خنين للحبيب وللخلیل 
لے يا حسرةً قد فُوجئواعندالوصول 
ماججاءهم عن أهل مكّة كله قول وقيل 
ما أسلمُوا بل إنهمزادوا من القهم العليل 
أسفوا لقد ضاعت عليهم رحلة السّفر الويل 
أبواب مگے أْلقت لا بدخلنٌ سسویٰ الگزیسل 
البعضٌ قد دخلسوا ولكنْ في جوار کال دخیل 
والبعضٌ عادوا للّجاشي حزنهم فاق المنیل 
کار مک دون شك خالفوا الخُلق اليل 

أرضئ بجوار الله : 

0 علمنا أنَّ المسلمين الذين عادوا من أرض الحبشة » دخلوا مکة في 
جوار المشركين الأقوياء » وعاشوا في حمايتهم » وتلك كانت عادة العرب ؛ 
فالذي یجیرژ أحداً من الاس عليه أن یقومٌ بحمايته من کل عدوان عليه » وعلیٰ 
قومه أن يحترموا هلذا الجوار . 

* وتذكر مصادرٌ السّيرة وغيرها أنَّ عثمانَ بنّ مظعون - رضي ألله عنه ‏ » 
قد دحل في جوار الوليد بن المغيرة المخزوميّ » فكان يغدو ویروح آمناً » 
ولا يجرؤ أحدٌّ أنْ ینال منه » وللكتّه وجد بعض أصحابه يعذبون » فماذا 
فعل ؟ ! 

چا أورد ابن إسحاق » وغيره من العُلماء قصّة عثمان بن مظعون في هنذا 
الأمر » وكيف رد جوار الوليد بن المغيرة فقالوا : « لكا رأیٰ عثمان بُ مظعون 
ما فيه أصحاب رسول الہ پل من البلاء والجهد والعذاب » وهو يغدو ويروح 
في أمانٍ من الوليد بن المغيرة » ومن دون أنْ يلقئ أذئ من أحدٍ من 


۹٤ 


المشركين » وللكنّ ضمیرہ آخذ یؤنّبه » وانقلبت راحته إلى عناء » وسلامتہ إلى 
شقاء » فجعل یخاطب نفسه ویقول : وآللہ ! لد غدوي ورواحي آمناً بجوار 
ما لا يصيبني لنقص کبیر في نفسي . 

وأسرع عثم ان إلى الوليدٍ بن المغيرة » فقال له في أدب 
جم : يا آبا عبد شمس ‏ وفث ذمّتك » قد رددث إليك جوارك » وآنا أحتٌ أن 
آخرج منه إلى الصّادق الأمين اة . فقال له الولید في تعجب : لِم یاب أخي ؟ 

2 ب 7 98 5 و هآ ع 

بجوار اله - عر وجل » ولا آرید أن آستجیر بغیره . 

قال الولید : فاردذ على جواري علانية كما أجرتكَ علانية » وانطلق إلى 
المسجد وآعلن ذلك . 

فانطلقا » وخرجا حى أتيا المسجد » فقال الولید للملا القرشيّ : هلذا 

۶ ھ۶ 
عثمان بن مظعون قد جاء برد علي جواري . 

قال عثمان : قد صدق ۰ وقد وجدته وفيّاً كريم الجوار » وللكتّي قد 
أحببث أنْ لا أستجيرٌ بغير اللہ عر وجل -» فقد رددث عليه جواره . ثم 
انصرف عثمانْ بن مظعون » ولبيدٌ بن ربيعة في مجلس من مجالس قریش 
ينشدهم من شغره - وکان لبيد آنذاك مشرکاً - فجلس معهم عثمان » فقال لبي 
وهو ینشدهم : 
ألا كل شىء ما خلا ال باطل 

قال عثمان : صَدَقْتَ . 

فقال لبيد : 

وکل نعيم لا محالة زائل 
فقال عثمان : كذَبْتَ » نعیم الجنّة لا يزول . 


۹۹۰۵ 


وثار حمَد لبيد » وغضب من هنذا التعليق على شعره ۰ فقال : يا معشر 
قريش ء والله ! ما كان يُوذیٰ جلیسکم ۰ فمتی حدث فيكم هلذا الحدث ؟ 
فقال رجلٌ من القوم : إِنَّ هلذا سفیه في سفهاء معه » قد فارقوا دینناے 
فلا تجدن فی نفسك من قوله . 
فرڈ عليه عثمان حى عظم آمرهما وتفاقم » فقام إليه ذلك الّجل » فلطم 
عينه » فخضّرَّها ۰ وآذاها إيذاءً كبيراً » والولید بن المغيرة قريبٌ يرئ ما بلع 
من عثمانَ بن مظعون » فقال : أما واللهريا بن أخى إِنْ كانت عينك عمًا آصابها 
فقال عثمان في إباء وعرّة : بل وألله إن عینی الصّحيحة لفقيرة إل مثل 
ما أصاب أختها في ألله ‏ عر وجل - » وائي لفي جوار مَنْ هو أعزُ منك وأقدرٌ 
يا أبا عبد شمس . 
فقال له الوليد : هلم يا بن أخي إن شئت » فَعْدْ إلى جوارك . 
فقال عثمان : لا أَرَبَ لي في جوار أحد إلا في جوار الله » ۲٩‏ . 
٭ ونتوقف مع هلذه التّغريدة الجميلة التي توجرٌ بين ثناياها قصّة عثمان 
مع الوليد > ورذه جواره > تقول التّغريدة : 
المُسلمون ذوو الجوار عَدَوا بأفن سالمين 
يلقون سل حمايةٍ من أقوياء المشركين 
أا الذين بلا جوار لم يزالوا خائفين 
هلذا ابن مظعون ری بمسخن الرّجال المسلمين 


)١(‏ انظر : «الشيرة ال وی » /١(‏ ۳۷۰۱۔۳۷۱) ء و«البداية والتّهاية) 
(۳/ ۹۳-۹۲ ). و« صفة الصّفرة») (۱/ ٦٥٤‏ ۔ ٥٣٥٤‏ )ء و« أسد الغابة » 
(۳/ 4۹۵-4۹4 ) مع الجمع والتصرّف اليسير . وانظر : « حلیة الأولياء » 
(۱/ ۱۱۰۱۰۳ ) . 


45 


ون تعسذیسا رهیب] سن رجال معتدين 
كان ابن مظعسون مُجاراً في صداد الآمنين 
هو في جور اين المغيسرة لا يضاف الباطشين 
قد حدّته لس فى هلذا ح ديش العاتبين 
قالت أترضى بالأمان وقد رأيت المرهقين 
ارده سا كئلّ هذل کل الخانیسن 
لقد استجاب إلى حديث التّفس ذي الشور المبیسن 
سرعان مارفض الج وار ورڈ للمجرمين 
رد الجوارٌ علسی الوليدٍ تحدّياً للكافسرين 
رضي البقاء بلا جوار في صفوف المؤمنين 
قد صلبہرۂ وعيثه قلعت بأيدي الغادرين 
تلكم صفات المؤمنين بها سموا في الخالدين ”° 


E‏ وظلت عینْ سيّدنا عثمان بن مظعون -رضی اللہ عنه - تشهد له بثباته 


على الحقٌء وتشهذ له برضا الرحملن عنه » وبمحیّته الصّادقة للب 


المصطفیٰ كَل ؛ كما أننا نجدٌ سيّدنا على بن آبي طالب يرسم بکلماته ما أصاب 
عين عثمان ؛ ويصوّر تلك الحادثة بهلذه الأبيات : 


لا ينتهون عن الفحشاء ما سلموا 
ألا ترون انل الله خيرهم 
إذ يلطسون ولا حون مقلکه 
فسوف يجزيهم إن لم يمت عجلاً 


. ) ۲۳١۰ / ١(١ تغريدةالسّيرةالتَبَويّة‎ ١ )۱( 


آصبحت مکتثبا تبكي کمحزون 
یشون بالظّلم مَنْ يدعو الی الڈین 
والضدژ فيهم سبیل غير مأمون 
طعناً دراكاً وضرباً غیسر مأفون 
كيلاً بكيل جزاءً غير مفبسون ”'' 


!!!) 59١ / ۱(١ ء و« شرح حياةالصّحابة‎ ) ٠١5 / ١(٠ حلية الأولياء‎ ( (٢( 


٭ أمَا سيّدنا عثمانٌ بن مظعون - رضى ال عنهە۔؛ فقد رضی 
بثواب ألله ۔عوٌ وجل - فیما أصابه » ولم يقل الا ما برضي الله عر وجل سے 
وسالت علیٰ لسانه هلله الأبياث الجميلة التي تدلُ على ن نئته الصادقة 4 وثباته 
على الحو » وابتغائه بذاك وجه الله عرٌ وجل - » ودين السول محمد يلك ء 
فلنقرأً معاً ما يقول : 
فان َك عيني في رضا الرّبٌ تالها دا مُلحدٍ في الدّين ليس بمھتٹدِ 
ققد عوض الرحملن منها نوابه ومن یرضه الرَحمن يا قوم يسع 
ارب بذاك الله والحق دیا على رغم مَنْ يبغى علینا ويعتدي ٩‏ 

۰ 4 اد ضويب تا بلط رضي أله عن أجل الام في 
بالهجر: رو دا اا 

عثمان في ديّار اله حرة 

3 حذ المسلمون یتر کون بيوتهم في مكة المكرمة » ويهاجرون إل 
المدينة المنورة » وکانت كثية من الاسر تر دیارها » ومن ثم تنطلقٌ مهاجرة 
إلیٰ اشرورسولە ء وکان آل مظعون من آوعب في الخروج إلى الهجرة رجالهم 
ونساؤ هم » ولم يبق منهم بمكّة أحد » حى غلقت بیوتهم ۰ وغدت خالية من 
سے 

# روت عائشة بنث قدامة بن مظعون قصّة هجرة أبيها وهجرة آعمامها 

ساد سائر آل مظعون فقالت : « نزل عمال » وقدامة » وعبد اللہ بنو مظعون » 
والكاقت بر عثمان بن مظعون > ومعمه بن الحارث > حين هاجروا مد ٠‏ مگة 


. ) 89٠ /۱(۲ ء و« شرح حياةالصّحابة‎ ) ٠١4 / ٠(٠ حلیة الأولیاء‎ ١  )١( 


۹۸ 


إلى المدينة على عبد الله بن سلمة العجلانی » ( 


9 وقد آخیٰ الحبیث المصطفی وف بين سيّدنا عثمان بن مظعون وأبي 
الھیٹم بن التَّيّهان الأنصاريّ » ومن الموافقات اللطيفة أن أبا الهيتّم كان قديم 
الإسلام » وفيه قال ابن سعد که في « طبقاته » : « وكان أبو الھیٹم یکره 
ا ا اھ لے ا 

ع في المدينة ينة المنورة خط ل رسول الله یالما بن مظعون ء وإخوته 
موضع دارهم » وظلّ هلذا الموضعٌ معروفاً لآل مظعون في صدر الإسلام . 

٭ وبدأت رحلةٌ جديدةٌ فى الحياة » رحلة مفعمة بألوان الفضائل المقتبسة 
من معين التُّوّة » فقد طفق سيّدنا عثمان بن مظعون ‏ رضي ألله عنه - يعيش 
حياة الرّاهدين ؛ ليصل إلى دار الخلد فيكون مع الخالدين ؛ وهلذا ما أورده 
آبو تُعيم في « الحلية » عن ابن شهاب : ١‏ أنَّ عثمان بنَ مظعون ‏ رضي ألله 
عنه - دخل المسجد یوما وعليه نورة قد تہ تخللت فرقعها بقطعة من فروة » فرق 
رسول اللہ و عليه ء ورف أصحابه لرقّته » فقال : ( كيف أنتم یوم یغدو 
أحدكم في حلة ویروخ في أخر + وثوضخ بین يديه قصعة ؛ وأرفع أخرئ ۰ 

قالوا : وددنا أنَّ ذلك قد كان يا رسول اللہ ! فأصبنا الرّخاء والعيش . 


قال : « فإنَّ ذلك لكائن ء وأنتم الیرم خير من آولتك ٥)‏ 


)۱( « طبقات ابن سعد »( ۳/ 93" ) » و« سیر اعلام التّبلاء ۱(١‏ / ۱۵۸ ) 
(؟) «طبقات ابن سعد )( ۳ / ٤٤۸‏ ) . 
(۳) « حلیة الاولیاء ٠١5 / ۱(٢‏ ) » وقوله نمرة » : شملة فیها خطوط بيض وسود .= 


۹۹ 


حیساؤٌهُ وعبادة : 

٭ وصف الحبيبُ المصطفیٰ يه سیّدنا عثمانَ بنّ مظعون ‏ رضى اللہ 
عنه ‏ بآئہ « خیین سثیر » ء ونحنٌ نعلم من الهدي التَبويٌ بأنّ الحياء شعبة من 
الایمان ‏ ومَنْ لا حياءً فيه لا خَيْرَ فيه ؛ كما أن « الحياء لا بأتي 
إلا بخير »20 . 

د وأخرج البخاری في ( صحیحے) عن أبي مسعود 
الأنصاريّ ‏ رضي الله عنه - قال : قال رسول الہ و : « إِنَّ مما آدرك الاس 
من كلام الوَة الأولئ : إذا لم تستحي فاصنغ ما شعث  »‏ . 

6 ولحياء عثمانْ بن مظعون رضي الله عنه - طعْمٌ خاص في 
هلذاالمجال » فقد أورد ابن سعد یاه عن سعد بن مسعود وعمارة بن 
غراب اليَخْصّبيَ : « أنَّ عثمانَ بر مظعون ‏ رضي آله عنه - آتیٰ الب یو 
فقال : يا رسول اللہ ! إن لا أحبٌ أن ترئ امرأتي عورتي . 

قال رسول الله كك : « ولم ؟ » . 

قال : أستحيي من ذلك وأكرهّه . 

قال : « | الله جَعَلَّهَا لك لباساً » وجَعَلَكَ لها لباساً » وأهلى يَرَوْنَ 
عورتي » وأنا آری ذلك منهم ۷ . ۱ 


ت و« تخللت ) : بليت» وصارت فيها قوب . وافروة» : جلدة 
و« الڑخاء » : سعة العيش . 

. ) 51١1 ( : أخرجه البخاري في الأدب برقم‎ )١( 

(۲) آخرجه البخاريّ في الأدب برقم : ( 1۱۲۰ ) » وأبو داود برقم : ( ٤۷۹۷‏ ) » 
وابن ماجه برقم : ( ٤۱۸۳‏ ) » وقوله « کلام التْبوّة الأولئ » ؛ أي : معا انق عليه 
الأنبياء » ولم ينسخ فيما نسخ من شرائعهم ؛ لاله أمر متّفق عليه . و« فاصنع 
ما شئت » : معناه الخير ؛ إذ إِنَّ الحياء يمنعه من أَنْ یرتکب أمراً یل بالمروءة 
والشرف عادة . 


قال : آنت تفعل ذلك يا رسول الله ؟ ! 


قال : « نعم » . 
قال : فَمَنْ بعدك . 


فلمًا آدبر قال رسول الہ ب : « إِنَّ ابنَ مظعون لحبین سٹیر » ٩‏ . 


3 وممّا يضاف إلى مزایا سيّدنا عثمان بن مظعون - رضي الله عنه - مزيّة 
العبادة » وأكرمٌ بها من مزيّة ! فقد كان هلذا الصّحابي الزَّاهد من أكابر العبّاد 
الزّاهدين الذين یتقربون إلى اللہ عر وجل - في أعمالهم » ويعملون 
ما بوسعهم على مرضاته » وإذا ما شردوا عن الدّرب الواضح في العبادة ء 
رهم المربّي الكريم رسول اللہ ل إلى التّهج الرَبّاني ٠‏ والسّبیل الصٌحیح الذي 
يلائم الفطرة التي فطر ألله النَّاسَ عليها في جميع مراحل الحياة وأنواعها 
وأشكالها . فالإسلامٌ دين بناء وعمل » ودينٌ عبادة ؛ إذ ان کل عمل يقومٌُ به 
الإنسان يبتغي به وه الله -عرٌ وجل - فهو عبادة یتقرّب بها إلى الله عر وجل . 


¢ آوردٌ ابن سعد عن آبي إسحاق السّبيعي + عن آبي بردة‎ E 
قال : ۲ دخلت امرأة عثمانَ بن مظعون - رضي اللہ عنه - علئ نساء الي او‎ 
! فرآیتها سيئة الهيئة فقلن لھا : مالك ؟ فما في فريش أغنى مِنْ بعلك‎ 


قالت : ما لنا منه شيء ۰ أمّا ليله فقائم » وأمّا نهار فصائم 


)١(‏ « طبقات ابن سعد » (۳۱ 7 ۲۸۷ ) . وقوله « جعلها لك لباسا» : إشارة إلى قوله 
تعالیٰ : اش لک وا پاش له 4 1 البقرة : ۱۸۷ ] + لأنَّ اللباس كما يستر 
صاحبه كذلك یکون کل واحد منهما لصاحبه ستراعمّا لا يحل ؛ قال 
رسول الله و : « مَنْ تروّج فقد آحرز ثلثي دینه » . وفوله « وآهلي یرون 
عورتي » : لعل ذلك كان أحياناً لبعض زواج يي وأا عادتہ العامة فهر المعروف 
عنه » أو المراد منه غير السّوأتين » وألله أعلم . ول سٹیر : كثير الستر . 


6١١ 


فدخل التب گلا > فذكرنَ ذلك له . فلقیه > فقال : « يا عثمان بن 


مظعون ! أَمَا لك بى آسوة ؟ » . 


فقال : يا بأبي وأمىّ » وما ذاك ؟ 

قال : « تصوم الٹھار » وتقومٌ الليل » . 

قال : اي لأفعل . 

قال : « لا تفعل إِنَّ لعينيك عليك حقاً » وإِنَّ لجسدك حقاً ء وإنٌ لأهلك 


حقَّاً ء فَصَلٌ ء وت وصم » وأفطو » . 


(١) 


قال : فاته بعد ذلك عطرة كأنّها عروسن ء فقلنَ لها : مه ؟ ! 


قالت : آصابنا ما آصاب الاس » ٩‏ . 


« طبقات ابن سعد »( ۳ / ۵ ) ومن مستطرفات ابن وكيع في « آخبار القضاة ( 
ما يشبه قصّة عثمان بن مظعون وزوجته خولة بنت حكيم ! ! فقد جاءت امرأةٌ في عهد 
سیّدنا عمر تشکو إلى عمر انصراف زوجها عنها للعبادة » وعزوفه عن أمر النّساء » 
فقضی بينهما كعب بن سُور الأسديّ » وكان قضاء كعب بن سور لا يُختلفٌ فيه » فما 
قصَّةالمرأة وزوجها ؟ ۱ ! ! 

ذكرٌ وكيع عن الشَّعبِيَ قال : إ٥‏ کعب بنٗ سور كان جالساً عند عمرّ بن 
الخطّاب ‏ رضى اللہ عنه » فجاءت امرأةٌ » فقالت : يا آمیر المؤمنين ! ما رای 
رجلا قط أفضل من زوجي ۰ إِنَه لَيبيتُ ليله قائماً ے ويظلٌ نهاره صائماً في اليوم الحار 
ما يُفطر ؛ فاستغفر لها » وأثنئ عليها » وقال : مثلك أثنى الخيرٌ وقاله » واستحیت 
المرأة » فقامت راجعة . 

فقال كعب : يا أميرٌ المؤمنين ۰ هلد أعديتٌ المرأة على زوجها ؛ إذ جاءتك 
تستعديك ؟ ! ! 


قال : آأوذا آرادت ؟ ! ! 


قال : نعم . فرذت ء فقال : لا بأس بالحق آن تقو ليه ؛ إل ملذا زعم أك جنس 


۱۰ 


تشتكين زوجك ٠‏ أنه يجتنب فراشك . 
قالت : أجل ء لي اوش »واي بنع ما يتتّع النّساء . 
فأرسل إلیٰ زوجها فجاءه » فقال لكعب : اقض بيتهما › ٠‏ فإك فهمت من أمرها ما لم 
أفهمه ! ! ! 
فقال کعب : أمیر المؤمين ! أحق أن يقضي بينهما . 
قال : فإنٌی أرئ كأنّها امرأة عليها ثلاث نسوة هي رابعتهنٌ » فأقضي لها بثلاثة یام 
ولياليهن » يتعبد فيهنّ » ولها يوم وليلة . 
فقال عمر : والله ما رأيك الأوّل بأعجب من الآخر » اذهب فأنت قاض على أهل 
البصرة » ! ! ! ؟ !!!. 
٭ وزاد بعضهم في القصّة فقال : ۱ إن المرأة التي تت عمر بسن 
الخطاب - رضي الله عنه -تثني علی زوجها » فقال له کعب بن سور : ها تشکوه . 
فقال عمر : افض بینهما . 
فتكلّمت المرأة » فقالت : : 
لل ألهمئ خَليلي عن فراشي مَسْجده 
قدا ني مجم كد نهاره وليله مسا پسسرقسسدہ 
ولسث فى آسر السا ده فاقض القضايا كعب لا شرددہ 
فقال الڑُوج : 
إِنْي اسر أذهلني مسا قد نسزل ‏ في سور التُور وفي التبم الطول 
فحثهافيذاعلئ خسن العمل 
اد أحنّ القاضيين مَنْ عقصل _ ثم قضئ بالحق جهداً وتضل( 
رد لها حقاً عليك ياب نه ییھسا مسن آربع لسن عدل 
فغأنئطها ذاك ودع نك الملل 


۱۰۳ 


٭ وعن ابن شهاب ال : « أنَّ عثمانَ بن مظعون ۔ رضي أن عنه - 
أراد أن يختصي ۰ ويسيحَ في الأرض ۰ فقال له رسول اللہ يل : « أليس لك 
ف أسوة ےڈ ؟ أن اق را وا اللحم > راسم » راهم 
أمتي الصّيام » وليس من أمتي من خصیٰ أو اختصی »227 . 

٭ ولشدّة محبّة سیّدنا عثمان بالعبادة والزّهد ء ظنٌ أنه يجوز له أن يتفرّغ 
للعبادة بكلّ وسيلة ممكنة ء فانَّحْذ بيتاً > فقعد يتعبّد فيه ؛ فبلغ ذلك الحبیب 
المعلم رسول الله ی > فأتاه > فاخذ بعضادتّیْ باب البيت الذي هو فيه 
فقال : « يا عثمان ! إن الله لم يبعثني بالوّهبانيّة » مرَتَيْن أو ثلاثاً » وان خیر 
الدين عند ألله الحنيفكة السَمحة » "° . 


= فبعشه عمر - رضى أله عنے - علسیٰ البصرة» . « أخبار القضاة » 
)ر7 ۲۷۷۰۲۷۵ 
آقول : « في اللَفس شي؛ بل آشیاء من هلذه الأشعار المصنوعة لتوافق واقعة 
الحال » ومن هلذه القصّة المنسوجة المحبوكة التی تظهر سيّدنا عمر بن الخطاب غير 
قطن ۰ وهو العبقري الذکی المشهود له بالتباهة والحصافة وسرعة الفهم وشدة 
الملاحظة ؛ نعوذ بألله من الاهواء » ونعوذ بألله ممن یهرفون يما لا یعرفون » 
ونسأل اللہ عر وجل - العافیة» . 
وذکر الاستاذ ( محمّد شراب ) ما يشبه هلذا الأمر فقال : « وهناك قصص 
نُنْسَبُ إلى عمر - رضي ال عنه - ۰ ولا يصح لها سذ » منها قصّة عمر مع کعب بن 
سور القاضي ۰ عندما جاءت عمر امرأة تشکو زوجها أنه لا يأتيها » فلم یفهم عمر 
مرادها » وفهمه کعب » مع قرب الكناية التي کنّت بها المرأة » وفي القصّة شعر 
أيضاً » وهي تقدح في ذکاء عمر وفطنته وقدرته علیٰ القضاء بين الخصوم ‏ . ١‏ المدينة 
التبوبّة » ( فجر الإسلام والعصر الرّاشدي ١5١/15:‏ ). 
)١(‏ انظر : « طبقات ابن سعد » ( ۳ / ۳۹٤‏ ) ء وانظر آمر الٹھی عن التَّبثّل فى « تفسير 
القرطبيّ 1(٩‏ / ۲5۲-۲۹۰) . ۱ ۱ 
(۲) انظر : ١‏ طبقات ابن سعد » (۳/ ۳۹۵) وانظر : « سیر أعلام النبلاء »= 


۱۰ 


٭ جاء في « الصّحيح » بسند عن سعد بن بي وقاص - - رضي اللہ عنه - 


قال : « رد رسول الله وا و على عثمان بن مظعون التَبثّل › > ولو آذن له 
لا ۔ el‏ 


ہے و 
( ذاك عم ل ) : 


5 لم يكن سيّدنا عثمان بن مظعون - رضي اللہ عنه - بقعدد عن الجھاد 
اه لگا كانت غزوةٌ بدر الكبرئ ۰ سارع إليها » وخرج مع المجاهدين لإعلاء 
كلمة آله - عر وجل - » فهوامعدودٌ في البدريين المغفور لهم بإذن الله » وعاد 
من غزوة بدر سالماً سعيداً بنصر ألله للمسلمين » فكان عثمانُ أحدّ أصحاب 
ای وا من الفرسان » وأحد الأعيان الشجعان . 


/١( =‏ ۱۵۰۸ ) وتخریج الحديث فيه . 

)١(‏ آخرجه مسلم في التّكاح برقم : ( ١107‏ ) . وقوله القُل » : هو الانقطاع عن 
النّساء وترك التّكاح انقطاعاً إلئ عبادة اللہ -عرٌ وجل - . وأصل ال القطع » 
ومنه : مریم البتول » وفاطمة البتول » لانقطاعهما عن نساء زمانهما ديناً وفضلاً 
ورغبة في الاخرة . 

قال الطّبريٌ شه : « الل ».: هو ترك لدّات الڈُنیا وشهواتها » والانقطاع 
إلیٰ ألله تعالی بالتفرغ لعبادته » . و« رد عليه التبتل » : معناه : نهاه عنه . و« لو أذن 
له لاختصينا » : معناه : لو آذن له في الانقطاع عن النّساء وغیرمنٌ من ملاذ الڈُنیا 
لاختصينا لدفع شهوة الساء » ليمكننا التبتل . وهلذا محمول علیٰ آنهم کانوا يظنوّن 
جواز الاختصاء ء باجتهادهم » ولم يكن هم هنذا موافقا » فان الاختصاء ء في الادمي 
حرام » صغیرا كان أم كبيراً » وألله أعلم . ۱ 

وانظر : « سير أعلام القبلاء )۱٥١ ۶ / ١(‏ ء وتخريج الحديث فيه . 
وقال الذهبی له عن عثمان بن مظعون نقلا عن ابن عبد الب که : « وکان عابداً 
مجتھداً ء وکان هو » وعلی » وأبو ذڑ همّوا أن يَخْتَصُوا » . « سیر أعلام التُبلاء » 
(۱/ ۱۵ ) . 


٭ وبعد غزاة بدر بقلیل مرض سيّدنا عثمان بن مظعون - رضی آله 

عله د ٠‏ ثم أسلم روحه إل الله عر وجل - فعان اول مَنْ مات من 
)0 
المهاجرين بالمدينة بعد رجوع المسلمين من بدر ٠‏ . 


* علم رسول ألله ية بوفاة صاحبه العابد المجاهد عثمان بن مظعون ء 
فأسرع إلى منزله . قالت أمنا عائشة - رضوان أله عليها - : ١‏ ان رسول ال كلا 
قڳل عثمان بنَّ مظعون وهو میّت » ودموعه تسیل علیٰ خد عثمان بن 
مظعون » ٩‏ . 


٭ ولمًا مُمَ بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول آله 5 : ١‏ ذمبت ‏ ولم 
5 4 8 ۳ ۰ ۳2 امن اا ر سے 
تلبسْ منها بشيء » 7 يعني : الڈنیا ؛ وخرج رسول الله َي > فكبّر على 
عثمان أربع تكبيرات ''' » وكان أوّل مَنْ دفن بالبقيع من المسلمين عثمان بن 
مظعون ‏ رضي الله عنه ‏ » وكان رسول ال لا هو الذي اختار البقيع مقبرة 
للمسلمين ؛ فقد كان بيه يرتاد لأصحابه مقبرة يُدفنون فيها » فجاء نواحى 
المدينة وأطرافها » ثم قال : « أمرت بهلذا الموضع » يعني : البقيع » وكان 
أكثر نباته الغرقد » فكان أؤل مَنْ فبر هناك سیّدنا عثمان بن مظعون » فوضع 
رسول ألله يل حجراً عند رأسه : وقال : « هلذا قَرطنا » فكان إذا مات المیّت 
بعده قيل : يا رسول اللہ ! أَينَ ندفنه ؟ 


(۱) قال ابن سعد کاڈ : « شهد عثمان بن مظعون ‏ رضي اللہ عنه ‏ بدراً ء ومات فی 
شعبان علیٰ رأس ثلاثين شه رامن الهجرة » . « طبقات ابن سعد »(7 / 0( 

(۲) « طبقات ابن سعد ۳۹۱/۳(۷) وأخرجهالثّرمذيّ فی الجنائز 
برقم : (۹۸۹) ء وأبو داود في الجنائز برقم : ( ۳۱۹۳ ۰ وابن ماجه في الجنائز 
برقم : ( ٠٠١١‏ ) ء وأبو نعيم في « الحلية .)١١5 / ۱(٥‏ 

(۳) « طبقات ابن سعد ۳(١‏ / ۳۹۷) . 

. المصدر المّابق نفسه‎ )٤( 


۱۹ 


فيقول رسول أله ی : « عند فرطنا عثمان بن مظعون » 20 . 

a‏ وعن زيدٍ بن أسلم قال : ١‏ توفي عثمانٌ بن مظعون » فسمع 
رسول آلل يه عجوزاً تقول وراء جنازته : هنيئاً لك أبا السَالب الجلَّة . فقال 
لها رسول ألله پل : « وما يدريك ؟ » . 

قال : « وله ما نعلم إلا خيراً» . ثم قال : « بحسبكك أن تقولي : كان 
يحت اللہ ورسوله » . 

٭ بینما آخرج البخاریٔ بسنده عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أمّ العلاء 
الأنصاريّة قالت : « طارّ لنا عثمان بن مظعون فى السکنی حين اقترعت الأنصار 
على سکن المهاجرین » فاشتکی ۰ فمرّضناه حت توفي » ثم ج جعلناه في 
أثوابه » فدخل علینا رسول اش يكن » 7 فقلت : رحمة الله عليك آبا السّائب » 
فشهادتی عليك ء لقد أكرمك الله . 

قال : « ومايدريك ؟ 4. 

قلت : لا آدري وآلل . 

قال : « آما هو فقد جاءه اليقين » اني لأرجو له الخير من ألله » 
وألله ما آدري -وآنارسول اللہ -ما یفعل بي ولا بکم ) . 

قالت أمٌ العلاء : فواش لا أزكي أحداً بعده . 

قلت : ورأيت لعثمان في الوم عیناً تجري ۰ فجئتٌ رسول ال گلا 
فذ کرت ذلك له » فقال : « ذاك عمله يجري له » ۲۲ . 


(؟) آخرجه البخاريٌ بهلذا اللفظ في التّعبير برقم : (۰)۷۰۱۸ وآخرجه في الجنائز 
برقم : ( 71417 ) ء وفي مناقب الأنصار برقم : ( ۱۲6۳ ) ۰ وفي التّعبير أيضاً = 


۰۷ 


# قال ابن الأثير كنا : « واختلف الاس فى المرأة التی قال لها 
رسول الله یی هلذا ء فقيل : كانت أمَّ السّائب زوجته . وقیل : أمّ العلاء 
الأنصاريّة » وکان نزل علیها . وقیل : كانت أَمٌ خارجة بن زید »۲ . 

٭ ونجد لزوجة عثمان وفاء له » يتمثّل هذا الوفاء في مرثية رقيقة رئته 
بها » وهلذه المرثية تسیل أسّى وحزناً ء وتتفجّرُ عاطفة ولوعة » فكل بيت من 
أبياتها يقطرٌ إخلاصاً واستسلاماً وتسليماً لله عر وجل -» وان كان الحزن 
يجري في فؤادها وجوارحها » ويتمثل في حركاتها وسكناتها » ولکنها 
لا تخرج عن التهج الصّحيح في الژثاء لزوجها عثمان بن مظعون » فهي تبدو 
باكية » فائضة الدّمع » ومن المؤكد أنَّ فيضانات الدموع هي التّعبِيدُ الحقيقيٌ 
عن شدَّة الحزن » ونقرأ في السُطور الآتية الهمّسات الحرّئ من امرأة عثمان بن 
مظعون » وهي ترثيه فتقول : 
ياعين جودي بدمع غير ممنون على رزيّةٍ عثمانَ بسن مظعون 
علی امریٍ بات في رضوانِ خالقه طویی له من فقیدِ الشخص مدفون 
طساب البقیسغ له سکنی وغرقده وأشرقت أرض من بعد تَفتين 
وآورث القلب حزناً لا انقطاع له حى الممات فما ترق له شوني ° 


= برقم : ۷۰۰۳۱ و ٢۷۰۰)ء‏ وأخرجے عبد ال روا في « المصكّف » 
برقم : ( ۲۰٤۲۲‏ ) » وابن سعد (۳/ ۳۹۸)ء وانظر : « مجمع الرّوائد » 
(۹ / ۰۲ ) و« أسدالغابة 1٩۹۷-1۹1 / ۳ (٩‏ ) . 
(۱) «أسد الغابة ‏ ( ۳ / 555 ) ء وقد فصل فی هلذا الأمر وأجمل ابن حجر يال فی 
شرحه للحديث رقم : ( ۷۰۱۸ ) . انظر : « فتح الباري ۷( ۱۲ / ۶۲۸ ) . 
(۲) «حلية الأولياء ٠١5 /1١( ٠‏ )ء. و« أسد الغابة ١‏ (ص : 595 ٠)‏ و« نساء من 
عصرالقْوَۃ ۷( ص : 1١-1١59‏ ) ء وغيرها . 
وقولها« غير ممنون » : معناه : غير مقطوع . و« الغرقد » : هو نوع من شجر 
العضّاة ۰ وقد قیل لمدافن المدينة : بقیع الغرقد ؛ لأنَّ فيه شجر الغرقد . = 


۱۰۸ 


* وبعد : فهلذه اقباس لطيفة من سيرة السّلف الصّالح عثمان بن 
مظعون » الذي خرج من الذّنيا ولم ینُس منها بشيء . 

٭ نرجو الله عزٌ وجل - أن پلحقنا بالملف الصّالح عثمان بن مظعون . 
وأنْ يدخلنا الجنّة برحمته » وأنْ يحشرنا مع الصّحابة الكرام » فنحنْ واشر 
نحيّهم أجمعين ۰ فهم الذين رضي ألله عنهم ورضوا عنه ء اللهم اجعلنا فیمن 
رضيت عنهم » ووفقّنا لعمل الخير » والسّير على طريق آهل الخير » من رجال 
عصر التُبرّة أهل الخير » وصلیٰ الله وسلم على معلّم الاس الخير . 

ھ ھ ھ 


و« شوني » : جمع شأن » وهو العرق الذي تجري منه الڈُموع . والله أعلم . 


۹ 


ےس 
چ کے 


7 
جل 9ے فی 
(سکس دن ارو ںی 


۱۷۷۸۷۱۷۸۷۱۸۷ ۔۲٢‎ ٣0۹۹٠۸۷ ۵۹ ۲3۰۲۰ COM 


رق 
جى 9ے دای 
نے جج دزو ےی 


م .۳۲۱۵۱۸۷۵۲۵1 





00 


٭ سابق تق لقي ؛ مح لله ورسوله من آهل بذر . 
2 افير البو المونّق ؛ ومقرئ آهل المدينة ومعلّمهُم . 
بے لے على يديه ساد الآتصار ¢ واستشهد بأحد . 


١١١ 


ر 
عد 


رع 7 
جی لیے لئ 
سکس جب <یزوصی 


۸۷۱۰۸۸۸۷ ۔‎ ۲٢٢ ن‎ ۹۸۸۲٣۹ ۔]‎ COM 


- 
=F 


سرقتے 
جی 9ے ںی 
سکس جس ابرو: یی 


CO‏ أحعه ہین 


٭ كان ول الدّعاة » ومن أعلام الثّقاة » نظر إليه السَادق المصدوق كل 
نظرةً إكبارٍ وإشفاق ؛ حینما رآه مقبلا ذات يوم وهو راض بمشيئة الخلاق › 
وعليه إهابٌ ‏ جلد - كبش قد تی به » فقال لا مدوعا ال مکانه 
وخيريّته : « انظروا إلى هنذا الوَجُل الذي قد نز لله قلبَهُ » لقد رأيته بين أہویٔن 
وان بأطيب العام الراب ۰ دعا حك افرورسولہ با ما ون 


# كما أنَّ رسول ال ی كان يذكث جماله ونعمته فيقول : « ما رأيتُ 


بمكة أحسنّ لمة » ولا أنعم نعمة منه ”© . 


٭ هذا الوَجُل كان من المؤمنین الذين صدکُوا ما عاهدوا ألله عليه » وهو 
من السابقین الأوّلين إل الإسلام 2 إِنّه مصعب بن عمير بن هاشم ۰ السَیّد 
الشَّهِيدُ السّابق البدری القرشی ن العبدري . 


.)١١8 / ۱(٢ حلیة الأولیاء‎ « )۱( 

)۲( « أسد الغابة »( 4 / ٤٥٥)ء‏ ترجمةرقم : )٦۹۲۹(‏ . 

(۳) المصادر التي ترجمت لسيّدنا مصعب لا تُحصر ولا تحصی ؛ ومنها على سبیل 
المشال : « حلية الأولياء» (۱/ ۱١۸-٠٠١‏ ) ء وه سیر آعلام ال لاء » 
/١(‏ ۱۸۸۰۱6۵ ) وا البداية والئهاية ٤(۶‏ / ۰۱۵ و۲۰ ۰ و٣٣‏ ) » و نسب- 


11۳ 


٭ إذن فمصعبٌ أحذُ السّابقين الاأؤلین من رجالات الوعیل الأول في مكّة 
المكرّمةٍ » وكان لعظيم فصل » وجلیل خلائقه » وكريم أخلاقه یب بين 
المسلمين ب : «مصعب الخير» وحقاً لقد جمع الخير من أطرافو » فهر 
هاشميٌ » منافيئ » عبدريٌ ۰ في عليا بيوتات قريش ہ ووِزوَۃ أرومتها » وسنام 
شرفها . 

٭ وفي هلذه التّرجمة المزهرة الزّاهرة سنعیش أوقاتاً سعيدة ننعم بما نعم 
. به هلذا الوجلٌ من إيمانٍ ذاق حلاوته » فرفض نعيم الڈُنیا » وفارق زخرفها ؛ 
ليخد من طالبي طريق اللہ عرٌ وجل - الذي يودي إلى جنانٍ كثيرة » إلى 
جنّات ونَهّر » في مقعدِ صدق عند مليك مقتدر . 

٭ كان هنذا المَجُل لا یزال ينعم في ميعة الصّبا ؛ ویرفل في إهاب 
الجمال والّباب » حینما داعبث أنسامٌ الهداية لب > ولامست روخ الدعوة 
إلى الله قلبَةُ » وتسدّبت أنوارٌ الحق إل أعماق نفسه . 

د كان يتقلّبُ من نعمةٍ إل نعمة ء ويتلدّدُ ب بمعين الگراء الذي يتدقَّقٌ عليه 

من أبويه اللذین أغدقا على فتاهما الجميل كل ألوانٍ ارف » والمال ‏ 
والنّعماء » فهو صاحث اللباس الأنيق » والتّعال الحضرميّة الفاخرة » والعطر 
الفوّاح 2 والشّعْر الجميل »> وهو كذلك صاحبٌ الحسّب والنّسب الرّفيع في 
مک فلا عجب أن يكونّ من فتیانها المتصذرین مجالسها ‏ والمرتادين 
أنديتها ء لا یفگر إلا في معالي الأمور » ولا د یخشیٰ فقراً ولا ذلَ . 

* في الجو الممتلی نضرةً ورّاً ولهواً نمِيَ إلى مصعب الخیر - وهو في 
ميعة الصّبا والشّباب التُضير ۔ أنَّ الأمينَ الصَّادقَّ المصدوق گلا يدعو إلى 


قريش » (ص : ۲4۵ )2 و«أسد الغابة) (] | 108-14٠0‏ ). ترجمة 
رقم : )٦۹۲۹(‏ ء و«الاستيعاب6»(*/ ٤٥١ ٤٤۷‏ ),و«الإصابة» 
205-0١ /۳(‏ ) » و طبقات الصّوفيّة » للمناوي /1١(‏ ۰۱۸۸۰۱۸۷ 


وغیرها ممّا لا یستقصیٰ . 


11٤ 


الاسلام بقرب الصفا ‏ في دار الأرقم بن آبي الأرقم ؛ فأحسٌ بطمأَنینةِ تتفشیٰ 
فى نفسه » ودلف إلى الدّار الأرقميّة المباركة متخفياً من آبویه ومن قومه » 
وألقیٰ بنفسه وقلبه وعقله وروحه بين يدي النَِىَ بيه » فأسلم إسلام الأصفياء 
وشهد شهادة النّجاة ء ومفتاح الجنّة »> وکتم إسلامه عمّن حوله من الأهل 
والعشيرة . 

٭ أحت سيّدنا مصعب الخیر دين اللہ حبّاً خالط روحه ومشاعره ‏ 
ولامس کل ذَرَة من كيانه » فاخذ یختلف إلئ سیّدنا رسول آله بل فيمن آمنَ 
معه » متسللاً تحت أجنحة الخفاء » وآستار الظّلام ‏ مستهدياً بآيات الله 
تل » وبالأحاديث التبوكة تجلی ۰ فأَشرب قلبه حت الایمان » وحلّتِ الهداية 
قلبه الرَيّانَ » فعکف على العبادة ساهراً » وقطف من العلم أزاهراً . 

مصعب و امه : 

# كانت أ مصعب بن عمير تدعی : ختّاس بنت مالك المطرّف . و 
عرفت بمکانتها بين آفراد آسرتها » وقرّة تأثیرها علیهم » وکانت تحب مصعباً 
حبَاً متميّزاً ء وتخدق عليه بما تشتهیه نفسه ۰ ویلٌ قلبه » فکانت تكسوةٌ أجمل 
اللباس : وأحسنها ليناً وقيمة بین النّاس ۰ 

4# وأحيطً هلذا الفتیٰ الجمیل برعايتها وعنايتها » فهو ذو شباب نر ء 
وطلعة محيّبة » > كان رقیق البشرة » معتدل القوام ليس بالطویل 
ولا بالقصير › شٹھر بألّه فت مكَّة الذي یجژر آذیال الجمال والشباب 
والجدة . 

#۴ قال عنه این سعد له في « الطبقات » ؛ عمًا بلغه عنه من ثقاة 
الژواۃ : « كان مصعب بن عمير - رضي اللہ عنه - فتیٰ مكة شباباً وجمالا 
وسّبیباً » وکان آبواه يحبّانه » وکانت أَمّهُ ملیئةً کثیرةً المال » تکسوه أحسنَ 
ما یکون من اياب وأرقّه » وکان أعطر آهل مكّة » یلبس الحضرمی من 


2 0 


التّعال » فكان رسول أله بي يذكره ويقول : ١‏ مارأيتٌ بمكة أحداً أحسنّ 


110 


لمّة » ولا أرق حلة ء ولا آنعم نعمة من مصعب بن عمير » © ۱ 

# وفي حدیث عروة بن الژُبیر کل عن سيّدنا مصعب بیان وتوضیح 
لر فاه مصعب وحیاته » ثم زَهده لما من بالل ری ویمحمد لا رسولا 
ورغبته في الخیر . .. يول عروة : : بيدا آنا جال مع عمر بن 
عبد العزیز له وهو یبنی المسجد ء فقال : آقبل مصعبٌ بن 
عمير - - رضي آله عنہ - » وال ل جال في أصحابه » عليه قطعة رة ۲ قد 
وصَّلّها بإهاب قد رنه » ثم وصله إليها ۽ فلمّا رآه آصحاب الي ييا » نکسوا 
رؤوسّهم رحمة له لیس عندهم ما يغيّرون عنه » فسلّم فَرَ عليه ال 
وأحسن عليه النَّناء » وقال : « الحمد لله » ليَقَلب الاُنیا بأهلها ء لقد ریت 
هنذا يعني مصعباً - وما بمكّة فى من قريش آنعم عند أبويه نعيماً منه » ثم 
أخرجه من ذلك الرّغبة في الخير » في حب ألله ورسوله » ”© . 


2 


* إِنَّ سيّدنا مُضعباً - رضي الله عنه - قد ودع الجاهليّة وداعاً أ بدا 


وطلقها طلاقاً لا رجعة بعذه » وها هو ذا يخطو خطی صحيحةً في ظلال 
الإيمان الذي ملا روحَة وقلبّه » وانسكبّ بأنواره على وجهه الجميل > فهل 
يمكن لە يخفي الأنوار الاب التي نش من وجهه الأيض الوسم يم المشرق ؟ 


وهل يستطيعٌ أن يضبط مشاعره وحبّه للرّسول بل الذي أخرجَة من الظّلمات إلى 
الور ؟ ! وهل يطيق أن یعود إلى آباطیل الجاهليّة وسجونها وسخفھا وما فيها 
من الغرور ؟ ! 


٭ لا ریب في أنَّ الإيمانَ طلاعٌ لا يُحجب » وله آنواژ لا خف » فهو 
يعلنُ عن نفسه مهما اجتهدٌ صاحبه فی کتمانه وإخفائه » لقد ظل مصعب ردحاً 


)١(‏ « طبقات ابن سعد » (۱/ ١١5‏ )» وقوله « سبيباً » : السّبيب كأمير شعر النّاصية 
والخصلة من الشعر . و« الحضرمي من النّعال » : نعل منسوب إلى حضرموت وهو 
من أحسن التعال فی ذلك الژّمن ۱ 

(۲) «طبقات این سعد ۷( ۳/ ۱۱۷-۱۱۰ ) ۔ 


کہ 


من الؤمن یکتم ایمانه ویخفیه » ويسرّه عن أمّهِ وأبيه ؛ وعشيرته التي تيه › 
وأبث عليه الإشراقات التٌورایّة أن تظلّ حبيسة الخوف والخفاء والتَّخْمّي › 
وأسيرة الكتمان والنَّوفّي ؛ فأعلنَ عن نفسو في وقفةٍ خاشعةٍ بين 
يدي ألله - عر وجل - وهو يصلي ۰ وإذ ذاك بَضّر به عثمانْ بن طلحة العبدريّ 
عن جنب وهو لا یٹ یشعر » فأسرع عثمانٌ ‏ وكان أحد رجالات قومه ء ومَنٌ اللہ 
عليه بالإسلام في هدنة الحديبية - وأفشیٰ خبرَ إسلامه بين يدي أَمّه ختّاس › 
وهلهنا بدأت محنة مصعب الشّديدة حينما علمت أمّه وقومه باسلامه . 


٭ كانت المصيبة كبيرة » والخطبٌ جَلَلٌ » والموقف عسیژ مع هلذه الا 
الوم الحازمة القاسية بآن واحد ‏ لقد صدع قلبّها إسلامٌ ابنها ء وكادت تتلفٌ 
مهجتها ء فقد حسبت آنه خرج إلى ما لا يُحمد عقباه » ولم تعلم أنه خرج إلى 
النّعيم المقيم ؛ والخير العميم ؛ كانت هلذه الام تحنو عليه حنو المرضعات 

علیٰ على الفطیم ء وتوفر له بل الوّاحة وأسبابَ النّعيم > وهي كما وصفها 
السُهيلئٌ له في « الوّوض الأنف » : « كان قبل إسلامه من آنعم قريش 
عيشاً » وکانت أمّه شديدة الکلف به » وکان یبیث وقعب الحیس عند رأسه » 
یستیقظ فيأكلٌ ... )22 . 

2 ویقڈم الإمام النوويٌ 2 كا4 صورةٌ وافية عن أمّ مصعب وشدة حفاوتها 


واهتمامها بابنها فیقول : « وکانت مه تکسوه 5 أحسن ما يكون من الثياب 


بمكة ؛ وکان أعطر أهل مكّة » ثم انتهی به الحا في الاسلام إل أن كان عليه 
رده مرقوعة بفَرْوة » ° . 


)١(‏ «الرّوض الأنف بهامش السّيرة النََويّة» (۲/ ۱۹۵)؛ وقوله 
« قعب » : القعب : قلح من خشب مقعر. و« الحيس» : تمر يخلط بسمن 
وأقط . 1 

(۲) « تهذیب الأسماء واللغات ۲(٢‏ / 95 ) . 


۱۷ 


آله كان من الرّفاه واللَنعُم والمال والنّعيم الدّنيويّ وما شابه ذلك في الڈروۃ ‏ 
بالإضافة إلى ما حباه ألله ‏ عر وجل من جمال الطلعة » وجليل الصّفات › 
وكريم السّجايا » ولطيف المحتد . ومعظم هلله الأشياء قَقَدَهَا بظلم أتەء 
وحقّد مجتمعه ؛ وإساءة الذين أشركوا » فقد نقموا عليه ؛ لاله آمن بالعزيز 
الحميد » ولأنّه ارتقئ بإيمانه عالياً » وترك بطر الجاهليّة وآشرها » فأصابه من 
الشّدَّةَ ماغیّر لونه » وآذهب لحمه » وأنهك جسمه » حنّئ كان الحبيبٌُ 
المصطفی يي ینظر إليه » وعليه فروة قد رقعها . فيبكى لما كان يعرف من 
نعمته وطيّباته وراحته ‏ واعتناء آبویه به . ۱ 

٭ ومكًا زاد الطین بِلَة » والامور عِلَّة »> موقفُ أمَ مصعب من إيمان 
ابنها » وقد نقل لنا الشهیلن كاه مشهداً صعباً لها اتخذته حجّة لها + لیرجع 
ولدها عن إيمانه » فقال : «وحلفت امه حين أسلم وهاجر ألا تأکل 
ولا تشرب » ولا تستظلٌ بظلٌ حلّن يرجم إليها » فکانت تقفُ للشّمس حى 
تسقط مغشياً علیها » وکان بنوها یحشون فاها بشجار عود ‏ فیصبّون فيه 
الساء لثلا تموت » ۲ . 


# هلذا كله لم یئ عزمٌ مصعب ولم يوهن قوّته » ولم يثلم إيمانه » فهو 
یریٰ أنوارٌ الیقین بعين الحقٌ واللضا » بینما لا تری أمّه هنذا كله » ولتما لعبثٌ 
بها أمشاجٌ الجاهليّة من أحقادٍ ۰ وعادات ۰ وقیم باطلةٍ » وأوثانٍ » وخرافات ‏ 
وأضاحيك الأقرباء وسخريتهم من ابنها ومن آمن بدعوة الاسلام + ومن ثم 
تخل عن عواطفها الجيّاشة 2 وأحاسيسها الملتهبة نحو مصعب » عندما آحذه 
هل وقومة » فحبسوهٌ » وضيّقوا عليه شد الصيق » وعذّبوهُ بالجوع ؛ وروَعُوہ 
بالظماً في الهواجر ء فثبتَ - رضي الله عنه - ثبات الو اسي الاعلام » وصبَّرَ 
على ضیق الحبس صبْرَ الکرام ‏ وصبر على قسوة التَّجويع والاعطاش ولم 
يركن إلى الاستسلام » وظلٌ صابراً لم يسنم ولم یغف عن الاسلام » ولم 


.)۱۹۵ / ۲(٢ الووض الأنف‎  ( )١( 


يستسلم لهرّات اللئام » حى أتيحت له فرصة الافلات من سجن 
فخرج - رضي اللہ عنه - مھاجراً إلى أله - عر وجل - ۰ وإلئ رسوله یف 
هاجر مصعبٌ إلى حيث یامن على دینه » وعلیٰ نفسه ء فقد آخبر الحبيب 
لی كل أصحابه أنَّ بأرض الحبشة ملکاً عادلاً لا يُظْلّم أحدٌ عنده . 
ستقرٌ المقامٌ بمصعب في الحبشة مع ثلة من أصحابه من أعيان 
تین ۳ ومكّن هاجروا هجرته تاركين مكّة أحتٌ البلاد إلى لف 
وألصقها إلى قلوبهم » ترکوا الأهل والوطنّ » وتحگلوا آلامٌ الغربة وایلامها , 
وشدائد البأساء في سبیل أن تطمئنّ قلوبهم بذکر أله » وبایمانهم الصّافي . 
ترك مصعبٌ أمّه بمکة تلعب بها الأهواء والأماني » لم یفگز الا في 
مرضاة له - عو وجل -۰ آرادت آئہ وجاهدث ما بوسعها على أن ترد مصعباً 
إلى الشرك » فلم يطعها في هنذا الأمر > وظلٌ ابتاً على إسلامه ینعم في ظلاله 
في ظلٌ عدل النّجاشي ملك الحبشة . 


0 


٭ موّت یام وأيّامٌ فإذا بمهاجري الحبشة یسمعون أخباراً متناثرة تزعم آن 
قريشاً قد أسلمت » وهداً لھیٹ حقدها » وهادنت المسلمين » وتلاشت 
العدواةٌ والبغضاء فيما بينها وبين المسلمين ء وما كاد مصعب يسمعٌ بھلذہ 
الأنباء حل هفا قلبهٌ نحو مكّة المكرمة ء وسرعان ما عاد إليها مع مَنْ عاد من 
إخوانه المهاجرين » للكلّه حينما وصل مكة ألفئ أَنَّ إسلام قريش كان أكذوبة 
من السّاخرين ن » ووجد قریشاً تسرخ وتمرخ في الکفر والجحود ؛ وتصبٌ أذاها 
أكثر من ذي قبل علی المؤمنين ين الک للملك المعبود + فعادوا من حیث أتوا » 
وعاد مصعبٌ معهم ۰ وظلٌ في الحبشة حيناً من الدّهر » وهو یصبرژ ويصابرٌُ » 
ويستعين بألله على المشركين ۰ ویحتمل الأذیٰ مؤتسياً بأمير الأنبياء سيّدنا 
وحبيبنا رسول الله و » وصالح المؤمنین وخاصّتهم ممن ضربوا أعلئ الأمثلة 
في الصّبر على المصائب » واستسلموا لله العزيز الحميد الفعّال لما يريد . 
٭ وأفادت المصادرٌ التي رسمت آخبار سيّدنا مصعب بأد آم مصعب لما 


رأَنْهُ إثر عودته من الحبشة ‏ وكان سمه قد تير » وتبدّل حاله ؛ وَشَطّفَ 


ا 


و ہے 


۱۱۹ 


عيشه - رقت له ء وكمَّتْ عن لومه وعذله ء بيد نها قبضث يدها عنه » فلم تَعُدْ 
تخدق عليه كما كانت تفعل قبل اسلامه » وما كان مصعت ممّن يُلّْهِهِ المال » أو 
تغريه الأعطيات » فقد ائٌُخذ إلى ربّه سبيلاً واضحاً » ودیناً قیماً » ورضى بان 
ربّآء وبالاسلام دیناأء وبمحمّد وه نبياً ورسولا > فرب بیعهٌ » وظفر بالحسنی . 

د وكان لمصعب - رضي الله عنه - موق يتجلّئ بالحسْن مع أته » هلذا 
الموقفُ يستحقٌ أن يتعلّمه مَنْ أراد أن يتعامل مع اللہ عر وجل - علیٰ آساس 
صحيح ۰ فقد آرسلٌ الحبیبُ المصطفی ككل مُضعبآً إلى المدينة ليعلّم الأنصار 
بعد بيعة العقبة الأول » فعاد مصعبٌ من المدينة إلى مكة ومعه سبعون من 
المدينة ليوافوا رسول الله يك في موسم الحجّ ؛ ولا دخل مصعب مک لم 
يذهب لآ ولا إلئ بيت أو محضنه الذي ترعرع فيه » وما كان ال منز 
قصده هو منزل المربّي المنقذ من الضّلال » منزل رسول ال لا » وجعل یبشُژ 
الحبيبَ المصطفی و بنجاح مهمّته » وإقبال الأنصار على الإسلام › 
ودخولهم زرافات ووحداناً في دين الله عرّ وجل » وانتظارهم 
رسول الله كك كيما يهاجرٌ إليهم » ويحلّ بدارهم ويباركها . فسّرَ الحبيب 
المصطفی وه بما آخبره تلمیله ایب الحصیف الجميلٌ مصعبٌ 
الخیر - رضي ألله عنه - . 

# وفي هلذه الأئناء بلغ ختاساً أمّ مصعب قدوم ابنها إل مكّة بعد غیاب 
دام قرابة سنة » فارسلت إليه عاتبة تقول له : « یا عاق ! أتقدمٌ بلدا آنا فيه 
لا تبدأ بى ؟ » . فقال مصعب ملفتاً نظرها إل حقيقة ناصعةٍ غابت عنها وعن 
أمثالها : « ما كنت لأبداً بأحدٍ قبل رسول أله ول » . 

٭ الله آکبڑ » ما أجمل تربية ال گلا لهلولاء الشَّباب المخلصين ! فأكرمْ 
بهم ! وأعظم بإيمانهم ! 

* لقد سلّم مصعب الخير على معلّم الاس الخیر » رسول ان 


وقصّ عليه قصص الأنصار » ثم ذَهَبَ الی أمّه وسلّم عليها » فقالت له : « نك 
لَعَل ما نت عليه من الصّبأة بعد ۱ » . 


فقال مصعب فى هدوء اليقين وأدب المخبتين J:‏ آنا على دين 
رسول ألله و » وهو الاسلام الذي رضية الله لنفسه ولرسوله » . 


قالت : « ما شکرت ما ريتك مرَة بأرض الحبشة » ومرَةً بیٹثرب » . 

فقال - رضى الله عنه ‏ : « أفرٌ بدينى أنْ تقتلونی » . فأرادت حبسّه » 
ل : ١‏ لعن آنت حبستني لأحرصنّ على قثل مَنْ يتعرض لي » . 

قالت : « فاذهث لشأنك » وجعلت تبكى . 


3 


فقال مصعب ناصحاً اگاها نصيحة النّجاة : « يا أمّه ! ان لك ناصح › 
: : ني للق ناصح 
عليك شفيقٌ » فاشهدي أن لا إلله إلا اللہ وأنَّ محمّداً عبده ورسوله » . 


2] 


فقالت امه مستنكرةً : « واللواقب لا آدخل في دينك ۰ فیری برأبي » 
ویضکّف عقلي » وللکن آدعك وما آنت عليه » وأقیم على ديني » 20 . 

چا وبهلذا الکلام ينتهي ما بين مصعب وأمّه من حوار وجدال » ویسدل 
السّتار بينهما » فقد خرج مصعبٌ ‏ رضي آلله عنه - إلى المدینة المنوّرة مهاجراً 
قبیل مقدم رسول آله ار ء ولم يلتق أمّه » وظلٌ بالمدينة إلى أن لقي آلله شهيداً 
في غزوة آحد . 

الفقية المقرئ : 

2 لا سای الإمامان ہف ا سیّدنا مصعب 


الصّحابة وخيارهم » ااي ا ۰ أسلم ورسول أله يك في دار 
الأرقم . . . وكان يختلف إلى رسول اَل وَل سرا ۰۰.۰ »۲۳ . 


. )۱۱۹ / ۳(٩ انظر : « طبقات ابن سعد‎ )١( 
.) 5٠8 | (۷ و« أسدالغابة‎  ) 95 / ۲ (» تھذیب الأسماء واللغات‎ « )۲( 


۱۳۱ 


32 ونعته ابن الأثير ا بقوله : . ثم ماجر إل المدينة بعد العقبة 
الأولیٰ ؛ ليعلّم لاس القرآن ویصلی بهم ف 


٭ فلمًا تمّتْ بيعة الأنصار الأولئ » وفشا الاسلام في المدينة المنوّرة » 
أرسلت الأنصار رجلا منهم إلى الشادق المصدوق كله » وکتبٹ إليه 
كتاباً : « ابعث إلينا رجلاً یفّهنا في الدّين » ویقرئنا القرآن» ؛ فبعث إليهم 
00 


رسول أل مصعب بن عمیر رضي لہ عل - مع الت اللي عشر الین 
بایعوه في العقبة الأول › يفقّه ٠‏ أهلها › ويقرتهم القرآن » فكان منزله على 
آسعد بن زُرارة » وکان نما يُسمّ ۲ بالمدينة : المقری » يقال : إِلَه ول مَنْ 
جمع الجمعة بالمدينة » وأسلم على يده آسید بن الحضیر » وسعد بن معاذ ‏ 
وکفی بذلك فخراً وأثراً في الاسلام ٢‏ 

0ت قال البراء بن عازب ۲۳ رضي ألله عنه وآرضاه - : ١‏ اول مَنْ قدم 
علينا من المهاجرين : مصعب بن عمير أخو بنى عبد الدَّار » ثم أتانا بعده 
عمرو بن أمّ مكتوم » ثم أتانا بعده عمّار بن ياسر ء وسعد بن أبي وقّاص › 
وعبد ألله بن مسعود . وبلال » ثم أتانا عمر بن الخطاب » *" رضي ال عنهم 


.) ٤٠٥١ (۷ آسدالغابة‎ « )۱( 

١)١ )۲(‏ آسد الغابة ۷( 1۰1-1۰۵ ) . 

(۳) اقرا سيرة سيّدنا البراء بن عازب فی الباب الگالٹ من موسوعتنا « علماء 
الصّحابة - رضي ألله عنهم )4( ص : ۷۲۷-۱ ) ففي سيرته زاد وفیر لمن أراد أن 
یتزؤد من علوم الصّحابة ومحيّتهم للمعرفة . 

. )۳۹۱ ۱۱۷ صفة الصَّفوة‎ ١ : وانظر‎ » ) ٤٨٦ / 5 (» أسدالغابة‎ ١ )٤( 


۱۳۲ 


٭ وفي المدينة المنوّرة نزل سیّدنا مصعب على آسعد بن 
زرارة - رضي ألله عنه - » وشمّر مصعب الخیر تشمیر المجدین لیقوم باعباء 
الدّعوة إلى الله - عرٌ وجل ؛ فقد کان راد مصعب وفيراً من القرآن الكريم ؛ إذ 
حباه آلله ‏ عر وجل - صوتاً ندياً وفهماً وعلماً وحکماً » بالإضافة إلى شخصبته 
المحيّبة الأليفة القريبة من القلوب والئُوس ء كما كان رَادُه مباركاً ممّا وعاه من 
الحبيب المصطفی وق من حديث » ومن تشیّهه به في الدّعوة إلى آله . 

٭ آخذ الفتیٰ الدّاعية المزوّد بأنداء الایمان والمضمّخ بطیوب العلم ‏ 
والمنگم بعبير الفقّه يدعو إلى آله عرٌ وجل - على بصيرة ٠»‏ یفقَهُ المؤمنين 
المحیّین في دين له الواحد القيّار » مكوّر الليل على التّهار » ويعلّمهم معالم 
الاسلام دين العلیم الغّار » ويقرئهم القرآن العظیم » وکان یسگیٰ : المقرئ » 
وأكرمٌ بها من تسمية ! ویدعو من لم يكن قد آمن إلى الایمان بالله واحدٍ 
لا شريك له » ولا يشرك في حکمه أحداً . 

# أَحْسَنّ مصعبٌ - رضي ألله عنه ب غاية الاحسان في آسلوب دعوته 
إلیٰ اللہ - عر وجل -ء وكان يلجا إلى الحكمة والهدوء في هنذا الأمر السهل 
الممتنع الذي لا یستطیع سلوکه إلا مَنْ آتاهم الله الحكمة فالله - عر وجل - 
یقول : «يؤقٍ الح َة من که وَمَن بُڑت الڪ ند آون ڪا ڪيا 4 
[ البقرة : ۲۱۹ ۲ . 

# کان -رضي ألله عنه وآرضاه - يأتي الانصار في منازلهم » وفي 
قبائلهم » فيدعوهم برفق رقیق إلى الاسلام » يدعوهم بالحكمة الهادفة › 
والموعظة الحسنة ء فیتلو علیهم القرآن الکریم - وفي القرآن كل شيء - فیسلم 
الرّجل والزجلان » ومصعبٌ - رضي ألله عنه - لا ینتابة السّام > بل هو صاب 
مصابر ء متابعٌ مثابر » حبّئ فشا الإسلامٌ في طيبة الطّيّبة » وظهر في أرجائها 
وضواحيها من العوالي وغيرها » ولك صاحبه ومضيقّه سيّدنا آسعد بن ژُرارة 
أبا أمامة النَّجَارِيَ الأنصاريّ ‏ رضی اللہ عنه ‏ كان حصيفاً طموحاً » فقد رأئ 
أنَّ دعوة الإسلام في بلده تمشي حبواً » فأراد أن يفشو الاسلامٌ بسرعةٍ ء وتقفرٌ 


۱۳۳ 


دعوثہ إلى مَنْ هم علية القوم وأكابرهم وأعيانهم » فأشار على صاحبه مصعب 
الخير أن يذهب إلى دار بني عبد الأشهل لعل الله عر وجل -یفتخ على قلوبهم 
ويدخلوا فيما دخل فيه هو وأهله » وينعموا بما أنعم الله عليهم من نعمة 
الإسلام . 

* كان أسعدٌ ‏ رضى ألله عنه ‏ ذا نظرة بعيدة » وفکر ثاقب وقّاد » فهو 
یعلم علم الیقین أنَّ مصعب الخير يمتلكُ من نواصي الكلام ء ما یجتذب إليه 
قلوبَ الكرام » فمصعب ‏ رضوان اللہ عليه - داعیة موقّقٌ » ميمونٌ التّقيبة » ذو 
أدب جم في اقتناص القلوب » واجتذاب التّفوس ۰ واقتناع العقول » وحري 
ببني عبد الأشهل أنْ يستجيبوا له » ولأسلوبه الحكيم الذي يحيّب من خلاله 
الإسلام إلى قلوبهم وعقولهم دون مواربة » أو تلاعب بالألفاظ والكلمات . 

* ودلف مصعبٌ وأسعدٌ رضي ال عنھما۔ إلى بستانٍ من بساتین 
بني ظفر ۰ فاجتمع إليهما رجالٌ ممّن أسلموا وصدقوا ما عاهدوا ألله عليه » 
وكان يومها سعد بن معاذ » وأسيد بن حضير سیّدا قومهما بني عبد الأشهل » 
وكلاهما مشرلڈ علئ دين قومه » فسمعا بمصعب ودعوته » فأرسل سعد بن 
معاذ أسيداً لينهاه وأسعدَ عن دعوتهما . فجاء أسيدٌ وسمع القرآن » وفتح على 
قلبه الوَحمئنُ » فشهد شهادة الإيمان » ثم رجع واستطاع أن يبعت سعد بن 
معاذ إلى مصعب الخير ء > فلم يلبث أنْ جاء فسمع كلام العليم الخبیر ‏ 
فانسكبت الهداية في قلبه » وأعلن إسلامه » ثم رجع إلى قومه » فعرض عليهم 
الإسلام فأسلموا لله الواحد القهّار . وقد فصّلتٌ هلذا الأمر في الباب الّاني من 
سيرة سيّدنا أسيدٍ في هلذا السَّفْر المبارك فلتراجع 

٭ كان سيّدنا مصعبُ رضي ألله عنه ‏ الدّاعية الحصيف ۰ الدّاعية 
الخبير بمکنونات الطّبائع » بصیراً عارفاً بطبائع التّمُوس في المدينة » فَتَجحَ 
بامتیاز ء واستجابت له المدينة بأوسها وخزرجها » رجالها ونسائها » شيبها 
وشبابها . 

٭ وما أجمل أنْ نسلّط الضوء الآن على هلذه الگفریدۃ التي تروي لنا 
الدّعوة المصعبيّة في المدینة التَّوئّة : 


۱۳ 


الوفد عاد إلى المدينةٍ بعد أنْ تم اللقساء 

لقد التقوا بسالمصطفی هو خیسر کل الأنبياء 

قد صسده وا لمقفال» بل قد آجاب وا لش داء 

هم أسلمُوا طوعاً وأيضاً بای وه علی السوفاء 

قد سمّيث بالبيعة الأولسی فكانت في الخشاء 

عادوا وكل الخير معهم قد آصاب وا الاهتداء 

عادوا ومعهم مُصععبٌ خير الع ساة الأتثقياء 

قد أرسل الهادي به يدعو إلى دين السّماء 

يدعو رجالاً في المدينة بالمودَةٍ والإخاء 

في بيت أسعد صار ضيفاً ما يشا من البقاء 

قد صار مصعبٌ داعياً في یشرب لاقل العَتاء 

في کل ناو صار يأتي لا یک عن الدُعاء 

هو يقرأ القرآنَ في صوتٍ رخيم في صفاء 

كي يفقهوا الإسسلام كانوا بالجهالة والجفاء 

منهم كثير أسلموا کان وا بصق آذکیاء © 

نجاح المهمّة المصعبيّة : 

# سيرةٌ سبّدنا مصعب الخیر سيرةٌ ماتعة بالخیر ؛ تحمل بين جوانحها 
الخیر لمن يبتغي الخیر » وحياثّة - رضي الله عنه - حياةٌ تحفل بألوانِ من 
العجب فهو في جاهليّته فریڈ في حياته : « ثرا عریض ‏ وترف مریض ‏ ونم 
من حوله تغمرهٌ » وهو منغمسسٌ في لجّتھا لا يفيق ؛ وإذا هو في إسلامه آية من 
آیات الله في رجالات الاسلام وشبابه > أسوة الدّعاة إلى الله تعالیٰ » وأسوةٌ 
البطولة في میادین الجهاد في سبیل اللہ » وآسوة الرّضا عن اللہ تعالیٰ في آقداره 


. )۳٦۸ / ۱(٩ «تغريدةالسّيرةالتّوية‎ )١( 


۱۳۵ 


3 


وحکمته ¢ أحبٌ الإسلامٌ حباً غمر مشاعره » وأحت أل ورسوله حرا ملا عليه 
قله ) ۲۷2 ۱ 


نجاحاً باهراً » فقد رأئ أنَّ الإسلام قد فشا في دور الأنصار » وغمر أحياءهم 
بأنواره » وأ صبح ذکُژ رسول اللہ يك في کل بيت » وکلهم يتشرف إل هجرته ؛ 


ليكون فيما بينهم » یعلمهم ويزكّيهم . 

0 رأئ سيّدنا مصعب ‏ رضي ال عنه ‏ أن يجتمعَ بمسلمي المدينة في 
آحد ام الأسبوع ؛ لاہ رأیٰ الیھود يسبتون في سبتهم بتجمعات یتحدّثون 
فیها ء فکتب إل رسول الله اة يستأذنه أَنْ یجتمع بهم » فآذن له السَادق 
المصدوق ييه » وكتب إليه : « انظز من الیوم الذي ی فيه اليهود لسبتهم ؛ 
فإذا زالت الشّمس » فازدلف إلى ألله فيه بركعتين » واخطب فيهم ۷ ۲ . 


٭ فجمع ب مصعت بل پر ره اللہ عنه ‏ ذ دار سعد بن خيثمة » 

8 8 تو - إن هیر لدي ام ي ے2 2 ۳ ۰ 

لح وم لس سان ف ن جع ي 
ممع ۳ . 

٭ ودارت الأيّامُ تعلنٌ إسلام الأنصار ء وتبارك تجمّعهم في جمعة بدأها 

مصعب » فهو أُوَّلَ منْ جمّع في الإسلام ‏ ۰ ولمّا أظلٌ الاس موسم الححٌ ء 

استعدٌ مصعب ومعه سبعون من رجال الاسلام > وخرجوا لیوافوا الحبیت 


. ۷ ) ۹۱ : حیاة رجالات الاسلام » لمحمّد عرجون ( ص‎ ١ )١( 
) ۱۱۸ /۳ (۸) طبقات این سعد‎ « )۲( 
.)۳۹۰ /۱(۷ المصدر السّابق عینه » وانظر : « صفة الصَفوة‎ )۳( 


(4) «محاسن الوسائل في معرفة الأوائل ٤‏ ( ص : ۲۰۸ )۰ و« تفسیر القرطبي » 
(۱۸/ 4۸( . 


كان سفیراً ناجحاً » وفطناً را جح العقل » عاد ومعه ثلَةٌ مؤمنةٌ ملأت قلوبهم 
محيّة اللہ ورسوله » والتقوا رسول أله بيه > وسمعوا بيانه المشرق » وتلا 
1 ۱ ۰ ف ے 
علیهم القرآن الکریم » فأسلموا وبایعوا » وقد حفتهم الملائكة مباركة اسلامهم 
وبیعتهم . 
٭ ومن خلال هلذه التّغريدة الجميلة » نلتقي وفد الأنصار وهم في 
لقائهم المیمون مع رسول آله وق : 
قد صاد مصعصبُ بعد أن أدَئْ الأمفانة واستبان 
قد كان من خیسر السر‌جال سفارةً عبر الرّمان 
بل كان میمون التّقييةٍ فيه عقلٌ مع لسان 
كل المدينة أصبحث تشدو بلحن الامتضان 
قدأسلمسوالل طوع ادون حسرب أو طمسان 
قد أشرق الإسلامٌ نيهم لم يخافوا الافتنان 
والَوقٌ فناض بهم لرؤية آحمد ژویا عیسان 
شوٌواال جبحا لأرض مكّة أنّ للحم الأوان 
لقد التقوا بالمصطفئ فيها وقد نالواالأمان 
سمعوه ٠‏ یلو من كناب أله في أسمئ بيان 
وسكينةٌ من رتلا قد ظللت ذاك المکان 
اذ فيه خير الخلق مع خير الرجال ذوي الجنان 
قد أسلموا بعد السّماع بلا ترد أو توان 
هجرة وجهاد : 
٭ كانت هجرة المسلمين إلى المدينة المنوّرة بإذن نبو ميمون » فكان 
سيّدنا مصعب الخير - رضي أله عنه - طليعة المھاجرین وأوّلهم يرافقه عمرو بن 
أُمْ مكتوم - رضي الله عنهما ‏ » وكانت للمهاجرين منازل بالمدينة المنوّرة عند 
إخوانهم من الأنصار » فقد نزل سيّدنا مصعب الخيرات ؛ ومصعب الدعاة 


۱۳۷ 


الثّقاة على سعدٍ بن معاذ بن التُعمان الأشهليّ في دار بني عبد الأشهل . 

٭ وحینما بدأ الاستقرارٌ يلف بالمهاجرين بدأت تباشیر المؤاخاة تلوح 
بين المهاجرين والأنصار » فقد عقد الحبيبُ الأعظم ييه بين المهاجرين 
والأنصار أخوّة يتعاونون بها » ويترافقون » ويتناصرون » ويتواسون » وكان 
نصیبُ مصعب من المؤاخاة مع آبي أيوب الأنصاريٌ ”2 السحابی التَّبيل ء 
والمضيف الكريم » والمجاهد التّشِيط الذي كان في شغل الجهاد في حياته 
كلها حى لاق وجه ريّه على أبواب القسطنطينية في رحلة جهادٍ ماتعةٍ بالمواقف 
العطرة الأئیقة . ۱ 

٭ كان لهلذه الأخوة الإيمانيّة الفريدة في تاریخ البشريّة آثارها الموقّقة 
المجدية والجدّية في المحبّة الصّادقة الخالصة والتّعاون والتَّناصر ؛ وقاموا 
بواجباتها وحقوقها خير قيام وأكمله » وصدق الأنصارٌ في أخوتهم » وضربوا 
لا عُليا في هلذا المضمار ؛ سجّلها لهم تاريخ العظائم بأحرف ممزوجة 
بالأنوار ؛ والإعجاب والتّقدير والإكبار > ولم ینس الحبيبٌ المصطفیٰ يلا 
إيثارهم » فكان ثناؤه عليهم يملا رخبّ المصادر » ناهيك بالثناء الْرَبَانيٌ عليهم 
في محكم التّنزيل ؛ في مواطنّ متعدّدةٍ وسور متفرّقةٍ من كلام العزيز الجليل . 

* وبعد أن استقرٌ المقامٌ برسول ألله كَلةِ وأصحابه » واستوی المجتمعٌ 
الاسلامي على سُّوقه » واشت عوده ۰ شرق المشركون وتميّزوا من الغيظ لهلذه 
القوّةِ الصّادقة » وبدأت المناوشات فیما بينهم بالسّئان واللسان » ثم نشبت 
المعارك » وكانت وقعة بدر الكبرئ مفتاحها وصباحها » وهي من أعظم معارك 
الإسلام انتصاراً ء وأبعدها أثراً . 

۴ فقد خرج إليها حبيبنا رسول أل گل في ثلاث مئة وبضعة عشر رجلا 


)١(‏ اقرا سيرة آبي آیوب الأنصاريّ في الباب الثاني من موسوعتنا : « فرسان من عصر 
لو ٤‏ ( ص : ۰۵۷-۱۳۹ ففی سيرته فوائد حسان » ووقفات كريمة » 


ودروس تربويّة قويمة . 


لا علاء ء كلمة الله ء خرجوا في سلاح بسیط » وإيمان قوي راسخ ۰ يحمل اللواء 
الأبيض والأعظم مقريٌ الأنصار ومعلمهم سیّدنا مصعب الخیر - رضي اللہ 
عنه ‏ » ومن المؤگد أنَّ الذي يحمل اللواء يكون من أشدٌّ الأبطال ؛ وأشجعهم 
وأفرسهم في ميادين القتال » لذلك حمل سيّدنا مصعب اللواء » وشد يده عليه 
بعزم وإيمان » ولمّا التقیٰ الجمعان ؛ هر مصعبٌ لواءَ الإسلام الأبيض هرَةَ 
الشجعان » وتنادیٰ تحت ظلاله رجال صدقوا ما عاهدوا أله عليه من الإيمان ء 
وما هي إلا جولة وبعض جولة حى انحسرت المعركة عن هزيمةٍ ساحقة تة لأهل 
الطغیان ؛ إذ جندل الجال المؤمنون رؤوس الكفْر وصناديد الشرك » وأسروا 
سبعین من أعيانهم وآثرياتهم ء ولاذ مَنْ لاذ منهم بالفرار ؛ يدعو بالویل والور 
والبوار . 

٭ روت المصادر 7 مصعباً - رضي الله عنه - قد دافع يوم بدر عن 
لیم ية دفاعاً شدیداً » فقد ذکروا أنه قتل أخاه عبید بن عمیر شر قتلة » قتله 
آمام رسول اللہ ی ء وکان قد لقي رسول ال ية فريداً » فهجم عليه آخوه 
مصعبٌ ۔ رضي الله عنه حلی جعله قطعاً قطعاً ۲۲ . 

# وکان لسیّدنا مصعب الخیر - رضوان اللہ عليه آکثر من قضَةٍ مشرقة 
يوم بدر » قصصنٌ تشیر إلى مصعب بحروف الإخلاص والوفاء لدينٍ الله + ومن 
آبرز ما وعثْه المصادر قصّته مع أخيه الذي سر يوم بدر . 

٭ فقد جاء أَنٌ الصادق المصدوق ی حين أقبل بالأساری ‏ فرّقهم بين 
آصحابه » وقال : « استوصوا بهم خيراً» ۰ وکان آبو عزیز بن عمیر بن 
هاشم أخو مصعب بن عمير - رضي أله عنه ب لأبيه وأمّه - في الاساری » 
سره رجل من الأنصار اسمه : أبو اليّسَر كعبٌُ بن عمرو السّلمىّ . 

3 لنترك الحديث للأسير أبي عزيز ليقصٌ قصّئّه العجيبة مع أخيه مصعب 


)١(‏ انظر : ١‏ تفسير الرطبی » (۱۷/ ١۷‏ ) » و« الطّبقات الکبری » للمناوي 
/١ (‏ ۲۱۸۸ء و السّيرة التَوكة » لأبى شهبة ( ۲ / ١58‏ ) . 


۱۳۹ 


ومع آسره ‏ وفدائه » فيقول ۽ ا مر بي أخي مص بن عمير ۾ ورجلٌ من 
الأنصار يأسرني 3 فقال : شد يديك به » فان َه ذات متاع » > لعلّها تقدیه 
منك . 


فکانوا إذا قذموا 0 وعشاءهم » خصونی 0 وأكلوا اَذ لوصية 
فأستحيى , فاردها ؛ فیرذها على ما يَمسّها . 

قال : ولمّا قال مصعب لابي اليّسَّر ما قال » قال آبو عزیز : يا آخي ! 
هلذه وصاتك بی ؟ 


1 ۶ھ 0 ہے اح یہ لہ و کیہ 
وسالت امه عن اغلی ما فدي به قرشي ۰ فقيل لها : آربعة الاف درھم 
فبِعنتُ بأربعة آلاف درهم ففدته بها » ۳۲ . 


« : بتصاف يسير جداً . وانظر‎ )۳۰۷ ۰۳۰/۳۱ ٩ «البداية والّهاية‎ )١( 

القرطبی ۸(۷/ 4۸ ) ء وغیرهما . 

وقوله « شد يديك به » : أي : قر وأحکم . و« ذات متاع ۷ : موسرةٌ غنيّة . 
و« تفديه منك ) : : تعطي فداءه وتنقدّةٌ من الأسر . و« نفحني بها » : رماني بها . 
و« وصَاتك » : الوصاة » والوصية بمعنی : أي ما تأمره به » وتعهده إليه . و إِنّه 
أخي دونك » : المعنی إِنَّ قرابتك يا آبا عزیز من جانب الأب والام ‏ آمّا قرابة 
آبي اليَسَر من جانب الخالق الباری . 

٭ وللشيخ محمّد عرجون تل تعليقٌ نفيسٌ مفيدٌ على هلذه القصَّةٍ الجميلة » 
فيقول : ١‏ وفي هلذه القصّة إشراقة من مطالع نور الإيمان » فمصعبٌ - رضي الله 
عنه ‏ » كان حاملاٌ في هلذه المعركة التي أُسِرَ فيها أخوه وشقيقّه أوَلَ لواء في رل 
معركةٍ بين الإسلام والکفر » وهي أعظمٌ معركة في تاريخ الاسلام » قد حشَّدَ لها 
المشركون قظُھم وقضيضهم » فلم يتركوا فارسا من أبطالهم إلا جاؤوا به إل حتفه »= 


۱۳۰ 


* ويحلو الحدیث إذا حلي بزهر الاداب ء وم بروض الرّياحين » فمع 
هلذه الحلية الأدبیة المزهرة التي تجمل قصّة مصعب وأخيه وأمّهما : 
قد وَرَعَ الأسرئ علئ بعض البيوت المسلمیسن 
المصطفىئ آوصی بهم خی را فصاروا أمنين 
وأبو عزيز كان أيضاً في الأسارئ المشسركين 
قد مر مصعبٌ يوم بسدر بي وکنسٹ المستکیسن 
ولقدرآني يومّهامُسْتَسإِساًللآسرين 
ما أنْ رأيتُ أخي الشَّقيقَ فرحث فرح الخائفين 
ظنَاًبأئي سوف احظیٰ منه بالعطف الأمين 
قد قال يُوصي آسسري اشدذ وَثاق الكافرين 


- 4 ۰ 
۰ 


تال ن لئے مالا وصمن الموسرين 


والئيْ ول كان على علم بضراوة المعركة وعدم التّكافؤ فیها ۱ 

وكان لا قد تعدّفٌ على قوة العدو عدداً وعدَّة » فكان على بصيرة من آمرها 
ومع ذلك کلّه دفع اللواء الأعظم إلى البطل المُعلّم القاری المقریء مصعب الخیر » 
واللواء لا يحمله في ميادين الوغئ ۰ ولا سيما في المعارك الکبریٰ إلا بطل ٭ تعرف 
شجاعته وبصره بالحرب » وقوّة إيمانه ء وصرامة عزيمته » وكان مصعبٌ بن عمير كل 
أوائك في إهاب رجل عليه من إيمانه بدينه مشاعره . ويتسامئ ایمان 
مصعب - رضي آله عنه - عن تأثره للعواطف والقرابة ء فهو یریٰ أخاه شقیقه لأبيه وأمّه 
أسيراً في يد الأنصاريّ » فيغريه به » ويحرّضه على شدّة الاستمساك به » فيقول 
له : شد يديك عليه » فان أمّه ثريّة » ذات متاع كثير » ستفديه منك بأعلئ فداء » وقد 
صدق الخبر » وفدي أبو عزيز آخو مصعب بأربعة آلاف درهم » وكان هنذا القدر فيما 
تعورف ٠‏ آعلی فداء دي بے أسير ۷ . «حياة رجالات الاسلام » 
(ص : ۱۰۰-۹۹ ).. 


۱۳۱ 


ولسوف تسدنم فدية کبسری تفوق الآخرين 
نهتفت هل هلذي الوصيّة بى وآنت آخی المعیسن 
فأجابني هلذا أخى فی الین دوك عسن یقیسن 
الام كانت بالفداء سخكة في الباذلين 
* ومن قصص مصعب الخير مع الأسرئ عقب بدرِ قصّته مع النّضر بن 
الحارث بن علقمة العبدری ۲۲ » أحد شياطين الفجور والأذیٰ والفساد » فقد 
وقف سیّدنا مصعب - رضي الله عنه - موقف الوفاء والصَّفاء من دينه » فلم 
يركن إلى العواطف الخلابة » ولا إلى الصّداقات والقرابة » بل نظر بمنظار 
الاسلام دين الواحد الهّار » وبمنظار القرآن الکریم الذي كان يقرئه للانصار . 
٭ كان سيّدنا المقداد بن الأسود ۲۳ رضي ألله عنه - قد أسَرّ هنذا 
الخبیث الضّال المُضلل المضلال » وجيء بالئّضر أسيراً پرسفٌ بالأغلال ء 
فقال لرجل إلى جنبه لا رأئ ال ة ینظژ إليه وإلئ الأساریٰ : « محمّدٌ واشر 
قاتلي ۰ لقد نظر إليّ بعینیٔن فيهما الموت » . وکان الوُعبٌُ قد ملا قَلْبَ اللضر 
كما كان يملأ قلوب قومه ضلالاً وکفراً وعناداً ضد المسلمین » وعداوۃً 
وسخرية برسول اللہ كله" . 


» اقرا سیرةٗ هلذا الفاجر والعدق اللدود في موسوعتنا : « المبشرون بالتار‎ )١( 
(ص : ۰۳4۹-۳۳۲ ولاحظ کم صَبّر علیهم الصادق المصدوق يل حن وقعوا‎ 
. في شرك آعمالهم وسوء نّاتھم‎ 

)٢(‏ اقراً سيرة سيّدنا المقداد بن عمرو المشهور ب « المقداد بن الأسود » في الباب الاوّل 
من موسوعتنا : « فرسان من عصر اوه )( ص : ۳۱۵-۳۰۰ ) ففي سيرته مواقف 
لا تنس . 

(۳) کان اضر قاتله آله خطيب الکافرین المعاندین » وکان یقول لرسول اللہ او : « إن 
كان قرآنك من عند آله » فأخي لنا آباء‌نا » وأوسغ لنا بلدنا أن سير هلذه الجبال عنا » 
فقد ضِيَقَتْ مكة علینا » أو اجعل لنا الضّفا ذهباً نستغنى عن الوحلة ء فان فعلت ذلك 
آمتّا بك » ۰« أنساب الأشراف .)١47 / ۱(١‏ ۱ 


۱۳۲ 


٭ أدار اللعینْ عیئيه الغادرتین فیمن حوله من المسلمین » فرأیٰ 
مصعباً - رضي الله عنه ‏ على مقربةٍ منه . فتوسّل إليه في خضوع وذل طالباً من 
مصعب أن يبقي عليه رسول الله ي ولا یقتله » فقال : « یا مصعب ! أنت 
آقرب مَنْ هلهنا ال » وأمسّهم رحماً بي » فکلّم صاحبك - أي : الب گل - 
في أن يجعلني کرجل من صحابي » . 

فقال له سيّدنا مصعب مذگراًإِقاہ بسخریته وعناده : « يا نض » إِلّك كنت 
تقول كذا ء وتفعل کذا ء وتصنعٌ کذا وکذا و ۰.۰۰ . 


فقال النَضْدُ وقد کسرت شوكتة ثانية : « یا مصعب ! لیس هلذا الحينُ 
عتاب » فَسَلَهُ أن يجعلني کرجل من صحابي ۰ فلو أنَّ قريشاً سرت لدافعتٌ 
عنك ‏ وسألتهم فيك » . 

فقال سیّدنا مصعب -رضی اللہ عنه - بلسان الح واليقين : « أنت 
صادق » ولستٌ مثلك ‏ إنَّ الاسلام » قد قطعٌ العهود بیننا وبینکم » ۳ . 


# وحالت بين مصعب والنّضر برقة سيفب من سيّدنا علي بن بي طالب » 
فأطارت رأس القٌضر » وألحقته بمن سبقه من جهابذة الکفر » وجعلته کأمس 
الدّابر » وسيق إلى الئّار کالڈلیل الصَاغر . ۱ 

2 22وت ر سا 8ل ۱ 
۲ من المؤمنين رجال * : 
٭ ودع سيّدنا مصعبٌ دنیا النّاس ماتفاً باعل صوته مترنّماً قارتاً تال 
هی ]۲ ما سس وس پٹ کی سو شھ ہہ ہم ےم مش وه 
[آل عمران : ۱٤٤‏ ] » وودّعه رسول الله يك لما وقف عليه وهو شهیدٌ مصروعٌ 


ہے عو پر اسر ہر مر اص ۱۳ 


على الارض وقرأ : م وین رال صدفوأما عله دو الله عل (الاحزاب : ۲۷۳ . 
٭ كان هلذا الوداغ المشهود الميمون يوم أحد > یوم أن تکالت 





. بشيء من النَصوّف‎ ) ٠١١ /۱(» أنساب الأشراف‎ ١ )١( 


۱۳۳ 


المشركون للگار من هزيمتهم يوم بدر ۰ فقد كانت قلوبُهم تغلي كالمراجل حقداً 
على المسلمين الذين أذاقوهم مرارة الهزيمة بكأس اذل والصّغَّار ؛ فخرج 
المؤمنون بقيادة رسول ال ِا إلى أحد ۰ واختار و حامل اللواء وبطله في 
بدر » لیحمل اللواء في هلذه الغزوة التي أعدّ لها المجرمون من المشركين 
والمنافقين واليهود ما يملكون من خبثِ وحقدٍ وشراسة وفجور » ليثأروا لأكابر 
مجرميهم وقتلاهم في بدر من العام المنصرم . 


٭ سار سيّدنا مصعبٌ ‏ رضوان أله عليه - يحمل اللواء اللوي قُدماً ؛ 
بساعدٍ مَل مشاشه إيماناً وحزماً وعزماً » وقلب مُلیٌ بآيات ألله ¢ ولسانِ ذاكر 
لا یفتژ عن ذكْر اش فلم یشلم اللواء ؛ ولم يسقطةٌ من يده > وظلٌ يدافمُ عنه 
حت سقط شهيداً ولسانه رطب بذكر الله ؛ ومحبَة رسول أله گلا . 


۳۳ 


# رسم ابن سعد کا في « الطّبقات » كيفية حَمُل مصعب لواء 
رسول اللہ ا يوم آحد ۰ ومن ثم كيف انّخذه الله عر وجل - شهيداً . 
فقال : « کان لواءٌ رسول ألله گل الأعظم ؛ لواء المهاجرین يوم بدر مع 
مصعب بن عمیر ) ° . 


0 وقال أيضاً : « حمل مصعب بن عمير - رضى الله عنه ‏ اللواء يوم 
أحد . فلمًا جال المسلمون ثبت به مصعب » فأقبل ابن قمئة » وهو فارسخ ‏ 
7 ۳ می ہے 5 مر هرس م کس سم 
فضرب يده الیمنیٰ » فقطکھا ء ومصعبٌ يقول : 8 وَمَا ند لل رسو ل قد خلت من 
سے ع 
بل الرسل پچ [ آل عمران : ۱66 ] ء واخذ اللواء بيده اليسرئ » وحنا عليه » 
فضرب يده اليسرئ فقطعها ء فحنا على اللواء وضكه بعضدَیه إلى صدره وهو 
2 مس هم يم e‏ ےس مه رو 2 7 0 
یقول : « وما محمد الا رسول مد خَلَتَ من قَبَلِهِ آلرسل » » ثم حمل عليه الثّالئة 
بالزمح » فأنفذةٌ واندق الرّمح » ووقع مصعبٌ - رضي أله عنه - وسقط اللواء » 

۰ 32 ۶ ۶۶ 5 ۶ ۶ 
وابتدره رجلان من بني عبد الذار : سویبط بن سعد بن حرملة » وابو الرّوم بن 


(۱) ۲ طبقات این سعد ۳(۷/ ۱۲۰ ) . 


۱۳ 


عمير » فأخذه أبو الوم بن عمیر ‏ فلم يزل في يده حنّئ دخل به المدينة حين 
انصرف المسلمون )”۶ . 


* وینقل لنا شاهد عيان كيف ثبت مصعبٌ -رضي آله عنه - ثبات 
الرّواسي وهو يداف عن اللي يا » وهلذا الشّاهد لیس رجلا ء وإنّما امرأةٌ 


1 


جاهدت یوم آحد » وفعلت الأعاجيب يومئذ › حى ضربها ابن قمئة ضربة 
یرت فى عاتقها | وا حاقت ف جرس جرف ل 1۱ 
01 1 2 ۶۶ 0 صن ع8 

آم عمارة نسيية بن كعب الأنصارية "٠‏ - رضي الہ عنها ال ی تقول : ١‏ أقبل 
ابن قمئة ‏ أقمأه اللہ - وقد وی ان عن رسول هچ وهو بصیخ : دلوني 

على محتّد ‏ فلا نجوث إِنْ نجاء فاعترضث له أنا ومصعی بر 
عمير - رضي الله عنه - » وآناسٌ من ثبت مع رسول اللہ يو فضربني هلذه 
الصضربة ء ولقد ضربته على ذلك ضربات » وللكنً عدو اللہ كانت عليه 
درعان » 9" . 


(۱) «طبقات ابن سعد» (۳/ ۰۱۲۱-۱۲۰ ومن الجدير بالذّكر أنَّ استشهاد 
مصعب بن عمير في غزوة أحد شبية باستشهاد جعفر بن أبي طالب في معركة مؤتة › 

(٢(‏ اقرأ سيرة الصَّحابيّة المجاهدة المجدة أمَّ عمارة نسيبة بنت كعب في كتابنا : « نساء 
مبشرات بالجنّة (٤‏ ص : 8١-5٠‏ ) ء دار ابن کثیر -ط : ۵ - ۲۰۰۲ م ؛ فسيرتها 
قدوة صالحة لكل امرأة تؤمن بل عر وجل - . 

۳۱( « طبقات ابن سعد ) (۸/ ۱۳ ) ۰ و(الإصابة ٦(٢‏ / 10۷ ) مع الجمع 
والتّصدّف الیسیر . 

بجر سس رہ - رضي أله عنه - » دون 

قريش ۰ فقال + قعل محثدا فلا كل مصعث درضي آله همطل 
رسول اللہ يك المواة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ‏ » ورجالاً من المسلمين » 


۱۳۵ 


1 


٭ وقف الحبيبٌ الاعظم بلا علی المقرى القاری رجل بني عبد الدار 


وفتاهم سيّدنا مصعب بن عمير - رضي الله عنه ‏ وهو مُنْجعفٌ - مصروعٌ - على 
وجه يوم أَحدٍ شهيداً ؛ وكان صاحب لواء رسول ال 5ا > فقال الصَّادقٌ . 


المصدوق بلا : ) ط ین ومني رجال دقوم ھدوا اله عو هم من 


وم 


ری ی 


منم کن بط وما بو یدیل 4 1 الاحزاب :٤ء‏ ال رسول له بشید لک 


شهداء عند ألله یوم القيامة » . ثم نم آقبل على الاس فقال : ١‏ أيّها النّاس 


التوهم فزوروهم ۰ وستموا عليه + فوالذي سی بيده ا لا يسآم عليهم الح 


إلى يوم القيامة الا ردوا عليه السّلام 0 ۰ 


5 وأورد اب سعد یی في ) الطبقات 4 ۰ عن إبراهيم بن محمّد بن 


شرحبيل العبدری عن أبيه قال : « كان مصعبٌ بن عمير - رضي آله عنه - رقيق 
البشرة » حسنّ اللمّة ع > ليس بالقصير ولا بالطّويل » قُِنَ يوم أحدٍ على رأس 
اثنين وثلاثين شهراً من الهجرة ء وهو ابن أربعين سنة ء أو يزيد شيئاً » فوقفٌ 
عليه رسول الله ية » وهو فى بُردَةِ مقتول » فقال : « لقد رآيك بمكّة وما بها 
أحدٌ أرق حلة » ولا أحسن لمة منك » ثم آنت شَعِتُ الواس في بردة » ء ثي أمر 


به 


وسویبط بن سعد بن حرملة » 


این 
بن 


(۱) 


(۲) 


يُقبّر » فنزل في قبره آخوهٌ آبو الوم بن عمير » وعامر بن ربيعة ء 
(Y2‏ 


۰ سے 3 1ن 2 
٭ وفی حدیث خبّاب بن الارت - رضي اللہ عنه - صلة وتوضیح لما ساقه 
سعد اه وغیره عن مناقب سيّدنا مصعب -رضی ألله عنه وآرضاه - 


« سیر آعلام الثلاء »(۱/ ۱۸۸ ) نقلاً عن السّيرة البَُوقة . 

انظر في هلذا : « آسد الغابة » ( 5 / ۰۸-4۰۷ ) بشيء من الّصرّف الیسیر . 
وانظر : ۱ صحیح السّيرة اللَبوكَة ) لإبراهيم العليَّ ( ص : ۲۹۷ ۔ ۲۹۸) ء و« دلائل 
القُوَة » للبيهقيّ ( ۳ / ۲۸6  )‏ و« حلية الاولیاء ۱(۶ / ۱۱۸ ) . 

( طبقات ابن سعد ۷( ۳ / ۱۲۲ ) . 


۱۳۹ 


فقد أخرج التَّرمِذيٌ بسنده عن الاعمش ۰ عن آبي وائل شقيق بن سلمة » عن 
خبّاب ‏ رضي ألله عنه - قال : « هاجرنا مع النَّبِيَ وله نبتغي وجه اللہ ۰ فوقع 
أجرنا علی الله » فمنا مَنْ مات لم يأكل من أجره شيئاً » وم من آینقث له مرن 
فهو بَهدبها - یقطعها ویجتنیها -ء وإنَّ مصعب بن عمير مات ولم يترك 
الا خی کنا اقب مه خرکٹ رجلاہ » وإذا لوا هه حرج 


رأسه ‏ فقال رسول ال يل : « غطوا رأسه » واجعلُوا عل رجليه 


۱ (١) ' الاذخر‎ 


٭ وآخرج البخاريٌ وغيره بسندِ عن سعد بن إبراهيم » عن أبيه 

001 ا 4 
إبراهيم : « أن عبد الوّحملن بن عوف - رضي الله عنه - » أتي بطعام - وكان 
صائماً فقال : یل مصعب بن عمير - - وهو خی مني - من في بردة » إن عطي 
راسه بدث رجلاہ » و علي رجلاه بدا رآشۂ . وأراة قال : وثیل 
حمزة ‏ وهو خير متي ۔ ثم بُسط لنا من الذّنيا ما بُسط ۔ أو قال : أعطينا 


من الدنيا ما أعطينا ‏ وقد خشينا أَنْ تكونَ حسنائنا عجّلّت لناء 


)١(‏ أخرجه الٹرمذیٗ . انظر : « تحفة الأحوذي » (۱۰/ ۳۵۵۳۵۳ حديث 
رقم : )۳۹٣۳(‏ ء وقال : « هنذا حديث حسن صحیح » . وآخرجه البخاريٌ في 
مواضع برقم : ( ۱۲۷71 › و ۰۳۸۹۷ و۳۹۱۳ ء و ۳۹۱6 و 14۳۲ 
و ۱44۸ ) ۰ ومسلم برقم : ( 94٠‏ )ء وآبو داود برقم : (۰)۳۱۵۵ والشائي 
٤ (‏ / ۲۸) . و الإذخر » : نبت معروف طيب الرّيح 


آقول : « شهد شاه من قدماء الصَحابة بزهد سيّدنا مصعب وحسن آخلاقه » 
وهلذا الشَّاهدٌ هو عامرٌ بن ربيعة - رضي الله عنه - الذي قال : كان مصعب بن 
عمیر - - رضي أله عنه ۔ لي جذناً - صديق السَرٌ - وصاحباً منذ یو م اسلم إلى أن 
یز که بأحدٍ » خرج معنا إلى الهجرئين جميعآ بأرضي الحبقّة ٠‏ وكان رفيقي من 
بين القوم » فلم أرَ رجلاً قط كان أحسنّ خُلقاً » ولا أقلَّ خلافاً منه » ۰ « شرح حياة 
الصّحابة ۷( ۳ / ۲۱ ) . 


۱۳۷ 


ٿم جعل يبكي حبَّئ ترك الطعام » © . 


ہی“ ئل کا 0 1 

* ولمًا فرغ رسول ال ئا وصحبّه من دفن شهداء أَحدٍ في میدان 
استشهادهم » ركب فرسه » وأمر أصحابه أن يأحذوا طریق العودة إلى 
المدينة » وما أن اقترب من مدينته الطٔيّة حى لقيته حمنة بث 
جحش - رضى ألله عنها - فنعی الئّاس لها آخاها فاسترجعت » واستغفرث 
مصعب بن عمير فصاحت وولولت . وهلذا ما ذکره ابن هشام چاه فی 
« السّيرة » » فإلئ رياض السّيرة » نستظل بأخبارها الظّليلة » ونستروح بالأخبار 
المصعبيّة التّبيلة . 

٭ قال این إسحاق الله مُسنداً حديئه إلى أشياخ من بني سَلِعّة : « ثم 
انصرف رسول آلله اة راجعاً إلى المدينة » فلقیلّهُ حَمْئَةَ بنت جحش ء كما ذَكِرَ 
لي » فلمّا لقيت النّاس » نعي إليها أخوها عبد الله بن جحش » فاسترجعث 


Ll 


۰ 0 ۳ 7 9 3 
استغفرث له ئە د خالها حمزة ین عبد المطل » فاسترجعت 
۰ 3 هام ر ۰ ۲ 
واستغفرت له »› نم نعي لها زوجها مصعبٗ بنْ عمير » فصاحت وولولت ! 


)١(‏ آخرجه البخاریٔ في الجنائز برقم : ( ٢۱۲۷ء‏ و ۰)۱۲۷۵ وفي المغازي 
برقم : ( 1045 ) » وقوله « بطعام » : كان الطعام خبزاً ولحماً . وقوله « وهو خی 
مني ) : لعلّه قال ذلك تواضعاً » ويُحتمل أنْ يكون ما استقة قر عليه الأمذ من تفضيل 
العشرة على غيرهم بالنّظر إلى من لم يقتل في زمن التي وگ » وقد وقع من أبي بكر 
الصّدیق - رضي اللہ عنه - نظیر ذلك ۰ فذکر اب ہشام شه : أنَّ رجلاً دخل على 
أبي بكر الصّدَّيق - رضي ألله عنه - وعنده بنت سعد بن الرّبيع - رضي ألله عنه - وهي 
صغيرة ۰ فقال : « من هلذه ؟ » قال : 7 هلذه بنت رجل خير مني » سعد بن 
الرّبيع » » وكان سعد من نقباء العقبة شهد بدراً » واستشهد يوم أحد . و« سط لنا من 
الڈنیا » : يسير إلى ما فتح لهم من الفتوح والغنائم وحصل لهم من الأموال » وكان 
لعبد الرحملن من ذلك الحظ الوافر » والله أعلم . 


۱۳۸ 


فقال رسول ال بي : « ان زوج المرأة منها لبمكان ؛ لِمَا رأیٰ من تیھا عند 


آخیها وخالها ء وصیاحها علیٰ زوجها » ۲۲ . 


(١) 


(٢) 


يا مصعبّ بن عبر طبْت من داع 
هاجرت يَماً إلئ الأحباش داعیاً 
رسول خر رسولٍ حيثما انَّجَهِتْ 
هلذا أْسَيْدٌ انسیٰ والشُُ يملؤه 
يعودٌ لابن ممساز لا لیخ ره 
للکن لِيعْكنَ إسلاماً تعلّمه 
ما جاءه ذو حجی إلا وباعَدَة 
وأعلسن ابس معساذٍ في عشيرقهٍ 
وفاءت الأوسُ للإسلام راشدة 
وذاك فش من البّحملن بشره 
وفیظ من كثرة الانصار ذو حَسَدٍ 
لكر هجرةً خبر الرُسل خاتمهم 
ضاقوا بمصعبّ مصباحاً فكيف بهم 
تبارك ال بعطي الح ون 
ويرفع الله بالقرآن مَنْ خملوا 


۱۳۹ 


و و و 
٭ وبعد : فالرحلة جميلة ثريّة ومفيدةٌ مع مصعب الخیر " » 


«السّيرة التّويّة) (۲/ ۹۸)ء وانظر : «سنن ابن ماجه) (۱/ ۵۰۷) 
برقم : ( ۱۵۹۰ ) . 
وما أجمل الرّحلة مع الأدب وأزاهيره الجميلة » وخصوصاً إذا كانت الأدييّات تتحدّث 
عن سيرة علم من أعلام الصّحابة الكبار ؛ كمصعب بن عمير ‏ رضي أله عنه -» 
فتعالوا نتذوّق هلذه الأبيات الماتعة التي ترسم جوانب عديدة من حياةٍ سیّدنا مصعب 
الخير - رضي ألله عنه وأرضاه - : 


في الأوس في خَرْرِجٍ نمم الفتئ الرّاعي 


به الر کالب فهو الواعظ الاعي 
والغبظ يدفم موتوراً لاسراع 
بقعلِ مصعبّ فغل الفاتك التَّاعي 
من مصصب بن غمیر خير صداع 
عن شرکه والهدی مصباح رجاع 
إسلامه وتحدّئ کل أشياع 
فکسان ذلك منها خير إجمساع 
علیٰ يد ابن عُمير صاحب الباع 
من البهود ومن أصحاب أطماع 
آورت بهم نار أحقادٍ وأوجاع 
وذاك مشکا أنوار واشماع 
سقط الباطل المضروژ للقاع 


ويخف ضٌ الله ذا بغي وایقاع۔ 


نرجو لله عر وجل - أن يجمعنا وإيّاه تحت راية معلّم الاس الخیر ۱ سيّدنا 
وحبيبنا محمد ا . 
3 فرضى ألله عن مصعب ۰ الوّجل الداعية الشهيد المحبب »> ورزقنا 


ھ ھ كر 


يزول ذكرٌ ذوي جاو وسلطنة وذکڑ مصعبٌ باق ملء آسماع 
معلم الخیسر لائلنی مكاسيّه إينائُهاخيرٌ إلمسار وإيناع 


۱:۰ 


جى اي اهر 
سکس دی کرو ںی 


۲۵۰۳۷٢۰ COM‏ 3ج ہد ب ححا بيد 


/ ۳ و ل 
نعيم بن عبد الله 
رضى الله عنه 
۳ 





# كان بازا بأيتام قومه ؛ وهاجر عام الحديبية . 


5 27 ۳ و صن 
03 أخبارۂ جميلة ؛ وفتیل یوم اليرموك شهيداً رضي ألله عنه . 


١١ 


- 
ار 


لح 
یس یی ری 
سکم دی طلزوصی 


۱۸۷۷۷۱۷۸۷ ۲۲۔‎ ۲۹۱۸۷ 3۲3٥.٠٦ 


- 
كت 


رع 
جیں “ادا سے نی 
کے دی زو نی 


۸۷۱۷۸۷۷۸۷ ۲۲۱۵5۵۱۸2۵۲21. 


۶ که 

٭ أهدئ هذا الرجل هدية نادرةً للاسلام ؛ إذ کان السّبب في اجتذاب 
الشّخصيّةَ الثّانية والوزير الثاني إلى شاطئ السّلام » ذلکم هو عمرٌ بن 
الخطاب ‏ رضي ألله عنه - ؛ الرّجل الّاني في الإسلام . 

0 فسن مذ الؤجل اک ریم الذي جات اش حمر بر 
الَاجین ؟ ! 

سؤ ,4 2 7 اه و > سے سی س )0 3 : 
۱ ٭ له نعیم بن عبد الل النَكُام لقرشي العدويّ ۲ ۰ والنَكَامُ وصفت 
لشیم » وقیل له التحام للحدیث المشهور أن الق قال : « دخلث الجه 
فسمعث نحمة من تُعيم فیها ) (۲ 


» «التّبيين»( ص : ۰۳۸۷-۳۸ و« مختصسر تاريخ دمشق‎ )١( 
و7 نسب‎ ۰ ) ۱۳۹-۱۳۸ /  ( » و« طبقات ابن سعد‎ ۰ ) ۱۷۷۰۱۷۰ / ٢٢ ( 
» قريش ۷( ص : ۰۳۸۱-۳۸۰ و« المستفاد من مبهمات المتن والاسناد‎ 
ول آسد الاب ۷( | 9۷۰ ) ترجمة‎ ))۱۲۱۰ ۱۲۰۸ /۲( 
» رقم : (۵۲0۹) » و« الاصابة » (۳/ ۵۳۸-۰۳۷ . و« البداية والٹھایة‎ 
. ) ۳/۷ ( 

(۲) ۲« تهذیب الأسماء واللغات ۲(٢‏ / ۱۳۰ ) ء و« طبقات ابن سعد ۷( / ۱۳۸ ) »= 


۱:۳ 


٭ والتّحمة : > وقيل : التّحنحة الممدود آخرھا . وعندما 
تحدّث ابن دريد لہ في ١‏ الاشيقاق » عن رجال بن عد ی كمي قال 
ما مفاده : ١‏ ومهم : لام » واسمه تین عبد آنه بن ید ۰۰۰۰ و نما 
سمي النَگام ؛ لان ای ية قال : « دخلت الجنّة » فرأيتٌ فيها آبا بكر 
وعمر - رضي أله عنھما۔ ؛ وسمعث فيها نحمةً من تُعیم » . واللّحمة : شبية 
بالكلمة یسمعها الانسان فيعرف صاحبها » ولا يعرف الكلمة بعینها . 
والنّكَام : فَرَسْ سليك بن السّلكة السّعديّ » وهو فارسنٌ من فرسان الجاهليّة 
المشهورین . . . وتُعيم : تصغير أَنْعَم » أو تصغير نم » وأصله من التّعمة » 
وقد سمّت العرب النّعمان . . . . والنّعيم : ضدّ البؤس ؛ والنّغمة : ما تنگم به 
الانسان من مأكل أو مشرب . والتّعمة : ما أنعم ألله ‏ عزَّ وجل على الانسان 
في معيشته وبدنه ۰۰۰۰ ۲۲ . 

* وسيّدنا نُعِيمُ بن عبد اللہ النَّكَام من ثُلَّةَ السّابقين الأوّلِين إلى دوحة 
الإسلام ورياضه ٠‏ يقال : إِنّه أسلم بعد عشرة آنفس 29 . قال الإمامٌ 
النّوويُ يله : « أسلم نُعيمٌ قديماً في أول الإسلام > قيل : أسلم بعد عشرة 
أنفس ۰ وقيل : بعد ثمانية وثلاثين قبل إسلام عمر بن الخطّاب » وكان یکتم 
إسلامه ...۰ ۳ . 


> و« نسب قريش ۷( ص : ۳۸۰ ) . 

(۱) «الاشتقاق »( ص : ۱۳۷-۱۳۰ ) بشيء من اصرف والاختصار . وجاء في کتاب 
« نزهة الألباب في الألقاب » لابن حجر : أنَّ العام ضبطه الأكبر بفتح التُونَ وتشديد 
الحاء » وضبطه ابن الكلبي بضم التُون وتخفيف الحاء 

)۲( « الئبیین )( ص : ۳۳۲۸۷ ) . 

(۳) « تهذیب الأسماء واللغات » (۲/ ۱۳۱-۱۳۰) . وقال ابن عساکر يناه عن 
میم : ١‏ له صحبة من سیّدنا رسول ألله ية ء وهو قديمٌ الاسلام » . « مختصر تاریخ 
دمشق ۲۰۱۷ / ۱۷۵ ) . 


۱: 


ہو نک ۹۵4 . 

برٌه بالأرامل والأيتام : 

٭ تاثر سيّدنا نُعِيمٌ بتعالیم الاسلام ومَذیه وله » فکان من أبڑ الاس 
وأوصلهم لأهله ؛ وکان يتفقّدٌ آیتام بني عدي » كما يتفقّدُ الأرامل ویصلهم 
ویحسن إليهم ؛ وقد امتدح سيّدنا الژأبیر بن العوّام - رضي ألله عنه - عمل تُعيم 
وبرّه بقومه فقال : « كان عیم بن عبد الله العام یقوث بني عدي بن کعب شهراً 
شهراً لفقرائهم ۲۰ . 

0 ولهنذا السّبب التّبيل + آقام سيّدنا نُعيمٌ ‏ رضي اللہ عنه - مع قومه ؛ 
فلم يهاجز في البداية مع المسلمین إلئ المدينة المنورة » ومکث في أ القرى 

حل كيل اح مان فت عن أرمل بن عدي تامهم في الجا ۲ 

03 لٹا شرع المسلمون با ة إلى المدينة المنوّرة ؛ آراد سيّدنا تُعيم 


ان يهاجرٌ في صحبتهم ؛ فتعلّقَ به قومه تیا به » ورَجَوهُ قائلين : « ین بأي 
وین شثت » وأقم عندنا » ۰ فأقام في مکة حى كانت سنة ست » فقدم مھاجراً 


إل المدینة المنوّرة » ومعه أربعون نفراً من أهله ء فأتیٰ رسول ال ية مسلماً ء 
فاعتنقه وقبّله . وزعموا أن الحبيب المصطفی و قال له حين قدمرا 
عليه : « قومك ‏ يا تُعيم كانوا خيراً لك من قومي لي » . 
فقال تُعیم في أدب جم : ١‏ بل قومك خی من قومي يا رسول اللہ ! » . 
قال رسول آلل گل : « قومي أخرجوني » وأقرك قومّك » . 
فقال نعیم - رضي اللہ عنه - : « یا رسول آلله ! قومك آخرجوك إلى 
ہے ز Jue‏ 
الهجرة » وقومي حبسوني عنها » '" 


(۱) ۲ طبقات ابن سعد ۷( / ۹ ء و مختصر تاريخ دمشق 4( ۲٦‏ / ۱۷۷ ) . 
(۲) انظر : « نسب قريش » (ص : ۰۳۸۰ و« طبقات أبن سعد » ( / ۱۳۸). = 


۱:6 


0 وكان تُعيمٌ النّكَام ‏ رضي اه عنه - ۰ وأبوه عبد آله من قبله يحملون 
یتامی بني عدي ويُموّنونهم . 

د ساق ابن عساكر 2 طاقات مزهرات ٤‏ ومعلوماتِ نافعاتِ عن 
الإسلام .. .. أسلم قبل هجرة الحبشة + وكان یکتم إسلامه » وأقام بمكّة ؛ 
وقدم مهاجراً سنة سث ؛ ومعه أربعون من أهله » فاعتنقه الم كله وقبّله › 
وكان هاجر عام الخديبية »> وشهد مابعدها من المشاهد .... وسمّاه 
ال پل صالحاً ) ۱۶ . 


٭ قال عبد الله بن عمر لعمر بن الخطّاب : « اخطب علي ابنة صالح ء 
قال : إِنَّ له يتامئ » ولم يكن ليؤثرنا عليهم . 

فانطلق عبد الله بن عمر إلى عمه زيد بن الخطاب ليخطب عليه » فانطلق 
به إلى صالح ۰ فقال إِنَّ عبد لله بنَ عمر أرسلني إليك يخطب ابنتك . 


= و« مختصر تاريخ د مشق ۱۷١ / ۲۹ (٠‏ )مع الجمع والنَّصرّف . 
وجاءت هلله القصّة بشکل آخر عند ابن عبد البڑ كه في « استيعابه » 

فقال : « ... ومنعَهُ قومه لشرفه فيهم من الهجرة ؛ لأنّه كان ینف علیٰ آرامل 
بني عدي وأيتامهم » ويموّنهم » فقالوا : أقم عددنا علی أي دِینِ شنت » وأقم في 
ربعك » واکفنا ما آنت کاف من آمر آراملنا ء فوأ لا يتعرض لك أحد إلا ذهیّث 
آنفسنا جميعاً دونك . وزعموا ال ية قال له حين قدم عليه : « قومك يا تُعیم 
کانوا خیرآمن قومي لي » . قال : بل قومك خيريا رسول أل ! 

قال رسول الله ية : ١قومي‏ أخرجوني وف رّك قومك » . فقال 
نعیم : يا رسول اللہ ! قومك أخرجوك إلى الهجرة » وقومي حبسوني عنها . وکا 
هجرة نُعيم عام خيبر » وقيل : هاجر في یام الحديبية » . ١‏ الاستیعاب ) 
(۳/ ۵۲۸-۵۲۷ ) . 


)۱( ( مختصر تاريخ د مشق )( ۲٦‏ / ۱۷۵ - ۱۷۷ ) بتصؤٴف واختصار . 


١65 


و 
فقال : لي یتامی » ولم اکن لاترب لحمي » وارفع لحمكم ء فإني 
آشهدك آنی قد آنکحتها فلاناً . وکان هوى آمّها إلى عبد ال بن عمر ‏ فأتت 
رسول اللہ ی فقالت : يا نب اللہ خطب عبد اللہ ابنتی » فأنکحها آبوها يتيماً 
. 1 5 ف من ساد 
في حجره » ولم یوامرها . فارسل رسول الله گلا إلى صالح » 
فقال : « آنکحت ابنتك ولم تؤامرها ؟ 4 . 


قال : نعم . 

فقال رسول الله ية : « أشيروا على النّساء في أنفسهنَ » أشيروا على 
النّساء ء وهی بكر ) . 

فقال صالح : إِنَّما فعلث هنذا لگا أصدقها ابن عمر ۰ فإِنَّ لها في مالي 
مثلما أعطاها » 0 . 


4 و ۶ ےو ۰ 1 ۰ ۰ 

نعيم وعمرٌ رضي الله عنهما : 

03 كلنا یعرف أنَّ السّيرة العمريّة سیر غنيّة بالڈروس والعظات ۰ كما نا 
نعرفٌ أنَّ سيّدنا عمر - رضى اللہ عنه - كان قبل إسلامه ‏ من أشد الاس قسوۃً 

٦‏ و 
على المسلمين » وللکتّه عندما من اللہ عليه بالاسلام غدا فاروق الأمّة » وكان 
سبب انقلابه المفاجئ » التقاؤه سيّدنا تُعیم بن عبد ألله الام وهو ذاهبٌ لیقتل 
رسول اللہ كَل ؛ فكيف كان ذلك ؟ 

4 تذكر روايات السّيرة الَبوبّة وأحداثها أنَّ عمر بنَ الخطاب - رضي اللہ 
عنه - كان شاباً مفتوناً بشبابه » لا یعرف عن محمد رسول آله گلا إلا أنه الصَابی 
الذي فوق قریشا وها هي ذي قريشٌ تموژ مورآ وتتمیْرٌ غيظأ من دعوة 
الإسلام »> وقد جعلت الأموال السَّخيّة والعطايا المُجزية لمن یقتل 


ك 


)١(‏ « مختصر تاریخ دمشق » (۲۱ / ۷ء » ومعنی قوله « لأترب لحمی » : آجعل 
عليه الگراب . و« أصدقها ) : سمّئ لها صداقاً ء والصّداق : مهر المرأة . 


۱:۷ 


2 ظنّ عم يومها ظنٌ الواهمین أنه يستطيع أنْ یحبس آنداء الخير وعطره 
وهو في براعمه يتفنّح جميلاً لطيفاً ناعساً » أو یستطیع أنْ يبدل نهار الحياة 
المشرق ليلا دامساً ؛ ومضئ عمر في وجهه متسربلاً بالغضب » تاركاً مَنْ 
وعدهم بقتل محمّد كل وهم ينتظرون النَّْأْ العظيم » وبينما هو في سيره 
الٴثضطرب تتناوشه الأوهام › ضر به اح أبناء قومه وهو تیم بن عبد ألله 
العام 3 فاستوقفه لما راه في حالةٍ لقل والغضب وسأله في هدوء J:‏ ين 
ترید یا عمر ؟ » ۳ 


فقال عمر - ولعلّه لم یعلم بسبق نعیم إلى الاسلام - : « آرید محمّداً هاذا 
الصَابیْ فأقتله » . 


0 « ضحکت الفاق تهزأ بعمر وعزمتو وسيفِو » وکما سمع شیم صدیٰ 
سخرية الآفاق وهزئها بعمر في ممشاه وهو متقلّدٌ سیفہ لیقتل محمد يك > 
وكان لیم يخفي إسلامه من قومه عامة » وفرقا من عمر بخاصّة + وللكن صولة 
الإيمان » وجسّامة الخطب في ممشیٰ عمر » جَعَلا من میم أسدا من أَسْد آله » 
وضع حياته فداءً لرسول ال لا ٠‏ فلم أيه لسيفف عمر » ولم یبال بتجهّمه 
وعزمته الخائرة » فوقف في وجهه يجبهة ويزجرة بما لم يكن في حسبان 
عم »99 . 

٭ وقف سيّدنا نعي عتئذ موقف الأذکیاء » وموقف المخلصین لربّہ 
ورسوله ودینه » وقفَ موقف الحزم والحصافة والتّباهة » فقد کان نعیم دما من 
غير حفر » وليّنَ جانب من غير حور ؛ استطاع أن یر عمر لأئْرِ مهم » > فربما 
تنقشعٌ غلظته التي تكمنُ وراه‌ها ينابيمٌ من الرقٍَ والخیرات والمودّات ء 
وصدقت الفراسة التُعيميّة التكَاميّة فقال لعمر : ١‏ لقد وألله غرئك نفسّك من 
نفسك ياعمر ! ففوّطت › وآردت هلكة بني عدي ٠‏ أترئ بني عبد مناف 


. ) 1۵۰ /١()» محمّدرسول الله‎ « (١) 


۱:۸ 


تاركيك تمشي على الأرض ء وقد قتلتَ محمّداً ؟ أفلا ترج جع إلى بيتك فتقيم 
أمرهم ؟ » . 

فقال عمرُ ‏ وقد اهر فزعاً لمقولة نُعيم - : « وأيّ أهل بيتي ؟ » . 

قال نُعيمٌ في هدوء : ١‏ ختتك واب عمّك سعید بن زيد بن عمرو , 
وأختّك فاطمة بنتٌ الخطاب ؛ فقد والله سلما ء وتابعا محمّداً علئ دينه ۽ 
فعليك بھما ٤‏ . ' 


# « سبحان ألله ! ماذا صنع الإيمان بھلذہ الُوس الحبيسة في أرضها › 
بين شواهق الجبال المخيفة > والوديان القاحلة المقفرة من كل عيش 
وأمل . . میم بن عبد اللہ العام العدوي - رضي الله عنه - - يقف في وجه 
عمر ؛ إذ يراه متوشحاً سيفه » يمشي في عزيمة متجهّمة » يطوي جوانحہ عل 
مُستكئّة من الكوارث قاصمة ء وقارعة من القواصم مبيدة مدمّرة » لا يبالي 
جبريّة عمر وبطشه » ولا يقيم وزناً لقسوته وغلظته » موقفاً يجبهه فيه » ويحقره 
أمام نفسه » بكلّ ما تعرف كلمة من تقریع وتحقير » ويريه في صراحةٍ صارمة 
أنه فی ممشاه هلذا مغرور » مفتون » لا يعرف قَدْرَ نفسه . فما هلذا الذي أحال 
تعيماً الوجل المسلم الذي ظلَّ مستخفياً بإسلامه رهبة ورعباً من عمر وقومه › 
حى یقف من هلذا العاتى الجبّار » المغرور بنفسه هلذا الموقف الذي یعَنُون 
شجاعة الأبطال في مواقف التّضال ؟ ! له الإيمانُ » والإيمانٌ فحسب » 
والإیمان ليس غير » الإيمان الذي بلع من تیم المسلم في لحظة لا تكاد تما 
شيئاً في حساب الژؤمن » وسير الفَلك ۰ مبلغاً جعله يتصوّر في لمحة خيال طائر 
مفزع مرعب » أنَّ عمر حقّق عزيمته السّوداء » وتصوّر تُعیم مع خياله المزعج 
أنَّ الحياةً كلّها أظلمت فغارت نجومها » وأَفَل إلى غير عودة قمرها » وغابث 
لین الأبد شمسها . . . . وتجمَعَتَ عزائم الإيمان في قوتها فملأأت جوانب نفس 

میم الرجُل المسلم فحسب » فكانت فداء للٹور والهدئ ۰ فداء لِشُمس الحياة 
محمّد رسول آله ي : واستحال تُعيم المسلم المستخفي بإسلامه » الضّعيف 
المستضعف قرّة قاهرةً ء وشجاعة مزمجرة ؛ أخذت بمجامع الجبريّة الجاهليّة 


۱۹ 


في عمر بن الخطاب » ونترئها نترةً جثا منها هلذا العاتي المغرور » بین يدي 
نعیم المسلم الذي كان رهب عمرٌ في جاهليّته ۰۰۰۰ ۳۷ . 

# تعم ؛ آفلح نعیمٌ-رضي ألله عنه - في مجابهة عمر - رضي ألله عنه - 
في قوله بصراحةٍ تامّة كانت خيراً لعمر ؛ إذ کان الإيمانٌ أقوئ من عترٌ 
الجاهليّة » ولگا عمل الإيمانُ عملّه في داخل ضمير عمرء ذهب إلى 
رسول آله پیل وآمن به وصَدّق دعوته » وصار الرّجل الثاني في جميع أصحاب 
رسول آله ہلا ٠»‏ و فص قصة سماع الفاروق عمر للقرآن الکريم في یت آخته 
فاطمة › نم ذهابه ۳ دار الأرقم من مشاهیر القَصص التي یعرفها معظم الاس 
لشهرتها وسلاستها وأثرها وتأثيرها في الٹوس والقلوب ۱۷ . 


٭ ومّنْ آسهم في انتشار قصّة إسلام سيّدنا عمر الشعراء المبدعون » 
فسلاسة شعرهم المرسوم بالأحاسيس والكلمات ساعد على سيرورة القصّة 
العُمريّة . وقد تال شعراء كُثْر في رسم إسلام سیّدنا عمر ؛ ومن برع في هلذا 
المضمار من الشّعراء المعاصرين شاعر اليل ( حافظ إبراهيم ) الذي أنشأ عام 
( ۱۹۱۸ م( قصيدةٌ سئّاها : « عمر بن الخطّاب » تعرّض خلالها لحياته 


(۱) «محكّدرسول الله ۱(٩‏ / ۱۵۲-1۵۱ ) . 

(۲) آفاد الذکتور آکرم ضیاء العمري في کلام له معلقاً على قصّة اسلام سيّدنا 
ش عمر - رضي ألله عنه - فقال : ١‏ أمّا قضَّةُ استماعه القرآن یتلو الرسول بل في صلاته 
قرب الكعبة ؛ وعمر مشتخف بأستارها » وكذلك قصّته مع أخته فاطمة حين لطمها 
لإسلامها » وضرب زوجها سعيد بن زيد » ثم اطلاعه على صحيفةٍ فيها آيات 
وإسلامه » فلم يثبث شيء من هلذه القصّص من طرق صحيحة » وللكنّ الحافظ 
بن حجر كه ذکر بان الباعت له علي دخوله في الإسلام ما سمع في بيت أخته 
طمة من القرآن . ولاشكٌ أنَّ القرآن ببيانه السّاحر » وروعة تصويره لمشاهد 
ایام وصفه الج وا که فی اجتذاب عم إل صف المسلمين ؛ 
ان عمر كان يتذوَقٌ الكلام البلیغٌ ويعجبُ به ء وعدم ثبوت الرٌوایات حديثياً لا يعني 

حتميّة عدم وقوعها تأريخياً » . « السّيرة التَبَويّة الصٌحیحة ٤‏ (۱/ ۱۸۱-۱۸۰) . 


۱6۰ 


الكريمة ۰ وقد لاقت القبول في العالم الأدبيّ ۰ وافتتحها بقوله : 
شب القوافي وخشبي حين ألقيها اي إلى ساحة الفاروق أهديها 
# وخلالها تحدّث عن اسلام عمر فقال : 

رات في الدّين آراة موقّقة 2 فسانسڑل ال قرآناًيُزكّيها 
وكنت أوَّلَ مَنْ قرَّثْ بصحبتے عیٌ الحنيفة واجتازث أمانيها 
قد كنت آعدی أعاديها فصرت لها بنعمة ار حصناً من أعاديها 
خرجت تبغي أذاها في محمّدها وللحنينة جبحا ُواليها 
فلم تكد تسمغ الآباتٍ بالفةً حك انكفأت تناوي مَنْ يناويها 
سمعست سورةً طه من مرئلھھا فزلزلث نأ قد كنت تنويها 
وتلت فيها مقالاً لا يُظاوئه قول المحبٌ الذي قد بات يطريها 
ويوم آسلمت عرّ الحنٌ وارتفست عن كاهل الدّين أثقالٌ یمانیها © 


« آناصهره» : 

* كان لسیّدنا تعیم بن عبد اللہ الا منزلة کبری عند رسول اہ ی 
وذات مرّة أشارٌ عليه أن يتزوّج امرأةٌ وضيئة جميلة ء وخصّه بها قائلاً : ١‏ مَنْ 
أدله على الوضيئة القتين - الجمیلة وأنا صهره ؟ » . 

٭ ذکر ابن سعد یت هلذاالأمر فى « طبقاته» قال : « كان 
رسول الله و يحب أسامة بنّ زيد - رضي اللہ عنهما ‏ ۰ فلگا بلع وهو ابنْ أربع 


0 


عشرة سنة تزوّج امرأة يُقال لها : زينب بنت 7 حنظلة بن قسّامة "° ۰ ذ فطلقها 


(۱) «دیوان حافظ إبراهيم» (۱/ ۷۹۔ ۸۰) . واقراً القصيدة کاملة في دیوانه 
(۱/ ۹۷-۷۷ ) ء طبعة دار الکتب المصريّة عام ( ۱۹۳۷ م ) . 

(۲) زینب بنت حنظلة بن قسامة بن قيس بن عبید بن طریف بن مالك الطّائيّة » وفي 
طريف بن مالك يقول امرؤ القیس الشّاعر المشهور » وقد نزل به : 

تُعمري لَنِعُمّ المرء يعشو لضوئِه طریف بن مالك ليلة الربح والخَضر- 


101 


أسامة ‏ فجعل رسول اللہ ية يقول : «مَنْ أدلّه على الوضيئةٍ القتين وأنا 
فجصل رسول الله ی ينظرٌ إلى تُعیم بن عبد الله النّكَام » فقال 
نُعيم : كأنّك تريدني یا رسول الل ؟ قال : « أجل » . 


امراك 7 4 ہے کے کک کر مم 0 
فتزوّجها فولدث له إبراهيم بر نعيم » فقتل يوم الحرّة ۷ ٩۳‏ . 


٭ وكان ابراهیم بن نعيم أحد الژژوس يوم الحرّة ۰ وفتل يومئذ في ذي 
الحجة سنة ( ۲۳ ھ)''' . وكان إبراهيم متزوّجاً من رقيّة بنتِ عمر بن 
الخطّاب . وأمّها أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب 7" ۰ وأمّها فاطمة بنت 
رسول ال كله 29 . 


٭ ولمّا تعرّض الإمامٌ الذهبئٌ ية في « تاريخه » للحديث عن يوم 


= كانت زينب بنت حنظلة تحت أسامة بن زيد بن حارثة » فطلّقها » فلا حلَّتْ قال 
رسول أله يكل : « من يتزوّج زينب بنت حنظلة وأنا صهره » ء وفي رواية : ١‏ وأنا 
أمهره » ء فتزوّجها نعيم بن عبد ألله النّكَام » وكانت زینب قدمت هي وأبوها وعمّتها 
الجرباء بنت قسامة على الم ية . « أسد الغابة ۲( / ١78‏ ) ء و« الاستيعاب ) 
۳١١ /4(‏ ) »وه الإصابة »( 5 / ۰۳۰۹ مع الجمع والصؤف . 

. «طبقاتابن سعد ۰( / ۷۲) ؛ وأيضاً( ه/ ۱۷۰۔۱۷۱)‎ )١( 

. )۱۷۱ / ٥ (“4 طبقات ابن سعد‎ «  )٢( 

(۳) اقرا سيرة الحفيدة الميمونة أمّ کلثوم بنت علي - رضي أله عنهما - في الباب الرّابع من 
موسوعتنا : نساء أهل البيت فی ضوء القرآن والحدیث » ( ص : ۰۸۱ - ۷۱۲) 
ففي سیرتھا فوائد تهم العالم والمتعلّم . طبعة دار اليمامة المٌادسة بدمشق ء عام 
(۲۰۰۵م) . 

)٤(‏ اقرأ سيرة سیّدتنا فاطمة الدّهراء ‏ رضی ألله عنها وأرضاها ‏ فى الباب الثّالك من 
موسوعتنا : « نساء آهل البیت في ضوء القرآن والحدیث » ( ص : 0۲۹-۵6۷ ) 
فسیرتها إمتاع للأسماع ء وإرواء للقلوب » وشفاء لغلیل محبّي أهل البیت . 


۱ 


الحكّة» کر عدا من أبناء الصّحابة لین یل يومها ٠‏ فقال : ۱« ١‏ ومئن ثیل 
كان ب اتام ید الوسر يوم او کیل من وان زوج رف ابنة 


عمر بن الخطاب ۹ ١)‏ 


ل بل اند رهم 4 : 
# كانت هجرة سيّدنا نعیم بن عبد الله لام یم الحديبية ؛ إذ استقبله 


الحبیب المصطفئ 5 بالتّرحاب » وأكرمه واعتنمّه ‏ وقكّله ؟ وتابع سيّدنا 
عي - رضي أله عنه -حياته مع الصّحابة الکرام بالمعيّة الَّويّة 


3ت ولسیّدنا نهیم روایڈے وأرسل عله نافع ع ومحمّد بن إبراهيم 
الكميمه ۹ ؛ وما آخرجه له الحا كانه فی « المستدرك » بسنده عن 
فيهابردء وأنا تحت لعاف فتملّیث أن يلقي آلله تعالئ على 
لسانه : ولا حرج ٠»‏ فلمّا فرغ قال : ولا حرج »”" . 


۱ 


.)۹ ۲۸ : ۔ ۸۰ )( ص‎ ٦۱ : تاریخ الاسلام » للذّهبِيَ ( حوادث ووفيات‎ « (١) 

)۲( « تاريخ الاسلام » للذّهبيٌ (عهد الخلفاء ء الڑٗاشلین .»ص : ۰6۱۰۲ 
و« الاستیعاب » (۳/ ٥۲۸‏ ) ۰ و« تهذیب الأسماء واللغات » (۲۱/ ۰۱۳۱ 
و« آسد الغابة ۷( ٥۷١‏ ) 

)۳( « المستدرك (۳۱/ ۲۹۰ ) برقم : ( ۵۰۱۳۰ ) ء وقال الحاکم : « صحیح الاستاد 
ولم یخرجاه ۷ ۰ وقال الذهبئ كناش في « اللخيص » : «( صحيح » . 
وانظر : « الاصابة » (۳ / ۵۳۸) » وأخرجه الامام آحمد کته في ( مسنده » 
بسنده عن تُعیم - رضي آله عنه - قال  :‏ نودي بالصّبح في يوم بارڍ ء وآنا في مزط 
امرأتي > فقتٌ : لیت المنادي قال : مَنْ قَعَدَ فلا حرج عليه . فتادیٰ مُتادي الى پا 
في آخر آذانه : «ومَن قَعَدَ فلا حرج عليه » . (المسند) /٦(‏ ۲۷۰) 
برقم : ( )۱۷۸۵٦‏ . 


۱۳ 


2 وأخرج هلذه الژوایة امام آحمد 2 فى ) مسندہ ) أن نعیماً بن 
عبد آله لام قال : : ( سمتٌ مؤذن الى كل في لیلذ باردة » وأتا في 
لحافي » فتمنّيتُ أن يقول صلوا في رحالكم > فلمّا بلغ « حيٌ على الفلاح » 
قال : صلوا في رحالكم » > ثم سألت عنها ء فإذا الى بيا قد آمره 
بذلك » ٩‏ . 

٭ ویصّف سیدنا تیم - رضي ألله عنه ب من المجاهدین » فقد شهد 
المشاهد بعد الحديبية » وتوفي رسول أله گلا وهو راض عنه . 

٭ ذکر ابن عساکر نا أنَّ سيّدنا نعيماً - رضي ألله عنه - : « قدم 

مشق قبل فتحها مع الٹھر الذين آرسلهم آبو بكر الصَّدّيق - رضي ألله عنه - إلى 
ملك الوم ورج بعد ذلك مجاصداء :بو آجنادین ؛ 
ویقال : الیرموك » ٩‏ . 


# وعن استشهاده قال ابن سعد يه : « وفتل یوم الیرموك شهيداً في 
رجب سنة خمس عشرة ) ° . 

پا هلكذا مت حياة سیّدنا تیم بهلذه التّهاية السّعيدة » وبهلذا الشرف 
الوافي + ليكون حياً عند اه معز وجل - : ولیکون من اتخذهم اللہ شهداء 


العام » وأدخلنا , بمعيّته 11 سلام: وجعلنا من الذين سعدوا ونالوا 


الإنعام . 
ھ ھ كه 


)١(‏ «المسند» (۱/ ۲۷۱-۲۷۵ ) برقم : ( ۱۷۹۵۵) ء وانظر : « مختصر تاریخ 
دمشق )( ۲٦‏ / ۱۷۵ ۱۷۱۰ ) . 


(۲) « مختصرتاريخ دمشق ۲٦ (٢‏ / ۱۷۵ ) . 
(۳) «طبقات این سعد )( 5 / ۱۳۹ وانظر : ١‏ المستدرك ۳(۷/ ۲۹۰ ) . 


١ 


جی 9ے نم ری 
جک سے ہے 


AWN 





السات المّانى 


رجال سابقون من الانصار 


و ] 2 ۰ و ۰ 
٭ آسعد بن زرارة رضی الله عنے . 
# خبيب بن عدي رضی الله عنه . 


- 
چ2 


ہے 
جر لان جج 
سکس ین ازو ی 


WWW. 1110 5۱۸ 01۲21. 1 


برق 
. حجن چے ١‏ جلي 
RR‏ 


WV 


و اه ار ے 
اعد بن زرارة 
رضی الله عنه 
% من کبراء الصّحابة الأنصار › وأحد الثقباء ليلة العقبة . 
# كانت دارهٌ مركز دعوة مصعب بن عمير رضي أله عنه . 





2 مات في حية الي بي ؛ وأفن في البقيع. 


3-7 
اسر 


رع 
جى اوري جج 
سکس ین ادرو یی 


۷۸۷۱۷۸۷۱۷۷۸۷ ۔۱٢٢‎ 0 .أت ات داك‎ ٦ 


‌ 
هر 


رتح 
جی سے ری 
ھکس دجن (ازومسصى 


صنو ۲21 )۷ہ تک ت حر تا uw‏ 


أسعد بسن ززارة 


آمل باسۓ : 

٭ لهذا الصُحابی الذي غاب عن أذهانٍ کثیرین فضل عمية ؛ وخیز 
جسیم ؛ في مراحل سير الدّعوة الإسلاميّة ؛ في المدينة لو » فهو بدژ لاح 
في سماء المناقب ۰ وسَمّا شرفاً على زُھْر الكواكب . 

٭ وعلی الؤغم من أنه أحدٌ السّابقين الأوّلين من رجال عصر اللُوَة » 
ومشرق الدّعوة ء إلا أنَّ شطراً من لاس لا يعرفون عنه إلا شذرات لا تسم » 
لا تقتی من جوع العا ؛ وعطش ا ر 

# فهلذا السَحابيْ ذو خبر كريم + ولق قويم » ورأي حصيف » وظلٌ 

لطیف ؛ ومکانة مرموقة فى بنى التّکار الأخيار الأبطال » وقد استمدً هلذه 
المكانة من حبیبنا رسول آله يل > فلولا رسول ال پل ما عرفنا ماؤلاء 


الڑجال : 
وانشب إلى ذاته ما شنت من شرف والشب إلى قَذرہِ ما شثت من عظم 


فان فسل رسول لله ليس له یسر مه 


)١(‏ «ديوان البُوصيريّ ۷ ( ص : ۲٤١١‏ ) ۰ تحقیق : محمد سيّد كيلاني - مطبعة البابي 
الحلبي ‏ القاهرة 2ط : ؟ ۱۹۷۳ م . 


۱5۹ 


وهلذا الوجلُ المفْضَالٌ قيل : «إِلّه أوَل مَنْ أسلم من الأنصار من 
الخزرج » . 
٭ بل إِنَّ هنذا الوَجلَّ الکریم شهد العَقَبَات اللّلاث ۰ وهو أحدٌ الّقباء » 
3 كع ع 4 7 ۳ 
وكانوا في العقبة الأولئ سّة أو سبعة أو ثمانية من الفضّلاء » وفي النّانية اثني 
عشر رجلاً » وفي الكّالئة سبعين رجلا » وقد جعل ال ية منهم التُقباء » 
وكانوا اثني عشر نقیباً ۰۲۲ منهم السَّيّدُ الحسیبُ التّقيب أسعد بن زرارة بن 
غُدَس أبو أمامة الأنصاريّ انار “ ء من کبراء الصّحابة وخيارهم . 


٭ استھل ابن الأثير یت ترجمة أسعد الخير بقوله : ١‏ آسعد بن 
ژرارة بن عَدّس .... الأنصاريّ الخزرجي التَجَاريّ » ویقال له : آسعد 
الخير » وکنیثه : أبو أمامة » وهو من أَوَّل الأنصار إسلاماً » وكان سبب 
إسلامه أنه خرج إلى مگة هو وذكوانٌ بن عبد قيس يتنافران إلى عتبة بن ربيعة » 
فسمعا برسول آله و فأتياه > فعرض عليهما الإسلام » وقرأ عليهما القرآن 
فأسلما » ولم یربا عتبة » ورجّعًا إلئ المدینة » وکانا ول من قدم بالإسلام 
إلى المدينة » ”' . 


. ) ۵۱ : «للاستبصار ۷( ص‎ )١( 

)۲( « الاستیعاب » (۱/ 0۹-0۷ وہ الاصابةً ۰ (۱/ 0۰ و« آسد الغابة » 
/١(‏ ۸۷-۸7 )) ترجمء رقم : (۹۸) ء وه السیرة الیّ ےی » 

۲ 1 

( الفهارس : ۷٠١ /١‏ )» و« البدایة والنهاية ٤‏ ( ۳/ ۲۲۹) ۰ و« الاستبصار » 
(ص : 91 -۵۸) » و« سیر أعلام التّبلاء 7١5-7994 / ۱( ٩‏ ) » و« شرح حياة 
الصحابة )( الفهارس : ٤‏ / ۷۳۷) ء وه دلائل التبوة » للبيهقی 
( الفهارس : ۷/ ۱۳۷)ء و« طبقات ابن سعد » (۳/ 1۰۸ - ۰۱۲ وغيرها 
ممالا یستقصیٰ . 

(۳) «أسد الغابة» /١(‏ 86 ) بتصرّف يسير . قال ابنْ قدامة که : « وقيل : و 
أسعد بن زرارة أؤل مَنْ مشیٰ بين النَّبِيّ و وبين الأنصار » . « الاستبصار » 
(ص : ۵۷ ) . 5 


٭ ومضی ابنٌ الأثير فی ترجمته قائلاً : « وکان - آسعد بنُ زرارة - عقبَاً 
شهد العقبة الأولئ والثّنية والثّلثة » وبایع فیھا ‏ وکانت البيعة الأول » وهم 
ستّه نفر ) أو سبعة » والثّائية وهم اثنا عشر رجلا » واللّالثة وهم سبعون 


رجلاً » وبعضهم لا يسمّي بيعة السَّْة عقبة » وإِنّما يجعل عقبتَيّْن لا غير » وكان 


أبو أمامة أصغرهم ء إلا جابر بن عبد اللہ » وكان نقيب بني التَّجّار » ٩‏ . 


٭ ومن الجدير بالڈکر أنَّ الصَّوتَ المحمّديّ والدّعوة ای + قد 
صافحت آسماع أسعدٍ بن زرارة ؛ وأهل المدينة من خلال متابعة رسول الله بلا 
دعوته رغم المحن والالام » فلم يترك ب ؛ أي فرصة تفوه لا لاس 
ودعوتهم وتبليغهم ۰ وخاصّة في موسم الحجٌ حیث يجتمعٌ النّاس من القبائل 
كلها والبطون في مک فدعا ول فزارة »> وغسّان » ومدّة» وسلیم 
وعَبْس » وكندة » وكلب ۰ وبني عامر ؛ لقد كان يكتّفٌ دعوته ما استطاع قبل 
حلول الهجرة إلى المدينة . 


من نفحات الإسلام : 


03 من المُتعالم في أحداث السيرة النَوية ووقائعها أن وَفْدَ الأنصار قد 
قدموا مكّة المكدّمة في السّنة الحادية عشرة من القُْوَةَ » حيث بيعة العقبة 
الأولى › > ثم في العام اللّاني عشر حيث بيعة العقبة النّانية . 


0ن ونحنٌ نعلم أنَّ المدينة كان بسکنها الاوس والخزرج › وبجوارهم 
اليهود الذين كانوا حلفاءهم »> وكان الأو والخزرج آخحوین لآب وام 


كما أنَّ هنذا الصٌحابٴ بى المفضال لما أسلم كان یکسر أصنام بني الا » ويجعلها 
جذاذاً » وكان يساعدة في ذلك فتیة من قومه آمنوا بأله » ورضوا الاسلام دیناً . 
( طبقات ابن سعد )( ۳ / ۱۱۰-۲۱۰۹ ) بتصؤف . 
)١(‏ « آسد الغابة ۱(٢‏ / ۸۷) . 


٦۱١ 


وأصلَهُم من الیمن من سباء وأشهم تدعی : فَيْلَةَ بنت کاهل من قضاعت 
ولهلذا يقال لهم : أبناء قَيْلَة 

٭ وتحتفظ كنب التُواريخ ومصادر السّيرة بين ثناياها وطيّاتهابأئٌه قد 
وقعت بين الحیین العداوة بسبب قتيل ¢ واشتعلت نيران الحروب بينهم قرابة 
قرلٍ وربع من الرّمان » إلى أن أطفأ الله أوارَمًا بنور الاسلام وبرکاته » وألّفَ 


بینهم برسول آله ولاو > قال عر وجل - : واد كرو مت اللو علیہ لد كم 
أعداء الت بین فوخ سبح پنعمیه خو ه [ آل عمران 007 


٭ قال الامام الطرئ اة في ( تفسیر تفسیره ) : هلله الآية 
الكريمة : « واذكروا اٹھا المؤمنون نعمة آله علیکم التي أنعمّ بها عليكم حين 
کتم أعداءً : أي : بشزككم یقتل بعضکم بعضاً » عصريّة في غير طاعة أله » 
ولا طاعة رسوله ء فألّف الله بالاسلام بين قلوبكم » فجعل بعضکم لبعض 


إخواناً ٠‏ 3 بعل إذ کتم اأعداء تتواصلون بألفةٍ الاسلام 3 واجتماع كلمتكم 
عليه » ` 


٭ وأضاف الطَبريٌ كاه أيضاً فى تأويل الآية : « .. . التَّعمة التی 
آنعم الله على الأنصار هي ألفة الاسلام » واجتماع كلمتهم علیها . 
يڙ حي لانن بينهع عاو اروس بين م من وس وا لزج في 


ومئة سنة 6 ٠‏ ۱ 


٭ وذکر ابن جرير الطبريٌ كاه بسنده عن ابن إسحاقٍ رنه 
الاسلام وهم على ذلك ۰ فکانت حربهم بینهم وهم أخوان لاب وام » فلم 


. دار الفکر -طبعة مصورة - بیروت - ۱۹۸6 م‎ )۳۳ / ٦(١ تفسیر الطبریٌ‎ « )١( 
. تفسیر الطّبريّ »( 4 / ۳۲ ) باختصار يسير مع الصوّف الیسیر أيضاً‎ «  )۲( 


۱۹ 


یسمع بقوم كان بینهم من العداوة والصرب ما کان بينهم ؛ نم 
إن الله عرٌ وجل - أطفاً ذلك بالإسلام » وألف بينهم برسوله محمّد گا 
فذكرهم جل ثناؤه ؛ إذ وعظهم عظیم ما كانوا فيه في جاهليّتهم من البلاء 
والشقاء » بمعاداة بعضهم بعضاً ؛ وخوف بعضهم من بعض ۰ وما صاروا إليه 
بالإسلام » واتباع الوسّول ہلا والایمان به » وبما جاء به من الاتتلاف 
والاجتماع » وأمن بعضهم من بعض ۰ ومصير بعضهم لبعض إخواناً ا 

# وأسهم ابن عطيّة كل في تفسير هلذه الآبة » فكان مفاد 
ما قاله : « هلذه الاية تدلٌ على أنَّ الخطاب بها تسا هو للأوس 
والخزرج . .. كانت بينهم عداوةٌ وحروب ۰ منها يوم بات وغيره » وکانث 
فلك الحروبُ والعداوةٌ قد دامت بن ال من وعشرین سنة » حئی رما 
رسول اللہ 6ه نفسه عليهم » وتلا عليهم لرن .... فآمنوا يه . 
ويسر الله تعالئ الأنصار للاسلام بوجهین : 

آحدهما : أنَّ بني إسرائيل كانوا مجاورين لهم ٠‏ وکانوا يقولون لمن 
یتوعدونه من العرب : يُبِْحَتُ لنا نب الان نقتلکم معه قَثْلَّ عاو وإرم ء فلا ما رای 
الم من الأنصار محمّداً يكل قال بعضهم لبعض : هنذا وألله التب الذي تذكرة 
بنو إسرائيل فلا تس إليه . 

والوجه الآخر : الحرب التي كانت ضوّستهم ٠‏ وأفتث سَرّاتهم » فرجوا 
آن یجمع الله به کلمتهم كالذي كان » فعدّد الله تعالی علیهم نعمتّه في تألیفهم 
بعد العداوة » وذگرهم بها ۲۷ . 


.)٣٣۔٣٣‎ / ٤(٤ «تفسير الطَّبريَ‎ )١( 
«تفسير ابن عطيّة " ( ص : ۳۳۸) باختصار . ولعلّنا نمتع الأسماع بقراءة هلذه‎ )۲( 
التغريدة الجميلة التي تصوّر الوفد الخزرجی ۰ ومشاورتهم فیما سمعوه من الآيات‎ 


والذکر الحكيم : 1 


۳ 


٭ وآتت اللقاءاتٌ النَبَويّة بالوفود ثمارها ؛ إذ حدث لقاءٌ بین الأنصار 
ورسول اللہ ی » وكان مع وفد من الخزرج في موسم الحجّ » ومعهم سيّدنا 
الحصیف الیل آسعد بن زرارة الخزرجی ء وتم اللقاء عند عقبَةِ مت » وکان 
هذا اللقاء المبارك مفتاحاً لبيعة العقبة الأولئ » وقد حظی هلذا اللقاء بشهرة 
كبيرة » وعرف أكثر من غيره من اللقاءات ء وقد سجّله آهل السیر والطّبقات 
لخطورته وأهميّته . 


* ومن استوعتب هلذا اللقاءء وقِيِّدَهُ في سجلاته النّاصعة 

ابن إسحاق اش فى ١‏ سيرته » ؛ إذ آورد باسناد حَسّن قال : ۱ فحدّئني 
ہے 5ھ ٠.‏ 5 5 ۳1 8 ”د لت 

عاصم بن عمر بن قتادة ) عن أشياخ من قومه قالوا : لما لقیهم رسول الله و 


عرض الب عليهم الاسلام في ذاكٌ المقام 
قد كان قولاً مشرقاًيعلو علئ کل الكلام 
القومٌ کسانسوا مشركين توارثوا هذا التُظام 
کان اليهودُ مجاورين لهم وكانواقي وئام 
هم في الحقيقة لم يكونوا أهل علم بل عَوَام 
کانوا ذوي بأس شديد في الوغی عند الحسام 
قهروا الیه ود وأرغموهم فاستكانوالللام 
أا اليهودٌ نهم ذوو علم وفَخْرٍ في الأنام 
قد آخبروا أعراب یشرت فی مجال الاختصسام 
قالوانبِيٌ سوف يظهرٌ فيه رمز الاحتسرام 
ولسوف تسه فنغلبكم فذوقس وا الانهزام 
هلذي المعاني بادرت أفقكارّهمُ بسالاهتمام 
بسماعهم للمصطفی عرفوة من غير انقسام 
قالوالبعض أدركوا هلذاالتََيَ للاعتصام 
هلذا الذي ذكر اليهود ظهوره للانتقام 


٦٤ 


قال لهم : مَنْ آنتم ؟ ۷ . 
قالوا : نف من الخزرج . 
قال : « آمن موالی يهود ؟ » . 


قالوا : نعم . 
قال : « آفلا تجلسون حتّیٰ أكلمكم ؟ » . 
قالوا : يليل ! 


فجلسوا معه » فدعاهم إلى الله » وعرض عليهم الاسلام » وتلا عليهم 
القرآن ؛ وكان مقا صنع ال لهم في الإسلام ؛ أن يهود كانوا معهم في 
بلادهم ١‏ وکانوا أهل کتاب ب وعلم » وکانوا هم آهل شرك وأصحاب 
أوثان . . . . فلا کلمهم کل ودعاهم إلى اللہ ا وج قال بعضهم 
لبعض : يا قوم » » تعلمون وألله إِنَّهِ للنََّىَ الذي توعدکم به يهود › فلا تسبقنکم 
إليه . 

فأجابوه فيما دعاهم إليه » بان صدّقوه » وقبلوا منه ما عرض عليهم من 
الاسلام » وقالوا له : انا قد تركنا قومنا ء ولا قوم بينهم من العداوة والشُر 
ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هلذا الڈین » فإِنْ يجمعهم الله عليك 
فلا رجل أعز منك : 
وهم إسئة تر : آسعد بن زرارت . وعوف ب الحارث » ورافعٌ بن مالك » 
وقطبة , بن عامر » وعقبة بن عامر » وجابژ بن عبد اللہ . . . . فلمًّا قدموا المدينة 
إل قومهم » ذكروا لهم رسول أله بي > ودعوهم إلى الاسلام حى فشا 
فيهم » فلم يبق دا من دور الأنصار الا وفيها ذکه من رسول ال 26 ۲۲۰ . 


= «السّيرة اوه (۱/ 1۳۰-۶۲۸ ) بتصوّف وتنسيق . وانظر : « دلائل الَو‎ )١( 


۱۹۵ 


٭ ونقضى الان وقتا لطفا فی روض الأدب » وریاض الشعر » نقرا 
ونتأگّل هلذه الطاقة المزهرة ؛ التی تجمل ما ذکرناء آنفاً فی السّطور السَابقة ‏ 
فمع هلذه التّغريدة اللطيفة الماتعة النّاعمة : 

الوفدٌ قد عادوا یشرت معهم الملم الأكيد 
کانوا رجالا تة هم من ذوي البأس الشّديد 
هم من قبيلة خزرج هم في الوغئ أهل الوعيد 
عادوا إلى أقوامهم باليلم والرّأي الكقديد 
ظهرث بشائرةٌ بمکة مسوطسن البيت العتيد 
ذاکم هو السدیسنْ الذي يدعو لتحرير العبيد 

اشترط لریّك : 

9 آسفر لقاء الحبیب المصطفی ی مع آسعد بن زرارة وصحبه عن فائدة 
قيّمة آظهرت معادن هلؤلاء الأخيار الأكابر »> وکانت کلمة آسعد ومقالته 
وحدیثه في تلك الليلة علامة وفاء وصدق للاسلام ؛ ونبی الاسلام محمد یا . 

* وقد استوفی آبو تُعیم الأصبهانی كاه في ١‏ دلائله » حدیت أسعدٍ بن 
زرارة ومقالته في العقبة من حديث طویل آخرجه عن عقيل بن 
أبي طالب 2١”‏ - رضي الله عله 6 والژهري قال : « ۰ فمرّ العباس بن 


. ) 1۳۵-۳۳ /۲( 

)١(‏ اقرأسيرة عقيل بن بي طالب في الباب النّاني من کتابنا : « رجال آهل البیت في ضوء 
القرآن والحدیث » . (ص : ۵۱۳-۵۰۹ دار اليمامة » دمشق . ط : ۰۱ 
۹۷م . ففي سيرة سیّدنا عقيل ؛ إرواء للغلیل ؛ وشفاء للعلیل ؛ باذن الملك 
الجليل . 


۱۹۹ 


فقال : اب أخى ! مَنْ هلؤلاء الذين عندك ؟ 


قال : « ياعم ! سكّان یثرب : الأوس والخزرج » دعر إلى 
ما دعوت إليه مَنْ قبلهم من الأحياء » فأجابوني » وصدقوني » وذكروا أ نهم 
يخرجونني إلئ بلادهم ) . 

فنزل العبّاس بن عبد المطلب وعقَل راحلته » ثم قال لهم : يا معشر 
الأوس والخزرج ! هنذا ابن أخي » وهو أحتٌ الاس إل » فإن كنتم 
صدّقتموه » وآمنتم به » وأردتم إخراجّه معكم فإنٌي أريدٌ أنْ آخذ عليكم موثقاً 
تطمئنٌ به نفسي » ولا تخذلوه » ولا تغرّوه » فإن جيرانكم اليهود ء والیھوڈ له 
عدو » ولا آمن مكرهم عليه . 


فقال أسعد بن زرارة - وشي عليه قول العبّاس حين اتهم عليه سعدا 


وأصحابه - قال : یا رسول اللہ ! ائذن لا فلنجبه غير مره بصدرك 
ولا متعرّضين لشيء مما تكره إلا تصدیقاً لاجابتنا إياك » وإيماناً بك . 

فقال رسول اللہ ية : ١‏ أجيبوه غير مگھمین ) . 

فقال آسعد بن زرارة » وأقبل على رسول اللہ لا بوجهه ؛ 
فقال : يا رسول ال ! اد لكل دعوة سبیلاً إِنْ لین وان شدةٌ » وقد دعوت اليوم 
إلیٰ دعوة متجهمة للئّاس ۰ متوعَرة علیهم » دعوتنا إلى ترك دیننا واتباعك على 
دينك » وتلك رتبهً صعبة ء فأجبناك إل ذلك » ودعوتنا إلى قطع ما بیننا وبين 
لاس من الجوار والأرحام القریب والبعید ٭ وتلك رتبةٌ صعبة » فأجبناك إلى 
ذلك ۰ ودعوتنا ونحنٌ جماعة في دار عز ومنعةٍ لا يطمع فيها آحد أن یرس علينا 
رجا من غيرنا » قد آفرده قومه وأسلمه أعمامه » وتلك رتبة صعبة فأجبناك إلى 
ذلك » وكلّ هنؤلاء الرّتب مكروهة عند النّاس » إلا مَنْ عزم أله على رشده ‏ 
والتمس الخيرٌ فى عواقبها » وقد أجبناك إل ذلك بألسنتنا وصدورنا وأيدينا 
إيماناً ہما جنت به » وتصديقاً بمعرفة ثبتت في قلوبنا » نبايعك على ذلك » 


۷ 


ونبايع ریّنا وربّك ء ید ألله فوق أيدينا » ودماؤنا دون دمك » وأيدينا دون 
يدك › نمنعك مما نمنعٌ منه أنفسنا وأبناءنا ونساءنا 3 فإِنْ تف بذلك فلله نفى 3 


وان نغدر فبأللہ نغدر » ونحنٌ به أشقياء » هلذا الصدق منا يا رسول ال ! واللہ 
المستعان . 

ثمّ أقبل علیٰ العبّاس بن عبد المطلب بوجهه فقال : وأما أنتَ أ 
المعترض لنا بالقول دون ال ييه » وألله أعلم ما آردت بذلك » ذکرت أنه 
ابن أخيك وأحب النّاس إليك ء فنحنٌ قد قطعنا القریبّ والبعيدَ وذا الژإحم » 
ونشهد أله رسول اللہ > أرسله مِنْ عنده ليس بکذاب » وأنَّ ما جاء به لا يشبه 
كلام البشر ء وأما ما ذكرت أنَّك لا تطمئن إلينا في آمره حيّئ تأخذ مواثيقنا ؛ 
فھلذہ خصلةٌ لا نرها على أحد أرادها لرسول ال يل > قحد ما شعت › 
واشترط لربّك ما شئت . 


۰ 7 و مان اس 3 م 
فقال الب َي : « اشترط لربّي ‏ عر وجل - أن تعبدوه » ولا تشرکوا به 
شيئاً » ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه آنفسکم وأبناءكم ونساءکم » . 


قالوا : فذلك لك يا رسول ألله ۲۷ . 


۳ 


. ومعنی قوله « موثقاً) : عهداً‎ . ) ٠١١ ۰۰ /۱( دلائل اوه » للاصبهانی‎ ١ )١( 


بوجو كريه . ول متوعرة » : متعسّرة . و« يرأس علینا » : یصیرژ علینا رئيساً . 
و« أسلمه آعمامه » : خذأوه وترکوه لعدوّ وغیره . و« المعترض لنا » : المانع 
والحائل بيئنا وبين النَبِيَ ية من المضي في مطلوبنا من هلذه البيعة . 

ومن الجدير بالڈکر : أ٥‏ آبا نعیم الاصبهانی كاله قد ساق في نهاية الحدیث 
صيغة بيعة آسعد بن زرارة » وعدد من الأنصار یوم العقبة » وها نحنٌ أولاء نورد صيغة 
بعض تلکم البیعات . 

قال أسعدٌ بی زرارة : « أبايعٌ له » وآبایم رسول الله ی على أن أتمّ عهدي = 


3 


٭ قال ابن قدامة له : « وزعم بنو النَّجّار أنَّ آبا آمامة هلذا ء ال مَنْ 
بايع النِيَ ی ليلة العقبة » . 


قال الشّعبي كه : قال الم يل ليلة العقبة : « يا معشر الانصار ‏ 
تکلموا وأوجزوا » فا علینا عيوناً » . 


قال الب ا : فخطب أبو آمامة أسعدٌ بن زرارة خطبةّ ما خحطت 
المُزْدُ ولا الشيب مثلها قط ۰ فقال : يا رسول اللہ ! اشترط لریّك ٠‏ واشترط 
لنفسك » واشترط لأصحابك . 


قال پا : « شترط لربي آن تعبدوه » ولا ت تشركوا به شیتآ وأشترط 
لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم » وأشترط لأصحابي 
المواساة من ذات أيديكم . 


بوفائي » وأصدّق قولي بفعلي ونصرتك » . 

وقال عبد اللہ بن رواحة : « أبايعك يا رسول أله على ما بایع عليه الاثنا عشر من 
الحواريين عيسئ ابن مريم » . 

وقال أبو الھیٹم بن لها : ١‏ أبايعك يا رسول أله على ما بايع الائنا عشر نقیباً 
من بني إسرائيل موسیٰ بن عمران » . 

وقال التُعمانٌ بن حارثة  :‏ أبايعٌ الله يا رسول الله » وأبايعك علیٰ الإقدام في 
أمر أله » لا أراقب فيه القريب والبعيد » فن شئتٌ وألله يا رسول آله ملنا بأسيافنا 
هلذه على أهل من » فقال ال كلل : « لم أومر بذلك » ۔ 

وقال عبادةٌ بن الصّامت : ١‏ أبايعك يا رسول ا علیٰ أن لا تأخذني في أله لومة 
لاثم ) . 

وقال سعد بن الرّبيع : « أبايع ألله يا رسول أله » وأبايعك على أن 
لا أعصيكماء ولا أكذبكما حديثاً» . دلائل البُوٌة " للاصبهانی 
(۱/ 00-106 ) بتصوّف پسیر . 


۱۹۹ 


قالوا : هلذا لك » فما لنا ؟ 
قال ي : « الجنّة » . 

قالوا : ابسط یل ٠١‏ 

أسعدٌ یبای بيعة النّساء : 

* في البداية سنقرأ هلذه الهمسة الخفيفة » ثم نجمل حديث بيعة 


في الموسم الثاني أتئ للمصطفی وف جديد 
جاؤوا إليه من المدينة ذلك البلد الفسرید 
كي یلتقسوا بسالمصطفی ولیسمشسوا منے المزيد 
٭ دار عامٌ بعد عودة هلؤلاء الرّجال الأخيار ء نشروا خلاله ذكْرَ الحبيب 
المصطفی ول في بلدهم » وبين أهليهم وذويهم » حتّی إذا حان موعد الحجّ ء 
خرج منهم اثنا عشَّرَ رجلا من قبيلتي الأوس والخزرج » وكان سيّدنا أسعد 
الخير من بينهم » وکانوا مُتَلهفِين لذاك اللقاء الخالد مع التي الكريم الخاتم 
محمّد اه » وبردت لهفتهم في لقائه بالعقبة » وهي العقبة الأولئ » فجلسوا 
بحضرته الشریفة » واستمعوا إلى كلماته الأليفة » وتلا عليهم شیا من آيات الله 
اللطيفة » فأدركوا معانيها المنيفة » وفهموا مراميها الظريفة » فازدادوا إيماناً مع 
إيمانهم » وبايعوا رسول آلله َل على بیعة النّساء » وسميت بيعة النّساء ؛ لھا 
خَلَتْ من ذكر الجهاد في سبيل الله عر وجل -» وعادوا إلى المدينة غانمين 
أعظم غنيمة ؛ إذ إِنّهم فازوا بمرضاة الله - عر وجل - » ومرضاة رسوله بيا ؛ 
فهنيئاً لهم بهلذه الغنيمة العظيمة . 


» «الاستبصار » ( ص : ۵1 ۵۷) . ومعنیٰ قوله « عيوناً » : للعين معان كثيرة‎ )١( 
والمعنیٰ هلهنا : مَنْ يتجسس الأخبار . و« المواساة من ذات أيديكم » : المساواة‎ 


۱۷۰ 


اد ولنقرأ هذه الأتفاس العطرة ؛ التي : تصوّرٌ بيعة العقبة الأولیٰ في مكّة 
المكرمة » ونرتوي من ریاها الفراتية الثرة : 
الوفدٌ قد وصَلُوا لمكّة للقاء مع ال رش ول 
التَّوقٌ يحدوهم لقد جاؤوا يراع ا لِلمثول 
قد أشرق الایسان في أعماقِهم قبل الُزول 
في أرض مگ قد أناخوا إبلهم عند الوصول 
تشون لرؤية الهسادي تما بے جھسول 
المصطفئ قد جاءهم في اسر عن عين الفُضول 
جلسسوا إليه وكلهم تلخ وم للآصول 
سم وا كلاما شرف إِذْ تسیے به العقول 
قدآمنوا باش رت اواحداآلالزيزول 
قد بسایه وا الهادي فكانت بيعة فيها الشهول 
هي بيعة التسوان لاتدعو إلى دق الطبول 
صاروا هم التُقباء في الأنصار هم أهل الحلول 
قد تُضلوافي قومهم بالتبق للدّين العدول 
عادوا یشرب غانمين لقد أصابوا في الميول 
مصعبٌ الخير في رحاب آسعد الخير : 
٭ كانت بيعة النّساء ۲۱ للأنصار اللبنة الأولئ فى مسير الژڑسالةِ المحكدإة 
لین المدينة المنوّرة » فقد كان لقا رسول الله يك مع الأنصار لقاء مثمراً : 
حيث استعدٌ هلؤلاء الأخيار أن يؤوهٌ ويحموةٌ حتّیٰ یبلغ رسالة ربّه التي منعته 
جبابرة الكفرة من قريش من تبليغها لاس . 


)١(‏ اقرا كتابنا « بيعة النّساء فى القرآن والسّيرة » طبعة دار اليمامة » ففيه فوائد 
قيّمة » وإشارات مهمّة في هلذا المجال الكريم 


۱۷۱ 


٭ استبشر الحبيبٌُ المصطفیٰ بي ببيعة النّساء ‏ ولقَاءٍ الأنصار › 
واستيقن أن ألله - عر وجل - ناصوه ء ومنجرٌ له وعده ؛ لاله جل شأنه جعل له 
أنصاراً مخلصين آشذاء حينما یحمژ البأس ۰ وتشتجر الرّماح » وتشتبك 
السّیوف . 

03 ولمًا انصرف القوم من العقبة » بعث معهم الحبیب المصطفی وَل 
مصعب بن عمير العبدريٌ 3 وأمره أنْ يقرئهم القرآن » ويعلمهم الإسلام » 
ويفقههم في الذين . 

٭ ذكر البیهقی لته فى «دلائله » هلذا الأمر فقال : « بعث 
رسول ال مصعب بن عمیر مع الر الاثني عشر الذین بایعوه في العقبة 
الاولی إلى المدینة يفقّه آهلها » ويقرتهم القرآن » ”“ . 

٭ كان سيّدنا مصعب الخیر ينزلٌ فی المدينة المنوّرة على آسعد الخیر 
أبي أمامة » وکان مصعبٌ ‏ رضي الله عنه - يسمّل بالمدينة المقرىّ » وکان 
أبو أمامة يذهبٌ بمصعب إلى دور الأنصار » يدعوهم إلى الإسلام » وتفقيه مَنْ 

٥‏ لزم مصعبٌ أسعد بن زرارة يقيمٌ معه في منزله » ویتساند معه في 
الدَعوة إلى اللہ - عر وجل ہے يدخل بم أسعد بن زرارة دور الأنصار الذین 
آمنوا بألله ربا » وبمحمّدٍ ية نبياً ورسولاً » ویذهب به إلى ) مجتمعاتهم يصلّي 
بهم إماماً » ويعلمهم شرائع الإسلام » ويتلو عليهم القرآن » ويدعو من لم يكن 
قد أسلم وغدا من عباد الرّحملن . 

٭ كان الخيّران أسعدٌ ومصعتٌ ‏ رضى الله عنهما ‏ یخطان مداد الإيمان 
والثّى فی صحائف نفوس الأنصار ‏ ويعملان ما بوسعهما علیٰ توسيع دائرة 
الدّعوة إلى ألله ‏ عر وجل فى محيط المدینة المنوّرة وأرجائها . 

- گر 9 ۰ 
ے 
)١(‏ - « دلائل الكُوَ ٤۳۸ / ۲(٢‏ ) . 


۱۷ 


٭ إن اُسعد ومصعباً روضا فضل وبَيّان » فيهما من الفضل عینان 
تجريان » وبخرا مجدٍ یحفهما مرجان » ویخرج منهما اللؤلؤ والمرجان » سُقیا 


٭ وکان لأبي أمامة أسعد الخیر - رضي ألله عنه - نظرةٌ ودراية في قومه › 
فكان يأخدُ بيد مصعب إلى نوادي الأنصار ؛ لیدعوهم إلى العزيز الغمّار » ويتلو 
عليهم القرآن الكريم + بصوته النّدي الرّخيم » ويجيبهم عن تساؤلاتهم حول 
الإسلام والدّين القويم » ويأخدٌ بأيديهم إلى بو الخير العميم » ومفازة 
النّجاة ودرب النعیم . وكان أسعد - رضوان ألله عليه - لا يتوقّف عن الدّعوة 
إل اللہ أيضاً ء فقد أشربث رو ومشاعره محبّة الإسلام » ون الإسلام ۰ 
وأحبّ مصعباً حبّاً شدیداً لحصافته وصبره على الأنصار » وتأنيه المُٹزن في 
الدّعوة الممزوجة بالحبٌ إلى اللہ تعالیٰ » فمصعب الخير من أفراد الدّعاة 
المهدیین الذين رضعوا لبان التّهذيب » وشربوا ری التّربية المحمّديّة » فنجحوا 
في سعيهم › وكان مصعب معلّماً مقرثاً لطيف المعشر داعياً إلیٰ الخير 
بأسلوب الخير » فدخل على يديه من أهل المديئة أعدادٌ مشرفة 3 وأفواجٌ 
كريمة » وجدت فيما يدعو إليه مصعب متعة ولذة وحياة جديدة جميلة » فقد 
اكتشف الأنصارٌ حياتهم من جديد » رأوها تتبدّل » ورأوا آفاقهم تتسع › 
وأمورهم تستقيم » ونفوسهم تتغيّر » وأعمالهم تتحوّل إلى أعمال هادفة 
مفيدة . 


4 ومع هلذه الإشراقات المنيفة » كان سيّدنا أسعد بن ژرارة - رضي اللہ 
عنه - قد جعل من داره مرکزاً للدّعوة إلى اللہ - عر وجل - » فھي الا المباركة 
الأولئ التي سرث منها همّساتٌ الإسلام » حى صارت نغماً سرياً یلامسُ 
أسماعٌ المؤمنين » ويصافحٌ آفندتهم . كما أنَّ سيّدنا أسعد بن زرارة - رضي الله 
عنه - قد جعل بيته مقراً لسيّدنا مصعب ٠‏ يأوي إليه » ویأکل عنده » ویسمژ في 
الليالي معه دالا ی على مفاتيح الرّجال » وسراة الأنصار » وبهلذا التَصوُف 
العملي يضرب سیّدنا أسعد مثلا كريماً في التُضحية » وتحمّل المسؤوليّة › 


۱۷۳ 


وصورة عمليّة لصدق إيمانه » وترجمة واضحة لوفاء بیعته لرسول أله گل 
وبذلك قدم هلذا المحت ما يقدر عليه من أشياء معنوة ومادية لنجاح الدّعوة ء 
وتسهيل مهمّة مصعب في المدينة المنوّرة . 

2 كان سيّدنا أسعد بن زرارة - رضي ألله عنه ‏ مثالاً يُحتذئ لصدق عهده 
وبيعته الوفيّة ء وصدق عطائه في سبيل الذعوة إلى الحيّ القيّوم » وخلاصة 
لھلذا الجهد من الدَاعیتیٔن الخیْرَیْن أسعد الخير » ومصعب الخير » ونتيجة 
لاخلاصهما وطوافهما وهما يسعيان في سبيل الله من بیت إلى بيت » ومن محلَةٍ 
إلى أخرئ , ومن عشبيرة إل عشيرة » ومن قبيلة لقبيلة » بلغت الدّعو 
الأسعديّة المصعیّة إلى اللہ جميع أهل المدينة » وفشا الإسلام » وانتشر رذاذه 
في نفوس النّاس » وبدأت ثمار أعمال سعد ومصعب ثؤتي أكلها ۰ فقد أقام 
مصعب بمعونة أسعد أوّل صلاة جمعةٍ في المدينة » وكان قوامها أربعين 
رجلاً » وظلّ طيف هلذه الصّلاة براود مخيّلة كثيرين ممّن صلوها من رجال 
الصّحابة من الأنصار الخزرجيين 

* أخرج البيهقئٌ له بسنده عن عبد الرّحمئن بن كعب بن مالك 
قال : « کنث قائ أبي حين کف بصره » فإذا حرجت به إلى الجمعة » فسمع 
الأذان بها ء استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة > فمكثثٌ حيناً أسمعٌ ذلك منه 
فذکرت ذلك له » فقال : أي بني ! كان آسعد اول مَنْ جَمّعَ بنا بالمدينة » قبل 
مقدم التي يل في هَرْم من حرة بني بياضة في نقيع الخضمات . 


.022 ۳ ۰ 
قال : آربعون رجلا » ۱ 


» ) ٤١ / ١(١ السيّرة الَْویّة‎ ١ : ء وانظر‎ ) ٥٤٤ / دلائل الو » للبیهقی ( ؟‎ « )١( 
. وغیرها‎ » ) 094 /١( » و« الاستیعاب‎ >» ) ٠١١ /۳( ۰ و« البداية والٹھایة‎ 
و« هَزْم » : الهَرْم : ما اطمأن من الارض وانخفض  وهلذا الموضع في المدينة لبني‎ 
= البيت من حرّة بني بيَاضة . وا نقیع الخضمات » : الخضيمة : التّبات النّاعم‎ 


۱۷ 


ا 


اضدق اللهفيه : 

٭ كلمة حقّ وصدق وفراسة قالها سيّدنا أسعدٌ بن رُرارة لسيّدنا 
مصعب ‏ رضي ألله عنهما - ؛ هلذه الكلمة كانت فتحاً مبيناً أعرٌ اه من خلالها 
الأنصار ؛ إذ أسلم سیّدا الأوس : أسيدُ بن الحضیر » وسعدٌ بسن 
معاذ ‏ رضي آله عنهما ‏ . 

كان ذلك عندما خرج سيّدنا أبو أمامة من بيته ذات يوم ضحكت فيه 
الأزهار » وغودت فيه الأطيارٌ + وصحب ضففه الحصيف الیل مصعب بن 
عمير » ودخل الخيّران أسعد ومصعب بستاناً من بساتين بني عبد الأشهل من 
قبيلة الأوس » وكان زعيم الأوس يومذاك : سعد بن معا وأسيد بن 
الحضير - وكلاهما مشرك على دِيْنِ قومه - . 

3 جلس اسي ومصعبٌ عند بثر داخل البستان » فاجتمع حولهما بعض 
الرّجال » وأخذ سيّدنا مصعب ‏ رضي آلله عنه - يتحدّث عن دين الاسلام ‏ 
وسماحته » وسموه ؛ ومن ثم شرع يتلو علیٰ سمع الرّجال المتحلّقین بجواره 
آیات من القرآن الحكيم والذكر المبین ؛ وعرف السَيّدان الكريمان سعد بن 
معاذ » وأسيد بن الحضير أنَّ أبا أمامة وضيفه یتحدّثان مع الرجال عن شيء 
مه وقد اجتذبا إليهما القلوب والأسماع » وقد رجح لديهما أله بعض 
الحديث عن الڈین الجديد الذي ملأت أصداؤه المدینة ومَنْ حولها من البقاع . 

# ومن الجدير بالذّكر أنَّ آبا أمامة أسعد بن زرارة كان ابن خالة سعد بن 
معاذ » لذلك طلب سعد من أسيد بن الحضير أن يذهب إلى أسعد ومصعب 


- الأخضر . والخضيمة أيضاً : الأرض النّاعمة ات » جمعوها على خضمات ؛ 
كأنّهم أسقطوا الياء تخفیفاً ؛ لكثرة الاستعمال . قال التَّوويٌ کته : ١‏ نقيع 
الخضمات » : قرية بقرب المدينة على ميل من منازل بني سلمة » . وقال 
التّمهوديّ يه : ١‏ ورأیث في منازلهم بالحرّة آماکن منخفضة یستنقع فیها ماء 
السّيل ؛ . والل أعلم بالصّواب . 


ليزجرهما عمّا هما فيه وقال له : « انطلق إلى هنذَّيْن الوَجُلَيّن اللذین قد أتيا 
دارینا لیسفها ضعفاء‌نا » فازجرهما » وانههما من أَنْ يأتيا دارینا » فإِلّه لولا أنَّ 
أسعد بنَ زُرارة مني حيث قد علمت كفيك ذلك ۰ هو ابن خالتي ولا أَجِدُ عليه 
مقذما ) . 
٭ استجاب أسيدٌ بن الحضير للَغبة السّعديّة » فاشتمل على حربته » ثم 
آقبل يمشي نحوهما ء وهو یفگر كيف يصرفهما عن الڑجال » ويضعضع هنذا 
التَجمّع الذي لم يرغبْ به سعد بن معاذ » كان أسيد يمشي وعلامات الغضب 
ترتسم على وجهه » وتترجم شيئاً من حركاته وخطواته » وبصر به اسع بنْ 
زرارة على تلك الهيئة » > للكلّه سبر أغواره > وعرف من أين تؤكل الكتف ء 
ورأئ أنَّ أسيداً هو صيدٌ ثمين » ونژ عظيم إنِ استطاع مصعب أن يستميله ء 
ويستخرجٌ درر أعماقه ء فاإله سيكون مفتاح كنوز لا نهاية لها . والتفت سيّدنا 
أسعد إلى سيّدنا مصعب ‏ رضى ألله عنهما ‏ » وهمس فى أذنه همسة دافئة 
كانت بداية خير للبشريّة في مجتمع المدينة المسوّرة. قال 
لمصعب : « يا صاحيى !هلذاسيّد وه وقد جاءك 
فاصدق الله عر وجل - فيه ۷ . فأجابه مصعب فى هدوءِ 
وصفاء : ١‏ يا أبا أمامة إِنْ یجلس أکلمهُ » . ۱ 
# تریٰ ماذا صنع أسيد بن الحضير ؟ وعم أسفر هنذا اللقاء الأسعديّ 
المصعبيّ الأسيديّ ؟ هلذا ما سنعرفه بعد أن نقتطف ثماراً يانعة من هلذه 
التّغريدة الدّانية التى تتحدّثُ عن أسعد ومصعب وجلوسهما فى البستان ‏ 
ومجيء أسيد إليهما : ۱ 
خرح الم یت بضیفے يدعو إلى دين الکمسال 
جاءا لستان تلاقوا فيه مع ب بعض الرّجال 
قور دعاهم مصعب أن يسمعوه بلا تتسال 
فلا علیهم من کلام الله يسو بالجمال 
سعد ومعه أسيد کانا جالسنن وفسي جلال 


۱۷۹ 


قد کان سوٌ سشداً لاذرس أبطال التضال 
وابن الخضیر صديقه بل صنوه في كل حال 
هلذا أسيد جساء يمشي نحو مصعسب باختيال 
قد كان بحمل رئحه من خير أنسواع التَّال 
فسرآہ اس نتب لا في وجهه فول يقال 
هاقدأناناسيّدٌ في قومه يبغي الشوال 
ناصدق إللهك نيه تلق الاستحابة لا جدال 


2 وصدق سيّدنا مصعب الله عر وجل - في أسيد ۰ فأعلنّ إسلامه ٤‏ ثم 


أسلم مِنْ ورائه سعد بن معاذ ‏ » ومن ورائهما أسلم الاشهلیون عن بكرة 


(۱) 


آخرج البيهقيٌ که في « دلائله » من رواية موسی بن عقبة قال : ۲ .. . فبینما 
مس ب مرحم تلع القرآن ‏ أخير بهم سعد بن ما ام 
في لامیه معه الرّمح » حت وفف عليهم » فقال لابي أمامة : علام تأتينا في دورنا بهلذا 
الوحيد الغريب الطرید ‏ يُسَّفه ضعفاءنا بالباطل » ويدعوهم إليه » > لا أراك بعدها 
تسي؛ من جوارنا » فقاموا ورجعوا ۰ ثم هم عادوا مة آخری لبثر بني مز أو قریباً 
منها ء فذكروا لسعد بن معاذ الثَّانية » فجاءهم فتواعدهم وعيداً دون وعيده الأوّل » 
فلمّا رأیٰ أسعد بن زرارة منه لیناً قال له : يا بن خالة ! استمع من قوله ء فإنْ سمعت 
منکرا فاردده بأهدئ منه » وان سمعته حقّاً 2 فأجب إليه . 

فقال سعد ین معاذ : ما آسمع إلا ما آعرف ۰ فرجع سعد بن معاذ وقد 
هداه الله » ولم یظھز لهما إسلامه » حتّیٰ رجم إلى قومه ۰ فدعا بني عبد الأشهل إلى 
الاسلام » وأظهر لهم إسلامه وقال : مَنْ شك منکم فيه فلیأت بأهدی منه ء فوالله لقد 
جاء أمث لح فيه الرّقاب ۰ فأسلمت بنو عبد الاشهل عند اسلام سعد بن معاذ 
ودعائه » إلا من لا یذکر » فکانت أوَّل دار من دور الأنصار أسلمت بأسرها . 

ثم إ٥‏ بني النّجَار أخرجوا مصعب بن عمیر » واشتدوا علئ أسعد بن زرارة » 
فانتقل مصعبٌُ بن عمير إلیٰ سعدٍ بن معاذ ۰ فلم یزل عنده یدع و آمناً » ويهدي ال علی< 


۱۷۷ 


آبیهم » ببر که صلدق الخيّريْن آسعد ومصعب - رضی ألله عنهما » وحشرنا فی 
معيّتهما- . 


أسعدٌ فى بيعة العقبة الگبٔریٰ : 


# عمل سيّدنا أسعدٌ وضيفه مصعب رضي اللہ عنھما۔ على نشر 
الإسلام في ربوع المدينة المنوّرة » وشدً من آزرهما في هنذا العمل الميمون 
بقية التّفر الذين بايعوا النَيَ کل على أن يمنعوه إذا قدم عليهم المدينة » وكان 
أبو أمامة أسعد بن زرارة آصغرّهم سِئًا » وكان أسعدٌ العضدٌ القويّ لمصعب ؛ 
فقد اختاره مصعبٌ ونزل عليه » فأحسن نرلّه وأكرمّه إكراماً عظيماً » ونصره 
نَصْراً مؤزّراً > فكان یتَتقُل به بين دور الأنصار ۰ ویلفتٌ نظره إلى كبراء القوم » 
ومن لهم الحل والعقد » وكان السّبب المباشر في إسلام بني عبد الأشهل 
جميعهم ؛ إذ آسلم رئیسهم سعد بر“ معاذ ودعاهم إل الإسلام والنَّجِاة 
فاستجابوا له وأطاعوه » ونعموا بالاسلام وغدوا من جِنْدٍ الله عر وجل - ؛ 
وأنصار رسوله يل . 


د J‏ وأدرك مصعبٌ ‏ رضی أله عنه - ومن معه من المومنین 3 أفْقّ 
الحياة في يثرب قد عمّه نو الهداية » وأشرقت في مطالعه شمسن الرّسالةٍ 
الخالدة » وأ الأرضّ التي يقفون فوقها وهم يحملون ألوية النّصر قوية صلبة » 
لا تسیخ فيها قدم مؤمنة » وأ نسائم الأمل تسري من يثرب لتنعش الٹُوس التي 
آضناها الالم ٠‏ وأنَّ يرب تفتحٌ ذراعيها مرحّبة بهجرة أولئك الذين یتقلبون على 
جمر المخن > ويكتوون بسعير فادح البلاء 34 وهم صابرون محتسبون > يرجون 
رحمة ال وفرجه » ویتطلعون إلى يثرب بعد بيعتيها الليْن مهّدَنَا لدعوة الاسلام 


يديه » حگیٰ قل دارٌ من دور الأنصار إلا قد أسلم آشرافها » وأسلم عمرو بن الجموح 
وکسرت آصنامهم » وکان المسلمون أعرَّ آهل المدينة » ورجم مصعبٌ إلى 
رسول اللہ پل ء وکان يُدْعئ المُقریٔ ۷ ۰« دلائل له ۷( ۲/ 1۳۳-1۳۱ ) . 


۱۷۸ 


أرضاً حصبة تنبث فيها الهداية » ويثمرٌ فيها الإیمان » ١”‏ 


2 جاء موسم الح » فقدم مصعبٌ إلى مکة » وخرج معه مَنْ أسلم من 
الأنصار » وواعدوا رسول ألله ية العقبة مر من أواسط ام التّشريق » وكانوا 
بضعةٌ وسبعين رجلا » ومعهم امرأتان هما : نسيبة بنث كعب » وأسمائ بنتُ 
عمرو ؛ وكان مع حبيبنا المصطفسیٰ و عدٌے العاس بسن 
عبد المطلب ‏ - رضی ألله عنه وآرضاه - وهو يومئذ لا یزال علیٰ دين 
قومه » إلا آله أحبٌ ان یحضر ضر ابن أخيه رسول اللہ لاڈ ويتوّق له ٠‏ فلا 
جلس الحبیبٔ المصطفی الصًادق المصدوق تا مع الأنصار کان آول متكلّم من 
الجَمْع المتحلق حوله لاس بن عبد المطلب - رضوان الله عليه - فقال 
يخاطبٌ الأنصار : ١‏ يا معشرٌ الخزرج ! ان محمّداً منّا حيثُ علمتم ‏ 
منعناء من قومنا سکن هو عل مال ریت فب ۽ فهر في عو من قومه » وم في 
بلده ء واه قد أب إلا الانحياز إليكم » واللحوق بكم » فان کنتم رون نکم 
وافون له ہما دعوتموه إليه » ومانعوه من خالفه » فأنتم وما تحمَّلْتُم من 
ذلك » وان کنتم ترّون آنکم مُسْلموہ وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الان 


فدعوه ۰ فالّه في عرَّةِ ومنعة من قومه وبلده » ٠ ٩‏ 


٭ فقام الأنصارٌ أجمعون بعزائم تدك لقوتها الشَّم الرّواسي وبایعوا 
الحبيت الأعظم كَل › وأخذ بيده اُسعد بن ژرارة - وهو آصغر السَبعین (4) 


(۱) «محمّدرسو لاله ۲(۱ / ۳۹۱). 

(۲) اقرأسيرته مفصّلة موسّعة في الباب الأول من موسوعتنا : « رجال آهل البیت في ضوء 
القرآن والحديث »( ص : ۲۱۰۰۱۲۳ ) فسيرته د تمتعٌ الأسماع . 

(۳) «السّيرة الشركة (۱/ ٤6١‏ - 48۲) . 

)٤(‏ لاحظ سيّدنا العکاس بن عبد المطلب - رضى اللہ عنه - أنَّ شطراً من رجال البيعة کانوا 
شباباً » لذلك لم يعرف بعضهم مما جعلّه ید ويشدّدُ في البيعة » ومن الواضح أنَّ 
اباب مصدرٌ قرّة الأمّة » ويَنْبُوعٌ طاقتها الكامنة » فان صلح أثر الشّباب » فإنٌ ذلك- 


۱۷۹ 


إلا جابر بن عبد الله - ومن ثم التفت إلى الأنصار وخاطبهم مُعلّماً ومبھاً وموثّقا 
ومفهّماً فقال : « رویداًیا آهل يثرب ! ابا لم نضربْ إليه أكباد المطي إلا ونحن 
نعلم آله رسول اشر ء إِنَّ إخراجّه الیوم - آي : من بلده مكّة المكرّمة وقومه » 
إل بلدنا پثرب - وانحیازہ إلينا مفارقةً للعرب اه وقثل خیارکم ء وأنْ 
تعضکم السّيوف » فاهّا آنتم قوم م تصبرون علیٰ عضن الشّيوف إذا مستکم » 
وعلی قَثْل خیارکم ۰ وعلی مفارقة العرب كاقّة » فخذوةٌ ء وأجركم على اللہ 


وإمًا نتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ٤‏ فهو عذژ لكم عند أذ 
عر وجل ) . 
فقال القومٌ : « أَِط يدك يا أسعدٌ بن زرارة » فوألله لا نذژ هلذه البيعة . 


ولا تشلبها أبداً . 
قال سيّدنا جابژ بِنْ عبد اللہ - رضی أله عنهما - : « فقمنا إليه ولا نبايعة 
رجلا رجا » يأخذ علينا شرطه ویعطینا على ذلك الجنّة » ۲ . 


یبش باه قويّةٍ تریڈ أن توڈيَ رسالتها الصٌحیحة في هلذه الحياة » وان فسة الشَّباب » 
وتعلّقت نفوسهمٍ بالآثام والخطایا ء والإمّعيّة » کان ذلك مصدر تهدید للامّة التي 
تستوعبُ هلذه الشّريحة الفاعلة العاملة . 

ولهلذا حرص الإسلامٌ حرصاً شديداً متمیّزاً علئ تربية الشباب تربية قويمة على 
روح اللضحية في سبیل اللہ - عر وجل - » فإنَّ في ذلك العز والرّفعة ء وإذاما ارتبطت 
قلوب الشٌباب بمحة اللہ - عر وجل - ونصرة دينه » كان ذلك فوزاً عظيماً في الڈُنیا 
والآخرة › وسیکون الشاب الذي یشاً في طاعة الله تعالیٰ تحت ظلّه يوم لا ظل 
إلا ظلّه ء وملذا هو الرّبح الذي لا يدانيه شي ء نسأل الله عر وجلّ - أن یجعل 
شبابنا من النّاشئين في ظلال طاعته ۰ وأنْ يوفقنا لعمل الخيرات . 
وللمزید من الاشراقات الباسمة » والقبسات المفيدة ‏ اقرأ کتابنا : « المّباب 
مشکلاث وحلول » طبعة دار اليمامة » تجد فائدة کبری باذن ألله . 
)١(‏ انظر : سبل الهدی والرّشاد في سيرة خير العباد ) للصَالحي ( ۳ / ۲۷۷ ۲۷۸ ) 


بتصؤف يسير جداً . 


۱۸۰ 


٭ وساق ابن (سحاق ي4 من حديث كعب بن مالك الأنصاري الشّاعر 
قوله  :‏ وقد كان قال رسولٌ الہ ي : « أخرجُوا ال منكم اثني عشّر نقیباًء 
لیکونوا على قومهم بما فیهم » فأخرجوا منهم ائني عشر نقيباً » تسعة من 
الخزرج ء وثلاثة من الأوس ۲ . 

# وخرج من الأنصار الخزرجیین الأخيار كما يذكر ابن هشام النّسعة 
اللقباء وهم : أبو أمامة أسعدٌ بن زرارة » وسعدٌ بن الورّبيع » وعبدٌ اللہ بن 
رواحة » ورافعٌ بِنُ مالك ء والبراء بن معرور ء وعبد اللہ بن عمرو بن حرام » 
وعبادة بِنُ الضٌامت › وسعدٌ بن عبادة » والمنذرٌ بن عمرو - رضي أآلله عنهم 
أجمعين - 

٭ كما خرج من الأوسيين الکرام : سید بن حضیر » وسعد بن خيثمة » 


ورفاعة بر عبد المنذر - - رضي لله عم أجمعين © 


0 


* قال ابن اسحاق له : « فحدّثني عبد الله بن أبي بكر : 2 
رسول اللہ ية قال للقباء : « أنتم على قومكم بما فيهم گفلاء ككفالة 
الحواريين لعيسئ ابن مریم ۰ وأنا کفیل على قومي -يعني : المسلمين ؛ - ؛ 
قالوا : نعم »۲۳ . 

٭ وبهلذه البيعة المباركة صار لب یه في الانصار بیعتان مهمتان › 
الأولن كانت تسم : « بيعة النّساء » ۰۲ والأخرئ تدعی : «بيعة العقة 


الکبری » . 


. ) ٤٤۳ / ١(٠“ «السّيرةالتّوة‎ )١( 

. انظر : « سير آعلام السلاء ۱(۷/ ۳۰۱-۳۰۰ )بشيء من التَصرّف‎ )٢( 

. ) ١٤٤ / ١(٠ «السّيرةالسُويّة‎ )۳( 

» فصّلنا القول في بنود هلذه البيعة في كتابنا : « بيعة النّساء في القرآن والسّيرة‎ )٤( 
. (YEA ۱۱۵ : (ص‎ 


۸۱ 


٭ وما أجمل أن نميل قليلاً إلى هلذه الدّوحة الأدبيّة نستجمُ من خلالها 
أحداث بيعة العقبة الكبرئ التى تحتويها هلذه الطاقات المزهرة المندًاة 
بالحبٌ : ۱ 

لقد انتهسی الع اس من تحذيره عند اللقاء 
فلقد أرادَ من الرّجال بأل یک و وا أوفياء 
بخشسیٰ على خير البريّة أن يساب وأن ياء 
قالواسمعناماتقول وسوف نعطيه الفداء 
هيا تكلم يارس ول افر واطلبْ مسا تشساء 
ذد ماتضاء من العهود فإسنّاأهلٌالوفاء 
بدا لس یرل الققرآن في صوت الصّفاء 
ودعا الرجال مسرعباً في الین والےُنیسا سواء 
بعد ال لاوة تال في صدق أريد الاحتماء 
آرجو الحماية کیفسا تحموا الدراري من عداء 
قالوا فا آمل سرب حين شتسد اللا 
ولسسوفَ نوفيك العهودَ وسسوف نعطيك السولاء 
لا اطم و إلى المقالة قال ین الک لاء 
قد آخرج وا عفرا وان اصطفوصم نقبساء 
وهناك تست بيعة كبري با رکه الگماء 
قد صار فيهم بیان قشم قو قوب آنقیا. 
هي هلذه والبيعة الأوليا فکانست للئُسےء © 

# كانت ليلة البيعة في العقبة ليلةً ميمونة » وكان القمر يبعثُ أشمَّّه 


)١(‏ «تغريدة السّيرة التَّبِوبّة) ٠) ۳۹١ /١(‏ ول معنیٰ قوله : ١‏ وسوف نعطيه 
الفداء ) : تحمیه ونقدیه . و( الڈراري » : الأولاد والنّساء والأموال . و١‏ أين 
الکفلاء » : الكفيل هو المسؤول عمن كفله » والمقصود بهم هنا اللقباء . 


A۲ 


الفضّيّة على من وجبالها فيكسوها بأثواب من لجينٍ اللهي ۰ وكانت العقبة 
حينذاك غارقة في الضُوء > وللكن الثُور الذي انسفح من لوب الأنصار ومن 
صدورهم كان یبھڑ کل ضياء » ولا ريب » فقد کانوا علو نور من ربّهم » قد 
دنوا من السّماء » وإن كانت أقدامهم ثابتة في الأرض . 
٭ كان هلؤلاء المبايعون في العقبة على علم بان ساعة بيعتهم للحبیب 

المصطفئ گل هي أجمل ساعات حياتهم وأخطرها » وللکن لم بخطز لأحدٍ 
منهم على قلب أنَّ تلك اللحظة كانت أخطر لحظة في تاريخ البشريّة » انا 
طلائعٌ الثُور الذي سيبدد ظلمات الصّدور ء إِنّها ينوع الاستنارة الذي سيتدقق 
بالخیر لیغسل آدران التفوس ۰ إنّها کنوز الرّحمة والصّلاح » ها خزائن 
الملكوت قد فیح للّاس ‏ اگها الحرية المتعالية » إِنَھا اشراق الوجود ‏ 
وبداية طريق کرامة الانسان ۰ والصّراط المستقیم للعالمین . 

تألله لقد ربح بیغ آسعد بن زرارة » وربح مبایعو العقبة » فنالوا منازل 
السّعداء ؛ عند خالق الأرض والسّماء 


حقاوتة بالبّيَ صلی اللہ عليه وسلم : 

٭ تلقّت المدينة المنوّرة هجرةً الصّادق المصدوق بلي بحفاوة منقطعة 
التّظير » فقد ازدانت وآضاء منها کل شيء » حى إِنَّ الخدم والطّبیان قد 
اجتمعوا آمامه و يرفعون آصواتهم بالَکبیر والّشیر بمقدمه الشّريف ؛ وآمره 
المنیف ء وهم یقولون : « الله آکبر » جاء رسول اللہ » جاء محمّد » والحبشة 
تسیر أمامة تلع بحرابها . 

# ولگا نزل ية في محل من محلات بني اللَجّار » قال : « رپ آنزلني 
منزلاً مباركاً وأنت خیژ المنزلین » قالها أربع مرّات ء وقال : « هذا إِنْ شاء ال 
یکون المنزل » » فتقدم إليه آبو أُيَوب الأنصاريّ الخزرجي » وقال له : « ائذن 
لي أن آنقل رحلك » ء فان له لا » فحمل أبو آیوب رحله » فوضعه في بيته . 

# وجاء الصُحابؿ الیل الشجاع أسعدٌ بن رارة » فأخذ بزمام راحلة 
ال ا » فکانت عنده . 


۱۸۹۳ 


# وجعل بنو النّجَّار یتحفون الحبيبت المصطفی وك بالطّعام ٭ ویتناوبون 
في حمل الطعام إليه » وهو مقيمٌ في منزل أبي أيوب الأنصاريّ ‏ رضي الله 
عنه - . وأوّل طعام جيء به إليه : قصعة أمّ زيد بن ثابت ‏ رضي ألله عنها ‏ . 
واسمها : النوّار بنت مالك الأنصارية 29 . 


٭ رویٰ زیڈ بن ثابت ‏ رضي ألله عنه ‏ هلذا الخبر الذي يسفر عن جُودٍ 
الأنصار وسخائهم وحفاوتهم بالل يله » ومنهم : له الور بن مالك ء 
وسعڈ بن عُبادة »> وأسعدٌ بن زرارة » فيقول : « ال هدية دخلّث على 
رسول الل بي في بيت أبي أيوب » قصعة أرسلتني بها أمّي ۰ فيها ٹریڈ خبز ء 
بو بسمن ولبن » فوضعتّها بين يديه » وقلتٌ : يا رسول آله ! أرسلت بهلذه 
القصعة أمّي . 

فقال : « بارك الله فيك » وفي أمّك » . 


ودعا أصحابه فأكلوا > فلم أرّم الباب حى جاءت قصعة سعدٍ بن عبادة , 
رید وعراق لحم - عظم عليه لحم - وصارت تأتي إليه کل لبلة جفنتان : جفنة 


سعد بن عبادة » وجفنة أسعد بن ژرارة مع 4 . 


٭ وبعد أن استقه 5 الحبيتٌ المصطفئ للا في المدينة المنوّرة » | 
بالمسجد أن یی في المكان الذي برگٹ فيه ناه وكان لفلائین يتيمئن في 
المدينة فى حجر أبي أمامة أسعد بنِ زرارة - رضي آله عنه - » وكان أسعدٌ قد 


اتخذه مسجداً يُصَلَي فيه بأصحابه » ويُجمّع بِمَنْ حضره ہ من المسلمين الجمعة 


)١(‏ اقرأسيرة الصّحابية السَخْيّة المضياف النوّار بنت مالك الأنصاريّة فى 
موسوعتنا : « نساء من عصر ال 4( ص : ۲۰۱-۱۹۷ ) طبعة دار ابن كثير ال 
بدمشق عام ( ۲۰۰۳ م ) ۰ فسیرتھا تحمل كثيراً من عبقات الأنوار التي تشبه نسمات 
الأسحار » في يوم ربيعي معطار . 


(؟) «الرّسالة المحمّديّة 4( ص : ۱۳۲ ) بشيء من النَّصرّف . 


1A4 


قبل مقدم الصادق المصدوق ية > ويدلٌ على هلذا الأمر المهم حديث 
الّار بنت مالك أَمٌ زيد بن ثابت حيث آخبرت : « أنّها رأت أسعد بن زرارة 
قبل آن یقدم رسول آله ية المدينة > یصلی بالئّاس الصّلوات الخمس › 
ویجمم بهم في مسجل بناه في مزبد سهل وسهیل ابني رافع النجَارِيَيْن » 
قالت : فانظر إلى رسول ألله ية لمّا قدم صلی في ذلك المسجد » مِبَنَاهُ » فهو 
مسجده الیوم ۷ ° . 


۳ وإذا صح حديث النَوّارٍ بنت مالك - رضي اللہ عنها - ء فکأئہ ی » قد 
غير مسجد أسعدبن زرارة » وهدع پناءه > وزاد فيه » أو لعله زاد فيه من دون أَنْ 
بهدم شيئاً لضيقه عن المسلمين ء وهلذا لا ينافي ما ثبت في الصّحيح عن بناء 
المسجد ال الشریف . 


2# أخرج الإمامٌ البخاري في 5 صحيحه ‏ عن عروة | بن الزّبير من حديث 
طويل جاء منه قوله : ! . . فلبت رسول أله في بني عمرو بن عوف بضع 
عشرة دید راشب السجد الذي أشن عل افو و 
رسول أله ی » ثم ركب راحلته » فسار يمشي معه النّاس » حتّیٰ بركت عند 
مسجد الوّسول ی بالمدينة » وهو يصلَّي فيه يومئٍ رجال من المسلمين ء 
وكان مربداً لللّمر ِسّهيل وسَّهْل غلامَيْن يتِيمَيْن فی حجر أسعد بن زرارة » فقال 
رسول الله يله حين بركث به راحلته : « هلذا إن شاء الله المنزل ۷ ۰ ثم دعا 
رسول أله يل الغلامّين » فساومهما بالمربد ليتخذه مسجداً ء فقالا : لا ء بل 
نَهَبْهُ لك يا رسول اللہ ! فابیٰ رسول أله يله أن یقبله منهما هبة » حم ابتاعه 
منهما ثم بناه مسجدا » وطفق رسول أله يكل ينقل معهم اللين في بنيانه 
ویقول - وهو ینقل اللبن - : 


هلذا الحمال لا حمال عبر هلا اب + رت اواطه ر 


.. ٣۷۲ / ۱(١ طبقات ابن سعد )( ۳/ ۹ء وانظر : « سیر أعلام القُلاء‎ « )١( 


۱۸6۵ 


(١) 


1 1 الاجر جر الآخرة فارحم الأنصار والمُمّاجرة "۳ 


آحرجه البخارئ في مناقب الأنصار برقم : ( ۳۹۰۹ ) . ونلاحظٌ من خلال ثنایا ملذا 
الحدیث : أن الحبیب المصطفی و كان يشارك أصحابّه في انشادهم الأراجيز › 
ويرفعٌ صوته ببعض مقاطعها وهزجها شحذاً لهممهم > وإذهاب الملالة والسَّأم عنهم » 
وتحبیب العمل إلى نفوسهم ۰ وترغيباً لهم في أفضل الأعمال » وأشرف منازل الخير 
والهداية والتور ۰ وتشجيعاً لهم على مواصلةٍ العمل في تأسيس وإنجاز ما يجمع 
الدّعوة » ولفت أنظارهم إلى ما يجب أن تكون له الصّدارة من الأعمال في حياتهم » 
0 تدعو إل الخير وتأمر بالمعروف » وتٹھیٰ عن المنکر » هادية رائدة وقائدة 
للإنسانيّة فی مستقبلھا » وتعويداً لهم على تحمّل المشاق ۰ وخوض غمرات الصّعاب 
في سبيل إقامة عظائم الأعمال ؛ لتکون هلذه العظائم هدایاهم إلى الحياة » بعد أنْ 
آراهم ية ذلك كله رأي أعينهم في مشاركتهم جميع ما یتطلب البناء من عمل وجهد . 

آگا ما تمثّل به ای كله من الوّجز . فإنَّ ابنَ شهاب الدُهريّ کل أفاد 
ما ملخصه : ١‏ ولم يبلغنا أن الب يا تمثّل بشعر تام غير هلذا البيت » . وهلذا صريحٌ 
في استجازة الژهری أنَّ ای گا يتمئّل ببيت من الشّعر كامل الوزن ٠‏ ولا يكون في 
ذلك معارضة لنفى الشّعر عنه . 

ومن الجدير بالذکر أنَّ إنشاد بيت من شعر شاعر على الوجه الذي قاله الشّاعر من 
تمام الوزن لا یدخل تحت المنفي في قوله تعالیٰ : وما هلر وما نی ل » 
[ یتس : 1٩‏ ] ؛ لانّ المنفی بها هو إِنْشاء الشّعر لا إنشاده والتمثل به » وفي ظلٌ هاذا 
الأمر نعلم أنَّ الآية الكريمة نما جاءت لتنفي أنْ يكونّ الب ية شاعراً ء جاء بشعر 
أنشأه كما ینشی الشعراء قصائدهم وشعرهم ومقطوعاتهم » ثم هل إنشاد بيت من الشعر 
وَالتَّمكُّل به ء يجعل من المنشد والمتمثّل شاعراً ؟ هنذا ما لا يتوهّمه مَنْ له أدنیٰ إلمام 
ومعرفة بالشعر وقوانينه » والأدب وفنونه . 

وقد أفاض کثی" من العلماء والمحدئین فى هلذا الأمر وتحدثوا عنه فى = 


۱۸۹ 


رحلة الخُلود 


٭ لا ريب فى أنَّ الموت هو نهاية کل حر فی هلذه الحياة الاُّنیا 
ولا مفر منه » ولا بد أن يذوقّه کل مَنْ عليها مهما كان أمره وشأنّه ؛ وكان أوّل 
مَنْ ذاق كأس الموت بعد وصول رسول آله ية إلى المدينة أسعد بن 
زرارة - رضي الله عنه - ۰ أثناء بناء المسجد النَبويّ الشّريف » وقد تآألم 
رسول اللہ اة لموته كثيراً » بل إِنَّ الحبیب الأعظم يا كَرِهَ موت صاحبه 
أبى أمامة فى ذلك الوقت + لأنَّ اليهود الاخابت سوف يطلقون الشّائعات 
المُخرضة ؛ والاقاویل الممرضة ویزغمون بأنَّ محمّداً اة شوم على أصحابه » 
وسوف يساعدهم علیٰ ترديد شائعاتھم أخابثٌ المنافقين لذر الؤماد في العيون » 
وتقويض ما يبنيه المسلمون من مجدٍ مؤثل كان غصّة في حلاقيم اليهود 
والمنافقين. لذلك قال الحبيبٌ الأعظم و : : «قاتّل الله يهودء 
يقولون : لولا دقع عنه » ولا أملك له ولا لنفسي شیا لا يلوموني في 
أبي أمامة » ”“ . 


مصتفاتهم ؛ ومنهم ابن حجر كاه في ١‏ الفتح » فليراجعه مَنْ آراد الاستزادة من هلذا 
الآمر . 

)١(‏ ذكره ابن سعد کل في « الطَّبقات » (۳/ 1۱۰ ) . وأخرح ابن ماجه في الب 
هنذا الحديث بسند عن محكد بن عبد الرّحملن أن جده أسعد بن زرارة : « أخذه وجمٌّ 
في حلقِويُقال له الأبحة » فقال التي يكل : « لأبلمَنَّ » أو لأبلينَ في أبي أمامة عذراً » 
فکواڈ بيده فمات . فقال الي ب : « ميتة سوء للبھود » يقولون : أفلا نع عن 
صاحبه ؟ ! وما أملك لهء ولا لنفسي شيئاً». «سننابن ماجه) 
برقم : (۳4۹۲) . 

وقوله « الذّبحة » : وجح يعرض في الحلق من الدم . وقیل : هي فرحة تظهر 
فيه فینسد معھا ‏ وينقطع الس ۰ فتقتّل . و« لأبلغنّ أو لأبلين » : أي 
لأبالعْنٌ في علا جه أقصیٰ درجات العلاج ۰ أو اختبرن حاله في العلاج . = 


۷ 


٭ وجاء فى السّيرة التَُّويّة أله ييل قال : ١‏ لَيَهُودٌ ومنافقو العرب 
يقولون : لو كان نبياً لم يمث صاحبه » ولا أملك لنفسي ولا لصاحبي من الله 
شیئاً ۲۲ . 

9 وتطرّق ابن سعد يخا لوفاة آسعد فقال : « مات أسعد بن زرارة فی 
شوال على رأس تسعة آشهر من الهجرة » ومسجد رسول آله ية یومئذِ يُبْن » 
وذلك قبل بدر ء فجاءت بنو التّجٌار إل رسول أله بيه فقالوا : قد مات 
نقیبنا » فنقّب علینا ء فقال رسول ال ب : « آنا نقیبکم » "° . 

# ونحا ابنُ الآثير که نَحْوَ ابن سعد فقال : ١‏ لما مات جاء بتو التبا 
إلى النَبِتَ پل » فقالوا : يا رسول اللہ ! إن آسعد قد مات وکان نقيباً » فلو 

فقال : ١‏ آنتم آخوالي » وأنا نقییکم ‏ . 

فکانت هلذه فضيلة لبني انار ۳۱ . 

٭ وقد كر ية أن يخصّ بها بعضهم دون بعض ۰ فکان من فضل 

74 ۲ 90-4 5 ۰ ۰ ۶ هن سم 
بني النجار الذي یعتدون به على قومهم أن كان رسول الله وق نقیبهم . 

, 2 ۰ 7 5 7 1 3 5 ع 

۶ 5 ع ۰ 5 سس 7 ص 
زرارة - رضی الله عنه - نان بهلذه الادبیّات التى تتحدّث عن موته - رضی الله 


عنه - : 


= وحاصله : آبالغ في علاجه حتّی أبلغ عذراً من جانبي بحیث لا یبقیٰ لأحد في 
ذلك موقع كلام ومقال . و« ميتة سوء لليهود » : دعاء علی اليهود أن يموتوا ميتة 
السّوء هلذه ؛ لأنّهم سيقولون : آفلا دف عن صاحبه لے 

. )۵۰۷ /۱(۷ «السّيرةالتَبَوية‎ )١( 

(۲) « طبقات این سعد ۷( ۳ ۲۱۱ ) . 

. )۸۷ / ۱(٤ آسدالغابة‎ «۲ )۳( 


۱۸۸ 


من أوَلٍ الأموات بعد وصسول خير المرسلين 
قد كان ذاك أباأمامة من خيار المسلمين 
قد مات أثناء البناء لمسجد الهادي الأمين 
كرة الَّ ےج مماته فى ذلك الوقت التّمين 
سیکسوخ هلذا قال عند اليهودالمفنسدين 
ومنافقي العسرب الذين يسودمّم حقدٌ دفين 
سیکسون قول الكل منهم شامتين وساخسرین 
لو كان صاحبه نیا لم يسث في المتیسن 

لكر رسول اله ييرأمن مقّال الہفتے ییسسن 
ويقول إي دون شك خساتسم للمرسلين 
لكتتي بز أمم شیتء الققدر المبیسسن 
قد قال قوم أبسي سامت للقي فطسالیسن 
اجعل نقياًغيرَه مانن كالآخرين 

قال الرَّسولُ فلکم أخوالنا في الّابقیسن 
أفلا أكونُ نقيكم قالوا قبلنا مُرتضين 


٭ توفي أبو أمامة سعد بن زرارة بالمدينة المنوّرة » وكان له من 


الولد : حبيبة » وکبشت والفريعة » وأمُّهنَ عميرةٌ بنتُ سهل التَّجّاريّة 

وجميعهنّ منّ المبايعات » وكان آبو أمامة ‏ رضى اللہ عنه ‏ قد أوصیٰ ببناته إلى 
رسول اه ڪيا ء وک ثلاثاً » فكنّ في عیال رسول اه ڪي > دزن معه في 
بيوت نسائه » وقدم مرة علئ الحبيب المصطفی لا حَلَيٌ فيه ذهبٌ ولؤلؤٌ يقال 
له : الڑعاث ء فحلاهنًّ رسول الله پل من تلك الرعاث » ووتَئنَہ أولادهنَ 


فیما بعد (۱) . 


« طبقات ابن سعد ( ۳/ ۱۱۱-۰۸ ) » و« سیر آعلام التُبلاء ۰( ۱ / ۳۰۳)مع 


الجمع والتّصدّف . 


۱۸۹ 


٭ ولمًا مات أسعد بن زُرارۃ -رضی اللہ عنه - حضر رسول آله يل 
غسله » وکفّنہ في ثلاث أثواب منها برد » وصلّیٰ عليه ۰ وژئي بي يمشي أمام 
الجنازة » ودفته بالبقیع ‏ وكان آوّل مَنْ ذَفِنَ من الأنصار بالبقیع » ومن 
المهاجرین عثمان بن مظعون - رضي ألله عنه ٩۲‏ - . 
۴ رضي ال عن آسعد بن ژُرارة أبي آمامة » وأسکنه الجنّة دار المقامة . 
رھ ھ ےر 


(۱) « طبقات ابن سعد 7١7-51١١ / ۳ (٩‏ ) بشيء من التٌصؤف . 


۱۹۰ 


جى اتوي دلو لی 
کے دچ دوع 


WW 





٭ هو أحد السّادات الكَمَلة ؛ ومن أصحاب الرّأي والفراسة . 
٭ لاسلامه فص شائقة ؛ وكان سبَبَ إسلام سعد بن معاذ . 


٭ رویٰ أحاديث ؛ وله کراماثٌ جلية ؛ وأخبارٌ مع عمر بن الخطاب . 


کے 
جر (ضن لی 
سکس جن ازو ی 


۲۰۲۰۰۰ ۲ل ۸۷۸ب .۲٢‏ ۱۸۷۱۷۸۷ہ 


رخ 
یں 9ے اتی 
کی دی لازو ںی 


031.01 ج بدن حر . ۷۸۷۱۷۸۷۷۷۷ 


اليد الشریفُ 

6ے كان للاسلام ذِكْرٌ ماس بين أهل المدينة » ولرسول الل رگ متحدّث 
أشبةُ بالمز والاشارة ء بتحدّث عنه مَنْ سمع به ولم يَرَهُ » فهو مشوق لرؤيته 
وسماع حدیثه » ویتحدّت عنه مَنْ رآه ولم یسم منه فهو رقِان الرّغبة في 
سماعه . 

٭ أخذ الهمسس يرتفعٌ شيئاً فشيئاً ء فکان بین القوم نغماً ندیاً » وصوتاً 
سريّاً »> وکان ممّن ارتوی بهلذا الهمس سید شريفٌ » وعاقل حصیفٌ » هو 
أسيدٌ بن الحضیر بن سماك ۰ آبو یحیی الاتصاري الأوسی الاشهلی "۶ ء أحد 
النّقباء الائنی عشر ليلة العقبة . كان آبوه شریفاً مُطاعاً بُدعیٰ : حخضیر 
الکتائب » وکان رئيس الأوس في یوم بات ۴۳ . وهي آخر وقعةٍ بين الأوس 


(١)‏ انظر : « طبقات ابن سعد» ( ۳ ۰۷-۰۳ وه آسد الغابة» 
(۱/ ۷۲ ) ترجم:ء رقم : ( ۱۷١‏ ) » و« مختصر تاریخ دمشق) 
٤(‏ / ۳۹۸-۳۹۱ ) ۰ و الاستیعاب ؛ (۱/ ۳۳-۳۱ ول الاصابت » 
 ) 554 / ۱(‏ وغیرها کثیر لا يُحصئ . 

(۲) «بْعَات » : موضع في نواحي المدينة المنوّرة » كانت به وقائعٌ مذكورة بين قبيلتّي 
الأوس والخزرج في الجاهليّة ء وکان آخر آیامهم ‏ وقد لعب فيه خضیر الکتائب دوراً 
مهما فكّالاً ٠‏ أكسب قومه المعركة » ثم فيل يومئذ . وقد قیل في يوم بعاث شع کئیڑ- 


۱۹۳ 


والخزرج في الحروب التي كانت بينهم » وكان حضیژ قد ركرٌ الرمح في قدمه 
7 3 1 3 سا ویو ۶ 72 ۲ 2 7 2 
وقال لأصحابه : « آَتَرؤْنَ أنّي أفژ ؟ » وفیل يومئذ » وكان لمقتله صدّى واسعاً 
في نفوس الفرسان ء فقال خفاف بن ندبة السلمی يرثي خضیراً ء وكان قد مات 
لو او المنايا حذْنَ عن ذي مهابة هبن حضیسرا يوم غلق واقما 
يطوفُ به ی إذا الليل جنه تبواً منه مقکدا ناف 
۱ تھے 7 و ۳ 

# كانت هلذه الوقعة الأوسيّة الخزرجيّة « بعاث » اخر وقعة بين هلذین 
df ^ ۰ 5‏ مان 2 5 
الحيّيْن » وکان رسول اله 5 بمكة قد نزل عليه الوحيٌ » ودعا إلى الاسلام ء 
ثم هاجرٌ بعدها بست سنين إلى المدينة المنوّرة . 

٭ كان أسيدٌ بن الحضير بعد أبيه عزيرٌ الجانب ؛ شريفاً في قومه في 
الجاهليّة ء وفي الاسلام يُحَدٌ من عقلائهم ؛ وذوي رأيهم ومشورتهم . وكان 

1 ع۶ ۳2 

یکت بالعربيّة في الجاهليّة ‏ وكانت الكتابة في العرب قلیلا - ويُحسن العوم 
والرّمى » وكان یسم مَنْ كانت هلذه الخصال فيه فى الجاهليّة : « الكامل » ؛ 
وكانت قد اجتمعت فى أسيد » وكان آبوه حُضیر الکتائب یعرف بذلك أيضاً › 

١ )٢( 0 
۰ ویسمی به‎ 

* وبالجملة كان أسيدٌ بن الحضیر أحد السّادات العقلاء الكَمّلة » 
آصحاب الرَأي والفراسة والحَصافة » وقد اجتمع فيه من الکمال ۰ ما تضرب به 


مذكورٌ في المصادر المتنرّعة » وقضی الاسلام على البغضاء بين القبیلتین . ١‏ معجم 
البلدان )( ١‏ / 1۵۱ - ۵۲ )بتصرّف . 

۰1۳۹۶ / ( » «طبقات ابن سعد » ۳۱ / ۹۶ء و« مختصر تاریخ دمشق‎ )١( 
وغیرها من‎ » ) ٤٤٤ : و« معجم البلدان » ۱۱ / ۱ ) » و« الاشتقاق ) ( ص‎ 
مصادر متنوعة . و« واقم » : حصن خضیر الکتائب . وکان في بني عبد الأشهل‎ 
. بالمدينة‎ 

(۲) « طبقات اہن سعد )(۳/ ۱۰ ) بتصلّف یسیر . 


1۹٤ 


لطائف الأمثال » وتقال فيه رقائق الأقوال + وله مواقف كريمة متألْقَڈّ منها 
ما ذکره الأصمعی که قال : ( جاء عامز بن الطّفيل وأربدُ بن قيس إلى 
رسول ال اة فسألاه أن یجعل لهما نصيباً من تمر المدينة المنوّرة » فأخذ 
سيد بن الحضیر المح » فجعل يقرع رؤوسّهما ویقول : اخرجا أيّها 
الهجرسان . 


(۱) 


فقال عامر بن الطفیل : مَنْ آنت ؟ 
قال : آسید بن الحضیر الاأشهلی الأوسئ . 


فقال : خضیر الکتائب ؟ 


قال : نعم . 
فقال : كان أبوك خيراً منك . 


قال : بل أنا خی منك ومن أبي » مات آبي وهو کافر »۲ . 


انظر : « الاستیعاب ۲ (  )۳۲ / ١‏ و« الاستبصار فی نسّب الصّحابة من الانصار » 
( ص : ۲۱۵ )مع الجمع بينهما . وقيل للاصمعي : ما الهجرس ؟ 
قال : « اللّعلب » . وقیل : هوالقرد . 

ومن الجدير بالذّكر أنَّ يوم بُعاث كان قبل الهجرة التَبِويّة بخمس سنین » ولیس 
بستٌ سنين » كما ذكرث بعضٌ المصادر . وفي هلذا اليوم المشهور فيل فيه كبراءٌ 
الأوس والخزرج الذين يأنفون أن يتبعوا غيرهم » والذین تمرّعُوا في الكفر وعسُوا فيه 
على عادات الجاهليّة وموروثاتها مستكبرين في الأرض > فأفناهم الله عر وجل -في 
وقائعهم المتكرّرة والعديدة التي كان آخرها وأفظعها يوم بعاث ۰ ولم يبق الا مَنْ 
لا يدفم عن نفسه ء ولا يُسمع قوله ء ولا يُستضاء في المُدلهمات برأيه . 

وبهلذا خلا جو المدينة من الإغراء والتّحريض على الحروب » وفل عزم 
اليهود » وانکشفت خبيئة دسائسهم » وظهرث حقيقة مكرهم » وخاصة عندما أسرع 
الأوسيّون والخزر جیُون إلى الإسلام يدينون به » وهم مبتهجون بما من الله به عليهم من 
نعمة الھدایة والتّوفيق » وحلّت الإلفة والإخاء محل التباغض والشّحناء » فكانوا حملتد 


١ 


٭ هلذه بعضٌ أخبار سيّدنا أسيد بن الحضير الأنصاريّ التي تُعَدُ مفتاحاً 
من مفاتيح شخصيته الثَريّ بأنواع الفضائل كلها » كما تدلّنا عل شمائل هلذا 
الزجل الذي آسهم بذکائه وسعة فقو علیٰ دخول قومه في دين الله أفواجاً لم 
يتخلّفُ منهم أحد ء وهلذا ما سنلمشه في المُطور والفقرات الاتیة ۱ 


سے 3 


د بعد أن فشا الإسلامٌ في المدینة المنوّرة ؛ وعرف أهلها محاسته 2 
وأدركوا فَضله وطیّب نَشْره » واس ستنشقوا طيبَ عَزفه » طلب آهلها من 
رسول أل ول أن يبعت إليهم رجلا من آصحابه يقرثهم القرآن ٭ ويفقههم في 
الاسلام » ويعلّمُهم من شرائعه » ویژشهم في الصّلاة » فبعث إليهم يا قارتاً 
مقرئاً حصيفاً جمیل یلا عاقلا جليلاً هو مصعبٌ بن عمير العبدريّ ‏ رضي آله 
عنه - » فنزل علیٰ أبي أمامة أسعد بن زُرارة الأنصاريّ الخزرجی ۰ فكان سيّدنا 
مصعبٌ یسگیٰ بالمدينة « المقرئْ » ؛ وكان أبو أمامة يذهب بمصعب إلى دور 
الأنصار » يدعوهم إلى الإسلام » ویعلم مَنْ أسلم منهم ويفقهه ۰ فدخل 
الإسلام علئ يديه عد لا يُحصئٍ من أهل المدينة آوسها وخزرجها » ودوّئ 
صوت الاسلام في أرجائها قويّاً ببرکة إخلاصه وصفائه » وقوّة إيمانه › 
وحبه لله عر وجل - » ولرسوله ی > وهو أو مَنْ صلّیٰ الجمعة في الاسلام 
بمن آمنّ من أهل المدينة » باذن رسول اللہ بي » کتبّ إليه ية يأمره بذلك . 


# ومن أجل مواقف مصعب بن عمير وآبرعها وأشجعها التي فتح بها 
ی 5 1 ص 2 24 
الطریق آمام الدّعوة إلى الله عر وجل - فتحاً تسامت به » حى دخلت 
القلوب » وحوّرت العقول ٭ وأشرقت بنورها الأرواح ما حدّث به اقات من 


رواة السّيرة النَبوبة » والمتتبّعون لسير الرّسالة فى مراحلها ومنهجها ‏ فقالوا 


لواء الدّعوة إلى اللہ الذين أعرٍّ الله بهم دينه ونبيّه » وسارت بهم سفينة الهداية في بحار 
العزَّة للرورسوله والمومنین . 


۱۹1 


ما نتیجته وصفوئه : « خرج أسعد بن زُرارة بمصعب بن عمير یوماً إلى دار 
بني عبد الأشهل » فدخل به حائطاً - بستاناً۔ من حوائط بني ظفر » واجتمع 
إليهما رجالٌ ممّن أسلم ؛ وسعد بن معاذ ؛ وآسید بن الحضیر يومئذ سيّدا 
قومهما ؛ وکلاهما مشر علئ دِیْنِ قومه » لم ينعما بالاسلام بعد » فلمًا سمعا 
بهما ء قال سعد بن معاذ لاسید بن خضیر : لا آبالك ! ! انطلق إلى هلذین 
الوَجِلَيْن اللذین قد أتيا دارَیٔنا ء لیسمّها ضعفاءنا فازجرهما ء وانْههُما من أَنْ يأتيا 
داريا » فانّه لولا أنَّ أسعد بن زرارة متّی حيث علمت کفيئك ذلك » هو 
ابن خالتي ولا آجد عليه مقدّما . ۱ 

مت أسيد ممتثلاً رغبة سعد بن معاذ ء فأخذ حربته ثم أقبل إليهما ء فلا 
بصر أسعد بن زرارة أسيداً مقبلاً إليهما قال لصاحبه مصعب : هلذا سيد قومه ‏ 
قد جاءك فاضدق آله - عر وجل -فيه » فإنَّ وراءه خيراً وبركة وعُئْماً . 

فقال مصعب في ثقةٍ الإخلاص » وصفاء الیقین : إن یجلسن هذا آکلمه 
إن شاء ألله . 


اقترب أسيدٌ حتّی وقف عليهما مُتَسَتّماً » فقال : ما جاء بكما إلينا تُسَمْهان 
ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة ؛ واخلولق یقول مثل هلذه 
الكلمات وأشباهها . 

وهلهنا صوّب سيّدنا مصعبٌ إليه ار » وخلالَ لحظات درس نفسيّتّه من 
آلفها إلى يايِها › ثم قال له في نقاء الالهام وصفاء الصّدق : يا سید قومه , 
أوتجلسَ فتسمع مقالنا فان رضیت أمراً قبلته » وإن كرهته كف عنك 
ما تکرہ ؟ 

قال أسيدٌ متعقلا وقد آعجبه منطق مصعب وكلامُةٌ : آنصفت ؛ ثم ركز 
حربته » وجلس إليهما تكلمه مصعب بالإسلام ء دقرا علي یم القرآن 
الكريم بصوت شجيٌ نديٌ ممزوج بالصَّدْق والإلهام ؛ فقالا ۔ أي : مصعب 
وا وا رقا في بح الاسلام قبل أن لم في اقرا وت 


۱۹۷ 


ثم تكلّم أسيد فقال : ما أحسنَ هنذا الکلام وأجملّه ! كيف يصنمٌ مَنْ أراد 
الدُخول فى هنذا الدّين ؟ 


قالا له : تغتسل فتطهّر » وتُطهّر ثوبَيِكَ » ثم تشھد شهادة الحقّ ء ثم 

تصلي » فقام أسيدٌ بن الحضير » فاغتسل وطهّر ثوبيه » وتشهّد شهادة الحق ؛ 
ثم قام فرکع ركعتين » وشعر بالطمانينة تخالط روحة » وقلبة » وصدره » 

ومشاشه ء ثم اللفت إليهما وقال لهما : إل ورائي رجا إن اتبعكما لم يتخلّث 
عنه أحدٌّ من قومه » وسارسله الیکما الآن » وهو سعد بن معاذ » ثم إن أسيداً 
تناول حربته » وکر راجعاً إلى سعد وقومه ء وهم جلوسٌ في ناديهم يتحدَّنُون » 
فلمًا نظر سعد بن معاذ إل أسيد مقبلاً مطمئناً قال : أحلف بأل » لقد جاءكم 
آسیڈ بن الحضير بوجو غير الوجه الذي ذهب به من عندكم ؛ فلا وقف على 
النادي » قال له سعد : ما فعلت ؟ 

قال أسيد فى هدوء الأصفياء : کلمت التَجلَيْنَ » فوالل ما رأبث بهما 
باس وقد نهیتهما فقالا نفعل ما أحببت » وقد حُدَنْتٌ أنَّ بنی حارثة قد 
خرجوا إلى آسعد بن ژرارة لیقتلوه » وذلك هم عرفوا أله ابنُ خالتك ‏ 
لیخفروك » فقام سعد بن معاذ مغضباً منتفضاً كالأسد الهصور ؛ مبادرا متخوفاً 
للذي ذَكَرَ له من مر بني حارثة » فأخذ الحربة من يده » وقال : والل يا آسید 
ما أراك آغنیت عنّا شیئاً . 

ثم خرج سعد بن معاذ إلى مصعب وأسعد » فلمًا رآهما مطمئتین آمتین » 
آدرك بحصافته وزکانته أنَّ أسیداً تما آراد منه أذ يسممَ منهما ؛ لعل قطرات 
الغیث الالهي تلامس قلبّه ء فيخشعٌ ویسلم لله العزیز الغمار . 

وقف سعد علیهما متشتّماً » ثمٌ قال لأسعد بن زرارة في شيء من 
الغضب : يا أبا آمامة آما وألله لولا ما بینی وبينك من القرابة ما ژمْتَ می 
هلذا ء أتغشانا في دارنا ہما نکره ؟ ٠‏ ۱ 


وکان آسعد بن زرارة قد قال لمصعب بن عمير : أي مصعب جاءك وألله 


۱۹۸ 


سید مَنْ وراءه من قومه ء إن يتبعك لا يتخلّف عنك منهم اثنان . 

فقال مصعبٌ لسعدٍ بن معاذ : أوتقعد فتسمع ؟ فان رضیت أمراً ورغبت 
فيه قبلته » وان كرهته ورغبت عنه عزلنا عنك ما تکره ؟ 

قال سعد بن معاذ : آنصفت ۰ ثم ركرٌ الحربة وجلس ؛ فعرض عليه 
مصعبٌ بن عمير الاسلام 2 وقرأ عليه القرآن » قالا : فعرفنا والله في وجهه 
الإسلام قبل أن يتكلم » ثم قال لهما : كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم 
في هنذا الذین ؟ 

قالا تغتسا © فد فتطه وتطهر تويك › ثم تشھد شهادة الحق › ثم ترکع 
الحضير ؛ فلمًا رآه قومه مقبلاً » قالوا : نحلف بل » لقد رجع إليكم سعد 
قال يا بني عبد الأشهل ! كيف تعلمون أمري فيكم ؟ 

قالوا : سيّدنا » وأفضلنا رأياً » وآیمننا نقيبة . 

قال : فان کلام رجالكم ونسائکم علیع حرامٌ حتّئ تؤمنوا بألله ورسوله . 


قالا : فوألله ما أمسئ فى دار بنى عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلماً 
آو لمة » ۲۲ , 


» «البداية والتّهاية» (۱/ ۲ ۰ ۱۵۳ ) » و« مختصر تاریخ دمشق‎ )١( 
» مع الجمع والتَصرّف بینهما . والحدیث حسن بمجموع طرقه‎ ) ۳۹۹-۳۹6 / ٤( 
بسند حسن » ویمکن آن‎ ) 1۳۷ - 1۳9 / ١(٤ وذکره ابن ہشام یله في « السّيرة‎ 
: نستخلصن من فصة سيّدنا أسيد وسعد بعض الفوائد والعبر الاتية‎ 

۱ ۳ رقة قلوب الانصار ولیٹھا > واتباعهم للحق ۰ 
۲ - معرفة الأنصار بأمر الرّسالات السّماويّة بسبب مجاورتهم للیهود » فقد 
كان اليهودٌ یھڈدون الاوس والخزرج بتیع قد آظل زمانه . . . = 


۱۹۹ 


٭ هلكذا کان إسلامٌ سيّدنا أسيد بن الحضیر ء آسلم إسلام العارفین » 
وكان اسلامه بركة على قومه أجمعين ء قال ابن الأثير ككُدَنْهُ : « أسلم أسيدٌ 
قبل سعدٍ بن معاذ علیٰ يد مصعب بن عمير بالمدينة » وكان إسلامه بعد العقبة 
الأول » وكان أبو بكر الصَدّيق - رضي الله عنه ‏ يكرمه ولا یقڈم عليه واحداً » 
ويقول : إِنَّه لا خلاف عنده ۶*۱ . 


۳۹ 


* ذكر ابن سعد كانه خبراً مفیداً رفعه الیل عمر بن سعد بن معاد 
قال : « كان إسلامٌ أسيدٍ بن الحضير وسعد بن معاذ عل يدي مصعب بن عمير 
العبدري في يوم واحدٍ » فَتَعَدُمَ أسيد سعداً في الإسلام بساعة . . . وشهد 
أسيد العقبة مع السّبعين من الأنصار ... وكان أحد التقباء الائني عشرء 
وآخیٰ رسول آله ية بين أسيد بن الحضیر ؛ وزيد بن حارثة . ۲۷ 

3% وما أجمل أنْ نحليّ الآن جیّد هلله ه الفقرة بھلذہ الأقباس التاعمة 
المتناغمة التي شدو باسلام أسيد وسَعْلٍ - رضي ألله عنهما - : 

ما اُسیے بسن الحضيسر فقد غدافى المُهُتدين 
قدأشرق الإیمسان فى أعماته فى الطّائعين 
نوراً توضاأنم صلسی واغتدى في الاجديسن 
بعد الصّلاة آراد مدب] للصّديق مدیٰ السّنين 
ذاك الصَديقٌ هو الرَّعيمٌ لقومه في التّابهين 
سعل زعيم الأوس خی فى الے جال التَابقين 


- ۳ - استطاع سيّدنا مصعب بن عمير السّفير البو التاجح أن يعلَّمَ أسيداً 
والأنصار القرآن العظیم » وأنْ يبايعوا رسول الله گا في العقبة » وكان أسيد أحد 
التّقباء يوم العقبة . 

. )۱۷۰( : )ترجمةرقم‎ ٠۷۲ / ۱(٩ أسدالغابة‎ « (١() 

(؟) ل طبقات ابن سعد ۷( ۳/ ۱۰۵-۱۰۶ ) باختصاریسپر . 


و + ۲ 


إن الحضیر آتسی لسَعسد وهو راء لليتين 
سس[ تساءل ما وراءك قال في صذق أمين 
يا سعدٌُ فاذهب فانظر المجلین نظرة مستبیسن 
سعد توجّه نحو شکب والمضيف الحالسين 
ولقد تسرامی سَمْمَّه شيءٌ من الذّكر المبیسن 
فوراًبدافي وجهه إشراق نور المتفیسین 
سعد یقسول فسا اليل لأتعسي للسلمين 
فلا له فلس ل واسجد سرب العالمين 
از مسا فعلت فسوف تصبح في عداد المکرمین 
في رحاب البيعة الخالدة : 


3ت ها هي ذي المدينة تصبځ وتمسي وذکرٌ رسول آله يا ب يشوف آرجاء‌ها 
ویعطهه > فلیس بین بيوتها بیت الا وفیه مسلمون ومسلمات » كلّهم یحبّون 
الإسلام ونبيّ الإسلام + وقد آن الأوان أن يضعوا د بين يدي رسول أله یلا صورة 
صادقة واضحة المعالم للوسلام الذي أحبّوه » ويرئ مدیٰ قوّته في نفوسهم 
وقلوبهم » وبات من واجبهم أن يلقوا الحبيبّ المصطفئ لا في جمع من صفوة 
مؤمنيهم وأكابرهم » لیدخل عليهم ديارهم هادياً ء داعياً إلى الله ء معلّماً رائداً 
إلى الخير والثُور والفلاح 2 مطمئناً مکفول المنعة »> عزيرٌ الجانب » مسموع 
الكلمة الهادية . 

7 2 اذل فليجمعوا آمرهم ا م ٭ وليلتقوا رسول اللہ با 
عمير - رضي اللہ عنه بت » کان لهم ما توا فخرح ۳ سبعون رجا 
وامرأتان » وقدموا علئ رسول اللہ پا ووافوه - علیٰ موعد منه - في منی بأسفل 
العقبة » وبایعوه بیعتهم پیعتهم المشهورة » وکان سيّدنا آسید بن الحضیر من آوائل 
المبايعين بيعة الإيمان بالحق ونصرته » وكان أحد التُقباء على قومه » ومنذ 


۰1 


ذلك اليوم الأغرّ طفق اسم سيّدنا أسيد يلمعٌ بين الأسماء التي لها نصيبٌ موفورٌ 
في تاريخ المشاهير والعظماء » فقد غدا ببركة الاسلام من الأسياد الذين نتشرّف 
بسماع سيرتهم 3 ونحذو حذوهم 3 بل ونسمّي أبناءنا بأسمائهم ¢ لتظل مناقبة 
وأعمالَُّ مائلة في القلوب والصّمائر . 


* عاد سيّدنا أسيد إلى المدينة وهو مسروژ الفواد برؤية الحبيب 
المصطفئ ب » فقد تبِدَّلَتْ حیاثہ كلها ء وغدا ممّن أنعم اللهُ ‏ عرٌ وجل عليه 
بنعمة الإسلام » وأصبح في المديئة یؤڈي عبادته مع قومه بعد أن دخل الاسلام 
أسماعهم وقلوبهم وبيوتهم . 


* ولا كانت الهجرة التّبوبّة الشّريفة إلى المدینة المنوّرة » كان سيّدنا 
أسيد ممّن ينتظرها بفارغ الصّبر » وكم ود أنْ يشرّقّه رسول الله ي بالٹرول 
عنده ء بيد أن رسول اللہ يه رده ردا جميلاً لطيفاً . وقال لأسيد 
وقومه : « لوا سبيلها فإنّها مأمورة» . 


٭ وفی رمضان من السّنة اللّانية من الهجرة الميمونة » كانت معركة بدر ‏ 
وعاد رسول اللہ ية منها مؤيّداً منصوراً من ربّه » ولم یشھذ سیّدنا أسيد هلذه 
الخزوة الفاصلة + لاله ظنَ أن المسلمين خرجوا إلیٰ لقاء العير » وللككّه 
لگا سمع البشير ينادي بين دور الأنصار بنصر المسلمين خرج سيّدنا أسيد إلى 
الرّوحاء "۲ مع رؤوس النّاس وأعيانهم يهتئون رسول الله لل » فتلقّاه أسيد 
وهتأه بفتح له ونصره وقال له : « يا رسول اللمر! الحمدٌ لله الذي أظفرك › 
وأقرٌ عينك » والله يا رسول آلله ! ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظٌ أنّك تلقى 
عدوا » وللکن ظننث أنّها العير » ولو ظننتٌ أله عدو ما تخلفْتٌ » . 


(١)‏ « الرّوحاء » : موضمٌ ومحطةٌ على الطریق بين المدينة المنوّرة وبدر » على مسافة 
۷٤٢ (‏ كيل ) من المدينة » وقد نزلها رسول اللہ گل في طريقه إلى المدینة عائداً من 
بدر . ولھلذا الموضع ذکز في ثنایا السّيرة الَبوبّة والأحاديث الشريفة ۱ 


۳.۲ 


فقال له رسول اللہ يل : « صدقت »۱ . 

مواقف متألّقةٌ : 

٭ لهنذا الرّجل المخلص لدینه ولرسوله مواقفُ متَألَّقَةٌ في سماء 
المکارم ٠‏ فقد كان له آثاڙ ساد في مغازي رسول هل وکا مين ثبت 
يوم أُحُدٍ مع ال بل » وجُرِحَ يومئذ سبْعَ جراحات » وهلذا كله لم یئن عزمه 
حين انکشف بعض الاس ۰ فكان نمم البطل الفدائي » وكان نعم الصَاحب . 

٭ قال ابن سعد ين4 : ١‏ شهد أسيدٌ أحداً » والخندق والمشاهد كلها 
مع رسول لہ کا وكان من عة اصحابہ ۲ 9 . 

٭ ولمًا انصرف رسول الله ل من أَحُدٍ إلى المدينة » مو بدار 
بني عبد الأشهل ۰ فسمع البکاء واللوائح على شهدائهم ؛ فذرفت عیناہ 
لأرينتان علئ عته آسد اثر حمزة بن عبد المطلب '''۔ رضي لله عنه- » ثم 
قال : « للكن حمزة لا بواكي له ۷ » فلامست هلذه الكلمة سَمْعَ أسيد بن 
ل > وسعد بن معاذء فلمًا رَجَعَا إلى داريهما أمَرا نساء قومهما أنْ 
یتحزمن + م يذحين فیکین علیٰ ع رسول لل 6 » ففعلن ؛ ولمًا سمع ياء 


(۱) «طبقات ابن سعد ۰ (۳/ ٠٠١‏ )» وا البداية والتهایة ٤‏ (۳/ ۰۳۰۵ 
آقول : « تخلف عددٌ من کبراء الصّحابة وأعيانهم عن غزاة بدر وهم یظنون ألا تحدت 
معركة » ولم ینکز رسول الله ی على أحد من المتخلفين › وترك الأمر للرغبة 
الخاصّة والاختيار الشخصيّ . ومن المؤكّد أنَّ الذين لم يخرجوا لملاقاة العير » لو 
كانوا يعرفون أنَّ رسول الله وي سيلقئ حرباً مع العدو لما تخلّت أحدٌ منهم قادرٌ علئ 
حمل السّلاح. > غير أَنّهم اعتقدوا جازمين أنَّ الأمرَ اّما هو النَّصدَّي للقافلة » لذلك 
تخلّف مَنْ تخلّف » وعذرهم رسول اللہ ية ء وصدّقهم ؛ ودعالهم» . 

(۲) « طبقات ابن سعد )۷( ۳/ ۰۰۵ )باختصار . ۱ 

(۳) اقرا سيرة حمزة بن عبد المطّلب في الباب الأوّل من موسوعتنا : « رجال أهل البیت 
في ضوء القرآن والحدیث ء ( ص : ۱۲۱-4۷ ) ء ففي سيرته مواقف لاتنسی . 


۳.۳ 


بكاءهنَ علیٰ حمزة ‏ خرج عليهنَ وهنٌ في باب المسجد يبكين فقال 
لهنّ : ١‏ ارجمْنَ يرحمكن الله فقد أسيثّنَّ بأَنفسکنٌ ؛ ء ونهی الحبيبٌ 
المصطفئ بلا يومتذ عن التو ''۶ . 

٭ ومن ¿ المواقف السَرِئِة النَّرَةِ التي تنطق مُعْرِبة عن محبّة 
اد - رضي اللہ عنه - لرسول آل يك ؛ أنه كشّف موامرة أعرابيٌ ع راد أن یغدر 
برسول أل ڳلا ويغتاله بخنجر مسموم ۰ فعرقه سید وقبضَ عليه » » فكيف کان 
ذلك ؟ 


٭ أوردت المصادرٌ ما مجموعه ومفاده : أنَّ أبا سفیان بن حرب قال لنفر 
م قريش بمگة : ١‏ ! ما أحدٌ منكم يغدر محمّداً ويغتاله ؟ فاله يم؟ 
من فريس ؛ ویحکم منکم یغدر و أنه يمشي 
فی الاسواق › فندرك ثارنا » . 

تاه رجل من الاعراب فدخل عليه منزله وقال له : « يا هنذا ! إن آنت 
وفيتني خرجت إليه حٌى ' أغتاله اي ماه بالطريق » ماهر بمعرفة الصّحراء ٠‏ 
معى خنجر مثل خافية النسر قد هيّأته لمثل هلذه المهمّات . 

فقال له أبو سفيان : « أنتَ صاحينا » . 

وأعطاه بعيراً ونفقة وقال له : « اطو آمركٌ ۰ فاي لا آمن أن يسمعَ هنذا 
اأحڈ فینمیه إلى محمّد ) . 

فخرج الأعرایخ عل راحلته » وسار حتّئ دخل المدینة المنوّرة » ثم طفق 
يسأل عن رسول أله گل . فقيل له : إلّہ في بني عبد الأشهل ۰ فأقبل 
فوجده پل فى جماعةٍ من أصحابه » فلمًا دخل الأعرابى ورآه رسول ألله بل قال 


3 


لأصحابه : ١‏ إِنَّ هنذا الوجل يريد غدراً والله حائل بينه وبين ما پریده » . 


وكان سيّدنا آسید - رضي اللہ عنه - في ذلك المجلس التّبويّ الميمون ¢ 
فتوكُسَ خيفة من الاعرابي > وأخذ یرقبٔهُ ویلاحظ کل حركة من حركاته ء 


. )بشيء من التصرّف‎ 1۸-1۷ / ٤ (٠ البداية والٹھایة‎ « )١( 


۳۰ 


ولا اقترب من رسول ال يكل أخذ ينحني على رسول اللہ يكل کالہ يفضي إليه 
سرا ء فجِدَبَهُ سيّدنا سيد بر الحضير جذبة شدیدةً وقال له : « تنج عن 
رسول أله ييا ۰۰ وجذب بداخل زاره » فإذا الخنجر » فقال 
أسيدٌ : « يا رسول أله ! هلذا رجل غاد » » فأسقط في ید الأعرابي 
وقال : « يا محمّد دمي ء دمي ) . 

وأخذ سیّدنا آسید یلِبُه ویخنشۂ بملابسه أشےًّ الخنق ء فقال 
له لا : « اصدقنی ما أنت » وما آقدمك ؟ فان صدقتنی نفعَكَ الصّدق » وان 
كذبتني فقد اطلعث علیٰ ما هممت به » . ۱ 

قال الأعرايي : ١‏ فأنا امن » . 

قال پل : « آنت امن » . 

فأخبره القصّة كاملة > فأمر به » فحیس عند أُسيدٍ بن الحضیر » » ثم دعا به 
من الغد » فقال : « قد أمنتك » فاذهث حيث شئت ۰ 
ذلك ؟ » . 

قال  :‏ وما هو ؟) . 

قال : أن تشهد أن ن لا إلله الا ألله وآئی رسول الل » . 

فقال الأعرابي : ١‏ أشهد أن لا إلله إلا ألله ء وأنّك آنت رسول اللہ » وألله 
يا محمّد ما كنت ری اه - من الرّجال قط » فما هو إلا أن رك 
فذمب عقلي وضعفت ٠‏ ثم اطلعت علی ما هممث به » فما سبقت به 
الرکبان » ولم يطلغ عليه أحدٌ » فعرفت أَنَّكَ ممنوعٌ ء وألك على حقّ » وان 
حزب آبي سفیان حزب الشیطان » . 

فجعل رسول أله و یتسم » وآقام الاعرابي أيَاماً» نم استأذن 
رسول ال يه في الخروج ۰ فأذن له » فخرح من عنده » ولم يُسْمَعْ له بذكر » 
ولم يعرف اسمَهُ أحدٌ من الوواة » أو مصتفي السّيرة » ٩۳‏ . 


0 


)١(‏ «البداية والتّهاية» (5/ 1۹ -۰)۷۰ و«الدّسالة المحكديّة»- 


۳۰۵ 


٭ ولهذا المخلص الصّافي الوفی سيّدنا أسيد ‏ رضي ألله عنه - موقفٌ 
يشعٌ بالاخلاص ۰ ویرشخ بالنّدئ والوفاء في غزوة بني المصطلق ؛ إذ عرّف 
الحبیب المصطفی ية بمحبته المتجذرة في القلوب » وذلك لكا صرّح بالعداوة 
زعیم المنافقین ابن سلول ۰۲۲ وکاد يبعثُ الفتنة ویؤجُجھا بین المهاجرین 
الأخيار ء والأنصار الابرار . 

٭ لقد برزت السخصكة الأسيديّة المتألّقة بالإيمان ء السّامية بالصّفاء لنبيت 
الإسلام ية > فعندما حسم رسول الله ا أمْرَ المضطلقيين > وفرغ من 
غزاتهم » تزاحم لاس على الماء ء واقتتل رجل من المهاجرين ؛ وآخرُ من 
الاتصار ۰ فصرخ کل واحد منهما وراح پستنجد بمعشره وأهله ؛ وملهنا لاحث 
لزعيم المنافقين فرصة التّشويش » وذر الرّماد في العیون ۰ كما وجد فسحة 
ینش فيها عن غيظه وخبيئة نفسه » وأخذ يُعَوَضُ بالمهاجرين ويقول : « أَوَقَدْ 
فعلوها ؟ » ثم تنمّس الشعداء » وكادت روحه أن تزهقّ حسرةً وحسداً وتابع 
قائلاً : « قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا » واللہ ما نا وجلابیب قريش هذه 
الا كما قال الأول : سَمَنْ كلبَكَ يأكلك ٠‏ أمَا وال لئن رجعنا إلى المدينة 
لیخرجٌ الأعزٌ منها لاذ » . ولم یکتف هلذا الحاقدٌ الحاسد بهلذه المقالةٍ 
الرَديئةٍ » وإِنما آقبل على مَنْ حضره من قومه فقال لهم بشيء من انیب 
والتوبيخ والتّقريع وهو يظنٌ أنّه سيصيبٌ مقتلاً : « هنذا ما فعلكُم بأنفسكم » 
أحللكُموهم بلادكم ء وقاسميّموهم أموالگم ‏ أمَا وا لو أمسكتم عنهم 
ما بأيديكم ؛ لتحوّلوا إلیٰ غير دارکم » . 

* وأخیر رسول اللہ ل بما قال ابنُ سلول ۰ فأمر بالرّحيل في ساعة لم 
يكنْ پرتحل فيها ء فلمًا سار الجيشنٌ ۰ ومعهم رسول أل يي لقيه آسید بن 


= (ص : ۳۸-۳۸۳ ) مع الجمع والنّصدّف . 
)١(‏ اقرأ سيرة هلذا الفاجر عبد ألله بن أبي ابن سلول في كتابنا : « المبشرون بالتّار » 
( ص : ۰۳۳۱-۳۰6 > طبعة دار ابن كثير اللّانية عام ( ۲۰۰۱ م) . 


ك5 


الحضير ۰ فحيّاهُ بتحیّة القُوَةِ » وسلَمٌ عليه » وقال : « یا رسول أله ! وأ لقد 
زرحت في ساعة منکرة ما كنت تروخ في مثلها ! ١‏ . 

فقال له رسول ال ب : « أَوَمَا بلعّكَ ما قال صاحبکم ؟ »© . 

قال : « أيّ صاحب يا رسول اللہ ؟ » . 

قال يله : « عبد الله بن ی » . 

قال : « وما قال با رسول اللہ ؟ ۱ 1 

قال : « زعم أنه إن رجع إلى المدنية أخرج الأعرٌ منها الأذلَّ » . 

قال أُسيدٌ : « فانت واللر يا رسول اللہ تخرجه إن شعت ۰ هو والله 
الذليل ء وأنتَ العزیز ‏ . 

٭ ثم إن سيّدنا أسیداً تابع حدی مع رسول آله بلا وهو يرنو الیه في حبٌ 

صادق وقال : « یا رسول ألله ! ارفق » فوألله لقد جاءنا الله بك » ول قومه 
لینظمون له الخرز لیتوجوه ۰ فاّه لیری نك قد استلبتَه مُلْكاً ٤‏ . 

٭ بهلذه الحکمة الهادئة » والفکرة الوقادة ‏ أحاط سيّدنا أسيدٌ بالأمر ء 
ولم یسمخ لداثرة الشقاق أن تتسحَ » وعرف أنَّ ابنَ سلول باغ حاسدٌ قد حوّكته 
دواعي الغيرة والحسد لانْ قالَ ما قال ؛ لعلٌ ملكه المزعوم يُعودٌ إليه » ونسيّ 
الخبيثُ وتناسئ أنّها اة ؛ وكاد أن يشعل فتیل فتنةٍ لا طفاً » وبالئالي أساء 
إل حبيبنا رسول اللہ بيا > وإلئ المسلمين من المهاجرين والأنصار ؛ إذ له 
آظهر نِفَاقَهُ بصورة قميئةٍ » وكان یهدف من وراء ذلك إلى تشتيت المسلمين 
وطزدهم من المدینة » وأن تنشب فيما بينهم معركة تقطرٌ منها الماك » فرت 
عليه رسول اللہ ية غرضه ۰ وابطل كيده وحسّدهٌ وفجورَۂ » وكذلك استطاع 
سیّدناأَسيد أن یرژ صورة هنذا المنافق الحقيقية »متا ساعد على إثر الموضوع 
واجتثاثه من جذوره ( '' ؛ بل اد ابنَ هنذا المنافق عبد اللہ بن عبد الله بن أبِيَّ » 


)١(‏ انظر : « البداية والٹھایة ١(٢‏ / ۱۵۷ )بشیء من الصف . وما يدل على إخلاص- 


۳۰۷ 


وق د أيه لاع اسر رسول له و وكان ينا وس اہ محمد كك 
ایی رر ا ا و 


(۱) 


أسيد - رضي الله عنه -عندما سمع بالقصّة » وعرف نفاق ابن آبي ابن سلول ۰ ما جاء 
فى خبر آخر » من أنه أقبل حنَّ أت رسول ألله ي فقال له : « يا رسول آلله ! ائذن لی 
في ما الإجل الذي قاس اضرت عل » . ۱ 

فقال رسول اللہ يكل : « أَوَقاتلُهُ آنت إِنْ آمرئك بقتله ؟ » . 
قال أسيد ‏ رضي ألله عنه - : « نعم » وألله ! لئن أمرتني بقتله لأضربنٌ بالسّیف تحت 
قرط آذنیه » . 

فقال رسول ال ی : « اجلسن » . 

م آمر كل بالتحيل » ونزلث سورة « المنافقون » . ١‏ شرح حياة الصّحابة 
١ (‏ / ۷۲۸۔۷۲۹)باختصار . 

ومن صور شجاعة سيّدنا آسید واخلاصه ووفائه للإسلام وني الاسلام پا موقفة 
الجريء من يهود بني قريظة ؛ إذ تقدّم صفوف المسلمین بأمر نبويّ میمون » وناد 
القُرظيين قائلاً وهم محاصرون : « ویلکم یا أعداء الله ! لا نبرخ جضنکم حتّیٰ تموتوا 
جوعاً ؛ ما أنتم بمنزلة تَعْلَبٍ في حجر » . 

قالوا : يا بن الحُضير ! نحن مواليك دون الخزرج ؛ وخاروا ‏ خافوا ‏ فقال 
أسيدٌ - رضي اللہ عنه - : « لا عهد بيني وبینکم ولا إل - حلف -» . ١‏ مختصر تاريخ 
دمشق )( 5 / ۳۹۸ )بتصرّف . 
روي أنَّ عبد الله بنَ عبد ألله بن أب وكان رجلاً صالحاً ‏ لما سمع الخبر جاء إلى أبيه 
وقال له : « آنت واشريا أبت الذّليلٌ » ورسول الله ية العزیژ » ۰ فلگا وصل إلى 
المدينة وقفَ عبد اللہ بن عبد ألله على باب السّكة التي يسلكها آبوه » وجرد السّيف 
ومنعه الوصول » وقال : ول لا دخلت إلى منزلك إلا أن يأذن لك في ذلك 
رسول اللہ پل » وعبد له بن أب في أذل حال » وبلغ ذلك رسول اللہ يه » فبعث 
إليه أن خلّه يمضي إلى منزله » فقال : ١‏ اما الآن فنعم » . ١‏ تفسير ابن عطيّة » 
(ص : .)۱۸٦٦‏ 


فيه 


(۱) 


(۱) 


¢ فنجوا وسعدوا وفازوا وأفلحوا . 


لقد تجاورٌ سیّدنا وحبیبنا رسول له با عن رأس التفاق » ومن حاول مشاركته في 
إشاعة الفتنة والتّفرقة بين المسلمين في ساعات حرجة ؛ مع أن 
كلمات ألله ‏ عوٌ وجل - نزلت تعزیهم وتفضحهم ؛ وكان ذلك حرصاً منه اة على 
سمعة الإسلام والمسلمين . 

فقد جاء عند الإمامیٔن الجلیلین في « صَحيْحيهما ٤‏ عن سیّدنا جابر بن 
عبد أله - رضي ألله عنهما - قال : ... فقام عمر فقال : يا رسول اللہ ! دعني 
أضرب عنقّ هنذا المنافق . فقال الثم گلا : « دغه » لا یتحدّث التّاس أنَّ محمّداً 
یقتل أصحابه . . . » . ( البخاري برقم : ٦۹۰٤‏ » ومسلم برقم : ۲۵۸4 ) . 

ثم إنَّ الحبیب الاعظم بي یُعلُم أصحابه ومَنْ بعده من جمیع طبقات الاس » 
كيف یشغلون الاس عن الخوض في الباطل والسّقوط في الفتنة بأنْ ینهضوا إلى أمر 
يقطعٌ عليهم محاولات الشّيطان وأعوانه للمکر بهم » والکید بأعمالهم ؛ 
واستقامتهم . 

وفي رواية ابن إسحاق که في « السّيرة ٤‏ : « فقالعمر : مُرْبه عبّاد بن بشر 
فليقتلةٌ ء فقال له رسول اللہ يكل : فكيف يا عمر إذا تحدّث الاس أنَّ محمّداً یقتل 
أصحابَةُ ؟ ! لا » وللکن أَڈّن بالرحيل » وذلك في ساعة لم يكن رسول اللہ ی ير تحل 
فيها » فارتحل الاس . « السّيرة التََويّة ۴(٢‏ / ۲۹۱). 


۱ 


وما زال پل يمشي بهم يومهم حتّیٰ آمسی ؛ وليلتهم حى أصبح ۰ وصذریومهم 
ذلك حتّئ آذتهم الشُمس ۰ ثم نزل بهم » فلم یلبثوا آن وجدوا مسن الأرض حنّئ وقعوا 
نياماً » فأجهز بذلك على محاولة الشيطان لیوقع بینهم » وطمس الفتنة ودفنها . 

یقول الدکتور آکرم العمري في تعلیل هنذا الامر : « ویلاحظ اهتمامه َل ِمُمْعَة 
المسلمين في آوساط القبائل بترك معاقبة المنافق عبد أله بن أَبيَ لِمَا في ذلك من 
مصلحة تألیف القبائل » ومنع الدّعاية التي قد تفر من الاسلام . و يقت ر 
الرسول لل علی معالجة الموقف بالبيان »وم أمر الجیش بالحیل طيلة اليوم حت 
أمسئ » ولیلتهم حتّی آصبح › وصذر يومهم حى آذتهم الشمس » ثم نزل بالنّاس فلم- 


۲۹ 


4 ومن مواقف سيّدنا سید التي تخس 2 تسب له ؛ موقفۂ الجمیل من الأسرة 
البكربّة المتصلة بأسبابها من الأسرة المحمّديّة » وذلك عندما نزلت آیڈ 
اليم : لقَتيسّمُوا صَعِيدَا طب * [النّساء: ٣٤‏ ء والمائدة:5]» وعلم 
المسلمون بركة نا المؤمنين عائشة - رضوان اللہ عليها ‏ ء تدم منها أبوها 
آبو بكر - عليه سحائب الٌضوان - وقال : « والله يا بمّة إنّك لمباركة » . 


# بینما جاء رجلُ المواقف سيّدنا أسيد بن الحضير -رضی اللہ عنه - 
وقال : « ما هذا بأوَل برکتکم يا آلَ أبي بكر » لقد بار الل لاس فيكم یا آل 
أبي بكر » ما آنتم إلا بركة لهم » : نم قال لأمّنا عائشة : ١‏ جزاك الله خيراً ء فما 
ول بك ام کر هته » إلا جع ال نه مخرجا للمسلمین ۰ 60 


* وهلذا مشهدٌ يرشح بالإيمان وصدق الیقین يسجّله سيّدنا أسيد في 
رصيده المبارك » فعندما خان يهود بني قريظة » ونقضوا العهد » حکم عليهم 
بالقتل » وكانوا حلفاء الأنصار » قام سيّدنا سید بِنٌ الخضیر بين المسلمين قيام 
الأوفياءالأصفياءء وكلّم الى الكريم وا بصراحة ووضوح 
وقال : « يا رسول اللہ لا تبق داراً من دور الأوس إلا فرقت فيها مَنْ بقي من 
اليهود يقتلونهم » ؛ ففعل › فقتلوا مَنْ بعت بهم إلى دورهم وقضي عل 
الخائنین القرظیّین . 


3 یلبٹرا آن وجدوا مسنّ الأرض فوقعوانیاماً ء لیشغل الّاس عن الحدیث في الفتنة . . 
وقد علَّلَ الوَسولٌ بي منعه لعبد آللہ من قتل أبيه بالحرص علئ سمعة الإسلام 
فقال : « لا يتحدّث الاس أن محمّداً قتل أصحابه » . ١‏ السّيرة اللَُوفَة الصَّحيحة ) 
(۲/ ٤٤٥۔٤١٦‏ )باختصار . 

لقد احترق عمل زعيم التّفاق » وضاعت جھودہ العدوانيّة سُدى » ولم يتحقق 

حلمُه الحاقدٌ » وارتدً كيده إلى نحره » وخاب سعية وباءَ بالخسران في الذَاریٔن 

» «نساء آهل البیت » ( ص : ۱۷۷ ) ط : ۲۰۰۵۲ مء و« الرّسالة المحمّديّة‎ )١( 
. (ص : ۳۲۵) ١ط : ۱- ۱۹۹۷ ممع الجمع والتّصوّف اليسير بينهما‎ 


51 


* وأمًا رأي سید في المنافقين إبان أحداث غزوة تبوك فإلّہ لا سى » 
وذلك عندما أجمع المنافقون على الإيقاع برسول اللہ بيا في العقبة التي بین 
تبوك والمدينة المنورة » فقالوا : إذا أخذ في العقبة دفعتاه عن راحلته و في 
کے . فعلم رسول ألله گا بما عزموا عليه > فقال اُسیڈ : + یا رسول ال ! 

لاء لیسوا بأصحابك » . 


فقال تكله : « آلیسوا يظهرون الشّهادة ؟ » . 


نم جمعهم بي وآخبرهُم ہما قالوہ وما أجمعوا عليه ٠‏ فحلفوا بالل 
ما قالوا » ولا أرادوا الذي یذکره عنهم ٠‏ فنزلت الآآية الآتية في تكذيبهم وبیان 
فجورهم وتآمرهم : و شوک الو ما الوا ولد الوا مه الکفر وکفروا بعد 
اليج رر هد ۳۱ 


ت 


0 22 سيّدنا میدب الخضير رضي الله عنه - مع الصحابة الأكابر 
المقدّبين من الحضرة النَّبويّة » وكان معدوداً من عقلاء الأشرافي وذوي الرّأي 
من الصّحابة الأنصار . 

٭ وهلذا الصَّحابِىٌ الحصيفُ ممّن وعیٰ الحديث التّبويّ الشَّرِيفَ » ونقله 
عن الحبيب المصطفیٰ ا » ومرويّاته موجودة فى الصحیحین وكتب الحديث 
المعتمدة المعتبرة 
اللہ قال الامام الذهبئ يانه : « له رواية أحاديث » روت عنه عائشة »2 
" وکعت بن مالك » وعبد الؤحملن بن آبي لیلیٰ » ولم يلحقّة » 29 . 


» انظر : تفسير ابن عطيّة ۲ (ص : ۰۸۱-۸۵ وا الرسالة المحمّديّة‎ )١( 
. (ص : ۵۵۲ - 99۲ ) مع الجمع والتصّف‎ 

)۲( « سیر آعلام الثلاء ۰۲ ۶ ) ,و« تاريخ الاسلام » ( عهد الخلفاء الرّاشدین » 
ص : ۲۱۷ ) . 


٤اد‏ وقال ابن حجر ند : «٠روئ‏ عن الى كلل › وعنهہ آبو سعید 
الخدري ؛ وأنسسٌ ؛ وأبو لیلیٰ الأنصاريٌ ؛ وکعب بنُ مالك 
وعبد الإحملن بن أبي ليلع ۰ ومحمَّد بن إبراهيم التّميميَ » وحُصینُ بن 
عبد الرّحمئن ولم يدركاه )۹۷ . 

# وسیّدنا آسید بن الخضیر الأنصاري - رضي الله عنه - أحدٌ الژجال 
لهم الحبيب المصطفیٰ له بالصّلاح والصّفاء » وهلذا ما جاء ذ في الشحيكين 
من نزول السّكينة والملائكة عند قراءة القرآن العظيم . 


3 جاء في ١‏ الصَّحيحَيْن ) : البخاري ومسلم - واللفظ لمسلم - بسند 


عن أبي سعيد الخُدريّ - رضي اللہ عنه ‏ » عن أسيد بن ار رضي أن 
عنه - : ١‏ بينما هو ليلة يقرأ في مزبده ؛ إذ جالث فرسه ء فقرأ » ثمٌ جالت 
خر فقرأ .نم جات ایا ؟ قال أسيد : فخشیث أن تطاً بحیٰ ؛ فضث 
إليها » فإذا مل الظَلّة فوق رأسي ء فيها آمثال الشُژُج ء عرّجَتْ في الجو حى 
ما آراها . 

قال : فغدوث عل رسول الله کيل فقلت : يا رسول اللہ ! بینما آنا 

و ¢ 3 

فقال رسول ال له : « اقرأابن حضير » . 

قال : فقرأث . ثم جال أيضاً . 

فقال رسول ألله ية : « اقرأ ابن حضير » . 


قال : فقرأث » ثمَّ جالت أيضاً . 


)١(‏ ۰( تھذیب الگھذیب » (۱/ ۳٤۷‏ ) ء وقال ابن حجر یب : « وله أحاديث فى 
الصٌحیحین وغيرها » « الإصابة ١(٠‏ / ۱ ) . 


1۲ 


فقال رسول ال لا J:‏ اقرأ » ابن حضير » . 


قال : فانصرفث » وكان یحییٰ قريباً منها ء خشیث أن تطأهُ » فرأیث مثل 


الظُلّه فيها أمثال السّرج » عرجت في الجو حى ما أراها . 


لأصبحث يراها الاس » ما تستتڑ منهم 


(۱) 


فقال رسول الله ئل : « تلك الملائكة كانت تستمعٌ لك ۰ ولو قرأت 
4 . 


آخرجه البخاري في فضائل القرآن برقم : (0۰۱۸) ومسلم في فضائل القرآن 
وما يتعلّق به برقم : )۷۹٦(‏ ء واللفظ له . ومعنی قوله : بینما هو » معناه : بین 

آوقاته . و« مربّده » : بكسر الميم وفتح الباء » وهو الموضغ الذي یس فيه لكر 
كالبيدر للحنطة » ونحوها. و« جالت فرسه» : أي : وثبت + وجالث : من 
الجَرّلان : وهو الاضطرابٌ الشديد ء وكان في ذلك الوقت الفرس قريباً منه ؛ 
اي : ضرسے مربوط إلى جانبه ۰ والفرس يقعٌ علئ الکر والاشی ١‏ 

و١‏ یحییٰ » : ابن سیّدنا أسيد بن الحضیر » والمعتیٰ : أنَّ ابنه یحییٰ كان قريباً من 

الفرس فخشي إن استمرٌ على القراءة أن تدوس الفرس ولده فتوذیه . 
واه : بضغ لاه وتشديد اللام : هي الغاشية ٠‏ وقیل : التحابة . 
وه الشُرج » : جمعٌ سراج » والمعنیٰ : أنّها أجسامٌ لطيفة نورانية مضيئةٌ أمثال 
المصابيح . و« عرجّثُ في الجوٌ حت ما أراها » : أي : صعدت الملائكة وارتفعث 
فيه ؛ لكونه قطم القراءة گی غابت عن بصرہ . و" اقرا این حضير » : قال الا 
ابن حجر اة : « أي : كان ينبغي أن تستمرٌ على قراءتك ء وليس أمراً له بالقراءة 
في حالة الگحدیث ۰ وكأنّه استحضر صورة الحال ء فصار كأنّه حاض عنده لگا رأئ 
ما رأ » فكأنّه يقول : « استمبَ على قراءتك لتستمر لك البركة بنزول الملائكة » 
واستماعها لقراءتك » وفهم أسيد ذلك » فأجاب بعذره في قطع القراءة » وهو 
قوله : « خفتٌ أن تطأ يحي » : أي : خشيتٌ إن استمریث على القراءة أن تطا الفرس 
ولدي ۰ ودلّ سياق الحديث على محافظة أسيد على خشوعه في صلاته ؛ لاله كان 
يمكنه آؤل ما جالت الفرس أن یرف رأسه ۰ که كان بلغه حديث التهي عن رفع 
المصلي رأسه إلى السّماء ء فلم يزفعة حت اشتدٌ به الخطب ۰ ويحتمل أن يكون رفع = 


۳۳ 


2 ۳ : 
٭ ومن مروبّات سيّدنا أسيد ‏ رضی ألله عنه - فى مجال الامر بالصبر عند 


ظلم الولاة واستتثارهم ما جاء في الصَحبحیّن عنه : « أنَّ رجلا من الأنصار 
قال : يا رسول الله ! ألا تستعملنی كما استعملت فلاناً ؟ 


قال : ) ستلقون بعدي أثرةٌ فاصبروا حى تلقؤني علیٰ الحوض 2 


* وفي بیان بعض الأحكام الشَّرعبّة ذكر سيّدنا أنس بن مالك - رضي الله 
عنه - : ١‏ أنَّ اليهود كانوا إذا حاضت المرأَةٌ فيهم لم یواکلوها ولم یجاممُوھا في 


= رأسه بعد انقضاء صلاته » فلهلذا تمادیٰ به الحال ثلاث مرّات » . ١‏ فتح الباري » 
(AI /۸(‏ . 


وقال السّندئٌ كاه في قوله : « اقرأ ابنَ حضير » : ١‏ علمَ من اڑل الأمر أنَّ 
ما حصل لفرسه من علامات أنَّ قراءته مقبولة محضورة » فأمره بالقراءة فى ما بعد » 
لما ظهر فيها من البركات » أو هلذا الأمر منه لبيان أك لا تجعل مثله مانعاً من القراءة 
فيما بعد ء بل امض علی قراءتك فيما بعد » وألله آعلم . و« ما تستتر منهم ) : فيه 
إشارة إلئ أن الملائكة الکرام لاستغراقهم في الاستماع كانوا یستمژون على عدم 
الاختفاء الذي هو مِنْ شأنهم » وفي الحديث منقبة لأسيد بن الحضير - رضي الله 
عنه - ۰ وفضل قراءة سورة البقرة في صلاة الليل ۰ وفضل الخشوع في الصّلاة » وأنَّ 
النّشاغل بشيء من آمور الڈنیا ولو كان من المباح قد يفوت الخير الكثير » فكيف لو كان 
بغير الامر المباح . 

وقال التوويٌ ياه : « وفي هلذا الحديث جواز رؤية آحاد الأمة الملائكة › 
وفيه فضيلة القراءة » وأنّها سبب نزول الوّحمة وحضور الملائكة ء وفيه فضيلة استماع 
القران » . « المنهاج )4( ص : 19۳ ) . 


وذكر مصِتَّمو السّيرة والئراجم أنَّ سيّدنا أسيداً ‏ رضي اللہ عنه ‏ قد حباةٌ اله صوتاً 
جميلاً » مؤثّراً » فكان من أحسن الاس صوتاً بالقرآن . « مختصر تاريخ دمشق » 

.)۳۹۷ / ٤( 
أخرجه البخاري في مناقب الانصار برقم : (۳۷۹۲) واللفظ له . ومسلم في الامارة‎ (١) 


برقم : ( ۱۸4۵ ) . 


۲۱٤ 


البیوت ۰ فسأل أصحاب النَِيَ اة الج ية ٠‏ فانزل الله تعالیٰ : ل وکوک 
عن اَلْمَحیض 4 [ البقرة : ۲۲۷ ] إلى آخر الاية » فقال رسول اللہ كلا : « اصنعوا 
کل شيء إلا التكاح » ۰ فبلغ ذلك اليهود » فقالوا : ما يريد هلذا الرّجل أن یدع 
من آمرنا شیناً الا خالفنا فيه ؛ فجاء آسیذ بن خضیر ‏ وعبّاد بن بشر 
فقالا : يا رسول اللہ ! إِنَّ البهود قالت کذا وکذا » آفلا يجامعوهنً » فتغيّرٌ 
وجه رسول ألله ية حتّی ظننت أن قد وجد علیهما » فخرجا فاستقبلئهما 
هدية من لبن إلى ال ء فارسل في آثارهما فسقاهما » فعرفا ن لم جذ 
علیهما » ”° . 


3 اشتّهر سيّدنا سید بن الخضیر - رضی الله عنه - بمحئّته الشّديدة 
لى گلا » فكان يوقر ای و ويجله ویحرص على قربه » والتَّبِدّكَ به . 

٭ آخرج الحاكم ل في ١‏ مستدرکه » بسنده عن عبدٍ الوّحملن بن 
أبى لیلیٰ » عن أبيه قال : « كان أسيدٌ بن خضیر - رضی الله عنه ‏ رجلا صالحاً 
ضاحكاً مليحاً . فبینما هو عند ر ل ألله ا يحدّث القو > ويضحكهم » 


L1 


قال : ١‏ اقتصّ ) . 


۱ 


)١(‏ «مختصر تاريخ دمشق ) (4/ ۳۹۷) . ومعنی «(وجد» : غضب ؛ 
آقول : « لسیّدنا سید رضي ألله عنه - بضعة أحاديث في ١‏ مسند الامام 
آحمد ۷ ومنها ما آخرجه بسندہ عن عبد الرّحملن بن آبي ليل » عن أبيه » عن 
أسيد بن حضير قال : « إن رسول ألله پل قال : « توضؤوا من لحوم الإبل › 
ولا توضؤوا من لحوم الغنم ع وصلوا في مرابضِ الغنم » ولا تصلوا في مبارك 
الابل » . « المسند ۱۱(۷ / ٥۵ء‏ حدیث رقم : ۱۹۱۱۸۱ ) . 


۳۱۵ 


قال : یارسول الله ! إن عليك قميصاً ولم يكن علي قميص ؛ 
قال : فرفع رسول الله لو قميصّه ۰ فاحتضته » ثم جعل يقيّل كشحه › 
فقال : بأبي أنت وأمّي يا رسول اللہ ۱ ۲۰ . 

# ومن الَحات السّئّة التي حصن بها سيّدنا أسيد إضاءة العصا له . 
وهلا مات في الشحح وره ٠‏ ققد عند البخاري في لناب قضاة 
عنوانه : « باب منقبة سید بن حضير وعیّاد بن بشر - رضي ألله عنهما - 
أخرج بسنده عن انس رضی آله عنه - : ۸ إن رجلین خرجا من عند اش 
في ليلة مظلمة » وإذا نوژ بين أيديهما حتّی تفرّقا » فتفرّق الثُور معهما » . وقال 
معمر » عن ثابت » عن أنس : « إِنَّ أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار » ”° . 


٭ وفي روايةٍ أكثر سهولة عند عبد الرَّزّاقَ » عن أنس : ١‏ ان أسيد بن 
خضیر الأنصاري رضي اللہ عنه » ورجلا آخر من الأنصار تحدَّثا عند 
التي ية في حاجق لهما , حت ذهب من الليل ساعت وهي ليلة شديدة 
القّلمة » حى خرجا من عند رسول أله يك ينقلبان » وبيد كل واحد منهما 


عُصَيّةَ » فأضاءت عصا أحدهما لهما ی مشّیا في ضوتها › 3 حثیٰ إذا افترقث 
بهما الطریق أضاءت للاخر عصاه ‏ حى مشئ في ضرئها ء حتّیٰ أت كل واحد 


(١)‏ أخرجه الحاكم ( ۳ / ۳۲۷ )برقم : ( ۵۲۲ ) . وقوله « خاصرته » : أي : جنبه 
فوق رأس الورك . وفي « الکنز » : « فطعنَ رسول ال ا باصبعه في خاصرته » . 
و« اقتصّ » : أي : خذ مني القصاص . وه کشحه » : الموضمٌ الذي بين الابط 
والخاصرة . وه بابي آنت وأتي » : فيه تفدية السّارع بالآباء والأکھات ۰ وهل یجوژ 
تفدية غير رسول ألله به من المؤمنین ؛ وفي هنذا الامر مذاهبٌ : آصشها نكم 
بلا كراهة » وثانیها : المنع » وذلك خاص به ء وثالثها : : يجوز تفدية العلماء 
الصّالحين الأخيار دون غيرهم . ونقل اهب عن ابن إسحاق 5 له قال : « كان في 
آسید مزا وطيبُ أخلاق ٤‏ سير آعلام الثبلاء »(۱/ ۳4۲) . 

(۲) آخرجه البخاريٌ في مناقب الأنصار برقم : (۳۸۰۵) . 


۳۹ 


منهما في ضوء عصاه حتَّئ بلغ آهله » ۱۳ . 
٭ کان رسول لله يا یکرمْ الأنصار بعامّة » وكان سيّدنا سي رضي ال 
عنه - يطلبٌ من الحبيب الأعظم ی أن يکرم قومّه الأنصار ویکثر لهم من 
العطاء » فيجييّة يي ؛ ويشهدٌ له ولقومه بالعفّة والصّبر . 
٭ رویٰ سیّدنا نس بن مالك رضي اللہ عنه ‏ إكرام الم لو للأنصار ء 
وقصّة آسید بن الحضير معه فقال : « جاء أسید بن حُضیر إلى السب ی وقد 
كان قسم طعاماً ء فذکر له أهل بيتٍ من الأنصار من بني ظَمَرَ » فیهم حاجة » 
و2 ۶ ۰ ۰ 3 اش 1 7 
وجل أهل ذلك البیت نسوة . فقال له الب و : « ترکتنا - يا آسید - حت 
ذهب ما فى آیدینا » فإذا سمعتٌ بشىءٍ قد جاءنا » فاذکز لی أھل ذلك 
البیت ۷ . فجاءه بعد ذلك طعامٌ من خیبر شعيراً وتمراً ؛ فقسم رسول ال لا 
في النّاس ۰ وقسم في الانصار وأجزل » وقسم في أهل ذلك البیت فأجزل » 
فقال آسید بن خضیر متشكراً : جزاك الله أي : نب اللہ - آطیب الجزاء . أو 
قال : خيراً . فقال الب بيا : « وأنتم معشر الانصار » فجزاکم الله أطيبَ 
الجزاء ؛ أو قال : خیراً » فإنّكم ما علمث أعمّة صّبْر » وسترَون بعدي آثرةً في 
الأمر والقسم » فاصبروا حتّیٰ تلقوّني على الحوض ‏ ۲ . 
7 2 بو 2 ۲ mG o‏ ۳ 71 ۶ 
3 وبأسلوبه الشائق يسوق اسید هلذه القصّة التّربويّة فيقول J:‏ آتانی آهل 
f, ۳‏ < 0 »۳ ات 
بیتیّن من قومي : آهل بيت من ظفر » وأهل بيت من بني معاوية » فقالوا : کلم 
لنا رسول آله و يقسم لناء أو یعطینا ‏ أو نحو هلذا ؛ فکلشه 
فقال : ١‏ نعم » آفسم لكل أهل بيت منهم شطراً ء فان عاد الله علينا عدنا 


» انظر في هلذا : « مختصر تاريخ دمشق » ( 5 / 797 ) ء و« شرح حياة الصّحابة‎ )١( 
.)181- 11۳ / 6) 

(۷) «شرح حياة الصّحابة» (۱/ 77 . و بني ظَقَرَ » : بطن من الأنصار . 
و« جلُ ۷ : مُعظم واکٹڑ . وه اجزل » : آوسع واکثر . وه آثرة » : بستأثرون 
بالأموال والفیء وغیره . 


عليهم » . قال : فقلت : جزاك الله خيراً يا رسول أله ! قال : «وأنتم 
فجزاکم آللہ خيراًء فإنّكم ماعلمتکم أعفة صَبْدْ . إنّكم ستلقون أثرة 
بعدي » . فلمّا كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قسم خللا بين الاس ؛ 
فبعث إلى منها بحلّة » فاستصفرتها » فأعطيتُها ابنى . فبينما أنا أصلَّى ؛ إذ مد 
بي شاب من شباب قريش » عليه حلّة من تلك الحُلل يجرّها » فذکرث قولَ 
رسول الله گل : « نکم ستلقؤن أثرةً بعدي » ۰ فقلتُ : صدق الله ورسولّڈ 
فانطلق رجل إلى عمر - رضي آله عنه - فأخبره » فجاء وأنا أصلّي فقال : صل 
يا أسيد ء فلمًا قضيثُ صلاتي قال : كيف قلت ؟ فأخبرثه » فقال : تلك حلة 

بعثت بها إلى فلان وهو بدري أحدي عقبي » فأتاه هلذا الفتئ فابتاعها من 
فلبتها » فظنت أنَّ ذلك يكون زماني ! قلت : قد والله يا أمير المؤمنين - 
ظننث أنَّ ذلك لا يكون في زمانك »° . 


* وكان سيدا أسيدٌ - رضي الله عنه - یجل ميّدنا عمر - رضي ألله 
عنه عنه - ء ویعرف قَدْرَهُ ومقداره بين أجلٍَّ الصّحابة وأعلامهم وأسيادهم > وأسية 
نفسةٌ قال عن سیّدنا عمر يوم تولّئ الخلافة : « اللهم أَعْلَمُهُ الخَيْرَةَ بعدك یرضیٰ 
للرّضا » ويسخط للسّخط ء الذي يُسِدُ خير من الذي يُعلن » ولم يل هنذا الأمر 
أحد أقویٰ عليه منه » 9 . 


۰ ۳۹ سے یم اس 1 0 
# ومن اللطائف الأنْسيّةِ التي ترشح من سيرة سيّدنا أسيد ‏ رضي اللہ 
عنه - أمنيته أن یکون من أهل الجنّة > وقد شهدت له بهلذه التّفحة أمّنا 


)۱( + مجمع الرُوائد ( ۱١‏ / ۳۳) » و« مختصر تاريخ دمشق »( 5 / ۳۹۲) . وقوله 
« بدري آحدي عقبي » : اي : حضر غزوة بدر وأحد » كما حضر بيعة العقبة » 
وحظي بالمعيّة الُوفَة ‏ وهلذا ذروة الرف والخیر . 

(۲) انظر : ۱ طبقات ابن سعد ) (۳/ ۱۹۹)ء وقوله «الخیرة » : هومن 
اختاره الله عر وجل - . و« للرضا » : أي : لأجل رضا الله تعالیٰ ؛ ومثل هنذا 
يفسّر في قوله : للسّخط . 


۳۸ 


الضّدّیقة بنث الصّدٌیق عائشة بنتُ سئدنا أبى بكر - رضی ألله عنهما - 
قالت : « کان سید بن خُضير ‏ رضي اللہ عنه - من آفاضل الاس ء فکان 
یقول : لو ي أكون كما آکونُ في حال من أحوال ثلاثة لکنث من أهل الجلّة » 
وما شککت فى ذلك : حين أقراً القرآن » وحين آسمعه » وإذا سمعث خطبة 
رسول آله بل + وإذا شهدت جنازة » فما شهدت جنازة قط فحَدَّئْتٌ نفسي 
بسوئ ما هو مفعول بها ء وما هي صائرة إليه » “ . 
چا وهلذه قبسة منيفة ؛ تدل على أخلاق أسيد اللطيفة » وتجلو طبیعته 

الوفیّة » نتعلّم من خلالها فنون الصّبر والگناء » وھلذم القبسات الجميلة تدل 
عليها أطه الطاهرات أَشُنا الصَديقة ة بنث الصدیق عائشة - رضي الله عنها وعن 
أبيها » وحشرنا في معيّتهما تحت لواء سیّدنا وحبيبنا محمّد رسول اللہ ہل - 

تقول أمّنا عائشة : « قدمنا من حجٌ أو عمرة » قينا بذي الخُلِفة ‏ وكان 
غلمان الأنصار یتلقُون أهليهم ؛ فلقوا سید بن الحُضير ‏ رضي أله عنه -. 
فنعوا له امرأته » فتقئّم وجعل يبكي » » فقلت : غفر الله لك » أنتَ صاحت 
رسول اللہ پل > ولك من السّابقة والقدم مالك » وأنت تبكي على امرأة ؟ ! 
قالت : فکشف رأسه » وقال صدقت لعمري حقي أن لا أبكي علیٰ أحدٍ بعد 
سعد بن معاذ ء وقد قال له رسول ال يل ما قال ! ! ۱ 


قالت : قلت له : وما قال له رسول أله عل ؟ 
قال : « لقد اهترٌ العرش لوفاة سعد بن معاذ » . 


۲( ۶ے کات ں‎ ۲ r 
» قالت : وهو يسيرٌ بيني وبين رسول الله پل‎ 


۰ ۳۱۳ /۳ (۷ ۳۹۷)ء و( شرح حياة الصّحابة‎ / ٦(٢ «مختصر تاريخ دمشق‎ )١( 
. ) ۱۹۱۱۵۱ : )برقم‎ ٤٤ / ۷ (۷ والحدیث آخرجه الامام أحمد في « المسند‎ 

(۲) آخرجه الامام آحمد ( ۷/ ٤٤‏ ) برقم : (۱۹۱۱۷) ۰ وانظر : « مختصر تاریخ 
دمشق » ( ٤‏ / ۳۹۲ ۳۹۳ ) » و« شرح حياة الصَحابة ۲( ۳ / ٠١7‏ ) » وغیرها . 
وقولها « الحخليفة » : بالتصغیر على وزن جهينة » ویقال : ذو الحليفة : قرية بظاهر- 


۳۹ 


وفائه ووصيلہ : 

٭ مضت الحياةٌ بسيّدنا أسيدٍ رضي اللہ عنه - وهي غنيّةٌ بالعطاء 
والفداء » والاخلاص للاسلام » ونبیع الاسلام , ی حظيّ بشهادة تقدير 
ومرتبة | الشرف التَّويّة من الدرجة الأولئ » حیث أثذا ول عليه رسول الله لہ کل 
بقوله یم الّجل سید بن حُضير » 20 . 

0 + وتوفي رسول أله ول وهو راض عن أسيد بن ضير » وائیت سید 
أسيد يوم بيعة أبي بكر الصَّدَّيق بأنَّه ‏ ذ نم الؤجل » ء فقد وقف موقفاً كريماً دل 
على حصافتِه من خلاله » وحسم الأمرّ فقال مخاطباً الأنصار من 
قومه : « تعلمون أنَّ رسول الله ية كان من المهاجرين » فخليفته إذن ينبغي أَنْ 
يكون من المهاجرين ۰ ولقد كنا أنصارٌ رسول آله ية » وعلينا أن نکون أنصار 
خليفته » وتمّثْ بيعة الصَّدّيق بعد هلذه الكلمات الصَّافية التى تعبّژ عن الحقٌ 
والصّدق » وصدق الحبيب المصطفی ی عندما قال : « نعم الوّجل أسيد بن 
حضير ) . 


= المديئة المنوّرة على طريق مكة المگرمة » بينها وبين المديئة تسعة أكيال » تقع بوادي 
العقيق عند سفح جَبّل « عَيْر » الغربي ۰ ومنها تخرج في البيداء تجاه مكة » وتعرف 
الیرم باسم « أبيار علي » وهي ميقات أهل المدينة » ومَن مرّبها حاجأً أو معتمراً ء وبها 
مسجد الشجرة ة . و« تقنّم » : تغشّ بلوب . وه السّابقة ۷ : الخضلة المفضّلة اما 
الّعادة وإمًا البشریٰ بالتّواب من اللہ عر وجل - » وإما التّوفيق للطّاعة . 
والجمع : سوابق . و« القدم» : أي : سابقة خير ومنزلة رفيعة . 
و« اهت » : تحرّك فاستعمله بمعنیٰ الارتياح : أي : ارتاح لصعوده حين صعد به ؛ 
واستبشرَ لكرامته علئ ریّه ؟ وقيل : أرادَ فرح أهل العرش بموته » وقيل : هو كناية 
عن تعظيم شأن وفاته نحو : أظلمت الأرض لموت فلان » واألله تعالئ أعلم . 

)۱ « تحفةالأحوذيّ بشرح جامع ارم ذي ۱۰۱ / ۲۹١‏ ) ۰ حدیث 
رقم : (۳۸۸۲۱) . وانظر : « طبقات ابن سعد » (۳/ ۰۵ ) > و« الإصابة » 
/١(‏ 58). 


۳۳۰ 


٭ كان أسيدٌ ‏ رضي الله عنه - محبوباً في قومه بني عبد الأشهل » فكان 
إمامهم » وقد آتاه الله عر وجل - صوتاً جميلاً في القرآن » وصادف ذات مرّة 
أن ألم به مرضٌ » واشتکی منه » ثم حرج إلئ قومه ۰ فأمروه أن بقع فیصلي 
بهم ‏ فقال : ١‏ إِنّي لا أستطيعٌ أن أقوم » . 

قالوا : ١‏ لا يصلَّي لنا غيرك ما كنت فینا » . 

قال : « فاي لا أستطيعٌ أن أصليّ قائماً » فاقعدوا » . 

فصلیٰ بهم قاعداً » فصلوا وراءه قعوداً » ١١‏ 

٭ ولمًا قدمَ سيّدنا عمر بن الخطّاب ‏ رضي اللہ عنه ‏ الشَّامَ » قدم معه 
سيّدنا أسيد » وشهد معه الجابية » وكان مقدماً على ربع الأنصار » وشهد معه 


م 5 چو (٢(‏ 


٭ وکانت أمّنا عائشة - رضوان اللہ عليها ‏ تكثز من الّناء على ملذا 
الصحابي الفاضل العَالِم بقولها : « ثلاثة من الأنصار من بني عبد الأشهل لم 
يكن أحدٌ يعتدٌ عليهم فَضلاً بعد رسول الله ما : سعد بن معاذء وأسيد بنْ 
۳ عتا عو 8 و ۱ ۳( 
حضير » وعباد بن بشر - رضي الله عنهم - . 

7 ظلّ سیّدنا أسيدٌ مرعي الجانب في عَھْد الخلافة الراشدة » وكان سیدنا 


عمر - رضي الله عنه - يحب ویجله وینزله من نفسه منزلة الأخ الق » وأثبت 
سیّدنا عمر ذلك عندما توفي أَسیدٌ - رضي اللہ عنه - 


)١(‏ «الاستبصار ۱۲.ص : ۹ و« مختصر تاريخ د مشق »( 4 / ۳۹۸ ) مع الجمع 
والتصرف . 

)۲( ( مختصر تاريخ دمشق «(4Y - ۴۹۱ / ٦(٤‏ ول سير أعلام الثُلاء ع2 
(۱/ ۳۱ )مع الجمع بينهما . 

(۴) «سیر اعلام الثلاء » (۱/ ۳۳۸ ۳۸۲) ۰ و« الاستبصار » ( ص : ۰۲۱۲ 
و« مختصر تاریخ دمشق ۷( / ۳۹4 ) . 


۳۳۱ 


٭ آورد ابن سعد وغيره هلذا فقالوا ما مفادہ : « مات أسید بن 
خُضَيْر - رضي اللہ عنه - وترك عليه أربعة آلاف درهم دی > فیک ارض 
فقال عمر - رضي آلله عنه - : ترك بني أخي عالة ؟ ! فر الارض » وبعث إلى 
غرمائه فقال لهم : هل لکم أنْ تقبضوا کل عام ألفاً ؟ - وکان أسيدٌ قد أوصئ 
إلى سیّدنا عمر ء فنظرَ في وصيّته فوجد عليه أربعة آلاف - . 


قالوا : نعم يا أميرَ المفنین . 


فاروا ذلك ۰ فکانوا یقبضون في کل عام آلف درهم ؛ 

عمر - رضي الله عنه ثمرَ نخله أربع سنین بأربعة آلاف ۰ وقضی یه » ۲۲ . 
4 

٭ كانت وفاة سیّدنا آسید بان الخلافة العمريّة » قال محمود بن 
لبيد : ١‏ توفي سید بن الشحضیر في شعبانَ سنة عشرین » فحمله عمر بن 
الخطّاب بين العمودّيْن من بني عبد الأشهل » حتّیٰ وضعه في البقيع » وصلى 
عليه بالبقيع » ۲۳ . 

* وقيل : (إِنَّ سيّدنا عمر - رضي الله عنه - حمل نعْشّه بنفسه بين 
الأربعة الأعمدة » وصلى عليه » وأوصیٰ أسيد إلى عمر » ( . 


۷ رضي الله عن سيّدنا أسيد » ذي الرّأي السّديد » والأمر الوّشید › 
وحشرنا في معيّته معيّته انّه حمید مجید . 


ھ ك سر 


)١(‏ «طبقات ابن سعد ۷ (۳/ ٦٦٦)ء‏ و«أسد الغابة» (۱/ ۱۱۳) ترجمة 
رقم : (۱۷۰) » و« مختصر تاريخ دمشق ۲( / ۳۹۸ ) ء و« سير أعلام التّبلاء » 
(۱/ ۳۶۲ ۳:۳ )مع الجمع بينها . 

(۲) « طبقات ابن سعد ۷( ۲۰۰/۳ ) . 

(۳) -«الاستبصار ۷( ص : ۲۱۵ ). وا الاستیعاب ۱(۷/ ۳۳) . 


۳۳۲ 


ہے 5 
سں ا سے ای 
جه جر جوم 


ہمہ 


2 و 
۷ 9 ۰ 
حمسا 
riyê‏ بن عدي 
3 مح ودود لس لد الأنبياء محمد رسول أله مَل . 
۳ 





5 من خيار الصحابة القرّاء الفقهاء المخلصیسن ۲ 
٭ قُتِلَ شهيداً بأيدي المشركين ؛ وضَّرّبٍ مثلاً عظيماً في الوفاء . 


۳۳۳ 


5 
عل 


ہے 7 
سس“ گے ري 
ہے ١ن‏ لازو ی 


۱۸۱۰۸۷۱۸۷ ۲۲۱۵5۱۸۷۸2۲2. 


33 
جى سے فی 
سکس ١ن‏ کرو ںی 


۸۷۱۷۸۷۱۸۷ ۰ ۲۲۱۵5۸۵۲2]. 


الرجل المحبٌ : 

٭ انطویٰ هذا الؤجل على الاسلام ؛ لاله رأیٰ في کنهه حقيقة ذاته » 
ولقي في سماحته عناصرّ فطرته ‏ ووجدّ مع نبيّه ی الجا فتلاشی في 
محيّته » وأخخلص لدینه إخلاص الأصفياء » فکان من المٌعداء ؛ وکان من القوم 
الذين هم في طرّق الخیرات ساعرن » « و هر هم رَعَهْدِهِمَ غود 
[ المؤمنون : ۰۸ المعارج : 77 ] . 

د اسلم هلذا الصحابي مع غیره من رجال الانصار الذین يُؤثرون على 
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة > ویژوون وينصرون بکل نان وججودٍ وشجاعة : 
ولا نعلع كيف أسلم في البداية ؛ إذ لا تسعفنا المصادر بمعلومات قبل الصّدئ 
وتروي العَلَةَ في هلذا المضمار . 

٭ هنذا الصَّحابِنُ المحبٌ المخلص للحبيب المصطفی گل هو خبیب بن 
عديّ بن عامر الأنصاريّ الشّهيد 2 » أحد الصّحابة الأخيار الأجلاء » الذين 


)01 «الاستبصار» (ص : ۳۰۵ ٦۷۷۰ء‏ و« سير أعسلام اللا ) 
544-1450 ). وه حليدٌ الأرلياء » (۱/ ۰6۱۱6-۱۱۲ وہ أسد الغابة » 
044-70 ) ترجمة رقم : ( ۱4۱۷ ) » و«الإصابة » (۱۱/ ۰11۱۸ 
و« الاستيعاب ) ٣٣٤ /١(‏ ۔ ٣٤٤‏ ) » و« البداية والٹھایة ) ( 4 / ۰1۹-۲ 
و« تفسیر القرطبی 4( ۱۱ / ۰۳۰ ۳۲) » وغیرھا ما لا یحصیٰ . 


Yo 


رسموا أجمل صور الحبٌ والوفاء » في تاريخ سیّد الأنبياء » على صحائف 
السّيرة الغكاء . 
٭ وسیّدنا خبيبٌ بن عديّ ‏ رضي آله عنه - من عليا قباتل الأنصار » من 
ني شین وهم بطن من بون الان ار ۾ 
4 قال ابن دريد یله في « الاشتقاق » : « واشتقاق جَحْجَبَى من 
الجحبية + وهو الود في الشّيء ٠‏ والسجية لاب خب يجحجيٌ 


+ قال الفیروزآبادي : : ( جحجب العدو : أهلكه . وفى 
الشيء : تردّد » وجاء » وذهب . وَج : اسم . وجَحجبی : حي من 
الأنصار » ۲ . 

ف وافتتح ابن عبد الب له ترجمته في « الاستیعاب » 
بقوله : ١‏ خبيبٌ بن عدي الاأنصاري الأوسيّ من بني جحجبی . > شهد 
درا » ریز یرم لجع مع زب بن الدّثنة » فانطلق المشركون بهما إلى مكَّة 
فباعوهما ...2 » ۳ 

# من خلال هلذه المعلومات ندرك أنَّ سيّدنا خبيباً كان من مشاهیر 
السَحابة » وأعیان الأنصار الأخيار » وقد سجّل سبقاً میموناً فی دیوان 
المکارم » وسماء العظائم . 

3 وسيّدنا خبيبٌ بن عدي - رضي اللہ عنه - من أهل بدر الذین نالوا 
السّعادة في الذَارَب ن باذن اللہ عر وجل . 


. )باختصار‎ ٤٤١ - ٤٤١ : «الاشتقاق »( ص‎ )١( 
. 4 القاموس المحیط ۲( ص : 85 )مادة : ( جحجب‎ ( (١ 
. (الاستيعاب )(۱/ 1۳۰ ) بتصورّف يسير‎ )۳( 


۳۳۹ 


۱ 1 7 7 ۲ ھی ےہ و 
٭ وعن شهوده بدرا بمعّة رسول اللہ الا بفول 
ابن الأثير ل4 : « خبیب بنْ عدی بن مالك . . . الانصاری الأوسیُ » شهد 
7 7 کالہ + (۱) ۱ 
بدرا مع رسول الله لا » " . . 
۱3 


٭ ويوم بدر قاتل سيّدنا خُبيب - رضي آله عنه - قتالاً شدیداً » حى 


7 3 


أصيب بضربة قويةٍ في شقه » فعالجه رسول اللہ ا فعوفي بإذن ألله تعالیٰ . 


٭ أخرج هلذا الخبر الإمام البيهقي که في ١‏ دلائل النْبِوَة » بسنل رفعه 
إلى ابن إسحاق ر نه قال : ١‏ أخبرني خبيبٌ بن عبد الرّحملنء 
و 7 3 27 


و م 


رسول اللہ 5 هھ1 98+ . 


خبیب في بعثةٍ نبويّة 

٭ كان سيّدنا بيب رضي اللہ عنه - أحد رجال الصّحابة الأخيار الذين 
نعموا بالإسلام » فأقبل على المجالس النَّْويّة ينهل من العلوم کل فنّ ونوع » 
حى غدا من الصَحابة الفُقهاء المُعلَِین » ولھلذا اختارہ التي بي في بعثة 
علميّة لإقراء القرآن الكريم » وال في الدّين » ضمن ثلّة من كُبّراء المهاجرين 
والأنصار . 


(۱) « آسد الغابة ١(٤‏ / /ا9ه ). 
(؟) «دلائل الت » للبيهقئ (۳/ ۹۷ 98 ) ء وهلذا الأمر من دلائل اللوَۃ الظّاهرة 
للعيان أمام الصّحابة الكرام . ومن الكرامات الَبوية والڈلائل العظيمة التي حدثت يوم 
بدر أن سيّدنا قتادة بن التعمان الأنصاريّ - رضي الله عنه - قد آصیبت عينه يوم بدر » 
فسالت حدقته على وجلته » فأرادوا أن يقطعوها » فسألوا رسول أله اة › 
فقال : ١‏ لا) فدعا به فغمز حدقته براحته » فكان لا يدري أي عينيه أصيبت » . 
« دلائل اوه » للبيهقن ( ۳/ ۱۰۰ ) ء وکان ابن قتادة ينشد : 
آنا ابن الذي سالت علیٰ الخد عيئهُ ‏ فرذت بكفٌ المصطفی یمسا رڈ 


۳۳۷ 


٭ ومن العجيب أنَّ سيّدنا خبیباً - رضی اللہ عنه - قد امتّحِنَ امتحاناً عجيباً 
في دینه ء فثبتَ على الحقٌ ثباتاً آدهش قاتليه ء حت أسلم معظمُهم فيما بعد 
ونعموا بالإسلام كما تیم هو والصّحابة الكرام من قبل ورشدوا . 

اد كانت محنة سیّدنا خبیب ۔ رضي الله عنه - في بعث الرٌجیع عقب غزوة 
أحد » وکان فيه بطولات فدائهة 2 باهرة کشفت عنها الشّدائدٌ والمحنٌ » وللکگھا 
آقامت بهلذه الفداتيّة منائر اليقين واللبات والارتقاء > وجعلت كلمة الکفر في 
عهوده هي الشُفلیٰ » وداست عليه بأقدامها » ولم تعطها شیئاً من الثّقة بها 
وهي تری الموت يحمّها من جمیع جوانبها . 

# وقد ظهر في رجال هذا البعث -بعث الرّجیع - - من قوّة الحت 
الإيماني لرسول أله كل > عند آصحابه الذین كانت رقابُھم تحت مرهفات 
الشّيوف » وهم ينظرون إلى الموت یسرغ نحوهم ليتخطّفهم ء فلا يرضئ أي 
واحدٍ منهم أن يُصَابَ رسول ال 2 بشوكةٍ یُشاگها » وهو للا في مكانه بين 
أصحابه آمناً مطمئناً > وینجوّن بأنفسهم من الموت المحقّق . 

4 والوجیع ”الذي سمي به هلذا البعث موضع لديل بين مگة وعسفان 
بناحية الحجاز » كانت الوقعة بالقرب منه ۰ فسمّيت بے . قال 
الواقدی 2ی : « والوّجيع على ثمانية أميال من عسفان » وكانت وقعتّه سنة 
آربع للهجرة » على رأس سِنَّةِ وئلائین شهراً منها » . وهلذه الوقعة المروعة 
جاءت من بل القبائل الحجازيّة » ومن جیران الحرم بالات آهل مكّة ء وکان 
ضحایاها نف یعون عشرة من خیار رجال الصَحابة » وقد مثل الغادرون 
بالؤجیع أحطً آلوان الغدر والخيانة والفجور » فالی تفصیل ذلك وبیانه . 

كيف غدرٌ المشرکون بخبیب ؟ 

* قدم على الا رهط من عضّل والقارة من الهون بن خزيمة بن 


)١(‏ « الرجیع » : هو في الاصل اسم للرّوث » سمّي بذلك لاستحالته . والمرادٌ هنا اسم 
موضع من بلاد هذیل » كانت الوقعة بقرب منه » فسمّیت بذلك . 


TYA 


مدركة في شهر صَفْرَ من لو الرابعة من الهجرة » ونظامروا أمامه َل باجم 
رضوا بان ربّاً » وبالاسلام ديناً » وبه رسولاً ونيا » ثم طلبوا منه ل أن پوفد 
معهم ثلة من أصحابه من أهل العلّم والفقه ء تین یعلموهم دين الاسلام ‏ 
وقالوا : ١‏ یا رسول اللہ ! إن فینا إسلاماً > فابمث معنا نفراً من أصحابك 
یفقهوننا في الڈین ۰ ویقرئونا القرآن » ویعلموننا شرائع الاسلام » . 

# استجاب الحبيبٌ المصطفی الصادق المصدوق 236 لرغبتهم ۰ وبعث 
معهم عشرة من خيار صحبه وکانوا سثّةَ من المهاجرین ‏ وأربعة من الانصار 
فیهم سيّدنا بيب بن عدي رضي اَل عنهم أجمعين ‏ » وجعل علیهم رئيساً 
وأميراً سيّدنا عاصم بنّ ثابت أحد الرجال الابطال الؤماة المشهورین في عالّم 
الفروسيّة والقوّة والرّمي » وقد صرع عاصم پنباله اثنين من حملة لواء فریش في 
غزوة أحد 

٭ غادر خبيبٌ وصصحية الفقهاء القّرّاء المدينة مُوذعین من چم 
رسول الله بيا ء واتجهوا جنوباً نحو مكّة المكرمة » وهم يصحبون الخائتین 
الخضماء الذين وفدوا إلى المدينة النَبِوّةَ متظاهرين بالإسلام وخسن 
الأحدوثة » ولمًا وصلوا إلى الرّجيع غدر بهم الخائتون الذين نظاهروا 
بالإسلام ؛ وطلبوا بتعائهم من رسول امن قومهم ليعأْمرهم الإسلام . 

٦‏ وفي الوّجيع ملت قبائل تلك المنطقة من هُذيل أ أسو أ آنواع الغدر, 
وآبشع أساليب اللوم » وأحقر 7 آلوان الخسّة والدّناءة . فبينما کان خبيبٌ وثلة 
الصّحابة آمنین مطمئنين في رحالهم حول الماء » ومعھم رجال الوفد الغادر ے 
إذا بھلؤ لؤلاء الرّجال الغادرون یتسلّلون واحداً تلو الآخر من بين ُبیب وصحبه » 
ثم يتّجهون نحو قبيلة هذيل ء فيستصرخونها عل رجال المسلمين الآمنين ؛ 
طالبين منها أن تشارکها في الغدر بهئذا الوفد العلمي والرّجال الفقھاء 
المسالمين ؛ الذين لم یفگروا ملق في الحرب أو العدوان على أحد مهما كان 
شاه . 


٭ وميا يدعو إلى الَال أن قبيلة هذيل استجابت لداعی الخسّة والغدر 


۳۳۹ 


المبیّت ؛ إذ لم يَرُعْ خبيب بن عدي ومَنْ معه من رجال البعثة التفقيهيّة التي 
لا يتجاوز عددها العشرة » إلا الرّجال الغادرون بأيديهم سيوف اللؤم نقطر 
باللّذالة » وقد أحاطوا بالمسلمين من كل جانب وقد ارتسمت على وجوههم 
إمارات الغدر والحقد . 


٭ ولا رأئ المؤمنون المُقَهّاء ذلك هيُوا مسرعين إلى أسيافهم ليقاتلوهم 
ويدافعوا ع عن آنفسهم > وللكنّ الجبناء الغادرين خافوهم لگا رأوا شدَّة 
المقاومة » وضراوة القتال » وثوران الدّماء في عروق المسلمين » وطلبوا منهم 
أن يكرا عن القتال »> وعرضوا عليهم الأمان وقالوا : :اا وا ل 
قتلکم ۰ وللكنًا نرید أنْ نصیب بكم شيئاً من أهل مكّة » ولكم العهدٌ والمیثاق 
ألا نقتلكم » . 

3 نظر خبيبٌ وصحبُه فيما بينهم > وتدارسوا هلذا العرض من 
المشركين » فقرّر سبعة منهم أن يقاتلوا المشركين » وشدٌ هلؤلاء على 
الغادرين ٭ وقاتلوهم قتالَ الأسّد الصواري » بيد أن كثرة الهذليين تغلّبت على 
هلؤلاء الأصفياء » فكانوا جميعاً في عداد الشهداء . 

٭ أمَا اللَلائة الآخرون وهم : خبيبٌ بن عديّ » وزيد بن الدّئنة » 
وعبد الله بن طارق » فقد رأوا آلا فائدة من مناوشة الغادرين ومقاومتھم ‏ 
ووثقوا بالأمان الذي عرضه عليهم الهذليّون ؛ فاستسلموا » فأسرهم هلؤلاء 
الأقاكون » وأوثقوهم كتافاً » ولم یرعوا لهم حرمة . 

ak‏ وبعد أن 7 تمّ للمشركين ما أرادوا من اسر خبیب وصاحبيه » أسرع بهم 
الهذليّون إلى مكّة لیبیعوهم فيها لمش ركي قريش » الذين تعلم هذيل أنه يسرّهم 
جداً أن يقح في آیدیهم أمثال هنؤلاء الرّجال من أصحاب رسول ال اة ء ممّن 
كان لهم أیاد بیضٌ ۰ وآثارٌ جسّان في غزوتي بدر وأحد . 

٭ غير أذ واحداً من هلؤلاء اللّلاثة » وهو عبد الله بن طارق البلويّ 
حليف بني ظفَرَ » ندم لاستسلامه » فلمًا كانوا بالظهران انتزع يده من القيد » 


۲۳۰ 


وأبئ أن یصحبّھم » واختطف سيفاً فقاتل القوم وقال : «د لي بهلؤلاء 
أسوة » ؛ يعني : الذين قُيَلُوا من أصحابه » فتکاثر الجبناء حى قتلوه ولحق 
بركب أصحابه الشّهداء ‏ رضي الله عنهم أجمعين - . 
* وما أجمل أنْ نأخدً قسطاً من الأدب » نشحذ من خلاله الهمم ء ثم 
نتابعٌ الرّحلة مع سيّدنا خبيب ‏ رضي ألله عنه ‏ + فلنقرأ التغريدة الاتية : 
رفط من الأعراب جساؤوا للمدينة وافدين 
لاقوارس ول الله قالوا قد أتّيناراغبين 
ووراءنسا أقوامنا قد أسلمٌّوا في المسلمين 
فاختار خير الخلق عشراً من خيار المسومنین 
كي يذهبو ويعلّموا هل الشّلال المجسرمیسن 
وَصَنُوا إلى ماء الرّجيع على طريق الذّاهبين 
المُنلمون يُرافقون لغادريههم مين 
وصلُوا هناك ليستريحوا من عنساء متعبیسن 
وإذا بسرفقتهسم تنادوا في شطذيل صارخين 
فورأأحاطوا بالرجال المسلمين الائمین 
تسالوا لهسم لا لا تخساف وا ولتكونوا آمنين 
لسا نریے ققالكم نعطيكم العهدّ المتين 
لكن نریڈ نصيبُ شيئاً من قريش بائعين © 
تحب محمّداً ؟ 
* كانت رحلة الهذليين إلى مكّة رحلة نكدة ملیئةً بشگی آنواع المتاعب ؛ 
إذ لم يدخل القومٌ مكّة إلا بأسيرين اثنين هما : خبیبُ بن عديّ ۰ وزیدُ بن 


. )بتصوّف واختصار‎ ٠٠١-98 / ۳ (۲ تغريدةالسّيرة التَمَويّة‎ ١ )١( 


۲۳۱ 


الثنة » ولگا كانت الحالة يوم ذاك بين المدينة ومكّة هي حالة أخْدِ ورڈ 
وحرب ومناوشة ؛ فقد دلف السُرور إلى زعماء مكة وأكابر مجرمي 
المشرکین » وفرحوا بأسر هلذين الوّجلين » وآخذوا في مساومة هذیل 
لابتیاعهما بغية الانتقام من المسلمین بالمدينة بقتلهما . 

* ذکر ابن سعد ده فى « الطّبقات الکبری » : بأنَّ صفوان بن أميّة 
الجُمحى قد اشترئ زیڈ بن الثنةء ثم قتله بأبيه أميّة بن خلف الذي قله 
المسلمون في غزوة بدر الکبریٰ » وأنَّ حجیر ؛ بن آبي إهاب التّميمي اشتریٰ 
خبیب بنَّ عديّ » وسلمه لعقبة بن الحارث بن عامر ليقتله بأبيه الذي لقي 
مصرعه على آيدي المسلمین . ۲ ۱ 

٭ فکیف قتل المشركون الأسيرين ؟ وما الخطواث الأخيرةٌ في حياة 
سيّدنا خبيب بن عديّ ؟ ! حسناً فَلْتَهْهِدْ ذلك المشهد التّديّ . 

٭ كانت هلذه الأحداثُ قد تثت في الأشهر الحرم » وكان مشركو مك 
لا يقتلون أحداً » ولا يقاتلون أحداً فيها حى تنقضي تنقضي ۰ لذلك لم يستطيعوا أن 
ينمذوا حکم القثل في الأسيرين ¿ الكريمين خبيب وزيد » حى تنقضي هلذه 
الأشهر التي لا يحلّون فيها سفك الدّماء ولو بأسراهم !!! 

0 لهلذه الشروف الطّارئة » ولهلذه العقائد الجاهايّة المضطربة 
المتناقضة » أُوِعٌ الأسيران السّجن » وأخذت قريش تنتظژ مرور الأشهر الحرم 
بفارغ الصَّبر » حل تثار بزعمها من رجلین أخذا غدراً وخيانة من قبائل مناوئة 
للاسلام ء وی الإسلام » ولم تأخذهما في ساحة الشرف والجلاد والصّدام . 

٠‏ ولا انقضت یام هلذه الأشهر فتل مجرمو المشركين أسيريهما بطریقة 
وحشية خسيسة » في حين أن الأسيرين استخخًا بهم » وسخرا متهم شه 
السّخرية » وسلا فى دیوانِ الخالدين أوفیٰ آيات الحبّ والفداء للحبيب 
المحت محمد رسول اللہ يله . 

٭ بدأت ساعاث الشّهادة تقترب من خبيب وزيد لتنقلهما العناية الإللهيّة 


۳۳۲ 


إل الحياة الحقيقيّة » حتّی پُرزقان عند رهم في جتّوٍ عرضها السّملوات 
والأرض أعدّت للمتقين » وكذلك جزاء من عمل بالتّقوی وحظي بالشهادة في 
سبيل ألله » ومحبّة خالقه عر وجل : ومحيّة رسوله الآمین الحبیب 

٭ ومن عجیب آمر المشر کین في ُمٌ القریٰ وصفاقة معتقدهم ؛ آنهم 
کانوا وقت ذاك لا يستبيحون سفّك الام داخل حدود الحرم المکی ء ولمًا کان 
أمرهم ھلذا فقد خرجوا بخبیب وزيد إلئ ما وراء حدود الحرم في مكان 

يستئ ؛ التتعيم ؟ ا حيث قُتل الصحابيان في سبيل ألله عر وجل . 

٭ ما زید بن الات فقد سلمه صفوانٌ بن أمّة إلى مملوك له 

يسك : « نسطاس ۲ وآمره بقتله فَفَعَلٌ › وکان ذلك آمام جمع من النّساء 
والصّبيان والعبید وبعض کبراء القوم كأبي سفیان بن حرب ‏ وابنه معاوية › 
وسعید بن عامر الجمحيّ وغیرهم . 

٭ آظهر مدذان الرّجلان المتألقان القویّان بالاسلام : خُبيبٌ 
وزیڈ - رضی اللہ عنهما - آشکالا وسمات من اللّبات على العقيدة لا یقوی 
علیها إلا الأتقياء المخلصون ‏ والا الأصفياء المحبّون ۰ وهنذا الات الشجاع 
جعلهما في أرفع مستویات الصّديقين الضّابرین ۰ والشٌهداء السَالحین . 

# والیکم هلذه الصّورة المتألّقة والقبسة الايمانية من زید بن الدَثنة 
فحینما قُدّم للقتل اجتمع رهط من قريش فیهم أبو سفیان » فقال له ممتحناً 
ومازتاً بآن واحد : « آنشدك ألله يا زید » أتحتٌ أنَّ محمّداً عندنا الآن مکانك 


ار - کې سه 1 
تضرّت عنقه » وآنت فى أهلك ؟ ! » ۰ 


)۱( « التّنعيم » : مكانٌ يقعٌ بين مكّة وسّرف » ومنه عمرة التّنعيم . قالوا : سُّمّي بذلك 
باسم شجر معروف في البادية . وقیل : سمّي بذلك لاد جبلا عن يمينه يُقال 
له : نعيم » وآخر من شماله يقال له : ناعم ؛ والوادي : نعْمان . ومنه يحرم 
المكيّون بالعمرة . وفیه الآن مسجد کبیر يسكّل : « مسجد عائشة » وهو من أحياء 
مكة القريبة من الحرم . 


۳۳۳ 


٭ بسرعة البرق الخاطف ؛ والرّعد القاصف ؛ أَجابّ زیڈ دون تردّد 
إجابة المؤمن الوفي الصادق : ١‏ لا واللهرما أحبٌ أن محمّداً گل الآن فی مکانه 
الذي هو فيه تصیبه شوكةٌ تؤذيه ء وأنّي جالس في أهلي ۰ . ۱ 

٭ كاد أبو سفيان أنْ يذوب أسفاً وغیظاً من هنذا الفداء » وهلذه المححّة 
من الأنصار هلؤلاء > وراح یلتفت إلى من حوله في دهش وذهول . ثم 
انبجست شفتاه عن كلمة حقّ في حقّ الوّسول قللِؤفقال : ١‏ ول ! ما ری من 
الاس أحداً يحب أحداً » كحت أصحاب محمّد محمّداً ؛ . وصدق أبو سفيان 
فيما عر عنه بهلذه الكلمات الموحيات الموقظات » فما عرفت البشريّة فى 
تاريخها الطّويل العريض رجالاً يحون أحداً حب الصّحابة الأبرار » ال 
المختار يكل ؛ إذ إِلّهم بهلذه المحيّة الصّادقة لله عر وجل ۰ ولرسوله ككل 
بلغوا الها » ومعارجٌ الکمال » فكانوا بحقٌّ سادة اليّجال » وعنوانَ الجلال ء 
وزينة الأجيال . 

٭ وبعد ذلك استيقظ أبو سفيان من دهشه وذهوله » وتقدَّم نسطاس من 
سيّدنا زيد بن الدثنة -رضي اللہ عنه - ۰ واستعدً لقتله » وقبل أنْ يقتله › > قام 
المشركون بتعذيب سیّدنا زيد - رضي اللہ عنه - ؛ إذ أحكموا وثاقه » واخلولقوا 
يرمونه بالتّال ذات اليمين وذات الشمال ؛ وفي أماكنّ غير قاتلة ٤‏ لعلّه پثوت 
إل > ويُفْئَنُ ویرجع عن دینه » ولکن أَنیٰ لهم ذلك > بل ازداد ثباتاً ومضاء 
عزيمة » فقتله نسطاس وهو يهال ویکبّر ویشهذ أنْ لا إلله الا آلله وأنَّ محمّداً 
رسول اللہ » ولم كَلِنْ قناته » لم ینحرف لسانه بحرفب واحد عن الذكر 
والحَمْدِ ء مما جعل الکمّار يشعرون بالكبت ۰ وتعگرَ علیهم صفو سرورهم 
بالانتقام من زید - رضي الله عنه - . 

ولسث أبالى حين أَتُتَلُ مسلماً : 

٭ هلذه الکلمة التي ملأت سمع الڈُنیا نطق بها حُبيبٌ ‏ رضي اللہ عنه - » 
وهو فى اللحظات الأخيرة من حياته » فكانت نبراساً لکل محبٌ للحبيب 
المصطفیٰ بي على مدیٰ الأزمان والأعصار . 


۳۳ 


۱ 


* مکث سیّدنا خبيبٌ أسيراً عند بني الحارث بن عامر بن نوفل ۰ حتّیٰ 
إذا آجمعوا على نله » استعار موسی من بعض بنات الحارث لیستحدً بها , 
فأعارته » قالت : « فغفلث عن صبی لي ۰ فدرَج إليه حى أتاه » فوضعه على 
فخذه ۰ فلا ريه فزعت فزعة عرف ذاك مني » وفي يده الموسی ‏ 
فقال : أتخشين أن أقتلّه ؟ ما کنث لافعل ذاك إِنْ شاء أله » . وکانت 
تقول : « ما رأیث أسيراً قط خيراً من خبیب » لقد رأيته يأكل من قطف عنب ۰ 
وما بمکة يومئذ ثمرة » وان تق في الحديد » وما كان إلا رزق 
زقه اللہ » 


# ثم خرجوا به من الحرم إلى التنعيم ليقتلوه » ویصلبوه » واحتفل 
المشرکون احتفالا مشهودا واجتمع عنده نف من سادات قریش فیهم 
آبو سفیان بِنٌ حرب » وابنه معاوية وغیرهم » حضروا لینظروا قثله » فبّل آن 
یقتلوه » وبعد أن صلبوه على الخشبة استعداداً لطعنه برماح الغدر » آخذوا 
یساومونه في دینه » ويحاولُون جاهدین زعزعته عن إيمانه ۰ فعرضوا عليه أَنْ 
نموه من القَدّل إن هو رجع عن دينه » وإِنْ هو تبأ من محمد یا » وقالوا 
له : «ارجغ عن دينك يا خبيبُ ۰ نحل سبيلك » وان لم ترجغ قتلناك » 
وأذقناك طعح الموت . . . . » ۰ فکان جوابه جواب الصّادقين الصّابرين الذين 
يستعذبون الموت في سبيل الم - عر وجل - » وأفهمهم بشدّة وحزم آل قله في 
سبيل الله قلیل ء وأخذ یکثژ من شهادة النّجاة والتّوحيد » ثم رفضَ هلذه 
المساومة الرّخيصة بعینِ الازدراء ؛ فثارت ثائرتهم » وانبعثت أحقادهم »› 
وأزمعوا قتله . 


: وإلئ هلذه الكرامة أشار السّبكين كاه في تائيته الشهيرة فقال‎ )١( 
رڈ سجر اط لق ی علئ بد أصحاب کرام العشيرة‎ 
كأفل خبسب مُوئقا عتباً ولم تون أرض الله جاءت بحمّة‎ 
. ) ٤۲۹ / ۱ (٩ المجموعة التَّبهانية‎ « 


۳۳۵ 


* وقبل أن يقتلوه ه طلبَ خبيبٌ من جموع المشركين أن يمهلوه ه قلي 
وقال : « دعونى أصلّي لله - عرَّ وجل - ركعتين » فاستجابوا لرغبته هذه » 
وتركوه » فصلاهُما وأحسنهما وهو غیرژ مبال بمن حوله من كبراء المجرمین ‏ 
ثم أقبل عليهم وقال لهم في هدوء الأصفياء المخلصين : ١‏ أما وا لولا أن 
تظنُوا أئٌی اّما طوّلت جزعاً من القثل » لاستکثرت من الصّلاة » ولزدت » . 

٭ قال ابن إسحاق نه : « فكان خبيبٌ بن عدي اول من سن هاتین 
الّكعتين عند الق للمسلمين » 

2 بعد أن صلب مجرمو قریش وکتّارها خبیباً عل الخشہة دعا وهو 
مصلوبٌ مظلوم فقال : « اللهم ان قد بلغنا رسالة رسولك ؛ اللهم إِلّه لیس أحد 
هنا يبلغ رسولك عّي السّلام ۰ فبلغه آنت عتي السّلام » وبلہه ما يُضْنَعٌ بنا ٤‏ . 

# نظر المجرمون وأكابرٌ قريش إلى خبيب في شماتة وتشفٌ ۰ فتوجّه 
خبيتٌ بوجهه إلى السّماء وقال : « اللهم أحصهم عددا» واقتلهم بدداً » 
ولا تغادز منهم أحداً » . 

پت ذکر ابن إسحاق که له عن معاو یڈ بن أبي سفيان أله كان مع أببه فيمن 
حضر مقتّل خبیب ؛ قال معاوية : « فلقد رأيتٌ آبي - عندما دعا علیهم خبيب 
1 لقینی إلى الارض خوفاً من دعوة خبیب » وكانوا يعتقدون أن الأجل إذا ڈعی 
عليه » فاضطجع لجنبه » زالث عنه » . 

* ثم إل قريشاً دعت أربعين فتیٰ ممّن َكَل المسلمون آباء‌هم یوم بدر ‏ 
فأعطث کل واحدِ منهم رمحاً ء وقالت : هلذا الذي قتل آباء‌کم » فطعنوهً بتلك 
الژماح حتّى مره - رضي اللہ عنه - ۰ وکان یقول : 

١ 8 2‏ ۶پ 2 ۰ ۲ 
ولسٹ أبالي حي حين آل مُسْلماً على اي شق كان في الله مصرعي 
وذلك في ذاتِ الالدے وان يشا يمارك على آوصال شلو مُمرَّع 
۳ ۳ و ۳ 
٭ ویْقال : إِنَّ الذي قتل خبيباً هو عقبة بنْ الحارث » وکان غلاما 
صغيراً » وللكنٌ آبا ميسرة العبدريّ أخدّ الحربة فجعلها في ید غقبة » ثم آخذ 


۳۳۹ 


بيده وبالحربة » ثم طعَن خبيباً بها حت قتله - رضي آله عنه = . 


٭ وفي السّيرة التَُّويّة أخبار متفدّقة مفيدةٌ توضح مقتل سيّدنا خبيب 
واستشهاده » ومنها ما ذکرۂ ابن إسحاق که أنَّ خبیباً قال حين بلغه أنَّ القومَ 


لقد جگع الأحزابُ حولي والَبِوا 
وکلھے مُبدي العدواءً جاه لد 
وقد قربوا آبناء ونساء 
۹ 1 سم ' سم 
إلیٰ الله آشکو غربتي بعد كربتي 


فذا العرش صبّرني على ما یراد بي 


وقد خيّروني الکفْرَ والموث دونّه 
ومابي حذار السوت اي لت 
ولست آبالي حي حين أقتل 

وذلك في ذاتِ الالدے وان يشا 


قبائلهم واستجمعوا کل مجمع 
علي لانسي في وثاقي بتطيع 
وثُرّبۓ من جذع طويل ممنع 
وما أرصدٌ الأحزابُ لي عند مصرعي 
بضعوا لحمي وقد یاس مطمعي 
فقد ذرفث عيناي من غير مجزع 
وللکن حذاري جحم نار ملع 
علیٰ أيّ شق ق كان في ألله مصرعي 
ارك على آوصال شلسو ممرّع 


فلسث بمبد للعدو تخشی ولا جزعاً ای إلى الله مرجعی ° 
(۱) انسر: «فتسسح الباري » (۷/ 486-1۳۷ ) . و« الاستبصار ) 


( ص : ۲۰۵ ۳۰۷) ء و« حلي ةالأرلي ‏ اء»(١1/‏ ۰۱۱-۱۱۲ 
و« الاستیصاب (۱/ ۳6-1۳۰ ) مع الجمع والصرّف فیما بینه ا . 
وانظر : « السّيرة التَبَويّة لاہن هشام ( ۲ / ۱۷۷-۱۲۹ ) . 

(۲) «السّيرة اوه ۰۱۷/۲۱۲ وه دلائل اوه " للبیهقی (۳/ ۰۳۲۹-۳۲۸ 


« وبعض أهل العلم بالشّعر ینکرها له » . وهو كما قال إذ إِنَّ 


الصنْعة باديةٌ على معظم الأبيات 3 وهناك بعض الأبيات قوية جزلة ؛ بینما نجد ب ټم 


الآخر يعتريها العف والرّكاكة . وقوله ١‏ جمّع ٤‏ : 


مثل جَمّع » والتشديد للمبالغة . 


و« ألوا ؛ جمعوا . و« استجمعوا » : تجمّعوا من كل صوب . و١‏ أرصد » : أعد 
و« بضّعوا » : قطعوا . و« ياس » : لغة فى يئس ؛ والمعنئ : انقطع أملى . 
وه ذرفت ) : سالت . و« مجزع » : خوف وحزن . وه ملمّع » : مشتمل عام ء = 


۲۷ 


٭ وجاء عند المقريزي كاش في ١‏ إمتاع الأسماع » بعض التفاصيل 
والأحداث المفيدة عن استشهاد سيّدنا خبيب ‏ رضي أله عنه - » فکان مگا 
آمتعنا به قوله : « .. . ثم أوثقوه رباطاً ‏ وقالوا : ارجغ عن الاسلام ونخلي 

فقال : لا اله إلا آله » واشرما أحث أني رجعث عن الاسلام » وان لي 
ما في الارض جميعاً ! 

قالوا : فتحب أنَّ محمّداً في مكانك » وأنت جالسٌ في بيتك ؟ 

فقال : والل ! ما أحتٌ أن يشاك محمد شوكة ء وإِنّي جالسنٌ في بيتي . 

فجعلوا يقولون : يا خبيبٌ ! ارجع . 

قال : لا أرجمٌ أبداً . 

قالوا : آما واللات والعرَّىئ » لئن لم تفعل لنقتلئّكٌ ! 

قال : إِنَّ قلي في الله لقليل . 

فجعلوا وجهه من حیث جاء . فقال : ما صَرْفُكُم وجهي عن القبلة ؟ 


م فال : اليم ! اتی لا أرئ إلا ونه عدق + الله ! ليس هلهنا أحذ ييلع 


. قال رسو و وهو جالسن مع آصسابه 4 وقد أخذته 
هة - غشیڈے : » وعلیه السام ورحمة الله ٢‏ . 


ثم قال : « هلذا جبریل يقرئني من خبيب السّلام » . 
ثم أحضروا أبناء مَنْ فتل ببدر - وهم أربعون غلاماً - فأعطوا كل غلام 
رمحاً » فطعنوه برماحهم » فاضطربَ على الخشبة »> وقد رفعوه عليها › 


مأخوذ من لفعتك النّار ؛ أي : شملتك من نواحيك وأصابك لهبها . 
و« تخشعاً » : تذل . 


۳۳۸ 


وانفلت ؛ فصار وجهة إلى الكعبة ۰۲۲ فقال : الحمے لله » فطعنه 
أبو سروعة - واسمه : عقبة بن الحارث بن عامر بن عبد مناف بن قصی - 
بحربة ۳2 حت آخرجها من ظهره فمکٹ ساعة یو حك ویشهد 3 محيّداً 


رسول ألله > ثم مات - رضي الله عنه » ”۶۴ _ 


چا استشهد سيّدنا خبيبٌ ‏ رضي ألله عنه - بعد أن ترك آثاراً وضيئة فى 
جبين الأيام > مات خبيبٌ ميتة الشّهداء » وميا لت انتباهي في سيرة 
خُبيب ‏ رضي الله عنه - أنَّ قاتليه وساجنيه قد أسلمُوا ونعمُوا بدين ألله كما كان 
ينعم هو في نعم الإسلام . فقد أسلم أبو سفیان » ومعاوية ۰ وعقبة بن 
الحارث ؛ وماويةٌ © التي سجن في بيتها » وسعيد بن عامر الجمحيّ › 


gi, 


)۱( ذكر القيروانيَ يه 4 في « حلیٰ العلی » : أن خبيباً - رضي ألله عنه - لگا فتل جعلوا 
وجھہ إلا غر القبلة ء فوجدوہ مسقل القبلة »ارو مره ؛ ثم عجزوافترکوه ۷ . 
«الإصابة )(۱/ 1۱۸ ) . 

(؟) «إمتاعالأسماع ۱(١‏ / ۱۷۷ ) . 

(۳) قال الواقدي كاه عن ماويّة : « وکانت ماويّة قد أسلمث بعد فحشُنَ اسلامها 

لقد اطّلعتُ عليه من 
صِيْر - شق - الباب وإنّه لفي الحدید ۰ ما علم في الأرض حبّة علب تُؤكل ۰ وا في 
يده لَقِطفَ عنب مثل رأس الوّجل يأكل منه » وما هو إلا رزق رزقه اللہ » وكان خبیب 
يتهجّد بالقرآن » وكان يسمعه النّساء فيبكين » ويرققن عليه . فقلثٌ له : يا خبیب هل 

لك من حاجة ؟ 
قال : لا إلا أن تسقینی العذب » ولا تطعمینی ما دح على التُضُبٍ » 

وتخبرینی إذا آرادوا قتلی . 
فلا انسلخت الاشهر الحرم ‏ وأجمعوا على لو : أيه فأخبرثه ۰ 

فوالّه ما رأيته اكترث لذلك » وقال : ابعثي لي بحديدة أستصلح بها . فبعثتٌ إليه 

موسئ مع ابني أبي خسین ۰ فلمًا ول الغلام قلت : أدرك رال جل ره ؛ أي شيء 
صنعث ؟ بشت هلذا الغلام بهلذه ه الحديدة » فيقتله ويقول : رجل = 


وكانت تقول : : وال ما رايت أحداً خيراً من خبیب 3 والله 


۳۳۹ 


وغیرهم من شهد مقتله - رضي ألله عنه - + ولعلّ في الأمر سرا لم ندرك 
حقيقته » فقد أسلم قاتلوة '' ء وتركوا آثاراً طيّبة في تاريخ رجالات الاسلام ء 
وفتحوا الذّنيا بعلمهم وشجاعتهم » وصاروا من خیار الصحابة » ومن قادة 
الأمم » ومن آمراء المؤمنين » ومن أئمة الرّاهدين » وربّك یخلق ما یشاء 
ويختار » بيده کل شيء ؛ * وشو لور لودود لم ذو لمش لد €9 کال لما رید € 
[ البروج : ۱۱-۱۶ ] . 
٭ وقبل أن نودّعَ هلذه الفقرة » ما أجمل أن نعيش في آجواء هلذه 

الهمسات التي تداعبٌ الوجدان » وهي تتحدّثٌ عن مقتل سیّدنا خبیب 
شهیدا : 

هلذا خیب خر القتلسی بأيدي المشركين 

تسروي الروايسة بعد أنْ دانست بسدیسن المسلمیین 

قالت خبيبٌ كان عندي اه نم السّجين 

أبصرتٌ عنباً عنده في غير وقت القاطفين 

قالت لقد علسم السجين بقرب غدر الغادرين 


= برجل » فلگا أتاه ابني بالحديدة ء تناولها منه » ثمٌ قال ممازحاً له : وأبيك نك 
لجري۶ ! آما خشیت أمّك غدري حين بعثت معك بحديدة وأنتم تريدون قتلي ؟ قالت 
ماوية : وأنا آسمغ ذلك فقلث : يا خُبِيبْ ! اّما مك بأمان اللہ » وأعطيئك 
بإللهك » ولم أعطك لتقتل ابني ۔ 
فقال خبيبٌ : ماكنث لأقتله » ومانستحل فى ديننا الغدر ...© . 
« المغازي ۱(4 / ۳۵۹۸-۳۰۷ ) . 
 )١(‏ من الجدير بالڈکر أنَّ قاتلي سيّدنا حمزة بن عبد المطلب - رضي ألله عنه ‏ » أو ممّن 
شهد مقتله قد أسلموا أيضاً ومنهم : جُبیر بن مطعم » وحشي بن حرب » هند بنت 
عتبة وغیرهم . وله في خلقه شؤون يخلق ما يشاء ويختار . 


۳:۰ 


قد قال هساتسي شفرة ان ششتِ خیسراً تفعلين 
كي أستحة إلئ الممات وألتقي بالخالدين 
أعطیے ما قد أراة وکضۓ في ألم دفين 
وبحشت عن ولدي الضّغيِر وکان طفسلاً لا يييسن 
لمَارآني قدجزعث فقال قول المتّقين 
ماكنث أفمل ما ظست فذاكم الفصل المشیسن 
لما أرادوا قتله صلئ صلا موتعين 
بعد الم لا إذا به نسادیٰ إللهالعالمين 

سا رب بغ لي بسا في الصا دقن 
وامحنٌ بسيف الحقٌ کل الحاضرین الشالمین © 


من فوائد السّيرة ١‏ لحبيبية : 

* في سيرة سیّدنا خبیب ۔ رضي اللہ عنه - فوائد ومواقف وعظاثٌ ينتفع 
بها المحبّون السّائرون على طريق الصّحابة الكرام من المهاجرين 
والأنصار ‏ رضي الله عنهم ‏ . 

٭ من الأمور المهمّة والفوائد المجموعة التي نستفیڈ منها من خلال 
السّيرة الخبيبيّة المباركة : 

ولا : استحباب الاستحداد قُبيل الموت 2 ووجوب المحافظة على هلذه 
اه اكُوبَة 3 والنّظافة أثناء الحباة 0 إذ اد سیّدنا خبیباً - رضی اللہ عنه - حين 


)۱( « تغريدة السّيرة النَبَويّة 4 (۳/ ٠١1‏ ) . و« ماويّة » : اسم المرأة التي سجن سيّدنا 
ا ل ق ا 
و« بقرب غدر الغادرین » : علم بموعد فتلهم له . و« کی أستحد » : يحلق عانته . 
وه صلاة المودعین 4 : استأذنهم في أن يصلي رکعتین لله فأذنواله . 


٤١ 


لیلقیٰ الله - عرٌ وجل - على الشُنَة ؛ إذ إِنَّ الاستحداد من سنن الفطرة الخمس 
التي ينبغي على المسلم ألا يتركها آکثر من أربعين یوماً > وهي كما قال الصَادق 
المصدوق گل : ۱ خمس من الفطرة : الختان » والاستحداد » وتقليم 
۷ ففي « صحیح مسلم * عن 
سيّدنا آنس - رضي اللہ عنه ۔ قال : وُقَتَ لنا في فصن الشارب ؛ وتقليم 
الأظافر » ونتف الإبط » وحلق العانة ألا نترك أكثر من أربعين ليلة »۲۱ . وفي 
هلذا تذكير لمن لا يلتفت إلى السّئن المهمّة » التي هي من خصال الفطرة 


الأظافر » ونتف الابط » وقصٌ الشّارب » 


ثانياً : إن المسلم لا يغدر بأحد ۰ واِنْ قدرٌ علی ذلك » بل لا يقتل 
طفلاً » ولا امرأة » ولا أعزل لم يقاتل » وهلذا ما صنعه سيّدنا خبيب مع 
الصَّبِي ؛ فلمًا استعار الموسئ لكي يستحدٌ خافت آم الصبي أن يذبحه خبیث 
بالموسی ٠‏ فطمأنها بأنْ لنْ یفعل ذلك إن شاء اللہ ؛ ان من شيمته الوفاء 
لا الغدر ء مع علمها علم الیقین أنَّ خبیباً قادمٌ على الموت ۰ وبوسعه أن یترك 
في حياة القوم نکبة وجراحة مؤلمة قبل أن یفارق الحياة الدّنيا » وقد كان امتثال 
آمر اله عر وجل - » وامتثال مر رسول ا ا عنده أجل واعلی من مغائم 
انیا كلها » ومن حبٍ التّمس للتٌشقٌي من الم والگًار منه » فهو يدرك معنئ 
قوله . - عو وجل - : ۲ ولوأ فى سیل ال لذن بم یلیر اتک ڑا نک اکر 
یت لت رت پچ [ البقرة : ۱۹۰ ] . لا ریب في أل موقفَ ميّدنا 
خبیب - عليه سحابات الژضوان - موقفٌ نبيلٌ يدل عل سمو الرَوح ورقیها : 
وصفاء الس وسموها كما يدل على التزامه بمنهج الاسلام وتعاليمه › 
. فالصَّبِيُ لا ذنب له » ولا يُؤخذ بجريرة آهله ۰ قال ربّنا عر وجل - : لوار 
ر 


از ورد خر 4 7 الإسراء : ٠١‏ ] . إله ينبوع الوفاه الحبيبيٌ 7 یتشربه الٹاس مین 
غذر بهم 3 فالاستقامةٌ والوفاء طبيعة سلوك المسلم في الشّدة والوّخاء . 


(۱) ۱ صحیح الجامع ابرقم : ( ۳۲۸۵ )نقلاعن ۱ صحیح مسلم ابرقم : ( ۲۵۷ ) . 
)۲( ( صحیح مسلم ابرقم : )۲٥۸(‏ . 


۲۲ 


الثاً : ان حب رجال عصر اوه للبَيَ پل حبٌ متمیّز ‏ وح صاف 
جعلهم یضون بأنفسهم وألا يُصاب ی بشوكة يُشاكها ۰ ولم تكن محيّتهم 
لمصلحة شخصَةٍ » ولتّما كانت لاعزاز دين اللہ » وحراسته » واعلاء کلمته فی 
جمیع المواقف والاحوال ؛ وهذا الحبٌ الصّادق انتزع إعجاب آبي سفیان یوم 
أن كان مشركاً فقال قولة حى ووضوح ظاهرَین : « واألله ! ما ری من الاس 
أحداً يحت أحداً كحت آصحاب محمَدٍ محمّداً » . 

رابعاً : من الفوائد القيّمة المجموعة التي وافتنا بها السّيرة الخبيبيّة الأنيقة 

۳ و - 3 0 
الميمونة : استحبات صلاة ركعتيّن لله عر وجل - قبل الموت عند القتل » 
وهلذا ماقام به سیّدنا خبیب وصتعه أمامّ الجمهور الوثنی المتحلق حول 
مصرعه » وکان خبيبٌ أوَّلَ من سر ار کعتَین عند القتل . 

خامساً : إِنَّ سيّدنا وحبیبنا رسول اللہ بي آرسله اللہ عر وجل - رحمة 
للعالمین ۰ وهو یوحی إليه » ولا یعلم الغيبَ إلا ما آذن الله له به » فلو كان كَل 
يعلم الغيب لما أرسل خبيبا وصحبه إلى الرّجيع ليلقوا مصرعهم . 

سادساً : كان لسيّدنا خبيب مکانة کبری فى نفس رسول الله ية » ونفوس 
المسلمين رجالاً لا يفت في عضدهم غدر الهذلیّین » ولا خيانة المشركين » بل 
واصلوا المسیر فى الدّعوة إلى ألله ‏ عر وجل - » وخدمة دينه الحنيف ؛ إذ إِنَّ 
الدّعوات دون تضحيات لا تؤدّي الغرض . 

٭ إِنَّ حادثة الؤجیع تضمٌ نُصْب أعيننا نماذج من التّضحيات المتألّقة التي 
قدّمها خبيب وزید وعاصم وصحبهم » من أجل مرضاة ربهم ورضوانه » 
فالسّعادةٌ الحقيقيّة لها ثمنٌ ٭ وثمٹھا دمٌ طاهرٌ یراق في سبيل اللہ من أجل 
تحقيق شرعه ومنهاجه » وتثبيت معالم دينه علئ الأرض لصلاح العباد . 

۰ ہم ہے ۶۱ ۰ 8 

2 حفظ الله عر وجل - سيّدنا خبيباً حباً وميتاً » وحفظ جسمه من عبث 


۳:۳ 


المشركين » وأبقئ ذكره خالداً في قلوب المؤمنین المحيّين . 

٭ وذكر أبو يوسّف ياه في كتاب « اللطائف » ۰ عن الضّحاك : أنَّ 
لس و أرسل المقداد والزّبير في إنزال خبيب عن خشبته » فوصلا إلى 
التنعيم > فوجدا حوله أربعين رجلا نشاوی - سُکاریٰ - فأنزلاہ » فحمله الزّبير 
علیٰ فرسه وهو رطبٌ لم يتغيّر منه شيء ؛ فَتَذْرَ بهم المشركون » فلمًا لحقوهم 
قذفه الوّبیر » فابتلعته الأرض » فسمّي بليعَ الأرض ۶۷۶ . 

# وروي عن عمرو بن أميّة الضشمری - رضي الله عنه - قال : ۱ بعثنی 
رسول آله اة إلى بيب بن عديّ لانزله من الخشبة » فصعدت خشبته لیا 
فقطعتٌ عنه . وألقیث ء فسمعث وجبة خلفي » فالتفث فلم أرَ شيعاً » ٩۱‏ . 

# ولم تخل ضمائر شعراء السول ی من ومضات ولمحات في تصویر 
مكانة خبیب - رضی الله عنه ۰ فهلذا سيّدنا حسّان بن ثابت 
الأنصاريّ - رضي ألله عنه - يرثي خبیباً وأصحاب الرّجيع بعدّةٍ قصائدٌ من 
وجدانه » ولنستمغ إلى هلذه الأنّات الموجعة التي تأسّفَ من خلالها على 
الشھید خبيب : 
مابال عينكٌ لاترقامداعها سحا على الصّدر مثل اللؤلؤ القلق 
علیٰ خبيب وفي الرّحملن مصرعه لا فَشِل حين تلقلةٌ ولا نزق 
فاذهب خبيتبٌ جزاك الله طییةۃ وجلة الخُلد عند الحور في الؤفق 
ماذا تقولون ان قال التي لکم حين الملائكة الأبرارٌ في الأفق 


. ) 1۱۸ / ۱۱۷ «الإصابة‎ )١( 

(۲) «للاستیعاب ۷ /١(‏ ۳4 ) ء ول الاستبصار ) ( ص : ۳۰۷) ء وروی عمرو بن 
أمية الضمري أيضاً : أن التب و بعثه عیناً وحده إلى قريش » وقال : « فجثت إلى 
خشبة خبیب ‏ رضی اللہ عنه - وآنا أتخوّف العیون » فرقیث فیها » فحللتٌ خبيباً » 
فوقع إلى الارض ۰ فانتبذث ‏ اعتزلث - ثم التفت » فلم ار خبيباً » ولکانّما ابتلعته 
الارض ۰ فلم پر لخبیب آثر حگیٰ السّاعة » . 


۳: 


فيم قتلتسم شھیتتة اله في رجل طاغ قد اوعث في البلدان والطرق ° 


٭ وقال يرثي خبيباً أیضاً ویصوّر مصرعه ۰ ویذکر مآله : 
لو كان في الدّار وم ذو محافظة حامي الحقيقة ماص خالّۂ أَنَسنْ 
إذا حللست خبيبٌ منزلاً فُمُحصا ولم یش عليك الکبل والحرس 
ولم يفك إلئ التعيم زفتقة من المساشر ممن قد لقث غُشن 
صبراً خبيبُ فلا القتسل مكرمة إلى جنان نعیسم یرجم الس 
دلوك غدراً وهم فيها ألو جلف وأنت ضيمٌ لها في الدّار مُحتَبَنْ © 
* وفي مرثیة تفيض بالصدق » يذكرٌ سيّدنا حسّان صفات سیّدنا خبيب 
ومكانه فيقول من آبیات منها : 
يا عين جودي بدمع منك منسکپ وابكي خبيباً مع الغادين لم َوب 
صقرا توئط في الأنصار منصبْهُ حلو الكجية محضاً غير مؤتشب © 
٭ وهناك مراث كثيرة لسيّدنا حسّان ملأث ثنايا ديوانه » وأردان كتب 
السّيرة النَبُويّة » وكتب الٹراجم والطّبقات » وقد ألممنا بشيء منها یبرژ مكانة 
سيّدنا خبیب في نفوس محبّيه من معاصريه . 
٭ وقد سَرَتْ هلذه المكانة إلى نفوس المحيّين فى عصرنا الحاضر ء فقد 
صاع ( أحمد محوّم ) في ديوان ١‏ مجد الإسلام » قصّة سيّدنا حُبيب » ونگقّھا 
يقةٍ جميلة ؛ في قصيدة طويلةٍ نقتطفٌ منها هلذه الأبيات التي تصوّرٌ مراحل 
أَسْرِه ومقتله مع زيد : 
یسب في يَدَيْ جساف شسدیسد بمب في أداههه تال 
وزيدةعلدجيبر علی سے یسب عليه مُختلف التكال 


١ )۱(‏ دیوان حمّان بن ثابت (٩‏ ۱ / ۲۱۳ ) طبعة دار صادر - بيروت . 
(؟) «ديوان حمّان ۱(٢‏ / ۲۲۷ ) . 
(۳) « دیوان حسّان بن ثابت ۱(۷/ ۳۷۰ ). 


۳۶:0۵ 


یسزی دهم ا الب لاء همدّی وعلماً 
بروح الموت حولهما ويفدو 
وزكر اله مصلل يُوالى 
هنیک يا خبیسب بلت شأواً 
ملأت يديك من رزقو كريم 
تنل من لدل رت ل 
کل العنسپ الجني وده حمداً 
تقول الحا ریک مسا لعینسی 
آری عنب] وما مث ذاك شىء 
وال ك من أسير ما علشا 
آتسی الأجل الذي انتظم وا وهلذي 
ألا إن السلاة لیر زاد 


روا یسا خبیسبُ وشن برك 


١‏ ۲ ۰ و ۳ کی 
رفة 7 ۰ ۱ 3 ۱ ۱ وال اس : 


آتعتسزلان دين الله خو فا 


مما الله او اله مق 
كمال الس لیم ان ونقسویٰ 


بأ الحسادئات إلى زوال 
بیکش عن نواجنه الط وال 
من العَبّقٍ المقدس مابوالي 
رفم الكَأن ممتضع المت ال 
تال بغيير كا أو سوال 
عميم الج ود اض التوال 
على حمد يدوم مدئ الليالي 
أفي سر تقل 1 خيال 
بمكّة يا لها عة ويا لي 
لے بسن الأسارئ من مثالٍ 
سيوف القوم مُحَدَنَّة الصّقالٍ 
وإنَّ الرَّكسب آذنّ بارتصال 
لمثلك عنده خشن المآل 
مكاتك ساء ذلك من مقال 
تشك صميمّها صم العوالي 
بے وبك الصّعاف من الموالي 
وخذنك في الق دم والصّبالِ 
فَمَنْ آولی بخوفي وابتهال 
ون المجرمين لفقي وب 


وماذا بعد مرتبة الکمال 0" 


٭ وهناك أدبيّاتٌ كثيرةً منثورةً فی المصادر المتخصّصة ء تسرد للأجيال 


م هام gg‏ 0 د 
قصة سیّدنا خبيب - رضى الله عنه - . 


)۱( 7 دیوان مجد الاسلام ‏ ( ص : 
صم العوالي » : 
: اللجلّد والتتأسى والصّلابة والصَّبر . وه الوبال » : 


: القیود » 


9 
( اداهمه 4 


: الأداهم 
و« الصّيال » : 


۵ ۲۵۸۰ ) بسانتقساء . وقوله 
الماح الصّلبة المتينة . 
سوء العاقبة . 


8ے وستبقیٰ مكانة سيّدنا خبیب هي هي أو قريبة من هي » ستبقیٰ محبته 
مائلة في انوس إلى أن پر ال الأرض ومَنْ علیها » ولعلٌ القرّاء الأعرّاء 
يحبّون سيرة هذا الصّحابي المُحبٍ للنَِيَ ية » فيسمّون أبناءهم وأحبابهم 
باسمه ء ويكنون أطفالهم به . 

٭ اد الكتابة عن سيّدنا خبیب بن عديّ خصبة ممرعة ء نوةٌ أن نعيش 
معها وقتاً أكثر » وللكنّ شوقنا لقراءة قصَّةٍ صحابى آخر ء ينتظرنا فى الصفحاتِ 
الآتبة » في الباب الكّالث + فرضي اللہ عن خبيب بن عديّ المصلوب ‏ الّابت 
الصّابر في ذات اللہ المحبوب 29 . فاجمعنا اللهم به في مستقرٌ رحمتك يا علام 
الغیوب ‏ وألهمنا الاستغفار والذكر قبل طلوع الشُمس وقبل الغروب . 


رھ ت کر 


(۱) « حلية الأولیاء ۱(٠‏ / ؟١١).‏ 


.- 
کس کے 


تھے 
میں ىجري 
(سکس تی <نزوص_ی 


۱۸٦٠۸۸۸۸۷ ۰ ۲۲۱۵5۱۸212]. 


یں ري بت 
سکس دين زوعیی 


کر NS‏ و 
1 
الب اب الشالث 


رجال آساموا عام الشتح 


6 
ی 


# آبو العاص د بن الربیع رضي اللہ عنه . 
جبير بن مطعم رضي آللہ عنه . 
حکیم بن زام رضي ألله عنه . 
# شهیل بن عمرو رضی آله عنه . 
# صفوان بن أميّة رضي الله عنه . 


۳:۹ 


ی 
۳۹ 


برق 
یں یی ري 
ھکس بج ابو ےی 


Corn‏ اع ات لماو وى ۲۳۳۔۸۷ 


و 
جر اد سے خی 
HEBA‏ 


کر بح 
۷ 59 
آبو الصاص بن الرّبیع 


رضي الله عنه 





گ 


3 صهز ای بي ؛ وزوج ابنضه زیسب رضي آله عنها. 

* قال عنه بل : ١‏ حدّثنى فصدقنی ووعدنی فوفیٰ لی ) . 
2 ١ج‏ ۰ ۰ 5 ہپ 6 2 

٭ له أخبادٌ تدل علیٰ شهامته ؛ وتوفي في خلافة آبي بكر الصديق . 


رخ 
یں یی وی 
(سکس دی لازو ی سی 


۲۲۱۰25۱۸۸2۲ 7 com 


- 
ع 


رتح 
یس 9ے تی 
سکس دب ازو ںی 


1 ۲2۵1 ۵5۵۱۵۸۵ ۲ ۔ ۸۷۱۷۸۷۱۳۷ 


أبو القاص بن الرّبيع 
رضصی اللہ عنه 


الصْهَر الأمين : 

* یتٌصلٌ هذا الؤجل بسبب وتّسّب مع البيت النَبويّ الطاھر » فهو 
ابنُ أخت أمٌّ المؤمنين أَمّنا خديجة بنت خُويلد ‏ رضي الله عنها - سيّدة نساء 
العالمین ؛ زوج رسول اَل و وأمّ أولاده . 

٭ وهلذا الجل هو زوج ابنة الصّادق المصدوق رسول الله یف 
السّيّدة زينب ‏ رضي آلله عنها وأرضاها ‏ » فكان من أكرم الاس وفاءً في 
عشرته ال وج » فهل عرفتم مَنْ هو ؟ ! 

0) 

چاو نه آبو العاص د بن الرّبيع بن عبد العرّی ل القرشی العبشمي > صھر 
رسول ألله ب » وزوح بنته زينب - رضي آلله عنها ‏ » وهو والْذُ أمامة التي كان 
يحملها الم للا فی صلاته . واسم أبي العاص : لقيط » وقيل : القاسم » 
وقيل : مِهْشّم » بيد أله اشتهر بكنيته . 


) وم سير أعلام التبلاء‎ ,) A ٦٤ /۲۹( » مختصر تاريخ دمشق‎ « (١) 
» ء ول نسب قريش )( ص : ۲۳۱-۲۳۰ وه الاستيعاب‎ )۳۳٣ ۔‎ ۳۳٣ /۱( 
) ۱۲۱۔ ٢۱۲)ء و« أسد الغابة‎ / ۳(٢ ۔۱۲۹)ء ر(الاصابے‎ ۱۲١ /۳( 
۳۵6 /٦( ۰ ء و البدایة والٹھایة‎ ) ٠٠٠١ ( : (ہ / ۱۸۰۰۱۸۵ ) رقم‎ 
. السّيرة التَّبِوَّة » انظر : ( الفهارس ) + وغیرها کثیر‎ ١و‎ 


YoY. 


٭ وُلدَ أبو العاص فی مکةّ المكرّمةٍ » ونشاً فى بيئةٍ كريمة الأعراق من 
عُلْيَا بيات قريش حسباً ونسباً ومكانة » ولعله كان يتردّد إلى بيت خالته 
خديجة ‏ رضی ألله عنها - ۰ فعرف من خلال ذلك أخبار البيت التَّبويّ » وعرت 
محمّداً گل » فكان يكن له کل احترام وود وتقدير . 

٭ كانت السّعادة تخفق في جنبات البييت المحمّدي › 
فخديجة - رضي ألله عنها - تحیط بناتها بعطفها » وتنظرٌ نظرة إكبار إلى زوجھا 
محمد 48 الذي آفاض على بيته کنوز حنانه » وینابیع رت کان الڑٌوجان 
ینظران إلى ابنتهما زينبَ نظرة حب ورعايةٍ » فقد بلغت مبلغ النّساء » فکانت 
أعرق بنات قريش وعبد المطلب حسّباً ونسّبأ » وآکرمهن ما وأباً » وازکاهنٌ 
لقاً وأدباً . 

٭ في هلذه الأثناء كان اب خالتها أبو العاص قد فا شبابَ قريش جمالاً 
وكمالا ومكانة » فقد تلقف عن قومه التّجارةٌ » وغدا من أكابر القّجّار 
المعروفين الذين يأتمنهم النّاس على أموالهم حى لقبوه « الأمين ) ؛ فكانت 
آمواله تغدو وتروخ في الشّتاء والصّيف إلى بلاد اليمن » وبلاد الام . 

٭ ومن خلال الأسفار والمعاملات التّجاريّة » آمسی أبو العاص ذا 
خصال محمودة » وشمائل كريمةٍ » من مروءة ووفاء وآمانة » بالإضافة إلى 
حسبه الموروث ؛ ٠‏ گرا توت : 
لها مکانا رح ينل فيه على الكمَة والوڈ ؛ وكذلك كان الع 
المصطفی بي يحب آبا العاص ؛ وینزلهٌ من نفسه منزلة کریمڈ ویضمر له 
الاحترام » ويكنٌ له الرداد . 

# وذات يوم من أيّام مكّة الهادئة » کان الکو قد كسّاها هدوءاً جميلاً 
لف سماء‌ها وغارَلَ بطحاء‌ها » وکانت الشُمس باعثة أشعَتّها الذّهبيّة تداع 


۲٥٣ 


أجواءها » وكانت الأنسامُ تنسابُ بلطف قرب البيت العتیق » فتجعل التّمُوسَ 
تتفتّح تفّْحَ الزّهر الغافي بی بين آوراق الرّزد المنی بالرّحيق ؛ في هلذا الجو 
الجميل الذي یتضوّع بالعطر » ویتتّن بالّحرء ویختال بالجمال » ويخطه 
بالدّلال ؛ أقبلت هالة نت خويلد على دار أختها خديجة - رضي ألله عنها ‏ » 
فلگا رأت زينب ضکَتْھا إلى صدرها في حبٌ وشوق ۰ وقیلنها في وڏ وحنان ء 
وسرت في قلب هالة مشاعرٌ الانس وهي تحتوي بنت آختها في أحضانها ء 

التقّثْ أختها خديجة فهشَّتْ لها ء وخلث بها ء فأفضَت إليها بما جاءث من 
أجله » وقالت لها : « لد ابني أبا العاص يرغبُ في زواج ابنتك زینب » . 


٭ ظهرت علامات السّرور على وجه خديجة » وأقبلت على آختها في ود 
وألفة ؛ وسرعان ما طافت قسمات وجه آبي العاص في ذاكرتها » ولاحت 

شخصيّۂ الأنيقة أمامها ء فاب أختها أبو العاص بن الرّبيع كان یغشی بیٹھا ؛ٍ 
إذا ما هفث روحُة إلى لقاء خالته » وكانت تحنو عليه وترعاه ء وإِنّها لأمزية 
ميمونة أن تتزوج زينب ابن خالتها » وان تنتقل الیل رحاب بيته » غير أنَّ 
خدیجة رضوان ألله عليها- على الرّغم من حبّھا لاختها وابن أختها . 
وموافقتها وترحيبها بهلذه المصاهرة الودود » التمسث من أختها أن تنتظرها أن 
تفسخ لها في المدّة قليلآً » حى تستأذنَ زوجَها محمّداً ية » وتشاوره في أمْر 
هلذه المصاهرة التبيلة . 

٭ قامت خديجة - رضي آلله عنها ‏ » ثم جاءت محمّداً لا تمشي على 


استحياء ممزوج بالادب والوقار والاحترام » كانت آساریڑھا تب بخبرٍ سار » 
فعرف ككل البشرٌ في وجهها ء ولمس الصّفاء ء في آعماقها ‏ » فهشّ في وجهها 
اتسامق یط بالوفاء » فسيثة وقالت له : ۶ إن أعتي هالة ججاءت تخب 
ابنتنا زینب لابنها أ بي العاص » ء فأکثر بي النّناء على أبي العاص » ورب به 
صهراً کریعاً للأسرة المحمّديّة » ثم توجه إلى حيث كانت ابنته زينب وأخبرها 
في عطفب أبويٌ + وحنان مححكّديٌ ؛ بان ابنَ خالتها آبا العاص بن الرّبِيع 
العبشميّ قد جاء يخطبها . فأغضت زينب حیاء ومهابة - وَإِنْ تلألاً البشْڑ في 


۲٥٥ 


وجهها وأشرقت عیناها قبل أن تسبل عليهما جفونھا - والتفت ی إلى زوجه 
خديجة وأنبأها بموافقته ؛ إذ لو سکوت ابنته زینب إشارة رضاها عن زواجها 
من آبي العاص . 
2 أقبل أبو العاص د بن الرّبيع في سادات قومه ¢ وسادات آخرین من 
عبد شمس »© وهاشم » وس وآشراف قريش » وغصنّ البيتٌ المحمّديٌ 
بھلؤلاء » وساد الفرخ والشرور جمیع الحاضرین » وبارکوا الرّواج المیمون » 
والصّهر الب ء ثم انصرفوا إلى شژونهم وقد مضت سحابة الگھار . 


8د لملم الٹھار آطرافه وودّعَ الكون وهو يمشي الهوینی ٤‏ وغابت الشّمس 
وراء الأفق تاركة حنائها على أءٌ القریٰ ۰ فأقبل الیل یبسط سدوله ويُرخيها على 
الڈُنیا ء وإذ ذاك حمل أبو العاص بن الرّبيع زينت - رضي ألله عنها إلى داره » 
وأبوها يرقبّها ويُزجي إليها التصائح » وأمُّها ترنو إليها وتوصیها » وفي عينيها 
دموعٌ الحبٌ ء وفي قلبها خفقات الفرح » وفي ضميرها دعوات التّوفيق » كان 
الأبوان الكريمان بجوارحهما كلها » وعواطفهما كاملة یرجوان أن تكو المودّةٌ 
حلیفَ هنذا الرَّواج . 

٭ كانت الأسرةٌ المحمّديّة الطّاهِرةٌ تحيا حياةً ناعمة بعيدة کل البعد عمًا 
یٹیژ القَلَقَ والاضطراب ‏ وكان سيّدنا محمد رسول اللہ بي - قبل نزول 
الوحي - + يبغي وه اشر-عرٌ وجل -» ویحنْ في أعماقه بسعادة تغمد 
كيانه ء سعادة روحيّة تتلاشیٰ حِيّالها لدّات الدُنيا کلها ؛ وكانت السّيّدة 
الحصيفة اللمّاحة الک خديجة ‏ رضوان الله عليها ‏ تق عن کتّب في سرور 
غامر ۰ فجميعٌ أحواله و تكد لها أله الموعودٌ بالشُوَّۃ التي تسري أنسامها , 
وتفردٌ همسائها في هاتيك البقاع الطّاهرة ؛ لذلك كانت متلهّفةَ لذلك الحَدّثِ 
الكبير الجليل ۰ فأفعالٌ زوجها تدك على أله الهادي البشير » وإنَّ نقتها بذلك 
ليست مستمدّة من أحلامها ومشاعرها وفراستها فَحَسْبٍ » بل اد مکارمَ أخلاق 
زوجها » وانقطاعه لمناجاة الل عر وجل فى الغدو والاصال » لا یمک أنْ 
تکونْ وليدة المصادفة والهواية ء وإنّما هي (لهام إللهئنٌّ » وکشف ربَانيٌ 


۲٥٢ 


# كان قلبْهُ الشريف و متعوضاً لنفحات رحمة اللہ - عر وجل » 
فاستقوٌ فيه العلّمُ والحكمة . والژھدُ والورع » والتّقوئ والحياء ؛ والشّجاعة 
والسّخاء » والصّبْر والحلم » والاحتمال والعفو ء والئَّاتُ وال » والشّهامة 
والوقار »> وكانت مرآة نفسه تزدادٌ کل يوم جلاء وإشراقاً » وتفيضٌ نوراً 
وضياءً » حك یتلالا في قلبه جلية الحقّ » وینکشف فيه حقيقة الأمر . فقد 
كان ن يي یی عِلَمّهِ من ربّه بالإلهام » والتقث في الرّوع » وكان كلّما آشرق 
قلبه بالئور اجتهد أكثر وأكثر ليورثه عِلم مالم يعلمء إل أن اختصّه اللہ 
بالتّوّة » وأنزل عليه الوحي > فامن به مَنْ آمن » وأعرضَ عنه مَنْ أعرض › 
وبدأت مرحلة الإنذار والتبليغ . 


أبو العّاص ومطَلمٌ اور : 

٭ أشرقت مکة والذنيا بالگرر الاللهی الأسنیٰ ‏ وبعث ألله عر وجل - 
نيه محمّداً يا بالهدئ والدین الأسمی . وأمرَهُ أن ينذرٌ عشیرته الأقربين . 
فكان أول مَنْ آمن به واستجاب لدعوته زوجٌه الطَّاهرةٌ خديجة بنث 
خویلد - رضي آله عنها - » وبناثة الطاھرات : زبنبُ » ورف وأءٌ كلثوم » 
وفاطمة - رضي اللہ عله - » فقد كانت بنائه في قرب واحلٍ مع 
مهن - رضي ألله عنھنٌ أجمعين - 

٭ أسلمت زین وآمنت با ربا واحداً لا شريك له » وبمحّد يك نا 
ورسولا ۰ وعلم زوجها أبو العاص بذلك ء فلم يظهز شيئاً » ولم تبدز منه بادرة 
سوء نحو إسلامها » غير أنه لم یستجبْ للاسلام في وَل الأمر » ولم يكن من 
السّابقين إلى ظلالِ دوحته كغيره من العبشمبین . وظل آبو العاص یخصنْ 
زوجته زینب بصافي الوداد » ویحترمُھا ويحترمٌ آباها رسول الله بي » وأمّها 
خديجة ‏ رضي ألله عنها - » ولم يتغيز قلبّهُ على أحدٍ من البیت المحمّديّ 
الطاهر . 


3 


* آفاد ابنُ عساكر كه : بان أبا العاص لم یفارق ينوع الصَّفاء 


۲ ۷ 


المحمّديّ فقال : « کان آبو العاص بن الرّبيع أخاً لرسول الله كَل ٠‏ مُضَافياً 
له . وكان يُقال لأبى العاص : الأمين » وكان رسول الله ية یکٹژ غشیان 
آبي العاص في منزل أمّه هالة بنتِ خُويلد »20 . 

جا كان رسول الله تاه يحمدهٌ ویقول عنه : « ماذممنا صهْرٌ 


أبى العاص » 7؟ , وأثنول عليه 4 وقال عنه : ( حدّثنی فصدفنی ؛ ووعدنی 


و ۳ 
فوفیٰ لي » : 

٭ كان أبو العاص یعرف معرفة الموقنین » ما اشتُھرَ به رسول ال كله ؛ 
من مکارم الأخلاق » معرفة مخالطةٍ لم یصل إليها أحدٌ غيرهٌ من غير آفراد أسرة 
رسول له گلا الخاصّة التي تعيش في کنفه ورعایته . 

0ت ولمّا بعت رسول ال ية ؛ عرف آبو العاص ما كان يدعو إليه گل من 
الهدی والخیر والتّوحید والصّفاء 3 وطرح الشرك والوتنيّة وخلع الأنداد 
والشرکاء ۰ بَيْدَ أله كان في شل عن الاستجابة إلى الایمان بما يدعو إليه 
الصادق المصدوق پل 2 وآمنت زوجته السَيّدة زينبٌ مع أمّها وأخواتها فى اول 
مَنْ آمنَّ بدعوة الإسلام ۰ ولم يسبقهنَ أحدٌ إلیٰ الإيمان بألله - عر وجل - » 
وبمحمَّدٍ یر ء فكنّ طليعة السٌابقات إل مطلع الور » وينْبوع الرسالة » وغیثِ 
الهداية » ومعدن السُرور . 


٭ رأئ آبو العاص بن الرّبيع أنَّ الدّعوةَ إلى الله عر وجل - قد اشتدً 
ساعدمًا ء وازداد مَنْ يليِّى نداءها ء ویستعذت أنداءها » ویستنشق هواء‌ها 
وشهد مع ذلك عداوة قريش ۰ وإمعانها في مقاومة الدّعوة بكلّ ما تملك من 


. ) ٤۳ / ۲۹() مختصر تاريخ دمشق‎ « (١) 
. )٤٤ /۲۹( المصدرالگابق‎  )٢( 
. )۲٤٤۹( : برقم‎ 


طغیان وقرّة وإيذاء للحبیب المصطفیٰ یا > ولأصحابه الذين سارعوا إلى 
الإيمان به ء وبدعوته هداية ونوراً ونجاحاً » وبطريقته فوزاً ونجاةً وفلاحاً . 


7 كان أبو العاص يرئ هلذا كله » فلم يقاوم الدّعوة قط ٠‏ بل إنَّ تاریخ 
مقاومة الدّعوة الإسلاميّة لم یسجَل لأبي العاص موقفاً » أو (شارة » أو همساً . 
أو حرفاً شارك فيه قومه فى هلذه المقاومة بأي لون من ألوانها » وقد كف يده 
ولسانه عن أصحاب الصّادق الأمين بي ء بل إِلّهم لم يروا منه إلا كل خير وود 
ومحَة » وشغله ماله وتجارتة وحياؤةٌ من رسول اللہ ما عن مواقف المعارضة 
والشراسة القرشيّة في مقاومة الدّعوة إلى الله - عر وجل - ؛ واکتفیٰ شطر رجال 
قريش من أبي العاص أن يكون المضارب لهم في تجارتهم ؛ إذ إِه يحمل إليهم 
في رحلاته الموسميّة أرباحاً طائلة » وأموالاً كثيرةً ء يقول 
ابن الأثير كاه : « وكان آبو العاص مُصَاحباً لرسول ال لل مُصافياً > وكان 
قد أب أن يطلّقَ زینب بنت رسول الہ ية لمّا آمرٌ المشركون أَنْ یطلقها 
فشکر له رسول اللہ يه ذلك » ”۶۷ . 


)١(‏ «آسد الغاية ( 5 / ۱۸۵ ) ترجمة رقم : ( ٠٠٠١‏ ) . ونقل ابن عساكر اش عن 
ابن اسحاق لہ شر فيسا شم با الماص بن یم رھ - رضي ألله عنه - 
فقال : « وکان أبو العاص من رجال مك المعدودین مالاً وأمانةً وتجارةً ؛ وکانت 
خديجة - رضي ال عنها - خالّه » فقالت خديجة لرسول آله : زوجْ . وکان 
رسول آله يل لا يُخالفُها » وذلك قبل أن ينزلَ عليه الوحي » فزژجه . فلمًا أكرم الله 
رسوله پل بنبوته ته » آمنث به خديجة وبناتّہ - رضي ال عنهنٌ - » وكان رسول الہ گیا 
قد وَج عتبة بن أبي لهب رقيّة أو أمّ كلثوم » فلمًا بادئ قريشاً بامر الله » قالوا : نکم 
قد فرّغتم محمّداً من بناته » فردّوهنٌ عليه » فآشغلوه بهن ؛ فمشوا إلى أبي العاص 
فقالوا : فارق صاحبتك ۰ ونحنٌ نزوجك أي امرأةٍ من قريش . 

فقال : لا » ها اللہ ء لا أفارق صاحبتي » وما حت أنَّ لي بامرأتي امرأةً من 
قریش . ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب » فقالوا : طلَّنْ ابنة محمد » ونحنْ 


نزوجك أي امرأة شنت من قريش . 3 


50 


# ولك الأحداتٌ الجسيمة التي تعصف بالمجتمع القرشی لم تتزك 
أبا العاص بنّ الرّبيع بعيداً عن تُوّرايِھا وضغطها واحتوائها » فقد شیّث ناژ 
العداوة واشتدّت ما بين رسول أله ييا وأصحابه وبين قريش ۰ وهاجر رجالٌ 
كثيرون ونسا؟ مزمناث كثيرات إلئ آرض الحبشة ٭ وتوالت الأزماث والمِحَنُ 
محتصمين بالشر والؤضا ہما نالھم من العذاب ولاز ي سيل الحرص علا 
دینهم » وعلیٰ عقيدتهم حقیٰ آذن اللہ -عرّ وجل - بالفرج المنتظر » 
قدمت وفوڈ الأنصار إلیٰ اء القریٰ » ومن ده اسلا وبایٹرا سول أله كل علن 
أن یمنعوه وأصحابّه إذا ما هاجرٌ إليهم . 


٭ جاء الاذنْ الإللهئٌ بالهجرة إلى المدينة المنوّرة » فانطلق إليها 
الصحابة الكرام » نم لحقّ بهم مربّيهم سيّدنا رسول الله یف وامتزج 
المهاجرون بالأنصار في مواخاة فريدة في دنيا التكافل ۰ وجعلت المجتمع 
المسلم قوّۃٌ آرعبث قریشاً » وأخذث علیهم ما قرب وبَعْدَ » وجعلتهم في غیّهم 


يتردّدون 7 
عو مر يذ * 


2 أصبح رجال الصّحابة - رضي أله عنهم - في المدینة التَّبويّةِ آمنين من 
الم الذي كان يمشهم في مك من فجرة أهل الشّرك والکفر . وقد غدا 
المسلمون : مهاجروهم وأنصارهم شجّاً في حلاقیم المشركين » فأصبحوا 
يقفون لهم رصداً ء يصدّون عيراتهم وهي تحمل آموالهم غادية رائحة » إلى أن 


فقال : إن زوّجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص » أو بنت سعيد بن العاص 
فارقتها » فزوّجوةٌ بنتَ سعيد بن العاص ؛ ففارقها » ولم يكن دخل بها 
وأخرجها الله من يديه كرامة لها وهواناً عليه » وخلّفَ عليها عثمان بنُ 
عمّان - رضي الله عنه » . « مختصر تاريخ دمشق ۲۹(۷/ 4۵ ) . 


۳۹۰ 


خرج الحبيبٌ المصطفی للا وأصحابه لملاقاة عيرات قريش » وأعظمها 
أموالاً ۲۳ ۰ يقودُهًا آبو سفيان بنُ حرب من الشّام » وللكنٌ أبا سفيان نجا 
بالعير » وأخبّر المشركين بالخطر الذي كاد یحدق بهم وبتجارتهم وأموالهم 
لولا أنه أحمنّ بالخطر » فأحْسّن التّدبير ونجا ؛ فتعبّأت قريشٌ لقتال المسلمين 
بعددها وعدّتها » وجمعت قواها الماديّة » واستوعبت كل ما تقدرٌ عليه من عدّة 
قتالیة . 

٭ اجتمع الفريقان عند ماء بَدْرٍ » وراح المؤمنون والمشركون يقتتلون » 
وفي هلذه الأثناء العصيبة واللحظات الخطرة كان أبو العاص بن الرّبيع زوج 
زيلب بنت رسول اللہ لله گا في الجيش القرشي ن الباغي ء إِنَّه لم يخرجْ بمحض 
إرادته » بل خرج كارهاً القتال » كارهاً عناد المسلمين ومخاصمتهم ؛ + ولک 
فرعون الأمّة كة أبا جهل أخذ يزخرف لقریش الخروج » ويوسوسُ في صدورهم ؛ 
ويغريهم بقتال المسلمين » وأخذ يدفغهم دفعاً إلى خوض غمار المعركة › 
قَسَلَّ أبو العاص حسامَهُ وهو یود ألا يلتقي مصافيه وحبيبه رسول الله ل > فكم 
مرّة زاره في بيت خالته خديجة قبل أن يتزوّج زينب » وكم مرّة آلقی إليه سمعه 
ولبّه وأعجب بمنطقه وحسن خلقه ؛ وما أكثر ما اجتمع به بعد زواج ابنته 
زينب » وكان له خير أسوة لولا ذلك الدّين الذي لم یألقهُ من قبل » وللكته لم 


يحاربة . 
# التقئ الجمعان » ودارت رحی الحرب في شراسة فاجرة » وأحقاد 
فينةٍ تعبت لها حشود الكفر والغرور اللأحمق ¢ وفي فدائيّة إيمانئة تعكأت لها 


)١(‏ تذكر المصادرٌ المتنوّعة بأل هلذه القافلة قد استوعبت أموالاً كثيرةً » فقد كانت العیه 
آلف بعير » وكان فيها أموالٌ عظامٌ » لم یب بمكة قرشي ولا قرشيّةٌ له مثقال فصاعداً 
لا بعت به في العير » حى لد المرأة لتبعث بالشَّيء الافه » وان أكثرَ ما فيها من الما 
لآل سعيد بن العاص لأبي أحيحة ء إگا مال لهم ء أو مال مع قوم قراض على 
التصف . وكان لبني مخزوم فيها مئتا بعیر وخمسة آلاف مثقال ذهباً » وللحارث بن 
نوفل فيها ألفا مثقال » وإِنَّ في القافلة لخمسين ألف دينار ؛ ول تعالی أعلم . 


۱ 


القلّة المؤمنة من جند المجتمع المسلم مستهدفة إعلاء كلمة أله عر وجل۔ 
التي آرسل بها رسوله محمّداً ی لیخرج الاس من الظّلمات إلى الثُور ء 
واشتدٌ وجیب القتال » وما هي الا جولة حقٌّ من رجال الب حتّی خفقث 
ألوية النّصر وريائ على رؤوس المؤمنين الصّابرين » ورفرفت أعلامٌ ار فوق 
هامات المجتمع المسلم المتحلّق حول الحبيب المصطفیٰ پل يفديه بكل 
شي- . وحلّت الهزيمة المنكرةٌ بطغاة الکثر من أعيان المشرکین وکّارهم » 
َكَل اللہ ۔عرٌ وجل - صنادیدهم بأيدي مَنْ کانوا بالأمس القریب الذّاهب من 
المستضعفین » وألقئ آشرافهم بأيديهم في صفار وذلّة آسری یقودهم مولی من 
موالي الصّادق المصدوق يي ١‏ ويسوقهم الرَعبٌ من ورائه » لیسمعوا قضاء 

٭ كان سیّدنا أبو العاص بن الرّبيع صِهْر رسول اللہ ية من بين الأسرئ 
الذين لم يُسمعْ لهم في المعرکة صوتٌ ۰ ولم يعرف لهم رأي ء ولا شوهدت 
لهم في القتال جولة . 

٭ سار الم یه وأصحابهُ متجهین نحو المدينة ليدخلوها ومعهم 
الأسریٰ مقرّنين في الحبال » وكان أبو العاص ب بن الوبيع مُسْتأسراً مع رَهْطٍ من 
الأنصار الأخيار » سره عبد الله بن جُبير الأنصاريّ ؛ فكانوا إذا أكلوا آثروه 
بالخبز » وتناولوا التّمر» حى اد الرّجل لَتَقَمُ في يده الكسرة فيدفعها إليه ء 
وإذا ما ساروا کانوا يحملونه ويمشون » وكانوا يكرمونه بكلّ سبيل يقدرون 
عليه » ويستطيعون عمله . 

ا أخذ أبو العاص يتأمّلُ في هذه المعاملة المونقة اللطيفة » ويفكر في 
کله هنذا الڈین الذي جاء به مِنْ عند الله ؛ رسول آله ل ء فهو لا ریب دير 
قويمٌ قیٔم » إِلّه قد بر الأوسَ والخزرج وعرفهم قبل أن يعتنقوا هلذا الین ء 
نهم لم يكونوا علئ مثل هلذه الأخلاق الفاضلة والمعاملة التَّبيلة ؛ إ٥‏ الذي 
شم سس الإسلام لَهُوَ رجلٌ عظیم القَدْرٍ » جلیل المكانة ء إِنّه 

ل آله گلا الذي ربّاهم وأصفاهم الود والعلم ‏ فاتت ثمارہ كلها في 


۲٦ 


سنواتِ معدودات لا تتجاوز عد أصابع كف اليد . وجعل آبو العاص مستمزاً 
في مثل هلذه الافکار التَّيّرة » وينقاد إلى عقله السّلیم المبرّأ عن الأهواء ؛ فاذا 
بفؤاده یمیلٌ إلى الدّين الحنيف القيّم الذي يدعو إلى مکارم الأخلاق 
ومحاسنھا . 

2 شرد بأبي العاص ته تفكيرة إلى الأمس القريب » وقاده خياله إلى تلك 
الم الصافية الي كان رسول الله ب يدعو خلالها في مک 
إلى آلله - عر وجل » وإلیٰ عبادته ووحدانيته » وتذگر أنَّ ساداتِ من قريش 
أتوا يُهْرعُونَ إليه ويقولون : « ويحك أبا العاص ! فارق صاحبتك بنتَ 
محمد » ونحن نزوّجك ی امرأةٍ تشاء من بناتِ قریش » . فكان یقول بأنفاس 
صادقة » ونبرات حازمة » وکلمات وفيّة ٠‏ لاها اللہ ! لا آفارق صاحبتى ٠ءٗ‏ 
وما أحب أنَّ لي امرأةٌ من قریش » . ۱ 

03 أب هلذا الوفيٌ أن يفارق بنت الحبيب یا زينب - رضي ألله عنها ‏ » 
أبن شد ایکون الإباء » أن بطلقها وإنْ كانت عل غير دينه » وها هو ذا الآ 
سعی حى وإِنْ كان أسیراً د بين يدي رسول اللہ ي ء سعيدٌ ؛ لأنّه لم بطلَفھاء 
فهي لم تَجْنٍ ذنباً » ولم تفسد حياته الروجية بقولى أو فعل أو حتّی إشارة ؛ له 
يحبُ زينب ويجل أباها ء وإِنَّ أباها رسول الله اة إذا ذكر أبا العاص فإنّه يثني 
عليه خيراً ؛ وإنَّ حقيقة ما يدعو إليه َة بدأت تتجلّیٰ لبصيرته وبصره » ولولا 
خشیئّه من أنْ يقال في مكّة : إن أبا العاص لم یسلم إلا خوف المَثْل أو خيفة 
الأسر ؛ لأعلنَ علیٰ ملئهم شهادة التّوحيد وكلمة النّجاة : أشهدٌ أنْ لا الله 
إلا الله وأنَّ محمّداً رسول ال . 

٭ و خیال أبي العاص ينتقل من صورة إلى صورة » ومن مكان إلى 
آخر » ومن شخصيّة إلیٰ أخرئ ۰ وها هو ذا خياله الآن يقفرٌ به قفزة فریدة إلى 
مكّةَ المكرمة » إلى الرحاب الظاهرة والبيت العتيق » إلى حیثٌ غادر أليفيّه 
زینب - رضي أله عنها - ليقاتل الحبيت الأليفت رسول الل بي »> ويقاتل 
أصحابه المسالمين » وكان هو مع سفهاء قومه الذين لا يكادون يفقهون 
الحقٌ ء وانهم عنه لمعرضون . 


۲۳ 


5 نه لم یفکڑ في مشاعر زوجته زینب ب وهو في غمرة الأحداث » وطیش 
الحماس » آما الآن فهو أسيدٌ منطلقٌ مع الاسری السّبعین إلى المدينة الَبُويّة 
الآمنة » فهو یحسیُ الآن حقيقة عواطفها ‏ وكيفيّة مشاعرها ۰ إِنّها مشئّنة الميول 
بينها وبين أبيها رسول الله ب ء ولعلّه قد استولیٰ عليها خوفٌ واضطراتٌ أن 
صاب في أحدهما ء فهو على ثقةٍ تامةٍ من أنّها تودّه وتحيّه ء ولا شك في عظم 
محبتها وإكبارها وإجلالها لأبيها كلل » للكلّه حَمد ألله على الحالة التى بات 
عليها الآن » ولسان حاله يقول : ١‏ لك اله يا زینب الوفاء والصّفاء والتّماء ء 
ليت أحداً يحمل إليك أبا العاص زوجك بین يدي أب رقيق ورسول رژوف 
رحيم » ليسكنّ قلق نفسك » وينجلي خوف قلبك ۰ وينزل بك أمنٌ وسکینڈ 
إل حين ٤‏ . 

٭ وصل الاسری إلى المدينة المنوّرة » وقضی فیهم رسو 1 لله يكل 
بقضائه الذي أنزل اللہ عليه وحياً يُتلى في قوله عر وجل - 2 لقم ات 


کا سم ہے کے عو وه ورو 2 سم بعد و سم 


أ فرب ألا س | ۳ اتختتموھر فشدوا الوتاق فإما متا بعد رما فده * [ محگد : ء ۲ 
ولم يكن القت لمن سر مشروعاً إلا لمن عظم کفره وطغيانه 3 وعتا في فجوره 
عتواً حجب عنه التّوبة بالایمان » كالذي كان من النَضْر بن الحارث "© ء 
وعقبة بن أبي معيط ‏ اللذین م آمر رسول ألله لله گل بقدلھما صبراً یلا . 


الفداء العحیب : 
# كان القضاء التَّبويُ فی الأسری قضاء ذا حكمة بالغة ؛ إذ لد في هلذا 


(۱) اقرأ سيرة هنذا الفاجر آحد شیاطین الفجور فى کتابنا : « المبشّرون بالتّار » 
(ص : ۳۹۹-۳۳۷۲ ) تجد كثيراً من الفوائد والأمور المهمة التى تتعلق بالیرة 
ری . 1 

(۷) اقرأسيرة عقبة بن آبي معيط في کتابنا : «المبشرون بالًار ) 
(ص : ۰۱۵۹-۱6۰ ولاحظ مدئ الإيذاء الذي قام به هلذا الخبيث » ولاحظ 
سوء طويّته وعناده وكفره حى استحقّ التّار . 


٦ 


القضاء الرّباني في آمر الأسریٰ وشأنهم جانبٌ مهم من أهمّ جوانب منهج 
الرسالة المحمّديّة الهادية العادلة » ذلك أنه كان ممّن شملهم الاسر فلا ینفلتون 
إلا بفداء » أو مَنٌ : آبو العاص بن الرّبيع صهر رسول ألله ية وزوج 
ابنته زينب ‏ رضي ألله عنها وأرضاها ‏ ؛ فقد آرسلث زيلب في فداء 
آبي العاص بمال فيه قلادة زواجها به . 

# كانت زینبٍ - رضي ألله عنها - تحبٌ أن تبعت إلى أبيها با من يفتدي 
منه الرّوج أبا العاص - وذلك لگا بدأت قريش من تفادي آسراها - فهي وان 
كانت قد تسربلٹ بأثواب السُرور ليا جاءت الاخبار بنصر اللہ لرسوله 
والمؤمنين › إلا أنه عكّر سرورها وكدّره وقوع زوجها أبي العاص آسیراً في 
أيدي الأنصار » وما كان يحمَّففُ من لوعتھا الا معرفتها بكمال أخلاق أبيها لا 
الذي سيقدَّرُ زوجّھا » فهو یه یعرف أمانته ووفاءه وأحواله » وكم ودب زينب 
لو تستطیع أن تخرج لتفدي زوجھا وللکٹھا كانت غيرٌ قادرة على الخروج 
وحدها » فهي تقيمٌ بين تل من الکمار قد مُلَثْ قلوبھم حسّداً وغيظاً على أبيها 
رسول اللہ لا ء لذلك فإنّه قدم بالفداء عمرو بن البیع آخو آبي العاص » ولا 
وصل المدينة قدّم ذلك لرسول اَل مه فاطلقَهُ دون فداء ۰ ومَنَّ الأنصارٌ على 
آبي العاص لمکانتہ من ال گل ولرغبته پل بذلك . 

٭ لقد بعثت السَيّدةٌ الطّاهرة زينبُ بنث سيّدنا رسول اللہ ما » وزوجة 
أبي العاص ب بن البیع مال تفديه به » وأرسلت مع المال قلادة مباركة كانت 
ها اد خديجة - رضي الله عنها ۔ أهدثها إليها ء فادخلٹھا بها عل زوجها 
لتتحلیٰ بها . ٠‏ فلمًا رأئ الحبیبٔ المصطفی بل قلادة ابنته ترقرق المع في عينيه 
ايفين » ور لها را شديدة ٭ فهلذه اقلا الكريمةٌ كانت مبعت ذكريات 
أبويّة عنده لا ء وذكريات زوجيّة » وأسريّة » وعاطفيّة قبل أن تأنيه رسالة ألله 
بمنهجها القويم . 

* ان الحبيتت المصطفیٰ گلا أب کریمٌ » له من عواطف الأبوّة أعلى 
المنازل في صحائف المكارم الإنسانيّة » وأفضلها وأشرفها في مسيرة الحياة » 


۳۹۵ 


فقد تذگر حبیینا المصطفی بي برژیته هلذه القلادة الكريمة أشياء سارة » تذگر 
برژیته القلادة - وهي أعنَّ شیء وآغلاه فی حياة ابنته وذكريات مناسبتھا 
وذکریات مَنْ أهدتها إليها ‏ تذگر بل هدذا كلّه ٠‏ ولعلٌ زينب ‏ رضي الله عنها - 
لم تبعث بها مع مال الفداء الا لتحرّك في نفس آبیها آنبل عواطف الأبوّة ال حيمة 
وألطفها وأرشقها » ولنثيرَ في نفسه الشریفة 4ي آسمی مشاعر الحبٌ الأبويّ 
الشّفوق » ولتضع في بناء الوفاء الرّوجي لبنة ربما لم يكن عندها ما يفي 
بقدرها » والحبیب المصطفی بي آوفی البرية بمکارم الأخلاق ومحاسن 
اللشیم » فهو ی زوج لأوفیٰ زوجة وهبه الله - عر وجلّ ‏ منها الذّريّة » وحرمه 
إياھا من غیرها توکیداً لأشرف روابط الحياة بين البشر . وها هي ذي ابلہ 
الکبری تبقی في مكّة وحيدةً مع زوجها مسلمة » وهو على کُفْره » لم تفکز قط 
في مفارقته ؛ لاله كان بها حفياً » وفي معاشرتها وفياً > وفي محبتها سرياً , 
كما كان معتزاً بها » وها هو ذا بوسر فى آشراف قومه » ویتطلّب الموقف 
فداءه » فتبعثٌ فداءَ عجيباً له ترسلٌ قلادتها الأثيرة » ذات الذکریات 
المثيرة . 

٭ رأئ الحبيبٌ الأعظم رسول ال گلا القلادة الغالية » فتداعت في نفسه 
الذکریات » وتضوّعت منها ذكريات السَيّدة خديجة - رضي ألله عنها 
وسرورها وهي تزف ابنتها علئ ابن أختها » وتحلیها بأحسن ما عندها من 
الحلي » وتزينها بقلادة تهديها إليها في فرحة العمر » فتقدّمها 
زينب - رضي آله عنها ‏ في فداء زوجها طيّبة بها نفسها » وفاء لحياتها الزَّوجِيّة 
مع آبي العاص ابن خالتها هالة بنت خویلد ء فيعظم ذلك في نظر الأب الوفي 
سيّدنا رسول الل گل ويكبره ”° . 


٭ وهو ية أب » وكافل لأسرة قاعدتها العريضة آولاده » وقمتها زوجه 
وزيرة الصدق » ومأنس القَلب ۰ ومفرّجة الأزمات والشدائد عنه بما أنعم الله 


(۱) « محمّدرسول ألله المحمدعرجون( ۳ / 4۸۳ ) بشيء من التَّصرّف اليسير . 


۳۹1 


علیها من عقل رشید » ورأي سديد » وحبٌ لم تعرف الحياةً له مثيلاً في صفائه 
وطهره وتضحياته . فاذا ما رأیٰ النََى ية القلادة الخديجيّة الرَینبّة 
الكريمة - بعد أن توارث عن نظرہ رَدّحاً من الرّمن تخألثه أحداثٌ جسام - ذگرتہ 
بالود الهامس مع أسرته » وذگرته بالحبٌ الشفيق » والمشاركة لها في حياتها 
الهادئة » وعيشتها الوادعة المبتسمة للحياة . فاذا ما رأئ يلل قلادة الفرحة 
الرَينبيّة بين مال الفداء لزوجها الوفى أبى العاص . انجذبت إل حنايا نفسه 
الكريمة المكرمة أسمئ مشاعر الوّحمة » وتنرّلَت على قلبه الحیم قطرات غيث 
الرّأفة في أطهر سابغات الحنان الأبوي » وتواكفت على إحساساته نسائم 
الإشفاق الاکرم ۰ وتزاحمث على فؤاده الأطهر عواطف الحنین والحنان ؛ 
وتتابعت على وجدانه ذكريات حب الولد من البنات والولدان . 


* وبعد هنذا كله توجه ية إلى أصحابه الکرام -رضوان اللہ عليهم ۔ 
متلطفاً » يطلب إليهم في ود رفيق رقيق كريم » ود يدفعهم إلى ذروة العطاء ء 
ولا يسلبهم حقهم من لذة الفداء » لو أنّهم أرادوا الاحتفاظ بهلذا الحقّ » وهو 
في أيديهم يملكون التّصدّف فيه » فقال لهم  :‏ إن رأيتم أن تطلقوا لها 
أسيرها » وتردّوا عليها الذي لها فافعلوا "۲۳ . وجاء ردٌ الصٌحابة دون ترددٍ أو 


۱۵4 /۳۱( » دلائل الوه‎ ١ ء والبیھقیٔ في‎ )۲٦۹٢ ( : أخرجه أبو داود برقم‎ )١( 
) مجمع الرٌوائد‎ ١ والطّبرانيٌ في « الكبير ) (۲۲/ 4۲۸ ) » وه الهيثميّ في‎ 
. )75١ : وانظر : « صحيح السّيرة النَّبَويّة 1( ص‎ ٠ ) ۲۱۸ /۹( 

وقد علق المرحوم محمد عرجون كاه على هدذا الحديث وهلذه الحادثة تعليقاً 
نفيساً مفيداً برش بقلائد الفوائدِ ‏ فقال : « وهلذا أسلوبٌ من أبلغ وآلطف ما يسري 
في حنایا التُّوس الكريمة ء فيطوّعها الیل الاستجابة الرّاغبة الرّاضية رضاءً ینم عن 
الغبطة والبهجة . فالأساسُ في الطلب المتلطّف ؛ إطلاق الأسير الذي هو أسيرها ء 
بھلذہ الإضافة التي تكادٌ تجعلٌ من اللَلطّف استعطافاً شفیعاً ؛ لأنّها إضافة خاصّة » 
رفعت من شأن هلذا الأسير » وأدخلته في إطار المخصوصين بالرعایة » وأگد هنذا 
المعنیٰ أنَّ هنذا الاطلاق « لها » ء وهلذه حفاوةٌ في التّعبير تزيد في إبراز الرَغبة في = 


۳۹۷ 


توقّف قائلين : « نعم > يا رسول ألله ! » فأطلقوه » وردوا علیها مالّھا 
وقلادتها الأثيرة الغالية . 
# وما أجمل أن نفيء إلى هلذه التُغريدةٍ الهامسة نستروح من خلالها قصّة 

العفو عن آبي العاص ۰ وقصّة القلادة الزَّينئّة : 

هلذا هو ابن الصاص ظل لسزوجه تشم القرین 

ظلّے على إسلامها في صحبة السرّوج الفطين 

لم ينزلٍ التحريم بد بانفصال العاقدين 

قد ماجر الهادي وتمّت غزوةٌ التمسر المبیسن 

واب السوبیسع أتسیٰ أسييراً في الأسارئ المشرکیسن 

هلذي رثن أرسلث تفدي الأسازی الموسرين 


إطلاق أسيرها المشعرة بالاستعطاف ممّن له حق الأمر النّافذ ء لإيحائها بأنّ صاحبة 
هلذه القلادة ابنته ئة التي آفردت عن إخوتها وسائر أسرتها بالبقاء وحيدة بمكة » 
تعاني مرارة الوحدة » والبعد عن حنان الأبوّة الرّحيمة . 

وإذا تحقَّىَ هلذا الأساس جاء التَرغیبُ فى استكمال نعمةٍ الامتنان فى إطلاق 
أسيرها » فقال پل : « وتر5وا عليها الذي لها» . والذي لها هو محوژ العطف 
والذكرياتٌ المتوالية من الماضي البعيد القريب » هو قلادةٌ فرحة العمر التي أهدتها 
إليها مها في أعرّ مناسبة » وهلذه القلادة هي التي أثارث في نفسه بي الرّقة الشّديدة 
لابنته » ولهنذا لم يقل پیٹ لأصحابه : وتردوا عليها ما بعثث به من مال لفداء 
زوجها ؛ لأنَّ المال لم یبلغ في هذه المناسبة المليئة بالذّكريات من المكانة ما يستدعي 
كلّ هنذا التَلطّف والاستعطاف في طلب ره عليها » ولع المال مال زوجها أرسلته 
لتفديه به » وللكن القلادة « لھا »؛ وضعاً وطبعاً وملكاً وذكرئ » ولن تبلغ فجيعتها في 
المال شيئاً من فجيعتها في قلادتها ء هدية أمّها لها فی بناء زوجها بها . ولھلذا جاءت 
إجابة الصّحابة ‏ رضي الله عنهم - عن تساؤل رسول الله يكل سريعة محقّقة لكل 
ما يبتغي منها » فقالوا : نعم » يا رسول ألله ! ء فأطلقوه » وردّوا عليها مالها 
وقلادتها » . ۱ محمد رسول الله ۲( ۳/ 1۸۵-4۸4 ) . 


TA 


آگا عۓ الفقراء لم يأتوا إليهم طالبين 
وابن الرّبيع فقد أتئ لفدائه شسيء ثمين 
كان الفداء قلادةٌ من زوجو بت الأميبن 
كانت هديةأمّهاعندالرّفاف على اليقين 
لگا رآها المُصطفئ طاقث به ذکریٰ الحنیسن 
أوحئ إلئ آصحابه قولاً وكانوا سامعين 
رُدُوا القلادة ان تتناؤوا والاأسیسر الستعین 
قسالسوا سمٹنسا واستجابوا للتّصحيةٍ طائعين 
قد مار صهسرٌ المصطفئ حرا وہ َو المؤمني "^ 


۳ و . 

#7 كان رسول آلله ب قد أخدٌ على أبي العاص حین أطلقه من الأسْر » أن 
يخليّ سبيل زینب لتلحق به » وتكون مع أخواتها في رعاية أبويّةِ حانية تعوّضها 
عن مرارة الفرقة والبعد فيما مضیٰ من الرّمان . 

2 عاد أبو العاص د بن الربيع إلى مكّة المكرمةٍ ء ففرح النّاسُ بعودة من 
كان من الرّجال المعدودين مالاً وأمانة وتجارة . وكان أبو العاص على سجيّته 
وفيّاً كريماً  ٠‏ الہ لم يكذ يصل مک المكرمة » ويرئ زوجّه -- حتیٰ شكرها علولا 
موقف الثُبل منه في سره وفدائه بأعزّ وأغلئ ما تملك » ثم أسرع إلى تنفيذ 
ما عاهد عليه الصادق المصدوق ی من إخلاء سبيل زينب » لتلحق ب به وا 


)١(‏ انظر : « تغريدة السّيرة اوه ( ۲ / ۲۷۲ ) ۰ وقوله «: نعم القرین » : نعم ارو 
وفاء لزوجته . و« بانفصال العاقدین » : بتفریق المتزجین مختلفي الديانة . 
و« غزوة النّصر المبین » : غزوة بدر الکبری . و« الموسرین 4 : الأغنیاء . و« بنت 
الأمين » : زینب - رضی اللہ عنها زوجة آبی العاص . و« هديّة آمها " : هديّة آمها 
خدیجة - رضي الله عنها - . و« ذکری الحنین » : ذکریٰ خدیجة - رضي اللہ 
عنها - . و« الأسير المستعین » : أبو العاص . 


۳۹۹ 


وتعیش مع إخوتها في کنفه مغمورة بحيّه الابوي . 


ء و سر 7 u2‏ کا ع ه 
٭ إن آبا العاص سینفذ ما وعد به رسول الله ية › فهو لا یستطیع آن 


1 


نک وَعْدَهُ » وإلاً لطُخٌ أمانته القويمة التي اهر بها بين قومه بالأوحال . نه 
وعد أليمٌ موجمٌ لقلبه » له سيقوّض البیت ال ینب الهانىّ الذي عجزت عواصف 
الأحداث من قبل أن تزعزع أركاته » وللكنّه تماسك وقال لها : « إلحقي بأبيك 
وتأهبي يا زینث للسّفر » فقد فرّق بيني وبينك الإسلامٌ » . 

* إِنَّ أبا العاص وعد رسول ألله ييا ابتداء بأن يحمل زينب إليه في 
المدينة » وكان یعلم قسوة ذلك الوعد على قلبه » للكنّه وهو يفضي إلى زينبت 
الحبيبة ہما شرط عليه أبوها ء يحسنٌ أنَّ قلبّه يتمرّق » وأنّه يتنائر أشلاء . 


2 وأخذت زین تجاه عواطفّها المتموّجة بين ن الفرح والتّرح » وللکٹھا 
قالت صادقة بلسانها ووجدانها : « سمعاً وطاعة لله ولرسول اللہ » . وخرجت 
تجهّرٌ لسفرها » وتعدٌ لھلذہ الرّحلةٍ الطّويلةِ عدّتھا بما یرفن بها » ويسهلٌ علیها 
وغثاء الطريق . 

3 وھلکذا وف آبو العاص وعده » وصدق عیدہ »> وقد أثن عليه 


و 


سول الله ي لوفائه فقال : « حدّثني فصدّقني » ووعدني فوفیٰ لي » . 


¢ وينما كانت اد زیت تس لح بای »> حدث موقف کریم من 
هند بست عتبة تجاه زيدب التي تروي لنا خبر هلذا الموقف العظيم 
فتقول : « لقيتني هند بنت عتبة » فقالت لي : يا بنة محمد ! أَلَمْ يبلغني أنَّكِ 
تریدین اللحوق بأبيك ؟ فقلث في شيء من الحذر : ما آردث ذلك يا بنة عتبة . 


5 


فقالت هند ‏ وقد فهمث ما في رد زينت من الحذّر والتّخفّي ‏ : أي ابنة 
عم ! لا تفعلي - أي : لا تخافي متي » وتكتمي علي أمركك لا بین قومنا من 
ضغائن - اذ كان لك حاجة بمتاع ما برف بك في سفرك ۽ أو مان ينين به 
إلى أبيك فعندي حاجتّك » فلا تسري أمرك عنّى » فإنّه لا یدخل بين النّساء 
ما بين الأجال » وإِنَّ أولیٰ الئّاس بإسعادك ابنة عمّك . 


۳۷۰ 


ما أراها قالت ذلك إلا لتفعلَ » > ولکتّی خفٹھا » فأنكرث أنْ أكون آرید 
ذلك )”۶ . 


# ولمّا فرغت زينبٌ ‏ رضي الله عنها- من جهازها » ودّعها زوجها 
أبو العاص » وخرجث مع أخيه كنانة بن ارب حيث زیڈ بن حارئة في انتظارها 
خارج مكّة المکرمة » فساء قريشاً أن تخرج زينبُ في هودجها » فخرجوا سراعاً 
حى آدرکوها بذي طوی » وروّعها هبَّارٌ بن الأسود » فغدت تنزف دما » فبرك 
حموها كنانة بن البیع » ونثل کنانته بین يديه ء ووضع فیها قوساً » فخافوه . 
وجاء آبو سفیان بن حرب » وکان له دوز الوساطة بعد أن خاطب کنانة 
فقال : ١‏ لك لم تصبْ ۰ خرجتٌ بالمرأةٍ على رؤوس الاس علانية » وقد 
عرفت مصیتنا ونكبتّنا » وما دخل علينا من محگّد ء فيظن ناس + أنَّ ذلك عن 
ذل آصابنا » ولعمري ما بنا بحبّسها عن أبيها من حاجةٍ » ارجغ بها ء حتّیٰ إذا 


هدأت الأصواتٌ » وتحرّنت النّاس اا ردذناها فسْلها سر وألحقها 
بأبيها » ۲۲۲ . 


 )١(‏ « نساء آهل البیت في ضوء القرآن والحديث ۸( ص : 4٩۳‏ ) بتصوّف . وهلذه شهادة 
لا رد ؛ لأنّها شهادة عليم شهيد ء وهي شهادةٌ إذا وضعَث في میزانِ مکارم الأخلاق 
والاعتراف بالفضل لأهلو » مع شدّة شوكة العداوة المضطغنة ۰ فإنَّها لا تعجر أن توزن 
مكرمة التّبل في موقف هند بنت عتبة - رضي ألله عنها - . فقد كانت السَيّدة هند صادقة 
مع نفسها » وموروث بیتھا وقومها » وزینب كانت صادقة مع طبيعتها ومرباها : 

و هلذا الموقفَ الیل الذي وقفته هند بنت عتبة من زیدب بنتِ رسول اللہ 2345 

من آعجب العجب ‏ ولکلّه في ذرا الششرف لا بُستغرب من أعلياء بیوتات العرب » 
وهو سَتَنْ مسلوك في مکارم أخلاقهم . مُستعذب جمیل آخاذ . « محمّد رسول الله » 
/۳٣(‏ 1۸۱-۸۵ ) بتصف . 

(۲) «میر اعلام الثّلاء ۱(١‏ / ۳۳۳) . 


۲۷۱ 


٭ ولقيت السَّيّدةٌ الحصيفة هند بنتُ عتبة الذين خرجوا إلى السَيّدة 
الطّاهرة زينب - رضي آله عنها - ء وكانوا راجعين من ترويعها فقالت تخاطهم 
وتسخْرٌ منهم أشدّ الشُخریة وأكثرها لذعاً ؛ إذ تشبهُھم بحمر الوحش وبالعیّارین 
الذین یخلّون آنفسهم هرادا في حالة لمآ في الحوب فأشباء النّساء 
اللاتي في المحیض ؛ 
أفي السَلم أعيارٌ جفاء وغلظة وفي الحرب آثباء التساء العوارك 

٭ ولمًا استردّت السَّيِّدةَ زینب بعضن قواها » وهدأت الاصواث عنها 
ولملم الس حدیت هجرتها » آخرجها حموها لی حت وصل إل بطن 
يأجج - موضع م على ثمانية آمیال من مکة المکرمة - وکان زیڈ بن حارئة 
بانتظارها ء فأقبل كنانة حنّ أسلمّها إلیٰ سيّدنا زيد وهو ینشد قائلا : 


عحئث لهبّار وأوباش قومه يريدون إخفاري ببنت محمد 
ولشت أبالي ما خیست عديدهم إذا اجتمعث يوما ا بدي بمهنّد ”) 


٭ حمل زیڈ بن حارثة زينبُ - رضي الله عنها - وراءه » وسار بها يطوي 
الليل والٹھار » ويقطعٌ الفيافي والقفار » حى آقدمها على أبيها الي 
المختار و في المدینة المنرّرة عرين الأنصار » ومثوئ الأبرار ؛ وبقيث مع 
آختنها مستظلّة بظلال الحنان المحمّديّ ؛ والأنس التَبويٌ ؛ في عاطفة 
متدفقة ؛ ورعاية مشفقة » وعناية مو نقة ”° . 


. انظر : « منح المدح » لابن سیّدالاس ( ص : ۲۱۳-۲۱۲ ) بشيء من التَصرّف‎ )١( 
مختصر تاریخ دمشق » ( ۲۹ / 45 ) بتصوّف . آقول : « في هلذه الحادثة دروس‎ « (۲) 
وأحكام مهمّة ينبغي أن نستحضرها في حیاتنا في کل زمانٍ ومکان » ومنها : أنَّ‎ 
نی اة آمر سيّدنا زیڈ بنَ حارثة - رضي اللہ عنه - أنْ بحضر زينب من بطن يأجج‎ 
الذي يبعدٌ بضعة أكيال عن مكّة المکرمة . وسيّدنا زیڈ كان لزينب كالدّحم » كما في‎ 
السَحیح » عن عبد ألله بن عمر  رضي ألله عنهما - : « أنَّ زیڈ , بن حارثة مول‎ 3 
رسول الله يك ما كنا ندعوةٌ إلا زيد بن محمّد ۰ حقّیٰ أنزل الله : بط أَدَعوهُم لابه‎ 


۳۷ 


٭ والیکم هلذه التّغريدة الجميلة التي تصوَّرُ مجريات الأمور والهجرة 
الزَّينبيَّة إلى المدينة المنوّرة : 
نادئ أبو سفيان ساب زينب کف الال 
حنّئ نحتك لا ريد سوی لف امےم باعتدال 
وأتى أبو سفيانَ نحو حي زینب حيث قال 
ياصَاح كك قد أَسَأتَ بسا صنمت بلا جدال 
نُا نري دك آن تمود بهانهاراً ب‌امتشال 
حى إذا هدا الحديث خرجت ليلا بالسلال 
لس شرب بمنهها لارا فلا في خبسال 
للك آصابتا المصيبةٌ من مُحمّد في القتسال 
فإذاخرجت بها نھساراً سوف سے المقال 
ولسوف يُحكئئ أنّها خرجّث على ذل الرجال 


ےے وسر م مر ماج 


قراس مدا 4 ارب [٥‏ . 
ثم جاء شیم الالهیغ بعد ذلك » فمنع المرأةً أن تخرج مسیرة یومین الا ومعها 

زوجها ر محر ها كني لحي »عن ابن عئاس يضم أ سیا حل 
اتی يله قال : « لا تُسافڑ المرأة الا مع ذي محرم ء ولا يدخل عليها رجلٌ إلا ومعها 
محرم ١‏ . ( البخاري برقم : (VAY‏ , 

وفي « الصّحيح » أيضاً عن ابن عمر ۔ رضي الله عنهما - قال : قال 
رسول اللہ بي : « لا تسافر المرأة ثلاثة يام الا مع ذي محرم ۷ . ( البخاري 
برقم : ۱۰۸۲ ) . 

ومن الڈروس والأحكام المستفادة أيضاً : : أنه لا عذر لأحدٍ في البقاء في دار 
الحرب ۰ وتكثير سواد المشركين إلا الإکراہ ؛ فان البقاء مع اكمار في دیارهم هد 
المسلم في دينه » ویسخط بذلك ربّه ؛ لذا فالهجرةٌ واجبة بعد أن هیا الله عر وجل۔ 
للمؤمنين دار الإسلام . 


۳۷۳ 


لقد استجاب حمی زنب للےجےاء بسلا نسزال 
حى إذا مدا الحدیث وصار كل في انشفال 
خرجت ویصحبها كنانة دون حسرب باللصال 
وصلا لزید في المکان وشه کان الارتصال 
وصلوا المدينة سالمین وقد أصيبوا بالكلال (© 
و ھ کہ ص : 
اجرت بَا العاص : 
۰ قم أب الما بدك اکر علئ ون قد بضع سنين + فلم شید 
مشاهدهم ‏ ولم يخر معهم لحل ولا عقوٍء 3 حتّئ إذا کان قُبيل الفتح بقلیل 
خرج في تجارة قريش إلى الام » فلقيته سريّة من أصحاب” الحبيب 
المصطفیٰ بي بقيادة زيدٍ بن حارثة » فأحاطت رجالٌ السّريّة بعير قريش » فلم 
یر القرشیّون الا أن یسلمُوا أنفسّهم وتجارتهم لأصحاب ال لا » وكان فيها 
4 بو ما ۰ ۰ f‏ ہے ۰ ۰ 9# و 
فضّة كثيرةٌ لصفوان بن أميّة » ورغبوا في أن يحقنُوا دماءهم أمامٌ هلؤلاء الرّجال 
الذي تربُوا في المدرسة المحمّديّة » بَيْدَ أن أبا العاص استطاعً أن يفلتَ من 
رجال زيدٍ ء وأعجزهم هربا . على دافا نحت جنع الل ای ہی 
الحصيفة زینب - رضي اللہ عنها ‏ ۰ فاستجار بها » فأجارثه دون عم من 
سيّدنا وحبيبنا رسول أله لت > فلگا خرج الحبيبٌ الأ مين کل لصلاة داش 
وكبّر » وكير الاس > خلقه له » إذا بصوت زین من لاه يدوي في المسجد 
ویمرّق سكو الليل » وتقول : « هلاس ! إِنّي قد أجرث آبا العاص بن 
الرّبيع » . 


)١(‏ «تخريدة السّيرة التَبَوبّة » (۲/ ۲۷١‏ ) . وقوله « كفب التّبال» : ابعدٌ عنا تبالك 
ولا ترمنا بها . و« وحمي » : كنانة بن الربيع أخو زوجها آبي العاص . و« هداً 
الحدیث » : نسي الاس هلذا الأمر  .‏ ویئگسع المقال » : یکثر القول والّکھنات . 
و« المکان » : بطن يأجج المکان المتفق عليه . و« الکلال » : التّعب والجهد . 


Vé 


٭ تریٰ ماذا حدث بعد ذلك ؟ ! حسناً لِتَسْتمع إلى هلذه الأنفاس 
المعبّرة » ثم نتابع هلذه الرّحلة المُعَطرة : 
ابسؿ الرّيع أبئ فظل بکفره في المشسرکیسن 
والرَوحٌ صارت في رحاب المصطنی اله‌ادي الأمين 
قد فو الإسلامٌ بينهيسا فصسارا بائئنين 
لمينس زوجاً أخلصث فيها وفاء الصادقیسن 
في رحلة للام نادئ مثل كل الذاهبين 
يبغي الّجار: إلّه من خيرهم رجل فطين 
جممُوا له الأموال من کل الرّجَالٍ الموسرين 
قد قابشه سره بعضُ الرّجال المسلمين 
قد فر ترك ماله لكًارآهم قادمين 
فوراًتوجه نحو زينبَ في المدينةٍ يستعيسن 
قالث له اي آجرئل لا نکن في الخائفين 
المُصَطفئ والصّحبٌ كانوا في الصلاة مكبّرين 
وإذا ندا جاءهم كانوا جميعاً سايعين 
إني آجرث ابن الرّسِع واه في الآمنين 
قد كان هلذافي صلة الب كانوا قائمين 
كان المنادي زینسب هي بنست خير المرسلين 600 
* وحينما فضیت الصّلاةٌ » وسلّم رسول الله پل ۰ أقبل على النّاس 
فقال : « أَيُھا لاس ! هل سمعتم ما سمعث ؟ » . 


۳ 


قالوا : نعم يا رسول آل ۱ 


. ) ۲۸١ / ۲ (٩ تغريدةالسّيرةالشوكة‎ « )١( 


۳۷۵ 


فقال گلا : « آما والذي تفس محمّد بيده » ما علمث بشیء حنّئ سمعتُ 
الذي سمعتم ء وإِنّه لیجیژ على المسلمین أدناهم » . ۱ 
* ثم انصرت رسول الله ية > فدخل على ابنته فقال : « أي بئّة ! 
آكرمي مثواه ء ولا يخلصن إليكِ ء فانك لا تحلين له » . 
فقالت ۰ « إِنَّه قد جاء في طلب ماله » ۱ فجمع رسول اللہ اة رجال تلك 
السّريّة » وقال لهم : « !و هنذا الوَجُل ما حيثُ علمتم » وقد أصبئُم له مال 
وهو مما آفاء الله علیکم ‏ وأنا أحتٌ أنْ تحسئوا » وترڈوا عليه الذي له ء فان 
أبيتم فأنتم أحقٌ به » “ . 
فقالوا : « بل نر عليه » ۰ فرڈُوا عليه ماله أجمع . 
٭ وما أجمل أن نقراً ما رسمه هلذه الگخریدة لقبول إجارة زينب لزوجها 
أبي العاص : 
سمح ال نسداء زينب مشل كل التَامعين 
سا أنْ آتنع صلاتَة الهادي وق ل السلمین 
فورا تسوجه بالحديث إلى جمیسع الحاضرين 
من وله اي سعۓ لابنتي كالآخرين 
ولتعلم وا كي لا تكونوا للحقيقةٍ جاهلین 
المسلمون دماؤهم صاروا سواء أجمعين 
ویجی زر أدناهه عليهم فلتكوثوا عالمين 
دخل اس على المُجيرة قال باسح الأمين 
ياائتي فلتكرمي موی المجار المُشتعين 
لككولابقربئًًك واحذري هلذا مشين 


. ) ٤۷ / ۲۹( مختصرتاريخ دمشق‎ « )١( 


۳۷۹ 


قال التي إلى المرب ة یسا رجسال المؤمنين 
وإذا یتسم فهو قي الله حسق الكاسبين 
رَدّوا لصهمر المصطفئ أميواله متنازلين 
۶ و > ۵ وه و ۰ 

٭ عاد آبو العاص بأموال قریش وتجارتها التی عَقَدّث أمانتها بناصیته » 
ولم یفقذ منها شيئاً » فکان موفورٌ الکرامة » محمود الأمانة ؛ آعطی کل إنسانٍ 
ما کان له من مال فی هلذه التّجارة بغاية الصيانة . 

9 نظر آبو العاص فیما حوله نظرة تال ء وفکر فی غده وأمسه » فرأیٰ 
محاسنَ الإسلام وسماحته » وهانت في عينَيْهِ آلهة آبائه وأجداده » رآها للمرّة 
الأول حجارة لا تملك لنفسها نفعاً أو ضرا ء رأئ اللات والعرَّئ فارغَیْن 
لا نفع فيهما » وكذلك مناة القّالئة الأخری » وهْبَلَ وسائر الأصنام » رأئ هنذا 
كلّه فأحسنّ بنسائم الألطاف الإللهيّة تهب على روحه » وتتکشف الحجب عن 
نفسه ء وتنسكبٌ آنواژ الصّفاء في كيانه . 

٭ ثم نادئ آبو العاص في قريش علانية وقال لهم وقد وضح الیقین 
أمامه : « يا معشرَ قريش ! هل بقيَ لأحدٍ منكم عندي مال لم يأخذه ؟ » . 

قالوا : لا ء فجزاك الله خيراً » قد وجدناك وفيّاً كريماً ٤‏ . 

فقال آبو العاص وهو موقن بمایفعل » مسرورٌ بما يجابة به 
قریشاً : « آشهذ أن لا إلله إلا اللہ » وأنَّ محمّداً عبده ورسوله » . 

# وبعد أن أَعلنَ آبو العاص بن الرّبِيع اسلامه 3 وشهد شهادة الحق 4 
وقريش مجتمعون عليه » قال لهم بلسان الصّراحة والقوّة : « واشرما منعني من 
الاسلام عند محمد يك بالمدينة الا خشية أنْ تظتُوا : بي الشُنون » وأنّي آردث أنْ 
آكلّ آموالکم > فلا أدّاها الله إليكم » وفرغث » أسلمث » . 


۳۷۷ 


# ثم خرج سیّدنا أبو العاص ‏ رضي اللہ عنه - من مكة المکرمة تلقاء 
المدينة المنرّرة » وهو منشرخ الصدر » لا یطمخٌ في مال > ولا سلطان » 
ولا جاه » > بل يريد وجه اللہ دعر وجل -» 1 يريد نعمة الإيمان التي دای 


1 7 


حلاوتها ‏ فشعر بالنّعيم الحقيقي وأحسّ أنه تحوَرَ من كل شڑ تحرّر من 
عبودية الأهواء والغرائز والجهل والتّقليد الاعمی لموروثات الاباء والأجداد 
اس نابت الجناذ ؛ صافي السريرة » إل يشي علیٰ صراط مس > ليصل 

٭ كان جوهر آبي العاص الانساني يتلق بالأنوار » فقد اسلم اس 
المخبتين بعد تدثر و رتال وتفكير » أسلم بمحض حزيته بعد أن تخلص من 
سخافات الجاهليّة ۰ وضلالاتها العمياء ¢ اه یس ن للمدة الأولئ وفاقاً بين بين 
عقله وقلبه ء يحمنٌ بأنَّ الحياة من دون عبادة اشرلا معنیٰ لها ولا طعم . 

* بلغ سيّدنا أبو العاص المدينة المنوّرة » وقد امتلأت نفسّه بخشية لله 
ومحيّته ومحبّة نبي الإسلام محمد ميو » وقدم على رسول ألله ية مُسْلماً مؤمناً 
مُستغفراً » فازداد له يه إكراماً وحبّاً واحتراماً » ورد عليه زوجته وابنة خالته 
زينب - رضي ألله عنهما وأرضاهما 2١”‏ - ؛ وعفا عنا بفضله ومئّه ء ووهبنا لهما 


(۱) «آسد الغابة» ۱۸١ / ٥٥‏ ) بشيء من التَّصّف . وللمرحوم الشَّيخَْ محمّد صادق 
عرجون يا4 تعليقٌ نفيسٌ ء يستحقٌ النُسجيل في هلذا الموقف الأنيس حيث 
قال : « هنذا موقفٌ يمثّل جوانب من منهج رسالةٍ الاسلام » كان رسول الہ یا فيه 
هو الوجة المشرق الذي أضاء الطریق أمام مسيرة الدّعوة » وكانت ابنشه 
زينبُ - رضي ألله عنها - تمل مفتاع الموقف الذي انطلقت الحياة من أبوابه » وكان 
أبو العاص + بن الرّبييع المحور الذي دارت الوقائمٌ والأحداثُ من حوله . 
فرسول ال يك بسط ید مكارمه لهاذا الوّجل الذي كان صاحبه وصفيّه قبل بعثته » وفتح 
له طریق الهداية بعد بعثته » فوفی له وفاءً بوفاء » وبوّأه منه منزلة المصاهرة » وهي 
منزلة لا تكون إلا بين متصافییِن » ووقف منه موقفاً حفظ عليه كرامته بين قومه ۰ وأقرٌ 
جواز ابنته له حل يطمئنَ » وهو متطلّع إلى رڈ ما أخذ منه لیرگه علئ أصحابه » وتحمّق- 


۳۷۸ 


إكراماً للحبیب المصطفیٰ بيه من بعد أنْ يأذنَ جل شأنه ویرضیٰ . 
پا والان سنعيشٌ مع هلذه القبسة الأدبیة ؛ التي نستضيء بسناها في ظلال 

هلذه الَحات ؛ التي تھمسُ في قلوبنا قصّة اسلام آبي العاص رضي آلله عنه ؛ 
ورجوع زینب - رضي ألله عنها - إل عصمته : 

نجحث اجارة زينبٌ لابن الرّبيع المُستجير 

ردُوا لیے سا لے يق منسه ولا نقير 

تسد عساد یحسل ماله قد كاد سن فرح يطير 

دی أمانتهبمكّة واستراح بے امسر 

من بعد أن دی الأمانة قال فيهم کالشذیر 

با ال ما هل أخذتم مالكم حى السير 

قالوا نعم جُوزيت خيراً نمت العمل الکبیسر 

من نم قال لهم لقدآمنث بالدّين اللٌصیسر 

أرج أت إسلامي بيشرب خشية القن المثير 

كي لا یال باتني فد ملۓ للمال الکٹیسر 

مسا کئنۓ قط بأن أخون أمانتى هلذا خطير 

ساجئۓ الا کی أؤدي للأمانةلاأضير 

حل إذا أديتها أسلمست للمولئئالقدير 


له ما أراد » وعاد إلى مكّة مرفوعٌ الرّأس » موفور الشّخصيّة » وأعطئ الحقوق 
لأصحابها » حتّی إذا لم ت بق عليه تبعة لاح ء أعلن إسلامه الذي كان یضمره منذ أن 
رأئ مكارم ال يل تغمره » ومنذ أن رأئ وفاء ابنة خالته يحقّق له آماله . لم يعلنْ 
أبو العاص إسلامّه يوم أنْ كان بالمدينة بالوّعاية من رسول اللہ بيا خشية قالة السوء وأنَّ 
قریشاً تظنٌ به أنّه فعل ما فعل ليأكل آموالهم بالباطل ؛ فلمًا فرغ من أداء أمانته » 
واستبراً ذمّته » أعلن إسلامه » وأرضئ رسول ال ی ء فكافأه ؛ ورد عليه زوجته 
الوفيّة الحبيبة ‏ رضي ألله عنها وأرضاھا۔) . ١‏ محمد رسو ل آله » 
( 6-۹/۳( . 


۳۷۹ 


قد عصاد صهرٌ المصطفئ في قلبه نور يتير 
رد ال رس ول إليه زوجتے بلا عقسلٍ أخير © 
شذرات من آخباره : 
٥‏ لابي العاص - رضي آلله عنه - بعض الماثر الحسّان التي تفرد بها بين 
رجال عصر الوه > وبين آصهار الى بي . 
٭ فهو صهر ال یل الاوّل » زوّجَة بيه زينب ابنته » وهی أکبژ بناته 
الطامرات ؛ فولدت له علا وأمامة ٠‏ فتوفی علئٌ بن أبى العاص وهو 
غلا : وكان رسول الله که قد رده ناه عام اقم . ا 
وقالت سيّدتنا فاطمة الژھراء ”” بنث حبيبنا رسول اللہ كيا لزوجها سيّدنا 
عليَ بن آبي طالب - رضي ألله عنه ‏ حينما حضرتھا الوفاة : « تزوّج بنت آختي 
أمامة بنت أبى العاص » فتزوّجها على بن أبي طالب رضي اللہ عنه » 
فمكثت عندہ ثلاثين سنة » ولم تلذ له شيئاً - وكانت عقیماً - ثم تزوّجها بعد 
عليّ المغيرة بن نوفل بن الحارث . 
٭ وأبو العاص هو الأخيرُ في الأصهار الأخيار إسلاماً » فقد أسلم قبل 
الحديبية بخمسة أشهر » ولم یشهذ مع سيّدنا رسول ال و شيئاً من المغازي . 


١ )١(‏ تغريدة السّيرة النَّبُويّة ٢‏ (1/ 784 ) . وقوله ولا نقير » : كناية عن الشَّيء 
الحقير الثّافه . و« اللّصير » : دين الانتصار » و« لا أضير » : كي لا يضار حد . 
« وبلا عقد أخير » : ردّها إليه على العقد القديم . 

)٢(‏ اقرا سيرة أمامة حفيدة النْبيَ بي في الباب الرّابع من موسوعتنا : « نساء أهل البيت في 
ضوء القران والحديث (٩‏ ص : ۱۳۳ ۱۵۲  )‏ ط : 5 » ٢٠٠۲م‏ ء ففي سيرتها 
نفحة أنس نديّة وإشراقات جليّة . 

(۳) اقرأسيرة سیّدتنا فاطمة الزّهراء في الباب الثّالث من موسوعتنا : « نساء أهل البيت في 
ضوء القرآن والحديث » ( ص : ۱۲۹-۵4۷ ) » ط : ٦‏ » ١٠٠۲م‏ » فسيرتها علم 
في فائدة في معرفة في بركات تتریٰ 


٭ قال الب يناه : « کان أبو العاص من تجار قريش » وما علمت 

e له‎ 

3 وقال ابن عساكر اه J:‏ وكان أبو العاص ؛ بن الرّبيع مع علي في 
البیت يوم بويع أبو بكر » وتوفيت زينبُ بنت رسول الله ييه وهي عند 
آبي العاص ... وکان رسول اش بي يقول : « ما ذممنا صهر 
أبي العاص » . . . . . وقدم مهاجراً إلى المدينة بعدما أسلم بمكة » فرجّع إليه 
رسول اللہ كَل ابنته زينب بالٹّکا اح الأوّل » وأردف الب با ابنه عليّاً يوم فتح 
مگ » وحمل أمامة في صلاته ٩‏ . 

3 وخرج أبو العاص في بعض أسفاره إلى الشّام فأنشد في زوجته الطاهرة 
زینب فقال : 
ذکرت زيئب لصا وودت رما فقلث سقياً لشخص يسكنٌُ الحرما 
بنت الأمين جزاها ال صالحة ول بعل سيثني بالذي عَلِمَا ۲۱ 

٭ وكان أبو العاص شهماً صافى السّريرة » فيل له لما آسر وكانت معه 
تجارة قريش : ١‏ آسلم يكن لك ما معك ء وتأخذ هلذه الأموال ء فإنّها آموال 
المشركين ) . 

فقال ‏ رضي ألله عنه - : « لبئس ما أبدأ به إسلامي آن أخون أمانتي » . 

وقيل : قال له آسروه : « يا أبا العاص ! هل لك أن تسلم على ما في 
يديك من هلذه الأموال » فتسود قريشاً » وتكون أكثرهم مالا ؟ » . 


)۱( « سیر أعلام الثلاء » ( (TT! / ١‏ . 

() «مختصر تاريخ دمشق » ( ۲۹ / 8۲ - 1۵ ) بتصوّف واختصار » وانظر : ۱ 
الغابة ۰ ۱۸١ /١(‏ ) » وقال ابن الأثير کلف : « ولما آرسل رسول ال پل 
على بن أ بي طالب رضي الله عنه - إلى الیمن ۰ سار معه » وکان مع عليّ أيضاً لما 
بويع بر بكر- رضي أله عنم أجمعين - » 

)۳( ( مختصر تاریخ دم" مشق ۲۹۱۷ / 5 ) عو« إرم): هي دمشق . 


۲۱۷ 


قال رضي ألله عنه - معيّراً بصراحة عن وفائه : « ما كنت لاستقبل 
الاسلام بغدرة » فأتی مكّة » ورفع إلى کل ذي حقّ حقّه » ثم أعلنَ إسلامه , 
وهاجر إلى المدینة » وما فرّق النَبِيَ گلا بينه وبين زینب » وأقاما على 
نكاحهما . 

٭ ومن المكارم والآثار التّبيلة التي تتعلّقُ بسيرة سيّدنا أبي العاص ما جاء 
عن عبدِ الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول اللہ يل : « سألت 
ربّي - عر وجل - أن لا آتزژج إلى أحد من أمّتي » ولا يتزوّج ال أحد من 
أمّتتي » إلا كان معي في الجنّة » فأعطاني ذلك » ۲ . 

٭ وعن أبي أوفئ قال : قال رسول اللہ ی : « من تزوّجتٌ إليه » أو 
تزوّج إلى فحرّمه على التّار - أو قال أدخله الجنّة » " 

٭ وعن ابن عمر - رضي ألله عنهما - قال : قال رسول اللہ پل : « کل 
نسب وصهْرٍ ينقطعٌ يوم القيامة إلا نسبي وصهري ۳۷ . 

* وفى شهر ذي الحجّة من السَّنة النَّانِية عشرة للهجرة النَبُويَّة المباركة ع 
وإبان خلافة سيّدنا أبي بكر الصَّدّيق - رضي آلله عنه » جاءت سكرةً الموت 
بالحق ء وصعدت روخ سیّدنا أبي العاص بن الربیع لتستقرٌ في عليين عند مليك 
مقتدر ۰ وقبیل وفاته أوصئ آبو العاص إلى سيّدنا الرّبير بن العام - رضي الله 
عنه - ؛ ولا يوجد في الصّحابة مَن اسمه « أبو العاص » غير آبي العاص بن 
الرّبيع هلذا . 

# رضي اللہ عن أبي العاص بن الربيع » وأدخلنا الجنّةَ وإياه بمعيّة 
الهادي الشّفيع ۰ ورزقنا الخُلق ریم > وصلی الله علی سيّدنا محمّد وعلیٰ آله 
والأصحاب » الطَيّبين الطاھرین الأنجاب . 


ذم ےھر ھھر 


. ) 4۷ /۲۹(» ذكرهابن عساکر که . انظر : « مختصر تاریخ دمشق‎ )١( 
. ) ٤۷ / ۲۹ (۷ مختصر تاريخ دمشق‎ ( (٢ 
. المصدر السابق ذاته‎ )۳( 


TAY 


-7 


رقم 
جر 9ے ںی 
جس دی ازو یی 


WWW.TFIOSWAFAL. COIN 





4 ع ر 


رضي الله عنه 






که مر الاشسرافِ القرشيين ؟ وسن المتالقین فسي المكارم . 
# کان شهماً ذا مروءة ونحدة ؛ وله مواقف تشهد بفضله . 
٭ روئ ( ٦٦‏ حديئاً ) ؛ ويعدٌ من الصّحابة المعمّرين ؛ توفى سنة ( 8ه ه ) . 


50 
تم 
1 

د 





YAY 


33 
یں یی 3ںی 
جج دب روميس 


w-.moswarat. com 


رق 
یں 9ی ( جج 
سکس دجن (مزوعسی 


COM‏ ۰۔۴۵۰۴ ۲۲۱۰۵۱۸2۵ ۱مہ می 


o 
3 و‎ 
س و 7 و‎ 
جہیر بس‎ 


من آبناء الأشراف : 
٭ كان كثيدٌ من آهل ام القری مک غارقین في وثْنیّةَ مضطربةٍ » فقد 

انحرفوا عن طريق الإلله الواحد » وملؤوا الفراع الوم عندهم اكةد فی 
الڈین الوثنيٌ » والمغالاة في عبادة الأوثانٍ التي جلبُوها من کل مکان » ثمَّ 
كدّسُّوها في جوف الكعبة » بل نثروا بعضها في أماكنَ قريبةٍ منها وحولها . 

٭ وكان کثیژ من الأشراف ینّخذون لهم صنماً يعبدونه » ومن العجيب 
أنّهم لم يختلفوا على أن خالق العالّم ربٌ واحدٌ » فلا خالق » ولا رازق »› 
ولا مدبّرٌ » ولا نافع » ولا ضار » ولا مجیر غيره » واعتقدوا هم يعبدون الله 
بعبادتهم الأصنام ؛ ويتقربون بها إليه . 

٭ نشأ ابناء الأشراف من قريش فى ظلّ هلله الوثنية التى توق فيها 
المکیون شِيعاً وأحزاباً دينية » وكان من بین هلؤلاء الأبناء جبير بن مُطعم بن 
عدي القرشی ی التوفليَ ۰*7 أبو محمّد » ويقال : أبو عديّ» ابن عم اللَبیْ يل . 


۰۱۵۳ ۰۲۳ /١( » «نسبٌُ قريش » (ص : ۲۰۱) ۰ و« آنسات الأشراف‎ )١( 
۰۵۲۰ 7 ۲ : ول شفاء الغرام ( الفهارس‎ ۰ ) ۵۱۷ ۰ ۰ :۹ ۳۷۱۲٣ ۲ 
» و« المغازي » ( الفهارس : ۳/ ۰۱۱4۹ و سير أعلام اللُسلاء‎ 
۳۵۹ ۔۹۹) ء وه الب ان والگیین ۷ (۱/ ۰۳۰۳ و۰۳۱۸‎ ۹۰ /۳( 
=) و« ته ذيب اه ذیب ۲(۷/ 11-71۳ ) » و« المعجم الكبير‎ 


YAo 


ل 


هي : أمْ حبيب بنث العاص بنِ أمية بنِ عبد شمس ' ٩‏ » ویظھژ من الآثار التي 
وصلت إلينا عن أمّ حبيب هلذه أنّها كانت تحب حفيدها جُبيراً محبّة شديدةً » 


وكانت کثیراً ما ترقصّه وهو صغیر في عمر الزَّهْر » كما كانت قريشٌ ترقصٌ 
أولادّها » وكانت تقول في ترقيصه ومداعبته : 
اخفسظ جُبيراًربٌ في السّريّه لاتقعهدئي مقّمداًشَقِكَِه 
وبارگکن يارب في یه 

٭ وفي مداعبة آخری تدعو الله عر وجل ۔ أن يحفظ جُبيراً من سيوف 
الأعداء من الفرس ۰ ومن الشیاطین الذين یوسوسُون فى صدور الئّاس › 
ویحفظه أيضاً من الأمراض ۰ وأنْ يزيّنَ به صدور المجالس ۱ فهو من علیة أبناء 
الاشراف » تقول آَم حبیب مرتجزة : 
احفظ جبيراً من شيوفٍ فارس وة صارض الوساوس 
واحقظه بسن کل رَحير حادس ورن رب بے المخالس ۲ 


« لو كان حبّاً) : 


2 ساقث مصادز نگ شن أن المطعمٌ والد جُبير قد مات بمگة قبل غزوة 
بدر » وله نیف وتسعون سنة » فرثاہ حسّان بقصيدة منها : : 


١50-1١75 /۲(‏ )» و« تهذيب الأسماء واللغات ) (۱/ ۱۷-۱4۲ 
و« الاستیعاب ) (۱/ ۲۳۲ ۲۳۳) ۰ و« مختصر تاريخ دمشق » 
/٦(‏ ۱۱-۰ وغیرها کثیر جدا لا بحصی . 
)١(‏ «نسب قریش ۷ ( ص : ۲۰۱) ء و« سیر آعلام الثْلاء ٤‏ (۳/ ۹۸-۹۷ ) » مع 
(۲) «المنمق ) ( ص : ۳۵۱). و« زحیر» : داء انطلاق یصیب البطن بشدة . 
و« حادس ) : صارع . 


YA“ 


أعينٌ ألا ابكي سيد النّاس واشفحیي ‏ بدمع فان آنزنشة فاسكبي الدَمَا 
و ومنها يذكرٌ بعض منا 
فلو کان مح بُخلد ا من الاس سیت مجذۂ سوہ 


de و‎ 


* ونعتقدٌ أنَّ هلذه القصيدة الحسّانيّة الحسْناءً ء كانت مبعث فخر » وعمّد 
أمانٍ لجبیر بن مطعم ‏ رضي الله عنه ۔ + لن أباه مُطعماً أجار لت في 
واحدٍ من أيّام الدّعوة العَصِيْبَةِ من مراحل الدّعوة : في المرحلة المكيّة . 

7 ومحصّل ذلك وملّصٌه أله لا توفي أبو طالب بن عبد المطّلب عم 
الصّادق المصدوق بلا » اشتدٌ على ال الألَمٌ ؛ إذ هم بعضُ المشركين 
باستباحة جانبه الشّريف » بعد أن فَقَدَ عمّه الذي كان ذا شرفي وب في قومه » 
وقد بسط كلّ ما في وسعه كي یدافع ویدفع عن ابن أخيه محمّد لک » ویوثر 
الحماية له ٠‏ فلمًا مات فگرت قريشٌ بالٌطاول والبغي » وسوّل لها مسرفوها آن 
ينْنُوا ضربات أليمة متتالیةً » وقد تؤدّي إلى القضاء علیٰ الدّعوة المحّديّة › 
فرأئ ی أن يخرج من مك إلى الطائف عسی أن يَجِدَ مَنْ يسمعٌ ويستمتعٌ بنور 
الحقٌّ والهُدی » ولکتّهم آذَّوْهُ فعاد إلى مكّة المکرمة » وبعث ابن أريقط من 


)١(‏ «ديوان حسّان » ( ص : ۲۸۳ ) طبعة دار المعارف بمصر . وانظر : « المفصّل في 

تاریخ المرب قیل الاسم ۷(۲ ۲۲| 
ونقولٌ في هلذا المقام : « لم یستنکڑ یستنکڑ رسول ال کل علیٰ حسّانَ بن ثابت في 

رثائه لمطعم بنِ عدي ۰ بل لحسّان قصائد ومقطعات يشي من خلالها علیٰ مطعم بن 
عدي » وهي مور في ديوانه » وفي کتب السّيرة ة والتّراجم > وهلذا يدل دلالة 
واضحة بینةً علئ أن لصَادق المصدوق ككل يعلّمنا أنْ نعترف لأهل القضل بفضلهم ء 
وأنْ نثنيّ عليهم بما هم منْ أيادٍ بيض » ومعروفي وخيرٍ » وان كانوا غير مسلمين » 
وهلذا النَّناءُ فی محله ء وقد يدلفٌ إلى الإسلام ذووهم ء ومَنْ حولهم » وال تعالئ 
أعلم » . 


۲۷ 


خزاعة إلى الأخنس بن شریق ليجيره فقال مُتخاذلاً : « آنا حلیفُ قریش › 
والحلیف لا يجيد علي صمیمها ٤ء‏ وفاتّه هنذا ارف الوافي » فبعت إلى 
سُھیلِ بن عمرو العامريّ فقال متتصّلاً : « إ٥‏ بني عامر بن لؤيّ لا تجیژ على 
بني كعب بن لوي ۲ . وعندها بعنّه ال ل إلى المٌطعم بنِ عديّ یعرض عليه 
أن یجیره حى يلم رسالة ربّه » فقبل فقبل المطعم ولم يتردّدذء وقال 
للخزاعي : « قد آجرثه ۲۳ ۰ فل له فليأت فلا بأسَ عليه » ۰ ثم قام المطیم 
واستنهض أبناءه فحملوا آسلحهم ووقفوا عند أركان البيت الحرام وقفة الأسود 
الصواري . وفي رواب ب أنَ المطعم بن عدي قال : ۱ َعَم » » ثم تسلح ودعا بنیه 
وقومّه فقال لهم : ١‏ البسوا السّلاح » وگونُوا عند آرکان البيت » فاي قد 
آجرث محمّداً » ء نم بعت إلى ال واه أن ادخل » فدخل الحبیث الأعظم لا 
حى انتهی إلى المسجدِ الحرام ؛ فنادئ المطعم : « يا معشرَ قريش » قد 
آجرث محمّداً فلا يهِجْهُ أحدّ منكم  »‏ فتاه أبو سفيان فقال له : « أمجيرٌ أم 

مانع ؟ » . 

)١(‏ للشٌیح محمد عرجون كله تعلیق نفیس جداعلی دخول الصادق المصدوق ی في 
جوار كافر ؛ فقال : « وذ تحيّر بعضل الاس في قَهُم جکمة دخول ال مکة في 
جوار کافرو كما تحيّر وا في قم قوله و في المواسم : « من يژويني حى بل رسالة 
ربی » ؛ لاد الس به سيد المتوکلین على اللہ » وسيّد الموقنین بتضر اللہ له 
وحمایته . وهؤلاء غفلُوا عن أ ال وه 20 من الاس » احتاج إلى أنْ ینزل اه عليه 
قوله تعالئ : ون یفاک ی این 4 [ المائدة : ۲۷ ] ء وقد كان قبل نزولها 
یتخذ حرساً » فلمًا نزلث صرف الحرس ٠»‏ كما غفلُوا عن أنَّ ال وی مشرّع ء وله 
أصحاب شا من العذاب ألوانا » فلو لم يكن پیا بفعلم أسوة له وضو 
ولوقف سیر الدّعوة إلى ألله » ولا أي له أن يلقئ الأنصار » ويبايعهم على إيوائه 
ونصرته » فکانوا كتيبة الإسلام الأولئ التي حقّق اللہ على يديها آعظم انتصارِ ؛ فتحَ 
أمام الدّعوة أبواب الڈنیا » ولم يكن ذلك لينقص من يقينٍ رسول اللہ از » وصدق 
اعتماده علا الله شيئاً ٤‏ . ۱ محمّڈرسول ال ۲(۲ / ۳۲۵-۳۲6 ) . 


۳۸۸ 


فقال : ۱ لا » بل مجير ٩‏ . 
فقال : « إذن » لا يحم جوارك » . 


۹پ هس >” ٠ 1 8 | ° f‏ 7 فد سرت 
طوافه » وصلیٰ رکعتین » ثم انصرف إلى بیته ومطعم وأهله پحر سوه 
بأسلحتهم » ٩۲‏ . 


8 ہے ۳ 2 یگ سوت ۲ ۳ ۲ 
ملا وفد حفظ الصادق المصدوق كلا للمطعم هلدا الصنیع وهلده 
الأريحيّة »> فقال عن آساری بدر » كما يروي البُخاريٌ وغيرة عن جبیر بن 


)١(‏ انظر : «زاد المعاد» (۲/ ٤۷‏ ) ء وه ديوان حسان » ( ص : ۲۶۳ ) مع الجمع 
والتَصرّف بینهما . 
والان » تعالوانحلق في فضاء الأدب ۰ لنستروح عبیر هلذه الفردة التي تتحدّثُ 
بحروفي لطيفةٍ » وقوافي خفيفة عن دخول رسول ألله و مكة في جوار : 
عاد الب ےئ محمّدٍمنرحلةٍ كانت مريره 
كانت أمرّ من المرارة إذ تنضاءت في المسيره 
هي رحلة مشؤومة أودث ب آمال کیره 
عاد ال رس ول لقومه أهل الحزازات الخطيره 
قدجاءمكةعائدا من رحلة الوم العسيره 
لكي مگ أغلقوهابئسس إخسوان العشيره 
لميسمحوالمحمّدٍبدخولها من غير جيسره 
قدأرسل الهادي لمطم اه شهم وخیسرہ 
تسد هس مطعم مع بنيه إلى الرّسول لكسي بجيره 
جاؤوا ریم ] بب‌الشلاح کلم أسسد مفیسرہ 
هس وا ليحموا جارهم هو خير أبناء الجزيره 
عاد الي لیے قالفقَمٌ قدأدمىئ ضميره 


۳۸۹ 


مطعم : « لو كان المطعمٌ بن عدي يا > ثم كلّمني في هنؤلاء ای ء 
لترکتهم له » ٩۳‏ . 

٭ ولو تأمّلنا هنذا الحديث العظيم ء لعلمنا أنَّ الحبيت المصطفی ی 
قد اجتذت من خلاله إلى صفوف المسلمین ابنَّ مُطعم سيّدنا جُبيراً » وكان إذ 
ذاك مشركاً قدم المدينة في قضية الفداء 3 فلمس صحّة ید صحّة الإسلام ١‏ وعلم أن 


۳ 


رسول الله آله ص يله يعرف الحقوق لأهلها > وان کانوا علیٰ غير دینه . 


٭ وينبغي کہ المطعم ب عدي كان شریفاً ذا صیت في 
ئي هاشم » وفيه يقول یو طالب ب عبد المگلب مذ إياه بعش ما أساف 


له : 

مم لَمْ أخذلكٌ في يوم تخدة ولا ظم عند الأمور الحلائل 
أمُطْهِمٌْ إن القَومَ ساموك خطة وإني متسئ أَؤْكَلْ فلسۓ بوائل 
جرّئ الله عنًا عبد شمس ونوفلاً عقوبة شر عاجلاً غير آجل "© 


٣ )۲٦۸۹ ( : وأبو داود برقم‎ » ) ٤0۲٤ ( : أخرجه البخاريٌ في المغازي برقم‎ )١( 
)۱۷۸ / 7» برقم : (15/55) ؛ والطبراني في ؛ الكبير‎ ) 516 //٥( وأحمد‎ 


)۲( انظر : « الاشتقاق » لابن درید ( ص : ۸۸ ) ء و« السّيرة اللُوهَة ۷ ۷ مع 
الجمع والتّصوّف بینهما . 


وقوله « ساموك خطة» : كلّفوك . وه لست بوائل » : لس بناج ء 
يقال : ١‏ ما وآل من کذا ؛ أي : مانجا . وفي الخبر : فلا وألث نفسُ الجبان ؛ 
أي : لا نَجَتْ)2 . ۱ 

وقال الامام الب اه عن والد جُبير : « وکان أبوه هو الذي قَامٌ بنقض صحیفة 
القطيعة » وکان بحنو على آهل الب » ویصلهم في السّرٌ » وهو الذي جار الب يك حين 
رجمٌ من الطّائف حتّئ طاف بعمرة » . « سير أعلام الثلاء ۰( ۳/ 40 ) . 


۲۹۰ 


2 ونقرأ في ) الإلياذة الإسلامية ) عند آحمد محرٌم 2+ هلذه 


المقطوعة بعنوان : 
ما رأينا كالمُطهم بن عدي 
آثرّالكفرملة وأجسارَ الد 
رام بال ائف المُقَامَ فأَعيَا 
وگل أله باشو: منسه 
قائماً في الشلاح یجمع حول 
یمنےع القسوم أنْ يصدوا رسول 
نقض الحلفَ من قریش فأمسئ 
عجبا لِلْقَويٌ يُنطيك سے 
مارآینامن ظَنّ بالٗرع شر 
لو جزی اللہ کافراً آجر ر ما اح 


و ہر فد مه 
جبيريات رقيقة : 


« المطعم بن عدي » : 


جافبا واصلاً مَيِوباً جَسُورا 
ین مُستضعتفاً يدور شطيرا 
فناشئ یطلسب الأمانَ حيرا 
أسداًيملاًاللَضَاً زوا 
ےه شبولاً تحمي الحمئ ونمورا 
الله عن بيته ويأبىئئ الخُقُورا 
آسلمته العمرى وكان مريرا 
عملا صالحاً ورأياً فطيرا 
فَححَمىئ أرضَّه وصان البذورا 
سن يوماً لخلكه مأجورا © 


٭ لسيدنا جبير بن مطعم أخباڙ ملوَلةٌ ومنعشة في ثنایا الشیرة الَو » كما 
و له أخباراً قاتمة » فلمًا آکرمَه ال عر وجل - بالاسلا م تألََّ في آقواله 


. ) 1٩-1۸ : «ديوان مجد الإسلام 6 ( ص‎ )١( 


الشّطير : الغريب والبعيد . 


العهد والغدر . و( مريرا » : 


و( حسیرا) : 
المرير : ما اشتدً فْله من الحبال . 


وقوله : ( شطبسرا) : 
و« الخفورا ) : الخفور : نقض 
وحلف قريش ھلذا : هو 


الحلّفٌ الذي عقدوه ضدّ بني هاشم وعبد المطلب ؛ لإبائهم أن یخلوا بینهم وبين 
رسول اللہ يل لیقتلوه ۰ ویودوا ديه مضاعفةٌ » فتعاهدوا على منابذتهم واخراجهم من مك 
إل شعب آبي طالب ۰ ومنعهم من حضور الأسواق لتجویعهم » وألا یصاهروهم ٠‏ أو یبیعوا 
لهم أو یشتروا منهم » أو یقبلوا لهم صلحاً إلا إذا آجابوهم إلى طلبهم » وظلت المقاطعة 
ثلاث سنوات » وکتبوا بذلك صحيفة » کان ممّن نقضها المطعم بن عدي ‏ وقیل : اه هو 
الذي مرق الصحیفة . و« فطیرا ٤‏ : من غيرروية ؛ أي : بَدَهِيّ . 


۳۹۱ 


وسلوکه » وغدا من الرّجال العاملين العالمین الذين تركوا آثاراً نعتزٌ بها في 
حياتنا مع الصّحابٍ » ولا سيما في روايته لأحاديث البشير التّذير و » وكذلك 
روایته البعض الأخبار الجمیل " التي تتعلق بدلائل الشَّة » وذگر سيّدنا 
2 ومن الأخبار التى تناقلئها عم مصادر من 3 کنا مّنا آم المؤمنین 
عائشة - رضوان الله عليها ‏ كان مطعم بن عديّ قد خطبّها لابنه جُبير قبل 
رسول ال ولا . 
# فقد ورد أنَّ الصٌّحابيّة الجليلة خولة بنت حكيم السُّلميّة ۲۳ دخلت على 
ہیی أمّ عائشة وامرأة الصديق - رضی الله عنهم 
أجمعين ‏ ۰ وأخبرتها بأنَّ رسول الكل قد آرسلها بخطت عائشة » فقالت 
َمُ رومان - رضي آلله عنها - : ١‏ إ٥‏ مطعم ین عديّ قد ذکرها على ابنو » وا 
ما وعد آبو بكر وعدا فأخلفه » . ودخل سمّدنا أبو بكر الصديق - رضي ألله 
عنه علئ مطعم بن عدي » وعنده أمرأته ام الفتیٰ ۰ نقالث لأبي بكر : « يا ین 
آبي قحافة ! لعلّك مُصبِىءٌ صاحبنا » تدخله في دينك الذي أنت عليه إن تزدّج 
إليك ؟ ! » . 


تقول ! » . 
قال  :‏ إِنّها : تقول ذلك » . 


)١(‏ اقرا سيرة الصّحابية الكريمة المومنة خولة بنت حكيم في موسوعتنا : « نساء من عصر 
اوه ٤‏ ( ص : 171١-1١14‏ ) فسيرتها قدوة لكل امرأةٍ تؤمنٌ بالل عرٌ وجل - . والكتاب 
مطبوعٌ بدار ابن كثير بدمشق - طبعة : ۲ ۲۰۰۳ م . 

(۲) اقرأسيرة الصّحابية المتألقة حماة سيّدنا رسول ألله بيا السّيّدة أمّ رومان في كتابنا « نساء 
مبشّرات بالجنّة ؛ ( ص : ٩٤-۸۲‏ ) دار ابن کثیر ط : 5٠١-86‏ م . فسیرثھا إمتاع 


۳۹۲ 


فخرج من عنده » وقد أذهب الله عر وجل ما كان في نفسه من عِدَتهِ 
التي وعصده - وکان وعده في زواج عائشة لابنه جبير ‏ » ثم رجع 
أبو بكر رضي ألله عنه ‏ إلى السَّيّدة خولة بنتِ حكيم وقال لها : « ادعي لي 
رسول اللہ للا » فدعَتّه » فزوّجها یاه » 29 . 

چا وذکر الإمامٌ الرطبيُ اه شيئاً من هنذا الأمر في تفسيره فقال عن 
زوجات الب و يه : « ومنهنٌ عائشة بث آبي بكر الصدیق - رضي ألله 
عنهما » وکانت مسمّاة لجبير بن مُطعم > فَحَطَبھا رسو اللہ له لاف فقال 
آبو بكر - رضي الله عنه - : يا رسول الله ! دعني اَسْلّھا من جبير سل رقیقاء 
فتزوّجها رسول اللہ يلل . ۰۰۰ »° . 

2 .7 ) آنساب الأشراف » قال البلاذريٌ J:‏ وکانت عائشة - رضی أذ 
او بكر رضي ا سا ايارسل ال وی( 

٭ ومن الأخبار الجبيريَةَ 2 الا نيقةٍ المُتعلقة بأحداث السّيرة الََويَةَ 1 
ومجرپاتها » ودلائل نبوّة الحبیب الأعظم ی » ما سردہ لنا جبيرٌ بن 
مطعم - رضي ألله عنه ‏ قال : « لجا بعت الله - عر وجل - نيه پل » وظهر أمرةٌ 
بمكّة »> خرجت إلى السام » فلمًا كنت ببصری ؛ أتتني جماعة من اللصاریٰ ‏ 
قالوا : أَمِنَ الحرم نت ؟ 


قالوا : فتعرف هنذا الذي تنبّأ فيكم ؟ 


۹ 
۰ 


)١(‏ انظر : « صحیح السّيرة النْبويّة ؛ ( ص : ۱۲۳۱۲۱ ) بتصرّف ؛ وانظر مصادر القصّة فيه 
وتعلیق المؤلّف علیها . 

)۲( « تفسير القرطبي ۱٤١(١‏ / ۱4 ) . 

(۳) « آنساب الاشراف »(۱ / 1۰٩‏ ) . 


۳۹۳ 


لي 


قال : فأخذوا بيدي ۰ فأدخلوني ديراً لهم فيه تماثيل وصور ؛ فقالوا 


: انظز » هل ترئ صورة هلذا اي الذي بُعت فيكم ؟ 


فنظرت فلم أرَ صورته . 
قلت : لا آری صورته 8 


فأدخلوني ديرا أكبرَ من ذلك الدّیر » وإذا فيه تماثيل وصور أكثر مما فى 


ذلك الذیر . 


فقالوا لي : انظز ‏ هل تری صورته ؟ 


ل ات 


فنظرت ‏ فاذا آنا بصفة رسول ال يلل وصورته » واذا أنا بصفة آبی بكر 


5 1 0 5 خی ان 
وصورته » وهو اخذ بعقب رسول الله كَل . 


(١) 


فقالوا لي : هل تریٰ صفته ؟ 

قلث : نعم » فقلت : لا آخبرهم حى آعرف ما يقولون . 

قالوا : أهو هنذا قلت ؟ وأشاروا إلى صفة رسول اللہ گلا . 

فقلت : اللهم اشهد أله هو . 

قالوا : أتعرفٌ هلذا الذي أخذ بعقبه ؟ 

قالوا : نشھد أنَّ هلذا صاحبکم ٠‏ وأنَّ هنذا الخلیفة من بعده » ٩۲‏ . 


جا ونجد هلذه القصَّد الجبيريّة القیقة بصورة آکثر وضوحاً عند 


+ دلائل او » للاصبهانی (۱/ ۵0-۰۵ ) برقم : ۱۲۱ و« البداية والٹھایة » 
٦۳ /٦(‏ ) ۰ ود المعجم الکبیر » للطبرانی (۲/ ۱۲۵)» وه شرح حياة الصّحابة » 
٤(‏ / ۹٦۳)ءے‏ و دلائل اوه » للبيهقئ ( ١‏ / ۳۸4 ۳۸۵) . 


۲۹٤ 


الطبرانيٌ ؛ إذ أخرج بسنده عن عُلَيّ بن رباح اللخميّ » عن جُبیر بن مُطعم 
قال : « کنث آکره أذ قريش لرسول آله ول ؛ ولا ظننْتٌ أنّهم سيقتلونه ء 
حرجت ت حت لحفقت بدير من الڈیارات ؛ فذهت أهل الذّير إلى ارأسهم » 
فأخبروه فقال : آقیموا له حقّه الذي ينبغي له ثلاثاً . فلمًا مرت ثلاث رأوه لم 
يذهب » فالْطَلَقُوا ال صاحبهم » فأخبروه » فقال : قولوا له : قد أقمنا لك 
حقَّكَ الذي ينبغى لك » فإِنْ كنت وصباً فقد ذمب وصَبكَ » وان كنت واصلاً 
فقد نأل - ينبغى ‏ لك أَنْ تذهب إلى مَنْ تصل ٠‏ وان كنت تاجراً فقد نأل لك أن 
تخرج إلى تجارتك . 

قال : ما كنتٌ واصلاً » ولا تاجراً » وما أنا صب . 

فذهبوا إليه فأخبروه ؛ فقال : إِنَّ له لشأناً » فَسَلُوہ ما شأنه ؟ 

فأتره » فسألوه » فقال : لا وال إلا أن في قريةٍ إبراهيم » وابن عمّي 
يزعم أنه نبي » فآذاه قومه » وتخوفث أن يقتلوة » فخرجتٌ لئلا أشهدَ ذلك . 

فذهبُوا إلى صا حبهم فأخبروهُ بقولي ء قال : هلمّوا ؛ فأتِيئه » فقصَضٔث 
عليه قصَّتى » فقال : تخاف أنْ يقتلوه ؟ 

قال : وتعرف شبهه لو تراه مُصَوٌراً ؟ 

قلت : نعم » عهدي به قريبٌ . 

فأراه ضوراً مغطّاةً ؛ فجعل یکشف صورة صورة ء ثم يقول : أتعرفٌ ؟ 

فأقول : لا ء حم کشف صورة مغطاةً . 

فقلت : مارایث شيئاً أشبه بشيء من هلذه الصُورة به ء کالہ طول 
وجسمه ء وعد ما بين منكبيه . 

قال : فتخافٌ أن یقتلوه ؟ 


قال : أظلھم قد فرغوا منه . 


۳۹۵ 


: واشر لا يقتلوة ء ولقلن مَنْ يريدٌ قتله » وإنّه لب ء 

هر ال ولك قد وب حك ی تاک اب » وام ب 

قال : فمكثتٌ عندهم حیناً » ثم قلت : لو أطعتّهم › فقدمث مک 
فوجدتهم قد أخرجوا رسول الله و إلى المدينة » فلا قدمث قامت إليّ 
قريشٌ ء فقالوا : قد تبيّنَ لنا أمرك » وعرفنا شأنك . فهلم أموال الصّبْيةِ التي 
عندك استودعكها أبوك . 

فقلثٌ : ما كنت لأفعل حى تفرّقُوا بين رأسي وجَسّدي ‏ وللکن دعوني 

فقالوا : اد عليك عهد اللہ وميثاقّه ألا تأكل من طعامه . 

قال : فقدمث المدينة ء وقد بلع رسول الله بي الخبژ ء فدخلث عليه › 
فقال لي فيما يقول : َي لأراك جائعاً ؛ هلمًوا طعاماً ٤‏ . 

قلث : لا آکل حگیٰ أخبركَ » فان رأيت أن آکل أكلْتٌ . 

قال : فحدّنتُه بما أخذوا على . 

قال : « فأوفي بعهدك » ولا تأکل من طعامنا ‏ ولا تشرب من 
شرابنا "۲ . 

٭ وجاء عند البيهقيٌ عن جبیر بن مطعم قال : « خرجتٌ تاجراً إلى 
السام » فلقيث رجلا من آهل الکتاب » فقال : هل عندکم رجلٌ يتنبا ؟ 
قلث : نعم » فجاء رجلّ من أهل الکتاب ۰ فقال : فيما آتیتم ؟ فأخبرةٌ» 
فأدخلني منزلاً له » فاذا فيه صُوَرٌ » فرأیث ال ل . قال : هو هلذا ؟ 


» )برقم : (۱۰۹) ء وانظر : « سیر أعلام الثُلاء‎ ١150-4 / ۲(٠ «المعجم الکبیر‎ )١( 
» وانظر : « مجمع الروائد‎ » ) 7-5 / ٦(٩ ۔-۹۷) ء وه مختصر تاريخ دمشق‎ ۹۱ /۳( 
. ) ۲۳۸-۲۳۳ /۸( 


۳۹۹ 


قلت : : نعم . قال : له لم يكن نبی الا كان بعدہ نب » الا هلذا التب » ٠‏ 

3 ومن الرّقائق اللطيفة التي تزدانُ بها سيرة سبّدنا جبیر بن 
مُطعم - رضي له عنه - شهامته ومروءته وقيامة بواجب حقوق الآخرین في 
ساعات حرجهة من سَیْر الرسالةٍ المحمّديّة ؛ إذ أجار سعد بن عبادة الأنصاريٌّ 
عقب بيعة العقبة . 

3% فقد د لمي إل قریش خبر البيعة المباركة ٭ وتفّق الانصاژ » فخرج نفژ 
من قريش في طلب الاس ‏ فادر کوا سعد ؛ بن عبادة بإذاخر - مكان قرب 
مک وكان من ایا فاخذوہ وربطوا يديه إلى عنقه »نع قبلا به سل گ١‏ 
أدخلوه مكة یضربولہء نت۳ من ۳ فچاء سهیل بن عمرو 
شدیدة له جاء رج فقال سر : ونا ينك وبين أحد من کرش جوا 
ولا عهد ؟ ‏ . 

قال سعد : «بلی 4 ۰ وألله لقد كنت أجيرٌ لجبير بن مطعم تجٌاره » 
وأمنعهُم ممّن آراد بهم ظلمهم ببلادي » وللحارث بن حرب بن أميّة بن 
عبد شمس © . 

قال الوّجل : ١‏ فاهتف باسم الؤجلین » واذكز ما بينك وبینهما » . 

ففعل سعدٌ ذلك » فقدم جبیژ والحارث ؛ وخلّصًا سعداً من أيدي قريش 
وقالا : « صدق والله ء إن كان لیجیر لٹا تجّارنا ویمنعهم أن یُظلموا في 
بلده » . فانطلقَ سعد إلى بلده وهو شاک لجبیر والحارث صنیعهما ۲۳ . 

3 وهلذا موقف كُ رحمةٍ نبوةٍ ينقلّها لنا جبیژ بن مطعم - رضي اللہ عنه ء 
وهو یسرد بعضَ المواقف المتألقة في ثنایا السّيرة التَبُويّة » ويتحفنا بقصّةٍ اسلام 


. ) ۳۸١ / ١ «دلائل القُْوَة » للبيهقَ(‎ )١( 
. بشيء من التٌصرّف‎ ) 110-174 / ۳ (٩ البداية والٹھایة‎ « )۲( 


۳۹۷ 


آحد كبار الذين آذوا رسول ال یل > وآذوا ابنته سیّدتنا زینب -رضی ألله 
عنھا - . 

پا جاء في أخبار سيّدنا جبير وقصصه الجميلة في الدحاب المحمّديّة 
والمجالس ال أنه قال : « كنت جالساً مع التي بيا في أصحابه في 
مسجده ؛ منصرفه من الچیوانة ٠‏ فطلع متا بن الأسوه بن المطلب 
الفُرشيّ - وكان من أُهِدِرَث دماؤهم - من باب رسول الله كك > فلمًا نظر القوم 
إليه قالوا : پا رسول الله ! هار بن الأسود ! 

قال رسول اللہ گل : « قد رأيئّه » . 

اراد بعضٌ القوم القيام لیه » فأشار اللي ية أن اجلس » ووقفف عليه 
هجار فقال : السّلامٌ عليك يا رسول اللہ ! إِنّي أشهدٌ أنْ لا إلله إلا آلله » وأنّك 
رسول الله » ولقد هربث منك في البلاد » وآردت اللحوق بالأعاجم » 
ذکرت عائدتك وفضلك وبرّك وصفحك عمّن جهل عليك ؛ وكا 
يا رسول آللہ ! آهل شرك ء فهدانا اللہ عر وجل - بك » وأنقذنا بك من 
الهلكة ء فا صفخ عن جَهل > وعمّا كان يبلغك عي » فاي مق بسوء فعلي ء 
معترفٌ بذنبی . 

فقال رسول ال ية : « قد عفوث عنك » وقد أَحْسَنَ الله بك حیث هداك 
للاسلام » والاسلام يجب ما كان قبله » ۳ . 

٭ ومن آحادیث جبير العذبة عن تکسیر الاصنام یوم الفتح » وکیف 
أعرٌ الله دته يروي لنا سيّدنا جبیر هلذه الحادثة التي تبشُر ب بخیر > فیقول : ١‏ لگا 
كان یوم الفتح نادی مُنادي رسول اللہ ا : « مَنْ كان یومنْ بألله فلا یتركنٌ في 
بیتو صنماً الا کسره » أو حَرَقّه » وثمنه حرام » . 


قال جبية : وقد كنت آری قبل ذلك الأصنام م يُطاف بها مگة ء فیشتریها 


. ) 0۳۳٤ ( : المغازي ۲۷ / ۸۵۸ و« آسد الغابة »( 5 / ۹ )ترجمةرقم‎ « )١( 


۳۹۸ 


71 و ۰ ۰ 3 ١‏ 5 .- 3 
أهل البدو » فیخرجون بها إلئ بيوتهم ۰ وما من رجل من قريش الا وفي بيته 
صنَمٌ ء إذا دخل مَسَحَه » وإذا خرج مَسّحه تبڑکا به 0 ٩۲‏ . 


موقفه من الاسلام : 

علفتا ما سبق أن جر لم يكن من السُّفهاء الذین عادوا 
رسول اللہ ي ٠‏ وتربّصوا به يبغوتّه الغوائل » وللكلّه لم يُسْلِمْ » أو یعتزل 
مجالسَ قريش العدائيّة تة » بل تذكرٌ أحداث السّيرة التّبوية أنه كان في دار التّدوة 
مع تل من كبار المشركين يأتمرون ويتشاورون في آمر ال پا الذي أقضٌّ 
مضاجعهم ؛ وسّه أحلامهم » وعاب آلهتهم » وتوصّل المجرمون فيما بينهم 
إلى أن يقتلوا ال يا » ويومها بات فتئ قریش علينٌ بن أبي طالب - رضي أله 
عنه - في بیت الین پا وعلیٰ فراشه › وخرج وا › وقد أخذ الله على 
آبصارهم + فلم يَرَوْهُ > وهلذا الأمر متعالَهٌ واضح في مصادر السّيرة التَويّة 
وأحداٹھا ان الهجرة 9" . 


٭ وعقب بدر كان جبیرٌ من بين الٹفر الذين قدموا من مكة إلى المدينة في 
۶ ۶ 
فداء الأسری ۰ وقد افتدی جماعة منهم : عدي بن الخیار » وعثمانٌ بن 


عبد شمس ۰ وأبو ثور » وهلؤلاء افتداهم جبير بن مطعم » كما ذکر 


)١(‏ انظر : في هنذا الأمر : « المغازي » (۲/ ۰۸۷۱-۸۷۰ و« شفاء الغرام » للفاسي 
(۲/ 11۷ ) . ومن الجدیر بالذکر أنَّ رسول ألله بل أمرَ أن يُنادئ بمكة : «مَنْ كان 
یمن الم وبرسوله فلا یدع في بيته صنما إلا کسره » » فجعل المسلمون یکسرون تلك 
الاصنام » وکان عکرمة , بن أبي جهل حین آسلم لا يسممٌ بصنم في بيت من بيوت قریش 
إلا مشی إليه حتّیٰ یکسره ه . وذکروا أنَّ هند بنت عتبة - رضي الله عنها -جعلث تضرب صنماً 
في بيتها بالقدوم ۰ فلذة فلذة » وهي تقول : « كنا منك في غرور ٩‏ . 

(۲) انظر مش[ : «السیرة البوی»(۱/ )٦۸۸‏ ء و« رجال آهل البیست » 
(ص : ۳۱۱۰۳۰۱) . 


۳۹۹ 


الواقديٌ که في مغازيه ” 

جا وكان لجبيرٍ بن مطعم في غزوة أحدٍ أكثر من موقف مولم مع قومه , 
اللاب یمد معهم عن سيل اله - عر وجل - » وكان ممّن حوّضَ الشّاعر 

عرَّة الجمحی على هجاء المسلمين ۰ يؤلب الاس ضدّهم بشعره ونفثه ؛ 

یخرکھم مارم ون فقتو سل 

0ت وکان بو عر ة الجمحيّ ممن أَسِرَ ببدرٍ » ومن عليه رسول آله لله لا 
وأطلقّه دون فداء » فعاهده آلاً یظاهر عليه » وحلف له أغلظ الأَيُمان أن سیکت 
لسانه وسنانه . 

# ولمّا أجمعث قریشٌ لحرب الصّادق المصدوق ييو بمن آطاعها من 
القبائل » وبمن آغوتهم من الئاس » أبئ آبو عرّة أن یخرج » وقال : « مَنٌ على 
محگّڈ يوم بڈر ٭ ولم یمن علی غيري ۰ وحلفث لا آظاهر عليه عدوا أبداً » . 
فمشی إليه صفوان بن أَمبّة - وکان لا یزال عل شرکه - وقال له : « اخرج ) 
فأبئ أبو عرّة » وأخبره بعهده وقصّته في بدر » فقال صفوان له مرغّباً : « احرج 
معنا » فان تَسْلَمْ أَعْطِكَ من المال ما شنْتَ شفت » ون تقل أجعل بناتِكَ مع بناتي » 
يصيبهنٌ ما أصابهنٌ من عسْرٍ ويسر » » فابیٰ أبو عر حك كان الخد :وت مه 
صفوانٌ بن أميّة » فجاء جب بن مطعم » > فقال له كما قال صفوان ورغبّه › 
فابیٰ فقال جبية محرضاً أبا عدَّة ومحرکاً بداخله كوامنّ العَبْظ : « ويحك 
آبا عدَّةَ ! ما كنث أظٌ آئی أعيشٌ حنَّ يمشى اليك آبو وَهُب ۔ کنیة صفوان ۔ 
في أمر تأبین عليه ! » فاأخفظه قول جبیر » واندفع فقال : « فأنا آخرج ۷ 
فخرج في العرب يجمعها » وهو يقول : 
يابني علدمتاةالزرام نشم حماة وب وکسم خسام 
لا نلوني لا بحل إسلام لاتیدونی تَصركم بَعْدَ العام © 


. ) ۱۳۹-۱۳۰ /۱(» المغازي‎ ١ )١( 
= ء و« السّير والمغازي‎ ) ۲١١ / ١(١ ء و« المغازي‎ ) 5١ / ١(٠ «السّيرةالتّبوبّة‎ )۲( 


۳۰ 


۴ ولم یتوقف جبيرٌ عند هذا الحد » بل كان له عب حبشيٌّ 
اسمه : وحشيٌ بن حرب من أنهرٍ النّاس قَذْفاً بالحربة » أخذ یحرضه لكي 
یغتال حمزة بن عبد المطّلب ‏ رضي الله عنه - الذي قتل أحئة جبیر يوم 
بدر ۲۱ » ووعدہ بأنْ يعتقّه إِنْ نم هلذه المهمّة الغادرة السّوداء » كما تصورها 
لنا هلذه التُخريدةٌ الجميلة التّاطقة بلسان الحال ؛ لما حدث مع صفوانَ 
وأبي عرّة الجمحيّ وجبیر من المقال » فلنعش مع همسات حروفها التي تميس 
بين الق والدّلال : 

هسذي رین جئدٹ للحرب کل الحاقدين 
حل الأحابيش الرَعاع فشاركوا مُتضامنين 
قد آنفڈےوا الأموالٌ حشی جهّزوا الجیسٹنَ المتيسن 
بوعرة ة الجمحي أيضاً كان بين الذَاهبين 
قد كان هلذا شاعراً بالشّغْر يدعو المشركين 
بالأمس فك آساره عف وا من الهادي الأمین 
قد جاء مكتوفاً بيدر فى الأسارئ الكافرين 
وفدا یصرّض للجميع على قتال المسلمين 
أغراهٌ صفوان لبخسرج اه وغ لین 
آفری لوحشي جْسِرٌ كان ذا حفْدٍ دفين 
قد قال يا وحشئ ان تقعل لحمزةً عن یقیسن 
أعطيتك الشىّ الذي ترجوةٌ دون العالمين 
هو قانل عمّي طُمّيمسة هِنْ خيار الرّاحلين”" 


. ص : ۳۲۳ ) وغير ذلك من كتب السّيرة العطرة‎ (٠ انظر : « الشير والمغازي‎ (١) 
. ) ۲۱۰/۳۸۷ تغريدة الشيرة التّبوية‎ « )٢( 


۳ 


٭ والان ؛ دعونا نترك قاتل حمزةً - رضي الله عنه ‏ يروي كيف قله ؛ إذ 
رویٰ ذلك لرسول أله بي حين سأله للا عن ذلك » فأجاب : « کنت غلاماً 
لجبير بن مطعم » وكان عمّه طُعيمة بن عدي قد أصیب يوم بدر ء فلمًا سارت 
قريش » إلى أحْدٍ » قال لي جبير : إِنْ قتلتَ حمزةً عم محمَّدٍ بعمّي » فأنت 
عتيقٌ » فخرجتٌ مع النّاس » وکنت رجلاً حبشیّاً أقذفٌ بالحربة قَذْفَ الحبشة › 
قَنَّ ما أخطئٌ بها شيئاً » فلمًا التقیٰ الاس خرجث آنظر حمزة وأتبصرة . . . . 
وهَرَرْت حربتي حتّیٰ إذا رضيث منها دفعتّها عليه » فوقعث في تن - أسفل 
بطنه - حگیٰ رجت من بين رجلیّه » وذهب لينوء نحوي قَب » وتركثه حتی 
مات » ثم أتيتُه فأخذث حربتي » ثم رجعتٌ إلى العشكر » وقعدث فيه » ولم 
يكن لی بغيره حاجة » الما قتلّه لأعتقّ » فلمًا قدمث مكّة عتقتٌ .... )22 . 


)١(‏ انظر : « شرح حياة الصّحابة 817-56 ) » وتخریج الحديث فيه . واقراً 
بالتفصيل والتوئیق ما كتبناه عن سيّدنا حمزة فی الباب الأوّل من كتابنا : « رجال أهل 
البیت فى ضوء القرآن والحديث » ( ص : ٠١5-14‏ ) تجد معلومات مهمة » 
وتصحيح لكثيرٍ من المفاهيم التي رانث على عقول بعض الٹاس في موضوع استشهاد 
سيّدنا حمزة - رضى أله عنه - . 

ولا بأس أن نقرأ الآن هذه التّغريدة التي توجرٌ مقتل سيّدنا حمزة - رضي أله عنه 

:  هاضرأو‎ 

کل الحديث بشأن حماً قد يضيئٌ عن المعان 
قتدكانعم محمد هو نار الحسرب العسوان 
فيصوت رع یسزلسزل للفؤاهٍ مس الجبان 
وحشيٌ يروي عنے حقأا مسا راآہ رؤئ العیسان 
قد قال جئےۓ لقتلے حى أحرّر من هوان 
فربہے حسز: یومذاك بِدّداً كل الأمان 
قسدصار يقصصل کل من بلقف]اء ضسرباآ بسالمٌنسان 
وبحربة آعددته ان ریش رفني الرهان = 


* ومن الاضافات المهمّة في هلذا المجال أنَّ وحشيّاً كان أل مَنْ آخبر 
قریشاً بقئل أصحاب الى عل وانتصار قريش > وظفرهم بأحد » كان 
وحشيٌ بن حرب عبد جبير بن مُطعم ؛ > فقد قَيمَ عل أهل مكّة بمصاب 
المسلمين » وفي مقدمتهم سیّدنا حمزة بن عبد المطلب ‏ رضي أله عنه ‏ : 
ووقف علیٰ جَبّل الحجون ونادیٰ بأعلیٰ صوته : ١‏ يا معشر قريش . 

ا معشر قريش ٤!‏ مراراً » حت جاء الس له وهم خافون باهم بيا 
يكرهون » فلع گا رضي منهم قال : « أبشروا » قد قتلنًا من أصحاب محمّد مقتلة 
لم بقل مثلها في زحفب قط » وجرحنا محمّداً فأثبثتاه بالجراح » وقتلث راس 


۲ 


الكتيبة حمزة بن عبد المطلب » . وتمكّق الاس بالشّماتة بقتل آصحاب 
رسول ألله يده » وإظهار السّرور والرّضا . 


0 وتو جّنَ جبيرٌ بن مطعم خیفة من هلذا الکلام » وأآخذہ ما قدب 
وبَعَدَ » وداخَله شك في صکة صح كلام غلامه وحشئ » فدعاه وخلا به » 
وقال : « ويحك !انظ ما تقول » . 

قال وحشى : ١‏ يا سيّدي ! قد صدقث واللمرا . 

قال جبير : « ويحك ! آقتلت حمزة ؟) 

قال : « قد وا زرقتّه بالمزراق في بطنه حتّی خرح من بين رجليه » ثم 
تُودي فلم يُجِبْ » فأخذبٌ كبده ؛ وحملٹُھا إليك لتراها » . 

قال جبية : « أذهیت خرن نسائنا » وبوذت قلوبنا » . 

وأمرٌ يومئلٍ نساءه بمراجعة الطَيْبٍ والدّهن والعطر ”° . 

# ظل جبيرٌ بنْ مطعم على شركه بعد غزوة أحدٍ ء مع أنه قد عرف طريق 
الح منذ أنْ قدم في فداء الأسری » وللكنّ لله عر وجل - لم يفتخ على 


۳ فقتاشه قد كان ذلك مطلبى ذاك اسان 
)١(‏ «المغازي ۱(٩‏ / ۳۳۲ )بشیء من التصرّف . 


۳۰۳ 


قلبه ؛ كما أنَّه قد شهد مقتل زيد بن الدّثنة ء وخبيب بن عدي -رضی اللہ 
عنهما - ۰ ويومها حاف خوفاً شديداً من دعوة خبیب علیٰ قریش عندما قال قبل 
اَن يقتلوه : ( اللهم آخصهم عدداً » الم بدا ولا تغادژ منهم احدأ» . 


وکان جبیڑ یقول : « لقد رأيتني یومئذٍ اتسر بالجال فرفاً من أنْ آشرت 


لدعوته ( )0 ۱ 


رحلتة مع الإيمان : 

# عندما ذکر الإمامٌ الذَهبي كاه جبیر بن مطعم أثنى م عليه بقوله : ( من 
الطّلقاء الذين حَسٌّنَ اسلامهم » وقد قدم المدينة في فداء الاساری من قومه . 
وكان موصوفاً بالحلّم » وثبل الرأي كأبيه . وكان جبیه شريفاً مطاعاً » 7 . 

* أوردٌ ابن عبد البدٌ ّ4 فى سياق ترجمته لجبير : أنه كان فصيحاً 
عالماً بالنّسب فقال : ١‏ كان جبیڑ بِنُ مطعم من خُلَّماء قريش وساداتهم » وكان 
يُوْحَد عنه اسب » وكان من أنسب قريش لقريش ۰ وللعرب قاطبة » وكان 
یقول : الما آخحذت النَّسَبَ عن أبي بكر الصَّديق - رضي الله عنه ب » وكان 
أبو بكر - رضي الله عنه من آنسب العرب » 7" 

٭ ومن المؤكّد أنَّ علّمَ النّسب يستلزم فصاحة بارعة » وتذوّقاً حاضاً 
لمعاني الكلام » ومن هلذا المنطلق نستنتج أنَّ سيّدنا جبیراً كان فصيحاً عالماً 
بمذاهب البلاغة » ولذلك لكا قدمٌ المدينة المنوّرة في فدا ۰ الاسری سمع آیاتِ 


نات من سورة الطُور ۰ ففهمها وتفاعل معها . » پل صح قلبه لها » وعملت في 
نفسه عملها ¢ وخاف وعيدها ¢ فظلت اثاذ ژ بلاغتها لا تفارق وجدانه حت تذوّق 


. )۳۵۹ /۱(۷ «المغازي‎ )١( 

(۲) « سیر آعلام الّلاء ۳(٩‏ / ۹۰) . 

(۳) «الاستیعاب (۱/ ۲۳۲) . وانظر : « البی‌ان والگییسن ۰۳۵۲۰/۱۱۷ 
و« المفصّل في تاریخ العرب ۷( ۵ / ۳۳۰) » و« معرفة الصَحابة ۱(۷/ ۳۱ ) . 


۳۰ 


حلاوة الإيمان » وآصبح من الصُحابة جنود الرّحملن . 
3ی عن هلذه الظاهرة العظيمة روي عن سيّدنا جُبية - رضي ألله عنه - أنه 
قال ؛ قدسث المدية لاس سوك اه یا فی آساری ڈو »فا بر في 
ِ۳999 کاٹا سد 2-7 سدع قلبي > فأسلمت خوفاً من نزول 
لعذاب » وما کنث اظ أن أقوم من مقامی حى يقعّ بي العذاب »27 ء وفي 
رواية عند البخاريٌ : « كاد قلبي أن بطیر » 7" . 


اه ص 


٭ ونقراً هلذه القصّة عند ابن عساکر کل عن جُبير - رضى اللہ عنه - 
قال : « قدمث على انیم بيه فی فداء الأسرئ » فاضطجعتٌ فى المسجد بعد 
العصر » وقد أصابنى الکریٰ فنمتٌ » فأقيمث صلاة المغرب » فقمتٌ فزعاً 
)ع )اك ع مله U‏ 02 کہ مغر 
بقراءة الب ية في المغرب : ہل والطور لاج وكتب مُسظور » [ الطور : ۲۲-۱ 
فاستمعتٌ قراءته حنّ حرجت من المسجد » فكان يومئذٍ أوّل ما دخل الاسلام 


قلبی ۲ )۳( 


٭ استمدرَ سيّدنا جبيرٌ بن مطعم ‏ رضي ألله عنه - في رحلته الایمانیّق » 


)۱۱۷ /۲( ء وأخرجه الطْبران ی‎ ) ٦۲ /۱۷( ۰ «تفسیر القرطبی‎ )١( 
٠. )۲۹۰ ۲ (۷ برقم : ( ۱۵۰۲ وانظر : « فتح الباري‎ 

(۲) آخرجه البخاريٌ في التفسير برقم : ( 4۸۵6 ) . قال الامام الخطابي : « که انزعج 
عند سماع هلذه الآية لفهمه معناها » ومعرفته بما تضمنته ۰ ففهم الحجّة » فاستدرکها 
بلطيفب طبعه » . وقال : ١‏ ذکر ال عرٌ وجل - العلّة التي عاقتهم عن الایمان وهو 
عدم اليقين الذي هو موهبة من ألله » ولا يحصل إلا بتوفيقه » فلھلذا انزعج جبير حتّئ 
كاد قلبه يطيرٌ » ومال إلى الإسلام » . 

ويمكن أن نقول : ١‏ رن قلبه كاد یطیرژ مما تمه هلذه السورة الكريمة من 
الأحكام + ومن وقوها المؤثر في الأسماع والقلوب » وله أعلم » . 
(۳( ( مختصر تاریخ دمٹ مشق |/٦()‏ ۵ ) . 


0 


فشهد المشاهد والمغازی ي ألنَّويَّة بعد إسلامه » وذكروا بألّه من أصحاب المئين 
من ام قلويهم ۰ الط لل بن بي بكر بن حم وشية : ٠‏ كان من اعطا۔ 
رسول آله ي من المؤلّفة قلوبهم من أصحاب المئين من بني نوفل بن 
ا م ا 

# وكان لجبير بعضل الأخبار اللطيفة والطريفة مع سيّدنا عمر بن 
الخطاب رضي الله عته- ؛ فقد كان سيّدنا عمر یی بمعرفة جبیر بالأنساب 


مان بن المنذر »دا جد ین ملعم » فسح إل ثم قال ديا ج۸ 
ممّن كان التّعمان ؟ » . 


قال : « كان رجلا من أشلاء قتص بن معد »7 . 


4 وذكر الذّهبيٌ يه أن خليفة بن خياط قد عد جُبيراً في عمال عمر 
على الكوفة » وألّه وله قبل المغيرة بن شعبة شعبة ۲۳۱ . 

جإد وعن هلذه الولاية يحدّثنا ابن حمدون في ! تذکرته » ویسرد لنا قصّة 
طريفة عن حيلةٍ لطيفةٍ قام بها المغيرة بن شعبة لیبقیٰ والياً على العراق » تریٰ 
ما الحيلة ۲*۲ المغيريّة التى أتحفنا بها المغيرة - رضى اللہ عنه ؟ ! - 


1 


. ) ٩۷ /۳ (۷ مختصر تاريخ دمشق ۷( / 7 ) ء و« سیر علام الثلاء‎ «  )۱( 

() «مختصر تاريخ دمشق » (1 / ۸)ء وه المفضل في تاريخ العرب » 
(۳/ ۱۸۷)ء وه البیان والّبیین ۱۱۷ / ۳۰۳) . 

(۳) ۲ سیر آعلام القلاء ۷( ۳/ ۹۷ ) . 

)05 ؛ الحيلة » : الحيلة من فوائد الآراء المحكمة » ونتائج الآراء المبصرة » وهي حمسن 
ما لم یسح بها محظور » أو يُحظرٌ مباح » وفضيلة ما قصد بها صاحبها سبيل 
الإصلاح » وقد شومح الكاذب في الحرب والانتلاف » وژفع عنه الوزر في كذبه 
والاقتراف » وإنّما يكذب بضرب من الخديعة » يجمع شتائت الأهوال بعد 
القطيعة » . « التذكرة الحمدونيّة ۸(1 / ۲۱۲ ) . 


۳۰۹ 


٭ قال ابنُ حمدون : ١‏ اراد عمرُ ‏ رضي أله عنه ‏ أن یعزل المغيرة بنّ 
شعبة عن العراق بجبير بن مطعم ء وأنْ یکتم ذلك ۰ وأمرٌ بالجهاز ء وأحسٌ 
بذلك المغيرة ء فأمر جليساً له أنْ يدس امرأته - وكانت تسم لقّاطة الحصیٰ ۔ 
لتدور في المنازل حى دخلت منزل جبیر » فوجدت امرآته تصلح آمرث 
فقالت : إلى أين يخرج زوجك ؟ 

قالت : إلى الغمرة . 

قالت : كتمك ء ولو كان لك عنده منزلة لأطلعك . 


21 


فجلسث متغضبة » فدخل إليها جبیڑ وهي كذلك › فلم تزك به ست 
آخبرها » وآخبرث لمَاطة الحصیٰ . ودخل المغيرة على عمرّ - رضي الله 
عنهما ‏ » فقال : بارك الله لأمير المؤمنین فى رأيه وتولیته جبيراً . 

فقال : كأنّي بك يا مغيرة فعلتَ كذا ء فقصٌ عليه الامر كأنّما شامَدَهُ 
وقال : أنشدك اللہ ء هل كان ذلك ؟ 

قال : اللهِمٌ نعم . 
نم رقي المنبر ء وقال : اٹُھا الاس ! مَنْ يدلّني على المخْلط النسیج 


فقام المغيرة, ة فقال : ما عرف ذلك في آمتك غیژك ؛ فولآة » ولم زل 
والي العراق حت طون عمه - رضي ألله عنه 23١6‏ . 

0 ومن الأخبار التي تشيرٌ إلى فَهُم جُبیر آمورٌ دنه ما ذکرہ ہ الذَهبن که 
وغيرة قالوا : ١‏ تزوّج جبيرٌ بن ن¿ مطعم ‏ رضي الله عنه - ارا شش لي 
صداقها » ٠‏ ثم طلقها قبل أن يدخل بها > فتلا هلذه الآية :+ إلا نتشک از 
و ای بدو فده الک که 1 البقرة : ۰۲۲۳۷ فقال جبیڑ : آنا أحنٌّ بالعفو 


. ) ۲۵۰۲۵۳ / ۸(۱ التذکرة الحمدوئيّة‎ « )١( 


¥ 


منها . فسلّم إليها المَهْر كاملا » فأعطاها اه » ( 

# وفي تفسیره المفعم بالفرائدٍ والفوائدٍ والاحکام : « المحرر الوجیز في 
تفسیر الکتاب العزیز » ذکر ابن عطيّة الاندلسی يه قصّة جبیر - رضی اللہ 
عنه - بشکل آکثر إيجازاً ء لکٹھا آکثر بياناً ووضوحاً » فقال : یرویٰ أنَّ 
جبيرٌ بنَ مطعم دخل علئ سعدٍ بن بي وفاص -رضي ألله عنه » فعرضَ عليه 
ابنة له فتزوّجها . > فلگا خرج طلّقها ؛ وبعث الیو بالصّداق ء فقيل له : لم 
تزوجتها ؟ 

فقال : عرضها عَليَ فكرهتٌ رده . 

قيل : فَلِمَ تبعث بالصّداق ؟ 

قال : فأينَ المَضْلَّ ؟ ۱ 

٭ وفي تفسيره الماتع النّافع الجامع « البحر المحيط » قال أبو حيّان 
الأندلسي ي ياه : « وروي أنَّ جبیر بنَ مطعم تزوّج وطلق قبل الدّخول » 
فأكمل الصّداق » وقال : آنا أحقٌ بالعفو + وسگیٰ ذلك عفواً ء إگا عل طريق 
المشاكلة ؛ لا قبله : لا أن یمرک ٠‏ أو لأنَّ مِنْ عادتهم أنْ کانوا 
يسوقون المهرّ عند اشزقج ٠‏ ألا تریٰ إلى قوله 8 لعليّ - رضي ألله 
عله ب : « فأين درعك الحطمئة ؟ ) يعني : أ يصدقها فاطمة - رضي اللہ 
عنها )۲۳ , 

و 0 
صحبة وروابه : 
٭ منذ أن أسلم سیّدنا جبیژ بن مطعم - رضي ألله عنه - َعم بالششحبة 


(۱) « مختصر تاریخ دمشق » ٩ /٦(‏ ) ء وانظر : « سیر أعلام الثبلاء » (۳/ ۰۹۸ 
وانظر تخریج الخبر فيه . 

(۲) «المحرر الوجیز تفسيرابن عطیّة ( ص : ۲۱۵ ) . 

(۳) «البحر المحیط »۲ / ۲۶۵ ) . 


النُويّة » فهو صاحبٌ راو ناقل للحدیث او الشّريف ؛ فقد طفق يحضرٌ 
المجالس التّوئّة ع ويحفظ ما استطاع له أن يحفظ من هَدْي المصطفی يي 
وسّيَنِهِ » حتی عذہ المحڈثون من أصحاب العشرات في الرٌوایة » فقد روي له 
عن رسول أله ي ستّون حديثاً ؛ اثفق تق البخاريٌ ومسلم على س أحاديث » 
وانفرد البخاريٌ بثلاثة > ومسلم بحديث ۲۲ . ومرويّاته منثورة في كتب 
الحديث ومصادرها من الصّحيح والسّنن والمسانيد . 

* رویٰ عنه الحديث ولداه الفقيهان : محمَّدٌ ونافعٌ » وسليمانٌ بن صُرّد 
الصَّحابِيَ » وسعيدٌ بن المسیّب » وأبو سلمة بنٌ عبد الؤحملن » وإبراهيم بن 
عبد الؤحملن بن عوف » وعبدٌ اللہ بن باباه ء وغيرهم ”° . 

٭ وشملث مرويّات سیّدنا جبير معظم أبواب العلّم ء والأحكام » وله 
مرويّات في المناقب » والحجّ ء والجهاد»ء والسّير ء والاعتصام ‏ 
والتفسير » والمغازي » والأدب » وصفة الصّلاة » والخمس > والأحكام » 
والغْسّْل » والشّمائل » وغيرها مما قد احتوته كتب الحديث وغيرها من السّيرة 
والتراجم والطّبقات . 

* ومن مرويّاته في الصّحيح في فضائل الصّحابة » باب فضل سيّدنا 
أبي بكر الصَّدَّيق - رضي آله عنه ‏ بعد ال َكل > ما أخرجه البخاريٌ بسند عن 
محمد بن جبير بن مطعم » عن أبيه قال : ٠‏ نت ت امرآة للدي پل » فأمرها آن 
ترجع إليه » قالت : أرأيت إن جِنْتُ ولم أجذك ‏ كأنها تقول الموتَ - 
قال ب : « إن لم تجديني فأتي آبا بكر » ۳ . 


١ )۱(‏ تهذیب الاسماء واللغات ۱(١“‏ / ۱8۷-۱8۲ ) . 

(۲) سیر آعلام الثلاء 4 (۳/ ۹-۹۵ و« تهذیب اللهذیب » (۲/ ۰14 
و« تاریخ الاسلام » للذّهبيَ ( عهد معاوية > ص : ۱۸۵ ) ۰ و« تهذیب الأسماء 
واللغات ۱(۷/ 151-١57‏ ) »و الاصابة ۱(۲ / ۲۲۷ ) مع الجمع بینها . 

(۳) آخرجه البخاري بهذا اللفظ في فضائل الصّحاية برقم : ( ۳٠٥۹‏ ) . وآخرجه في = 


۳۰۹ 


ود ونقرأ لجبيرٍ في الصّحيح وغيره ما جاء في آسماء رسول ال ِا 
بسند عن الزُّهرِيّ » عن محمد بن جُبير بن مطعم ء عن آبیه - رضي أله عنه ‏ » 
قال : قال رسول ال کل : « لد لي أسماء : أنا محمّد » وأنا آحمد ء وأنا 
الماحی الذي یمحو الله بى الکثر » وأنا الحاشرُ الذي يُحْشَّر الئاس على 
قدمي ٠‏ وأنا العاقب »27 . والعاقب : الذي ليس بعده نبی 


= مواضع آخریٰ من « صحيحه الجامع » » تحت الرّقمين : ( ۷۲۲۰ء 1/8500 )» 
وأخرجه أحمد( ٩‏ / ۱۲۲۰۱۲۱ )برقم : ( ۱۹۷٩۷‏ ) . 

)١(‏ آخرجه اليخاري برقم : ( ٣٢٣٥۳)ء‏ ومسلم برقم : ۰6۲۳۰8۱ والترمذي 
برقم : (۰٤۲۸)ء‏ وأحمد (5/ ۱۱۵ ) »۰ برقم : )۱٦۷١١‏ ء والطبراني في 
بضعة مواضع ( ۲ / ۱۲۱-۱۲۰ )من رقم : ( ۱۵۳۰-۱۵۲۰  )‏ وغيرهم . 

قال الإمامٌ النّووِيُ تن : « ذکر هنا هلذه الأسماء ‏ وله و أسماء آخر . ذکر 
آبو بكر بن العربيّ المالكيّ في کتابه : « الأحوذيّ في شرح الترمذيّ » » عن بعضهم 
أنَّ لله ألف اسم ء ولتي بي ألف اسم أيضاً ء ثم ذكر منها على التفصيل بضعاً 
وستين » . ١‏ المنهاج ۷( ص : ۱۷۲۱ ). 

قال أهل اللغة : ٠‏ يُقال : رجل محمّدٌ ومحمودٌ . إذا كثرت خصاله 
المحمودة » . 

وقال ابن فارس 4 وغيره : « وبو سمّی نبيئا يه محمّداً » وأحمداً ؛ 

أي : لهم اللہ تعالی أهلّه أنْ سو هبه ٠‏ ما علم من جمیل صفاته . 
وقوله ی : « وأنا الماحی الذي يمحو الله بی الکثر » . قال العلماء : « المرادٌ 

محو الكفْر من مك ء والمدينة » وسائر بلاد العرب » وما زُويَ له ة من الأرض » 

ووعد أن يبلغه مك أمته . قالوا : ويُحتمل أنَّ المرا5 المحو العام » بمعنئ الگھور 

بالحجة والخلبة » كما قال الله تعالیٰ  :‏ ليظهرم عل الین کہ که [ التوبة : 7 ] , 

وجاء في حديث آخر تفسير الماحي بآ الذي شحيث ب سات نامه« فقديكوة 


المرادٌ بمحو الکثر هلذا » ويكون كقوله تعالیٰ : « قل لَِلَدِيِنَ سکعروا إن یَنتھُوا 
بر لهم ما قد سكف 4 [ الأنفال ۰ والحديت ال ماد بي 


ما کان قبله ) . 


۳۰ 


٭ ونمتح الحديث الآن من عند الامام أحمد ؛ إذ أخرج بسنده عن 
جبیر بن مطعم قال : قال رسول ال ا : ٠‏ صلاةٌ في مسجدي هلذا أفضل من 
ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام 0 


٭ وعن صلاة : الط ٠‏ ا لام أحمد د ایض سندہ عن نافع بن 
كر ثلاث مرا والحمد لله كثيراً ثلاث مرا بیج ہمد 
ثلاث مرار » اللهم إن أعوذٌ بك من الشٌیطان الوّجيم من هَمْزه ونفثه ونفخه ) ۲ 
قلت : یا رسول اللہ ! ء ما همزهٌ ونفثه ونفحّہ ؟ 


قال : « آگا همه فالموتة التي تأخذُ ابنَ آدم » وأمًا نفخۂ الكبْدُ ء ونفثه 
6 ۳2 


وقوله يك : « وأنا الحائ شر الذي يحشر النّاس على قدمي » . قال 
العلماء : « يحشرون علئ أثري » وزمان نبوّتي ورسالتي » وليس بعدي نبيّ » . 
وقيل : يتبعوني . 
وقوله«العاقبٌ » : ليس بصدہ نبي ؛ أي : جاء عقبهم . قال 
ابن الأعرابى كاه : « العاقبُ العقوبٌ : الذي يخلفٌ فى الخير مَنْ كان قبله » 
ومنه : عقب الرجل لولده 1 ۱ 
أقول : « للمزید فى هنذا الأمر من معرفة آسماء سيّدنا وحبیبنا رسول الو 
راجع کتاب : « سبل الهدئ والکشاد في سيرة خير العباد » للَالحی (۱/ ٦۹٤‏ 
وما بعدها ) ففى ذلك فوائد نفیسة » ومعلومات قيمة » وشروحات مفيدة » . 
وله تعالیٰ أعلم . 
)١(‏ «المسند »(0/ ۱۱8 )برقم : ۰۱۱۷۳۱۱ وانظر : « المعجم الکبیر » 
(۰ ۳ )برقم : ( ١٢٦۱ء‏ و ۱۱۰۵ ) . 
(۲) «المسند »۱۱۱/1 )برقم : (۱۱۷۳۹) ۰ وانظر : « المعجم الکبیر » 
( 7/۲ ۱۳۵۰۱۳ ) . 


۲۱۱ 


32 ولعظم محبّة جبير لرسول آله وه را الما کے لگا کی 
ذلك » فأخذ يعلّمه أنْ یقراً الشُور الخمس الأخيرة من القرآن الكريم لما 
من بر وم وعلم ء وعن هلذا الامر المفيد یلم جير بن مطحم _ رضي أن 

عنه - المحیین ليعملوا مثله » ویقتدوا بالهدي وی ع فقال : قال لي 
رسول ألله ا : ) تحب يا جبیز إذا خرجت فی سفر آن تکون من یل 
أصحابك هيئة » وأکثرهم زاداً » . 

قال : « فاقرأ هلذه الشُور الخمس : ثُل يا أيّها الكافرون » وإذا جاء 
نصِرٌ آله والفتح » وقل هو آلله أحد » وقل أعوذٌ بربٌ الفلق » وقل أعودٌ بربٌ 
الاس » وافتتخ كل سورة ببسم ألله الرحملن الرّحيم » واختم قراءتك ببسم أله 
الحملن الرّحيم ۷ . 

قال جبیر : وکنث غنياً كثير المال » فکنث أخرجٌ في سفر فأكون أَبلَہُم 
هيئة » وأقلّهم زاداً » فما زل من علْمهنَ رسول لله كي وتراث بهن | أكون 
من أحسنهم هيئة » وأكثرهم زاداً » حى آرجع من سفري » ۲۱ 


۳۹ 
ن ا 


3 وأحاديث جبير - رضى اللہ عنه - منثورة فى كتب الحديث لمن أراد 
المزيد ؛ بقى أن نعرف أنَّ سيّدنا جُبيراً عاش إلى نهاية حلافة سيّدنا معاوية ؛ إذ 
توفی سنة ( 08 ه ) ء أو ( 09 ه ) » ودفن بالمدينة المنورة ۲۳۱ » فرضی آللہ 


عن سيّدنا جُبير » وألهمنا کل خير » وَوَفَانا کل ضير؛ وصلی اللہ على محمّد 


معلّم الاس الخير . 
کم ےھ كر 
)١(‏ "۲ مجمع الزوائد »( ۱۰ / 174 ) » وانظر : « تفسير القرطبي »( ۲۰ / ۲۲ ) . 


(۲) ۲ تهذيب الأسماء واللغات 6( ۲/ ۷ ) وا مختصر تاریخ دمشق )4/5)ء 
و« سیر آعلام الثلاء ۷( ۳/ ۹۹ ) . 


۳۱۲ 


7 
عد 


رق 
سں ري ای 
سکس سے لارو ےی 


کر کد 


م 
حكيمٌ بن حزام 





رصى الله عنه 






# صحاب؟ جلیل ؛ ولد فی جوف الكعبة ؛ وكان سيّداً فاضلاً . 
٭ مواقفه المتتوّعةً صورةٌ عن حصافته وصدقه ووفائه . 
* مرف بالحكمة والیلم؛ وروی ( 4۰ حديثاً ) ؛ ومات وعمرهٌ (۱۲۰ سنة) . 


۳۱۳ 


- 
عع 


رع 
جر ارق لاج یج 
ہی ال (لزوععی 


۱۱/۱۱۱۵ ۲۲۱۵۵۱۸۸2۵۲21]. 


رق 
عنام لی 
مکی جن ازو ںی 


۱۸/۷۷۱۷۷۸۷ ۲۲۲۵۵۱۸۷۸ ۹ ۲۳۲۰ COM 


حكيمْ بن حزام 


رضي الله عنه 


المولڈ والتشاة : 

ه رقم الم وراه ال مک وصائحت القع » ورات ی 
ضياءها في الذّور والخيام » وغمرت الوادي المقدّس بالًور ۰ فقام الاس 
يستقبلون الٹھار استقبالاً حافلاً بالحركة والہرور » وتوجّه كل واحدٍ منهم 
لوجهته » وانحدر رجال ونساء إلیٰ رحاب البيت العتيق ليطوفوا به » وکان من 
بينهم : فاختة بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العرّى القرشوّة امرأة 
جزام بن شویلد الأسديّ ؛ دخلت فاختة الكعبة مع نسوةٍ من قريش وهي حامل 
متم بحملها » فضربتها المخاضن ؛ وجاءتها الولادة في داخل الكعبة » فأتيث 
ببساط من جل حين آعجلها الولادُ » فولدت حکیم ین حِرَّام بن خويلد ۲۲ في 
الكعبة على التّطع » فكان هلذا المولودٌ فيما بعذ من ساداتِ قريش ووجوهها 


)١(‏ «شفاء الغرام» (الفهارس : ۲/ 555 )» و« معرفة الصّحابة») 
۳۸-۳١ /۲(‏ ) ء و البداية والتّهاية»(8/ 1۸ ) ۰ و« المغضازي » 
( الفهارس : ۳ / ۰۱۱۵۹ وا مختصر تاريخ دمشق ۷ (۷/ ۰۲۳۹-۲۳۳ 
و« سیر آعلام التُبلاء ٩۱ ٤٤ /۳( ٤‏ ) ء و« التّبيين ٩‏ ( ص : ۲۳۹-۲۳۸ 
و« تهذیب اللّهذیب ۰ (۲/ ٥٤٤‏ ) ء و« الاستیعاب » (۱/ ۳۱۹ )۳٣٣‏ 
و« صفة الصّفرة» (۱/ ۰۷۲۷-۷۲۵ و« آسد الغابة» (۱/ ۵۲۲ 0۲۳) 


ترجمة رقم : ۱۳۳۶۱ ) » وغیرها کثیر ممّا لا بحصی . 


10 


في الجاهليّة والإسلام ‏ ومن أعلام الصٌحابة الكرام . 


# كان حکیم بن حرام من الرّجال اللامعة شخصيّاتهم في ثنایا السّيرة 
النّوّة ء وتضاعيف آحدائها المثيرة » وله عددٌ من المواقف التى تستحقٌ 
التسجيل ؛ لأنَّ فيها دروساً وعظات بالغة تنفعٌ محبّى رجا هنذا الجيل ء الذين 
صدقوا ما عاهدوا عليه الملك الجليل » وکانوا غرّةً ناصعة فى جبين الدهر ع 
وقبساً مضيئاً يهتدي به رجال كل عصر ومضر . 

# وحكيمٌ بن حزام القرشیٔ الأسديٌ أبو خالد من أشراف قريش ؛ 
وعقلائها 3 ونبلائها 3 وکانت اا خديجة بنتٌ خويلد الأسديّة رضی ألله 
عنها -عمَتّه » وکان الزّبير بن العرّام ابنَ عمّه . 


3 


٭ ولد سيّدنا حكيمٌ في مكة في جوف الکعبة ۲۳ ۰ وكان موده قبل الفيل 


1 “(e 


)۱( « مختصر تاريخ دمشق ) (۷/ ۴ ) » وا المستدرك » (۳/ 0٤۹4‏ )› 
و« الاصابة ۱۱۷ / ۳٤۸‏ ) . 


وعن مولد سپّدنا حکیم في جوف الكعبةٍ المشرّفة » وعن تفرّده في هلذه المنقبة 
المشرقة قال جمهرة من العلماء : « ولد حکیم بن حزام بن خويلد بن أسد في 
الكعبة > دخحلتها أيه فاختة بنتُ زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزٌیٰ وهي حامل 2 
فضَرَبَهَا المخاضن وهي في الکعبة فولدته فيها » فَحُمِلَتْ في نطع ء وعسل ما كان 
تحتها من القیاب عند حوض زمزم » ولم يُولدُ قبله ولا بعده في الكعبة أحد» . 
« المستدرك )(۳ / ۵۵۰ ) ء وا التّذكرة الحمدوئئة )1902 / ۲۵۵ ) . 

وقال الذَّهبِيُ 4 وغيرهٌ عن مولد سیّدنا حكيم بن حزام  :‏ وله منقبة » وهو 
أنه ولد في جوف الكعبة » ( تاريخ الاسلام ؛ ( عهد معاوية ۰ ص : ۰۱۹۸ 
وانظر : «الاستیعاب »(۱ / ۳۱۹) . وانظر كذلك : ۱ صفة الصّفوة » 
/١(‏ ۱۷۲۵) . 

آقول : « لقد احتفظ تاریخ الموالید في الڈُنیا بأنَّ حكيم بنّ حزام هو المولود 
الوحید الذي ولد في داخل البيت العتيق » الکعبة المشرَفة حفظها أله » وتلك منقبةٌ- 


۳۱۹ 


۶ ور‎ ۳۷ 8 3 2 7 ٠ 

ببضعة عشرة عام (۲۱ ؛ إذ كان يوم الفيل مراھقاء وله صحبة » ورواية » 
9 

وشرفٌ في قومه وحشمه ء ومنزلة من كبريات منازل العقلاء 


٭ وصفه ابن عبد البدٌ ل4 فى « الاستيعاب » بقوله : « كان عاقلا 
سريّاً » فاضلاً تیا بماله غنيّاً » . 


٭ ومن ثماره المتدلية بالمعرفة » الدّانية بالأدب ء نقتطفٌ من « ثمار 


الوب ؛ ما جناہ اي عن سنا حكيم بن حزام - رضي ألله عنه - - » وعن 
امتلاكه « دار النّدوة ا بمكّة المكدّمة فيقول ماثمرثّه وحصادہ : « دار 


النّدوة : مشتقّة من النّدى والنّادي وهو المجلس ¢ يُصْرَبٌ بها المقّل في انْتِيَابٍ 


0 


النّاس إِيّاها » واجتماعهم بها » وهي دا قصی بن كلاب بمكة » كانت تُوضعٌ 


فريدةٌ اختصصّ اللہ - عرٌ وجل -بها حکیماً - رضي اللہ عنه - 

وقال الامام او كا4 : « ولد حكيمٌ في جَوّف الکعبة ء ولا يُعرفٌ أحد 
ولد فیها غيدهٌ . وآأگا ما روي أنَّ على بن أبي طالب رضي اللہ عنه - وُلد فيها › 
فضعیف عند العلماء . ۱ تهذیب الاسماء واللغات »( ١‏ / ۹ 

)۱( جاء عن سیّدنا حكيم أنه قال : « ولد قبل الفیل بثلائة عشر سنة » وأعقل حين أراد 
عبد المطلب أن ينبم عبد اللہ ابنه» . « الاصابة ) (۱/ 58 ). وقال 
ابن عبد البژ سّ4 : « کان مولدهٌ قبل الفیل بثلاث عشرة سنة » أو اثنتي عشرة سنة 
علیٰ اختلاف فی ذلك » . « الاستیعاب » (۱/ ۳۱۹) . ولص الاصبهانیٌ حياة 
حکیم فقال ما مفاده : « حكيمٌ بن حزام بن خویلد ء وأشه : صفيَةٌ . 
وقیل : فاختة بنثُ زهير ... کان حکیم من مسلمة الفتح ۰ من الموَلْفة » أعطاه 
رسول الله بيا یوم خنین مئة بعير ؛ ثم حَسُّنَ إسلامه . وُلدَ في الکعبة ؛ عاش مئة 
وعشرين سنة ء ستين في الجاهليّة ء وستین في الاسلام ۰ لم يبل من أحدِ شيئاً بعد 
لني گا » أعتقّ مئة رقبة في الجاهليّة » وأعتقَ مئة رقبة في الإسلام » وكان أحد 
المذكورين من قريش بالبذل والعطيّة » والبرٌ والهديّة » ما صنع في الجاهليّة شيئاً من 
المعروف إلا صنع في الإسلام مثله ‏ رضي ألله عنه -» . « معرفة الصّحاية » 
(۲/ ۳۵۹ )باختصار وتصرّف . 


۳۷ 


فیها الرّفادة » ولا تزوّج قرشيّة ولا فرشي إلا بها ء ولا يُعْقَدٌ لواء حرب 
إلا فيها » ثم تنقلت بها الأملاك بعده حتّیٰ صارت في ید أسد بن عبد العوٌیٰ بن 
قصي وولده ۰ وآخر مَنْ وليها منهم حكيم بن جزام > وكان وُلدَ في الكعبة » 
وذلك أن ئه دخلتِ الكعبة مع نسوق من قريش وهي حامل به فضربها 
المخاضٌ في الكعبة وأعجلها عن الخروج ٠»‏ فأتيت ينطع فوضع تحتها » 
فوضعت حكيماً على التّطع » ولم يكن يدخل دار النّدوة أحد من قریش لمشورة 
حت یبلغ أربعين سنة » إلا حكيم بن جزام » فإلّه دخلها وهو ابنْ خمس عشرة 
سنة . وجاء الاسلام ؛ ودار النّدوة بيد حكيم - رضي الله عنه - فباعها لسیّدنا 
معاوية بمئة ألف درهم » فقال له عبد آلله بن الزّبير رضي اللہ عنهما- 
عاذلاً : يا أبا خالد ! بِعْتَ مكَرْمَة قريش ومفخرتها ! 

فقال حكيمٌ رضي الله عنه ۔ : ذهبت المكارمٌ إلا من القوی 
يا بن أخي » اي اشتريثٌ بها بيتاً في الجنّة » أشهدك آني جعلتُ ثمنّها في 
سبيل اللہ عرٌ وجل » وكان حکیم - رضي ألله عته ۔ أحدّ أربعة رغت بهم 
لب لا عن الشرك ۰ ورغب لهم في الاسلام » فأسلموا كلهم » وحسُنَ 
إسلامهم » وكان حكيمٌ یفعل المعروف ۰ ویصل الحم » ویحضٌ على الب 
عاش في الجاهليّة سين سنة » وفي الاسلام سين سنة » ۲ . 

پا نشأ حكيم بن حزام نشأة متميّزة في آسرة حسيبةٍ نسيبة ت5صل بسبب إلى 
البیت النَّبويٌ » فسیّدتنا خديجة الکبریٰ أَمٌ المؤمنين ‏ رضي آله عنھا۔ من 
آقرب نساء آهل البيت ۲ إليه » لذلك عرف كثيراً عن الحياة المحمّديّة قبل 


١ )١(‏ ثمار القلوب » ( ص : ۵۱۹-۹۱۸ ) بشيء من التَصرّف » وعن دار الثدوة ودور 
حكيم فيها قال : قال مصعبٍ بنْ عثمان : سمعث المشيخة يقولون : « لم يدخل دار 
التّدوة للرّأي أحد حى بلغ أربعين سنة » إلا حکیم بن جزام فإنّهِ دخَلھا للرّأي وهو 
ابن خمس عشرة سنة ) . ١‏ مختصر تاريخ دمشق ۷(۱ / ۲۳۸ ) . وانظر : « البداية 
والتّهاية ۸(۸ / 59 ) . 

(۲) اقرأموسوعتنا المباركة : « نساء أهل البیت في ضوء القرآن والحديث ) ففي مطالعتها- 


۳۸ 


البعثة » وكان بح سيّدنا محمّداً پل محّة صادق ودود » ولا اشتریٰ زید بنّ 


كيف وقف حکیم من الاسلام ؟ 

* کان البیث الب مجللاً بالمودّة » فخديجة ‏ رضي الله عنها - تضفي 
على بیتها روحاً تفیض بالأنوار » فهي تشم في کثیرِ من الأحيان روائح زكية أرق 
من نسمات الأسحار ؛ الممزوجة بعبیر الازهار » ویفوق آریجها کل ما في 
الأرض من طيب معطار » وهلذه الرّوائح والطّيوب تنعش الأرواح » وتبعث في 
لس نشوةً صافية تبعث الانشراح » وتملاً الجوانح بالرحمة والمودّة 
والارتياح . 

٭ فقد كان الحبيبٌ المصطنی گا جوهر المحامد والفضائل » وكلّما مه 
يومٌ یزداد فيه تألّقاً كزهر الخمائل » وكان له كبيراً يَسَعْ کل مَنْ كان بينه وبينهم 
صِلَة رحم مهما كانت تلك الصّلة بعيدة » فكان عطفه گل سابغاً عليهم 
أجمعين » ولا غرو أن کل من خالطه أحيّه ؛ وتمتیٰ قربه . 

٭ في رحلات الصيف والشتاء ؛ عرف حكيم بن حزام بألّه را بها 
دا » فكان يحدّثٌ قومّه عن آسواق الشّام واليمن » وعمًّا يجنيه من آموال 
وأرباح يعودٌ بها على قومه وذوي رحمه » وذاق حکیم لذّة زيادة المال ء فغدا 
من أجوادٍ قريش وأسخياء الڑجال . 

* وخلال هلذه الفترة كان الله عر وجل قد اصطفیٰ سيّدنا محمّداً كلا 
یا ورسولاً » وأنزل عليه الوحي في غار حراء » ووقفث خديجة عمَّةٌ حكيم 
موقف الصَّدّيقين من الرّسالة » فكانت آل مَنْ آم به پا » وأوّل مَنْ صدَّقه » 
وصادف أن جاءت جارية لحكيم لزيارة خديجة ‏ رضي أله عنها ‏ » فأقبلك 
عليها متفبّحة النّمّس » وأخذث تخب الجارية بأنَّ الله عر وجل - قد اصطفیٰ 


۳۹ 


محمّدا اة لرسالته » وما كادت السّيّد ة تکمل هنذا الحدیث الشّائق ق الغریب » 
حى أسرعت الجارية إلى سيّدها حكيم ؛ فدخلت عليه وقالت 
له : « يا مولاي ! إِنَّ عمك خديجة تقول بأنَّ زوجها نی مرسلٌ مثل إبراهيم 
وموسی » . وللكنّ قلبَ حكيم لم يخفق لهلذا الامر » ولم يهم به » فقد كان 
يحبٌ محمّداً ی ويُصَافيه » وكان لا يهتهٌ إلا بتجارته وأمواله وبدار النّدوة التي 
أصبحث له » والتي كانت الأمورٌ القرشيّة تَعْقَدُ فيها . 


٭ كان الإسلامٌ لا يزال سرّاً في صدور المؤمنين به » وتمرٌ الام وحبيبنا 
محمّدٌ ی يقابل الرّاغبين في الإسلام في أماكنَ بعيدة عن أعين السّادات 
المكيين » وأشراف قريش المرموقين » وكان ب يتوقّع من صديقه حكيم بن 
جزام أنْ يأتي فیشلم فهر من أعيان العُقلاء » ومیّن يكصفون بالوفاء » 
والحصافة والذکاء » بيد أنَّ هلذا لم يحدث على الرّغم من الانذار الاللهي 
للرسول ية الذي جاء يأمرهُ بأنْ يدعو إلى الاسلام عشیرته الأقربین › 
فاستجاب لله عر وجل - - من استجاب » وآعرض مَنْ آعرض ء بینما أكل 
الحقد والحسد قلوب فئة من سادات قريش وكبرائها › كأميّة بن خلف › 
واب بن خلف ء وأبي جهل بن هشام » والعاص بن وائل وغیرهم من سَدَنة 
الشرك ومساند الوثنية » فقد کان هلؤلاء الأشرارٌ يحسدون رسول أله كلا على 
ما آتاه اللهُ عر وجلّ ‏ من فضله » لخبث نفوسهم ء وتكبّرهم » وتعجبّهم من 
أن يتقدّم علیهم غلامٌ يتيمٌ » وخوفهم من أن يقوّضّ علیهم سلطانهم المزعوم 
بدعوته الصَافية التي اجتذبت إليها صفوة شبابهم » وخيرة نسائهم » وزهرة 
عقلاتهم » وما عرفوا أنَّ اللہ عر وجلّ ‏ أعلمْ حيث يجعل رسالته » وبدت 
البخضاء من آفواههم » وما تخفي صدورهم آکبر » وطفقت كل قبيلة تعذّبُ من 
اعتنق الاسلام من آبنائها وموالیها لیرتڈوا إلى دين قريش » وللکنٌ آعمالهم 
تلاشت وتبخرت أمام صبْر هلؤلاء الأخيار ؛ الذین آمنوا بالل الواحدٍ الما 


مکوّر اللیل على النھار 
٭ ومن العجیب أنَّ هلذه الأمور كانت حديث سَمَرِ قريش في مجالسها › 


۳۳۰ 


وفي غدواتها وروحاتها ء وحلّها وترحالها ؛ وحکیم لا يبدي شيئاً » ولا یقاومٌ 
الدّعوة الإسلاميّة مع فُجُار المجرمین » بل إِنَّ قريشاً لگا قاطعت بني هاشم ؛ 
وحصروهم في الشْعب ؛ كان لحکیم مواقف نبيلة مع المسلمین » وهلذه 
المواقف يرويها إبراهيم بن حمزة ؛ إذ يقول : 00 کان مشرکو قریش لها حضروا 

بني هاشم في الشَّعْبٍ ؛ كان حكيمٌ بن حزام تأتيه العیژ تحمل الطّعام من 
شام » یلها نب ۰ ثم يضربٌ آعجازها فتدخل علیھم ء فيأخذون 
ما علیها من الحنطة » ۲ 


* وقال الحافظ ابن کثیر یاه في « البداية والتّهاية » عن حکیم 
ومساعدته بني هاشم ومحيّته لآل اوه ة الاطهار : « وکان حكيم - رضي اللہ 
عنه - شديد المحبَة لرسول اللہ لله گل . ولگا كان بنو هاشم » وبنو المطلب في 
الشعب لا یایعوا » ولا يُناكحوا » كان حكيمٌ يبل بالعیر يدم من الام ۽ 

فيشتريها بکمالھا ثم يذهبُ بها فيضربٌ أدبارها حى یلج الشعب ۰ يحمل 
العام والکس و و تكرمة لرسول أله وَل » ولعمّتو خدیجة بشت 


)۱ ( مختصر تاریخ د لق ۷(۲ ۳۷٢ا‏ رہ سے اع ا ۲ ۴ ع 
الجمع والّصوّف الیسیر . وقوله « یلها » : قال : بل الابل الطریق : 
یاه » ذلك أن يجعلَ وجومّها مستقبلة وج الطريق کس 
« اسب » : الشَّعْب : بالکشر » واحد الشّعاب » للطریق بین جبلین » أو ما انفجه 
بینهما ء أو مسیل الماء في بطن من الأرض له جرفان مشرفان وأرضه بطحة ‏ وقد 
يُضافٌ إلى عدد من الأماكن والاسماء . والشعب الذي حَصَرَث فيه قريشٌ بني هاشم 
عند بدء الدّعوة يسمّئ شعب بني هاشم ۰ أو شعب آبي طالب ۰ أو شعب علی . 
وشعب علی ولد به رسول آله ئل وبه كان مولد سيّدنا علی بن 
أبي طالب - رضي ألله عنه ‏ . ویقال له كذلك : شعب آبي یوسف وکان منزل 
بني هاشم ومساكنهم لمّا تحالفت عليهم قريش ۰ وکتبوا الصحيفة » ویسمیٰ اليوم 
شعب علی . وفي مگة شعابٌ كثيرة منها : شعب آل الأخنس » وشعب أبي دب 


وشعب الژخم 


۳۳۱ 


خویلد - رضي ألله عنها - » وهو الذي اشتریٰ زید بنَ حارثة » فابتاعته منه عمّته 
خديجة فوهبئه لرسول آله كي فأعتقه ۷ . 

* في تفصيل آکثر » نج مؤازرة حکیم لمن في الشعب ؛ > وهذا 
التفصيل یسوه اب إسحاق که فيقول : « فأفامث قريشنٌ علئ ذلك من 
أمرهم في بني هاشم » وبني المطلب ستئين أو ثلاثاً ٠‏ حى جَهَدَ القومٌ جهداً 
شديداً لا بل إليهم إلا سر أو مستخبٌی ممَّنْ أراد صِلَتَهُمْ من قريش › 
لني أن حكيم بن حزام خرج یوماً ؛ ومعه إنسانُ يحمل طعاماً إلى عمّته 
خديجة بنت خُويلد - رضي ألله عنها- ۽ وهي تحت رسول أله يله ۽ ومعه في 
الشّعب ؛ إذ لقیۂ أبو جھل » فقال : تذهبٌ بالطّعام إلى بني هاشم ؛ وا 
لا تبر أنتَ وطعامك 3 حى أفضحك عند قريش ؛ ل ره 
عاشم بن الحارث بن آسد : تمنعه أن يرسل إلى سم كان لها کے 

بی أبو جهل أن يدعه ۰ فقام إليه أبو البَحْتّري بسَاق بعيرٍ فشتّہ » ووطنه وطقاً 
شديداً » وحمزةٌ بن عبد المطّلب - رضي ألله عنه - قريباً ير ذلك › وهم 
يكرهون أنْ یبلغ ذلك رسول ال گل وأصحابّه فيشمتوا بهم » فقال 
أبو البَحْتَري بن هاشم في ذلك : 
ذق یسا أبسا جَھْسل لقيتَغمًّا ‏ كذلك الجَل یک ون نگا 
سسوف ترئ عودي ان ألما كذلك اللسوم یمود نا 
مل'ے ائُسا قشسرخ المهتّا ونشعالأبلج أن بش۱۰ 

٭ لذلك جاء عن ابن عباس درضي آله عنه - : أن رسول أله ا قال 
ليله قربه من مكة لبلة ال : « إل بمكة لأربعة مر من قریش أَرْبَاً بهم عن 
الشرك » وأرغبٌ لهم في الاسلام » . 


قیل : ومَنْ هم یا رسول الله ؟ 


)۱( ( السير والمغازي 1 (ص : ۱۱۰ ) تحفيق الدکتور سهیل ژگار - دار 
الفکر - بیروت ےط : ۱۹۷۸۱ م 


۳۳۲ 


قال : عنَّابٌ بن أسيد » وجبیر بنُ مطعم ؛ وحکیم بن حزام 


۶ و ۱( 
وسھیل بن عمرو ) . 

* قال الإمام الذهبئ يناه في « سيره » : « فلت : أسلموا وحن 
إسلامهم » " 


* ومن الملفت للنّظر في السّيرة الحكيميّة الجزاميّة اللطيفة أنَّ هاذا السَيّد 
المفضال كان يشهد بعضّ مجالس الإجرام التي تقومٌ بها قريش ضدّ رجال 
الإسلام » ومنها حضوره في التّنعيم مقتل خبیب بن عدي ”© ء وخاف يومها 
الدّعوة الخُبِيبيّة »عندما قال : ( الله أحصهم عدداً. واتتْلَھم بدد 
ولا تغادر منهم أحداً " ء ويومها قال حكيمٌ : « لقد رأيتني أتوارئ بالشَّجَر فَرقاً 


x 05‏ 
من دعوه حبیب - رصى اللہ ےے _ ) ٢٤٤‏ ۰ 


)١(‏ «مختصر تاريخ دمشق (۷/ ۲۳۷ ) ء وقد علق محققنا الجزء الثّالث من « سير 
أعلام التّبلاء » على الحديث بقولهما : « فيه مجهول وضعيفان » . 

(۲) سير آعلام التلاء »(/ ٦٤‏ ) . وقال هشامٌ بن عروة عن أبيه : « إِنَّ آبا سفيان » 
وحکیم بن حزام > وبدیل بنّ ورقاء » أسلموا » وبايعوا » فبعتهم رسول ال پل إلى 
أهل مكّة يدعونهم إلى الاسلام » , « تهذيب الگھذیب ٢(٢‏ / 14۷ ). 

(۳) اقرأسيرة خبيب بن عديّ في الباب الثاني من هلذه الموسوعة الأنيقة » فالسّيرةٌ الخُبيييّة 
زاڈ للصَابرین المحبين . 

)٤(‏ انظر : « المغازي ٢‏ (۱/ 759 ) . وقد سل عددٌ من آعیان قريش اعترافاتهم يوم 
مقتل سیّدنا خبيب بن عدي - رضي أ عنه ‏ ؛ ومنهم سيّدنا معاوية بن 
آبی سفیان - رضی ألله عنهما- قال : «لقد حضرث دعوته » ولقد رآیتنی ولد 
آبا سفیان ليضجعني ال الأرض فرقاً من دعوة شُبیب » ولقد جَبَذني يومئذ آبو سفیان 
جبذة » فسقطتٌ علیٰ الارض ء فلم آزل أشتكي السّقطة زمان؟ » . ۱ 

وقال حُويطبٌ بن عبد العرّئ : « لقد رأيتني أدخلث اصبعیع في أذنيَ » وعدوث 
هرباً ء فَرَقاَأنْ أسمع دعاءه 1 ۱ = 


۳۳۳ 


دوره في غزوة بدر : 


5 ُا ما ماه وفاندته : « کان من المتوقٌع من رجل حصيفب نبي عاقل 
لبيب مقدام ء مثل حكيم بن حزام ۰ أن یکول من السّابقين الاوّلین إلى دوحة 
المعالي لسکا وشجرة الاإسلام ومن المؤمنين المصدّقين بدعوة 
رسول الله ي ذات الهدف الرّشید ؛ والهدىّ السّديد » فهناك آصرة قربی تدعوه 
إلى هنذا الشُرف التّليد والعرٌ المفید ؛ والخیر العمیم ۰ والفضل الجسیم ‏ بيد 
أنَّ عناية آلله ومشینتّه ادَخرنْه لیوم دخل النّاس في دين اَل أفواجاً ء فکانوا من 
المفلحین » ومن النّاجين » بهلذا الڈین العظیم الذي ارتضاه الله - عر وجل - 
لعبادہ ؛ إذ اد الله - جل شأنه -لا یرضی لعباده الكَفْر » . 


٭ ومن اللطائف المفيدة أنَّ سيّدنا حكيماً - رضوان ال عليه كان يعجب 
من نفسه لتأخر إسلامه مع أنه كان یعرف الحقٌ ويعرف َو محمّداً رسول اللہ 
حمّاً ! وللكنّها المشيئة الإللهكة التي جعلته کلما تذگر عد م دخوله في الإسلام 
مبگراً اغرورقث عیناءٌ بالڈموع , واخلولق يبكي على المواطن الصّالحة التي 
فاتته » وهو منغمسن بآراء الاباء والکبراء من قومه » ممّن أكل الدَّهِرُ علیهم 
وشرب . 


# ذکر ابی الجوزي كا نقلا عن ابن سعد : « اد حكيم بن 


وقال جبیژ بن مطعم : « لقد رأيتني یومئذٍ آنستر بالژجال فرفاً من أن آشرف 
لدعوته ) . 

وقال الحارث بن يدصاء : « واللهرء ما ظننتٌ أن تغادر دعوة خبیب منهم 
أحداً ) . 

وقال نوفل بن معاوية اليل : « كنت قائماً ء فأخلدث إلى الأرض فرقاً من 
دعوته ء ولقد مکثتث فریش شهراً أو أكثر » وما لها حديثٌ فى أنديتها إلا دعوة 


خسب ؟ . 


۳۳ 


کر کیا ا ؛ وجعلتنی اتل في آحزني : 


20 2۴ 2 0 
آمّا آوّلها : فبطءٌ إسلامي حتّیٰ سُبقتٌ في مواطنَ جميعها صالحة وفيها 
الفلاخ والتَّجاحٌ والنَّجاةٌ » ولو أنفقتٌ ما أنفقتُ لما بلغت من ثوابها وفضلها 


5 


وأ تيه ا دوسا فقلت معاهداً 


وتا تست پگ ریا ال عر وجل - أن یشرع صدري 
للاسلام » وذلك أن أَنظژ إلى بقایا من قریش لهم أسنانٌ ‏ کبار ذ في لسن 
متمسّكين بما ُمْ عليه من آمر الجاهليّة الرعناء ء فأقتدي بهم » وأكونٌ إتعةً 
معهم ء فيالَيْت أنّي لم أقتدٍ بهم ء فما أهلكنا إلا الاقتداء بآبائنا وكبرائنا » فهلذا 
الذي أبكاني وأضناني يا بني  »‏ . 


٭ كان سیّدنا حکیم - رضي الله عنه ‏ یتذگر يوم أن دخلوا دار النّدوة 
ليتشاوروا في أمر رسول آله بي ء كان ذلك اليوم یسگیٰ يوم الرّحمة ''' ۰ وقد 
اجتمع فيه أشرافٌ قريش وتآمروا على الحبيب المصطفی بل ء 
ولک آلله ‏ عر وجل - نصَرَهُ عليهم وهاجر إلى المدينة المنوّرة فائزاً منصوراً . 

٭ وها هي ذي قريش اليوم وقد مرّت الأيّامٌ َه تشتور في أن تخرج م إل بدر 
وتقاتل محمّداً ِا وتقضي على الدّعوة الإسلاميّة » وتريد أن تطفیّ نور اللہ 
بأفواهها وسلاحها ء وللكنّ اللہ متم نوره ولو ره المشركون المجرمون . 


. بشيء من النَّصِوّف‎ ) 777-115 /١(»ةوفّصلاةفص‎ « )١( 
وما بعدها » تجد تفصيل الهجرة الیُووَة‎ ) ٠۷١ /۳( » انظر : « البداية والٹھایة‎ )۲( 
. كاملة‎ 


٥ 


# کان حکیم بن حزام من الکارهین لھلذہ الحرب مع الب ی » وکان 
بث شجولہ بصدقي وأسفي ویقول :۷ ما وجهت وجھا قط كان أكره لي من 
مسيري إلئ بدر » ولا بان لي في وجه قط ما بان لي قبل أن أخرج . قدم 
ضمضم بن عمرو فصاح بالتفير » فاستقسمث بالأزلام » كل ذلك یخرج الذي 
آکره » ثم خرجث على ذلك حنّئ نزلنا مر الظهران » فنحر 
ابنُ الحنظليّة ‏ آبو جهل - جُرْراً » فكانت جُزوڑ منها بها حياة » فما بقي خباء 
من أخبية العسكر . إلا أصابه من دمها » فكان هذا بيا » ثم هممث 
بالژجوع » ثم أذكرٌ ابنّ الحنظليّة وشوْمّه » فيردني حك حى مضيتٌ لوجهي ) . 


> وتاي سيدا سكيم قش خروجه الى بای وما حدث معه من 


)١(‏ خرجت قريش يسوقها الغرورٌ الفاجر ء معهم السّلاح والمؤن ء والگرف الدّاعر من 
الخمور والملاهي والمغنيات » يقودهم اللعينُ الفاسق آبو جهل ابن الحنظليّة » 
ويسوقُهم الیل مصارعهم وحتوفهم ؛ ويزينُ لهم الخروج وهم لا يشعرون بما هم 
مقدمون عليه » وكان يَعِدهُم في غرور أحمق ۰ واستكبار متغطرس ۰ وفجور حاقد 
قائ : وال لا نرجعٌ حتّی ترد بدر فنقیم عليه ثلاث > ننحژ الجزور » ونطعم 
العام » ونُسقى الخمر ٭ وتعزف علينا القيان » وتسممٌ بنا العرب » فلا يزالون 
يهابوننا أبداً » فامضوا . ومضی القومٌ الائهون مع الفاسق آبي جهل كالجمل الذليل » 
یقوذهم بزمام التّعرة الفاجرة الحمقاء واستخَهم فأطاعوه » ومضوا وراءه درد 
أذلآء > لا یملکون معه إرادة > ولا یستطیعون لقوله رد فخرّب علیهم حیاتهم 
ومعادهم ۰ رل یهت ارم یوت > [الأنعام : 4۷ ] . لقد ضل 
ابن الحنظليّة وأضل » وتك؟ وتجیّر » وکان آسوا دلیل لجماعته ولمنْ ضویٰ محه : 

ومن يكن العُرابُ لةدليلاً یمسر بے علسیٰ جيف الكلاب 
اللهمّ اجعلنا ممّن آمنَ وأصلح ؛ واجعلنا من الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم 
يحزنون » واعف عنّا بفضلك ومنك ؛ فرحمتك وسعث کل شيء وآنت الغمّار 


العليم . 


۳۳۹ 


البیضاء - والنّنية البيضاء التي تهبطك على فح وأنت مقبلٌ من المدينة - إذا 
عذاسٌ جالسنٌ علیها والنّاسُ يمرّون ؛ إذ مر عليه ابنا ربيعة » فوثب إلیھماء 
فأخدٌ بارجلهما في غرزهما ‏ وهو يقول : بأبي وأتي آنتما » والر له 

سول آله ! وما ساقان الا إلى مصارعکما ! ود عليه لتسيل دموعهما عل 
خذیه » فأردث ان آرجع أيضاً ء ثم مضيثٌ » ومو به العاص بنْ منيّه بن 
الحجّاج » فوقف عليه حين ولَئْ عتبة وشيبة » فقال : ما يبكيك ؟ 


فقال : يبكيني سيّدايٌ وسيّدا أهل الوادي » يخرجان إلى مصارعهما » 
ویقاتلان رسول اللہ كله . 


فقال العاص : وال محمّداً رسول آله ؟ 


ناتففی عدا من انتفاضة شديدةٌ » واقشعر جلده + ثم یکی 
مضیٰ وهو علیٰ ال حت فيل مع المشركين على شاك وارتياب 0200 


3 وذكر مصفو السّيرة والمغازي بان قريشاً قد كرهت المسير إلى محاربة 
سول الله ية - وخصوصاً أهل الرّأي منهم والعقل والحلم - - ومشی بعضهم 
إن بعض + وكات من أبطتهم : حکیم بن حزام والعاص بن مته ٭ وعتبة بن 
ربيعة بيعة ۳" وغیرهُم » غير أن أبا جهل ”'' قبّحه أن وإعزاء عه يترص سا 


ویبکتهم على الگخْأّف 1 وأعانه على الخروج لَعِيْنَا الکثر والوثئة : عقبة 


. ) ٠٠١-۳٤ / ١ ( انظر : « المغازي »للواقدي‎ )١( 
اقرأ سيزة عتبة بن ربيعة في كتابنا : « المبشرون بالّار  ( ص : ۰۹۷-۷۱ دار‎ (۲) 
. ابن کثیر - ط : ۲ - ۲۰۰۱ م‎ 


(۳) اقرأ سيرة الحقود الحسود آبي جهل بن ہشام في کتابنا : « المبشرون بالئّار » 
(ص : 11-۱۳ ) . ولاحظ كيف كانت نهاية هلذا الکافر الفاجر » وکیف صبر عليه 


رسول ألله اة . 


۳۳۷ 


أبي معيط ''' ۰ والتّضر بن الحارث ۲ ۰ وأخذ جميعُهم یقولون لكارهي 
الحرب والخروج إلى بدر : « ویحکم ! هلذا فعل النّساء » فأجمعوا عندئذٍ 
المسیر » وخرجُوا حى نزلوا بدراً ء ومعهم حکیم بن حزام الذي أحزته هنذا 
الخروج » وللكنّ تغريرٌ اللعين آبي جهل جرّهم واستدرجهم إلى هلذه المع رکة 
التي أخزاهم ألله ‏ عر وجل فيها . 


2 ولمّا نزلٹ قريش قريب بدر ء بعثت عميرٌ بن وهب الجمحيّ لیحزر 
ہس رھ ہہ من محارية جند الله 
إلا سوام أو أذ پل مهم ری حت پٹ رجاد متكم ء فا فاذا 
أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك ؛ ٠‏ قَدوا رأيكم  »‏ أي : فگروا 
واحزموا أمركم فيما تورطتم فيه من مأزق مأزوم خطر - . 

۴ سقعلت حالم الات كن سي سكيم بن زا > وصّبّت في روعه 

صبّاً - وكان حكيم من أعقل رجالاتھم وقد نوّفَ عن سين عاماً - فتخيّل حكيمة 

گة الكبرئ ء والخسارة العُظمیٰ التي ستنزل بقريش إذا هي رکبث ظهر 
ان وائبعت ذلك الغرور الداجر الي يمحي بدح تريش محردا لفاس 
الخبيث أبو جهل ابن الحنظليّة ؛ فأسرع حكيم بن حزام وأتئ عتبة بن ربيعة في 
مكانه - وكان عتبة من عقلاء قريش - فقال له : « یا أبا الوليد ء إِنّك کہیژ قريش 
وسيّدها المُطاع فیها » هل لك إلى أنْ لا ترال تُذكرُ فيها بخير إلى آخر 
الدّهْر ؟ » - وعتبة يومئذ رئيس النّاس - . 


» اقرأ سيرة هلذا المجرم الأثيم عقبة بن أبي معيط في كتابنا : « المبشُرون بالّار‎ )١( 
. ء ولاحظ كيف كبته ألله وأخزاه وأذله وقصمه‎ )۱٥۹۔‎ ٥٤٤١ : (ص‎ 

» اقرا سيرة الخبيث الفاجر التّضر بن الحارث في كتابنا : « المبشرون بالئار‎ )٢( 
. ء ولاحظ كيف أوقعه كفره وافتراژه في حفرة الموت‎ )۳٤۹ - ۳۳۲ ص‎ ( 


۳۳۸ 


فقال عتبة متعجّباً : « وما ذاك یا حكيم ؟ !2 . 


قال حكيم في هدوء وتعقّل : « يا آبا الولید ! ترجمٌ بالئّاس » وتحمل ية 
حليفك عمرو بن الحضرمي . 
قال عتبة على الفور : « قد فعلتٌ يا آبا خالد » أنت على بذلك ء إِنَّما هو 
حلیفی ۰ فعلی عَقّله » وما آصیب من ماله » فأت ابن الحنظکة 
- يعني : آبا جهل » والحنظليّة آقه ‏ فاني لا آخشی أن يسجّر - أو یشجر - آمر 
الاس غیره ۷ . 
٭ والان ؛ لنأخذ قسطاً من الوّاحة » ولننتعش بزهر هلذه التّغريدة التی 
تشیژ إلیٰ حكيم بن جزام ؛ وسعیه بالشلح وآن تعود قریشٌ دون قتال ء تقول 
الگخریدة : 
سا حکیسم فهو من خير الرّجال المشسرکیسن 
فأتي لعنبة قال آست من الرجال الحازمين 
إن كنت ترجو أن تنال المجد بين الخالدين 
فارجغ بقومك آنست ستدهم وخييٌ المصلحين 
واحمل لِمَقَلٍ حليفك ابن الحضرميي ليستكين 
فأجابّ عتبة في هدوءٍ كان ذا عَقَل فطين 
اي لرأيك ستجیب نے رأيُ المخلصين 
ولسوف احمل عَقْل ابن الحضرمی فَلَنْ يي 


و و و 


فساذمب لابن الحنظلتة واستشره ل 


2 


اي لاخشی آن يبر الققوم للتّأر المشين 
هو لا يحب الخیسر دوسا ذاك طبع المفسدين 
فإذا أجاب لما تقسول فسوف نرجمٌ سالمين © 


00 « تغريدة السّيرة النّويّة 6 (۲/ 1 ) بانتقاء . وقوله « واحمل لع = 


۳۳۹ 


٭ ثم قام عتبة یخطبُ الاس ۰ ویدعو إلى السّلام » ويحدَّرُ من الانقياد 
وراء آبي جهل الذي آفسد على الاس آمرهم فقال : « يا معشرَ قريش ! 
اٍتکم والله ما تصنعون بأَنْ تلقوا محمّداً وأصحابه شيئاً » وألله لئن أصبتموه 
لا یزال الوّجل ینظرّ إلئ وجه رجل یکره النّظر إليه » قل ابن عمّه ۰ أو 
ابنَ خاله » أو رجلا من عشيرته » فارجعوا وخلوا بين محمّد وسائر العرب ؛ 
فان أصابوه فذلك الذي أردتم » وان کان غير ذلك آلفاکم ولم تعرضوا منه 
ما تريدون » يا قوم ! لا ترڈوا نصيحتي . ولا تسفهوا رأبي » . 


e ٤ ۰ ۰ ۸ > 8‏ 1 إن 

چا قال حکیم بن حزام : « فانطلقت حتّی حثیٰ جئٹ ابا جهل بن هشام » 
فوجدته قد نَل دروعاً يهنؤها » فقلت له : يا آبا الحکم ! إن عتبة بنّ ربيعة 
آرسلني إليك بکذا وكذا . . . وقصصت عليه الأمر . 


فقال : انتفحَ والله سخرہ حين رأئ محمّداً وأصحابه » فلا والل لا نرجعٌ 
:۳ حتّی يحكم الله بیننا وبين محمّد » وما يعنيه - أي : عتبة - ما قال » وللكلنّه 
رأ محمّداً وأصحابه » أكلة جزور ‏ وفيهم ابنه - أي : : أبو حذيفة بن عتبة » 
وكان من السّابقين الأؤلین إلى الإيمان ‏ فقد تخوّفکم عليه » ۲۳ . 


= حليفك » : أي : تحمل ديته. وه فلن ین » : لن يتكلّم. وه ابن 
الحنظلكة 4 : هو آبو جهل بن هشام . و نرجع سالمین 4 : دون قتال أو حرب . 
)١(‏ « تاریخ الطبري ۲ ۵ وا المغازیي ) (۱/ ۳ - 54 ) مع الجمع 
والتصوّف . 
وهلذه تغريدة ماتعةٌ ترسم بقوافيها الهذاب ملخّص الفقرة ة السَّابقَة ذ ۳ فتقول : 
هلذا حکیسم قسد آتسی من عند عتبة بالقّواب 
نأتی لابن الحنظلكة کی يرن منه الحواب 
فنسرآه بنش دز للحرب لز استحصاب 
نساداء بالق ول المحتب وال ولد فى الخطاب 
إني اتلك حي ث إلكسياالقوم المكساب = 


۳۳۰ 


* وكان أبو جهل قد حسد عتبة بن ربيعة حسداً كاد أن يأكل قلبّه حين 
سمعه يخطبٌ النّاس وقال : « إن يرجع الس عن خطبة عتبة » یکن سید 
الجماعة ١‏ - وعتبة أنطقٌ الئّاس » وأطولهم لساناً » وأجملھم جمالاً - . 


٭ ومن غريب الأمر أن عتبة كان قال لقريش وهو يناجيهم مناجاة 
3 رھ ؟ 4 ۱ ۰ لے ل 5 7 
التاصح » ویضع اعيتهم على مواطن الخطر ويقول في حرارة ممزوجة 
بالحسرة J:‏ آنشدکم الله في هلذه الوجوه التی تبدو كأنّها المصابيح 4 أن 
تجعلوها أنداداً لهلذه الوجوه التي كأنّها وجوه الحیّات ¢ فسخر منه 
أبو جهل ؛ وعيّره بالجبْنٍ الشّديد . ففضب عتبة غضّباً شديداً + ورڈ على 
أبي جهل بعنف وتوبيخ وتبكيت قاثلا له : « ويحك ! ستعلم أيّنا أجبن وأَلأم » 


۰ ع اع 0 ا 7 ê‏ 
ها جبان وأمرث أفري فبَشّري بساللک | ام عم‌رو » 


٭ وتذکر سيرة حكيم بن حزام صُوراً طريفة من وقائع الغزوة البدريّة › 
وتدلٌ على الدّور الأنيق الرّفيق الذي قام به حکیم بن حزام ذلك اليوم فتقول 


1 


f 


زفق 


۳ والرَّأي عنسدك یا بغير شك وارتياب 
قسد جلث عتبة قال إن الضِرّ حقسا في الای اب 
الحربٌُ ليس وراء‌صاللا ال دس از أو الخسراب 
ماذا تسری في قول عتبة إنّه حقآاًأصاب 
فاجابه ني فِلْظةبل نال عة بالشياب 
بل قسال عنه باه مسي بهم واضطسراب 
كلا نإئالننعوة بغير حسرب أو ضراب 
ی نری خکم الإلله ون یک ون له الحساب 

. ) ٦٤ / ۱(٩ «المغازي‎ )١( 

(؟) «المغازي ۱(۷/ 1٤‏ ) . 


۳۳۱ 


ما خلاصتّه : ١‏ كلم عتة ب رسعة مین حزام » فقال : عند أحد 
3 کلم ا حكيم بن حزام ؛ إل : ليس 7 
خلاف إلا عند ابن الحنظليّة ؛ اذهب إليه فقل له : إن عتبة بن ربيعة يحمل دم 
حليفه » ويضمن العير . 
قال حکیم : فد خلت علیٰ آبي جھل وهو يتخاو بخلوق ٠‏ ودرعة 
1 1 7 ى ۶ 4 
موضوعة بين يديه › فم فقلت : ان عتبة بعتن اليك . فاقبل على مغضبا » 
03 سے 7 2 و 1 1 
فقال : أما وجَد عتبة أحداً يرسله غيرك ؟ 
فقلت : آما وألله لو كان غيره آر سلني ما مشيتٌ فى ذلك » وللکن مشيتٌ 
في إصلاح بین القاس » وکان آبو الولید سيّد العشيرة . ففضب آبو جهل غضبة 
آخری فقال : وتقول أيضاً سيّد العشيرة ؟ ! 
فقلث : أنا أقوله ؟ قريثٌ كلّها تقوله ! 
وجعل أبو جهل يحرّض عامرٌ بنّ الحضرميّ وبعضَ سفهاء المشركين بأن 
يغمزوا من قناة عتبة » ففعلوا » وسر أبو جهل بما صنع المشركون بعتبة . 
قال حكيم : فجئت إلى مننيّه بن الحجاج » فقلت له مثل ما قلت 
لأبي جهل ؛ فوجدته خيراً من آبی جهل » قال لي : نم ما مشیت فيه › 
وما دعا إليه عتبة ! فرجعتٌ إلى عتبة فوجدته قد غضبّ من كلام قريش » فنزل 
عن جمله الأحمر » وقد طافَ عليهم في عسكرهم یأمرهم بالكففٌ عن القتال ء 
فيأبون . . . . فحمي » ولبس درعه » ۲۳ . 
.- 5 و 01 4 
٭ قال الواقديٌ : « وأقبل عتبة يعمد إلى القتال » فقال له حكيم بن 
جزام : أبا الوليد » مهلاً » مهلاً ء تنهئ عن شيءٍ وتكون أوّله ؟ ! ۲۳۰ . 


. «الخلوق » : نوع من الطّيب‎ )١( 

)۲( « المخازي ‏ (۱/ 51-56 )» وہ تاريخ الطَّبريٌَ (۲/ ۳۱) مع الجمع 
والتصوف . 

(۳) «المغازي (۱/ ۱۷ ) . 


۳۳۲ 


٭ ونشبت المعرکت فكان عتبة من أوائل المقتولین مع ثلّة من کبار 
الفجّار والمجرمین > وللكنْ أين كان حكيم ؟ وما مصیزه یوم بدر ؟ 


نجاثة یوم در : 


٭ انجلت معركة بدرٍ عن نصر مزر للمسلمين ؛ إذ لم تمض سحابة 
التّهار » حتّی لاذ المشركون بالفرار ؛ وتركوا في أرض المعركة غنائم كثيرة » 
فلحقث بهم طائفة من رجال المسلمین وآبطالهم يقتلن فریق ویأسرون 
آخرین » بینما بقیت ثلَةُ من کبار الصّحابة حول الحبیب المصطفی ييا یحمونّہ 
ویحرسوئه لكلا یصیب العدوٌ منه غرّة . 


# تضافرت روایاث السّيرة الئُوقةَ وذكرث بأنَّ سبعين صندیداً من 
المشرکین قد لَقُوا حتْفھم في معركة بدر ء وجلهم من رژوس الضّلال وزعماء 
الکفر » وسقط في الأسر سبعون آخرون » بینما لاد بالفرار الباقون ؛ وکانوا 
قرابة ثمان مئة رجل ؛ وشردوا في الجبال والسّحاری لا یلوون عل شي: ‏ 
وکان من بینهم حکیم بن حزام الذي نجا على فرس له مع مجموعة من قومه 
يَعْدُون عَدُو الظّليم » وأخذوا يروون لمن خلفهم أنَّ الظّلم مرتخه وخیم . 

٭ وتقول عددٌ من الرّوايات باه أقبل نف من قريش ۰ حتّئ وردوا حوضَ 
رسول اللہ ل » فيهم حکیم بن جزام على فرس له فأراد المسلمون تنحيتّهم 
وابعاذهم وطردهم » فقال رسول ألله لله اة لأصحابه : ( دعوهم ۷ فوردوا 
الماء » فشربوا فما شرب منهم رجل إلا فتل يومئذ . الا ما كان من حکیم بن 
حزام » فان لم يُقتل » نجا على فرس له يقال له : « الوجیه » ۰ وأسلم بعد 
ذلك ۰ فحسْنْ إسلامه » فکان إذا اجتهد في يمينه قال : « لا والذي نجّاني یوم 


بدر » (۱) ۱ 


)۱( بخ لطرق 06" / ۳ء ود المتازی ۲۱/۱۲ مع الجمع بینهما . وعن 


۳۳۳ 


اد وعن التابعي الجليل سعيدٍ بن المُسَيّب که قا ل : نجا حکیم بن 
جزام من الذدَّهْر مرِتَیْن لما آراد الله به من الخير : خرج رسول الہ ا عل تفر 

من المشركين » وهم جلوس يريدونه » فقراً : «ويس 4 ونثر على رؤوسهم 
الراب » فما انفلت منهم رجلٴ إلا قتل إلا حكيم ؛ وورد الحوض يوم بدر ء 
فما ورد الحوض يومئدٍ أَحَدٌ إلا يل ء إلا حکیمٌ» ١‏ 

٭ وعن فرار حكيم بن حزام يوم بدر علئ فرسه » یسجّل سيّدنا حسّان بن 
ثابت - رضي ألله عنه ‏ هلذه القصيدة التي ترسم كيف نجا حكيم » وألقئ 
سلاخه » وهو يطلب النّجاة خائفاً من سيوف الأنصار » ومن رماح المؤمنين 
الكبّار ؛ فيقول 
نی حكيماً یسوم بدر رکضه كتجاء مر من بنات الاضوج 
آلقی الشلاح وف عنها مُهْمَلاً کالهنرري یرل فوق الج 
لٹا رأیٰ بدراً تسيل جلامّها بكتائب م الأوس ٴ أؤ م الحَسزْرج 
صبْرٍ یاون الکماة حُتوقها بمشون هی الطّربق المِنْهَحج © 


= حكيمٌ ‏ رضي الله عنه - قد شهد مع المشركين بدراً ء وتقدّمَ إل الحوض ۰ فكاد 
حمزة بن عبد المطلب - رضي ألله عنه - أنْ یقتله ء فما سحب إلا سحباً بين يديه » 
فلهلذا كان إذا اجتهد في اليمين يقول : لا والذي نجّاني يوم بدر .... وكان من 
1 سادات قریش وکرمائھم وأعلمهم بالنّسب » وكان شديد المحبّة لرسول ألله کل » ومع 
هلذا ما أسلم إلا يوم الفتح هو وأولاده كلهم » وكان كثير الصّدقة والبرٌ والعتاقة بعد 
إسلامه » وكانت له دار النّدوة وهي بمنزلة دار العَدْل فباعها وجعل ثمنها في سبيل الله 
تعالی » . ( البداية والٹھایة » (8 / 54-54 ) بشيء من لصف . ١‏ 
)١(‏ «المغازي )۱(1 / .)5١‏ 
)٢(‏ « ديوان حسّان بن ثابت الانصاري » ١(‏ / ۱۸۷ ) طبعة دار صادر . وقوله 
« الأعوج » : الأعوج فرس مشهورة لبني هلال بن عامر بن صعصعة ؛ أما فرس 
حكيم بن حزام فاسمه : الوجيه . وه فر عنها» : أرادعن بدر . 
و« الهبْرزي » : الحازم من الرّجال هلهنا . و« جلاها » : جلهتا الوادي : ضفتاء . = 


۳۳ 


٭ وقال من قصيدة آخری يذكر فرار حكيم یوم بدر ويخاطب قريشاً : 
وف حكيمٌ خشيسةً مسن رساحت دس تی 

7 ول في الموضوع ذانہ دا أخرئ متها قول ؛ 
لد علست قريشٌ یسوم بدر غداة اسر والقّثل الشدید 
بأناحين تشتجر الکسوالي_ ما الروع يوم أبي الوليد 
تلا ابي ربيعة یسوم ساروا إلينافي مضاعفة الحدید 
کے ۱ و ے کے ۲ ری )ا يه 3 )۲"( 
وفر بهاحکیم یسوم جالت بنو التّخٌار تخطر کالأسوو ۲ 

» ويروي سپّدنا حكيم - رضي ألله عنه - شيكاً من ذکریاته عن یوم بدر‎ E 
فبقول : «لقد رآیتنا يوم بدر » وقد وقح یجاد - كسّاء - من السّماء » قد سد‎ 


الأفق » فإذا الوادي يسيل نملا » فوقع في نفسي أن هذا شي* من ع السماء ید به 
محمد عل > فما كانت إلا الهزيمة » وهي الملائکڈ » ۳ 


* وعن آبي بكر بن سُلیمان بن حثمة عن حكيم بن حزام قال : ١‏ 


3 و« مهيعة ) : واضحة . يريد : هم لا يختلون آعداء‌هم » وللكنهم يكاشفونهم ؛ 
لاهم شجعان . 

)۱( « ديوان حسّان )(۱ / 4١7‏ ) بانتقاء . وقوله « بعيد التّردّد " : أي : لا يرجع يبعد 

)۲( المصدر السّابق (۱/ ۱۸۰) . وقوله : « أبي الولید » : عتبة بن ربيعة . و ابني 
ربيعة ٢‏ : عتبة وشيبة . 

(۳) «المغازي ‏ (۸۰/۱) . وآخرج الحاکم في «۱ لمستدرك » بسنده عن سيّدنا 
حكيم بن حزام قال : : « لقد رآيتتي یوم بدر » وقد وقع بالوادي بخادٌ من السّماء ۰ قد 
سے الأفق ۰ فإذا الوادي يسيل ما ء فوقع في نفسي أت هلذا شي من ع الگماء » أَيدَ به 

محمد پل ۰ فما كانت إلا الهزيمة ؛ وكانت الملائكة » . ١المستدرك»‏ 
(/ ۱ )برقم : .)1١495(‏ 


۳۳۵ 


كان يوم بدر » مر رسول أل كك , فأخذ کم من الحصباء › فاستقبلنا به » 
فَرمّانا بهاء وقال : 0 شاهت الوجوه » فانهزمنا› فأنزل 
الله عو وجل - : مرک ک ِذ رمیت ول کرک اللہ ری که [ الأنفال ۲۷۲۷۱۰ 


٭ وكان حکيمٌ رضي ألله عنه - یقول : ١‏ انهزمنا یوم بدر » فجعلت 
أسعئ وآقول : قاتل الله ابنَ الحنظليّة ! یزغم الگھار قد ذهب » ول إل 
الھارَ لکما هو ! قال حكيم : وما ذاك بي الا حبّا أن يأتي َ اللیل فیقصر عن 
طلبٍ القوم ... »۲۳ . 


مت آشلم حکیم ؟ 

* تجمعٌ الژوایات بأنَّ حکیماً - رضي آله عنه - ظلّ عل شرکه إلى يوم 
تح ؛ ویومها فتح الله علی قلبه وعلی بصیرته » فأسلم وحن إسلامه ؛ وغزا 

نیا والطائف بالمعيّة الو ؛ وقد عد حكيم من المؤلّقة قلوبهم » إذ أعطاه 

(۳ 92 


* آخر جح شیخا آهل الحديث : البخاري ومسلمٌ بسن رفعاه إل عروة بن 
لیر وسعيد بن السب أل حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال : « سألتٌ 
رسول اللہ 6لا فاعطاني » نم ٤‏ سألته فاعطاني » نم 7 سألته فأعطاني » تج 
قال : ۱ یا يم ! اد هذا المال حَضِرةٌ حلوة ء فن أخذه بسخاوة نفس بور 
له فيه » ومَنْ أخذه باشراف نفس لم يُباركَ له فيه ٠‏ كالذي یأکل ولا يشبعٌ . اليد 


العليا خی من اليد السّفلل 4 . 


(۱) أخرجه الطبرانیٔ (۲۰۳/۳) برقم : (۳۱۲۸) وإسناده حسن. 
وانظر : « المغازي ۱(۷/ 90 ) » و« شرح حياة الصٌحابة »( 4 / ۳۵۵) 

. ) ۹۰ /١0(»يزاغملا«‎ ( 

(۳) انظر : « سير آعلام القُسلاء ۳(۲/ ٥٤-٤٤‏ ) ء وا المعجم الکبیر ) 
۱۸١ /۳(‏ )ء و« البداية والٹھایة 1( ۸ / 1۸ )وغیرها . 


۳۳۹ 


قال حكيم : فقلت : يا رسول أ ! والذي بعقّك بالحیٌ لا رز 


0 ۶ 4س 
1 


احدا 


بعدك شيئاً حى آفارق الڈُنیا . فکان آبو بكر - رضي اللہ عنه ‏ يدعو حكيماً إلى 
العطاء ۰ فیأبیٰ أن یقبله منه . ثم إل عمر - رضي الله عنه - دعاه لیعطیه » فأب 
آن یقبل منه شيئاً ؛ فقال عمر : اي آشهدکم يا معشرٌ المسلمین على حکیم أنّي 


آعرض عليه حقّه من هنذا الفيء ۰ فیأبی أنْ يأخدّه » فلم یا حکیم أحداً من 


الاس بعد رسول الله گلا حنّ توفي » 


(۱) 


0) 


آخرجه الشيخان : البخاریٌ في الرّكاة برقم : ( ٠٤١١‏ ) ء واللفظ له » ومسلمٌ في 


الرّكاة أيضاً برقم : ( ٠٠۳١‏ ) ء وأخرجه البخاریٔ أيضاًبرقم : ( ٢٥۲۷ء ۳۱٣٤‏ 
و٤٤‏ ) » وأحمد(9/ ۲۸۸ )برقم : (۱۹۳۲۱) ۰ والشرمصنئ 
برقم : (۳ 6 والشائي (۰/ ۱ء والطّسرانيَ في ١‏ الكير » 
(۳/ ۱۸۹) برقم ( ۳۰۸۰)ء وانظر : « مختصر تاريخ دمشق ۷( ۷/ ۲۳۷ ) ۰ 
و« سیر آعلام التّبلاء ۸( ۳ / ٤٥‏ ) وف البدر التّمام ۷( ۲ / ۲۱۷۰۳۹۵ ) . 

وقوله إِنَّ هنذا المال خضرة » : أَنكَ الخبر ؛ لأنَّ المراد الدّنیا . وقوله 
١‏ خضرة حلوة ۷ : شبهه بالرّغبة فيه » والمیل إليه » وحرص التّمُوس عليه بالفاكهة 
الخضراء المستلدّة » فاد الأخضر مرغوب فيه على انفراده بالٌسبة إلى اليابس » 
والحلو مرغوب فيه على انفراده بالشّبة للحامض » فالاعجاب بهما إذا اجتمعا آشد . 
و« بسخاوة نفس » : أي : بغیر شره ولا الحاح ؛ أي : مَنْ آخذه بغیر سوال . 
و« كالذي یأکل ولا یشبع » : أي : الذي یسگیٰ جوعه كذباً ؛ لاله من علة به وسقم ء 
فکلّما آکل ازداد سقماً » ولم يجذ شبعاً . و« اليد العُليا» : هي المُلْفْقة . 
وقيل : المُتَعمّفة . والید العلیا : هي اليد المنفقة المعطية . وقیل : اليد 
العلیا : النّعمة . 

ومحصّل الآثار أنَّ أعلئ الايدي : المُنفقة ء ثم المتعمّفة عن الأخذ » ثم الاخذة 
بغير سوال . وأسفل الأيدي : السّائلة والمانعة » وفي هلذا الحدیث الحث على 
الإنفاق في وجوه الطّاعة وه لا أرزأ ) : أي : لا آنقص ماله بالطّلب منه . وإنّما امتنع 
حکیم - رضي أله عنه - من أخذ العطاء مع أنّه حقه ؛ لاه خشي أنْ يقبلَ من أحدٍ شيئاً- 


۳۳۷ 


0ت استقامث حياةٌ سا کے علٰ هدي الم ونوره » وكا سا 
الگ فی * فعن الژھریَ انه + أن احكيم بو حزام - رضي أن اللہ عله سل 


فیعتاد الأخذ ء فتتجاوز به نفسه إلى ما يريده » فَفَطمّھاعن ذلك ء وترك ما یریبه إلى 
إلى منم حكيم من حقّه . وه حتّیٰ توفي » : أي : أنه ما أخذ من آبي بكر » 
ولا عمر » ولا عثمان » ولا معاوية دیواناً ولا غيره حى مات لعشر سنین من امارة 
معاوية . وألله أعلم . 

قال ابن آبی جمرة لته : « فی حديث حکیم فوائد ؛ منها : أنه قد یقع الزهد 
مع الأخذ ۰ فان سخاوة ال هو زهدها » تقول : سحت بکذا : أي : جادت ؛ 
و سخت عن کذا : أي : لم تلتفث إليه . 

ومنها : أنَّ الآخدّ مع سخاوة الس یحصل أ- جر الرّهد والبركة في الرّزق » فتبينَ 
أ لأعد يحصل خيري ا راع 
لا یعرش البركة إلا في ايء الكثير ٠‏ فين بالمثال المذكور را البركة هي حلي مل 
خلق ألله تعالیٰ » وضرب لهم المثل بما يعهدون ۰ فالآكل نما يأكل ليشبعَ » فإذا أكل 
ولم يشبغ كان عناء في حقّه بغير فائدة » وكذلك المال ليست الفائدة في عينه » وإنَّما 
هي لگا يتحصّل به من المنافع » فإذا كثر عند المرء بغير تحصيل منفعة » كان وجوده 
كالعدم . 

وفيه : أن الإمامَ ينبغي عليه ألا يبين للطالب ما في مسألته من المفسدة » إلا بعد 
قضاء حاجته » لقع موعظته له الموقع ء لثلا يتخيّل أن ذلك سبب لمنعه من حاجته . 

وفيه : جواز تکرار السّوّال ثلاثاً » وجواز المنع في الوابعة » وال أعلم . 

وفیه : دس وال الاعلی ليس بِعَارٍ ء وأنَّ رڈ السّائل بعد ثلاث لیس بمکروه »وان 
الإجمال في الطّلب مقرونٌ بالبركة . ولهلذا مات سیّدنا حکیم بن حزام - رضي الله 
عنه - وه لمن آکثر قریش مالاً . وألله تعالی أعلم . 


۳۳۸ 


رسول اللہ ية عمًا يدخلٌ الجنّة قال : « لا تسأل أحداً شيئاً » فکان حكية 
لا يسأل خادمه أنْ يسقيه ماءً » ولا يناوله ماء یتوضأً به 29 . 

٭ ومن الأسئلةٍ المفيدة النافعة » والمحاورات اللطيفة الماتعة » التي 
تنتهي بِفِقَهِ وعلم وحكم جامعة ؛ ما جاء عند الطَبرانيَ وغيره عن حكيم بن 
حرام - رضي آلله عنه - قال : « قلت يا رسول اللہ ! أرأيتَ شيئاً كنت أتحدَّثُ به 
في الجاهليّة من عتاقةٍ وصلةٍ رحم هل لي فيها من أجر ؟ 

فقال رسول آله يل : « اسلمت على ما سلّفُت من خير» ۰ وفى 
روایة : ۱ أسلمتٌ على ما سبق لك من الخير » . ۱ 

فقال حكيم : يا رسول اللہ ! لا أَدَغُ شيئاً صنعته في الجاهليّة 
إلا صنعت لله في الاسلام مثله » وکان أعتق في الجاهليّة مئة رقبة » وأعتق في 
الاسلام مثلها مئة رقبة » وساق في الجاهلية مئة بَدَنَهَ » فساق في الاسلام مئة 


بدنة ) ”° . 


9ت وشھد لحکیم - رضي الله عنه - بأعمال البرّ والعتق آبو بكر بنْ 
سُليمان له حيث قال : « حم حکیم بن جزام - رضي الله عنه - معه مئة 
بدنة » قد أهداها وجِلّلھا الجبرة ة وكمّها عن أعجازها » ووقّف مئة وصیف يوم 
عرفة » في أعناقهم طوقة الفضّة قد نش في رژوسها : عتمتا أله عن حكيم بن 
جزام ء وأعتقهم » وأهدئ ألف شاة »۳ . 

٭ وجاء الإسلامٌ ودار النّدوة بمكة بيد حكيم - رضي أله عنه - ۰ فباعها 


. ) ۲۳۸ / ۷ (۷ مختصر تاريخ د مشق‎ ٠ (١۱) 


(۲) آخرجه الطبر ان (۳/ 14۱1( برقم : (۳۰۸۵)؛ وانظر : ۱ مختصر تاریخ 
دمشق ۷( ۷ / ۲۳۸ ) . وقوله ١‏ أتحنث » : آتعبد . 


(۳) « مختصر تاریخ دمشق ۷( ۷ / ۲۳۸ ) » و« آسد الغابة (۱/  ) ٩۲۲‏ وا البداية 
والٹھایة ۸(۷/ 54 ) . و« الحبرة » : على وزن عتبة : ثوب يمان من قطن . 


۳۳۹ 


لسيّدنا معاویة - رضي ألله عنه - بمئة ألف درهم ۰ وظنّ ابن الژبیر وغیرہ أنَّ 
معاوية قد غبن حكيماً بها » فقال ابن ابر : ١‏ بت مكرمة قریش » فقال له 
حكيم : « ذهبت المكارمٌ إلا ای » إنّي اشتریث بها داراً في الجتّت 
أشهدك أني قد جعلتُها في سبيل ألله ‏ عر وجل یا بن خي » ۳ . 

٭ ألا ان بيعك قد ربح بإذن الله يا آبا خالد ؛ إِذْ تصدَّقْتَ بالمئة ألف 
درهم على المساكين وعلیٰ المحتاجين ؛ وأنت تقول لابن الرّبير 
وغيره : « اشهدوا أنَّ ثمتها في سبيل اللہ ؛ أشهدكم أنّها في سبيل اش 
والمساكين » والرّقاب » وأينا المغبون ؟ !»۲ ۰ فَيِعْمَ العمل ! ونعْمَتِ 
الصدقة في سبيل ألله ! 


من كلمات حكيم وأَخْبّاره : 

# کلمات سيّدنا حكيم بن حزام - رضي الله عنه - كلماتٌ نافع ؛ 
خَرجَتْ من قلب صادق ؛ لتقعَ في القلوب الصّادقة » ويمكنٌ أن نُنْظَمَ كلماتٌ 
هنذا الصحابي في عقّد لآلئ الحکم والفوائد السَامقة . 


)١(‏ «المعجم الکبیر » (۳/ ۱۸۷) ۰ و« مختصر تاريخ دمشق » (۷/ ۲۳۹ ) مع 
الجمع والتصرّف اليسير . 

(۲) «المعجم الكبير» (۳/ ۱۸١‏ ) بتصرّف يسير » وانظر : « التذكرة الحمدونيّة » 
(۲/ ۱۰۷) ء وکذلك انظر : « البداية والٹھایة ۷( ۲ / ۲۰۷) . 

وذكر ابنُ كثير كلش أنَّ قُصيّاً بن كلاب كانت له جميع الرّكاسة القرشيّة من 

حجابة البيت » وسدانته » واللواء » وبنیٰ داراً لازاحة الظّلمات » وفَصْل الخصومات 
سمّاها دار النّدوة » إذا أعضَّلَتْ قضيّةٌ اجتمع الژؤساء من کل قبيلة » فاشتوروا فيها › 
وفصلوها ؛ ولا يُعقدٌ عقد لواء » ولا عقد نكاح الا بها » ولا تبلمُ جارية أن تدرّع 
فتدرّع الا بها » وكان باب هنذا الدَّار لین المسجد الحرام » ثم صارت هذه الا فيما 
بعد إل حكيم بن حزام بعد بني عبد الدّار » فباعها بمئة لف درهم » وجعل ثمتها 
صدقة في سبيل أله » . « البداية والتّهاية 4( ۲ / ۲۰۷ ) باختصار وتصرّف . 


۳۶۰ 


, ۴۰۷ ذهبت ٍ المکارم إلا اتقو‎ ١ 0 ودای قرا من اقواله لم‎ ٥ 
فا ون احا وا ینم وب زو : لن‎ 


رمک ند اله آنتدگ > [ الحجرات : ۱۳ ] . 


* ومن خُلیٰ کلماته النّافعة لكل محبٌ لعفو الله - عر وجل » ولکل مَن 
يرجو رحمة ألله مع العمل الصّالح والأخذ بأسباب التّجاة » کلمته التی کان 
يردّدها عند الموت وهو يقول : « لا إلله إلا الله » قد كنثٌ أخشاك » وأنا اليوم 
أرجوك » (۲ 


# ومن جواهر کلامه بعد أن أسلم قوله : « الحمذ لله الذي آکرم 
محمّداً لا بالتّبدة » ٩‏ . ویقصد أنه قد نجّاه اللہ من الشرك باتباع سیّدنا 
وحبيبنا رسول اللہ گلا . 1 


٭ ولهذا الصحابي الحكيم قول یتندّی بالمكارم ویسیل بالمروءة ‏ 
ويقطرٌ بالفضائل » ويفتحٌ أبواب المعروف لمن يريد أن يلج في هلذه الأبواب 
المونقة التي يختصيٌ الله عرٌ وجل بها السّعداء من العباد ؛ يقول هنذا اللبيبُ 
۱ یم سيّدنا حكيمٌ ‏ رضي آله عنه ‏ : «ما آصبحت وليس ہہابی صاحبٌ 
حاجة ء إلا علمث أَنھا من المصائب التي أسأل الله الأَجْرَ عليها » ° . فَأَسْعَدُ 


(۱) «آسد الغابة» (۱/ )٥٥٥‏ ء و« الاستیعاب » (۱ / ۳۱۹) ء و« الین » 
(ص : ۲۳۸ ) . 

(۲) تاريخ الاسلام » ( عهد معاویة - رضي ألله عنه ۰ ص : ۱۹۹) ء و« مختصر 
تاريخ دمشق (٩‏ ۷ / ۲۳۹ ) ء و« سیر آعلام الثّلاء ۷( ۳/ ۵۱ ) . 

. مختصر تاریخ دمشق ۷۷ ۲ ه‎ «  )۳( 

(4) «سیر آعلام الثلاء ٠‏ (۳/ ۵۱ وجاءت هلذه العبارة عن ابن عساکر بمعنی 
قريب » وهي : « ما أصبحت صباحاً قط فلم أرَ أحداً ببابي طالب حاجة » = 


۳۱ 


الاس عند سيّدنا حكيم هو الذي تُقُضئ علی يده حاجات النّاس . ولقد صدق 
الامام الذّهبيُ ره عندما قال عن سيّدنا حكيم : « وكان حكيمٌ فقية الس ء 

کر الشّأن ۸( والحقیقة فهلذه الاقوال الحكيمة الصّادرة عن سيّدنا حکیم 
تد علئ علو همّتهء وکرامته » وحصافته » وسخائه »> ولذلك 
کان - رضي الله عنه يقول : « ما أصبحت يوماً وببابي طالب حاجة إلا علمتٌ 


ها من متن آلله ‏ عر وجلٌ -عليَ ۲۲۷ 


۲ ۷ 9.2۳ 0805 7 ۰ ۰ 2 
3 وبلغت همه سيدا حكيم وجوده شيئا مروتا تحتفظ به ذاكرة 


المصتفات » لترويه لمحبّي الصّحابة وتبرز أعمالهم الكريمة التي يقتدئ بها » 
فمن جوده الذي طال آیتام قريش ما ورد من أن سیّدنا حكيماً - رضوان اللہ 
عليه : « كان من شدّة جوده وکرمه لا يأكلٌ طعاماً وحده » وإذا أتي بطعامه 
قدّره : فإذا كان يكفي لائنین أو ثلاثة » أو آکثر من ذلك » قال : ادع من آیتام 
قريش واحداً أو اثنين » وذلك علیٰ قَدْرٍ طعامه . وكان له إنسانٌ يخدمه › 
فضجرٌ عليه يوماً » فدخل المسجد الحرام » وجعل. يقول للئّاس : ارتفعوا 
إلى أبي خالد ۰ فتجمّع النَّاسْ عليه » فتعجّبَ وقال : ما للئّاس يأتون 
هلهنا ؟ ! 


فقيل له : يا أبا خالد ! دعَاهُم عليك فلان . 


إلا عددتها مصيبة أرجو توابها من ألله عو وجل . ١‏ مختصر تاريخ دمشق ) 


(/ا/ ۲۳۹). 

سير سير أعلام التُبلاء ۷۱۷( ١ه).‏ 
« مختصر تاريخ د مشق » (۷/ ۲۳۹ ) ء وجاء أيضاً عن سيّدنا حكيم - رضي ألله 
عنه - : أله كان يُّقيم عشية عرفة مئة رقبة » ومئة بِدَنّة ء فيعتق الرّقاب عشية عرفة » 


وینحژ البدن يوم النّحر » وكان يطوفٌ بالبيت فيقول : « لا إلله إلا أله » وحده 
لاشريك له نعمالوّبٌ ونعم الإللة » أحبّه وأخشاه » . ١‏ المستطرف » 
.)٦٤ /١(‏ 


EY 


وعلئ الفور صاح سیّدنا حكيمٌ بغلمانه وقالِ : هانُوا ذلك الّمر » فَالْقَِتْ 
بينهم أكوامٌ من التّمر الجيّد » فلمًا آکلوا ء قال بعضُھم : إدامٌيا آبا خالد ! 
قاری کته :انیا 6 

#2 وبلغ من مروءة حکیم وجوده وقضائه حاجات الاس ما حدّث به 
شعبة كاه قال : « لما توفي الژبیرژ بن العرّام - رضي اللہ عنه ‏ » لقي حكيمٌ 
عبد أله بن الزُبير رضي ألله عنهم ‏ ء فقال : کم ترك أخي من الدّين ؟ 

قال عبد اللہ : آلف آلف - يعني : ملیون ۔ . 
قال حكيم : على حمس مئة ألف » ۲ 
٭ ومن الأخبار الممتعة التي تعلق سنا سکیم تة حلة في بزن 


له 6لا ذ مق هلله الحا الجميلة درد ؟ ! 


Cn 


* آخرج الطَبرانيئٌ که وغيرةٌ بسندٍ عن عروة , بن الزییر له : أن 
حكيم بنّ جزام - رضي أله عنه - ۰ خرج إلى اليمن » فاشتریٰ حلّة ذي يزن » 
فقدم بها المدينة المنورة على سیّدنا وحبيبنا رسول اش ية ؛ فأهداها له 
فرڈھا رسول أله به وقال : « لا لا نقبل هديّة مشرك 4 ء فباعها حكيمٌ ء فأمر 
بها رسول اللہ يخ فاشُْرِيَتْ له » فلبسّها » ثم دحل فيها المسجد . قال 
حكية : فما رأيثُ أحداً قط أحسنّ منه فيها ء لكألّه القمژ ليلة البدر ! فما 
ملكت نفسي حين رأيته كذلك أن فلت : 
ما بنظر الحكّامٌ بالحكم بَعْدَمَا بدا واضح ذو ضر وحجول 
إذا قَايَسوءُ المجد أربي عليهمٌ كمستفرغ ساء الذُتَاب مجیل 


. مشق »(/ا/ ۲۳۹ ) بتصرّف‎ Eee (١) 
سير أعلام الْلاء » ( ۲ / ۵۰ ) بت بتصرّف یسیر . وكان حكيم - كما أسلفنا -ابن عم‎ (۲) 
اا رضي تیم‎ 


۳۰:۳ 


فسمعه رسول ألله ي » قال حکیم : فالتفت إلى بيا ببتسم ء ثم دخل 
وكسّاها أسامة بن زید » ۲ . 


وجا اير عل ا کم اه عن سيّدنا حكيم بن حزام ہس 
وخرج ٤‏ بل المدینة شَهِدَ حكيم بن جزام الموسم فوجد حلّة لذي بزن ام 
بخمسين درهماً فاشتراها ليهديها إل رسول آش لگ فقدم بها عليه ۽ 
وأراده علئ قبضها ء فأبئ عليه . قال غُبید اللہ : حسبث أنَّه قال : « یا لا نقبل 


)۱( «المعجم الکییر » ۳۱ ۱۹۳ ) رقم : ( 6۳۰۹۶ وا مجمع الزوائد) 
(۸/ ۰0۲۸۷ ود مختصر تاريخ دعشق ۲( ۷/ ۲۳۵ )مع الجمع بيتها والتسيق ۔ 
وقوله « ذي يزن » : ذو يزن اسم واد بالیمن ۰ ضیف إليه ذو یزن نعمان بن قيس والد 
سیف بن ذي یزن . و« فأهداهاله» : أي : في هدنة الحديبية . و« بدا 
واضح » : ظاهر متلالی » والمراد به : سيّدنا وحبيبنا ونبينا محمد 5 . 
و«غرّة » : الغرة : بیاض في جبهة الفرس . وأطلق مجازاً على بیاض وجه 
الانسان » يقال : في وجه فلان غرة : أي : تألق وبیاض يسر النّاظرین إليه . 
و« حجول » : الحجل : البیاض في رجل الفرس » والجمع : آحجال وحجول » 
ويُطلق مجازاً علئ ما في رجل الانسان من بیاض ؛ كما في الحديث 
الصحيح : ١‏ تدعی أمتي يوم القيامة بالغرٌ المحجّلين من آثار الوضوء ۰ فمن أراد أَنْ 
يطيل غبّته فلیفعل » . وه قايسوه» : بارژه مباراءٌ . و« آربیٰ » : زاد . و« ماء 
الڈناب » : الڈناب والڈنوب : هي الدّلو الملأئ ماء . قال ابن السّكيت كله : إِنَّ 
الڈنوب تنگر وٹؤگٹ ٠‏ ولا يقال لها وهي فارغة . و ١‏ سجیل » : سجل 
الماء : صبّه » ودلو سجیل : أي : واسع ضخم » والمراد هلهنا جوده 8لا 
وله تعالی أعلم . 

وللمزید من مثل هلذه الأخبار الماتعة اقرا ذلك في کتابنا : « أبناء 
الصّحابة ‏ رضي ألله عنهم - ۷ في الباب الأوّل » ترجمة سیّدنا آسامة بن 
زید - رضي ألله عنهما - . 


Tt 


من المشرکین شيئاً ء وللکنْ إن شنت آخذناها بالمن » ء فأعطيئّها ایّاه حين أبیٰ 
علي الهديّة » فلبّسّها + فرأيتها عليه على المنبر » > فلم أرَ شيئاً قط أحسَنَ منه 
فيها پومئذ ء ثم أعطاها أسامة بن زيد ‏ رضي ألله عنهما - » فرآها حكيمٌ على 
أسامة فقال :يا أسامة ! أنت تَلْبَنُ حلة ذي يزن ؟ قال : نعم » لاتا خيرٌ من 
ذي يزن » ولأبي خير من أبيه ء ولامي خير من امه . 


قال حكيم : فانطلقث إلى مكّة أَعَجبِهُم بقول أسامة رضي ألله 
)0 


عنه ‏ ) 
# ویسوق سيّدنا حکیم نفسّه شيئاً من أخباره التي تتعلّقُ بحياته 

فيقول : « کنث أعالج ال في الجاهايّة ؛ > فکنث رجلا تاجراً أخرح إلى اليمن » 
وآتي الشام ذ في الزحلتین ء ڈکنٹ ریخ أرباحاً كثيرة » فإذا ربحث عُدْتُ علیٰ 
فقراء قومى » ونحن ا لا نیڈ شيعا › نریڈ بذلك ثراء الأموال والمحمّة فی 
العشيرة . وکنث أحضر الأسواق » وكانت لنا ثلاثة أسواق » وكانت سوق 
عكاظ : تقوم صبح هلال ذي القعدة » فتقومٌ عشرين یوما » ویحضرۂ م العربٌ ۰ 
وابتغت ت زيد بن حارثة لعمّتي خديجة بنت شویلد > فأخذثة بست مئة درهم » 
فلگا تزوّجها رسول آله وك سألها زيداً » فوهبئه له ء فأعتقه رسول الله يكل . 

وانتعت حلة دي یزن فکسوتها رسول الل لاف فما رایت أحدا آجمل » 
ولا حسنَّ من رسول الله بيه في تلك الحلّة .... وکانت سوق مجنّة تقوم 
عشرة آیّام » حى إذا رآینا هلال ذي الحجّة انصرفنًا » فانتهینا إلیٰ سوق 


)١(‏ «المستدرك » (۳/ ۵۰۱ - ۵9۲ ) برقم : ( ٠٠٥٩‏ ) » وقوله : « نبا » : اعی 
اة . و« الموسم » : هو الوقت الذي يجتمعٌ فيه الحا کل سنةٍ سنق » فقد كان العرب 
يخرجون في موسم الحج › ويأتون أسواقاً لهم › > فیبیعون ویشترون » وینشدون 
الأشعار » وغير ذلك . و« أراده على قبضها» : حملے على قبضها . 
و« عبيد ألله " : هو أحد الژواة > واسمه : عبيد اللہ بن المغيرة . و« خير من 
أبيه » : قاله تَحدّثاً بنعمة اللہ . 


۳:۵ 


ذي المجاز ‏ فقام ثمانية بام » وکل هلذه الأسواق آلقی بها رسول ال ی في 
المواسم » یستعرضٌ القبائل قبيلة قبيلة ء یدعوهم إلى اللہ عر وجل » 
فلا نریٰ أحداً یستجیبُ لے ؛ وأسرته أشد القبائل عليه » حى 
بعث اللہ - عر وجل ۔ قوماً » آراد بهم کرامته > هنذا الحی من الأنصار ‏ 
2 - رر ء 7 سے رو 
فبايعوه » وصذقوا به » وامنوا به » وبذلوا انفسّهم وآموالهم » فجعل الله له دار 
هجرة وملجأ »> وسبق مَنْ سبق إليه » فالحمد لله الذي أكرم محكدا 4لا 
بالثْهةٍ » ٩‏ . 


٭ كان سيّدنا حکیم يَصلّ الرّحمّ » ویحمل الكل » ويعطي في السّبيل › 
ويشتري الظهْر والاداةً والرّاد » ثم لا يجيئه أحدٌّ يستحمله في السّبيل 
إلا حمله . 

٭ ومن لطيف الأخبار وعيونها وطريفها أنَّ حكيماً - رضي ألله عنه - كان 
يوماً في المسجد ۰ فجاء رجلٌ من أهل اليمن يطلبٌ حملاناً يريد الجهاد في 
سبيل الله » فدلوه علیٰ حکیم بن حزام ‏ رضي الله عنه - فجاءه وقال 
له : یا هنذا ! إنَّى رجل بعیذ الشمَّة ء وأردثٌ الجهاد » فدللت عليك لتحمل 
رحلي ء وتعیتّي علیٰ ضعفي » ۰ فقال له حکیم - رضي اللہ عنه - : « اجلسن 
يا آخي » » فلمًا ارتفعت امن ء رع ركعات ثم انصرف » وأوماً إلى 
اليماني أن يتبعه فتبعه » فجعل حکیم كلما مر بِصوفة » أو خرقةٍ ء أو شملة 
تقضها فآخذها ء وتعبّب الیمانیْ من تصوفات سیّدنا حکیم ؛ وقال في 
نفسه : « و مَنْ دلّنی علیٰ هلذا الوَجُل قد لعب بی » وسخر می » فأيّ شیب 
عند هنذا من الخیر بعد الذي أرئ منه ؟ ! » . ودخل سيّدنا حكيدٌ داره » فألقئ 
الصوفة مع الصوف ۰ والخرقة مع الخرق ۰ والشّملة مع الشّْمَال » ثم قال لخلام 
له : «یاغلام ! هات لي بعيراً ذلولا » » فاتی ببعير ذلول » ثم دعا بجهاز 
فشدّه على البعیر » ثم آمر للیمانی بدقيق وسّویق وزيت وقال له : « انظ ملحا 


. مختصر تاريخ دمشق ۷۸ ٣٣۳٣۔٢٢۲۳ ) بشيء من التَصرّف‎ « )١( 


۳: 


وجراباً من تمر » حتّی لم يبق شي مما يحتاج إليه المسافر إلا أعطاه اليماني 
وكسّاه » ثم دعا بخمسة دنانير فدفعها إليه وقال له : « هلذه الطريق » » وكان 
هلذا فعل حكيم ‏ رضي أله عنه ‏ مع مثل هلذا اليمانيَ وأشباهه »27 . 

* وأخرج الطبرانی كه قريباً من قصّة اليمانيّ » وللكن عن آعرابیین 
قد قصدا المدينة المنوّرة يسألان مَنْ یف عليهما ؛ ويحملهما في 
سبيل أله - عر وجلٌ - » ترئ ماذا في الجعبة الطٔبر اي ؟ ! ۱ 

٭ آخرج الطٔبرانٔ که عن آبي حازم قال : ١‏ ما كان بالمدينة أحدٌ 
سمعنا به كان آکثر جثلا في سبيل الله من حكيم بن حزام - رضي آله عنه - ؛ 
لقد قدم أعرابيّان المدينة يسألان مَنْ يحمل في سبيل آله » فدُلاً عل حكيم بن 
حزام » فأتياه في أهله ؛ فسألهما : ما يُريدان ؟ فأخبّراهُ ما يريدان . فقال 
لهما : لا تَمْجَلا حتّئ أخرج إليكما » وکان حکیم یلبس ثياباً یت بها من ضر 
کاٹھا الشَّبَاكُ » متها أربعة دراهم » ویاخذ عصاً في يده » ويخرج معه غلامان 
له » وکلما مو کنّاسةٍ ء أو قمامةٍ فرأئ فيها خرقة تصلحٌ في جهَازٍ الابل التي 
يحمل عليها في سبيل ال » آخذها بطرف عصاہ ۰ فتقضها ثم قال 

ميو : أمْسِكا بسلعتكما في جهازكما . 

فقال الأعرابيّان أحدهما لصاحبه وهو يصنعٌ ذلك : ويحك ! انج بنا 
فواللهرما عند هنذا إلا لَقَط القَمْع . 


)۱ « مختصر تاريخ دم" مشق )( ۷ / ٦‏ ) بتصوّف يسير . ولل دژمَنْ قال : : 
عق المک‌ارم فهو مشتنل بها والمک رات قليلة التاق 
وأقام شوقاللشاء ولم يكن شوق الشّاء ید فى الأسواق 
بت الصّنائع في البلاد فأصبحث ئجبى إليەمحامةالآفناق 
أقول : « هل بقتدي محبّو رجال الصحابة بسيّدنا حکیم وأمثاله ۰ ويعشقون 
المكارم والفضائل ۰ ويكونون عوناً لطالبي الحاجات ؟ فما أجمل قضاء الحاجات ؛ 
وجَبْر الخواطر » والعمل من أجل مرضاة العزیز الجبّار ! » . 


۳:۷ 


فقال له صاحيّه : ویحك ! لا تَعْجّل حتّیٰ ننظر . 

فخرج بهما إلى السُوق ۰ فنظرٌ إلى نافتین جلیلئٔن سمیتتین خرفتین » 
فابتاعهما » وابتاع جهازهما » ثم قال لغلامَیه : رما - أضْلِحا ‏ بهلذه الخرق 
ما ينبغي له المرمّة من جهازکما » ثم آوقرهما طعاماً » وبُوَاًء وَوَدَكاً » 
وأعطاهما نفقة ثمّ أعطاهما اللَاقتیْن . 

قال : يقول أحدهما لصاحبه : والله! ما ری من لقط قشع خير 
اليوم » ”° . 

* وكان حکیمٌ-رضي الله عنه - لا یشرب كلّ يوم من الماء الا شربة › 
حى بلغ مئة سنة » فاستسقیٰ الغلام يوماً فقال له الغلام : « يا مولاي » قد 
شربت شربك » . 


قال : « ول شربتٌ » ء فأقامٌ عل شربَتَيْن کل يوم حنّئ مات رضي اللہ 
عنه ‏ وأرضاه ؛ وحشرنا في المعيّة الَبوّة أجمعين . 

# وممًا ينبغي معرفته أنَّ داز حكيم بمكة کانث بأسفلها ء وعنها قال 
لثم و يوم الفتح : « مَنْ دخل دار حكيم فهو آمن » . فهي أمانٌ لقريش » 
ولها ذکه مع دور مكة كماأورد الفاسیٔخ ذلك في كتابه : « شفاء الغرام بأخبار 
البلد الحرام ٤‏ ۔ 


)0 أخرجه الطّبرانيُ (۳/ ۱۸۷ ) برقم : ( ۰۷6 ۰ . وقوله « حملا » : يعنى : كان 
أكثر الاس إعطاة الّهر لاک وب في سبیل الله -عرٌ وجل 
و« أعرابيان» : الاعرابي : مَنْ نزل البادية . و« لا » : أرشدا إليه . 
« الشباك » : أي : لرقتها . و« كناسة » : ما جُمع من البیت من الراب فألقي بعص 
على بعض . و« القمامة » : الكناسة تجممٌ من البیسوت والطرق . 
و« جهاز » : بالفتح : ما على الؤخل من قتب وأداته . و« نقضها » : حرّکها لیزول 
عنها ما علق بها . و« القشع » : الفرو البالي الخلق . و« جلیلتین 4 : عظیمتین . 

و« خلفتین » : حاملیین ء والخلفة : الثّاقة الحامل . 


۳:۸ 


العَالِمُ ناقل الحديث : 

٭ بعد أن انتظم سيّدنا حكيمٌ في عم الصّحابة اللمين » آقبل على العِلّم 
إقبال المحبين » وشرع يقتبسٌ من الأنوار المحمّديّة اقتباس الصّادقين ء وأخذ 
يروي له مگا فاته في الأعوام الخوالي ؛ ويجتهد بتحصيل العلم في الأيّام 
والليالي . 

٭ وسیّدنا حكيمٌ من أصحاب العشرات ؛ إذ يبلغ عددٌ مسنده أربعين 
حديثاً » له في « الصّحيحين » أربعة آحادیث مق عليها ٩۳‏ . وله أحاديث في 
الکٹی الشكة ۹۲ ؛ ؟ وه مسند أحمد (١)‏ ۳ . وشملت الأحاديت التي رواها شيئاً 
من آبواب الیْقه كالبيوع » والعتق » والرّكاة » والادب ‏ والوصاياء 
والوقاق » والخمس ؛ كما أنَّ له لمساتِ واضحة فی نقل بعض آحداث السّيرة 
الَِوفِة وأحكامها » وقد قرأنا ذلك في تضاعيف ترجمته وثناياها . 

٭ حدّث عن سيّدنا حكيم : ابناهٌ هشامٌ بن حكيم وهو صحابيٌ ء وابئه 
جزامٌ بن حكيم » كما حدّث عنه : عبد اش بن الحارث بن نوفل » وسعید بن 
المسيّب ۰ وعروة بن الؤُبیر > وموسی بن طلحة ء ومحمّدً بن سيرين › 
ویوشُف بن مَامّك » وآخرون © . 


# وممّا أَخرجَة الامام احمد که فیما يتعلّق بالصدقاتِ عن سیدنا 


. ۱ / ۳ (۷ سیر آعلام الثْلاء‎ ( (١) 

(۲) «الإصابة ۱۱ / ۳۸ ) . 

(۳) «المسند ٢(٤‏ / ۲۲۹-۲۲۹ ) ء وقد أورد له الإمامٌ أحمد( ۱۸ حديثاً ) . وأخرج 
له الحاکم في « المستدرك ۲( ۱۱ حدیثاً ) . 

(4) «سیر آعلام الْلاء ( ۳/ 45 ) ء و« تهذیب الگھذیب ۲۱ / 44۷  )‏ و« آسد 
الغابة ۱(٥‏ / 255 ) » و« تهذیب الأسماء واللغات ۱(۷ / ١55‏ ) » و( الاصابة » 
(۱/ ۳6۸ )مع الجمع بینها . 


۳:۹ 


حكيم بن حزام -رضی ألله عنه - : أنَّ رجلا سال رسول الله ی عن 
الصدقات » ایھا أفضلٌ ۴ 


قال : « على ذي الوّحم الكاشح » '' 


اد وأخرج الحاكم اه في المستدرك » عن سيّدنا حكيم بن 


حزام - رضي الہ عنه - : أن الي وك لگا , ِعَنَهُ والياً إلى اليمن قال : لا تمس 
القران الا ونت طاهة 4 


اد وفیما يتعلّقُ بالمعاملات والبیوع » وثبوت خیار المجلس في البیع 
والشّراء ء أخرج إماما أهل الحدیث : البخاریٔ ومسلمٌ ؛ وغیرہُما من أئمة 
هلذا الشَّأن ؛ بسنل رفعوه إلى سيّدنا حکیم بن حزام - رضي اللہ عنه - 
قال : قال رسول اللہ لله پا : « البيّعان بالخیار ما لم يتفرّقًا » فان صدقا وبا 
بُورِكَ لهما في بَيْعِهما » وإِن كما وكذّبا » محقّث بركة بیعهما » ۳ 


(۱) «المسند 6( ۲۲۸ )برقم : ۱۵۳۲۰۱ ) . 

(؟) «المستدرك ) (۳ / ۲ ) برقم : ( 1٩01‏ ) » وقال : « هنذا حديثٌ صحیح 
الإسناد ولم يخرّجاه ا 

(۳) أخرجه الشيخان : البخاريّ برقم : (۲۰۷۹ء و85١7‏ » و۲۱۰۸ و٢١۲۱‏ 
و۲۱۱ ) » ومسلم برقم : ( ۱۵۳۲ ) كلاهما في البيوع » وأحمد (5/ ۲۲۷ ) 
برقم : ( 19714 ) . وملذا الحديث ابو الشّريف من الأحاديث المشهورة في 
عالّم فقه البيوع . ومجمل معناه : أن يبيّن كل واحدٍ لصاحبه ما یحتاج إلى بیانو من 
عيب ونحوه في السّلعة واللّمن ۰ وصدق في ذلك » وفي الاخبار بالگمن » وما يتعلّق 
بالعوضین . 

وقوله « البيّعان » : البائع والمشتري » ویسگیٰ المشتري بیعاً من باب التغلیب ؛ 
لاد البیع هو البائع » و« الخیار » : اسم من الاختیار » أو النّخيير » وهو طلب خير 
الأمرين من (مضاء البیع أو نسخه . والمراد به خيار المجلس في الفسخ ؛ لا الامضاء 
لا یحتاج إلى شيء زائدٍ على الایجاب والقبول » ويكفي فيه السکوت .= 


۳۵۰ 


# ونفهم من هلذا الحديث الشریفِ الذي روا سيّدنا حکیم۔ رضي الله 

- أنَّ الإنسانَ قد يشتري شیناً من آخر لحاجة له فيه ء ثم يندم على الشراء 
لحدوث تا مد ا تکار من م ال شود 
عرضّث ہ ثم تین له أفضلية بقائه » گا لش خسارة في لیم » واهتدائه | لول 
ماص سوى اي من الا ال دعث اله قود کل جیا ان تر نا 
صاحبه » وفسخ ما بينهما من عقد ۰ أو وج سبيلاً يحلّه من هنذا العاقد » لذا 
بن رسول اللہ وك أن كلا من البائع والمشتري بالخيار بعد الإيجاب والقبول بين 
إمضاء البيع أو فسخ ما داما في سجلس الع ٠‏ فلکل منهما أن یفسځه دون رضا 
الاخر ء ویسٹیٰ هلل ) خيار المجلس « أمّا إذا د رک أحدهما صاحيّه فلا خيار 
لھما 0 لأن ما كان بينهما من عقّدٍ قد تأكّد بالمفارقة » 


فلا سبیل إلى العدول إلا برضا الطُرفین بالاقالة . 


و« يتفرّقا ) : یفترقا بأبدانهما ؛ وقیل : یفترقا بالاقوال ؛ أي : مالم یتم البیع 
بالایجاب والقبول ٠‏ وزعم بعشھم ها تالم وتفڑقا ادن 5ر ذلك 
بقوله عر وجلٌ - : وما نرق ی روا کب 4 1 البينة : 4 » فإله ظاهر في 
ارق بالکلام ؛ لاه المخالفة في الاعتقاد » ويرجح حمل التّرّق في الحديث على 
تفرّق الأبدان ما رواه البیهقیْ بلفظ : « حى يتفرّقا من مکانهما » وبأنَّ سيّدنا 
ابن بن عمر۔ رضي اه عنهما کان نا بع و ار شیا ولم پش ازجع ام من 

مشیٰ هنيهة . و صدقا ونا » : : أي : : صدق البائ المشتري في نوع المبيع وسلامته 

من الو . وبيّنَ له ما فيه » وصدق المشتري البائع في نوع اللّمن » وجنسه ء وييّنَ 
له ما فيه من عيب ۰ أو نحوه . و« كما وکذبا » : أي : آخفی كلّ منهما عن الآخر 
ما في البدل الذي یکون من جهته » وغشنٌ کل منهما الاخر فیما عليه البدل . 
و« مُحقث بركة بیعهما » : أي : قَلَّتْ وضاعت الرّيادةٌ والفائدة التي كان يرجوها كل 
منهما البائع في اللّمن » والمشتري في المبیع بما يبتليهما اله به من الحوائج والمصائب 
التي تذهپٍ بما في آیدیهما . وفي هنذا الحدیث دلالة على شوم التدليس والکذب ء 
وین الصّدق والارشاد . 


۱۳۱ 


* فالتَفوٌقٌ المذکوژ فی هلذا الحديث الشریف هو الق بالأبدان + لأنّه 
المفهومٌ عند الاطلاق ۰ إذا قيل تفوق الّاس » ولأنَّ امین هما البائمُ 
والمشتري على ما تقدّم » ولا یسمّی آحدهما بيعاً حقيقة إلا بعد حصول العَقّد 
منهما ء ومتیٰ حَصَلَ العقَدٌ لا يكون منهما توق بالأقوال » بل بالأبدان ء ولا 
کل واحدٍ یعلمُ بداهة علماً عاماً و المشتري بالخيار ء ما لم یوجڈ منه قَبولٌ 
المبيع » وأ البائع خيارةٌ ثابتٌ في ملكه قبل أن يعقدَ البيع » فلو كان المرادُ من 
الق الاختلاف فى الأقوال وهی الإيجابٌ والقبول - إذ ليس بينهما أقوال 
سواهما - لا الحدیث عن الفائدة » ولم يكن له معن » وبهلذا تمك مَنْ 
7 3 2 7 
آثبت لکل من المتبایعین خیار المجلس » وهم جماعة من الصحابة » 
منهم : سیّدنا على » وان عمر ء وابنْ عبّاس » وأبو هريرة - رضي ألله عنهم 


و۶ 


أجمعين - » ومن التّابعين : شریخ > والشعبیخ > وعطاء رحمهم ألله . 

٭ والمشهور أن حدّ الوق بالأبدان موکول إلى العرف » فماعدّه العرفٌ 
تفؤقاً حکم به » وإلا فلا . 

* ومرويّاتٌ سيّدنا حكيم منثورةٌ في الكتب المتخصّصة » وقد أوردنا 
منها ما يفصحٌ عن شخصيّته العِلْميّة بين رجال الصّحابة وأعيانهم . 


أنا الیوم أرجوك : 


* ترك سيّدنا حکیم بن جزام - رضي الله عنه - أثراً كريماً بين جيل 
الصحابة الكريم » كما ترك كُنوزاً ثمينة من الأخبار والأعمالٍ التي تشھد له 


٭ ومن الأرصدة اللَّمينةٍ المباركة لھلذا الصّحابى الیل - رضى الله عنه - 
آڈڑے كان من أعلام | لصٌحابة 2 وأنَّ أولاده صحاستون آیضا قال 
ابنْ عبد البرّ که في 0 الاستیعاب » عن سيّدنا حكيم ‏ رضي الله عنه ؛ 


۳1 


وعن آولاده : « تأَخَّرَ اسلامه إلى عام الفتح » فهو من مسلمة الفتح هو 


oY 


جم 1 
وبنوه : عبد أله » وخالد» ویحیسیٰ ؛ وهشام ؛ وكلهم صَحبَ 
5 م للت / (۱) 
النبی جر » . 


# وقال ابی قدامة گنه كذلك في « الین » عن حكيم 
وآولاده - رضي الله عنهم أجمعين ‏ : ومن ولده : خالدٌ » وعبد آلله 
ويحيئ » وهشامٌ بنو حكيم بن حزام ؛ كلّهم أسلمُوا یوم الفتح » وصحبوا 
الین پل ۱ ° . 

٭ وأوجرٌ اب قدامة کنل سیر آولاده » فكان مما قال : ١‏ فأمًا 
خالد : فهر أكبد أولاده » وبه كان يكن › دوک عنه الحديث . و 
عبد اللہ : قل يوم الجمل ۰ وكان صاحب لواء طلحة والییر يومئذ . و 
هشام : قَلَهُ صحبة وروایڈ » وكان من فُصَلاء الصُحابة وخيارهم » ومن يأمذ 
بالمعروف » وينه عن المنکر » وکان سپّدنا عمد بنْ الخطاب - رضي أن 

نه - إذا بلغه مر ينكره » قال : « أمّا ما بقیث آنا وهشام بن حكيم فلا یکون 
ذلك » . وروی مالك عن ابن شهاب الدُّهريٌ قال : « کان هشامٌ بن 
حکیم ۔ رضي أله عنهما - في تفر من أهل الشَّام يأمرون بالمعروف + وینهون 
عن المنکر > لیس لأحدٍ علیهم آمارة ؛ وکانوا یمشون في الارض بالاصلاح 
والتصيحة وهم محتسبون » وكان هشامٌ بن حكيم كالسّائح > لم یتَخذ أهلا 
ولا ولد وهو الذي رآهُ عمڑ يقرأ سورة ة القُرقان على غير ما آقراه 
رسول اللہ پل ء فأتئ به ای لا » فاستق رأهما فصوّبهما وقال : « نزل القرآن 
على سبعة أحرف » ° . 


. ) ۳١۹ / ۱(۲ الاستیعاب‎ ( )١( 

. )۲۳۹ : التبیین في أنساب القرشیین »( ص‎ * )٢( 

(۳) انظر : « التبيين ٤‏ ( ص : ۲۰-۲۳۹ ) بشيء من التصرّف . وللمزید من هلذه 
الأخبار الماتعة اقرأ کتابنا : « آبناء الصحابة - رضي اللہ عنهم - ۷ ففیه ما یسر 
الأفوس ۰ ویمتع الأسماع باذن الله عر وجل . 


Tor 


٭ أما حکیم فقد كان من الصّحابة القرشيين المعمرین ؛ إذ عاش قرابة 
١١١ (‏ سنة) منها ۷٢١(‏ عاماً ) في الجاهليّة » (1؛ عاماً) في الاسلام › 
وآلله أعلخ . 

٭ زعم ابن الأثير له 4 أنَّ سيّدنا حكيماً توفي في خلافه سيّدنا معاویة 
سنة ( 05 ه) ‏ وقيل : ( 8ه )۶۷ء كما زعم أنه قد عمي قَبْل موته 297 , 
وأوصئ إلى عبد اللہ بن الرّبير - رضي ألله عنهم أجمعين - 


* وقيّد عددٌ ج من المصتّفين وکاب الگراجم في مولَفاتھم ؛ بأنَّ وفاة 
سیّدنا حکیم ‏ رضي ألله عنه - كانت سنة آربع وخمسين من الهجرة النَّبويّة » 
وكانت وفاته بالمدينة المنوّرة فی داره عند بلاط الفاكهة وزقاق الصّوّاغين © . 


3ت رضي آله عن سيّدنا حکیم بن حزام , وجعلتا مهن يُقال 
لهم : ط اَدَخَلُو وا سر پھچ [الحجر :٤٤ء‏ وق : ٤٤٤‏ ء وتعالوا نتذگر ونردّد دائماً 
قول سیّدنا حکیم قبل وداعه : « لا له إلا ألله » قد کنث أخشاك ٠‏ وأنا اليو 
آرجوك » . يا ربّنا نحن نرجوك ۰ فأکرمنا برحمتِكٌ » وارحم ضَعْمَنا » واحشرنا 
مع حبیبنا محمد رسول الله گلا . 


. )۵۲۲ / ١(٠ آسدالغابة‎ « )١( 

(۲) «أسد الغاپة ۰ (۱/ ۵۲۳) . آقول : «عدت إلى کتاب : « نكت الهمیان » 
للصّفديّ » فلم أجده ذکر شيئاً عن عمی سيّدنا حکیم ؛ کمالم يذكر أجد من المصتمین 
ذلك ء وآلل تعالئ أعلم . 

,۳( « سير أعلام القُّلاء » (۳/ ۵۱ )» ره المعجم الکیسر » (8/ )2 
و« الاستیعاب ۱(۷ / ۳۱۹ ) » وغیرها کثیر . 


of 


5 


برق 
جر ادق انی 


WW 


سھیل بن عمرو 
رضي أللّه عنه 
۳ 





# کان خطیسب قریش ولسانها اسَاطق فى المحاورات . 
# أحدٌ الأشراف العقلاء المّادات ؛ وقصّتّه مشهورة يوم الحديبية . 
£ مواقفه تشهد بفضله 3 ولشي الله شهيداً ببلاد الشام . 


oo 


رق 
یں کے جي 
ھی دی (لرویسی 


۸/۱۷۸۷۱۷۸۷ ۲۱0۵5۱۸ 3۲3۹۲۰۱٦ 


- 
اه 


رح 
نمی خي 
سکس دی کرو ںی 


۸۷۱۸۷۱۷۷۸۷ ۲۱ 05۱۸ 2۳51.7 


شهیل بن عضرو 
رضی الله عنه 
الخطیب ذو السّيادة : 
٭ عله عَيْلمْ من أفذاذ قومه في الفصاحة والبلاغة والبیان ؛ جمع في 
آغصانِ الألفاظ ثمار المعاني ؛ تلذ لکلامه الأسماع » وتطرب من جزالته على 
السّماع ؛ عده کثیرژ من العلماء والمصنّفین من آکابر خطباء قریش البلغاء ؛ 
وذوي العقل والمَهُم والمکانة والسّيادة والسّخاء 
# وعندما ذکر آبو عثمان الجاحظ الخطباء والبلغاء والائیتاء ؛ ساق 
ترجمته معهم » فقال : ١‏ ومن الخطباء : سهیل بن عمرو الأعلم ۰ وکان یکنیٰ 
آبا يزيد ء وکان عظيم القَذر » شریف الس » صحيح الاسلام '' 
# وسهیل هلذا كان آحد أربعةٍ من الڑجال ذوي الاأفهام ء وذوي 
الأحلام + مگن رغبِ لهم الصّادق المصدوق بلا في الاسلام + فقال : « إِنَّ 
بمكّة أربعة من قريش أرغبُ بهم عن الشَّرك » وأرغبٌ لهم في الإسلام » . 
قيل : ومن هم يا رسول اللہ ؟ 
قال : «عتّاب بن أسيد » وجبيرٌ بن مطعم » وحکیم بن حزام » 
وسهيل بن عمرو » » فرزقُوا كلهم الاسلام ۲۳ ۰ وكانوا من رجال عصر التَبِوّة 
الأعلام ؛ ومن خيار الصحابة الكرام 


. ) ۳١۷ /۱( «البيان والتَّيينَ »للجاحظ‎ )١( 
.)090١9: ثمارٌالقلوب ) لالب ( ص‎ ١ )۲( 


oV 


٭ إذن » سيكون اللقاءٌ السّهل السّعيد ؛ مع رجل من العمالقة الأسياد 
الصَّيْد + الذين توا في الجاهليّة والاسلام ؛ وغُرفوا بالمكانة والزانة 
والحصافة والاحترام » ومن الذين كان حبيبنا وسيّدنا رسول اللہ اة یتفاءل بهم 
وبأسمائهم على الدَّوام . 

٭ له سيّدنا سهیل بن عمرو بن عبد شمس العامری رش ٩۷‏ ۰ یکنی 
آبا يزيد » كان خطیب قريش ؛ وفصيحهم » ومن آشرافهم . ولمّا آقبل في 
شأن صُلّْح الحديبية » قال الحبيبُ المصطفی ی للذين معه : « سَّهُلَ أمركم ) 
وفي رواية : « قد سُّهُلَ لكم منْ أمركم » 7" . 

٭ وسهيلٌ طابَقَ اسمه مسمّاه » وكاد أنْ ينطق بلفظه معناه » صاع بفضله 
خلی المکارم » وله خلائق تشبه أخلاق حاتم ؛ وفصاحة جميلة الصياغة › 
مستمدة من جواهر البلاغة : 
سمح البديهة ليس يملك لفظه فک ألسا ألف اه سن ماله 


٭ وصفه الإمام الھب يناه بأوجز لفظ وأتمّه فقال : « كان سهيل 


1 


سمحا جواداً مفرّهاً» ‏ ۰ وقال : «سهیل أحدٌ خطباء قريش 


۲۸6 : ء وا المعارف ۷ (ص‎ ) ٠۹١-۱۹۲ /۱( آعلام التُّبلاء»‎ ريس١‎ )١( 
) وا نتسب قرش‎  ) 19-1۰4 /۷( ) و« طبقات ان سعد‎ 
» و« المعجم الکبیر ۷( / ۲۹۹ ) ء و« تهذیب التّهذيب‎  ) ۱۹-۱۷ : (ص‎ 
ول الاستیعاب  (۲/ ۱۱۱-۱۰۷ ) ء وا مختصر تاریخ‎ ۰ ) ۲۰۵-۲۹6 / ٤ ( 
دمشق ۷ ( ۲۳۱۲۳۰۰۱۰ ) ۰ و« المغازي » ( الفهارس : ۳ / ۱۱۸۲ ) وغیرها‎ 
. كثير‎ 

(۲) آخرجه البخاريْ من حديث طویل في الشروط برقم : ( ۲۷۳۱ ۰ و۲۷۳۲ ) . وقال 
الاصبهاني عن سُهیل : ١‏ وهو الذي تفاءل الم و باسمه لكا آقبل یوم الحديبية 
فقال : سُھّل لکم أمركم » » . « معرفة الصَحابة ٢(٢‏ / 40۳ ) . 

(۳) «سیرآعلام الثّلاء ۱(٩‏ / ۱۹6) . 


۳۸ 


وآشرافهم .. . . وكان سمحاً جوادا فصيحاً ۰۰۰ »۲۲ . 

* أا ابن الأثير كله فقد خلم عليه أثواب البلاغة فقال : « سهیل بن 
عمرو القرشی العامري .... وأمّه خبّی بنت قيس الخزاعية .... یکنی 
آبایزید ء احد آنراف قريش وعقلاتهم ؛ وخطبائھے ؛ 
وساداتهم ۲۳۷۰۰۰۰ . 

٭ ولمًا ساق ابن عساکر يه ترجمته لسهیل قال : « أحد خطباء 
قريش » له صحبة ... كان آغْلم الشّفة »> وکان من آشراف قريش ۰ يُقال 
له : ذو الأنياب . وسيل سعيدٌ بن المسیّب عن خطباء قریش في الجاهليّة 
فقال : الأسودٌ بن المطلب بن أسد » وسهیل بن عمرو . وسئل عن خطبائهم 
في الاسلام ۰ فقال : معاوية وابنه » وسعيدٌ وابنه » وعبد ال بن 
الؤبير ۷۰۰.۰۰( . 

# وفی کتابه : «نسب قریش » قال المصعب الؤبیسریٔ 
ما مفاده : « سھیل هلذا هو الأعلم الخطیبُ » وکان من آشراف قريش . . . 
وفی سهیل يقول حسَانْ بن ثابت الانصاری : 
ألا ليت شعري هل تُصيبنَ نصرتي شهیل بن عمرو بدوها وعقابها 

وإيّاه عنی ابن قيس الرّقیات حين فخر بأشرافي قریش » فذکر فقال : 

۰ 0 و و و 4 و 7 4 
منهم ذو اللّدیٰ شهیل بن عمرو عصمة الحار حين جب الوفاء 
حاط أخواله خزاعة لگا كتَرَنْه مبمكةةالأحياء»”" 


. ) ۱۵۱-۱۵۰ : تاریخ الإسلام » للذهبئَ ( عهد الخلفاء الراشدین » ص‎ « )1١( 

)۲( « آسد الغابة ۲(٢‏ / ۳۲۸ ) ترجمة رقم ( ۲۳۲۵ ) . 

(۳) « مختصر تاريخ دمشق ۱۰(۷/ ۲۳۰-۲۳۰ ) باختصار وتصرّف . 

» «نسب قریش )( ص : ۱۸-۱۷ ) بتصؤف . وانظر : «الاستیعاب‎ )٤( 
. ۱۰۸ / ۲( 


۳۹ 


* أمتعَّ الاسماع ابن قدامة المقدسي كاه في « التَّبيين في آنساب 
القرشيين » ؛ وین مكانة سيّدنا سُهيل وشرفه وسيادته في عالم السّيادة وال » 
فقال : ١‏ سهيلٌ بن عمرو .... کنیثه أبو يزيد » أحدٌ آشراف قريش 
وسادتهم » وكان حلواً جميلاً فصيحاً خطیبا . . . . وهو الذي تول صلح 
الحديبية مع رسول أله يي . کان خطيب قریش ‏ وکان آعلم الشّفة 
۳ 

+ پینما آوجز ابن عبد البژ اث وأجاد حینما سرد السّيرة السُهيلة 
وسائها ا واستوعيها في ( استيعابه ٢‏ فقال : « سهیل بن عمرو القرشي 
العامريّ ؛ يكنئ أبا يزيد ؛ كان أحد الأشراف من قريش » وساداتهم في 
الجاهليّة .... وكان خطيب قريش .... وكان سهیل أعلم مشقو 
الشفة . . . . وهو الذي مدحه أميّة بن أبي الصّلت فقال : 
أبا يزيد رأيت سيبك واسعاً وسجال كمك يستهلٌ ویمطر ؛ ۲ 

مكانة الحطابة والخُطباء : 


٭ هلذه فقرةٌ مهمّةٌ ومفيدةٌ بإذن الله تعالیٰ + إذ : تمرف خلالها على شيء 
من الخطابة وأهميتها في عضر سيّدنا سهيل » وكما نعلم فسيّدنا سهيلٌ بن عمرو 
من المخضرمين الذين نبغوا في مضمار الخطابة » وتصدّروا أفقّ هنذا الفنّ 
لبیل . 

٭ فقد آصابت الخطابة العربية حظها الأوفيئ من الرقی والازدهار » وتألّق 


. ) ۲۲ : «التبيين في آنساب القرشیین 4( ص‎ )١( 

(۲) « الاستیعاب في أسماء الأصحاب ۲(٢‏ / ۱۰۸ ) بتصوّف . ویقول ابنٌ درید که 
عن سيّدنا سُّهيل - رضي ألله عنه ‏ : « کان من رجال قریش في الجاهليّة » ثم أسلم 
فَحشنَ اسلامه . وهو الذي بعثته قریشٌ یُخکم الهدنة بينهم وبين الي گل يوم 
الحديبية » . « الاشتقاق ۷( ص : .)١١١‏ 


۳۹۰ 


۰ و ۰ عم 5 4 ۶ ۰ س۔ ۰ 
نجمها في عصر الو وظهرت كوكبة ممتازة من الخطباء المفوّ‌هین الذین 
ملکوا أعنّة الفصاحة » وأزمّة البیان » ومقالید البلاغة » ودانت لهم ذرا 
المناہر . 

٭ ومن المؤكّد في تأريخ العرب وقصصهم وأحوالهم أنّهم عرفوا الخطابة 
قبل الاسلام بزمن طويل ء وكانت الحياة العامة في ذلك العصر تستدعي وجود 
هنذا الفنٌ الأنيق » وفي السّيرة النَّبويَّة العطرة نماذجٌ كثيرة عن الخطباء 
والخطابة » خصیصیٰ عام الوفود ؛ إذ كل قبيلة تقدّمٌ خطيبها وشاعرها ليلقي 
روعة البيان ء أمام الحضرة التَُّويّة وكبار الصّحابة الأعيان . 

3 وكان 4 للخطباء فى عصر الجاهليّة وصدر الاسلام عادات جروا عليها‎ E 
ویلویون العمائم » وکانوا یگخذون المخاصر » وقد أبان ( الجاحظ ) في‎ 

سے 5 عو 
« البيان والتّبيين » فى ردّه على الشّعوبية ۲" حينما عابوا علیٰ خطباء العرب 
اتخاذهم المخاصر والعصی ۔ 
۰ ۵« عم ع 2 1 de‏ 5 

٭ یذکر الجاحظ آن الخطباء الأبيناءَ قد اتخذوا العصا ؛ لانهم مُقَدِمُون 
على أمْر مهم ء فیقول : « وأيضاً أنَّ حمل العصا والمخصرة دلیل على الب 
للخطة والتهيؤ للاطناب والاطالة » وذلك شىء خاص فى خطباء العرب » 
ومقصورٌ علیهم » ومنسوبٌ إليهم > حى إنّهم لیذهبون في حوائجهم 
والمخاصر بأيديهم إلفاً لها وتوقعاً لبعض ما يُوجب حملها » والاشارة بها » . 

# كان للخطیب منزلة عُلْيا ء ومکانڈ سامقة عند الجاهلیین » وربّما 
سبقت مكانة الخطباء منزلة الشّعراء فى بعض الأحايين والأوقات ؛ لأنَّ الشُعراء 
کثروا » وولغوا في آعراض الاس في بعض الأحيان > لذلك صار الخطيبٌ 
)١(‏ قال الجاحظٌ : « وقد طعنت الشُعوبيَة على أَحْذٍ العرب في خطبها المخصرة والقناة 

والقضیب ء والائکاء والاعتماد على القوس . والخدٌ في الارض ‏ والاشارة 

بالقضيب بکلام مستکره 4 . « البيان والتّبيين ۱(٩‏ / ۳۸۳ ) . 


۳۱ 


عندهم فوق الشّاعر > فاليه یفزعون في الملمّات والمناسات . وقد ساق 
الجاحظ في ١‏ بيانه وتبيينه » هلذه الفکرة فقال : « وکان الشّاعر أَرفع قدراً من 
الخطیب » وهم إليه أحوج لرڈہ ماثرهم علیهم » وتذکیرهم بایّامهم ؛ فلمّا کثر 
الشعراء » وکثر الشعر » صار الخطیب أعظم قَدْراً من الشّاعر » . 

٭ وندركٌ من هلذه الموازنة بين الشَّاعر والخطيب بأنَّ الخطیب يكونُ فی 
غالب الأوقات سيّدَ القوم ورأسهم ورتیسهم » أو عظيماً من عظمائھم ‏ أو 
حکیمهم الحصيف الذي يسترشدون برأيه في الأيّام العصيبة والمواقفِ 
العاصفة » وهو الذي ينطق بلسانهم في المواسم والمحافل . 

* ومن الطبيعي أن يكو الخطیب ذا مكانة عظمئ في عصر كانت الأميّة 
متغلبة على حياة القوم » فمن الضروري أن يكون للقبيلة خطيبٌ حكيم تهتدي 
برأيه في الأزمات » وتستنیژ بمشورته في الملمّات . 

٭ وذكرت المصادر على اختلاف مشاربها أنَّ سهیل بنّ عمرو كان من 
مخضرمي الجاهليّة والاسلام » وكان خطيب قريش » وفصيح فومه » وله 
مواقف محمودة في الجاهليّة والاسلام » ولخطبه أثڑ کبیڑ في قريش ؛ وقد 
وعت المصادرٌ بعض خطبه وكلماته مگا سنعرفه في سيرته العذبة إن شاء ألله . 


سهیل وإسلامٌ أولاده : 


٭ تلقّئ سهیل بن عمرو نبا الدّعوة إلى الاسلام باعراضي شديد » ورأي 
غير رشید » وقلب فد من حدید > ونام ملء جفونه عن الدَّعوة » وأراح فؤاده 
مُطَمِْناً نفسه أن لن یستجیب إلى ما يدعو إليه محمد بن عبد اللہ 
رسول اللہ گلا . 


# ومن اللافت للنّظر فی حياة سيّدنا سهیل وسیرته ؛ أله صحا على 
اسلام آولاده وبناته ؛ ولم يستطغ أن يَسْتَلِبَ أفئدتهم من بین صدورهم » 
ویصرفها عن الحقّ ؛ وعن نب الاسلام » وطارت نفسّهُ شعاعاً لگا خرج هنذا 


۳۹۲ 


الأمژ من يده وفار فورَان اتور » فقد كان أولاذهُ من السّابقين إلى مطلع التّور » 
ومعدن السّرور . 

٭ فهذا ابنه أبو جندل واسمّه العاص » كان من خيار الصّحابة » وكان 
قد أسلم فحيّسّه وقيّده » فلمًا كان يوم صلح الحديبية »> هرب یحجلٌ في 
قيوده » وآبوه حاضر بين يدي سيّدنا رسول الله چا لكتاب الضلح ‏ 
فقال : « هلذا أؤّل مَنْ أقاضيك عليه يا محمّد » . فقال الحبيبُ الأعظم كله 
لسهيل : ١‏ هَبْهُ لي » . فأبئ » فردّه وهو یصیخ ويقول : « يا مسلمون ! أَرَةُ 
إلى الكفر ؟ » ء ثم له هرب . وهاجر ء وجاهد ‏ ثم انتقل إل جهاد الشَّام » 
فتوفي شهيداً في طاعون عمواس بالأردن سنة ( ۱۸ ه )۔ رضي ألله عنه وعن 
أبيه وإخوته وحشرنا في معيتهم - 

# وأمًا الابنُ الآخر لسهيل فهو عبد الله بن سهيل ء فقد أسلم مع ثلة 
السّابقين » وكتم إيمانه » ولمّا كانت معركة بدر » خرح مع أبيه إليها یکتم 
إيمانه » فلگا التقیٰ الجمعان ء تحوّل إلى أهل الإيمان » وقاتل في صفوفهم › 
وعد بدرقِاً » وله غزواتٌ ومواقف ۰ واستّشهد يوم اليمامة » وله ثمان وثلاثون 
سنة - رضي اللہ عنه - . 

* ولسیّدنا سهیل بناتٌ سابقات إلى الدّوحة الإيمائيّة المنيفة مع 
آزواجهنٌ » ومنهنٌ : سهلة بن سهیل العامر ة ۲۳ امرأة أبي حذيفة بن عتبة 
العبشميّ أحد السّابقين الأؤلين لنور اللہ » وآختها أمّ كلثوم بنت سهیل من 
السّابقات الأول بمكة » ومن المهاجرات إلیٰ الحبشة مع زوجها سبرة بن 
أبي رهم رضي ألله عنها وعن آختها وزوجها - . 

٭ كاد سهیل بن عمرو يتميّرٌ من الغيظ » وینفجر من الغضب ؛ لأنَّ 


)١(‏ اقرأ سيرة السَّيّدة المتألّقة فی سماء الصَحابیات سهلة بنث سُهيل فی موسوعتنا 
الجميلة : «نساء من عصر السو » ( ص : ۳٠١-۳۱۹‏ ) ففي سیرتها دروس 


۳۹۳ 


أولادّه - وهم من علیةِ سادة قريش - قد انتظموا في سلك المسلمين » وانضووا 
تحت راية اللوحید » ونبذوا خلفهم لات قريش وغرّاها ومَنّاتها وهبلها 
وأوثاتها » وما ورثثه عن آباتها الاوّلین . ۱ 

٭ نظر سهیل إلى الاسلام نظرة كراهيةٍ » وشَعَرَ بالخطر على حیاته 
الجاهلیّة » ومادت الأرضٌ تحت قدمیه » والتفت فرأیٰ آبناءه وأصهاره قد 
آسلموا » ورأیٰ أنَّ محمّداً ية قد اجتذت هلولاء الشّباب وھاؤلاء الشّابات › 
فهم عنده ومعه مسلمون مؤمنون ۰ قد هجروا آلهة آبائهم وآسلافهم » وسفهوا 
معه آحلامهم ؛ وأصبحوا من جند دعوة محمد یو » وفارقوا الآباء 
والأگهات » وأمسئ محمّد و کل شيء في حياتهم . 

* وتنفُس سهیل الضْعَداء 2 غمّأ ومک وكمداً » فقد عصاء فلذات کبدی 
وتناسوا رحمة الأبوّة من أجل دين لم یعرف سهیل كُنْهّه » وإِنْ عرف أنَّ 
محمّداً بي صادق فيما يدعو إليه . 

من مواقفف الکیدِ والعنّادٍ : 

* كان سیّدنا وحبيينا رسول آله ية یسیر قدماً في نشر دعوته » وتبليغ 
رسالة ربّه » وظلّ كذلك إلى أن توفيت السّيّدة خديجة ‏ رضي آلله عنها 
وعم أبو طالب ۰ فد عليه منافذ تبليغ الژسالة بمكة المكوّمة . 

٭ فمکة بِمَنْ فيها من العْتّاة المعاندين » والفجٌار والمشركين » وما فيها 
من مهانة الشرك وأوثانه » آبث أن تستجیبٍ إلى الاسلام » وأعرضت مدبرة 
ماكرةً »> ووقفت سدّاً عنيداً دون نشر الدّعوة إلى الحقٌّ والسّلام ؛ وعندها سعئ 
رسول الله بل إلى الطّائف مع مولاء زيد بن حارثة » فدعا أهلها 
إلئ الله عر وجل - » فردّوا عليه أقبح رد » وضربوه بالحجارة فخرج منها 

عائداً إل مكّة » ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيرَةٌ » فكع الاخنن خيفة 
قریش وعتاتها آمثال سهیل وأبي جهل ء وابتي خلف 2 وأميّة وغیرهم 
وتعلّل بعذر ممزوج بالجبن والرّعب والخاذل وقال : « أنا حلیفٌ ‏ والحلیفُ 


لا یجیر ٤‏ . 


نو 


٭ ثم ان رسول الله َة بعث إلى سهیل بن عمرو يطلب إليه أن یجِيرَه » 
فاعتذر سهیل بما لم یکن فيه معتذر » وقال : « إن بني عمرو لا تجیر علیٰ بني 
کعب » ٩‏ ۰ ثم آجاره المطعم ب بن عدي ء وفبلث اإجارثُه . وغاب عن سهیل 
حيئها أن یکونٌ صاحب هنذا الشَّرف الكليد ؛ والڈکر الحمید ؛ لام الحقد أعمئ 
قلبّه » وخیّم على صدره » فلم يعد ينظ إلى الأمور ببصیرته . 

3 ظل سهیل بن عمرو من أشدٌ الاس عداوةَ لاح سلام والمسلمین › 
وحارب الدَّعوة بلسانه وسنانه » ولم تفتز هته طوال عشرين عاماً » وهو 
يحسبٌ أنه على الصّواب والسّداد ۰ ون یدافعٌ عن دين الاباء والأجداد . 

٭ لم يتقبّل سهيل دعوة الاسلام » ولم بنظز إلى نورها الذي أشرق على 
أمّ القریٰ » ودعا إلى الهدی » وإلئ نہذ عبادة الأحجار التي لا تنفع › 
ولا تضدٌ ء ولا تملك لنفسها شيئاً . 

٭ وقف سهیل مع الواقفين في وجه سيّدنا رسول الله ل › ولطالما 
استعمل لسانه وبياته في إطفاء نور الحقّ » وحاول اَن یطمس معالم الح 
بفصاحته » ولم يترك موطنآ من مواطن العداء ۰ إلا ضرب فيه بالقدح المعلّی 
كما ستسفه عنه الفقرات الاتية ية باذن ألله عم وجل . 

مع آساری بدر : 

٭ سمع رسول أشي بأبي سفیان بن حرب مقبلاً في عير قريش من 
الشّام » فندب المسلمين إليها وقال لهم : ١‏ هلذه عيرُ قریش فیها أموالّهم , 
فاخرجوا إليها لعل أله ینفلکموها » . 

٭ كانت العيژ قرابة ألف بعير تحمل مالا كثيراً یقڈر بخمسين ألف دينار 

لمعظم بيوتات قريش واعيانها . ونمي الخبرژ إلى قريش بصوت ضمضم بن 


)١(‏ انظر بتوسّع : « البداية والتّهاية ۲ (۳ / ۰۱۵ و«السّيرة التَّبوئة " لمحمّد 
أبو شهبة ١02‏ / ۰۵ ) . 


٢ 


عمرو الغفاري الذي أخذ یصرح ببطن وادي مكة على بعيره » وينادي بأعلى 
ع ود ۳ 
لها محمَّدٌ فی أصحابه » لا آری أن تدرکوها » الغوث الغوث » . 


٦‏ آقام فریشن المُقيم المُقعد » وبلغت قلوبهم حلاقیمهم من الحقد 
والغيظ » وراح الکبراء یحتّون القوم على الخروج لاستتصال شأفة المسلمين 
الذين أرادُوا أن يقطعوا عليهم تجارتهم مع الشام في الرّحلة الصَّيفيّة . 

٭ برز من بين الأعيان القرشيين سهيل بن عمرو في رجال من 
المعاندين ؛ ووقف فيهم خطیباً ممتلئ الفؤاد غیظاً عل محمّد رسول ال گلا 
والذين معه من المؤمنين » وأخذ يحرضهم قائلاً : « یا آل غالب ! يا معشرَ 
قريش ! هلذا محمّد والصّباة من شبابكم » وأهل يثرب قد عرضوا لعيركم » 
نکم + أتاركون مدآ ومن مع باخذوة مآ مَنْ أراد ظهْراً فهنذا 


ظَهْدْ ء ومَنْ آراد مالا فھلذا مال » ومَنْ أراد قوّة فهلذه قو 2 


٭ وذکر ابن عساكر نهآ أميّة بن آبي الصَّلْت قال في سهیل بن 
عمرو بعد أن دعا لتمويل قریش : 


أأبا يزيد ریت سبك واسعاً 


بسطث يداك بفضل عرفك والذی 
فوصلت فومك واتخذت صنيعة 
ونمیٰ ببيتك في المكارم والعلا 


وجحاجح بيص الوجوه أعرَة 


)۱( انظر : « المغازي ۱(١‏ / ۲(« 
والصوّف 


. ومعنی قوله ۱ الصباة » : 


وسجال كفك تستهلٌ ونمطژ 
يعطي يسارع في الصلاء فيظفرٌ 
فيهم تعمد وذو الصنيعة يُشْكَرٌ 
يا بن الكرام فروع مخ تزخرٌ 
ضر كائّهم نجوم تزهر 


سير آعلام التُّبلاء » ١(‏ / ۱۹6 ) مع الجمع 
الصّباة : جمع صابیٌ » وهو مَنْ يترك دينه لدين 


آخر ء وكان المشركون في مگة يسمّون المسلمين الصّباة ؛ لأنّهم خرجوا من دين 


الشّرك إلى دين الاسلام . و« لطيمتكم » 


: التجارة . وقيل : 


العطر خاصة . 


إن التكرم والتدئ من عسامر آخواك ما شلکت لحم عَرْوَرُ » 0( 


2 خرجت قريشٌ إلئ بدر تختال بقوتها » وخرج سهیل بن عمرو معها ء 
وهو يظن أن المسلمين سيكونون مقرّنين في الأصفاد مع ساعة الجولة الأولئ » 
وكان سهيل من المُطعمين في هلذه المعركة » والمطعمون ببدرٍ من قريش 
معظمهم من أكابر المشركين مثل : عتبة بن ربيعة ء وأخوةٌ شيبة ء 
وأبو جهل » وأمية بن خلف » وَنبیة ومنبّه ابنا الحجّاج » وسهیل بن عمرو ‏ 
ونوفل بن خويلد » وغيرهم » ومن العجيب أن معظم هلؤلاء المُطعمين قد لقي 
حتفه في بدر » والذين نجوا منهم أنعم ألله عليهم بالإسلام فيما بعد . 

530 بدأت المعركة عند ماء بدر » ولم ینتصف نهار ذلك الیوم حتی گے 
آنزل الله نصره على المؤمنين » فقتلوا فريقاً من المشركين > وأسروا يق 
بينما لاذ الباقون بالفرار » وكان سهیل بن عمرو ذو الأنياب من بین الأسرئ 
السّبعين الذين وقعوا بأيدي المسلمين من الأنصار الأبطال » وقرنوا فی 
الحبال . 

3 وراح رسول آللہ يكل يتقدّم نحو المدينة عل ناقته القصواء » وقد 
ژبطث يدا سهیل بن عمرو إلى عنقه ۰ وَقُرِنَ إلى ال فة ء فتعجب التّاس 


)١(‏ «مختصر تاريخ دمشق ۰ (۲۳۱/۱۰) . و«عژور » : رمل بالجحفة 
وقیل : موضعٌ علی الطریق بین المدينة ومكّة . 
آقول : « رجعث إلى دیوان أميّة بن أبي الصّلت فلم أجذ سوئ البیت الأول على 
التحوالاتي : 
يابا يزيد رأیۓ سيبك واسعاً وسماء جوول تَستهل شنطر 
والبیت السّادس على التّحو الآتي : 
إن سکم والتّدىئْ في عامر ‏ جذاك ماشلکت لحج ور 
ما الأبيات الأربعة الأخرئ فلا وجود لها ١ . ٤‏ دیوان أميّة )( ص : ۳۹۳ ) . 


۳۹۷ 


وقالوا : «هلذا الذي کان يطعم بمكّة)؟!!نعمء هوذاء 
وللكنّ الله عوٌ وجل - أَمْكَنَ منه » بعد أن سعیٰ لاطفاء نور آله » وبعد أَنْ 
سعیٰ ليهرب من الأسر » فوقع فيه أيضا ؛ إذ اله آفلت بالوّوحاء من مالك بن 
الدُخشم الذي أسره ء فصاح مالك في النّاس ۰ فخرجوا في طلبه » فقال 
لب : « مَنْ وجده فلیقتله » فوجده اي فلم یله . 

پا ونجد تفصیل ذلك عند الواقد فدی كله حيثٌ یقول 
ما حصيلته : « وكان سهيل بن عمرو مع مالك بن الدّخشم الذي 
فقال : خلٌّ سبيلي للغائط قا ب مالك وأ يده . 


فقال سهیل : إِني أحتشم م فاستأَخِز عي ! فاستأخر عنه » ومضیٰ سهيلٌ 
عل وجھه ‏ انتزعٌ يده من القران ومضئ لا يلوي علئ شيء . فلمّا آبطاً سهيل 
على مالك بن الُخشم أقبل فصاح في الئاس أنْ قد أَقْلتَ سهيلٌ ذو الأنياب ء 
فخرجوا في طلبه » وخرج ال یل في طلبه » فقال : ١‏ مَنْ وجده فليقتلة » 
فوجده رسول لوكي قد أخفئ نفسه بين سَمُّرات » فأمر ہو ء فژبطت يداه إلى 
عنقه » ثم قرنّه إلى راحلته » فلم يركب سهیل خطوةً حت قدم المدينة المنوّرة 
ورسول الله ية على راحلته القصواء » ولقی أسامة بن زید - رضى اللہ عنهما - 
فأجلسّه بين يديه » وسهيلٌ مجنوبٌ ۰ ويداه إلى عنقه » فلمًا نظر أسامة إلى 
سهيل قال : يا رسول آله ! أبو يزيد ؟ ! 


قال : « نعم هلذا الذي كان يطعم بمكّة الخبر » ( 


3 وراح مالك , بن الخشم الذي آسره يترنّم ويقول : 


6 


5 


أسرث شهيلاً فلن آبتفي أسيراً به من جميعالأمم 
وخ دف تلم أن التققئ ‏ نها فقاهاإذا طلسم 


)١(‏ «المغازي » (۱/ ۱۱۸۱۱۷ ) بتصرّف يسير . وقوله ۱ مجنوب » : قاده إلى 


جنبه فهو مجنوب وجنیب . 


TA 


ضربث بذي الشفر حتّی انش وأكرهت سيفي على ذي العلم © 


٭ ومن العجیب في السّيرة السُّهيليّة الماتعة أن كثيراً من الاس بمكة قد 
ارتابوا وشككوا في أن يقع سهيل بن عمرو أسيراً بأيدي المسلمين » وأنْ يُقتل 
كبراء قريش في بدر » ولم يتوقّعوا نصر المومنین نظراً لظواهر الأسباب 
والمستبات ؛ فعندما قدم زیڈ بنْ ٠‏ حارثة » وعبد الله بن رواحة بشیرَیْن إلیٰ 
المدینة بنصر المؤمنين › أصبح التَّامنُ مأخوذين وهم بين مصدّق ومکذّب » 
وجعل فريق من آعداء الإسلام یستهزئون بما يسمعون » وفريق مكظومٌ يخاف 
أن يصدّق ما يسمعون ؛ لاد زيد بن حارثة شرع ينادي ويبشّر آهل المدينة عند 
المصلیٰ ویقول : قل عتبة وشيبة ابنا ربيعة »› وابنا الحجاج ء وأميّة بن 
خلف ۰ وأبو جهل » وأبو البختري » وزمعة بن الأسود وأَسرَ سھیل بن 
عمرو ذو الأنیاب في آسری کثیر " . حى إِنَّ آسامة بن زيد لمّا رأیٰ ارجاف 
المنافقین وتکذیب الیھود لهلذه البشائر ثر تال : و فجت حكن خلوت بأبى » 
فقلتٌ : أحقٌ ما تقول يا أبة ؟ فقال : إي والش حق ما أقول يا بنی » . فقویث 
نفس أسامة وراح يبشر المسلمين ویطمئنھم بنصر أله » حتّیٰ جيء بالأسریٰ 
فدخلوا المدينة » وعلیهم شقران مولیٰ رسول الل گلا . 


٭ ولمّا قدم رسول ألله و المدينة المنوّرة » وقدم بالأسری ء كانت 
سودةٌ بنث زمعة أَمٌ المومنین عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوّذ ابتي 


(١)‏ « مختصر تاریخ دم" مشق ۷( ۱۰ / ۰ )ء وقوله « بذي الشفر » : لقب سیفه . ومن 
الجدير بالڈکر أنَّ الملائكة الکراع قد اشترکت في أسر المشرکین وقتالهم یوم بدر » وقد 
شهد بهلذا الأمر العظيم سهيل بن عمرو نفسه حيث قال : « لقد رأیث یوم بدر رجالا 
بيضاً علی خیل بت بين السّماء والأرض مُعْلمین » يقتلون ويأسرون » . « شرح حياة 
الصّحابة ؛( 5 / ۳۳۰ ) ء و١‏ مختصر تاريخ دمشق )( ۱۰ / ۲۳۰ ) . 

أقول : « ومع رژية سهيل قتال الملائكة للمشركين يوم بدر » لم یسلم إلا في 
أيّام الفتح حيث فتح اللہ على بصيرته - رضي ألله عنه - 


۳۹۹ 


1 


عفراء » وذلك قبل أن يُضرب الحجاب . قالت أمنا ام المؤمنين 
سودة ۲۲ -رضي آلله عنها ‏ : «فأتینا ؛ فقيل لنا : هلؤلاء الأسرئ قد آتي 
بهم » فخرجت إلى بيتي ورسول آلله ية فيه ؟ وإذا آبو يزيد مجموعة يداه إلى 
عنقه فى ناحية البيت » فوالل ما ملكت نفسى حين رأيته مجموعة يداه إلى عنقه 
أن قلت : أبا يزيد ! أعطيتم بایدیکم ! ألا منم كراماً ؟ ! فوالله ! ما راعنى 
إلا قول رسول أله ية من البيت : « أيا سودة » آعلی ألله > وعلیٰ رسوله 
تحژضین ؟ )2 . 

قلت : يا نبی اللہ ! والذي بعنّك بالحقٌ نبي ء ما ملكت نفسی حين رأيتُ 
أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أنْ قُلْثُ ما قلثُ » ۲ . 


#وقبل الحبيبُ المصطفی و اعتذار أمّنا سودة ‏ رضي اللہ عنها ‏ ؛ | 
إِنَّ ما قالته عند رؤيتها سهيل بن عمرو كان أثراً من آثار تغلّب الطبيعة البشر؟ 
التي تأثر غالباً بالمواقف العاطفيّة » ولم يهرّ ذلك القول إيمانها » ولم يعكز 
صفاء نفسيتها المشرقة بنقاء الإسلام ووفاء الصدق > بدليل ها قالت في عفوية 
وبساطة : « ما ملكت نفسي أن قلت ما قلت » . 


صا 


ذ 


جا وعن اسر سهيل بن عمرو آبي يزيد ؛ وموقف أمّنا سودة من ذلك » 
وإقالة النبي بيه عثرتها اللسانية هلذه » نبحژ مع آنفاس الادب ء وآنسام 
الشعر » وهلذه النّغريدة الدَافكة الحانية : 

قد جیء بالأسری وک‌ان وا بالحبّال مقّدين 


(۱) اقرأ سيرة آم المومنین سودة في موسوعتنا : «نساء آهل البیت في ضوء القرآن 
والحدیث » ( ص : ۱۲۲-٩۳‏ ) ط ٦٦‏ - فسیرتها تهذب التفوس ۰ وتضفي إليها 
الصَفاء والتّقاء . 

(۲) «المغازي )(۱ / ۱۱۸) ۰ وا مختصر تاریخ دمشق ! ( ۰ ۳ ) و تاريخ 
الطبرّي ٢(٢‏ / ۳۹) . 


۳۷۰ 


جع يده له ذل غشا؛ وقد أهين 
قد كان مقداماً وکان من السرجال البارزين 
فٹسیسٹ أي زوجة الهادي رسول العالمين 
وهتفت في الأسری بقولٍ فيه عنف القائلين 
آعطیشم الأبدي ألا شم كراماً صامدين 
واذا رس ول للم ينمغقي فقاا لیشتیسسسن 

اس ود؟ ملسساذا دال آللعسدو د تحصرضیسن 
وهتفت معذرةً أيا خير السوری والمرسلین 
س۸ا إن نظطرث إلى سيل والأساری المكرهين 


تد غلاتے ي الأيدي ود قدغشاهم أجمعين 


( 
ی مضث بمسا مث اسي في اشادین ۲ 


وصلت أنباءٌ الهزيمة القرشيّة مكة » ومُلتَتْ بيوت المشر كين بالأحزان 


على قتلاهم » كما جاشت الصّدور بالغيظ على المسلمين الذين أسروا 
آکابرزهم » فبکت البواكي ۰ وناحت النّائحات ۰ فانبعث من أوقف البواكي من 
النساء ؛ وزعم أنَّ محمّداً بي سيشمتٌ بهم صباح مساء ۰ أمّا الأسرئ فلا یریٰ 
أن تسر قریش في الفداء ؛ إلا أن زعمّهُ هنذا راح في الهباء ؛ فقد انسل 
من مه » وائّجه لفداء أبيه » كما جاء مکرژ بن حفص 
في فداه سهيل بن عمرو العام ۰ وکان سهيل لگا أسر قال دا عمو و 

الخطاب - رضي الله عنه - لرسول اللہ پا : یا رسول آله ! دعني أنزعٌ ثنيتي 


سهيل بن عمرو ۰ يدلع لسانه ٤‏ فلا يقومٌ عليك خطيباً في موطن أبداً 00 


« تغريدة السّيرة التَبَوّة | ۲۱ / 705 ) . وقوله « فيه عنف القائلين » : تعن 


وتأئیب لهم . و« عراني » : آصابني . 


۳۷۳۱ 


فقال رسول اللہ كلل لعمر - رضي اللہ عنه - : « لا أمثّل به فيمثّل اللہ بي ‏ 


وإِنْ كنت نبياً » . وقیل : ان رسول أله پل قال لعمر : ١‏ له عسیٰ أن یقوم 
مقاماً لا تذمّه » . وصار سهیل بن عمرو حرّاً بعد أن دی الفدیة ۲۳ . 
٭ وعن قضيّة فداء أهل مكّة آسراهم ء وما حدث لسهیل بن عمرو ‏ نقرأ 
هلذه الهمزيّة المنعشة التي تفترُ عن مبسمها فتقول : 
ناخوا علی القّلسی بمکة نسم قسالسوا لا بكاء 
إن البکاء دلیل ضعسفی فلتک ون وا أقوياء 
أقهاعن الاسری فصب را لا توذُوا للفداء 
لكي بعض القوم لے يصبز على مسر العضاء 
فانسل ابن أبي وداعة نحو يشرب فسي خفاء 
نانی لفك أبيه كان من السرجال الأغنياء 
قد آخبسر الهادي صحصابتٌۓے بهلذا فى صَقَاء 
من بعده قد جساء یرو عن سهيل بالوفاء 
لكن سهیل كان تل الأشر للهادي أساء 


)١(‏ قال الواقدي ش4 عن فداء سهيل : « لكا قدم مِكرّز بن حفص انتهئ إلى رضاهم في 
سهيل » ودفع الفداء ء أربعة آلاف ء قالوا : هات مالنا . قال : نعم » اجعلوا رجلا 
مكان رجل ؛ وخلوا سبيله . فكان عبد الل بِنُ جعفر يقول : رجلاً برجل ! وكان 
محمد بن صالح وابن أبي الزّناد يقولان : رجلاً برجل ! فخلوا سبيل سهيل » 
وحبسوا مكرز بن حفص ۰ وبعث سهیل بالمال مكانه من مكة » . ١‏ المغازي » 
.)١5" /1١(‏ 

وفي حادثة الفداء يقول مكررٌ ین حفص : 
فديث بأذوادٍ کرام سبافتسی ينال الصَّمِيمَ رها لا المواليا 
وقلث سهیل خبرنا فاذهبوابه لأیناتتا حشی یسدیسروا الأساتیا 
( مختصر تاريخ دمشق ۷( ۱۰ / ۲۳۱ ) . 


YY 


قد کان يخطبٌ في المحافل کان داعية العداء 
لما أتلوا له داكه غعمےز آراد له الجسسزاء 
عم يقول لنخلےع الأسنان منه لكي يُسَاء 
قال ای فلا أمشل ذاك تمقشسه الاء 
أخشئ من التمثيل بى هلذالأجل الاقتداء 
من نم صسار سيل حرا بالفداء وبالعطاء 
مواق سهيلية في صلح الحديبية : 
چا تعالوا الآن نحضر مع سهيل بن عمرو ء وهو يعقدٌ صلح الحديبية مع 
الهادي البشير محمَدٍ رسول ألله بيا » في وقتِ حرج من حياته التي آزف من 
خلالها أن یوڈعٌ الشرك وأهله ء ويُودِع فطتته في خدمة الاسلام » وتحت 
القُصؤف البو » وللكنّ الأوانَ لم جن بعد » ولعلٌ الحكمة في ذلك أن 
يستفيدَ سهيل وأمثاله من التّربية المحمّديّة المتأنية الهادفة ؛ إذ إِنَّ الخيرَ كل 
الخير في هلؤلاء الرّجال الذين فتحوا الڈُنیا فيما بعد » ومنهم : خالد بن 
الوليد » وعمرو بن العاص » وسهيل بنُ عمروء والحارث بن هشام » 
ویزیڈ بن أبي سفيان ٠‏ وأبوهٌ بو سفيان بن حرب » وغیژھم من أكابر القوم 
وأعلامهم وأعيانهم . . . أرأيتم الحلم النَبويّ الذي جعل هنؤلاء الأعداء آسیاد 
الدّنيا وسادة الفاتحين ؟ ! لد للرفي خلقه شؤوناً وهو الفتّاح العلیم الخبير . 
٭ ونعود إلى صلح الحديبية بأحداثو المثيرة ودروسه الكثيرة » فنحنْ 
نعلم أنَّ قريشاً كانت تأبئ أن تلقي آسماعها إلى محمّد رسول الله بل » فهي 
التي اضطهدته منذ أن تنفس صبحٌ الإسلام » وانبلج فجِرْهُ من غار حراء 
بكلمة : اما 4 العلق : ۲۱ ۰ وكذلك عندما أخبرهم بأنّه رسول الله إليهم 
ليهديهم سواء السّبیل . هنالك نال منه رجالهم وبعض نسائهم » وآذوه أشدَّ 
الأذیٰ » وعذبوا أصحابه وأرغموهم على أن يهاجروا في أرض الله الواسعة . . 
ولم ترضّ قريش عن هلذه الهجرة » فنشب القتال بينها وبين المهاجرين 
والأنصار لا يخبو له أوار ء وكان أمل قريش وهدفها أن تقضي على الوّسول 


۳۷۳ 


الأمين محمّد ييي الذي سقّه أحلام الاباء ¢ وغض من شأن مواریث الأجداد ۰ 


# كانت قریشٌ ترومُ إبادة دعوة الاسلام واستتصال شأفة المسلمين › 
وتودٌ أن تقتل رسول ألله ل › وإذا بها اليوم تفیل أن تجلسَ معه لتهادنه › 
وتعقدً معه معاهدة ذهبث بغطرستهم » وألقثها في غياهب النسيان » وردّتهم 
إل صوابهم بعد حين من الدّهر لم يكن شيئاً مذكوراً ء لا يزيد عن عام بعد 
صلح الحديبية » وكان سهيلٌ بن عمرو هو صلة الوصل » وروح الصّلح بين 
رسول اللہ ي وقريش » فكيف كان ذلك ؟ ! 

٭ لما بلغ قريشاً أمرُ البيعة الّضوانيّة في الحديبية تحت الشّجرة » وأدرك 
زعماؤها تصمیم رسول آله ية علئ القتال » آوفدت خطیب محافلها سهيل بن 
عمرو في تقر من أعيانها > ومن آمراء البيان لديها » ولمّا رأیٰ الحبيبُ 
المصطفی بيا سهیلا مقبلاً سر واستبشر به » وقال لأصحابه الكرام - رضي اللہ 
عنهم ‏ : « لقد آراد القومٌ الصّلح حين بعثوا هلذا الؤجل » . 

٭ ولعلّه كان من يُّمْنْ قريش ؛ أن يکود سهیل بن عمرو وباقي مرافقيه 
حاضرين في الحديبية ساعة مبايعة الصّحابة لرسول أله ية على الموت › 
وكيف كانت تعبق منهم أنفاس الو » وتبدو على محيّاهم آثار الفتوّة . 

* فقد رأئ سهيلٌ ومرافقوةٌ إجراءات البیعة الرضوانيّة » فرأوا مظهراً من 
أعظم مظاهر التّفاني في خدمة العقيدة » والاستعداد للتّضحية والفداء في 
سبيل اللہ -عرٌ وجل - ۰ فَمُلِئَتْ قلوبهم رعباً » وقو في أعماق نفوسهم أنه 
لا يمكن لقريش أن تنتصرَ على هنؤلاء المبايعين ؛ الذين يتسابقون إلى الموت 


.ب الله 


مستيسرين ٠‏ 
٭ في هلذا الموقف المتأنّق من الصّحابة الكرام » وبيعتهم الخالدة لنبئّ 
السّلام ء وقف سهيل موقف العَقْل والوّزانة » فقد كان سهيلٌ ‏ رضي اللہ عنه - 

نجماً لامعاً بين سادات قومه » وغرف بينهم في رجاحة العقل ء وسَّعَةٍ الحلم ء 
وأصالةٍ الرّأي » وبُعْدٍ الّظر » وكمال الهدوء . ولهلذه الاخلاق والصّفات › 


۳۷ 


كانت قريش تدّخره للقضایا وحل الأزمات » وتفزعٌ إليه عند نزول الملمّات ؛ 
وحدوث المعضلات . 

٭ روت مصادرٌ السّيرة الصّحيحة ؛ التي استقيت من كتب الحديث 
الصّحيحة ؛ أنة لما اخلولقت مشكلة الحديبية تقد » وكادت تج ر الحرب 

من أجل حبس سيّدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بمكّة » هنالك اشر بت 
الأعناق القرشكة يه إلى الفطنة السّهيليّة » ونطقت الألسنٌ : « أن کر يا سهيل بر 
عمرو رئيس وفد السّلام ؛ لمفاوضاتِ رسول الله ی ومَنْ معه من رجال 
الاسلام الذین صدقوا ما عاهدوا الله عليه » . 

٭ رسمت قريشنٌ خطوطاً واضحةً لمفاوضات السّلام مع المسلمین » 
ومنها أنَّ قریشاً لا تمانع في دخول المسلمین مكّة للاعتمار » وللكنْ في العام 
القادم » وذلك حفظاً لماء وجهها أمام القباتل الآخریٰ ؛ وقالت 
لسهيل : « صالخ محمّداً » ولا يکن في صلحه ‏ إلا أن يرجعَ عا عامه 
هلذا» . ثم اد قريشاً تركث باقي الأمور لسهيل یتصرّف بحريّة ممزوجة 
بالحزم » فهو من أهل الرّزانة والفطنة والحصافة والفهم ٠‏ وهو خطيب 
مصقع » ولفظه بالفصاحة مرصّم » وبالبلاغة مُلمّع » ومقداره مُرَقُم ‏ ومجده 
نے ۱ 

* والحقيقة ؛ فقد كان سيّدنا سهیل -رضی الله عنه - رجلا يحت 
الصّراحة قولاً وفعلا » ويكرهٌ أن یمیل إلى الژیاء » وكان سهيل شهماً عفٌ 
اللسان » لبقا ء فصيحاً » مفوّهاً ء ثابتَ الجَتّان ؛ یعرف من أين کل الكتف 
إذا ما تحدّث أو وقف خطيباً + إذ ان يُحَطّدْ المحافل طيباً . 

* ولا توجّه سهيل إلى الحديبية » إلى حيث عَقّْدٍ الضّلح ؛ | 
الحبیثث المصطفیٰ ی » وبشر رجالة بالفرج القريب حينما بش بسهيل وهو 
قادمٌ » فقال : « قد سهّل آله لکم من آمرکم ۷ ء وقال : « قد آراد القوم الضّلح 


حين بعثوا هلذا الوَجُل )۶'9 . وفي رواية أخرئ عند الطَبريٌ في ١‏ تاريخه » أنَّ 


. تاریخ الطبريّ ۲(۷/ ۱۲۲ ) طبعة دار الكتب العلميّة القانية ۱۹۸۸ م‎ ١ )١( 


Vo 


رسول ال بيا قال لاصحابه الذين معه : سهّل الله آمرکم ‏ القومُ مائون 

بأرحامكم » وسائلوکم الصّلح ۰ فابعثوا الهدي ۰ وآظهروا التّلبية › 
لعل ألله يلين قلوبهم 4 ء ففعلوا ذلك ۰ فارتفعت آصواتهم بالگلبیة من نواحي 
العسکر تشق عنان السّماء 

٭ بدأتِ المفاوضاث » وأخذ سهیل يتحدّث بصوت عال » وإذ ذاك لَمَتَ 
حارسا الیل نظر شهیل إلى أن یخفضن صوته عند رسول ألله گل » وأنْ 
يلتزم آداب آصحابه في مخاطبته ٭ فهو رسولٌ ربٌ العالمین » ولا ينبغي أن 
يرتفعَ صوت أحدٍ عنده وان كان من المفوهين . 

* وتنقل لنا هلذه الصّورة الكريمة سيّدةٌ مجاهدةٌ من نساء عصر الدبو 
الفاضلات ۰ وترسم لنا كيف كان مجلس الصّلح » وكيف ارتفعتِ الأصواتٌ 
وانخفضت » وكيف أمر الصّحابة هيا أن يفضي صوته في المجلس ۰ هلذه 
السَيّدة الكريمة هي نسيبة بنث كعب الماز ني "2 أ عمارة التي حضرت البيعة 
الوضوائيّة » وكانت ممن حفتهم العناية الوَبانيّة » تقول آم عمارة - رضي اللہ 
عنها - : 9 اي لأنظر إلى رسول اللہ پل جالساً یومئذ متربّعا وان عبّادٌ بن 
بشر » وسلمة بنَّ اسلم بن خریش مقنّعان بالحدید » قائمان علیٰ رس 
لت بي ؛ إذ رفع سهیل بن عمرو صوته قالا : احفضل من صوتك عند 
رسول الله ! وسهيلٌ بارڈ على رکبتیه » رافعٌ صوئّه كاي أنظزژ إلى عَلَم في 
شفیه ‏ وإلئ آنبابه » وان المسلمین لَحَوْلَ رسول الله و جلوس ۷ ° . 

٭ بدأت مراسيمٌ صياغة الصّلح بعد آخذٍ ورڈ وبعد مراجعات 
ومفاوضاتِ لتقریب وجهات التّظر بين المسلمین وقريش بزعامة موفدها 
سهیل بن عمرو العامري 


» اقرأ سيرة الصحانية الجليلة المجاهدة فى موسوعتنا : نساء من عصر الوَة‎ )١( 
(ص : ۲۲۷-۲۲۰ )» ط : ۲۰۰۳ م؟ ففي سیرتها مواقف تهم کل امرأة‎ 
. تؤمن بألله » وتبتغي مرضاته‎ 

(؟) انظر : « المغازي ۲(٢‏ / ۲۰۱-۱۰۵ ) . 


۳۷۳۹ 


٭ آمر الحبیث المصطفیٰ بيا سيّدنا علی بن أبی طالب رضي ألله عنه - 
أنْ يبداً كتابة المعاهدة بلفظ : ١‏ بسم ار الرحملن الوحیم 4 » وهلهنا وقف 
رئیسُ الوفد القرشي ؛ النّاطق باسمهم سُهیل بن عمرو » ثم اعترض قائلاً على 
بداية الكتابة : « لا آعرف الرّحمئن ! اكت باسمك اللهك ) . ضع بعض كبراء 
الصّحابة من المهاجرين والأنصار محتجين على الاعتراض السّهيليٌ ‏ 
وقالوا : « هو الرّحملن » ولا نكتبٌ إلا الوّحملن » . 

٭ وللکرٌ المهارة العظيمة فی معرفة أسرار التّمٌوس » وعوامل الغضب 
والژضیٰ والنّورة والهدوء قد برزث لتَخيّفَ من حدة الموقف ؛ فقد ظهرت 
الحكمة المحمّديّة المتألّقة فی مثل هذه الأزمات » فأوعرٌ ب إلى الكاتب أن 
اکتب : «باسمك الله ) > وشرع في الكتابة » وأمرّ الكاتب أن 
يكتب : « هلذا ما اصطلح عليه رسول اللہ » » موه أخرئ یعترض سهیل بن 
عمرو على كلمة « رسول الله » وأصجّ أنْ تَبَدَّلَ بغيرها وقال للصادق 
المصدوق گل في صراحةٍ ممزوجة بالجرأة والفطنة : « لو آعلم أك رسول الله 
ما خالفتك » واتَِعنّك » أفترغبٌ عن اسمك » واسم أبيك محمّد بن عبد ألله » 
اكتب اسمك » واسم أبيك » . 

٭ ويحسنٌ بنا الآن أنْ نستظلٌ تحت ظلال الأدب سويعة ؛ وأنْ ند 
منهله ؟ كي نستمتع بھلذہ الأنسام الحانية التي تداعبٌ همسات الأصيل ء 
وتروي لنا قصّة كتابة صلح الحديبية مع سهيل : 

نادئ الرّسول علسیٰ علي كاتب المُتَضَالحين 
هو كاتبٌ للعهد بين المصطفی والمشركين 
آملی رسول الله قال لكاتب العهّد المتين 
اكتسبْ باسح اللہ والرّحملن خير الرّاحمين 
للكن شهیل قال لا لسالهل ذي عارفين 
لا تکتبنٌ سوئ التي كتّالهامتورئين 
هي باسمك اللهمّ ف نها ككل الكاتبين 


۳۷۷ 


رضي السرسول بهلذه كي يرضي المَعتیسن 
أملئ رسول الله تقدمةالبنوه الخال دين 
هلذا الئّصالمحٌ مع رسول الله والمتفاوضین 
لک سه قال لا لا تحب القول المهين 
لاتذكرنً رسال لشابهلذائوققنين 
لو قد شَهِدنابالرسالة ما اختصمنا أجمعين 
لا تكسي لغير إسمسك وللکن متعادلين 
رضي السرسول بما أراد قشم خير المُرسلين 
٭ أثار تصرّفٌ سهیل واعتراضه غضبّ بعض المسلمين + وارتفعث 
آصواتهم معلنين عن احتجاجهم وإصرارهم على بقاء كلمة « رسول آله » » 
وأشاروا إلى الكاتب بألا یمحوها. بيد أنَّ حبيبَنا وسيّدنا ومعلّمنا 
رسول آله ول - بمهارته الممزوجة بالحکمة والتّسامح > وَبُعْد الظر - حسم 
الخلاف ۰ وغرس الائتلاف ‏ فأشار إلى آصحابه أن پلتزموا السّكينة والوقار ‏ 
وأنْ يَدَعوا الخلاف والمماراة والجدال » فاستجاب الصّحابة آجمعون › 
وسمعوا وأطاعوا » فأشار َة إلى الکاتب أن يكتبّ « باسمك اللهم » ۰ فکتب 
ما أمرّه به وه . وبهلذا تلاشیٰ التَزاعٌ والششخاصمٌ بين الفریقیین »ثم 
كيت المعاهدة . بعد أن تغلیت حكمة ”۶ رسول الله لله پا على 


(١)‏ كان سينا محمة لو الما بفوس , أصحابه » عارفاً بنفوس مَنْ حوله ء واقفاً علیٰ 
تق أخلاقهم » محیطاً بغوامض آمزجتهم ؛ يعلمٌ ما يخضبٌ له فلا من الصّحابة ء 

مار بل هرت ماسقا وما دا به فلان »فا و 
منهم المعاملة المناسبة له ء اللائقة به » حى آشربت القلوب محيّته » وانطوث على 
طاعته » فلم ینفضلّ أحدّ من حوله » وهلذا منتهی الحذق في سياسة الاس . ولیس 
بعلم ما لهلذه الأمور النَمْسيّة من الاثر في سياسة الخلق إلا الذين کتب لهم أن یمارسوا 

هلذه السّياسة ویعالجوها ‏ فما آکثر الذين ینفضون من حول زعیم من الژعماء ؛ لأنّه 

فظٌ غلیظ القلب » وما آکثر الذین ينضمّون إلى رئيس من الرؤساء ؛ لائّه رقيقٌ القلب »= 


TYA 


٭ نم إل المعاهدة تکّت کتابتها علی نسختین ؛ احداهما آخذها 
المسلمون » والاخری آخذها زعیم الوفد القرشی سهیل بن عمرو ۰ وها نحن 
آولاء نقرأ الصَيغة الکاملة لهنده المعاهدة وهلذا الصّلح الخالد الذي كان فتحاً 
عظيماً للمسلمین ؛ تقول صيغة المعاهدة : « باسمك اللهمّ ! هلذا ما اصطلح 
عليه محمَّد بِنُ عبد اللہ » وسهيل بن عمرو ؛ اصطلحا علیٰ وضع الحرب عشر 
سنین » یأمنْ فیها النّاس » ويكفتٌ بعضهم عن بعض ۰ على أنه لا إسلال 
ولا اغلال » وأنَّ بيننا عيبة مكفوفة ء وألّه مَنْ أحبٌ أن یدخل في عهد محمَدٍ 
وعقده فَعَلَ » وأنّه من أحبٌ أن یدخل في عهد قریش وعقدها فعل ء واه مَنْ 
أن محمّداً منهم بغير إذن وله رذه إليه » وآأَئَه مَنْ آنیٰ قريشاً من أصحاب محمد 
لم تردّه » وأنَّ محمّداً يرجمٌ عنّا عامه هلذا بأصحابه » ویدخل علينا قابل في 
أصحابه » فيقيمٌ ثلاثاً ء لا يدخل علينا بسلاح إلا سلاح المسافر » السّيوف في 


الس )22 . 


= لطیفُ الحسْ » ينز الاس منازلهم » ویخاطبٔھم على قَدْر مراتبهم » وهلذه حكمة 
يختصنٌ اللہ بها مَنْ یشاء ‏ ویحرمها مَنْ يشاء » ولهلذا الا ختصاص ہ ولهلذا الحرمان 
بلغ الأثر في التوفيق في سياسة الاس » أو في الاخفاق فیها . « العناصر اس في 
سياسة العرب )( ص : ۱۱-۱۰ )بتصرف يسير . 
)١(‏ «السّيرةالنَويّة»(١17/5١")»‏ و«المخازي ) (۲ / ٦١١‏ )» و« تفسير 
القرطبي ١0»‏ / ۶ »و« شرح حياة الصَحابة ٠(٠‏ / ۱ ۔ ۲۸۳) » وغيرها 
من كتب الحديث والسّيرة والطبقات . وقوله «الإسلال » : السّرقة الخفية . 
و« الإغلال » : الخيانة . و« العيبة » : صدورٌ منطوية عل مافيها » لا نبدي 
عداوة » وتكفّ عا ء ونکت عنك . و« قابل » : العام القادم . 
وفي هلذه المعاهدة دروسسٌ وأحكامٌ عظيمة جداً » وفي مقدمتها : حرص سيّدنا 
رسول اللہ ُعلیٰ مصالحة قريش » واستبقائها للإسلام ؛ إذ إن قريشاً من أشدٌّ العرب 
ذكاءً » وفصاحة » وخبرةً » ومكانة بين القبائل » فإذا انتظموا في الإسلام كان ذلك = 


۳۷۹ 


* ودعونا الان نترنّمُ بتغريدة جميلةٍ تستوعبُ شروط صلح الحدیبیة بین 
همسّات حروفها » ودفقات كلماتها : 
هلني روط الشُلح بين محمّد والمشركين 
لاحرب بینهمایک و فيل عشر من سنين 
وإذا امتسلیٰ قومٌ وجاؤوا للمدينة مسلمين 
فمحئّد رضم ی يعوووا مُرغمين 
والمسلمون إذا أرادوا أن يعودوا كاقفرين 
شم بالخيار فلسن یکونوا مرغمين وخائفين 
أا حالف فهو حدق حالف آجمعین 
کل القبائل بعد هلذا أصہحسوا في الآمنیسن 
ومحمّا في عامه هلذا وک المحرمين 
لن يدخلوا أبواب مكّة بل يعٌودوا راجعين 
في شل ھللا فليكودوا بعد ام زائرين 
لايحمشون لغيرأنواع الشيوف مسلّحين 


نورا علئ نور » وقرّة إلى قوة » فقد قال یا عن قريش : « النّاس تبعٌ لقريش في الخير 
والشَّد » ( أخرجه مسلم برقم : 1814 ) . فكان استبقاء الم لقریش خيراً 
عظیماً ؛ إذ دخلوا في دين آله أفواجاً » وقد أثبتت الأيّام والنّجارب أَنَھم كانوا مصدر 
قوة تسهم في انتشار الإسلام في أرجاء المعمورة > وألله تعالیٰ يخلق ما يشاء ويختار . 

)١(‏ «تغريدة السّيرة ابوک » (۳/ ۲۹۰ )» وقوله ٢١‏ حقّ للقبائل أجمعين » : كان 
التّحالف محظوراً قبل صلح الحديبية على العرب . وه في مثل هلذا » : أي : في 
العام القادم . و« لثلاثة متتابعین » : أي : لثلائة أيام متواليات . 


۳۸۰ 


سهيل وابنّه : 

٭ كانت معاهدة الحديبية في هدنتها المعروفة هي الفتخ المبینْ ؛ الذي 
بشر الله به عبادّه المؤمنين » وامتنٌ به على رسوله الأمين » محمَّدٍ المبعوث 
رحمة للعالمين يك . وكان من بين شروط المعاهدة شرط ظّه بعض الصّحابة 
إجحافاً بهم ؛ وقامیا عليهم ٠‏ ود > مَنْ آتیٰ رسول اللہ یار من قريش رده 

» ولو كان علئ دينه » ومَنْ أتئ قريشاً ممن مع رسول اَل یا لم یردوه 
3 

# هلذا الشّرط آدخل على بعض من المسلمين الهم والغمّ » وأذهل 
آلبابهم » وأظهرٌَ بعض أكابر الصّحابة حيرته من قبول هلذا الشرط 
وقالوا : « سبحان ألله > كيف ند على المشركين مَنْ جاءنا مسلماًء 

٭ وجاءت الإجابة لو التي كانت تنظرٌ من وراء ستر الغيب ؛ لتبدّد 
حيرة هلؤلاء الصّحابة وتقول لهم : ١‏ مَنْ ذهب منًا إليهم فأبعده الله » ومَنْ جاء 
منهم إلينا » فسيجعل اللہ له فرجاً ومخرجاً » . 

2 وقد عجّل ألله ۔عرٌ وجلٌ - امتحان المسلمين في تحقيق یق الوفاء بهلذا 
الشّرط القاسى ظاهراً » الختر باطناً وسلوكا » وكان درساً تربویاً مفيداً اقتبسّه 
المسلمون من قول الوّسول الكريم بل الانف الذّكر . 

٭ فقد كان لرئيس الوفد القرشيّ وخطيبهم المصقع سهيل بن عمرو ول 
أسلم في مكمة مع تة الأؤلين ۰ فضيّق عليه سهیل ۰ وألقاه : فى السّجن ٠‏ وطفق 
يذيقة ألوان العذاب 3 لعلّه يرجع عن الصٌواب » ویعبد الاوثان بدل رب 
الأرباب » إلا أن هنذا الاب صَبَرَ صبراً جميلاً » ولم بُفتَنْ في دینه » وبقي 
مُسلماً یرفضن ما ألفیٰ عليه آباءه الاوّلین » وقومه أجمعين . 

کے وبينما كان سهيلٌ في مفاوضته في إبرام اغاق صلح الحديبية ؛ إذ دخل 
ابه آبو جندل بن سهیل یرسفُ في قيوده ‏ وکان قد تمکن من الفرار من سجن 


۸۱۷ 


أبيه - » ثم رم بنفسه بين آظهر المسلمین طالباً منهم أن یحموه من أبيه 
وظلمه » وممّاعراه من السّجن . 

٭ وحانت التفاتة سهيلئة سهيليّة إلى جانب المسلمين › ولم يكذ صاحبٌ 
تفه القرشی ومتكلّمها یری ابنه أبا جندل أمامه ‏ حتّئ فقد صوايه » وانحاً 
عليه كجلمود صخر حطہ السّيلُ من عَلٍ » وشرع يضربُهُ بصورة جنونية » وأخذ 
یجژه من تلابیبه » والتفت إلى الصادق المصدوى 6لا وقال له : « هلذا 
يا محمّد أوّل ما آقاضيك عليه أن ترده إلى ۷ . 

فقال ال بي : « انا لم نقض الکتاب بعد » ۰ فأب سهیل إلا شرطه ‏ 
وقال : ١‏ فوألله إذألم أصالحك على شيء أبداً » . 

3 ووافق الحبيبٌُ المصطفیٰ بي على أن الشرط لازم » واب الوفاء ‏ 
وإ لم يقْض الكتاب ء وللکلّ يه طلب من سهيل أن یتر له ابنه أبا جندل 
استثناء من الشّرط » فأب سهيل أشد الإباء . 

۴ وتألّم أبو جندل من تصرّفات أبيه ء ولمًا علم أنه متروكٌ لأبيه ء واه 
سیرده إلئ المشركين ۰ صرخ منادياً في المسلمين كيما ؛ یثیر فیهم حميّة الإسلام 
وأريحيّة الایمان وقال : « أي معشر المسلمين ! أردٌ إلى المشركين وقد جئتٌ 
مسلماً ؟ ألا ترون ما لقيت ؟ » وكان أبو جندل قد عَذّب عذاباً شدیداً فى الله 
عر وجل . 

3 وهنا ظهرت آية من آیات السّياسة اللَبوة الحكيمة في 7 تصبير آبي جندل 
على المحنة » وتثبيته على دینه » وتبشيره بالفرج القريب ء والمنحة الا 
فقال گلا له : « يا آبا جندل ! اصبز واحتست ء فانا لا نغدر » وان الله جاعل 
لك فرجاً ومخرجاً » إِنّا قد عقدنا بیننا وبين القوم صُلحاً » وأعطيناهم على ذلك 
وأعطونا عَهْد ألله » ولا لا نغدرٌ بهم » . 

# اطمأنَ آبو جندل إلى ما قاله ية > واستبشر بما بشرہ من الفرج ء 
فاستسلم لابیه المشرك الذي عاد به إلى مكّة » إلى أن جعل الله له فرجاً 


AY 


ومخرجاً وأمناً وأماناً » ومکانة وهيبة ۰ 


٭ ففی الکلمات التََوَبَةٍ المبارکة المشرقة یظهر حرص الحبيب 
المصطفی ييي على الوفاء بالعهد مهما كانت نتائجه وعواقبهٌ فیما يبدو للئّاس . 


٭ ١‏ فهو یز يرئ أحدَ المسلمین الذین عذّبوا عذاباً شدیداً ء لِیفتنَ عن 
دينه » يرمي بنفسه بین آظهر المسلمین » وهو في قيوده واغلاله ء وآبو هلذا 
المسلم المضطهد هو الذي يعقد الصّلح مع النِيّ َء فیستجیز يزه رسول ألله منه 
بين ویھڈۂ لعل من المعاهدة » فلم بوذ رسوڈ أنه ل علن أ آوصین 
المسلم المعدّب بالضبر والاحتساب ؛ فیصرخ هلذا المسلم في إخوانه 
المسلمین پستدژ عطفهم ۰ ویثیژ حماستهم یعرضُ حاله علیهم » وهم یرو 
ويرونٌ ما فيه » وما لقيه من المشرکین » وما ینتظژ أنْ يلقاه منهم بعد ره 
إليهم ۰ ویخشی رسول أله ية أن يحرّكَ هنذا الموقف کوامن م الُوس في 
المسلمين › وتأخذهم الحمكة الإيمانئة » فیصنعون ما يعوق عقد المعاهدة 
ويحسم الأمر بقوله : « فا لا نغدر » ويبِشّرُ آبا جندل ليثبّته على الإيمان 
بان اللہ جاعلٌ له فرجاً ومخرجاً » ثم یقول ية كلمة جامعة » تقر في أسماع 
كاف المسلمين وتعيها قلوبهم : « إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صُلحاً 
وأعطيناهم وأعطونا عهد آله » وإنا لا نغدرٌ بهم » » حتّیٰ يكون کل مسلم شهد 
أو غاب على بجو من أمر منهج رسالة الٹور والخلود » وتمسّك الاسلام به » 
فلا تثيره عاطفة ء ولا تميل به حمّة » 27 . 


٭ ولابأس بنا الآن أن نأوي تحت ظلال هذه الشجیرات الأدبية 
الوارفة ؛ التي تداعبٌ الأسماع ؛ وهي تروي بنود الصّلح وقت كتابته مع سهيل 
وابنه أبي جندل المسلم الصّابر : 


تست شروط الصّلح بين محمد والمشركين 


. ) ۲۷١ / ٤(٩ آله‎ ٌلوسردّمحم١‎ )١( 


۳۸۳ 


كتا نصوص الصّل لح بعد جدالهم متفاهمين 
قد جاء ان شهيل بعد كتابة العقد المتين 
هو ملم وأبوةٌ كان يسومُه الصّرب المهين 
نادئ رسول اللہ قال فسإلتي في المسلمين 
قدقيدوني بسالصدید ولم یکسونسوا راحمیسن 
وإذا سھیسل مسب یضسربے وصار له يهين 
ويقول للهادي ف_اإنُسا تسد کش امسولقین 
وف بالشرط المدوّن إن تكن في الصّادقين 
قال الي له فإبئًالن نکسول الساکلیین 
والابن حشاً صار یصرخ یسا رسسول العالمين 
ارذ حى يفتقوني بعد إسلام أمين 
قال الي له فمهلاً ولتك في الصسابسریسن 
فلقد عقدنا الصّلح حقا لن نكو التاقضين 
من جاء منكم مسلماً سنيده للكافرين") 
٭ ومرّت الأيّامُ ؛ وينفلتٌ أبو جندل بن سهيل من آسريه » ويلحق 
بأبي بصير عتبة بن أسيد التّقفيَ الذي هرب من أَسْرٍ قریش أيضاً » واجتمعت 
حولهما ثلة تزیڈ عن ثلاث مئة رجل ء وقد استطاعت هلذه الفَلة أنْ تعترض عير 
قريش في غدواتها وروحاتها إلى الشّام » وهنا تأنَّرت التّجارة القرشيّة » فأرسل 
المشركون إلى الى و يناشدونه بان والرّحم لما أرسل إلى أبي جندل 
وأبي بصير ومن معهما ء ومن آتاه منهم فهو آمن ۰ وبالئّالي تخلوا عن أقسئ 
شروطهم في الحديبية »> ونصر آلله المسلمين نصراً مؤرّراً » وفرج عن 
آبي جندل بوقت غير بعيد » وأضحیٰ السَّيّد المسوّد . والفارس الذي يخشاه 
أبوه وتخشاه قريش . 


.)۲۹۲ / ۳(٢ تغريدةالسّيرةالتَوية‎ « )١( 


۳۸ 


٭ وقد رسم أحمد محرّم بريشتِه السّاحرة جانباً من قصّة 
أبي جَنْدل ‏ رضي الله عنه - فقال : 
با أبا جندلٍ عليك سلامٌ ‏ جنت بالخيل ترچُم الأرض رَجْما 
اغتفز ماجنی أبوك سهيلٌ يوم بطفی عليكٌ ضرباً ولطما 
اما الصّابرون آوفسی نصيباً | ياأباجند وآوفر قلما 
إنَّ في حكمة الرسول لذكرئ ‏ للبيب آصاب عقلاً وفهما 
إل للحق بعد لين وضصف قوَةٌ تحسم الأباطيل حسما ٠‏ 

٭ ودار العام ء وهل هلال شَهْر ذي القعدة من السّئة السّابعة للهجرة ء 
وهو اهر الذي صد المشركون فيه رسول ألله اة عن المسجد الحرام ء 
فأمر گلا أصحابه أن يعتمروا » وألا یتخلف أحد مگن شهد الحديبية . 

چا ودخل رسول هم والذين معه مكّة » وطافوا بالبيت » وهم یلبّون 
تلبية القُوحید » وخرج كبراء القوم المشركين إلى ظاهر الحرم وفیهم سهیل بن 
عمرو حتَّیٰ لا یروا جموع المسلمين یعبدون اللہ وحده لا شريك له » ويسبّحون 
بحمده » وهم یهتفون : « لا له إلا ألله وحده ‏ نَصَرَ عبده » وأعرَّ جنده » 
وھزمَ الأحزاب وحده » . 

٭ دخل الحبيبُ المصطفی بي إلى الکعبة ء ولم یز حتّی أن بلال فوق 
ظهرها بصوتِ شجي استجابت له قلوب المؤمنين » ورددت النَّغم البلالي 
السّاحر : اللہ آکبر » ألله آکبر .... وراح السّاداتٌ القرشيّون یعجبون وهم 
ینظرون إلى مؤذن الت يه وهو على الکعبة المشرفة » وکادوا یصعقرن وهم 
یسمعون نداء التوحيد الخالد » وکاد یغمی على الحارث بن هشام › 
وعكرمة بن أبي جهل » وصفوانْ بن أميّة » وخالد بن أسيد » وکلٌ واحد منهم 
حمد الله عر وجل ‏ الذي آذهب آباه كيلا یری هنذا المشهد ویسمع صوت 


١ )۱(‏ دیوان مجد الاسلام ؛ لأحمد محرم( ص : ۲۹۵ ۲۹۷ )پانتقاء . 


۳۸۹۵ 


هلذا العبد ؛ آما خطيبٌ قريش وسفیرها ورجال معه من طبقته » فحين سمعوا 
الأذان غطوا وجوههم ”۶ . 

٭ قضئ المسلمون مناسك عمرتهم هلذه » وانقضت الأيّام الَّلائة 
وكان الحبيبٌ الاعظم للا مع الأنصار يتحدّث مع سیّدنا السَخی النجیب 
سعد بن عبادة » فجاء إليه سهیل بن عمرو » وحويطبٌ بن عبد العزٌیٰ في نفر 
من قریش » فقال : « قد انقضیٰ أجِلّكَ » فاخرج عنّا ! ننشدك اللہ يا محمد 
والعهد الذي بیننا وبیتك الا حرجت مِنْ أرضنا ؛ فھلذہ الكّلاث قد مضت ) . 

* وغضب سیّدنا سعدُ بن عبادة غضبة خزرجيّة » لما رأئ من غلظة 
كلامهم للحبيب الأعظم وَل ٠‏ فالتفت إلى سهيل بن عمرو وقال له : « کذبت 
لا أمّ لك » ليست بأرضك ولا أرض أبيك ! وأ لا يبرح منها رسول ال َل 
إلا طائعاً راضياً » . فتبسّم الحبیب الاعظم بيا ابتسامة لطيفة جميلة » وأشرق 
وجهْهُ المنيد إشراقة الشّمس في وضح الٹھار ‏ ثمّ قال لسيّدنا سعد بن 
عبادة : « يا سعد ء لا توذ قوماً زارونا في رحالنا » ۲۳ . 

# لقد فعلت الأيام اللَلاثة التي قضاها المسلمون في مكة فعلتّها الرَبيعيّة 
في قلوب المشركين فأزهرت » ثم أثمرت وأينعت ٠‏ وأيقظت نفوسهم من 
سباتها . وحرّكت ضمائرهم من غفلاتها . فأخذوا يرصدون حركات 
المسلمين ۰ ويرقبون صلواتهم بدقّة تامة ۰ ويلقون السّمع إلى القرآن الكريم ء 
فتأئر كثيرون » وكادوا يلتقون المسلمین لینهلوا من ابو الصّافِي الرّقراق 
الذي هفثْ إليه الأفئدة من الأعماق » ولكنّ الخوف الاجتماعى والقالة 
والحسد » هلذه الأشياء كلها لا تزا تسیطر على الشّطر الأكبر من أهل مكّة » 
إا و هلذه العمرة تركت بصماتٍ واضحاتِ في التفوس القرشيّة ء وھیأتھا 
للفتح الأكبر فثح القلوب والضمائر الحيّة » وكان من بين الذين فتح ألله عليهم 


سس 


جح 


. «المغازي ۲ ۸۳۸ ) بشیء من التصرف‎ )١( 
. )بشیء من اللَصرّف والاختصار‎ ۷۰-۷۳۹ / ۲(٢ «المغازي‎ )۲( 


۳۸۹۹ 


بالاسلام وآنار بصيرتهم ء سيّدنا سهيل بن عمرو الذي غدا مثالاً يحتذئ فی 
الایمان . 


حلول الهداية في قلب شهیل : 

* كان يوم الفتح يوم هداية وخیر على القرشیین خصیصی ۰ وعلی الڈنیا 
والبشريّة كلها عامة ؛ إذ فتح اللہ - عر وجل - به قلوباً غلفاً ء وأعیناً عمياً » 
وأنفساً مستكبرة » وعلئ الزغم من أنَّ سيّدنا سهيلاً > وصفوان بنَ أميّة . 
وعكرمة بن أبي جهل : قد دعوا إلى قتال المسلمين » وتليّسوا السّلاح ء 
وأقسموا بألله أغلظً الأيمان بألا يدخل محمد له مكّة عنوۃً ابد إلا أن 
تجمُعَهم قد بدّده سیّدنا خالد , بن الوليد ‏ رضي له عنه ‏ ؛ وف صفوان وفرٌ 
عكرمة » وأبو يزيد سهيل بِنُ عمرو وعددٌ من كبراء القوم » فقد جاء الحقٌّ 
وزهقّ الباطل ء اد الباطل كان زهوقاً . 

* لم يمض وقث كبيرٌ حت تحرّكث ألسنْ هلؤلاء بشهادة أن لا إلله 
إلا أله وأنَّ محمّداً رسول اللہ » ودخل الاس في دين اللہ أفواجاً » ولسان حال 
كل واحد منهم يقول : 
فاليوم سی بای محمد قلبي ومخطئ هلذه محرومٌ 
مضت المّداوةٌ وانقضث آسبابھا وَمَعَت أواصز بینٹسا وخوم 
أعطاك بعد محبّةبرهائته شرفآوب ره ان الالله عظیم 

4 وحلّت الهداية قَلْبَ سيّدنا سهیل بن عمرو » فحینما سمع بلال بن 
رباح یودن فوق الكعبة لم ترفن كغيره ۰ وإِنّما قال بلسان الیقین 
والتَعمّل : ١‏ إن كان هلذا سَّخَط الله فسيغيره . وان كان رضاء الله 
فسیقڑہ ۷ ٩‏ . 


)١(‏ «المغازي ۲(٩‏ / 857 )ء بینما قال آبو سفیان‌یومها : « آگا آنا فلا آفول شيعا » لو 
قلت شيئاً لأخبرته هلذه الحصباء » ۰ فأتیٰ جبریل لد رسول الل پل فأخبره = 


TAY 


٭ ويسردٌ لنا سيّدنا سهيل كيف التقت يميه یمین الحبیب الاعظم 8ة 


مبايعة » فيقول : «لمّا دخل رسول الله ية مكّة وظهر . دخلْتٌ بیتی ‏ 
واغلقث علي بابي » وارسلث إلئ ابني عبد ارين شهیل أن الب لي جواراً 
من محگد » وإنی لام أن أقتل . وجعلث أتذكّر آثري عند محمَّدٍ وأصحاہو 
فليس أحدٌ أسواً أثراً مي » وإنّي ي لقيث رسول آله يي يوم الحديبية بما لم بلق 
اح » وکنث الذي كاتبته » مع حضوري بدراً وأحداً » وکلما تحرّكّث قریش 

كنت فيها. فذهب ابني عبد اللہ بن سهيل إلى رسول آله لا 
فقال : يا رسول اشرتؤمّته ؟ ` 


فقال نل : « نعم » هو امن بأمانٍ أذ ٠‏ فَلْيَظهَرد ۰ . 
ثم قال رسول ال و لمن حوله : «مَنْ لقي سهيل بن عمرو فلا يُسْدَ 


۳ ۲ ۱ : 1 1 2 ۵ اوہ ۹ و رس 
النظر إليه » فلیخرج » فلعمري إن سهيلا له عقل وشرف ٠‏ وما مثل سهیل جهل 
الاسلام » ولقد رأئ ما كان يوضع فيه أنه لم یک له بنافع » ۲۳ . 


سهیل : 


٭ خرج عبد أله بن سُھیل إلى أبيه » فأخبره بمقالة رسول الله بي » فقال 
« کان والل بر صغيراً وكبيراً ؛ فکان سهيلٌ يقبل ويدبرٌ » وخرج إلى 


حنین مع الب يك وهو علی شرکه ‏ حى آسلم بالچوزانق وأعطاه الحبیث 
المصطفی ية مئة بعیر "° . 


ہے 


* وذكر بن عساکر که :٢آ‏ ر سول أله يكل لگا فتح مکة » دخل 


خبرهم . « المغازي ۲( ۲ / ۸4۱ ) . 

« المغازي ۲(۷/ ۸۷۰۸4۲ ) بتصوّف یسیر . وانظر : ١‏ مختصر تاريخ دمشق » 
( ۱۰ 7 ۲۳۶ ) . 

« المغازي ) (۳/ ۹۲ ) ۰ و( تن تفسير القرطبی (۸/ ۱۷۹ و« البداية 
والٹھایة ٤ (“٤‏ / ۳۱۰۰۳۵۷ ) . 


TAA 


فقال : « لا الله الا اللہ وحده » صدق وعده » ونصر عبده » وهزم الأحزابت 
وخدّه » ماذا تقولون ؟ وماذا تظنُون ؟ » . 


فقال سهیل بن عمرو : نقول خيراً ء ونظنٌ خيراً » اح ريم » وابنُ ن آخ 
كريم ء وقد قَدَرْتَ . 

قال : « فاي آقول كما قال أخي يوسّف : چات ریب يکم الوم بنیز 

ال لم وهو مر رم الگجیوک 4 بوسف : ۲٩۲‏ ألا اد کل دم ومالٍ ومأثرة 
كانت في الجاهليّة تحت قدمي إلا سدانة البيت ء وسقایة الحاج ٩۳»‏ . 

# سرث أنسامٌ الإيمان في رُوح سیّدنا سهيل بن عمرو » وتفاعل مع 
دين ار تالا عجیا ٠‏ وأصبع من این من الذين إذا كر اڈ وجاك 
قلوبهم » وإذا تلبت عليهم آياته زادثهُم إيماناً . 

٭ عن هلذه الأحوال الصافیة أورد سعيدٌ بن مسلم بعض أخبار 
سُهيل - رضي الله عنه - فقال : ١‏ لم يكن أحدٌ من كبراء قريش الذين تخر 
إسلامُهم » فأسلموا يوم فتح مکة » أكثر صلاة ولا صوماً ولا صدقة » ولا أقبَلَ 
علئ ما يعينه من أمر الآخرة من سهيل بن عمرو » حل شحب لوہ » وتخير ۽ 
وكان كثير البكاء رقيقاً عند قراءة القرآن » لقد ژ تي یختلف إلیٰ معاذ بن جبل + 
يُقرئه القرآن ‏ وهو يبكي حت خرج معاذ من مگة » وحتّئ قال له ضراژ بن 
الخطاب : يا أبا يزيد تختلفٌ إلى هنذا الخزرجی يقرئكٌ القرآنَ ! ألا يكون 
اختلافك إلى رجل من قومك من قریش ؟ 

فقال سهيلٌ : يا ضراژ ! هلذا الذي صن بنا ما صنعَ حى سبقتا کل 
الب لعمري اختلف إليه ٠‏ وقد وضع الإسلام مر الجاهلية ۰ ورفة اذ 
أقواماً بالإسلام كانوا في الجاهليّة لا يذكرون » فلیتنا کّا مع ولتك فتقدّمنا » 
وائي لأذکڑ ما قسم اله لي في تقدّم إسلام أهل بيتي الرّجال والتّساء ء مولاي 


)۱( « مختصر تاريخ دمشق (١‏ ۱۰ / ۲۳۶-۲۳۲ )»2 وانظر : ١‏ شرح حياة الصّحابة » 
 ) ۳۱۵ /١(‏ و[ الاصابة ۷( ۲ / ٩۲‏ ). 


۳۸۹ 


عمیر بن عوف فاسه به » وأحمد الله عليه » وأرجو أنْ یکون الله نفعنی 
بدعائهم ء ألا أكون مث علیٰ ما مات عليه تُظَرائي » ولوا » قد شهدت 
مواطن كلها أنا فيها معاندٌ للحقٌ : يوم بدر » ويوم أحد » والخندق ؛ وأنا 
وليت مر الكتاب یوم الحديبية . 


یا ضِرارٌ ! اي لأذکڑ مراجعتي رسول أله كل يومئذ . وما كنت أَلزمٌ به 
من الباطل » فأستحي من رسول اللہ ية » وأنا بمكةَ وهو بالمدينة » وللكن 
ما كان فينا من الشّرك أعظم من ذلك » ولقد رأيتني يوم بدر ‏ وأنا فی حيز 
المشركين » وأنظر إلى ابني عبد اللہ » ومولاي عمير بن عوف قد فرًا متي 
فصارا فى حيز محمّد » وما عمی على يومئذ من الحقٌّ » لمّا آنا فيه من 
الجهالة » وما أرادهما الله به من الخير » ثم فل ابني عبد الله بنْ سُهيل يوم 
اليمامة شهيداً » عرّاني به أبو بكر » وقال : قال رسول لله بي : ١‏ إِنَّ الشّهيد 
لیشفم لسبعين من أهل بيته » » فأنا أرجو أنْ يكون أوّل مَنْ يشفع له ۳ . 
٭ وکان سیٌدنا آبو بكر الصّدیق - رضوانٌ الله علیه -یقول : « ما كان فتح 
۶ لیے 5 7 ہہ ے> ال ۔ يو هار 5 3 
اعظم في الإسلام من فتح الحديبية » وللکن الاس يومئذ فصر رايهم عمًا كان 
۳7 ا! 0 و بر ار 
بين محمّد وریّه » والعباذ یعجلون ء والله لا یعجل کعجلة العباد حتّی يبل 
الأمور ما آراد » لقد نظرت إلى سهیل بن عمرو في حجّة الوداع قائماً عند 
المنحر ۰ يقرب إل رسول اللہ ية هدیه » ورسول ألله جر ینحرها بيده » ودعا 
الحلاق فحلق رأسه » ونظر إلى سهیل يلقط من شعره » وآراه يضعه على 
عيتيّه » وأذكرٌ إباءه أن يقرٌ يوم الحديبية بآن یکتب : بسم الله الرحملن 
الرحیم » ویأبیٰ أن یکتت محمد رسول ألله للا فحمدت الله الذي هداه 
للاسلام » وصلوات اللہ وبرکاته على نبی الرّحمة الذي هدانا به » وأنقذنا به من 
الهلكة » "۶ . 


. )۳۲۹ ۲۱۷ مختصر تاريخ دمشق ۷( ۰ ۲۳۵۹۰۲۳۶ ) و« آسد الغابة‎ « )١( 
. ) ۲۳۵ / ۱۰ (۷ مختصر تاریخ دمشق‎ « )۲( 


۳۹۰ 


٭ وممًا يدل على صدق سيّدنا سهيل - رضي الله عنه - ما رواه سفیانُ 
التّوريّ ناه قال : 9 حضرٌ باب عمرّ , بن الخطّاب جماعة من مشيخة الفتح 
وغيرهم ۰ فيهم سهیل بن عمرو » وعیینة بن حصن » والأقرعٌ بن حابس 
رضي ألله عنهم » فخرج الإذن : أين صهيب ؟ أين عمّار ؟ أين سلمان ؟ 
لیدخلوا ء فتمگرت - تغيّرت - وجوه القوم » فقال سهيل : لِم تمعر 
وجوهكم ؟ دعوا ودعینا » فأسرعوا وأبطأنا » فلئن حسدتموهم علیٰ باب 
عمر ء فما أعدّ الله لهم في الجنَّة أكثر من هنذا » 237 . 

* ولذلك كان سیّدنا سهيل يكثر من قوله : « وآ ! لا أدعٌ موقفاً وقفته 
مع المشركين على رسول ألله ية ؛ إلا وقفت على المشركين مثله » ولا أنفقت 


(١)‏ المصدر الگابق (۱۰/ ۱۲۳۹ ؛ وذکر بن الأثير 2 هذه القصَّةَ على الحو 
وفيهم سهیل بن عمرو » وآبو سفيان بن حرب » والحارث بن ہشام » وأولئك 
الشٌیوخ من مُسلمة الفتح » فخرج آذه ء فجعل یأذِن لاهل بدر كصّهيب ۰ وبلال » 
وعقًار وأهل بدر وكان یحُْھم ‏ فقال آبو سفيان : ما رأیث کالیوم قط ء إِنَه 
لین لهؤلاء العبید » ونحنٌ جلوس لا يلتفت إلینا ؟ ! 

فقال سهیل بن عمرو : - قال الحسن البصری : وياله منْ رجل ء ما کان 
أعقله ! - أيّها القوم ! إِتّي والل قد أریٰ ما في وجوهکم » فإن کنتم غضاباً فاغضبوا 
عل أنفسكم » ذعي القوم وذعیتم » فأسرعوا وأبطأتم » آما واشرلما سبقوکم به من 
الفضل أشد علیکم فوتاً من بابکم هلذا الذي تنافسون عليه . 

ثم قال : أَيّها الاس ! اد هولاء سبقوکم بما ترون » فلا سبیل ور إلى 
ما سيقوكم إليه » فانظروا هنذا الجهاد فالزموه » عس أله أن يرزقكم الگھادةٌء ذه 
نفض ثوبه ء فقام ء فلحق بالشَّام » . « أسد الغابة » ۲۱ / ۳۲۸ ) ء و التّبيين » 
(ص : 1۲۳). 

قال الحسن : « صدق سهیل وألله » لا یجعل اللہ عبد آسرع إليه » كعبدٍ أبطأ 
عنه اسم OTL TO a‏ ۳.ء 


۳4۹1 


نفقةً مع المشرکین على رسول اللہ بيا ء الا أنفقثٌ على المشرکین مثله » ( 
* طبّقَ سيّدنا سهیل -رضی ألله عنه - ماقاله عملیّاً » فقد رویٰ 
آبو سعد بن أبي فضالة الأنصاريّ » وکان له صحبة » قال : « اصطحبث آنا 
وسهیل بن عمرو إلى الشّام ليالي آغزانا أبو بكر الصَدّیق » فسمعتٌ سهيلاً 
يقول : سمعثٌ رسول آله ية يقول : « مقام آحدکم في سبیل الله ساعة خير 
من عمله عمره في آهله » . قال سهيل  :‏ وأنا آرابط حتّئ آموت » ولا رج 
إلئ مکة أبداً ء فلم یز بالشّام حتّیٰ مات بها في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة 


في خلافة عمر بن الخطاب - رضي اللہ عنه ‏ » ٩"‏ , 


٭ كانت المواقفٌ الُهيكة ذات َي خاص بعد اسلامه » فقد کان سیّدنا 
عمر بن الخطاب - رضي اللہ عنه - قد قال لسيّدنا رسول آله كل يوم بر وسهيل 
أسير : ( دعني أنزع يته 02 حتی يدلع - پخرج - لسانه فلا يقومٌ عليك خطيباً 
أبداً » . فقال رسول اللہ يك لعمر : « لعلّه يقوم مقاماً تحمده » . فأسلم سهيل 
في الفتح ۰ وقام بعد ذلك بمكة خطیباً حين توفي رسول الله ية » وماج أهل 
مكةء وکادوا يرتدّون» فقام فيهم سهیل بمٹل خطبة آبي بكر 
الصدّيق - رضى ألله عنه - بالمدينة » كألّه يسمعها » فسكن النّاس » وقبلوا 
منه ۔ ۱ 

٭ قال ابن ہشام که : إن أكثر أهل مكّة لگا توفي رسول اللہ يكل 
همو بالرّجوع عن الاسلام » وأرادوا ذلك حتّی خافهم عتاب بن 
أسيد ‏ رضي اللہ عنه ‏ » فتواری » فقام سهیل بن عمرو ‏ رضي الله عنه - 
فحمد الله » وأثنئ عليه » وذكر وفاة رسول ألله ي وقال : إِنْ ذلك لم يزد 
الإسلام إلا قرّة » فَمَنْ رابنا ضربْنّا عنقه ء فتراجع النَّاسُ ء وكفوا عمّا همّوا 


)۱ ( مختصر تاريخ دمشق ۷( ۱۰ / ۲۳۷ ) . 
)۲( « مختصر تاريخ دمشق ۲۳۰/۱۰۷ و« شرح حياة الصحابة » 
١ (‏ / 1۹۹ - ۷۰۰)ء و الاصابة ۷( ۲ / ٩۳‏ ) . 


۳۹۲ 


به ء فظهر عتَابُ بن آسید . فهلذا المقامٌ الذي أراد رسول الله کٹا في قوله 
لعمر بن الخطّاب - يعني : حين آشار بقلع يته حین وقع في الأساریٰ یوم 


بدر ۱ إِنَّه عسیٰ أن یقوم مقاماً لا تذمنّه ا 


٭ نقل شاه عيان خطبة سيّدنا سهيل ‏ رضي ألله عنه - ؛ ومقامه الموفّق 
بمکة عقب وفاة الثّی اة »> وهلذا الشاهد هو آبو عمرو بن عدي , بن الحمراء 
الخزاعي » قال : « نظرث إلى سهیل بن عمرو يوم جاء نعي رسول آله وَل إلى 
مكّة » وقد تقلّدَ السّيف » ثم قام خطیاً بخطبة أبي بكر التي حُطِبَتْ بالمدينة 
کاله كان يسمعها ء فقال : أٹُھا الئّاس ! مَنْ كان يعبدٌ محمّداً فان محجّداً قد 
مات » ومَنْ كان يعبدٌ الله فان الله حیْ لا يموت » وقد نعئ الله نيكم إليكم » 
وهو بين أظهركم » ونعاكم إلى أنفسكم فهو الموت حى لا يبقئ أحد ۰ ألم 
تعلموا أنَّ الله قال :ا« إِنّكَ ميت وم یت 4 1 الزمر :۰ وقال : وما 
محمد كار ول ڪلت ین اسل ین کات آز یل نسم ع آمتییکم » 
[ آل عمران : ٠٤٤‏ ] ۰ وقال : وگل تين کت لوت 4 [ آل عمران : ۱۸۵۰ء 
والأنبياء : ۰۳۵ والعنکبوت : ۰۷ ] ۰ ٹم تلا : کی کم مالك إلا هة 4 
[ التصص ۸۰ء فاقوا آله » واعتصموا بدینکم ‏ وتوگلوا على علی ربكم ء فان 
دينَ الله قائم ٭ وكلمة اللہ تامّة » وا الله ناصرٌ مَنْ تَصَرَهُ » ومعزٌ ديه » وقد 
جمعکم الله على خیرکم » فلا بلغ عمر کلام سهیل بمكة قال : آشهذ أن 
محمّداً رسول ال » وأنَّ ماجاء به حقّ » هنذا هو المقامٌُ الذي عنی 
رسول أله بي حين قال : « لعله يقومٌ مقاماً لا تکرهه » ° . 


۱2( « البداية والٹھایة » ( ۵ / ۲۷۹ ) » و« مختصر تاریخ دمششق » ( ۱۰ / ۲۳۲ ) مع 
الجمع بینهما . 

(۲) ( مختصر تاریخ د مشق » ( ۱۰۹ / ۲۳٣‏ ) ›» وهاكم هلذه التغريدة التي تداع 
المشاعر ؛ وتوقظها » وهي ترسم خطبة سیّدنا سهيل بن عمرو - رضي آله عنه - في 
آهل مكّة عقب وفاة الحبیب المصطفئ ككل : -- 


۳۹۳ 


٭ قال الؤُبیر بن بكار : « كان سهیل بَعْدُ كثيرَ السّلاة والصّوم 
والصّدقة » وخرج بجماعته إلى الشام مجاهداً ء وقيل اه صامً وقام حتّ 
شحب لونه وتغيّر » وكان كثير البکاء عند قراءة القرآن » ٩۲‏ . 


* روئ عن سيّدنا سهيل يزيد بن عميرة الزّبيديّ » وغيره عن الس یو › 
واستشهد سهيل يوم اليرموك 2 وكان أميرا علیٰ كردوس يومذاك 3 وقيل : انه 
توفي بطاعون عمواس 


4 قال ابنُ الأعرابي : « استشهد بالیرموك : عكرمة بن أبي جھل ء 
وسپیه رہ عمرو » والحارث بن ہشام وجماعة من بني مر فأتوا 
بعلم ٢‏ وهم صرعى * فتدافعوه حتّی ماتوا ولم یذوقوه . قال : تى عكرمة 

ما تقر إلا هيل بن عمرو ينظ له فقا ۰ دوه فر هي إل 
ار ہشام بنظژ إليه ء فقال : ابدؤوا بهلذا ء فماتوا كلّهم قبل أن 


ِ عن آهل مکَء لا تسل قد أسلمُوا تک اسلین 
في تم مگ آعل وا الاسلام لاکن كارهين 
من بتد منوت المصطضسیٰ هموا بكفر مُعلين 
لكن سهِيلُ قسام یخطسب كي بسر؟ المخطتين 
بالحمدٍ قد بد ًالح ديت وبالشساء الكاملين 
ین تسوله المسوت ح كوٌلن نكون مخلّدين 
المصطنی قد مات حیسۓ آجاب رت العالمین 
وبموتهلالن یک ون الاين في المُستضعفين 
بل اه میک ون أقوئ فللک ون وا فاهمين 
من رابنا فلس وف نقتلسه كقتل المشسرکیسین 
الاس عادوا للم واب لأقه قول مبين 
هلذامقامٌ قال عنسه المصطنی في الابقیین 

. ) ۱۵۱ : «تاريخ الإسلام » للذّهبِيَ ( عهد الخلفاء الرّاشدين > ص‎ )١( 


۳۹ 


يشربوا ء فمرٌ بهم خالد بن الولید فقال : بنفسي آنتم ۲۲۷ . 
٭ وبَغْذُ ؛ عزيزي القاریء + محب الصّحابة ؛ هلذا هو سيّدنا سهیل بن 
عمرو الرّجل الفذٌ الذي تداركثةُ العنايةٌ الإلنهيّة وصقلته فجعلته من مشاهیر 
الرجال » الذين یسبحون ربّهم بالغدؤ والاصال ء فرضي أله عنه ؛ وحشرنا في 
معیته وقد رضي عنا وغفر لنا . 
ھ جم هم 


. ) ۲۳۷ / ٠١ () مختصر تاريخ دمشق‎ ( (١) 


۳۹۵ 


۔ 
جس کے 


گے 0 
میں شی 2ری 
(سکس دين لازو نی 


Www -.ImOswarat com 


جى 9ے اج 


BRR 
. ٭ ظل يعاند الإسلام عشرين عاما ؛ ثم فتح الله عليه عام الفتح‎ 


۰ 9 ھڑےع _ 
صفوان بن امه 
3 صحابي شريفٌ حصيف ۰ كريمٌ جواد صَعّلّه الاسلام . 





2 أكرمه الى چا وأعطاه 4 وله آثار جليلة ومحامد نبيلة ۱ 


رق 
جی 9ے هي 
سکس ددن زو یی 


۱۸۷۱۷۸۷۱۷۷۷ ۔۲٢٢‎ 0 ۹۸۷ 33۲83۲1. COM 


7 
عم 


رح 
جى سے تاجن 
ہے ین ازو ںی 


WWW-MNOSWAFAt. COM 


صفوان بن أميّة 

مشية الله : 

٭ مَنْ كان يظرٌ أنَّ هلذا الوَجِلّ سيغدو أحد الأصحاب الأخيار الذين 
وعد اله الى أ 

٭ مَنْ کان يض ا أن هنذا ذا الأجل, السيّد د الثّري ؛ الذي كان من سادات 
موی 

4 عشرون عاماً وأكثز ظل یف ولف المعاندين ني ہت 

لکشت - مذ ويل دوه جمالہ من وجال حص اب الکراء ذوي 
الشأن والتّباهة وحسن الختام . 

٭ هل تصدّقون أنَّ هلذا الؤجل هو الذي رسم خطة وبيئة قميئة لاغتيال 
الادق المصدوق ی وهو في المدينة بين أصحابه الکرام ؟ وهل تصلّفون أنه 
كلّف ابن عبّه عمير بن وهب الجمحی ٩‏ بتنفيذها بعد أنْ وعدَهُ أنْ یکفل عياله 
وأهله مدیٰ مرور الایّام والأعوام ؟ 


)١(‏ اقرأسيرة عمير بن وهب رضي ألله عنه ‏ في الباب الرّابع من هنذا الکتاب ۰ فسيرته 
نزهة في روض رياحين . 


۳۹۹ 


* هلذا الرَجُل فیل بو وأخوةٌ عليٌ يوم بَْر بأيدي المسلمين ؛ الذين 
صدقوا ما عاهدوا الله عليه وكانوا مخلصين صادقين » بل ان أباه قتله أحد 
المستضعفين ؛ وكان آبوه يذيقَة ألواناً من العذاب المهين » وصبرَ حى ظفر به 
يوم بدر » فهیّره وابنه علياً مع أنصار اللہ بالسّيوف » وجعلوهما كهشيم 
المُحتظر ء الما أميّة بن خلف ۲ ء وابنه على بن أمية بن خلف » وأمًا الذي 
کر بهما ؛ وجعل الأنصار تردن ٠‏ فهو سيّدنا وہ صاحب 
الغزوب ٠.‏ 

3 كما أنَّ عمّه أبن , بن خلف ‏ كان من أكابر المجرمين الأشرار ء قتله 
الس بي يوم أحد ؛ إذ قذفه بحربةٍ كسرث ضلعاً من أضلاعه » وهلك وهو 
راجح إلى مکة ۰ يحمل أشدّ الغضب الاللهی ؛ لاد رسول ال بي قله في 
سبیل الم وفيه يقول سیّدنا حسّان بن ثابت - رضي ألله عنه من أبيات : 


ألامّن مبلعٌ عشي ایا لقد ألْقِيِتَ في شحق الشير 
فقد لاقشك طعنة ذي حفاظ كريمالبيت ليس بذي فجور 
له نضل علی الأحياءِ طراً إذانابث ملگ ات الاأمسور ٣”‏ 


٭ أغلبٌ الط أنكم عرفتم هنذا الؤجل الذي حْته عناية ألله تعالی ! له 


۷۰-4۵ : ص‎ (١ اقرا سيرة هنذا الفاجر الأثيم في کتابنا : « المبشرون باللّار‎ )١( 
. ولاحظ نهاية هلذا الهمزء اللمزة الذي ثبذ في الحطمة ء ولم ینفعه مال ولا بنون‎ 

(۲) اقرأسيرة هلذا الصاقد الکفور في كتابنا : « المبشرون بالگار » 
( ص : ۲۰-۲۲۲ ) » ولاحظ نهاية هلذا الشقي السّاخر ؛ وکیف أكيّه الله على 
منخریه في الّار . 

(۳) « دیوان حمّان بن ثابت ۱(۷/ ۶۹۰ ) طبعة دار صادر المحقّقة . 


400 


صفوان بن أميّة بن خلف بنِ وب القرشي نَ الجمحي المکي ۳" الذي أسلم عام 
فتح مک ٤‏ وروی أحاديث » وشهد اليرموك وهو أميرٌ عل كردوس ۰ ووفد 
على معاوية - رضي ألله عنه - وآقطعه الزقاق المعروف بزقاق صفوان . 

٭ کان صفوان بن أميّة من کبراء قريش وأعیانِ الأثرياء فیها » وکان سيّد 
بني جمُح . 

٭ قال أبو عبيدة عن ثراته الواسع : « قالوا : إن صفوان بنّ أميّة قَنطر في 
الجاهليّة ء إلى أن صار له قتطاژ من الھب » وكذلك أبوه )۹ . 


صفوانٌ والمخ المؤئّل : 

* على الرّغم من أنَّ أميّة بنَ خلف والد سيّدنا صفوان من كبار مجرمي 
الكفّار الذين جابهوا دعوة الإسلام بقواهم كلها » واه فل مع أبي جَهْل في 
بدر » الا أن هلذا لم یمن من أنْ يكون شريفاً من أكابر م مَنْ انتھیٰ إليهم الشرف 
من قريش . وينبغي أن نتذگرَ أنَّ الحسد والبغي والظلم جعلت أباه أميّةَ في 
الدَركِ الأسفل من الثَّار » ومن فئة المستهزئين الذين خسروا في الدّارین » 
نعوذ بان من الحسد ؛ وممًا يج إليه هلذا الذَاءُ الدَّفِينٌ الخطیژ . 


٭ قال معروف بن خَرْبُوذ یله : « من انتهئ إليه الشّرفٌ من قريش 
i‏ و : أمكد 
فوصله الاسلام » عشرة نفر من عشرة بطون : من هاشم › وآميّة » ونوفل › 


١ )۱(‏ طبقاث ابن سعد 44٩ / ٥(٤‏ ) ء و سیر آعلام الثلاء ۲( ۲/ ۵1۷-۱۲ 
و تهذیب التّهذيب  ) ۲۵ - ٦٤٤ / ٤(٢‏ و أسل الغابة ) (۲ / ۰۵ ۰۷) 
ترجمةرقم: )۲٥٥۸(‏ ء وا المعجم الكبير ۲ (۸/ ٦1‏ ۵۲ ) . 
و« الاستیعات ) (۲/ ۱۷  )۱۸۰‏ ول الاصابة (۱/ ۰۱۸۱-۱۸۰ 
و« المغازي»(انظر الفهرس : 7۳ ۱۱۸۱-۱۱۸۵) ۰ وا المسند » 
(5/ ۲۲۵۹-۲۲۲ ) »وه البداية واللهاية ۸(٥‏ / ۲۳ ) ء و« شرح حياة الصّحابة » 
( انظر الفهارس : 4 / ۷۷۹)ء وغیرها . 

)۲( « سیر أعلام الثبلاء  ) ۵1۷ / ۲ (٩‏ و« مختصر تاريخ دمشق »(۱۱ / ٩۳‏ ) . 


٤١ 


وأسد » وعبد الدّار » وتيم » ومخزوم » وعدي . وسَھُم » وجُمُح . 


فمن هاشم : العبّاس بن عبد المطلب ؛ كان قد سقئ في الجاهليّة 


الحجيج » وبقي له في الإسلام . 


ومن بني أميّة : أبو سفيان بن حرب . 

ومن بني نوفل : الحارث بن عامر . 

ومن بني عبد الدّار : عثمانٌ بِنُ أبي طلحة . 

ومن بني تيم : أبو بكر الصَّدّيق . 

ومن بني أسد : يزيد بن رَمَعَةَ . 

ومن بني مخزوم : خالدٌ بن الوليد بن المغيرة . 

ومن بتي عدي : عمر بن الخطاب . 

ومن بني سَهُم : الحارث بن قيس . 

ومن بني جُمَح : صفوان بن أميّة » 

٭ قال ابن خربوذ كله : ( صارت مكارمٌ قریش في الجاهليّة إلى 


هلؤلاء العشرة » فأدركهم الإسلامٌ » فوصل ذلك لهم ء فكذلك كل مَنْ شرف 


(1) 


« مختصر تاريخ دمشق ۲( ۱۱ / ۹۱ ۔۹۲) ا ناه في « الاشتقاق » 


عن معن صفوان : ۱ واشتقاق ١‏ صفوان »من . والصّفا : الحچارة والصّخْرة 
الصُلبة . تال : لواد وصفا مقصور ۲ الواحدة مال » رای شود ایی 


e 


وفي الّنزیل : مل صَفوان عوراب 6 [ البقرة : ۲۹۶ ] . 

والضّفاء من المصافاة ممدود . وصفاء الشَّيء ؛ أي : نقاژه من الکدر . 
ويُقال : ماءٌ فى مثّن الصَّفا . وقد سمت العرب صَفِيًا » و صفيّة : اسم امرأة . وفلان 
صَفْوةٌ فلانٍ : أي : صديقه . واصطفيتٌ الشَّىء : أي : اخترته » وهو افتعلت من 
الصفاء » . ١‏ الاشتقاق ۷( ص : ۱۲۸ ) . 


۲ 


في الجاهليّة آدر که الاسلام فوصله » ١‏ 
71 0 0 3 ۶ 3 
٭ وعن أبى الژناد اه قال : «اصطفتٌ سبعة يطعمون الطعام » 
۲ ۰ ۳ . 7 م2 f‏ ہے 4 
وینادون إليه کل یوم : عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أميّة بن خلف بن 
وهب بن حذافة ) ٩‏ . 


# وقیل : « كان إلى صفوان الازلام فی الجاهليّة » وکان سیّد بني 
¢ ۳ 


نظریَهٌ إلى الاسلام : 

* نشأ صفوان بن أميّة وترعرع في بیوتات قريش ذات الشرف الرّفیع › 
بيد أن آباه کان من أشد الاس عداوۃً تلاسلام ونبيّ الاسلام محمد ولا » وقد 
تأر صفوانٌ بن أَمعة بأبيه تا واضحاً > فكان من أعداء الإسلام اللدودين » 
وللكنٌ عداوته لم تصل به إلیٰ حدّ السّفاه والانحطاط والشّطط > وان کان فيها 
شيءٌ من الانتقام والگار والغلط . 


٭ ففي غزوة بدر كان آبوه أميّة ممّن تغتّت برژوسهم سيوفٌ رجال 
الاسلام ۰ ومن وقعوا في فح آعمالهم السّيئة » ونالوا الجزاء الأوفئ العادل 
في معركة الفصل ومعركة الحق ۰ وقد آمر الحبيبُ المصطفی بلا أن يُطرَحَ قتلی 
المشرکین في بئر هناك › قط روا فيه الا ما كان من أميّة بن خلف » فا 
انتفخ في درعه فملأها » فذهبوا لیخرجوہ فتزایل » > فأفڑوہ په › وألقوا عليه 
الراب ء فغتیوه 

٭ ولمّا وصل الخب إلى مگة على لسان الحیسمان بن عبد اللہ الخزاعی ء 
كان صفوانُ بن أميّة قاعداً في الججر ۰ فأخذ يعدّد مَنْ یل من أعيان المشركين 


.)۹۲ /١١() مختصر تاريخ د مشق‎ « (١) 
. ) ٤٢۴ سیر أعلام التُبلاء‎ « 0(۲) 
. المصدر المّابق عینه‎ )۳( 


ومساند الوثنية ويقول : « فيل عقبة ء وشیبت وآبو جھل ء وأميّة » وزمعة بن 
الاسود » ونبية » ومنب » وأبو البختري بِنُ ہشام » . فلمًا جعل يعدّدٌ آشرات 
قریش » قال صفوانْ بن أميّة وهو قاع في الجر » وقد ظنّ أنَّ الحیسمان 
يهذي ولا یعقل ما يقول 6 وال إن يعقل هلذا فاسألوه عني !). 

فقال : « ما فعل صفوان ؟ » . 

قال : « ها هو ذاك جالسٌ » قد والشررأيتٌ أباه وأخاه حين فلا » ° . 


د تا صفوانٌ بن أميّة شد الم لمصاب أهل بدر من تربطة بهم رابطة 
الدم > وفي مقدمتهم : أبوة وآخوه » كما تجاذیثه الأحزانٌ لمن وقع في 
الأسرء وكاد الأسیٰ يعصف به لولا أن تماسّك ؛ وبدأ یتظاهر بالصّبر إلى أن 
حانث فرصة ذهبيّةٌ اهتبلهًا صفوان » لما التقیٰ ابن عمّه غُمیر بن وهب ؛ 
فاشتورا فيما بينهما على اغتيال ال يكل > وذهب عميدٌ إلى المدينة لينقّدَ 
المهكة الصّفوائيّة العُميريّة الغادرة ء فتلقّقَثه العنايةٌ الإللهة ؛ ؛ ببركة ال 
ومحاسن الأخلاق المحمّديّة ء فأسلم إسلام الموقنین » وأصبحَ من سك 
المؤمنين » ومن الدّعاة إلى دين رب العالمين > في حين أنَّ صفوان بن أميّة ظل 
بمكّة تلهو به الأماني وتسکر » وتعبث به الأحلام ويخدعه البَصر » إلى أَنْ قدم 
عميرٌ من المدينة ولم يلتقيه » فأظهر الإسلام » ودعا إلى السّلم والسّلام ؛ ولم 
يأل جهداً في دعوة صفوان إلئ دين رب العالمين ء بيد أنَّ صفوانَ أعرضَ عنه 
إعراض الكار هين » ولم يجبّه بكلمةٍ واحدة » وظل علیٰ شركه إلى ما بعد 
الفتح بقليل ؛ حيث فتح على بصيرته لام العليم › > فأسلم و حَسَنَ اسلامه ‏ 
وصار من رجال الاسلام الذين نعموا بالإيمان » ولاذوا برضا الحملن ”° . 


)۱( « تاريخ الإسلام » للذّهبيّ ( المغازي » ص : ٦٦‏ )۰ و« البداية والٹھایة ٤‏ 
(۳/ ۳۰۸)ء وه السّيرة التَبويّة » (۳۱/ ٥٥‏ ) طبعة دار الکتاب العربي » وغیرها 
من مصادر . 

(۲) انظر : ١‏ المغازي » للواقدي (۱/ ۱۲١‏ ۔ ۱۲۷) . و« البداية والتّهاية »= 


€ 


0 وللکن ما الاعمال التي قام بها صفوان بن آمب م إلى يوم الح ۰ هنذا 
ما ستجلوه الصٌفحات الآتية إن شاء الله تعالیٰ . 


۰ و اع 2 ٍ ۾ 
صفوان واحداث غزوة احد : 


بے ظلَّ قلب صفوانَ بن أميّة يغلي کالمرجل حزناً » ولگا أطلث معركة 
أحد على الاس » > صمّم 7 صفوانٌ على أنْ یخرج 2 للقتال 6 وكان أحد قادتھا 
ومدبّري أمرها » ولئلا يحدّثٌ أحدّ من الآعيان نفسّه بالتّخَاذل أو الفرار من 
المعركة بع امین ٠‏ فام وا معهم لاهم ال الممركة » وكانت 
يد : « اخرجوا بالق فأنا آوّل مَنْ فَعَل »> فإنّه قمر ۔ أجدر - أن 
نیکم یرک قت درل ید یگ »ون قرم تبون 


لا نریڈ آن نرجع م إلى دارنا حى ندرك ثأرنا أو نموت دونه » . 


د وجدت الفكرة الصَّفْوائة الممزوجة بالغوران والغلیان صدّی عند 
بعض مَنْ أصيب ذووهم في بدر » كما وجدت مساحة واسعةً عند بعض فُرسان 
قريش وقادتها » من مثل : عِكرمة بن أبي جهل ۰ وعمرو بن العاص ء 
والحارث بن هشام » وغيرهم من الموتورين . 

٭ وفي تلك اللحظات الحرجة الحاسمة عم عكرمة بن أبي جهل 
واقترتت من صفوان وقال له : « آبا وب ! آنا أوّل مَنْ آجاب إلئ ما دعوت 
إليه ۷ . 


7 


3ن وشدً أَزْرَ عكرمة عمرو بن العاص ؛ فقال مثل مقالة عکرمة ء وکذلك 


(۳/ ۳۱۳ - 714 ) » وه شرح حياة الصّحابة » (۱/ ۳۳۸ - ۲۵۳) مع الجمع 
والاختصار والنّصِدّف . وهلكذا نجد أن عميرٌ بن وهب قد خرج ٠‏ بن مگة كافراً جاهداً . 
عل أن یغتال رسول اللہ مقر » فإذا به يعودٌ مؤمناً صادقاً داعياً إلى ألله عر وجل - 
وغدا من رجال عصر التَرّة الذين تلذ لسيرتهم الأسماع . 


0 


فعل آخرون ممّن بتحزقون غیظاً وشوقا إلیٰ ملاقاة المسلمین وقتالهم . 

2 بینما لم تَا تلق دعوة صفوان بن أميّة ترحیباً وارتیاحاً لدیٰ شطر من كُبراء 
تريش وأعيانهم » وكان منهم نوفل بن معاوية الیل الذي مشئ إل صفوان بن 
أميّة وإلیٰ جموع قريش وقال لهم واعظاً ومحذّراً : یا معشر قریش » هلذا 
ليبس برأي ان تُعٴضوا خرَمکم عد و کم » ولا آمن اَن تكون الدّائرة الهم 
فتفتضحوا فی نسائکم ١‏ . فر عليه صفوانُ بحزم را عنيفاً » وسفه رأيه 
وقال : « لا كان غير هلذا أبداً » ولا بد من خروج النّساء معنا » . 


3 وجاء نوفل بن معاوية إلى أبي سفیان بن حرب لعلّه قبل مقالته › 
ویقلعٌ عن خروج النّساء معهم إلیٰ أَحدٍ » فألفى هند بنت عتبة عنده » فصاحَث 
في وجه نوفل صيحة منکرة » وقالت له في حزم : « ّك والله سلمْتٌ يوم بدر 
فرجعت إلى نسائك ؛ نعم » نخرج » > فنشهدُ القتال » فقد رُدَّتٍ القِيانُ من 
الجحمّة في سفرهم الیل بدر » فلت الأحبّة يومئذٍ » . قال أبو سفیان للجمع 
القرشی ی وفیهم صفوان : « لست آخالف قریشاً » آنا رجلّ منها ء ما فعلث 
نعلث » ۰۲۱ فخرجوا بالطَعّن » وانّجهوا نحو المدینة المنوّرة وهم يحملون 
قلوباً تحث الكّأر فى الغد قبل اللأمس ء كما يحت العطشی الماء . 

0 ۱ و 

٭ وكان النساء اللواتی خرجن مع الجيش إلى أحد قرابة خمس عشرة 
امرأة » كي يثرن الحماس والحميّة في الڑجال » فخرج آبو سفيان بن حرب 
بامرأتين : هند بنت عتبة العبشمیّف وأميمة بنت سعد بن وهب الكنانة » 
وخرج صفوان بن آمك بامرأتین : برزة بنت مسعود التّقفيَ › ویامر 

و 
رس بنت المعذل 7 الكنانية ؛ 5-9 طلحة بن أبى طلحة بامرأته 


. المغازي )(۱/ ۲۰۲-۲۰۱ ) بشيء من التَصرّف‎ ١ )١( 
» اقرأ سيرة البغوم بنت المعدّل في کتابنا : «بيعة التّساء في القرآن والسّيرة‎ )٢( 
. (ص : ۲۳۰-۲۳۵ ) ۰ ففی سیرتها بعض الفوائد التافعة‎ 


5م 


الحارث بن ہشام ء وخرج الحارث بن ہشام بامرأته فاطمة بنت الوليد بن 
المغيرة »> وخرج عمرو بن العاص بامرأته هند بنت منبه بن الحجًاج ء 
وخرجت خناسُ بنٹ مالك ؛ بن المضرّب مع ابنها أبي عزیز بن عمیر العبدريّ ء 
وخرج الحارثب سفيان بن عبد الاسد بامرائه رملة بنت طارق بن علقمة » 
وخرج كنانة بن علي بن ربيعة بامرأته أمّ حكيم بنت طارق » وخرج سفیان بن 
عويف بامرأته قتيلة بنت عمرو بن هلال › وخرج التّعمانٌ وجابرٌ ابنا مسك 
الذئب بأمّهما الذَّعْنّيَة » وخرج غراب بن سفيان بن عُويف بامرأته عمرة بنت 
الحارث بن علقمة › وهي التي رفعت لوء قريش حين سقط حنَّىْ تراجعت 
قريش إلئ لوائها ۲۳ . 

٭ وخرج النّساء معهنٌ الفوف » یحرضن الرّجال ویذگرنَھم قتلئ بدر في 
کل منزل ينزلونه » وكانت قريشٌ لگا مرّت بالأبواء قالت : « کم قد خرجتم 
بالظّمُن معكم ؛ ونحنٌ نخاف على نسائنا » فتعالوا نبش قبرٌ 
آم محمد - أي : آمنة بنت وهب - فان يصب من نساتکم أحداً قلتم هلذه رمّة 
أتك » فان كان با بأمّه كما يزعم > فلعمري لیفادیشکم برمّة أمّه » وان لم يظفز 
بأحدِ من نسائکم ۰ فلعمري ليفدين رِمَة أمّه بمال کثیر إِنْ كان بها با » . 

٭ استشار آبو سفیان بن حرب آهل الوّأي والحرب والمکيدة من قريش 
فی هلذا الأمر المُخدّث فقالوا : « لا تذگز من هلذا شيئاً ء فلو فعلنا نیت 
و کر وخزاعة وا( 

* ولا اشتبك القتالٌ فی أحد بين المسلمین والمشرکین كان صفوان بنُ 
أميّة من خاضّ غمار المعركة » وکاد بل بأيدي رجال الأنصار لولا ان أنقذه 
مولاه نِسُطاس ء وکان صفوانْ یحرص علی أن یل رسول آله با » فلقد کان 


)١(‏ «المخازي » (۱/ ۲۰۳-۲۰۲ ) بتصؤف . وانظر : «البداية والثّهاية) 
(/۱۱). 
(۲) «المغازي »۲۰۱/۱۱ ) . 


ال عبد اللہ بن شهاب الژھریٗ یقول يومئذ : « دلونی على محمد ء 


ت 


فلا نجوٹ إن نجا» ؛ وكان رسول اللہ لله گلا إلى جنبه › ما معه اح نم 
جاوزه . ولقي عب آله بن شهاب صفوان بن أميّة ء فقال له صفوانٌ وقلّه يفيض 
حنقاً : « ويحك يا بن شهاب ء تخت » لم يمكنك ان تضرب محمّداً » 
فتقطع هلذه القَّأَفة » فقد آمکنك اللہ منه ؟ » . 

قال ابن شهاب : ١‏ وهل رأيته ؟ » . 

قال : « نعم آنت إلى جنبه » . 

قال : « واشرما ری ؛ أحلف با کم ممنوغ ء خرجنا أربعةٌ تعاهدنا 
وتعاقدنا على قله » فلم نخلصن إلى ذلك » ٩۲‏ . 

# ومن العجیب أنَّ صفوانٌ بنّ أميّة كان يوم أحد بعدما انهزم المسلمون 
ينادي ویقول : « من رأئ خبیب بن یساف ؟ » وهو یطلبه ولا يقدرٌ عليه . وقد 
مگل صفوان يومئذ بخارجة بن زید ب بن ابي زهیر وقال : « هنذا مگنْ آغری بأبي 
يوم بدر - يعني : بأبيه آمية بن خلف الجمحي - الآن شَفيتُ نفسي حين قتلتُ 
لامائ من أصحاب محمد » قتلث ابن قوقل ۰ وقتلت ابن أبي زهير » وقتلت 

0 وفي يوم أحد نظر صفوان بن أميّة إلى سيّدنا حمزة ەبن 


سے 


عبد المطّلب ‏ رضي الله عنه - وهو يهد النَّامنَ هد ويفرّقهم بسیفیّه يمنة 
ويسْرةً » قَذّهِلَ صفوان من جرأته وقوّته وشجاعته وقال : « ويحكم . منْ هنذا 
الذي يهد النّاس ؟ » . 

قالوا : « حمزةٌ بِنُ عبد المطّلب » . 


فقال : ١‏ ما رأيت كاليوم رجلاً أسرعَ في قومه من حمزة » . 


)١(‏ «المغازي ۱(4 / ۲۳۸ ) بتصرّف 


(۲) «المغازي ۱(٩‏ / ۲۵۸ ) بتصوّف يسير . 


۹۸ 


٭ ولا وضعت الحربُ أوزارها » انصرف المشركون نحو مگة ء فلا 
كانوا بالرَؤحاء ‏ مكانٌ يبعدٌ عن المدينة ( ۷٢‏ كيلا )- قال مشرکو قریش 
لأبي سفيان : « لا محمّداً أصبتم » ولا الکواعب أردفتم » فيس 
ما صنعتم » ء وكادوا يرجعون لولا آن رهم الله عو وجل ۔ يكلام صفوانٌ ب 
أميّة ‏ وكان عاقلا خبیراً بصیراً بالعواقب - فقال : لیا قوم ! لا تفعلوا ؛ فا 
القومٌ قد حزنوا » وآخشی أن يجمعُوا علیکم م مَنْ تخلّف من الخزرج ؛ فارجعوا 
والدّولة لكم » فاِئّي لا آمنْ إن رجعتم آن تكونّ الدّولةَ علیکم » “ . 


٭ ونقل کلام صفوان إلى ال ی معبدٌ بسن آبي الخزاعی ء 
فقال 345 : « آرشدهم صفوان وما کان برشید » والذي نفسي بيده » لقد 


مَتْ - أَْلِمَث -لهم الحجارة ¢ ولو رجعوا لکانوا كأمس الذّامب . 


* وممًا يتعلّق بصفوان وغزوة أحد : «أنَّ أباعرَّة الشّاعر » كان 
یحضض علیٰ ال اة ء فأسر يوم بدر » فقال : يا محمّد ! إِنّي رجل معیل ء 
ولي بناتٌ ء فامنْنْ عليٌ فمنّ عليه > فقال : لا أقاتل محمّداً أبداً . فلگا رجع 
إلى مک ضبن لہ موان بن أذ ما فرجع يوم أحد يحضض على 
الي ل نأسره الي و ل : امنن عليّ » فقال : « لا تمسح 
عارضَّيْك بالحجر وتقولٌ : خدعث محمداً » فقتله صبراً» ‏ . 


لا یزال الحقد مستمراً : 


04ھ 


٭ غابت غزوةٌ اح عن عيئي صفوان ء ولکنْ لم يغب حقدهٌ عن 
العیان » ولم تأفل ناژ غضبته عن رجال الاسلام الشّجعان » فعندما غدرت 
بنو ہُذیل برجال بث الوّجيع » وآسروا زیڈ بن الدئئة » وخبيبَ بن عديّ . 
جاء الاسرون الغادرون فباعوهما في مکة المكرّمة ء فا شتریٰ صفوانُ زيداً بمبلغ 


. )۳۳۹ / ۱(١ «المغازي‎ )١( 
. ) ۱۳۱ : انظر : « الاشتقاق )“( ص‎ )۲( 


۹ 


كبير ؛ فقتله بأبيه کی يغيظ المسلمين ء وللکركٌ صفوانَ نفسه قد اغتاظ هو أشدًّ 
الغيظ من زيد بن الدّثنة ؛ لألّه رفض أعمال المشركين وضلالاتهم . 

6 فقد كان زیڈ بن ايل عند آل صفوان بن أميّة محبوساً في حديد ء 
وكان يتهجّدٌ بالليل » ويصو مُ التّهار » ولا یأکل شیتاً ما اني به من الدّبائح ء 
فش ذلك على صفوان » وكانوا قد أحسنوا |ساره » فأرسل إليه 
صفوان : فما الذي تأكل من الطعام ؟ 

قا قال : « لست آكل مگا ذُبِحَ لغير اللہ » ولكثي آشرب اللبن » . وكا 
و تم له صفواذ بع من لبن عند فطره » فبشوب مته حل بكرف مله 

في اليوم الكّالي . فلا خرجوا به وبخبيب في يوم واحدٍ التقیا ‏ فأوصئ کل 
منهما صاحبه بالمّبر على ما أصابه » ثم افترقا . وكان الذي ولي قثل زيدٍ 
نسطاس غلامٌ صفوانٌ بن أميّة ٠‏ قله بالنعيم » > فصل زیڈ رکعتین ‏ » ثم جعلوا 
یقولون : له : « ارجغ عن دينك المُحدث واتبغ يننا » وترسلك » . 

قال : « والله ! لا آفارق ديني أبداً » . 

قالوا : « يسك أنَّ محمّداً في آیدینا مکانك وأنت في بيتك ؟ » . 

قال : ١‏ مايسوني أنَّ محمّداً أشيك بشوكة وأنّي في بيتي » . 


فقتله ۔ رضي اللہ عنه 9ك ى 


٭ وتذكر كتبُ السّيرة وغیڑھا من المصادر المُعتمدة أن صفوانَ ب أميّة 
قد شارك في معظم المعارك التي كانت بين المسلمين والمشركين > وأنفق فيها 
الأموال ل زه ۶ نور الاسلام 3 وما دریٰ أنَّ هنذا الور سیحلُ فى قلبه يوماً ما ¢ 
وسيكون مگن يدافع عن هلذا الدّين الذي يحاربه الآن . 

٭ ففى غزوة القضيّة قضی الحبیب المصطفی بل نسكة ودخل البيت › 


)١(‏ انظر : « زاد المعاد ) ( ۳| ۲۶۰ )۰ و شرح حياة الصّحابة » (۱/ 8١#‏ ) مع 
الجمع والتصرف . 


۶:۱۰ 


فلم یزل فيه حتّی أذّنَ بلال بالظهر فوق ظَهْر الکعبة » وكان رسول الله آمره 
بذلك » فكاد أن يغشئ على كبراء قريش مثل : عكرمة بن أبي جهل ء 
وخالد بن أسيد » وسّهيل بن عمرو ۰ وصفوان بن أميّة » فقد ساء صفوان هنذا 
الأذان على الرّغم من جمال صوت بلال ونّدَاوته وعذوبته » وأخذ صفوان 
يقول : « الحمڈ للرالذي أذهب أبي قبل أن يرئ هنذا ! ۷ . 


053 وفي عمرۂ القضاء ایضا تعيب من المشركين خالد , بن الوليد ا 
کون واحداً من ال الکرام ٠‏ وأدركة لح من لحظات التجلي الإلنهن » 
فعزم على الخروج إلى رسول اللہ 28 ليلقي إليه زمام آمره ۰ وعرض الفكرة 
علیٰ صفوانٌ بن أميّة ‏ وكان صفوان من عُقلاء قريش وذوي مشورتهم ومن 
أصدقاء خالد - وأحت خالد أن ینطلقا فیسْلما » وكان خالدٌ يَتَسَاءَل : « مَنْ 
أصاحب إلى رسول الل گلا ؟ » قال خالد : « فلقیث صفوانٌ بن أميّة 
فقلت : يا أبا وهُب ! آمّا ترئ ما نحن فيه ؟ إِنّما نحن أكلَة رأس » وقد ظهر 
محمّدٌ على العرب والعجم ء فلو قدمنا على محمَدٍ ء فالبعناء » فان شرف 
محمَّدٍ لنا شرف » . فأب صفوان أشدّ الإباء » ولم يرحب بمقالة خالد » 
وقال : لو لم يبق غيري من قريش ما انَّبِعْتّهِ آبداً » . فعذره خالد وقال : « هنذا 
رجل موتوژ يطلبُ وتراً » قد فتل أبوه وأخوه ببدر » ۲۳ . 

8 رج ی مر 0 معي رگ ۲ ہے ۶ہ 

٭ ویوم فتح مكة أصرّ صفوان بن آميّة في ثلةٍ من مشركي قريش أن 
دی اك 
بما مُنِحُوا من أمانٍ نبوي ء فلگا دخل جِيشْشٌ خالد بن الوليد من أسفل مگة 


» اقرأسيرة سيّدنا خالد بن الوليدفي الباب الاوّل من كتابنا : « فرسان من عصر السو‎ )١( 
. - فقد عجزت النّساء أن يلدنَ مثل خالد - رضي اللہ عنه‎ ) ٠ ۰۶ ۸۲ : (ص‎ 


(۲) «المغازي )(۲ / ۷۷ )بشيء من اللَصوّف . 


)۱ء 


سے 
م 


آمطروه بنبالهم » وللکنّ خالداً لم یلبث أن فرّقهم » ولم یلبث صفوان 

5 ع و و ع ۷ ۶ 7 ۰ 
وعكرمة بن أبي جهل ؛ وسهيل بن عمرو › أن ولوا الا دبار وهم منهزمود ؟ 
لا يلوون علئ شيء وهم خائفون ؛ وقلوبهم وَجِلة وهم مترذدون . 

#۶ ومن الطریف والممتع للاسماع والارواح ما حدّث لرجل من بني 
الدّيل يُقال له : حماس بن قيس بن خالد الدّيليَ » فإنّهِ لما سمع 
برسول له ييه يوم الفتح ۰ جلس یصلح سلاحه ۰ فقالت له امرآته : ١‏ لمن 
تعد هنذا السّلاح ؟ » . 

قال : « آعده لمحمَّدٍ وأصحابه » فإنّي آرجو أنْ آخدمك منهم خادماً 
فِاللك إليه محتاجة ) . 

قالت له بلسان التصح والشفقة : « ويحك لا تفعل » ولا تقاتل 
محمّداً » وا ليضلَّتَ هدذا عنك لو رأيتَ محمّداً وأصحابه » . 

قال حماس فى استخفاف لامرأته : « ستَریْنَ يا هلذه ما أفعل ٤‏ . 

٭ اشترك حماس بن قيس في القتال ضدّ خالد بن الوليد مع المقاومين في 
الحَنْدمة » وللكنّه لگا رأئ ما حلّ بالمشركين عاد إل منزله ترتع فرائصه من 
شدّة الخوف » فطرق البابَ طرقاً عنيفاً وقد انخلع فوَادهٌ » ففتحت امرأته 
الباب » فدخل » وهو یله وقد ذهبت روح وطارت نفسّه شعاعاً » 
فدهشت امرآئہ من حالته المرعبة والمزرية »> ثم قالت في سخرية 
شديدة : ١‏ أين الخادمٌ الذي وعدتني يا فارس بني الدّيل ؟ ما زلت منتظرتك 
منذ اليوم ٤‏ . 

فقال والخوف يلجمّه : « ويحك ! دعى عنك هنذا » وأغلقى بابى ٠‏ فإله 
مَنْ آغلق بابه فهو آمن » . 

قالت : « ألم آنهك يا فیس عن مقاومة محمّد وقتاله ؟ وقلت 
لك : ما رآیثّه یقاتلکم مو الا ظھرَ علیکم » . 

قال : باہنا آغلقیه ) . 


۲ء 


قالت : « وما بابنا ؟ » . 

قال : « اه لا یمتح على أحدٍ بابه » . 

٭ ثم اخلولق حماس یقول لها : 
إك لو شهدت یوم الحَنْدمَه اذ فو صَفُوانٌ وفسر عشرمّے 
وآبو يزيد قائمٌ كالمؤتمه واستقبلئهم بالشيوف المسلمّه 
یقطنن كل ساعد وجمجمه ضرباً فنلایسسع الا فمنشه 
لهم تهيث خلفنا وهمهمه لم تنطقي في اللوم أدنئ کلمه ۳" 

أشهدٌ آن لا إلله إلا اللہ : 

* لگا كان فتح مک المكرّمةٍ ء جاء الحی وزهق الباطلٌ » وتهاوئ زعماءً 
المشركين ماع الحقٌ واحداً تلو الآخر » فبعضهم لاد بالرحمة المُهداة 
رسول أله بي وأسلم وشهد شهادة الحقٌ ‏ وبعضهم لاذ بالفرار كعكرمة 
وصفوان » وقد جاء كلاهما مسلماً بعد أن جاءهما من ال يكلا لأمان . 

* كان فرار صفوانَ بن أميّة من مكّة يوم الفتح فرارٌ خائف من آثام 
الجاهلية وأدرانها » فرارَ متوجُس مما ارتكبه في جانب النَبِيَ ية » وما علم 
صفوان أنه و بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم » وكذلك بمن أسلم وأذعنٌ لله العَليٌ 


العظيم . 


» طبعة دار الكتاب العربي ؛ و نهاية الأرب‎ ) ٩۲ / ٤ ( انظر : « السّيرة التَّبويّة ؛‎ )١( 
ء و« مجمعالرَّواكد»‎ ) ۲۹۷ / ١(٤ )ء و« البداية والتهاية‎ ۳١١ /۱۷( 
. )مع الجمع والتصرّف‎ ۲۲۲ / ۲(٢ و« شفاء الغرام‎ » ) ١70-١74 /5( 

وقوله « الخندمة ) : المكان الذي كانت به الموقعة وهو جبلٌ بمكّة . 
وه أبو يزيد » : هو سهیل بن عمرو العامريّ . و« المؤتمه » : المرأة التي مات عنها 
زوجها وبقي لها أيتام . وه الغمغمة » : أصواتٌ غير مفهومة . و« نهيت » : صوت 
الصدر » وقيل : زئير الأسد . و« همهمة » : كلام خفي أو صوت يتردّد في الصّدر 
عند الحرب والطعن . 


<۱۳ 


۴ لم یطمئٌ صفوان عل حياته » وخاف اَن يصادقه أحد رجال 
لول ء فيذيقه كأس المنيّة » ویجعله کامس الذّاهب ۰ فهربَ من مکة في 
اتجاه جُدّ یرید ركوب البحر والابحار في لجج لا نهاية لها » وكان بصحبته 
غلامٌ له يُقال له يسار » لیس معه غیره . 

٭ ألقت عصا التسيار بصفوان إلى مرفاً الشٌعِة ‏ وکان خائفاً یترب 
ويتلفّثُ خيفة نیدرک اأحڈ ؛ إذ لم يكن نکر من الرّجال فيُجهَلَ مره » وبينما 
كان يهھ هو وغلامه بامتطاء مثن البحر ۰ ذا بابن عمّه وصديقه عمير بن وهُب 
الجمحيّ ‏ رضي ألله عنه ‏ قد أقبل ء ٠‏ فظن صفوان الظّنون » وكاد يموت فرقاً » 
وللكنٌ عميراً جاءه لیرجم إلیٰ آهل في مکة آمناً بأمان محمّديٌ ممزوج بأمانٍ 
إللهيّ رحيم ء فقد أعطاه سيّدنا غمیر العمامة الَبويّة علامة الأمان الصفوانن › 
فعاد صفوان ‏ وتركة الحبیثٍ المصطفیٰ يي على شركه بضعة أسابيع » نم 
آعلن إسلامه راغباً محبّاً صادقاً فحسُنَ إسلامه » وغدا من خيرة رجال عصر 
الوه وكرامهم 

٭ وها نحنُ أولاء الآن تاركو زمام القصّة للواقديّ كاه كيما يحدّثنا عن 
قصّة إسلام سيّدنا صفوان بن أميّة - رضي أله عنه - » وكيف انتظم في عداد 
الصّحابة الكرام فيقول : « وأمًا صفوانٌ بن أميّة » فهرب حى آتیٰ الشعيبة › 
وجعل يقولُ لغلامه يسار ولیس معه غيره : ويحك ! انظر مَنْ ترى ؟ 

قال : هلذا عمير بن وهب . 


قال صفوان : ما أصنمٌ بعمير ؟ واشر ما جاء الا يُريد قتلي » قد ظاهر 
محمّداً علی . 

فلحقه فقال : با غُمیر ! ما كفاك ما صنعت بي ؟ حملتّيي دَبْنَكَ 
وعيالك . ثم جفت تریڈ فتلي ! ۱ 

قال : آبا وخب ! جُعِلْتُ فداك ! جتتّك من عندٍ ابر الاس » وأوصل 
الاس . 


وکان غمیژ قال لرسول أنه كل : يا رسول آله ! صفوان ؛ سيد قومي ۽ 
وأمي 

فقال رسول آله پل : « قد أنه ) 

فخرج عمیژ في آثر صفوان فقال له : اد رسول أله ييا قد أَمَنَكَ . 

فقال صفوان : لا وآلله ء لا أرجمٌ معك حگ' حكن تأنينى بعلامة أعرثها من 
رسول اللہ كله . 

فقال رسول الله ية لعمير : « خد عمامتي » . 

فرجع عميرٌ إلئ صفوان بها وهو البّرْدُ الذي دخل فيه رسول اللہ و يومئذ 
مُعتجراً به » برد حبرَة » فخرج عمیژ في طلبه الثّانية » حى جاء بالبرد ؛ 
فقال : آبا وهب ۰ جئتّك من عند خير الاس ۰ وأوصل النّاس ۰ وأبرٌ ژ التّاس » 
وأحلم الاس ع مجلهٌ مجدّك وعرّه ُ عوك وملکة ملكك > ابن أمّك 
وأبيك » أذكرك اللہ فى نفسك . 

قال له : أخاف أن أَقْتَلَ يا عمير . 

قال : قد دعاك إلى أن تدخل في الإسلام » فان رضيت وإلا سيّركَ 
شهرين » فهو وف التّاس وآبزهم وقد بعت اليك ببرده الذي دخل به 

قال صفوان : نعم . 

فأخرجه عميرٌ » فقال صفوان : نعم » هو هو ! فرجع صفوان حتّى انتھیٰ 
إلى رسول اللہ » ورسول اللہ كلا يصلّي بالمسلمين الَضر في المسجد ؛ 
فوقنا . 

2 
فقال صفوان : كم تصلون في اليوم والليلة ؟ 
قال عمیر : خمس صلوات . 


۶:۱۵ 


قال : يصلي بهم محمّد ؟ 

قال : نعم . 

فلمًا سلم صاح صفوان : يا محمَّدٌ ! إ٥‏ عميرٌ بنَ وب جاءني بُردك ‏ 
وزعم یف دعوتني إل القدوم عليك ۰ نان رضیت آمرآ وإلا سيّرتني 
شهرین . 

قال ية : « انزل آبا وهب » . 

قال : « بل تسیر آربعة آشهر » . 

۰ ۰ ۰ ۳ 2 ۶ من اللہ هم ۰“ ۰ 2 ۰ 

فنزل صفوان . وخرج رسول الله 85 قبل هوزان » وخرج معه صفوان 
وهر كافة » وارسل البه لا بستعیر ه سلاحه » فأعاره سلاحه » مئة درع 
بأداتها . 

فقال صفوان : طوعاً أو كرهاً ؟ 

قال رسول ألله بهي : « عارية مؤدّاة » . 

فأعاره ء فأمره رسول اللہ ية فحملها إلى خُنین » فشهد حُئيناً والطّائف ء 
نم رجع رسول أله ية إل الجعرّانة › فبينما رسول اللہ 45 یسیژ في الخنائم 
ينظرٌ إليها ء ومعه صفوان بن أمبّة » فجعل صفوان ینظر إلى شعب ملىّ نعما 
وشاء ورعاء » فأدام إليه التّظر ۰ ورسول آله ی يرمقه ۰ فقال : « آبا وهب ! 
يعجيّك هلذا الشعب ؟ » . 

قال : نعم يا رسول آله ! 

قال 9 : « هو لك وما فيه » . 

فقال صفوان عند ذلك : ما طاہثٗ نف أحدٍ بمثل هلذا إلا نفس نب » 
أشهد أنْ لا إلنه إلا اللہ » وأنَّ محمّداً عبده ورسوله » . وأسلم 


۰:۱1 


مکانه ‏ رضى الله عنه )”۶ . 

٭ وعن الرّحمة اللُوبّةَ بصفوان وغيره من المشركين یقول عمر بن 
الخطّاب -رضي اللہ عنه - : « لما كان یوم الفتح » آرسل رسول اللہ ككل إلى 
صفوان بن أمّة » وإلیٰ بي سفیان بن حرب ۰ والی الحارث بن هشام » 
فقلت : قد أمکنني الله - عر وجل - - منهم » ارم ما صنعوا » 9 حتّیٰ قال 
رسول الله ہے :على سکم كما تال بوشف لإخوت :وت یب مک 
عم : افك حا م رسول أله کی ۵ . وفی رواية : « فانفضحث 
جياء .5 . 


٭ وهلذه المعاملة المحجّديّة الّفيقة الٌقیقة التَربويّة بصفوانٌ جعلته من 
الراغبین في الاسلام عن متاع الڈُنیا وزخرفها » فقد ورد : « أله ی لمّا استعار 
من صفوان أدراعاً من حديد يوم حنين ء ضاع بعضها فقال له 
ال پل : « ان شئت غرمتها لك » . 


فقال : لا ء آنا أرغبٌُ في الاسلام من ذلك » ۳ . 


» «المغازي ۲(۰/ ۸۹۵-۸۵۳ ) بتصوّف یسیر جا . وانظر : « تفسیر القرطبی‎ )١( 
و« البداية‎  ) 7۸-۶۱۳ ۳ ( » و( ۸/ ۱۳۹ ) ۰ وا زاد المعاد‎ ) ۲۵۷ / ٥ ( 


والٹھایة ۲( / ۳۲۶  )۳۹۰‏ وغیرها . 
وعن السّخاء المحمّديّ والجود التَّبويَ یقول صفوان بن أميّة رضي أله 

عنه -  :‏ لقد آعطاني رسول شر ہی يوم ُنين وإنّه لمن أبغض النّاس إِليٌ » فما زال 
يعطيني حنّئ إِلّه لأحبٌ الخلق إلى » . « مختصر تاريخ دمشق » (۱۱/ ۰۹۱ 
( طبقات ابن سعد )( ۵ / ٤٤۹‏ ) . 

(۲) «مختصر تاريخ دمشق 4 (۱۱/ ۹۱) ۰ وانظر : « سير أعلام الأُلاء » 
(؟/ ۵1۵ ) , 

(۳) «مختصر تاریخ دمشق »(۱۱/ ۱ ) وانظر : « سیر آعبلام ايلاء »= 


۰:۷ 


2 كما أنَّ رسول ال ية استقرض من صفوان بن أميّة بمكة خمسين ألفاً 
فأقرضه 20 . 

* ولشدّة حبٌ سیّدنا صفوان للإسلام » ونبی الإسلام ية » ولشدّة حبّه 
للهجرة » جاء عنه أنه قال : « أتيتٌ فقلت : يا رسول اللہ ! مَنْ لم يهاجر 
هلك ؟ 

قال : « لا » يا أبا وهُب ! فارجغ إلى أباطح مكّة » ° . 

e‏ # قال الدَهبي تب معلّقآ علی هنذا الحدیت : قلت : ثبت 
قوله پل : « لا هجرة بعد الفتح » وللکن جھاڈ ونيّة » 7" 

٭ لقد شا اللہ عر وجل أنْ يكون صفوانٌ من السّعداء ومن 
المسلمين » فتابٌ عليه وأسلم ““ » وصار من رجال نبي الإسلام محمد 
رسول ألله وَل ء فأكرمْ بھلؤلاء الرّجال ! وأعظم بهم ! 


روايته للحدیث : 


سے شف هه ع 4ه م و ۶ بع 1 
٭ مَنْ كان يصدّق أن یصبح سیّدنا صفوان بن أميّة راوياً للحديث 


= (۲/ 055 ) » وانظر تخریج الحديث فيه . 

)۱( « سير أعلام القُلاء » ( ۲ / ۵17 ) ء و« تاريخ الاسلام » للذهبيَ ( عهد معاوية › 
ص : ۱۷ ) . 

)۲( « سیر علام النلاء ۷( ۲ / ٤‏ ء وانظر : ١‏ الاصابة ۷( ۲ / ۱۸۱) . 

(۳) « سیر آعلام الثْلاء ۰( ۲ / 554  )‏ والحدیث آخرجه مسلم برقم : ( ۱۳۵۳ ) . 

» جاء عن ابن عمر - رضي اللہ عنهما - أن رسول الله و لعن يوم أحد آبا سفیان‎ )٤( 
والحارث بن ہشام » وصفوان بن أميّة » فنزلت : ل« لیس الک من الامر سىء أو بب‎ 
. عم 4 [ آل عمران : ۱۲۸ ] فتاب ال علیهم ۰ فاسلموا ء فَحَسّنَ اسلامهم‎ 
) ۵716 / ۲۱ » تفسير ابن عطيّة ) ( ص : ۳۵۶ ) ء وانظر : سير آعلام الثلاء‎ « 


وتخریج الحدیث فيه . 


۸ء 


لو » ومحباً للحبیب الاعظم محمّد ی لولا رحمة اللہ ورأفثه به ؟ ! إن 
هدام سل الین 4 [ الئمل : ٠١‏ ] . 

# روی سیُدنا صفوانُ الحدیثٌ عن حبیبنا رسول أله ية > وروی عنه 
آولاه : أميّة » وعبد اللہ » وعبد التحمئن » واب ابنه صفوان بن عبد ا 
وابن أخته حمیڈ بُ حجير » والتّابعييٌ الجلیل سعيد بن المسیّب » وعطاب 
وطاووسُ » وعكرمة » وعبدٌ الله بن الحارث بن نوفل » وعامژ بن مالك › 
وطارق بن المرقع وغيرهم ۷( . 

3 قال عنه الذَّهبِىَ : ١‏ أسلم بعد الفتح » وروی أحاديث » "؛ وتتورّع 
الأحاديث التي رواها سيّدنا صفوان في کتب الضحیح ؛ والشنن ؛ والمسانيد ؛ 
وغيرها من أركان هنذا الشَّأن المبارك الطْيّب . 

د وممًا جاء لسيّدنا صفوان في « صحيح مسلم » ما آخرجه بسندہ عن 
ابن شهاب قال : « غزا رسول اللہ كلخ غزوة الفتح ٠‏ فتح مگ » ثم خرج 
رسول الل ية بِمَنْ معه من المسلمين » فاقتتلوا بختین ۰ فنصر الله دینه 
والمسلمین ۰ وأعطئ رسول ال ية يومئذٍ صفوان بن أميّة منة من النّعم » 
مئة » ثم مئة ۷ . 

قال ابن شهاب ياه : حدثنى سعيد بن المسیّب : أنَّ صفوانَ 
قال : « واشر! لقد أعطاني رسو الله ل ما أعطاني » وله لأبغضٌ اللاس 
إليّ » فما برح يعطيني حى إِنّه لأحب النّاس إلى  »‏ . 


۰۱۸۱ /۲( انظر : « تهذيب التّهذيب » ( ٤٤٢٤۔٤٤٤ )ء و«الإصابة»‎ )١( 
وه أسد الغابة » (۲ / ۰۷ ۰ و« سیر أعلام التُّبلاء ۷ (۲/ 55 ) ء و« تاريخ‎ 
مع الجمع‎ ) ٤١٦ : الاسلام » ( عهد معاوية »> ص : 1۷ ) ۰ وا التبيين » ( ص‎ 

(۲) «سیرآعلام القلاء ۲(٣‏ / ۵1۳ ) 

(۳) أخرجه مسلم في الفضائل برقم : (۲۳۱۳) . 


۹ 


٭ وأخرج الامامْ آحمد بسنده عن عبدٍ ال بن الحارث قال : زوّجني آبي 
في إمارة عثمان » فدعا نفراً من أصحاب رسول اللہ ل » فجاء صفوان بن أميّة 
وهو شيخ کبیر » قال : اد رسول اللہ لله كيا قال : « انهسوا اللحم نَهْساً » فاله 
أهنا > وآمرأً » أو آشهی وأمراً 1" . 


* وفيما يتعلّق بالشّهادة › ما آخرجه الإمام حمد وغيرة بسندِ عن 
عامرٍ بن مالك » عن صفوان بن أميّة » عن التي يا قال : « الطّاعون شهادة » 
والغرقٌ شهادة ء والبطنٌ شهادة ء واللفساء شهادة ۷ ”° وفى 
رواية : « الطاعون والبطن والغرق والٹُساء شهادة » . ۱ 


٭ وفي الحدودٍ وما يتعلّق بأحكامها » آخرج الطبرانيّ بسنده عن 
ححمید بن حجير ابن أخت صفوان بن أميّة » عن صفوانَ بن أميّة - رضي ألله 
عنه - قال : « كنت نائماً فی المسجد » على خميصة لی ثمن ثلاثين درهماً 
فجاء رجلٌ ال فاختلسّها مني » فَأَخِدَ الوجلٴ ‏ فأني به ال پل ء فأمرَ به 
ليقطع » فاته فقلت له : آتقطعه من أجل ثلاثين درهماً هي له . 


قا ل : « فهلاً كان هلذا قبل أن تأتيني به »” ۳ . وفي روايةٍ قال : « فهلا 
قبل أن تأتيني به » إِنَّ الإمام إذا انتھیٰ ل إليه حڈّ من حدود اللہ أقامه » . 


)١(‏ «المسند» ٥(‏ / ۲۲۳-۲۲۲) برقم : (۱۵۳۰۰) ۰ وأخرجه الطَّبراني في 
« الكبير ابرقم : (۷۳۲۳۲) . 

(۲) «المسند ۷ (9/ )۲٢٢‏ برقم : ( ۱٥٥١۷‏ ۔۸٥٥٥۱)‏ » والطبراني (۸/ 58 ) 
برقم : ۷۳۲۸ء و۷۳۲۹ ء و۷۳۳۰) . 

(۳) اخ ےر جے الطبرانی (۸/ ٥۰-٤۹‏ )برقم : (٣۷۳۳)ء‏ وأبو داود 
برقم : ( ۰4۳۹6 واشائن (۸/ ۸٦)ء‏ وابن ماجه برقم : ( ٢۹٥۲)ء‏ 
وأحمد برقم : ( ۱۵۳۰۳ ) وغيرهم . وانظر : « الب در الگمسام » 
)£ / 1۳1 -1۳۹) . 


۶:۳۰ 


٭ وأحادیث سيّدنا صفوان منثورة فى کتب الحدیث ‏ فلیراجعھا مَن أراد 
الاستزادة . ا 

آنا* جليلة ومحامد نبيلة : 

٭ إِنَّ قيمة کل إنسان هو ما يحسئه » وآثاژ الانسان ناطقة عنه » إِنْ خيراً 
فخیر » وان شرا فشر » وسیّدنا صفوانْ بن أميّة رضي آلله عنه - أحدٌ رجال 

عصر اة الأخیار ؛ الذين ترکوا أنصع الآثار ؛ في مجالات المخلصین 
الاپرار . 

# فقد کان صفوان رضي الله عنه - أحد آشراف قریش في 
الجاهليّة . . . . وکان آحد المُطعمین الأسخياء » وکان يقال له : سداد 
البطحاء » وهو أحدٌ المؤلقة قلوبهم » وممّن حَسنَ إِسلامُهُ ‏ وزيادة على ذلك 
كان من أفصح قريش بياناً ء وأحضرهم جنّاناً في مواقف الفصّاحة واللسن . 

٭ وشهد للبيت الصّفوانيَ ع بالجود والكرم » أَحدُ عُلّماء الصّحابة 
انیم دنا مراوية بن أبي سفبان - رضي الله عنهما - حيث قال 


١ : :‏ مَنْ يطعم بمگة من قريش ؟ ) . 

فقالوا : « عمرو بن عبد الله بن صفوان » . 

فقال : « بخ ! تلك ناژ لا تُطفأ » ۱ 

٭ ولمًا أعطا سيّدئا عمژ بن الخطاب -رضی اللہ عنه ‏ أوَّلَ عطاء 
أعطیٰ سيّدنا صفوانٌ بن أمبّةرضى اللہ عنه » وكان صفوانٌ قد افثرض فى 
أهل القادسيّة ؛ وافثرض معه سهيل بن عمرو ؛ فلمّا دعا عمر صفوان ليعطيه › 
وقد رأئ ما أخذ أهل بدر ومَنْ بعدهم إلى الفتح + فأعطاه ذ في أهل الفتح أقل 


» و«أسد الغابة‎ ») 4٠5 : «الاستیعاب » (۲/ ۱۷۹)ء و«التّبيين» ( ص‎ )١( 
. )مع الجمع بينها‎ 4۰۷ /۲( 
١ 


ممّا أخذ من کان قبله » أبیٰ أن یقبله وقال : « يا أمير المؤمنین ! لست معترفاً 
لأنْ یکون أكرم مني أحدٌ ۰ ولستُ آخذاً آقل ممّا أخدّ من هو دوني ‏ أو من هو 
مثلی » . 

فقال عمر - رضي ألله عنه - : « اّما أعطيتُهم على السّابقة والقدمة في 
الاسلام » لا على الااحساب » . 

قال صفوان : « فنعم إذن » . وأخذ وقال : « آهل ذاك هم ۷ ۲ . 

٭ ومن آخبار سیّدنا صفوان مع عمر - رضي آله عنهما - ما ذکره آبو 
محذورة - رضی اللہ عنه - قال : « كنت جالساً عند عمسر بسن 
الخطاب -رضی اللہ عنه - + إذ جاء صفوانْ بن أميّة بجفنة بحملها نف فی 
عناء » فوضعها بين يدي عمر » فدعا عمر ناسا مساکین » وآرقاء من أرقاء 
الاس حوله ؛ فأكلوا معه » ثم قال عند ذلك : فعل الله بقوم ‏ أو لحئ اللہ 
قوماً ‏ يرغبون عن آرفائهم أن يأكلوا معهم . 

فقال صفوان : أما والله ما نرغبُ عنهم » وللكنًا نستأئڑ عليهم ؛ لا نجد 

3 - اور 1 (۲( 
من الطعام الطیّب ما ناكل ونطعمهم » . 

٭ وظل سیّدنا صفوان حمیذ السّيرة فى ظلال الخلافة الرّاشدة حنَّْ وافثه 
المنية بمكة وفت استشهاد عثمان بن عفَّان ‏ رضي آلله عنه وأرضاه ‏ . 

٭ أخرج الطبرانی که وغیهُ عن عبد الله بن صفوان أنه بینما هو یدفنْ 
أباه آتاء راک ء فقال : « قَتِلَ عثمان بن عفان !) . 

فقال : واش ما أدري أي المصيبتين أعظم ؟ موت أبي › أم قتل 
عثمان » ° . ۱ 


. بتصؤف یسیر‎ ) ۹٩۰٩۳ / ۸(٩ مختصر تاریخ دمشق‎ « )١( 
» و« شرح حياة الصحابة‎ » ) 15 /١١( مختصر تاریخ دمشق‎ « )۲( 
. ) ۲۸۱۲۸۰ / ۳ ( 


(۳) «المعجم الکبیر ۸(4 / 45 )»و١‏ مختصر تاریخ دمشق »(۱۱/ 94 ) . 


<۲ 


1 
1: 


5 54 ۷ هل ۰ و 7 
# وقال ابن الأثير كاله : « مات صفوان بر أميّة بمكة سنة اثند 
وأربعين » اوّل خلافة معاوية > وقيل : توفی مَقَتَل عنمان -رضی ألله 


عنه 2ع 2590 , 


# رضی ألله عن صفوان ‏ وأسكته آعالی الجنان . 


و وم ےھ 


. ) ۵1۷ / ۲(٩ و« سیر أعلام الثْلاء‎ » ) 10 / ۱۱ (٩ مختصر تاریخ دمشق‎ ١ )١( 


(۲) 


. ) ٤١۷ / ۲(٢ آسد الغابة‎ « 


GY 


رق 
جى ري اجی 
ہے دی (لروعی 


.moswarat. COM 


جل اي لاج 
ےپ کرو بے 


لباب الرّابع 


رجال من قبانل شتی 


د ثمامة بسن آنال رضی اللہ عنه . 
٭ حَبَابُ بر الارت رضى اللہ عنه . 
3 دحية ب خليفة رضی أله عنه . 
د سراقة بر مالك رضی أله عنه . 
دت الطَفِيلٌ بن عمرو رضي أله عنه . 
3 عمیر بسن وهب رضي ألله عنه . 
3 تُعيمٌ بن مسعود رضي أله عنه . 


ود 
عل 


رشعم 
٠‏ جل سے نی 
سکس وین ازو ںی 


۱۷۷۱۰۷۸۷۷۷ ۸۷٭ت ۲۔‎ 3 ۲۵1 ۱٘ ٦ 


وس 
مجر ایی اهر 
(سکس هن ڈلرو ہے 


WW oswarat.com 


جس 





5 


2: 


۹ 


- تی 
نمامه بن اثال 
رضی الله عنه 
# اجتذَبَهُ الإسلامٌ فدخل فيه طائعاً ؛ وصار من رجاله . 


8 س و 
# قال لدي : « قد عفوثٌ عنك ياثمامة). 
* وردث قصّته فى الصَّحيحَيْن » ولقى اللہ شهيداً سنة (١١1ه‏ ) . 


7 5 


بط 


رح 
ج ی ھی سے جر ی 
سکس دم ازو ’سی 


CO‏ ۲۲۱۵4۵۵2۵۲۵ بيد 


و 
سر لس سے لا ری 
سکس دی ارو ںی 


۳ ]2۲2 ۰۵5۱۸ ۲۲۱ يمدييدييد 


ثمامة بسن أثال 


محاسنٌ العفو وآثارةٌ : 

٭ العَفُو عن أرباب الوّلأت ‏ والحلم عن مُقَتّرفِي الجنايات ۰ والصَّفْحُ 
عن ذوي الهیتات » والتّجاو عنهم باقالة العثرات » واسداء الإحسان وفعل 
الخيرات ۰ واصطناعٌ المعروف مع أهل الدّرايات » ذلك كله معدودٌ من 
محاسن الحسنات ؛ ومكارم الأخلاق التي هي خير الشّفات ‏ وقد نطق بذلك 
لقن الكريمٌ في کثیر من الآيات » وصَرَحَت به ال اليه عن ألسنة الؤواة 
والثّقات + فالعفو يمحو أثر الحرّازّات ۰ ويريحٌ من هم العداوّات . 

47 لا ریب في أنَّ گریم الاخلاق لا یکون ود ولا حسوداً» 
ولا باغياً » ولا ساهياً » ولا لاهياً » ولا فاجراً» ولا فخوراً» ولا کاذبڈ 
ولا ملولاً ؛ یش مَنْ يخاف » ويعفو عن قُدْرة » يجلّ الكرام » ولا هين 
اللئام » ولا يؤذي العاقل ؛ يسرع في المودّة » ويبطئٌ عن العداوة . 

* هئذا الوّجلٌ الذي نَسْمَدُ معه في هلذه الساعات من رجال عصر التُبرَة 
الذين اجتذبئهم مكارمٌ الأخلاق النُّويّة » ور فيهم العفو والمعروفٌ . فكانوا 
من الخالدین في سجلاات العظماء لین نحل او بذِكرهم ؛ والاسماع 
بسیرهم ؛ ونعطر المجالس بالحدیث عنهم ؛ مع الیلم أله كان یتحیّنُ الفرصة 
لاغتیال رسول ال يل » وللكن لاحظلهُ نفحة من العناية الالهية ؛ فانتشلثه من 
وَمْدۃِ الجاهليّة » وأمواج الظّلام » ووضمته على بَرٌ الأمان والتّقاء والوفاء » 


۹ 


وطريق الور والصَّفاء » وكان هلذا اللقاء مع الاسلام في السّنة السّادسة من 
هجرة أمير الأنبياء كلا . 


٭ ما أجمل أَنْ نلتقي الآن مع ثمامة بن أثال بن التُعمان الحنفت ”© , 
أحد ملوك اليمامة ! ! 


٭ كان ثمامة أحدَ الملوك الذين بعت إليهم رسول آله لا رسا من 
أصحابه » وکتب إليهم يدعوهم إلى الإسلام وا لسّلام » فقد بعت اة سَلیط بنَ 
عمرو العامريٌ إل ثمامة بن أثال » وهوذة بن علي الحنفيّين ۰ وهما رئيسا 
اليمامة يدعوهما إلى الإسلام » فأعرض ثمامة ونأئ بجانبه » فهو سید مرموقٌ 
من سادات قومه » يصدر الأوامر » ولا ينصاع لاوامر أحدِ . 


* لم يتوقّف ثمامة بن آثال عند هنذا الحدّ بادي الاأي » وإِنَّما سول له 
نفسّه أمراً وبیلا » ولعب به شیطانٌ الغرور ذات اليمين وذات الشّمال » ومَاه 
الأماني الجوفاء الحمقاء ٤‏ وأغراه بن يَعْرِضَ لي يك فيفتلة » ولا قوي عزم 
ثمامة ة عل ذلك ء كان رسول ال يك قد مر به » فأراد ثمامة أن يغافله فيقتلة » 
وللكنّ عمّه رآهٌ يهم بذلك ؛ فخوّقه › ومنعه من الإقدام على هلذه الْعْلة 
المتهورة الرعناء الخرقاء ؛ فکفّ يده عن ذلك ۰ وآهدر رسول الله عا دم 


(1) «منح المدح » (ص : 1۱-۵۸ )۰ و« تاریخ الطبري » ۰۲۲۱/۲۱ ۰۲۰۸ 
و۲۷۰ ۲۸۹9۰۲۸۱۰ ۲۹۰ وا زاد المعاد 7/۱۱ ۱۲۲ )۰ و( ۳/ ۰۱۱۰ 
و۲۲۷ ) » و( ٥‏ / 556 ) ء و« طبقات ابن سعد ) (۵/ ۰۵۵۱-۵۵۰ وا السّيرة 
البویءة۲(۰/ ۰۱۳۸۰۱۰۷ و۱۳۹ ) ء وه تهذیب الأسماء واللغات » 
0)٤١ /۱(‏ و« آنساب الاشراف ٢)‏ (۱/ ٣۳)ء‏ و« آسد الغابة » 
(۱/ ۲۹۵-۲۹6 ) ترجمة رقم : (518 ) وه البداية واللهايية » 
(ہ / 29-8 ). و« الاصاب؟ »۲۰/۱ ) . وا الاستیعاب ا 
(۱/ ۲۰۵ -۲۰۹). و« ثمار القلوب )( ص : ۱6۹ ) وغیرها کثیر . 


1:۳۰ 


ثمامة بن آثال ۴۳ » وعَمّمَ هلذا القرار على جميع الصّحابة الابطال . 

# وتمضي الایّام > ویتعاقت الیل واللّهار › فاذا بشمامة قد جاء متنگراً 
لاغتبال اي ية بایعاز من مُسيلمة الکذّاب ۰ فوقع ثمامة أسيراً بيد سريّةٍ من 
السّرايا النَّويّة ء فأخذته وهي لا تعرفه » وجاءث به إلى الم گل » فهل أتاك 
خبر هلذا الامر الشهی ؟ ! 

اسب الأسپر : 

# بعد غزوة الأحزاب » بدأت السّرايا النَبوبّة تنطلی من المدينة المنوّرة 
لجمیع الجهات ۰ ومن السّرايا الموقّقَة التي حَقَّقَتْ نجاحاً باهراً للمسلمين › 
سَرِيّة محگّد بن مسلمة الأنصاري -رضي ألله عنه - ء فقد بعک رسول ال يكل 
إلیٰ القرطاء ومعه ثلائون راکباً » وکان محمّدٌ بن مسلمة رئيسَ حرس الي 8 
الخاص ۰ وله خبرةٌ ودراية بالحروب والغارات » وكان شدید الباس » مفرط 
القَرّة من غير التباس . 

٥‏ انطلق محمّدٌ بِنْ مسلمة وصحيّه اللّلاثون إلى القرطاء » لیغیروا على 
بني بكر بن كلاب ۰ ويؤدّبوهم في دیارهم ۰ وأمرهم كك بألا یتعوٌضوا لنساء 
بني كلاب بالسّبي إذا ما ظفروا بهم في هلله السّريّة . 

٭ أسرعت السّريّةٌ بقيادة محمّد بن مسلمة » وإذا برهبان الليل ؛ 
والمستغفرين بالأسحار » يصبحون في لحظات فرسان الخيل ؛ والمجاهدين 
بالتّهار » وكان محمّد بنْ مسلمة ومَنْ معه يسيرون بالليل » ویکمنون بالٹھار ‏ 
وكانت لدیٰ محمّد بن مسلمة أوامر نبويّة تأمرة أنْ یش الغارة عليهم . 

٭ قال ابن سعد یله في « طبقاته » ما مفاده : « كان بنو بكر بن كلاب 
ينزلون البكرات بناحية ضَرِيّة ء وقد مر الم ية محمّدَ بنَ مسلمة الأنصاريٌ 
آن يشنّ عليهم الغارة » فسار الليل » وكمنّ التّهار » وأغارٌ عليهم فقتل نفر 


لاس 


(۱) انظر : « طبقات ابن سعد ٢(٥‏ / ۵۵۰ ) بشيء من الَصوّف . 


۳١ 


منهم ‏ وهرت سائرهم » واستاق خمسین بعیرآ وثلاثة آلاف شا ولم 
یعرض المسلمون للتساء ۰۰۰۰ )”۶ . 

* نم إل محمد بنَ مسلمة الأنصاريّ - رضي اله عنه - قفل راجعاً » حتّئ 
إذا ذا كان في طريقم ا المدینة المنورۃ ؛ سر آفراد سڑیته ۾ سید من سادات 

٭ جيء بثمامة بن أثال الحفی مجموعة يداه إلى عنقه ء فلمًا رآه الصَادق 
المصدوق چا > قال لاصحابه الأوفياء المخلصين درضي اللہ 
عنهم ‏ : ١‏ أتدرون مَن أخذتم ؟ هنذا ثمامة بر ال الحنفی » فأحسئوا 
أساره » . 

٭ ربط السَید الحنفیٔ ثمامة بن أثال بسارية من سواري المسجد التّبويّ ء 
فابعثوا به إليه ٤‏ . 


# وآمر له الحبيب المصطفیٰ ية بتخصیص ناقة يأتيه لبنُھا سائغاً شرابه 
صباح مساء ؛ وقد آحسن حییُنا وسيّدنا رسول اللہ بل معاملة السَيّد الحنفيّ 
الأسير » وکان یزوژهُ وبلاطفه > حتّئ أیرت هلذه المعاملة اللُوفِة الوَاقیةُ في 
نفس ثمامة إلئ درجة كبيرة » تحوّل معها بالئدریج من أشدّ الاس بغضاً 
ی ية إلیٰ أعظمهم خباً وتفانياً في تدعیم دعوته . 

٭ إِنَّ هلذه المعاملة الَبوبة المتميّزة لهلذا الؤجل المتمیّز معاملة مثمرةٌ » 
رت في نفس ثمامة » وجعلته یفگر في الإسلام تفكيراً صحیحا ‏ ويفگر في 
نبي نی الإسلام یا تفكيراً سلیماً ؛ فها هو ذا يقح في قبضته » وقد أمكنه الله منه » 
وللكنّه ي يحسنٌ إليه » ويعامله بلطف ومودّة » ویغسل ما بنفسه من أدران 
الجاهليّة ورذائلها » ویأخذ بروحه إلى مراقي الصّفاء » ومعالي السّناء ء وهنذا 


)١(‏ انظر : « طبقات ابن سعد »( ۲ / ۷۸ ) بشيء من النَّصوّف اليسير 


۲ 


التَصدّف الیو الحصيف ؛ يشير إلى القٌَربیة النّمسيّة الحكيمة وآثرها اللطيف ؛ 


وعملها في تحویل الاس من الم إلى الخير 2 وذلك بالإحسان وحسن 
التّدبير . 
بجر 


# حبیبنا محمد رسول اللہ پل هو الرّحمة المهداةٌ للعالمین » فهو گل 
یعرف كيف يداوي نفوس المُعرضين ۰ ویدربُھا على النّقاء لتسلك درب 
المؤمنین . 

فقد جعل الحبیب المصطفی ی ثمامة مربوطاً بالمسجد » يرئ صلاةً 
المسلمین › وعبادتهم » فیسمع من رسول الله پا ما يوحة به أصحابه » 
وما یسعدهم ؛ فيمتلئٌ عجباً واعجاباً بهلولاء الرّجال المخلصین القانتین في 
اللیل ء الابطال فى التّهار 

* جاء إليه رسول اللہ گل فقال له في هدوء : « مالك یانما هل 
أمكنّ الله منك ؟ » . 

قال ثمامة : « قد كان ذلك » . 

٭ صار الصَادق الا مين يل يأتيٍ ثمامة وهو مربوط » فیقول له ملاطفاً 
باسما:: ماعندك يائمامةٌ ؟ » فيقول ثمامة تُجيباً بلسان 
الإعجاب : « يا محمّد عندي خير » إن تقل تقل ذا گرم ؛ وذا دم » وإن تخت 
تَعْفتٌ عن شاکر » وان كنت تریذ المال » > فسَل تُعْط منه ما شنت » 

# تكوّرٌ السْوَال من الصّادق المصدوق يي لثمامة مرّات » وکان أهل 
الصمَةَ - رضي الله عنهم - یلقون سَمْعَهم إلى هلذا الحوار بين ال ی وبين 
ثمامة فیعجبون » ويقولون كما جاء عن آبي هُريرة - رضي ألله عنه - : « فجعلنا 
۰ .س4 ۰ ع8 8 5 وچ .۔ 
نحنٌ المساکین نقول : ما نصنع بدم ثمامة ؟ وال لاکلة مِنْ جزور سمينةٍ من 
فدائه أحب إلينا من دم تمامه ٤‏ . 

٭ كان رسول اللہ ب ينظرُ لابعدٌ من أكلةٍ جزورٍ سمينة ۰ فقد کان 4لا 


<Y 


يحت أن بهدي ال - عر وجل - سيد آمل الیمامة إلى الاسلام » فکور قوله 
لثمامة : « ما عندك يا ثمامة ؟ » ثلائة ثة أام کوامل ء من باب التّربية الََسيَّةء 

وتأليف القلوب ۰ وملاطفة ثمامة وأمثاله ممّن يُرجئ من !سلامهم اسلام الذين 
يتبعونهم » وإذا ما أسلم ثمامة وهو سد شريفٌ » فسيتبعه خلقٌ كثير من قومه 
آهل الیمام فاليمامة کانت ریفاً لأهل مک وكانت تمذّهم بالحنطة » 
فاسلام سيّد اليمامة يهدَّدٌ قريشاً بقطع الحنطة عنهم . 

2 انقضی یومان والحواژ دائة بين رسول أله ية وبين ثمامة بن أثال » 
وخلال هنذا الوقت كانت بذور الإيمان تُلقیٰ في أغوار سيّد أهل اليمامة 
وأعماقه » وكانت أحقافۂ التي انث على قلبه سط كشطاً بحسن رة الي يك 
واحسانه » ولمّا كان الیوم الثّالث سأله 4ي : « ما عندك يا ثمامة ؟ » فکانت 
الاجابة القُماميّةٌ هي هي أو قريبةٌ من هي . 

#*# وهلهنا لم یقتله الصادق ل المصدوق گلا ولم يطلب القداء » واتّما 
قال لأصحابه : « آطلقوا ثمامة » ۰ ثم قال لثمامة في ابتسامةٍ هادئة ؛ وهمسات 
دافئة : « قد عفوث عنك يا ثمامة » . 

٭ أطلقّ الصّادق المصدوق ييه ثمامة بن أثال الحنفی دون مقابل ء 
أطلقَهُ وهو یعلم أنَّ أهلّ اليمامة أشدّ الئاس بُنْضاً له ولرسالته » أطلقه ليذهبت 
حرأ حيثٌ يشاء » وأنَّْ يريد . 

ج2 7 سید ہنی اليمامة مبھوڑ بهلذه التّربية النَبَوبّة » وهلذا العفو 
المحمّديّ ء مبهوژ بسماحة دين الاسلام » ونبيَ الاسلام » وکرمه » ومعاملته 
الواقیة التي أخذث بزمام قلبه فاحتوته وملکته ؛ لقد سَعِدَ وهو في ساره 
بالحكمةٍ + التي تتدقّق من فی الحبیب المصطفیٰ و واستشعر تشعر کان ' الور 
كأحسن ما يکود الاغتسال وطهّر ثيابه ؛ عاد فال الج وقد رع 
الجاهليّة كلّها وراء ظهرهء وطلّقها إلى الأبدء ثم توجّه إلى الحبيب 


<٤ 


الأعظم وَل وقال في صدق الأصفياء ونبرات الصادقين : عن آشهد اَن لا إلله 
إلا اللہ » وأشهدٌ أن محمّداً عبده ورسوله , 


# انسکبت عبراتٌ دافئة على وَجْتي ثمامة ؛ وكان عنوانُها التّدامة . ثم 
اقتربَ من رسول اللہ ٍ وقال في نبرة صادقة : ١‏ يا محمد والله ما كان على 
الأرض وج آبخض إلى من وجهك ؛ فقد أصبح وجهّك أحبٌ الوجوه كلها 
إليّ » واللهرما كان على الأرض من دين أبغض إليّ من دينك ۰ فقد أصبح دینك 
أحبٌ الدّين كله إلى » والله ما كان من بل أبغض إلىّ من بلدك » فقد أصبح 
بلدّكَ أحبٌ البلاد إلى » . 

لماذا اعتقلت قریشٌ ”ثمامَة ؟ 

٭ بعد أن شهد سیدنا ثمامة بُ آنال شهادة الحق » صار من خيرة 
الصحابة » وتحرّر قلبُهُ من الأوهام » واکتسب ضميرهٌ معرفة وخصباً » فاذا 
بأنوار المعارف تشرق من أعماق قلبه » وإذا به یستشعر آله قد اقترب 
من الله عر وجل -اقتراباً صَفَلَهُ من كل متعلّقاتِ الجاهليّةِ ء فقد تيقَّنَ ‏ بعد أنْ 
ذاق حلاوة الایمان - أنَّ القلوب المشغولة بغير ألله ‏ عر وجل - هي قلوبٌ 
خاوية محرومة من الم الحقيقيّ . 

س٥‏ شرع سيّدنا ثمامة ينهل من معين ال ارات » وينم بصفانه ‏ 
فأصبح مستأنساً بألله - عر وجل - » یعیش في ار وباشر ومع آله ل لقد 
امتلاً فده » وِمُلیٌٗ مشاشه بحبٌ اشر عر وجل -» وحت رسوله گلا » حتّیٰ 
إنه صا ر لا يقد علیٰ أن يفارقه ساعة من التّهار » وللکن ماذا يفعل وحتام بہقیٰ 
سيد أهل اليمامة في المدينة ؟ لعل عودته إلى اليمامة تفع قومه ؛ اذ 1 
سيدعوهم إلى صراط العزيز الحميد » والی دين لله عر وجل » ولعلّه يأمُلُ 
أن يهديهم ال - عرٌ وجل فيشرح صدورهم للإسلام . 

* أسئلة كثيرةٌ » وتساؤلات مثيرةٌ ؛ انثالت أمامٌ سيّدنا ثمامة » وللکتّہ 
رأئ أنْ يستشير معلّمَہ وإمامه » فجاء التي ي ليخرجَهُ من جيرته ء فقال 


to 


له : یا رسول اللہ ! إِني خرجتٌ معتمراً ء وان خیلك آخذئيي » وأنا ريد 
العمرۃً ء فماذاتریٰ ؟ © . ۱ 

٭ لمس الحبیب المصطفیٰ ية صدّق ثمامة » فبشّرہ بالخير ء وأمره أن 
یعتمرَ ء فامتطیٰ راحلته ء وتوجّه لیعتمر » حتّی إذا قدم بط مكّة » ورأئ 
الاس یطوفون بالبيت العتيق » وقد امتلاً بالأصنام ء ونداءات الشرك ترتفعٌ هنا 
وهناك » أخذ يلبّي بصوتِ جهوري : « لبيك اللهمٌ لبيك » لبيك لا شريك لك 
لبيك ء إِنَّ الحمد والتّعْمة لک والمُلّك » لا شريك لك » . 

٭ تساقطث ہلذہ اللبية على أسماع سادات قريش تباعاً ء فطارث 
قلوئهم ونفوسھم شعاعاً ء وتعجّبوا من ثمامة الذي يسمعُهم ما يكرهون , 
وقاموا إليه یناقشولّہ في صيغة هدذ الللبية البكر » وكانت أؤل تلبية ۲۳ في مکة 
ETE EES‏ 

ثم أعلنَ ثمامة علی الملا الوثنيّ خ أنه قد أسلم ؛ واه يشهدٌ أنْ لا إلله 

لا اف رادا رسو لله . 

٭ اعتبرت قریشنٌ هنذا الامر تحڈیاً لِمُلطانھا » وآخذت الماء تغلي في 
عروق ساداتها ء فقالوا له : « لقد اجترأت علینا » نت صَيَرْتَ يا ثمامة ؟ » . 


٭ لم يأبَه ثمامة لغوغائهم » ولم یحفل بثورتهم وبسفهائهم ۰ فقد 


 )١(‏ أشار محمود سامي البارودي في قصيدته ‏ كشف الغمّة : في مدح سیّد الأمّة » إلى سر 
ثمامة » ثمّجهره بالتّلبية في مكّة فقال : 
وسار بعت فلم بخطیٔ ثمامة اذ رآ فساختَسازَۂ غنساآ ولغ یلم 
ذا امام الذي لبیل بمكّة إِذْ آنی بها مُعْلشاً في الأشهر الحرم 
ومن الجدير بالذّكْر أنَّ سيّدنا ثمامة كان أوّل مَنْ دخل مکة المكرّمة بی ء وفی 
هنذا الأمز قال أحد بني حنيفة في ذلك : اا 
ومنّاالذي لبَئ بمكّة مُحرماً برغم أبي شفیان في الأَشْهُر الحرم 
« السّيرة اوه ۲(٢‏ / 1۳۹ )بتصف . ۱ 


٢ 


كان - رضي آلله عنه ۔مطمثناً ء إِلّه عرق الهدی بعد الصلالة ء وتفتّح قلّه على 
الور بعد الظّلمات ع وذاق لذَّة الأنس بالل بعد الوحشة ء فقال وهو ثابت 
الجَنّان ء لا يخافٌ إلا من الكريم المتّان : « ما صبوثٌ » وإِنّما أسلمث وتبعتُ 
خيرٌ دين » دين محمّد » فزادٌ ذلك من غيظهم » وغضبوا غضباً شديداً » فلمًا 
رآهم كذلك قال لهم : ١‏ والله لا یصل إليكم حبّةَ من حنطة حى یذ فيها 
رسول اللہ ل » . 

* كاد القومٌ يتمّيزون من العَيْظ » وحاولوا قثله » وارتفعت أصواتٌ 
حانقة تقول ل : « ويحكم اضربوا عنقه » . وَقَدَّمُوهُ ليضربوا عنقه » فإذا هو ثابتٌ 
كالجبل الاشم » لم يخففْ » ولم يرتجفٌْ . امتزج غضبُ القرشيين 
المتجمهرين حول ثمامة بشيء من الدّهشة والإعجاب به » لقد جعله الإسلامٌ 
رجلاً غير الذي يعرفونه من قَبْلُ » وانبعثٌ صوتٌ من أحد عقلائهم ينصح لهم 
بألا یدموا على ثل سيّد اليمامة ثمامة ؛ وقال لهم : « ويحكم ! دعوه ؛ 
فانکم تحتاجون إلى اليمامة » . 

٭ وصدق قائلهُم بأنّهم یحتاجون إلى اليمامة » فقد كانت آرض الحنطة 
التي یعتمدون علیها في ميرتهم ۰ فان فیل سيّدهم ثمامة » فاد ذلك سيدفعهُم 
إل حَبْس الحنطة عنهم ۰ إن لم يثأروا له . لهذا خلوا سبیله وهم راغمون ؛ 
فخرج ثمامة إلى اليمامة ٭ وأمر قومه آذ يحبسوا عن قريش ما كان يأتي إليها من 
اليمامة من حبوب ومنافع » فأضرٌ ذلك بقريش ضرراً كبيراً إلى درجة تفش 
معها المجاعة في مكّة » حى أكلت أسوأ الطّعام . 

03 اضطرت قریش تحت وطأةٍ الجوع » وتحت ذل الهزيمة في أعماقها آن 
تلتسن الوسّاطة المحمّديّة ؛ ْنع سيد بني حنيفة بأن يرفع العقوبات اللوي 
التي فرضها عليهم ؛ حى قال ابن سعد يه : « فضیّقَ على قريش » فلم 
يدغ حبّة تأتيهم من اليمامة » ”“ . 

٥‏ لم تجذ قريشٌ بدا من أنْ تحط رسالة إلى الي لا لرفع الضّائقة 


. ) ۵۵۰ (۷ طبقات ابن سعد‎ «  )١( 


۰:۳۷ 


الاقتصاديّة التی نزلث بساحتها ء فكتبّت إلى الصَادق المصدوق يل كتاياً 
مضمونه : ١‏ يا محكَّدُ ! آلست تقول : بألك قد بُعِنكَ رحمة للعالمين ؟ إ٥‏ 
عهدنا بك تآأمڑ بصلة الرّحم » وتحثٌ عليها » وإنَّ ثمامة بنَ أثال الحنفی قد 
قطع عنا ميرتنا » وضو بنا » فإِنْ رأیتَ أن تکتب إليه أن يخلي بيننا وبِينَ ميرتنا 
فافعل » . 

پ2 استجاب رسول اللہ ل لاستغائة قومه به » ورجائهم رحمته » وبرّه 
ومودّته » على الرّغم من أنه في حالة حرب معهم ۰ فکتب إلى سيّد بني حنيفة 
ثمامة بن آثال : « أن حل بين قومي وبين ميرتهم » . 

امتثل ثمامةً آمر ال يك » ولم یتوقف لحظة عن طاعته ۰ وسمح 
للحنفیین متابعة نشاطهم التُجاريٌّ » وفك الحصار المفروض على قريش › 
وبعث بالمحاصیل إلى مكّة المكرمة ؛ فارتفع عن أهلها : شبَحٌ المجاعة » وفرحٌ 
الاس بھلذہ المنح المحمّديّة + والأخلاق النّبوة » والشّمائل المصطفويّة › 
التي استلّتِ الغیظ من نفوسهم ۰ وجعلتهم يقتربون من نبی الاسلام له . 

پا ذكر عدد من المفشرين قصة ثمامة عندما تعرّضوا لقوله 
عر وجل : ولد آخذتهم یالعذاب هما استکاوا رہم وما ياض رون [المؤمنون : 75]» 
فقالوا : « لا آسلم ثمامة بن آثال الحنفی » ولحق باليمامة » حال بين آهل 
مكة وبين الميرة من يمامة ‏ فأخذ اللہ - عر وجل - قریشاً بسنی الجدب » حا 
آکلوا العلهز » فجاء أبو سفیان بن حرب إلى رسول الله ية > فقال 

فقال گلا : « بلئ » . 

رات إل بة : لقت كذ . الآ 


)۱ « البحر المحیط ( 5 / ۳۸۳ ) ء و« آسباب التزول » للواحدي ( ص : ۲ )مع 
الجمع واكصوّف . = 


EA 


rd ۰ یم ۵ 9 ر‎ e 
| قصة اد في اجن‎ 
كما جات في كتير من كنب اليرة :راشرس‎ ٠ شین‎ 


3 


والگواریخ ؛ وغيرها» وهمانحنْ أولاء نسوق قصّته الثّائقة من 
١‏ الصَّحيحَيْن » » ونعرف بعض ما تنطوي عليه من أحكام ۰ وعظات نافع 
وفوائد ودروس ماتعة . 
لمغري :أله سم أباهريرة ‏ رضي آله عنه. - يقول لبعد رسول اک 
اليمامة > فريطوة بسارية من سواري السجد ‏ یں ال سوه 
فقال : «ماذا عندك ب يا ثمامة ؟ » . 

فقال : عندي يا محمّد خير ؛ إن تقل َل ذا دم ء وان تُنعم تنعم على 
شاكر ؛ وان کشت ترية المال لفط منه ما شت 

فترکه رسول الہ 34 حك حتّیْ كان بعد الخد ؛ فقال : «ماعندك 
يا ثمامة ؟ ۷ . 


قال : ما قلت لك . إن تثعم تنم على شاکر ۰ وان تنل ذا دم 


والمعنیٰ : لو كشف ال عر وجلٌ ‏ عنهم هلذا الضرٌ » وهو الهزال والقحط 
الذي آصابهم > ووجدوا الخصب لارتدوا إلى ما کانوا عليه من الاستکبار » وعداوة 
رسول ألله ية والمؤمنين » وافراطهم فيها . 

وقیل المعنیٰ : ولو امتحتاهم بكل محنةٍ من القثل والجوع ۰ فما ژژي فیهم 
استكانة ولا انقیاد . ووژن استکان : استفعل ؛ أي : انتقل من کون الی کون » كما 
تقول : استحال : انتقل من حال إلى حال . ومجیء مصدره : استکانة » يدل على 
أنَّ لفعل وزنه : استفعل » کاستقام استقامة . وأثه تعالئ أعلم . 


۰۳۹ 


وإِنْ كنت تریڈ المال » » فسَل تغط منه ما شفت 
فترکه رسول الله ية . حٌى كان من العّد » فقال : «ماذا عندك 
يا ثمامة ؟ ۷ . 


فقال : عندي ما قلت لك ؛ إن نعم تنعم على شاکر ۰ وان تَفثل تل ذا 
ا > فَسَلْ تَعط منه ما شفت 

فقال رسول اللہ ي : « أطلقوا ثمامة » . 

الق إلن تخل قريب من المسجد » فاغتسلَ » ثم دخل المسجدا؛ 
فقال : آشهذ أنْ لا إلله إلا اللہ وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ء يا محكّدُ ! 
واشرما كان على الأرض وجْة أبغض ال من وجهك » فقد آصبح وجهك أحبٌّ 
الوجوه كلها إليّ » والله ! ما كان دِيْن آبخض إلىّ من دينك ؛ فأصبحَ دينك 
أحبٌ الڈیْن كله إليّ » والله.! ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك ٠‏ فأصبح 
بلك أحتّ البلاد كلها إليّ ؛ ؛ وان خيلك أخذتني وأنا رید العمرة » فماذا 
تریٰ ؟ 


تر 4 رسول ال گل ء وأمره أن یعتمن فلمًا قدم مگة قال له 


فقال : لا > وللكتي أسلمث مع رسول آله يله › ولا وألله لا یأتیکم من 
اليمامة حتّة حنطة حى یأذن فيها رسول اللہ كلل » ١”‏ . 


)١(‏ مه متمق عليه » أخرجَه البخاري في المغازي برقم : ۳۷۲۱ ) » باب : وقد بني 
حنيفة » وحديث ثمامة بن أثال » ومسلم في الجهاد والسّير برقم : ( ١1/55‏ ) ؛ 
واللفظ له » باب : ربط الأسير وحبسه ؛ وجواز المنّ عليه » وأبو داود في الجهاد 
برقم : ( )۲٦۷۹‏ ء و« سيل الهدی والرّشاد» (50/ ٠۲۲-۱١۲‏ ) ء و« السّيرة 
التبويّة ۲(٢‏ / 1۳۹-۰۳۸ و« تاريخ الاسلام » للذّهبي ( المغازي ؛ 
ص : ٠٠١‏ ) » و« دلائل الشوَة " للبيهقي ٤(‏ / ۷۸۔۸۱)ء و« صحيح السّيرة 
التَويّة 1( ص : 785-786 ) وغیرها کثیر . = 


° 


ومعنیٰ قوله « ماذا عندك » : أي : ما الذي استقرٌ فی ظتك أنْ آفعله بك ؟ 


فأجاب ثمامة بأنّهِ ظنَ خيراً . فقال : عندي يا محمّد خير ؛ أي : لأنّك لست ممّن 


يظلم » بل مهن يعفو ويحسن . و« ذا دم » : صاحب دم لدمه موقعٌ يشتفي قاتله 
بقتله » ويدرك ارہ لرياسته وعظمته ؛ ويحتمل أن يكونٌ المعنیٰ : أله عليه دم وهو 
مطلوبٌ به » فلا لوم عليك في قتله . و« فبشّره » : أي : بخيري الدّنيا والآخرة » أو 
بشّره بالجنّة أو بمحو ذنوبه وتبعاته السّابقة . و« أسلمتٌ مع رسول الله كَل » : كأنّه 
قال : لا ما خرجتٌ من الدّين ؛ لأنَّ عبادة الأوثان ليست دیناً » فإذا تركتها لا أكون 


خرجت من دين » بل استحدئت دين الاسلام 3 وقد وافقتٌ رسول ألله يلي علیٰ دينه 2 


فصرنا متصاحبین في الاسلام نا بالابتداء وهو بالاستدامة . 


ر7 هم 


وفي قصّة سيّدنا ثمامة بن أثال فوائد عديدة من آبرزها : 

جوا ربط الکافر في المسجد » والمنٌ علئ الاسیر الکافر . 

تعظیم آمر العفو عن المسيء ؛ لاد ثمامة آقسم أنَّ بغضه انقلب حباً في ساعة 
واحدة لما أسداءٌ رسو أله يكل إليه من العفو » والمنّ بغیر مقابل . 

الاغتسالٌ عند الإسلام ء والتَّطوٌّر للجسم والّیاب » كما فعل ثمامة حين أسلم . 
الإحسانٌ يزيل البغض ء ویمحو العداوة » ويثبثٌ الحب » ويؤسّس المودّة . 

إذا أراد الكافرٌ عمل خير » ثم أسلم ء شرع له أنْ يستمرٌ في عمل ذلك الخير . 
الملاطفة واللينُ المدروس المعتدلُ لمن يرجئ إسلامه من الأساریٰ إذا كان في 
ذلك مصلحة للإسلام » ولا سيما مَنْ يتبعه على إسلامه العددٌ الکٹیژ من قومه أو 
من أتباعه ومَنْ هم تحت إمرته . 

الإسلامٌ يغيّر سلوك المؤمن » فيعمل لصالح المسلمين » كما فعل ثمامة حينما 
حبس الطّعام عن آهل مكّة » إلى أن جاءہ الإذنُ التََويُ باطلاق الميرة والحبوب 
لهم . 

إذا أراد الكافرٌ الاسلام بادَرَ به » ولا يؤخّره للاغتسال . 

الإسلامٌ يهدمٌ ما كان قَبْلّه » وقد تواترت الأحاديث الصّحيحة بذلك . 


١ 


ثباتة في وجوه المُرتدّين : 

# كان سيّدنا تُمامة بن آثال رضي آلله عنه - مین أخلصن للاسلام 
(خلاص الموقنين » فقد ظل وفیاً للحبيب المصطفی كَل ؛ مقيماً علیٰ العهد 
الذي فارفَهُ عليه » ولمّا ظهرَ ز ي مُسيلمة الکذاب في بني حنيفة » وقويّ 
موه 2 واشتدّت شو کته » آرسل رسول ال كله فرات بن حيّان العجلي إل 
ثمامة فی قتال مسيلمة الكذّاب وقتله 29 . 


# كان مسيلمة قد أعلنَ القُوّةَ في اليمامة » وادّعئ الشّركة مع ال 
محمد ول وفتنَ أهل اليمامة › وانقسموا بين مُصدّق ومُکذب ؛ وراض 
وساخط » بل إِلّه افتعل کتاباً یذکڑ فيه أنَّ رسول الله لا جعل له الاشر من 


بعده » فصدّقه آکٹژ بني حنيفة ۲۳ . 


2 وبلغ من تبك بني حنيفة به هم کانوا يسألونه آن يدعو لمریضهم ء 
ون يباركَ لمولودهم ٭ وهم یعلمون علم الیقین أله كذّابٌ مفترِ لاب » فقد 
جاَۂ قوم بمولودٍ لهم فمسع رأسه فصار آقرع تب قبيح الرس > وجاءه رجل يسأله 
أن يدعو لمولوو له لول العمر » فمات المولوة من يوس ؛ وعلیٰ الرّغم من 
هنذا كلّه ظلَّ شطرٌ کبیڑ من الحنفيين يصدّقونه في تزماته وألاعيبه عصبية 
وجھلا » وغلب الشّقاء عليهم . 

٭ وتذکڑ المصادر المتنوّعة بأنَّ سيّدنا ثمامة بن أثال ‏ رضی ألله عنه - 
كان من فضلاء الصّحابة > وتوفي رسول الل پل وثمامة متمسّكٌ بالإسلام 
لا یحید عن الحقّ قِيْدَ أنْمُلة » ولمًا ارتدٌ أهلٌ اليمامة لم يرتدٌ ثمامة » وثبتَ على 
إسلامه » هو ومَنْ اتّبعه من قومه » وكان مقيماً باليمامة ينهاهم عن اتّباع مسيلمة 


۰ - العمرةٌ مستحيّةٌ في کل وفت . 
)١(‏ انظر : « أسد الغابة (٩‏ 4 / 9۲ ) بشيء من التَّصوّف . 
(۲) 2 مارالقلوب )4( ص : 15١)بتصدّف‏ . 


٢ 


الكذاب وتصديقه ؛ ویقول لهم : 06 اکم وأمراً مُظلماً لا نور فيه ء واه لشقاۂ 
کته الله - عر وجل - عل مَنْ أخذ به منكم ء وبلاء علی مَنْ لم يأخ به منكم 


يا بني حنيفة » ٩۷‏ . 


٭ قال أبو منصور التّعالبِيّ کل وغيره : ١‏ وكان ثمامة ب بن أثال الحنفی 
یقشع جلدهٌ من کر مسيلمة » وقال یوماً لاصحابه يعظهم ویذگرھم : له 
لا يجتمعٌ تیان بأمر واحد ء وإ محمّداً رسول اللہ لا نبيَ بعده » ولا نبي يُشْرَكٌ 
معه » كما أنَّ آلله ‏ عر وجل لا شريك له في ألوهيته » فلا شريك لمحمّد في 
ته . ثم قال : أين قول مسيلمة : [ يا ضفدع نقي نِقَي كم تنقين » لا الماء 
تکارین » ولا الشرب تمنعین ] من قول اش تعالئ الذي جاء به 

محمد وہ ر بحم و یال إن سو لذ كيل زب 
رید لاب ذى لول له اه هو اه و أَلْمَصِيرٌ 16 غافر :۱ ۲۰ ]۰ 
فقالوا وع يمن قول مل ذلك مع عل علدا نا قیر الاب 
الولید - رضي ألله عنه - اليمامة شکر ذلك شمامة بن ال وعرف به صحَّة 
اسلامه » 29 . 


٭ ومن الخیر أن تال كلمة الخیر في موضعها ء والخیژ الذي ينبغي أن 
نقوله بان بني حنيفة لم یکونوا كلّهم قد تابعوا مسیلمة الکلّاب » وساروا وراءه 
ضالّین مضلین » وللکتّما ظهرت ثلَهُّ مباركة آبدت سخریتها بمسيلمة ودعرته 
الخبيثة » ومیّث تقاومٌ ترّهاته وتهاجمة » وتدعو إلى الگبرؤ منه » وکان في 
مقدمة هلذه الكل السَّيّد المفضال ء ثمامة بن آثال » فکما علمنا أنه كان من 
ثبت على اسلامه ثبات الجبال + لما اندلعت نيران فتنةٍ الارتداد والمرتذین في 
الجزيرة بعامة » وقومه خاصّة » وكانت مقاومة ثمامة ومَنْ معه من اللّابتین ين على 


N‏ ا 


. )۲۹۵ / ۱(٩ آسدالغابة‎ «۲ )١( 
۰۵۵۱-۵۵۰ / ۵ ( » ء ول طبقات ابن سعد‎ ) ۱٤۹ : (ثمار القلوب » ( ص‎ )٢( 
٠ )مع الجمع والتَصرّف‎ ۲۰۸ ۹V / ١ ول" الاستيعاب‎ 


01 


الاسلام مقاومة ذات آثر بسیط ‏ فقد استطاع من خلالها أن یشغل المرتذین 
7 حت وصلت جیوش الخلافة الرّاشدة بقيادة سیف ال وسیف رسوله خالد بن 
الوليد - رضي الله عنه ‏ » فدمّرت تجمعات مسيلمة الكذَّاب » ویترتها 
وأعادت السّلام والامان إلى أرض اليمامة وما حولها » وَفَاءَ الاس ع إلى دين الله 
وأمره . 

٭ ومن العجيب أنَّ أناساً من بني حنيفة موقنة تمام اليقين أ مسيلمة 
أكذبٌ الئّاس » ومع معرفتهم بكذبه فان عناصر منهم وقفوا إلى جانبه وقفة 
مصلحةٍ ۰ فطمعت فی السّلطان » وتعسّبّتْ للقبيلة »> وطمعت فی الأموال 
والمغانم » وكان في مقدّمةٍ هلؤلاء المنكرين والمفتونین » طلحة التّمرِيَ 

٭ وتبسط الرّوايات محاورةً بين طلحة ومسيلمة مفادها : « أنَّ طلحة 
التّمريّ جاءه ء فقال : أين مُسيلمة ؟ 

قالوا : مع رسول أله . 

فقال : لا + حى أراه . 

فلمًا جاءه قال له : آنت مُسيلمة ؟ 

قال : نعم . 

قال : مَنْ يأتيك ؟ 


فقال : فى ظلمة . 

فقال طلحة اللّمريَ : آشهد نك كاذتٌ 2 وان محمّداً صادق 3 وللکن 
کاب ربيعة أحتٌ الینا من صادق مُضر . 

یل طلحة النّمريّ مع مسيلمة يوم عقرباء كافراً » ( 


. «الكامل في التاریخ ۲۲ ۲۲ )بتصرّف‎ )١( 


٤ 


٭ لقد طغت آخبار ردة مُسيلمة الكدّاب باليمامة على غیرها من آخبار ؛ 
ومنها : ثبات جماعات من المسلمین الصَّادقین في اليمامة بصفة عامة » ولم 
یتعرّضْ بعض الکتّاب المعاصرین للحديث عن المسلمین الذین ثبتوا على دينهم 
في فتنة مسيلمة الخبيثة اللئيمة ٤‏ وكيف جابهوه ووقفوا وقفة مشرّفة في وجهه 2 
ومن ثم ساندوا جيوش الخلافة الرّاشدة التي جاءت إلى اليمامة لتقضي على فتنة 
مسيلمة التي استشرت وعظم شررها ء فأطفأتها الجیوش الإسلامئة في عهد 
سيّدنا آبي بكر الصَّدّيق - رضي الله عنه - ببركة صدقه وصفاء نيّته - رضي اللہ 
عنه وأرضاه وحشرنا في زمرته - . 


* فقد آودعت التّواريحٌ في ثنایاها أن ثمامة بنَ آثال - رضي اللہ عنه - كان 
من مشاهیر بني حنيفة وأعيانهم » وکان واحداً من آکابرهم » وعقلائهم » ومن 
ذوي الفهم والرّأي السديد فيهم » وکان مخالفاً لمسیلمة على ما هو عليه من 
الَردّة ء وکان ممّا قاله لمن تابع مسیلمة الكذاب : «... ویحکم 
يا بني حنیفة ! اسمعوا قولي تهتدوا » وآطیعوا آمري ترشدوا » واعلموا أن 
محمّداً ولا كان نبا مرسلڈ ء لا شك فى نبوته » ومسيلمة رجل کذّاب ء 
لا تغتروا بکلامه » وکذبه » فإلُکم قد : سمعتم القرآن الكريم کلام الله تعالیٰ ء 
فأين هنذا سے ےو میں نے في آمورکم » ولا يذهب هنذا 
عنكم » ألا وإنّي خارجٌ إلى خالد ب بن الوليد في ليلتي هلذه ء طالباً منه الأمان 
عل في ٤‏ ونال اهل ۽ ووي“ 


2 ووقع کلام ثمامة موقعا حسناً عند بعض عقلاء بني حنیفة ء فکان 


جو اب م“ شت عل' الاسلام مه قومه أن قالوا له : « نح معك با أبا عام » 
جواب من ل و سلام من فو تحن یا ابا عامر 
فكنْ من ذلك على علم » . 


0 وتذكد بعضن الزوایات َو ثمامة - رضى اللہ عنه ب كان پرسل إلى 
مسیلمةذف وينصحٌ له بأنْ يرجمّ عن إفكه 3 وتروي هلذه الرّوايات شعراً لثمامة 
منه قوله : 


0 


مُسيلمة ارجسم ولا تمصك فا تك نے الانر لم تشرد 
ک بت على ار فى وخيه فک ان هواك هوي الألوك 
ومشل ود آن بمنشوك وان بأنیم خسالتے شلد 
قمالك من مَصْعدٍ فى السّماء ‏ ولا لك فى الأرض من مسلك 
٭ آورد ابن سيّد الئّاس له في ترجمته الماتعة لسيّدنا ثمامة من 
کتابه : ( منح المدح ١‏ كلاماً نفیساً وشعراً سلساً لثمامة » فقال : « کان 
تُمامة بن أثال - رضي ألله عنه ‏ ممّن ثبت علیٰ إسلامه حين الرّدَّة عن الإسلام » 
وله مقامٌ محموڈ في الوّدٌ على مسيلمة وقومه » وکلام حسن صدر عنه في ذلك 
نظماً ونشراً . ولما أغلظ لمسیلمة وبری من قال : ماقضیت حى 
رسول آلله يي بعد » فجمع بني حنيفة » فخطبهم فقال : يا بني حنيفة ! اي 
أرئ فيكم بغياً ولجاجة ء والبغي هلاك واللجج نکد .... في کلام قال 
فيه : وإنكم وألله لو قاتلتم أمثالكم ء لمّا خفث أن يغلبوكم » وللكنكم تقاتلون 
لو بالكهانة » والقرآن بالشّعر . والأتصار بالكمّار » والمهاجرين 
بالأعراب ۰ وإِنَّما التّدامة عند العيان » والشَّكٌ عند السّيف » فلو كان لنادم 
إقاله » أو لشاكٌ بقاء » لم نكره أَنْ تذوقوا عواقب ما أنتم فيه » وللكلّه هلاك 
ء و ! فوا عواقب دسم 
الأبد . فأعظمه القوم أن يجيبوه » وثبتوا على أمرهم ؛ فرجع مُغْضَباً وقال في 
ذلك : 
اَم بترا القول شم بردني إلى القول إنعامٌ ای محمد 
شكوث له فكي من القُلٌ بعدما رات الا من حسام مهد 
وما كان إلاّمسحة بذبابه فأصبح صبحاً شایل الرَجْلٍ واليد » © 
۰ وذکر ان عبد الب 2 فی :الاستيعاب» : أذ ني حا لین 


رد) « منح المدح ۷( ص : ۱۰-۵۹ ) » وانظر : ( الإصابة (۱ / 5 ). 


ء٦‎ 


وأصرّوا على عصيانهم ؛ ورأیٰ أنّهم قد أصفقوا على اتباع مُسيلمة الکذٌاب 
ومناصرته علی آباطیله وافکت عزم علی مفارقتهم إلى غير رجعة » أو 
يقضي ألله أمرأً کان مفعولاً . 

٭ قال ابن عبد الب ك4 : « ومر العلاء بن الحضرمي ومَنْ معه على 
جانب الیمامة ۰ فلمًا بلغه ذلك أي : ثمامة - قال لأصحابه من 
المسلمین : إني واشر ما أرئ أن آقيم مع هلؤلاء مع ما قد أحدثوا ء ون الله 


7 


تعالیٰ ضاربُھم ببليّةِ لا يقومون بها » ولا يقعدون » وما نری أن نتخلف عن 
هلؤلاء وهم مسلمون » وقد عرفنا الذي یریدون » وقد مروا قریباً » ولا 2 
الحضرمی » ومعه أصحابه من المسلمين ٠‏ فكان ذلك قد فك في اعضاه 
عدوّهم حين بلغهم مدد بني حنيفة » وقال ثمامة بن أثال في ذلك : 
دعانا إلى ترك الدّيانة والّدی مسيلمةٌ الکذّاب إِذْ جاء ینم 
فيا عجباً من معشر قد تتابمُوا له في سبيل الغيّ والفیٔ آشنع 

فی أبيات كثيرة ذکرها ابن اسحاق فى الرّدّة » وآخرها : ۱ 
وفي البعدِ عن دار وقد ضلّ أهلّها هدئ واجتماع کل ذلك مهي 

دص( > 

كيف نال ثمامة الشهادة ؟ 

* لما توفي حبيبنا رسول ألله بلا ارتدّت قبيلة ربیعة بالبحرين فيمن ار 
من العرب » إلا الجارود بن المعلّیٰ فإنّه ثبت على الاسلام مَنْ معه من قومه . 


0) 


(۱) «الاستيعاب ۱(٩‏ / ۲۰۸ ) » وانظر : « آسد الغابة ۱(٩‏ / ۲۹۵ ). 
وقال الإمام اور له و صن منت سامت بن أثال - رضي ألله 
عنه ‏ : « ثمامة بن أثال الصّحابيٌ . 7 وحَسّنَّ اسلامه » ولم رتد مع مَن ارتد 
ب أهل ات ولا خوج من لام لأ رضي أله مد » . « تهذيب الأسماء 
واللغات ۱(۷ / 15م 


۷ 


3 وأصبحث في البحرين الإحساء ‏ جبهتان : إحداهما للوسلام بقيادة 
الجارود بن المعلّیٰ ‏ والاخری للكفرة والمرتدین بقيادة الحُطم بن ضبيعة 
العبديّ » وکان الحُطم مرتذاً خبیثاً وقائداً ماكراً » استطاع أن يغوي عدداً من 
انس » ويوقعهم في فح الرّدة » حتّی استفحل أمره » وكثر أنصارُهُ » ولم تبق 
أهلّ مدينة مَجّر » ومدينة القطيف » ومدينة دارين » وجميع القرئ التّابعة لها , 
وصار كل أهلها أنصاراً للحطم زعيم المرتڈین في هاتيك الأصقاع . 

3ت وحینما سار العلام ر بن الحضرميٍ لإخماد فتلة الردة فى البحرين 
والخلیج كلّه » وحاذی اليمامة » جاءه ثمامةُ بن أثال في حشد کبیر من مسلمي 
بني حنيفة » فرحب بهم العلاء واحتفی بثمامة وآکرم مثواه ء وصار ومَنْ معه 
جنداً من جنود العلاء ؛ بن الحضرمي . 

3 قال الطبریٔ اه فى ١‏ تاریخه ) ء وابن کثیر که في 
« بدايته » : ١‏ فلمًا دنا العلاء بن الحضرمی من البحرين جاء إليه ثمامة بن أثال 
في محفل كبير » وجاء كل أمراء تلك التّواحي » فانضافوا إلى جيش العلاء بن 
الحضرمی » فأكرمهم العلاء » وترحب بهم » وأحسن إليهم » . 


* وشهد ثمامة مع جيش المسلمين قتال الخطم بن ضبيعة » حى انهزم 
المشركون » وقيِلوا » ول معهم زعيمهم الخطم » وقسّم العلاء الغنائم » 
ونفل رجالاً ء فأعطئ العلاء رجا من المسلمين خميصة كانت للحطم بن 
ضبيعة وكان يباهي بها » فاشتراها منه ثمامة ع فلا رجع ثمامة بعد هنذا 
الفتح ء رأئ قوم الحطم خميصته على ثمامة ء فاعتقدوا أله قتله » فقتلوه غدراً 
على سبيل الأخذ بالگار ؛ فقضیٰ بذلك نحبه شهيداً بإذن الله . 


3 جاء تفصیل ذلك وبيانه في المصادر المتنوّعة من آمهات التاریخ 
والتّراجم فقالت : « وأقفل العلاءٌ بن الحضرمی بالئّاس إلا من أحبٌ المقام ء 
بعد أن قسم الأنفال » ونفل رجالاً من أهل النّجدة والبأس والبلاء في المعركة 


۸ 


ثياباً على وجه الخصوص ۰ فاعطی ثمامة بنّ آثال الحنفی خميصة ذات آعلام » 
كانت للخطم بن ضبيعة ۰ وکانت ثمينة يباهي بها . فلمّا رجم ثمامة من 
المعركة » وَرّد على ماء لبني قيس بن ثعلبة قوم الحطم » فرأوه وعليه خميصة 
زعيمهم الحُطم المقتول » فعرفوها » فدسّوا إليه رجلا منهم » وقالوا : سّله 
كيف صارت إليه الخميصة ؟ واسألْهُ عن الخُطم ‏ أهو قتله ؟ فسأله الرّجل عن 
الخميصة ء فقال ثمامة : مها . 

قال الوّجل لثمامة : آآنت قتَلْتَ الحُطم ؟ 

قال ثمامة : لا ء ولودِذثٌ أنّي كنت قتلته ‏ وكان الذي قتل الخطم 
قيس بن عاصم التّميميَ - 

ا 

اي لھا - يعني : أعظاتھا لاد العام بصفة خاضة عند تقسیم 

فاصوا له پلگا كان ثمامة شاعا :لم پر أ عل مواجهته مر 
تسللوا نحوه منفردين ۰ حتّیٰ ضربُوا حوله نطاقاً ء وما كان يعلم انهم باقون 
على جاهليّتهم وردّتهم الخبيثة » فقال لهم مستفسراً : ما لکم ؟ 

پویسڈیو چس 

قال ثمامة : كذبتم ‏ > لوددت ني قتلثّةُ ؛ آگا الخميصة فإنّي قد تُقُلتھا 

قالوا : رمل بقل القاتل ؟ 

قال : نها لم تكن عليه » وإِنَّما وُجَدَتْ في رحله . 

قالوا : كذبت . 

ثم احتوشوه » وهاجموه من كلّ جانب » فدافع عن نفسه دفاع 
الأسد ء بيد أنّهم تکاثروا عليه ؛ حى استشهد رضي اللہ عنه -ء 


۹ 


ولقي آلله ‏ عر وجل - وهو یدود عن حياض الاسلام » ( 
٭ كان استشهاد سيّدنا ثمامة بن أثال في السَّنة الحادية عشرة من الهجرة 
التَويّة المبارکة » استشهد وهو خارج لاعلاء كلمة اللہ » ولقمع المرتدين ؛ 


1 


فنال الشّهادة ء وکتب من السْعداء عند له عر وجل . 

# رضی اللہ عن ثمامة بن أثال » ورزقنا الذکر والتّسبیح في الغدو 
والاصال > وجعلنا من الذین لا تلهیهم تجارةٌ ولا بی عن ذگر اللہ وإقام السّلاة 
وإيتاء الرّكاة في جمیع الأحوال » والحمد لله الکبیر المتعال 


ذم ثم هم 


» «الکامل في التاريخ » (۲/ ۳۷۰۔۳۷۱)ء وه خلافة الصديق والفاروق‎ )١( 
(ص : ۱۱۲ ۱۱۷) ۰ و« حروب الرّدّة)( ص : ۲۲۷۔۲۲۸) مع الجمع‎ 
. والكصوّف‎ 


0۰ 


جی یی ظا ری 
کے 2 موی 


05۱۸۷2۲21 0 


0 / یں 
جرير بن عبد الله 
* آنسا ال بشطة في العلم والجسم والجمال . 
۹ 





٭ دعا له الى كلا فقال : « اللهم سنه واجعله هادیاً مھدیاً) . 
٭ مجاه فاتخ لعدَّة مدن ؛ وروی مئة حديث ؛ وأخبارة جميلة . 


۔ 
ل 


ره 7 
جی 9ری (جںی 
اعم دم ازو ںی 


www. moswarat. COM 


23 
یس یی فی 
سکس ١ن‏ (لروی‌سسی 


۸۱۷۸۷۱۷۸۷ ١0١ 0 باع‎ 2۵۲211 


# سيد ساد في الجاهليّة والاسلام » زاده ال عر وجل - بسطة في 
العلم والجسم والجمال > فكان من أجمل رجالِ عصرهء كأنَّ وجهّه شمه 
قمر . 

# كان اسلامه عقب نزول سورة « المائدة » فی السّنةٍ التی توفی فیها 
الصادق المصدوق نبنا محمّد اة . ا 

٭ قال عن حفاوة الل ی به » وإكرامه له : « ما حجبّني رسول ال لا 
منذ أسلمث »ولا رآني إلا ابتسم » . 

٭ وقال عن نفسه : « بایعث رسول أله بي على المع والطاعة ء ون 
أنصخ لک مسلم » . 

٭ کان كريماً في قومه ء جاء إلى الک ء وهو في بيت » والبیث 
مملوء بالئّاس ء فلم یجڈ مجلساً » فرمئ إليه رسول آش کیا بإزاره أو بردائه » 
وقال له : (اجلسْ على هلذا» فأخحذه وقیّله » وضمّه إليهء 
وقال : « أكرمك الله يا رسول اللہ كما أكرمتني » فقال رسول اللہ ل : « إذا 
آتاکم كريم قوم فأكرموه » . 

٭ ما الوجل الجميلٌ الوسیم قال له الحبيبُ 


tor 


الاعظم بي : « ألا تريحني من ذي الخَلصَة ؟ »۲۲ . 

فقال له : «یارسول ال ! إِنّي رجل لا أن ثبت على الخیل » . 

فضرب الحبيبٌ المصطفی ِا بيده الشریفة فی صَدُر الوَجُل » ودعا له 
فقال : « اللهم تَبْنْهُ > واجعله هادياً مهدیّاً » . قال الکجل : « فما سقطتٌ عن 
فرسي بعد ۷ . 

# كما أنَّ هنذا الؤجل اجتذب إعجاب العبقري الفاروق المد سيّدنا 
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه ۰ حتَّئ قال له يوماً في مجلس عامر 
بأصحابه : « يرحمك الله ! نِعْمَ السَيّد كنت في الجاهليّة » ونعم السَيّد نت في 
الإسلام » . 

٭ ومن المعارف اللطيفة التي تطالعنا بها سيرة هذا الؤجل أله كان مع 
سيّدنا أنس بن مالك رضى اللہ عنه - فى سفر من الأسفار » وكان آکبر من 
أنس في السّنْ ۰ فكان مع ذلك یخدم أنساً ب بفخر واعتزاز ويقول : « نی رأيتٌ 
الأنصارٌ تصنمٌ برسول أله ي شيتاً » فلا أرئ أحداً منهم إلا خدمئه » . 

0 ع بها ال ال ر لک لو له » وعن ن الوصف 
وال لا : ٠‏ يطل عليكم من من الاب جل من غیر ڈی نع وم 
مسحهة ملك » . 

٭ لهلذا كان سيّدنا عمر یصفه باه یوسف هلذه الأمّة ؛ لجماله وحسنه 
واعتداله وملاحته » وسیادته لقوموے فقد کان فاضله ذكيّاً » واضح المحيًا 
بهيّاً ء حسَنَ الوجه مدید القامة ؛ ترف الجسم عليه وسامة . 


(۱) «ذوالخلصّة»: بيت لقبیلة خثعم في الجاهليّة ؛ كان يدعو الکعبة اليمانيّة » فيه صلم 
یدعیٰ الخَلصۃة لدوس ٠‏ وخثعم > وبجيلة › وغیرهم ۰ فأمر رسول اللہ ا بهدمه 
فھڈم ؛ وأحرق » حتّیٰ ترکوه کالجمل الاجرب ۰ فاستبشر و بذلك . 


0٤ 


٥‏ هاذا الرّجل هو جریژ بن عبد آله بن جابر البَجلِيَ ۲۳ » نسبة إلى بجيلة 
قبيلة من الیمن » وھلذہ اسب جارية على القياس ؛ لأنَّ قياس السبة إلى فَعيْلة 
فَعَلِىَ » بفتح الياء والعين . وبجيلة بطونٌ عديدةٌ متفرقةٌ » تفْوَقَتْ في أحیاء 
العرب منذ يوم حربها مع کلب بن وبرة بالفجار » وقد أعاد شملها وجمکھا 
جريد بن عبد الله بن جابر البَجَلِنَ ۳ . 

« رجل من خبر ذي يَمن » : 

٭ أنفاس المدينة المنورة تسبيحٌ وتهليل ممزوج بالتتحميد » وخفقاتُ 
فوادها ابتهالات لله العزيز الحميد ۰ ولیلها ساج ب يلف بسواده الكون » وللکٌ 
قلوت أهلها قد استضاءت بأنوار اليقين » وسکولها موحش » للكنّ 
عباد الؤحملن قد اطمأنث نفوسّهم بالأنس بأللہ الودود » واستأئسث بایناس 
رسوله الرّؤوف الورّحيم بالمؤمنين » فقد شرح حَ الله عر وجل - - صدورهم 
للإسلام هم علئ نور من رهم » وويلٌ لا سية قلوبهم من ذكر ألله » أولئك في 
الّلال البعيد » والكفر المبين . 


٭ في هدوء الليل ودجاه البهيم ٠‏ علا یدنا بلا بن رباح ‏ رضي آله 


2 

م 

2 
2 


- المسجد التّبويّ » وراح ینظر إلى الافق الشرقی ينتظرٌ الصّبح ء حى إذا 


۰۳۰۱ ۰۳۰۲ ۰۲۳۹ : ول الاشتقاق » (ص‎ 2) 00 / ۸( ٤ «البداية والٹھایة‎ )١( 
» و« المفصضل في تاری يخ العسرب فبل الاسلام‎ ) ۵ ۷ ء٦‎ 
۰) ۱۲۸ ۵ : الفھارس : ۱۰ / ۲ء وه الشعور بالعُور » للصّفديّ ( ص‎ ( 
و( سير‎ » ) ۳٣۲ › و« البرصان والعرجان )( ص : ۰۲۹ و۰۱۲۰ و۰۱۲۱ و۱۷‎ 
۰) ۲۳۷ - ۲۳۶ /۱( ) و« الاستیعاب‎  ) ۵۳۷ - ۵۳۰ /۲( ۷ أعلام اللاء‎ 
۰ ۷۲-۷۰ /١(4»ةوفّصلاةفص و« الاصابة » (۱/ ۲۳۶-۲۳۳ ) ۰ وه‎ 
و« تهذیب الاسماء واللغات ) (۱/ ۱6۷ ۱4۸ ) ۰ و« المعجم الکبیر » للطبرانی‎ 
. وغيرها من مصادر متنواعة یصعب حصرها فى هلذا المجال‎ » ) ۳۹۹-۰ /۲( 


. ) 555 / ٤( انظر : « المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام » لجوادعلي‎ )٢( 


t00 


0 
5 


تین له الخیط الابیض من الخیط الأسودِ من الفجر نادیٰ : الله أكبر ؛ 
الله أكبر » وعطّر صوته الاُنبا وأمتع بنداوته الأسماع والارواح ۰ فهب 
المسلمون يمشون في الم يبتغون فَضْل آله ورضوانه ومغفرته » كانت 
أجسادهُم تسیژ على الأرض لکن قلوبّهم تهفو إلى العلی القدیر + ليجعل 
خطاهم شاهداً لهم ۽ ويدخلهم في رحمته : یم لا زی الله یلیام 


ہو مر 


یفولون رتا مج نا وتا وَأغْفِرَ لآ نك عل 


ررر ار تر ار مرو 


محم ورم سی بے ایم وَیاتکنہم 
ڪل ىوري (ااصریم : ۸] . 

* كان هنذا الأمنُ والأمان بعد أن افتتح الحبیب المصطفی بي مكة 
المكرّمة ء وفرع من تبوك ۰ وأسلمث ثقیفٌ وبایّعت ‏ وضرب بلا أَمَدَ أربعة 
أشهر لقبائل العرب المُشركة » كي تقررٌ مصيرها بأنفسها » وعندها ضربث إليه 
وفودٌ العرب آباطً الابل من کل فج عميق معلنةً إيمانها وولاءها 
لدین اشر-عرٌ وجل -» وسمّي ذلك العام بعام الوفود » وقد أشار محمود 
سامي البارودي في قصيدته : « كشف الغمّة في مدح سیّد الآمّة » إلى هلذا 
الأمر المتألّق في ثنايا السّيرة التَبويّة فقال : 
ثم استهلّث وفوة الئّاس قاطبة إلى حِمَاهُ فلاقت وافرّ ارم 
فان عام وفوو كلما الْضَرفٹ عصابة آقبلت أخرئ على ققدم 
وأرسل الوشل ق٘ریٰ للملوك يما فيه بلاغ لأمل الذكر واللَّهَم 

٭ كانت الوفود تشد ال#حال إلى المدينة متدفقة » والتَّامْ يدخلون فی 
دين الله أفواجاً ء وكان الرّجالٌ يلقُون أسماعهم إلى الصادق المصدوق كه . 
فيأخد بألبابهم جمال بيانه » وحسن نظامہ » نهر لا ينطق عن الهوئ ؛ إن 
هو إلا وحي يوحئ . وأصبحت مكارمٌ آخلاقه الشريفة : تمن شغاف قلوبهم » 
وتداعبُ هم نفوسهم ؛ فهر 5 عل ملق عظيم » وهو أحسنُ لاس حلا . 
وخلقاً » »با مس رءوف تح که [ التوبة : ۱۲۸ ] . 

٭ ومن الجدیر ذَكْدْهُ » والمفیڈ معرفته أنَّ كُتَبَ الصَحیح وغیرها قد 
احتقفث بأمر الوفود » فقد ساق الإمامان : البخاريٌ ومسلمٌ رحمهما اللہ في 


2٠. 


٤0٦ 


( صحيحيهما ) ٩۲‏ معلومات ذات قيمة وفائدة عن وفود قبائل عديدة » كوفد 
تميم » وعبد القیس » وبني حنیفة » ونجران ء والأشعريين » وأهل الیمن ء 
ودوس ؛ كما ساقت بقية کتب الحديث معلومات غزيرة التّمع شملت قصص 
عدو من الوفود » كما أنَّ ابن سعد ش4 قد فصّل كثيراً فی « طبقاته ”'' عن 
الوفود » وقدّم ترجمات وافیۃً عن الرّجال مگن كانت لهم صحبةٌ منهم . 

٭ ولمًا تحدّث ابن سعد لو عن الوفود خصّ وفد بجيلة بالحديث 
أيضاً » وذكر وفادة رئيسها جرير - رضي ألله عنه ‏ » فقال : « قدم جريرٌ بن 
عبد ألله البجلی سنة عشر المدينة » ومعه من قومه مئة وخمسون رجلا » فقال 
رسول الله گل : « يطل عليكم من هلذا الفخ من خیرِ ذي يَمَن > عل وجهه 
ِسْحَة ملك 72" فطلع جریژ علئ راحلتِه ومعه قومه فأسلموا وبايعوا . قال 
جریڑ : فبِسّط رسول اللہ بي » فبايَعَني ؛ وقال : ١‏ عل أن تشهد أن لا الله 
إلا أله » وأنّي رسول اللہ » وتقیم الصّلاة » وتؤتيّ الرّكاة » وتصوم رمضان ء 
وتنصح المسلم » وتطيعَ الوالي » وإن كان عبداً حبشِياً » فقال : نعم 
فاع ) 8 


٭ وفي روایة في مصادر آخری قال سپّدنا جریه - رضي ال عنه - : ١‏ لما 
دنوت من المدينة » آنخث راحلتي ء وحللث عيبتي » ولبسث حُأتي » ثم 
دخلت المسجد ؛ فإذا برسول الل بلي یخطب ‏ فرمانی الٹّاس بالحدق ‏ فقلتٌ 


)۱( انظر مثلاً : « صحیح البخاري ) برقم : ۰4۳۹۵۱ و4۳۹۸ و4۳۷۲ 
و۳۹۲ ) . 

(۲) انظر : ۱ طبقات ابن سعد ۱(١‏ / ۳۵۹-۲۹۱ ) . 

(۳) قال ابن کثیر کته : «فلمّا دخل جريدٌ نظر اللّاسْ الیو فکان كما وصف 
رسول اللہ وه وأخبروه بذلك فحمد أله تعالی 4 ۰ « البداية والتهاية » 
(۸/ ۵-۵۰ ) . وانظر : « معرفة الصَحابة »(۱ / ۷۹ ) . 

. ) ۲۶۷ / ۱(۷ «طبقات ابن سعد‎ )٤( 


{0¥ 


لجليسي : يا عبد الله ! هل ذکر رسول الله با من آمري شيعا ؟ 


قال : نعم ٭ ذكرك بأحسن الذكر » بينما هو يخطبٌ ؛ إذ عرض له في 
خطبته » فقال : إل سیدخل عليكم من هنذا الفح من خير ذي يمن ۰ ألا وان 
على وجهه مسْكة ملك » . 


قال : فحمدث اللہ “ » وفى رواية : فحمدتٌ الله على ما أبلانى . 


# اد قصصن الوفود وآخبازها وأحوالّها » وكيفية تعامل الصَادق 
المصدوق كيد معها ذاثٌ آهمية كبيرة فى استقراء السّيرة » ومعرفة أخبار رجال 
عصر الَو من سادة القوم وكبرائهم وأمرائهم وأسيادهم ء فقد أوضحث أخبارٌ 
الوفود وأفصحت عن ثروة هائلة من الأخلاقيّات والسّلوكيّات والتّربويات 
وی المتألّقة ؛ والهادفة الهادية في تعاملع مع الوفودٍ » ولا تخلو هلذه 
المعاملات من تربی ونوجیو وفقه وأحكام متنو متنواعة المجالاات والمحاور 
وخاصة نیما يتعلّقُ بالتواحي التّسيّة » والاجتماعيّة ۰ والسّياسيّةِ » والإدارية 
والعسكريّة » وحتّیٰ ی النّواحي الاقتصاديّة 


* ومگا ينبغى أنْ نعرقّه أنَّ رسول الله ي والذين معه قد استعدوا 
استعداداً مناسباً لاستقبال الوفود فى المدينة المنوّرة ؛ إذ عملوا مکاناً لاقامة 
الوفود » وضيافتهم » وكان المسجد ال مجمع الاستقبال . وقد اهتم إلا 
بتلك الوفود ۰ وحرص على تربيتها الثّربيةَ الملائمة وتعليمها العلم المفيدَ . 
وکانت تلك الوفود شديدة الحرص على فهم الاسلام ٤‏ وتعلم أحكامه وآدابه » 
وتطبیق شرائعه » وحفظ آیات القرآن الحکیم . 


جح 


جح 


)١(‏ انظر : « سیر أعلام التّلاء ۷( ۲ / ۵۳۱ ) وتخريج الحديث فيه » وانظر : « صحيح 
ابن جبّان » برقم : ( 7١55‏ ) » و« معرفة الصَحابة ۷ (۱/ 419 ) » و« مختصر 
تاريخ دمشق  /٦(‏ ۲۱۰ ) وآخرجه البيهقئٌ في ١‏ دلائل اللَُوٌۃ » 
(۱/ ١٣٤۳۔۷٣۳)۔.‏ 


0۸ 


# كما كان الحبیبُ المصطفیٰ و يُوصي رؤساءهم بالحیٌ إذا رغبوا في 
الرّحيل » ويحثّهم على الاعتصام بالحقٌّ والصّبر » ثم يعطيهم ما تجوڈ نفسّه من 
الجوائز والعَطيّات المحببة إل الوس ۰ فإذا عادوا إلى قبائلهم وذويهم کانوا 
مسلّحين بالهداية والزشد ء عامرة قلوبُھم بأنوارٍ الإيمان والیقین » مشرقة 
نفوسّهم بالسّعادة » فيفرغُون هلذه المكارم في قلوب أقوامهم ويسكبون الهداية 
في صدورهم ۰ فيصبحون في حال طيَبةٍ يحبّون الاسلاع » ونبيّ الإسلام و ء 
ورجال الإسلام » ويمسون جَسّداً واحداً بفضل اشرورحمتہ وكرمه . 

٭ وهلذا ما صنعَهُ الصادق المصدوق ی مع جرير البجلی ومَنْ معه ؛ إذ 
آمر سيّدنا بلالا أن يعطيّهم الجوائرٌ ء ففعل ذلك رضي الله عنه وأرضاه على - 
أتم وجه وأكمله . 

« الله تبه واجُعَله هادياً مهدياً » : 


٭ هلذا دعاء مباركٌ خصّ به الصادق المصدوق يله سيّدنا 

- رضي اللہ عله - » فصار ميمون الَقَيبة وله فضائل جسيمة 0 وشمائل 
عظيمة . 

* ولهلذا الدُعاء النَويٌ الميمون لجرير قصّةٌ شائقة جاءت فى 
( الصْحیحَیْن » وغيرهما ؛ ومفادها أنَّ الحبیب المصطفیٰ ی كان يسأل جريراً 
البجلی - رضى اللہ عنے - عمًا وراءه » فقال : ( یا رسول آله ! قد 
آظهر الله عرٌ وجل الإسلام ء وآظهر الأذان في مساجدهم وساحاتهم ء 
وهدمت القبائل أصنامّها التی كانت تُعبد . 

فقال ب : « فما فعل ذو الخَلّصّة ؟ » . 

00 قال جرير : « يا رسول اللہ ! هو علئ حاله » قد بقي ء وال مريحٌ منه 
إن شاء الله » » فبعثہ رسول لله يكل إلى هدم ذي الحْلضَة » وعقد له لواء ‏ 
فخرج مصحوباً بدعاء الب ول » ولم يُطل الغيبة » فهدم الصّنم » وأخذ 
ما عليه وأحرقه بالئّار , وجعله كهشيم المحتظر ؛ فدعا له لات ولمن معه 


0۹ 


مرّات ۲۳ . وهلذا ما سنقراً تفاصیله في ١‏ الصّحيح » كما جاء عن سيّدنا 
جرير بن عبد ألله البجليّ - رضي أله عنه وأرضاه ‏ . 

جا أخرج البخاري ومسلم بسند رفعاه إلى قيس بن أبي حازم قال 8 : « قال 
لي رسول أنه 5 : 3 آلا تريحني من ذي الَلصة ؟ ۾ 
أصحاب خيل » وکنٹ لا آثبت على الخيل » فذکرت ذلك للنَّبِيَ باه ء فضرب 
يده على صدري » حٌى رأيتُ أثرَ يده في صدري » وقال : ١‏ اللهم ثيه 
واجعله هادياً مهدياً ! . فما وقعبٌ عن فرس بعد . 

قال : وكان ذو الخلصة بيتاً في اليمن لخثعم وبجيلة » فيه صب تُعْبَدُ » 
يقال له : الكعبة ؛ فأتاها فحّقها بالتّار وكسّرمًا . 

قال : ولمًا قدم جرير اليمن كان بها رجل يستقسم م بالآزلام » فقيل 
له : إن رسول رسول أله بل هلهنا > فان قَدَرَ عليك ضرب عنقّك . 

قال : فبینما هو يضربٌ بها ؛ إذ وقف عليه جرير فقال : لتكسِرّنّها . 
ولتشهدث أن لا اك إلا له أو مر مق ی دشح پت ہی 
رجلا من آحمس يكنا آبا أرطأة ة إلى الب بل يبشره بذلك » فلمًا آتی الى لا 
قال : با رسول الله ! والذي بعثك بالحقٌ ما جئت حى تركتها كأنّها جم 
أجرب . 

قال : قَبرّك الئٔیْ ‏ على خیل أحمس ورجالها خمس مرّات » ۲ . 


» انظر : « طبقات ابن سعد» (۱/ ۳۹ ۳۵۰) » و« المعجم الکبیر‎ )١( 
. )مع الجمع والتصرّف‎ ۳۰۱-۲۹۹ /۲( 

(۲) آخرجه الگُیخان : البخاري في المغازي برقم : ( 4۳6۷ ) واللفظ له » ومسلمٌ في 
فضائل الصّحابة برقم : ۲1۷۱ ۰۱۳۷ وابن جیّان برقم : (۱ ۰۸۱۵۷ 
و۸۱۵۸ ) » وانظر : « زاد المعاد ۲۱۲ / ٥٦٤‏ ) ء و المفصّل في تاريخ العرب قبل< 


1٤ 


الاسلام ٥٤٤٢ ۲۷۳ / 1(٩‏ ) » وه دلائل اوه للبیهقی ( )۳٣۸ ۔۳٣۷ / ٥‏ 
وغیرها من مصادر متنواعة . 

وقوله « ذي الخّلصة » : الخلصة : نبات له حب آحمر کخرز العقیق » وذو 
الخلصة : اسم للبیت الذي كان فيه الصّنم » وقيل اسم البیت : الخَلّصة » واسم 
السَنم : ذو الخَلّصة > وحکی المبرّد أنَّ موضعٌ ذي الخلصة صاراً مسجداً جامعاً لبلدة 
يُقال لها : العبلات من أرض خثعم . وکان ذو الخلصة لعمرو بن لحي بمكّة » وكاتوا 
یلبسونه القلائد » ویجعلون عليه بیض التّعام » ویذبحون عنده . وأمًا الذي لخثعم › 
فکانوا قد بنوا بيتاً یضاهون به الكعبة . ول الکعبة » : الکعبة اليمانية » سموها بذلك 
مضاهاة للکعبة . و« ألا تريحني » : طلب يتضمّن الأمرء وخصٌ جريراً بذلك ؛ 
لأنّهها كانت في بلاد قومه » وکان هو من آشرافهم ۰ والمراد بالرَاحة راحة القلب ء 
وما کان شيء آتعب لقلب الب امن بقاء ما يشرك به من دون ألله تعالی . و« اجعله 
هادياً مهدياً » : قيل : فيه تقديم وتأخیر ؛ لاله لا يكون هادیاً حنّ یکون مهدیاً » 
وقيل : معناه كاملاً مكملاً . و« فكسرها وحرقها » : هدم بناءها » ورمی الثّار فیما 
فيها من خشب . و« يستقسم » : أي : يستخرج غيب ما يريد فعله من خير أو شرّ » 
وكانوا يستقسمون ذي الخلصة ء وذكروا أنَّ امرأ القيس لما حرج يطلب بثأر أبيه ء 
استقسم عنده » فخرج له ما یکره ۰ فسبٌ الصَّنم » ورماه بالحجارة ء وأنشد : 

لو كنت یا ذا العلص الموتورا لم تنه صن تل السداة زورا 

وه أبا أَرْطأة ؛ : اسمه : حصین بن ربيعة وهو صحابيٌ لیس له کر إلا في هلذا 
الحدیث . وه كأنها جملٌ آجرب » : هو كناية عن نزع زینتها » وإذهاب بهجتها . 
والمراد : آنها صارت مثل الجمل المطلي بالقطران من جربه » إشارة إلى آنها صارت 
سوداء لما وقع فیها من التّحريق . و« آحمس » : رهط جرير » وهم الذین دعا 
لهم ية بالبركة . وفي هلذا الحدیث الشریف فوائد كثيرة منها : 
٭٭ مشروعيّة ازالة ما يفتتن به الٹاس من بناء وغیره سواء کان انساناً » أو حیواناً ‏ أو 

جماداً . 
٭ استمالة نفوس القوم بتأمیر من هو منهم . = 


١ 


وفي رواية J:‏ فدعا لنا ولأحمسّ ۹ . 


من فضایّل جریر و سحایاه : 


0 حظى سيّدنا جريد بن عبد اللہ البَجَلىٌ - رضی ألله عنه - بمکانة لا ثقه 


عند حبيبنا وشفيعنا محمّد رسول الله بل ء وهلذه المكانة المتميّزةٌ جعلهٌ من 
أعيان الصّحابة ونبلائهم ؛ يدل على ذلك ما ورد في فضائله في الصّحيحين › 
وغيرهما من كتب السّنن والمسانيد والتراجم » وما ينطوي تحت هلذه العلوم 
والمعارف » بالإضافة إلى كتب الأدب والمسامرات والمسايرات والرّقائق . 


* فمن فضائل ٩۱‏ سيّدنا جرير - رضي الله عنه-» ماجاء عنه في 


١‏ الصَحيحَيْن » قوله : « ما حجبني رسول الله ل منذ أسلمث » ولا رآني 


إلا ضحك »۲۳۲ . وفي رواية : « ولا رآني إلا تبِسّم في وجهي » . وفي 


(۱) 


(۲) 


٭ الاستمالة بالدّعاء والثناء والبشارة في الفتوح » واستحباب إرسال البشیر بذلك . 
٭ فضل ركوب الخیل في الحرب » وقبول خبر الواحد » والمبالغة في نكاية العدو . 
+ ذکر وسّزد مناقب جرير وقومه ؛ وبركة ید النْبي کف ودعاژه » وأنّه کان يدعو 
وتراً » وقد تجاوز الثلاث . ول تعالی أعلم . 
قال عددٌ من علماء المسلمین رحمهم اللہ في فضائل الصٌحابة ما خلاصته : « اختلف 
الاس في تفضیل الصَحابة على بعض ۰ والجمهور على أنَّ آفضلهم الخلفاء الأربعة 
على الٹرتیب المعروف : آبو بكر » وعمر » وعثمان » وعليّ ‏ رضي ألله عنهم 
أجمعين -۰ ثم تمام العشرة من المبشّرين بالجلة وهم : طلحة ء والژییژ 
وعبد الرّحملن بن عوف » وأبو عبيدة بن الجرّاح ء وسعدٌ بن أبي وقّاص › 
وسعیذ بن زید - رضي ألله عنهم آجمعین - . ثم أهل بدر » ثم أحدء ثم بيعة 
الرّضوان ۰ وممّن له مزية : أهل العقبتین من الأنصار » وکذلك السّابقون الأوّلون ؛ 
وهم من صلی إلى القبلتین » ء وألله أعلم . 
أخرجه البخاریٌ في مناقب الأنصار برقم : ( ۳۸۲۲) » ومسلم في فضائل الصَحابة 
برقم : ( ۲٤۷٥١‏ ) » وابن حبّان في ١‏ صحیحه » برقم : (۷۱۵۲) . ومعنی 
الحديث : ما منعني يي الدّخول عليه في وقت من الأوقات . ومعنی = 


1۲ 


رواية : « ولا رآني الا تبشم » . 


کډ هلله الابتسامات ار 0 والبشاشة ‏ المحمّدية 0 لجریر بن عبد الله 


۳ ند اٌصل ذلا ذلك وود في لاسام ومن ۳۹ ذكر بعض أهل 
ام من سادوا في الجاهلية والإسلام فقالوا : ” ا٥‏ أربعة تصل سوددهم في 
الجاهليّة والإسلام : عروةٌ بِنْ مسعود » والجارودٌ واسمه : بشر بن بر المعلّن » 
وجريئ بن عبد أله » وسراقة بن مالك بن جعشم المُدلجی » 20 . 


فم 


٭ لذلك لما كانت مفاخرة ”2 جرير البجلی مع خالد بن أرطأة الکلبی 


« ضحك » : تبسّم » وقد فعل ذلك إكراماً » ولطفاً > وبشاشة ء وفيه استحباب 
اللطف للقادم » وفيه فضيلة ظاهرة لسيّدنا جرير . 
« الاشتقاق» لابن دريد( ص : )۳۰٣‏ ء وانظر : «اليرصان والعرجان» 
( ص : 79 ) وفيه ثلاثة سادوا وأسقط عروة بن مسعود » وانظر : « المفصّل في 
تاريخ العرب ۱١١ / ٦(٢‏ ) . 
« مفاخرة » : المفاخرة : من التفاخر » وهو التَعاظم » منْ آهم مظاهر الحياة 
الاجتماعيّة عند أهل الجاهليّة » وفي المصادر العربيّة وَالتّرائيَّة قصص وأحداث عن 
تفاخر الجاهليين بعضهم على بعض » وتكون المفاخرة بالآباء والأجداد » وبالسّيادة 
والشَّرف » وبالحسب والنَّسب » وبالكثرة والعدد » وکانوا أحياناً يتفاخرون بالأموات 
ويشيرون الی القبور ويقولون : هل فيكم مثل فلان وفلان ؟ 
فانزل الله عر وجل - : انك کار 4 [ العکاثر : ]١‏ . 

وتقع المفاخرات بحضور محكمين في الغالب ۰ أو طرف ثالث محترم » وعلئ 
الطّرفين قبول الحكم وإطاعته » وتكون المفاخرة بإظهار کل طرف ما عنده من 
المناقب والامجاد التي انفرد بها دون خصمه » وتكون المفاخرة بكلام منثور 
ومنظوم » منسّق منمّق ء وبعد أن ينتهي المتفاخرون من بيانهم وخججهم . يُبدي 
المحکمون ن حكمهم » وينبني أن یکون الحكم لبقا عادلاً لما له من أثر في نفوسنٍ 
المتفاخرين . 


٣ 


إلى الافرع بن حابس ء حكم الأقرع لجرير في قصّة جمیلة نوجزها فیما يأتي : 


# قال ابن الأعرابين فى نوادره ما حصيلته : « كان جریر بن عبد اللہ 


البجلي ء تنافرَ هو وخالد بن أرطأة الكلبيّ إلى الأقرع بن حابس » وكان عالم 
العرب فى زمانه 0 


فقال الأقرع : ما عندك يا خالد ؟ 


فقال : ننزلٌ البراح ء ونطعنٌ بالرّماح » ونحنٌ فتيان الصَّباح . 
فقال الأقرع : ما عندك يا جرير ؟ 


2 و 


فقال : نحن أهل الب الأصفر » والأحمر المعتصر »ء تُخيفُ 


ولا نخاف » ونطعمٌ ولا نستطعم ؛ ونحنٌ حي لقَاح » نطعم ما هبّت الرّياح ء 


فقال الأقرع : واللات والعرّی » لو نافزت قيصر ملك الژوم » وكسرئ 


عظيم الفرس ء والّعمان ملك العرب » لنفرت عليهم )”۶ . 


(١) 


3 وظل هنذا الع الممدود لستدنا جریر ممدوداً فی ظلال الإسلام ¢ 


ويقال للمفاخرة : المنافرة . والمنافرة : المحاكمة في الحسب . والتّفار : أن 
يتنافروا إلئ حاكم يحكم بينهم . والتفورة : الحكومة . ويوم نفوره : يوم حكومه . 
والمساجلة فى معنیٰ المفاخرة . وتساجلوا بمعنیٰ تفاخروا . وتعرف المفاخرة 
بالمباهاة ایض فيقال : تباهوا إذا تفاخروا . 

وطالما كانت تؤدّي هلذه المفاخرات والمساجلات إلى وقوع حروب وسقك 
دماء » ولهنذا أبطلها الإسلام » ونهئ عنها » وعدّها من شعار الجاهليّة . وللمزيد من 
هنذا الموضوع الشّائق راجع : « بلوغ الأرب ۱(۲ / ۲۷۸۔ ۳۰۸) . 
« بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب » للالوسيّ (۱ / 7١4-10١‏ ) ء عني بشرحه 
وتصحيحه وضبطه : محمّد بهجة الأثريّ ‏ دار الكتب العلميّة ‏ بیروت - لبنان - دون 


3 


تاريخ . 
74 


قلمكانته و وسؤددہ له اي الكريم ی أن یستنصت النّاس في حَجّةِ الوداع ؛ 
إذ إن الإنصات صفة لازمة للمتعلّمین . 


٭ جاء خبرٌ هلذا العزٌ الكر, بم لسيّدنا جرير في « الصحیح ٩‏ وغيره » بسند 
رفعوه إلیٰ أبي زُرْعَة بن عمرو بن جريرء عن جدّه جرير بن عبد الله 
البَجَليّ - رضي اللہ عنه ‏ قال : قال لي ات وه في حَبَةَ 
الداع “با جريك ١‏ متيس ره قم ال لام موا بھی كر 
ضرت بعشگم رقاب بض »90 . 


» 4400 ( : آخرجه البخاريّ في العلم برقم : (۱۲۱۱) » وفي مواضع آخری برقم‎ )١( 
) و5855 ء و۷۰۸۰) ۰ ومسلم في الإيمان برقم : ( 59 ) ؛ وأحمد (۷/ لاه‎ 
وأخرجه كذلك (۷/ ۷-۷۳) برقم : (۱۹۲۷۹۸ء‎ »)١91848( : برقم‎ 
» ۰ء وأخرجه النّسائي (۷/ ۱۲۷ ۔۱۲۸) ء والطبراني في « الکبیر‎ 
. )برقم : ۲۶۱۲۱ ) » ومصادر آخری متنوعة‎ ۳۳۷۳۳۲ /۲( 

ومعنیٰ قوله و : « ترجعوا بعدي كقًاراً .... » قيل : ١‏ في معناه سبعة 
أقوال : 
الأول : أنَّ ذلك کف في حقّ المستحل بغير حقٌ . 
اللّاني : المرادٌكفُرُ التعمة » وحقّ الاسلام . 
الثّالث : أنه يقرب منّ الکفر ويودي إليه . 
راب : أنه فعل کنعل الکّار . 
الخامس : المراد حقيقة الکفر » ومعناه : لا تکفروا » بل دوموا مسلمين . 
المّادس : المراد بالكمّار : المتکفرون بالسّلاح ء يقال : تكمّر الجل بسلاحه ء إذا 
لبسه ۰ قال الازهریٌ في کتابه : « تهذیب اللغة » : يُقال للابس السّلاح : 
کافر . 
السّابع : لا یکثر بعضکم بعضاً » فتستحلوا قتال بعضکم بعضاً » . 
قال الامام التّوويٌ له ما مفاده : « وأظهر الاقوال الاب ؛ وهو اختیار 
القاضی عياض لٹ » . وقوله « لا ترجعوا بعدي کفّاراً » : معناه بعد فراقي من 
موقفي هنذا ء وکان هنذا يوم اللگحر بمنی في حجّة الوداع . وقوله « استنصت = 


410 


جريرٌ في الرّحَاب المَبُويّة : 


2 حياةً سيّدنا جرير بن عبد لله البجلی - رضي أله عنه وأرضاه ‏ » حياة 
علم وأدب وتربية » تمدّنا بكثير من الاشراقات التَّربويّة واللَفستَة التي استقاها 
من الرحاب الو ئَة ۰ ومن المحضن المحمّدیٔ الیل الذي كان ينزل الاس 


منازلهم . 


الاس » : مُرھم بالانصات لیسمعوا هنذه الأمور المهمّة » والقواعد التي سأقررها 
لکم » وأحتلکموها . وقوله « حجّة الودا : سمّيت بذلك ؛ لان الي يكل ودّع 
الاس ذ فيها » وعلمهم في خطبته فیها آمر دینهم » وأوصاهم بتبلیغ الُرع فیها » إلى 
مَنْ غاب عنها. وحَجّة : يجوز فتح الحاء وکسرها . فالفتح : بالقیاس ؛ 
والکسر : بالسّماع » وآلل أعلم . 

قال ابی حجر کل معلقاً على الحدیت ہما فائدته : ١‏ معنی 
الحدیث : : لا تفعلوا فغل الکمّار » فتشبهوهم في حالة نَل بعضهم بعضاً » . 

وفي الحدیث فوائد منها : « أنَّ الانصات للعلماء لازم للمتعلّمین ؛ لاد العلماء 
ورثة الأنبياء . وکان الجمغٌ كثيراً يوم حجة الوداع » ولا خطبهم ب لیعلمهم نامب 
أن يأمرهم بالانصات . 

هناك فرق بين الاتصات رالشکوت ٩‏ فالإنصاث هو الشكوت ؛ وهو يحصل 
ممن يستمعٌ وممّن لا بستمع م » کان یکون مفكّراًفي آمر آخر . 

والاستماع : قد يكون مع الشّكوت » وقد يكون مع الط کلام آخر لا يشتغل 
ا 
العلم : الاستماع > ثم الإنصات » ثم الحفظ› نم العمل » ثم النُشر . 
الأصمعيٌ تقدیم الإنصات على الاستماع . وعن مُطرّف قال الإنصات من ال ب 
فقال له سفيان بن عيينة : ما ندري كيف ذلك ؟ 

قال : إذا حدلْت رجلاً فلم ينظر إليك » لم يكن منصتاً . وهلذا محمول على 
الغالب ؛ والله عرٌ وجل أعلم » . « فتح الباري ١١»‏ / ۲ ۔ ۲۱۳ ) بتصلاف . 


11 


# من ذلك دعوته گل جريراً - رضي اللہ عنه - إلى الشَّهادتَيْن والایمان » 
وتعلیمه الفرائض ؛ وهلذا ما آخرجه البيهقئ نلم في « دلائله » بسنده عن 
قيس بن أبي حازم عن جریر بن عبد ألله - رضي أله عن - قال : « بعث إليٌ 
رسول الله مد فأَنينہ » فقال : « یا جریژ ؛ لأي شيء جئ جئت ؟ ) . 

قلت : جثت لس على يديك يا رسول الله ! 

قال : فألقئ إلى كِسَاءً ٠‏ ثم أقبل على أصحابه ء ثم قا ل : ١‏ إذا آتاکم 
كريم قوم فأكرموه ۹ء فقال لي رسول اللہ گا : « يا جریژ ؛ أدعوك إلى شهادة 
أن لا إلله إلا اللہ » وأنّي رسول اللہ » وأنْ تؤمنّ بألله » واليوم الآخر » والقدر 
خيره وشرّه » وتصلي الصّلاة ة المكتوبة » وتؤدّي الرّكاة المفروضة » . 

قال : ففعلت » فكان بعد ذلك » لا يراني الا تبمُم في وجهي ) 


٭ وفي الرّحاب الَويَةِ نلتقي سيّدنا جريراً - رضي ألله عنه - مبايعاً على 
المع والطّاعة » والأصح للمسلمين » يقول جرية -رضوان اللہ عليه في 
هنذا الأمر المحیّب النّافع : « بایعث ال ید على السّمع والطّاعةٍ » والأصح 
للمسلمين » . 


0 


)١(‏ ہ دلائل اللَُوَة » للبيهقئ ( © / ۳٤۷‏ ) ء ومعنیٰ قوله : « بِعَثَ إلى » : أي : أرسل 
إلى أحداً من أصحابه يدعوني فأتیله . وقوله « فأكرموه » : لهذا الكلام اللوي 
الأوّل : أنه إذا كان شخصيٌ ذا كرامة في قومه بأنْ كان رئيساً وسيّداً فيهم 
فأكرموه ؛ فإنّه إذا لم يكرمه كان له ولقومه ضغن وحقد منه » ويحصل له الأذیٰ من 
جهتهم ء هنذا إذا كان القوم جهلة » وللكن ينبغي أن يحمل هنذا الأمر بالإكرام على 
ما ذا لم يحصل له ضرر على دينه » فإنَّ تبجيل الكافر كفر . وفي الحديث : « مَنْ 
ور صاحب بدعدٍ فقد أعان على هدم الاسلام 4 . 
لثّاني : ما آخرجه مسلم في ١‏ صحیحه » عن أمّنا الصّدَيقة عائشة - رضي اللہ 
عنها -قالت : « أمرنا الس و أن ننزل النّاس منازلهم ٤‏ . 


۷ڈ 


و 


3 


* وفي حديث آخر تتح ملک باميعة الجريرية ابر ة ؛ إذ يقو 
ساد مر - رضي ألله عنه - : « أتيت تيت ایح بل › فقلتٌ : أبايعك على 
2 والطاعة » فيما أحببثٌ وفيما کرهث » . 

فقال الم يا : « أتستطيعٌ ذلك أو تطيقٌ ذلك قل فیما استطعت » . 

فقلت : فیما استطعثٌ ٠‏ فَبَايَعَني والنّضْح للمسلمین » 


وفي رواية أخریٰ قال : « فبایمثٌ رسول ال بيا على السّمع والطاعة ‏ 
وآن أنصح لکلٌ مسلم » وکان إذا باع الشّيء أو اشتری قال آما إِنَّ الذي آخذنا 
منك أحتٌ إلينا ممًا أعطيناك ؛ فاختز » ”“ . 

او وروي عن سیّدنا جرير - رضي الله عنه - : « أنه كان إذا باع رجلا قال 
له : إن الذي آخذ منك أحبٌ إليّ من الذي أعطيتك » فقال له بت : إذا فعلتَ 
لم ترتفغ إلى بیع سلعة » فقال : إِنّي بایمث رسول أله اة على الاسلام ؛ 
راتس لکل سكم 606 

٭ ومن مستطرفات سيّدنا جرير ومناقبه في هلذا المضمار : « أنه اشتری 
له وکیله فرساً بثلاث مئة درهم ؛ فرآها جریر - رضي الله عنه - فتخیل أنّها 
تساوي أربع مئة » فقال لصاحبها : آتبیعها باربع مئة ؟ قال : نعم ؛ ثم تخيّل 


)١(‏ «شرح حياة الصَحابة » (۱/ ٤٠١-٤١٤‏ ) بتصرّف يسير . وقوله «فیما 
استطعت » : هلذا تلقين لهم منه به » وهو من كمال شفقته ورأفته بأمته لیقوموا بما 
پستطیعون . 

وجاء عن سیّدنا جریر - رضی الل عنه - أيضاً قال : « بايعث رسول أله لار عل 
ما بايعث عليه التّساءُ » لمن مات ما » ولم یأت شيئاً ضمن له الجنَة ؛ ومَنْ مات ملا 
وأتئ شيئاً منهنَ » فأقيم عليه الحدٌ فهو كمّارته ء ومَنْ مات هنا وأتیٰ شيئاً منھنُ فستر 
عليه » فعلئ ألله ‏ عر وجل -حسابه » . « مختصر تاريخ دمشق ٦(٢‏ / ۳۵ ) . 


(؟) « مختصرتاریخ دمشق ٦(٩‏ / ۲۵ ) . 


1۸ 


۴ 


e 


11 تساوي خمس مئة » فقال : أتبيعها بخمس مئة ؟ قال : نعم » ثم تخا 
آنها تساوي ست مئة » ثم سبع مئف نم ثمان ملف فاشتر اها بثمان 


مئة ‏ رضی ألله عنه - 0 . 

# ومن الاشراقات السَّنيّة المتألّقة التی نجدها فی رصيد سيّدنا 
جریر - رضی آله عنه - : أنَّ الحبیبِ المصطفی ی کان يعدّه من أهل البیت ء 
وناهيك بهلذا الامر رفعة وفخرا واکراما لجریر ! 
عنه وأرضاه - قال : سمعت رسول آله لا يقول : ١‏ لا تسوا جریر بن 
عبد الله » إِنَّ جريراً متا هل البيت »۲ . 

٭ وأخرج الطبران ا عن سيّدنا علی - رضوان لله عليه قال : قال 
رسول الله ية : « جریژ ما أهل البيت » ظهراً لبطن » ظھراً لبطن » ظهراً 
لبطن » ۳ . 

٭ وهاکم هلذه المکرمة الهادية التّبيلة ؛ التي تفتژ عن جمان المودّة 


التَبوبّة لجریر » حيث روي عنه أنه قال : قال لی رسول اللہ كلل : « إِنَّكَ امرژ 
۹ 1 


سی سر 
86 


8 ع ےھ ب ؟ ۰ و و وه 
قد حسّن الله خلقك ٠‏ فحَسّنْ خلقك » 


)١(‏ « تهذیب الأسماء واللغات » (۱/ ١58‏ ) . وهلذه القصة أخرجها الطبراني في 
« الكبير » برقم : ( ۲۳۹۵ ) » وسكت عنها الحافظ ابن حجر في « فتح الباري » 
وما سكت عنه الحافظ في « الفتح ایکون عنده صحيحاً أو حسناً . 
وله تعالئ أعلم . 

(؟) ۲« مختصر تاريخ دمشق ٦(4‏ / ۳۵) . 

(۳) «المعجم الکبیر » (۲/ ۲۹۲-۲۹۱ ) برقم : (۲۲۱۱) . وقال الذهبی عن 
الحديث : ١‏ هلذامنكر » وصوابه من قول علی ) . 

(4) « سير آعلام اللاء ۲(۰/ ۵۳۶ ) ؛ نقلا عن « مختصر تاریخ دمشق » 
/٦(‏ ۳۵۹ ). 


۹۹ 


٭ وعن عیسی بن يزيد : ١‏ كان ال كَل يَعْجِبٌ من عقل جریر 
وجماله »20 . 


اتی 


٭ وظل سيّدنا جرية ‏ رضى الل عنه - وفياً للمودّة النَبَوبّة » مخلصاً 
للإسلام والمسلمين » وقد اعتزل الفتنة بين سيّدنا علي وسيّدنا 
معاوية ‏ رضى ألله عنهما ‏ » وقد حدّثنا عن هلذا الأمر فقال : « بعث علق إلى 
ابن عباس » والاشعث - وأنا بقرقیسیاء - فقالا : أمير المؤمنين يقرئك 
السّلام » ويقول تفع ما رایت من مفارقتك معاوية » وإني أنزلك بمنزلة 
رسول لله اة التي أنرّلکها 

فقلت : اد رسول ألله بي بعثني إلى الیمن أقاتلهم حلّی یقولوا : لا الله 


زفق 


3 وس اي - بانسی بال ڳل في وضوته وصلاته 
سیم قا وس لت سل 


. ) ۵۳6 / ۲ (» سیر أعلام التُّبلاء‎ « (١) 
ورعه وعلیٰ فقهه وعلمه ۰ ومعرفته أقدار الصّحابة الذين سبقوه إلى دوحة الایمان ء‎ 
وإلیٰ التزامه الهدي التبوي ۰ فرضي ألله عنه وعن الصَحابة أجمعين » وحشرنا في‎ 
. ۷ معیتهم‎ 

(۳) آخرجه البخاريّ في الصّلاة برقم : ( ۳۸۷ ) » ومسلم في الطّهارة برقم : ( 6۲۷۲ 
وأبو داود برقم : ( ١94‏ ) » والنّسائي (۱/ ۸۱ ) ء والتّرمذيّ برقم : ( ۰6۹۳ 
وأخرج هلذا الحديث ابن عساكر عن إبراهيم النَخعيٌ قال : « توضّأجرير » ثم مسح- 


۷ء 


مرت ماتمَة في حیاة جریر : 

٭ فی حياة سیّدنا جرير - رضى آللہ عنه - صور ثريّةٌ ماتعة بالعطاء والخیر 
والفائدة ٠‏ فقد رزق الل - عر وجل - سیّدنا جريراً جمالاً وهيئة حسنة » حنَّى 
وصفه عبد الملك بن عُمير بقوله : «رآیث جریر بنَ عبد آله - رضي اللہ 
عنه - ۰ وكأنَّ وجهه فلقة قمر » ”۶ . ۱ 

# وسیُدنا جرير - رضي آلله عنه - من آعیان الصّحابة الذین اشتهروا 
بجمال الوجه » واعتدال الجسم › وهم کثر ومنهم : سیّدنا الحسن والحسین 
وآبوهما على بن آبی طالب » وسیّدنا العّاس وآولاده » وسیّدنا جعفر بن 
أبي طالب » وهلؤلاء آجمعون من آعبان أهل البيت ورجالهم المرموقین ؛ 
ویضاف الیهم سیّدنا جرير البجلي » ودحية الكلبي » ومصعب بن عمير › 
وعثمان بن عثمان المخزومي ۲۳7 ۰ وغيرهم ‏ رضي اللہ عنهم آجمعین - . 

٭ وقد مر معنا أنَّ الحبیبِ الاعظم حبیبنا رسول ال ييه قد شهد لسیّدنا 
جرير بالخيريّة » وأشار إلى أنَّ على وجهه مسحة ملك » وهلذا يعني أنَّ جماله 
هادی؟ كجمال الملائكةٍ الكرام » وأنَّ جماله ربَانيُ الصنعة » فتبارك الله أحسن 


الخالقين . 


على خمیه ء فقيل له : آتمسخ على فيك ؟ 
قال : ومالي لا أمسح ! وقد ریت رسول أله و يمسح ! 
قال إبراهيم : فكان حديث جرير أوثق حديث في المسح ؛ لاله أسلم في العام 
الذي فبض فيه رسول الل وق بعد نزول سورة المائدة » . ١‏ مختصر تاريخ دمشق » 
.)۳٣ /٦(‏ 
)۱( ( مختصر تاریخ دمشق /٦(‏ ٣۳)ء‏ و« البداية والتهاية ۰ (۸ / ۰۵1 
و« تهذیب الٹھذیب ۲(٢‏ / ۰۷۳ ۷) . 
(۲) کان عثمان بن عثمان المخزومی لقبه شمّاس لملاحته . « سير آعلام التّبلاء » 
(۰ ه. 


۷1 


ج2 وهلذا الجمال الجریری المتألى الخارق صار ماد دسمة وینبوعا ثرا 
یغترف منه مترجمو حيأة سيّدنا جریر 4 ومهم الإمام الذَّهبِيٌ کال الذي 
قال : « كان بديعَ الحسن » کامل الجمال » ۲ . وقال : « وكان بدیع 
الجمال > ملح الصّورة إلى الغاية » طويلاً » يصل إل سنام البعير »7 . 
وقال ابن الأثير يا : ١‏ وكان حسن الصّورة  »‏ . 

0 0 as و‎ 1 7 1 2 

72 وھلذا الوصف الجميل لسيّدنا جرير مشتق من قول سيّدنا عمر بن 
الخطاب ‏ رضى اللہ عنه ‏ : «جریة یوسف هلذه الأمّة » “١‏ وذلك لحسنه 
وجماله . 

* وكان لجرير مقامٌ سامقٌ ومكانة عُلیا عند فاروق الاسلام سيّدنا 
عمر ‏ رضي الله عنه - ۰ ولمّا سمع قول الشاعر في جرير : 
لسولا جريرٌ هلکسث بجبلة نلم ای وشت القبيلة 


)١(‏ .سیر آعلام القْبلاء ٤‏ ( ۲ / ۵۳۱ ) ء وقال الأصبهانيَ : « فاق اللَاسَ في الجمال 
والقامة » طولّه سه أذرع » وطول تَعْلهِ ذراع ء وكان عمر بن الطاب - رضي الله 
عنه يسمّيهيوسف هلذه الامّء لجماله» . « معرفةالصّحابة» 
(۱/ ۷۹-5۷۸ ) . 

)٢(‏ “تاريخ الاسلام ۷ للذّهبيَ (عهد معاوية ء ص : ۱۸١‏ ) » وانظر : « الشعور 
بالعور )( ص : ۱۲۵ ) . 

(۳) «آسدالغابة ۱(٤‏ / ۳۳۳)ترجمةرقم : (۷۳۰) . 

» و( الاصابة‎ . ) ۲۳۵ /۱( ١ «آأسد الغابة (۱/ ۳۳۳). و« الاستیعاب‎ )٤( 
رآني‎ ١ : ؛ وعن جمال سيّدنا جرير » ما جاء عن جرير نفسه قال‎ ) ۲۳6 /۱( 
عمژ بنْ الخطاب متجرّداً » فناداني : خد رداك ء خڈ رداءك . فأخذت ردائي »ثم‎ 
أقبلت إلى القوم » فقلت : ماله ؟‎ 

قالوا : لما رال مد متجوّداً » قال : ما أرئ أحداً من الاس صوّر صورة هلذا 
إلا ما ذکر من یوشف ولو ۰ . د سیر أعلام لاه ۲(۰ / 4" ) . 


VY 


قال سيّدنا عمر - رضي ألله عنه ۔ : ١‏ ما مُدِحَ من هُجي قومه ۷ ۲۲ . 
٭ وکانت قبيلة بجيلة متفرّقة » فجمعهم عمر بنْ الخطاب - رضوان آله 
عليه - ۰ وجعل علیهم جریراً ؛ إذ كان جریر سيّد قومه ورتیسهم ورآسهم ۲۲ 
٭ وهلذه الوّئاسة المتميّزة كانت تعجث سیدنا عمر -رضی اللہ عنه - 
لذلك كان عمر ‏ رضی الله عنه ‏ يخاطبه بقوله : « ما زلت شريفاً فى المجاهليّة 
والإسلام) ٠.‏ ۱ 


٭ والحقيقة » فقد کان سیّدنا جريرٌ - رضي آله عنه - سيّداً لبق وشريفاً 
سید وفصيحاً لگ وشاعراً وخطيباً » وهو حد الصٌحابة المشھورین 
بالبیان والگگیین » یحسنْ المقال » ویثنی على الجال » بمقدرة عجيبة » 
وبلاغة وجيزة » وکان له مع الفاروق عمر إشراقاث لطيفة » وجلساتٌ منيفة , 
وکلماثٌ خفيفة ؛ وللکتها مفيدةٌ طريفة » تدلٌ على علمه الدّافق » ومحلّه 
البارق » ومجدہ السّامق . 


2 


3 وضع ابن عبد البڑ ره أمام أعيننا فقرات بلاغيّة » وجملا بیائیّة نبة تدل 
علی بیان سيّدنا جریر وفصاحته وصدقه آمام سیدنا عمر - رضي ألله عنه -) 


فقال : : « قدم جریژ على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه د من عند سعد بن 
أبي وقّاص ‏ رضي الله عنه ۰ فقال له : كيف تركت سَعْداً في ولايته ؟ 


فقال : ترکته أكرم الاس مقدرة » وأحسنهم معذرة , وهو لهم کالام 
الو تجمع لهم كما تجمع الدَرّة » مع أنه ميمون الاثر » مرزوق ار » أشة 


(۱) «الاستیعاب » ٠٠١ /١(‏ )2 و« التذكرة الحمدونیّة ١‏ (۷/ 5: ) ء و« الشعور 
بالعور » للصفدی ( ص : ۱۳۸ ) . 

(۷) «أسد الغابة ٤‏ (۱/ ۰۳۳۳ و« المفصّل في تاريخ العرب » ١٤‏ / 187 ) مع 
الجمع والتّصوّف . 


1:۷۳ 


فقال جرير ہم كسهاء الجعبة > منها القائم الژائش 3 ومنها العضل 
الطائش » وابن ن أبي وقّاص يغمرٌ عضلها ء ویقیمُ میلها ء والل أعلم بالگرائر 

قال : أخبرني عن إسلامهم . 

قال جرير : يقيمون الصّلاة لأوقاتها » ويؤتون الطاعة لولاتها . 

فقال عمر بن الخطّاب : الحمدٌ لله » ذا كانت الصّلاةٌ أقيمت ؛ والژکاۃ 
أوتيت » وإذا كانت الطاعة كانت الجماعة » ٩(‏ . 

0ت تد أخبار سيّدنا جریر مع سیّدنا عمر علیٰ سیادته ‏ ومعر فته در 
نفسه » ومعرفته الحليف للقبيلة من صميمها » لذلك لم يقبل مر واحدة أن 
يسود قبيلته مَنْ ليس من علیاها وصميمها ء وھذذا ما ذكرثّة المصادرٌ عنه 
قالت : « آراد عمد ب الخطاب -رضی اللہ عنه ۔ أن يؤر عرفجة بر هرثمة 
لبارقي على بجيلة » ليسيّرهم إلى العراق ۰ فخضب جریژ - رضي أله عنه - ؛ 
وقال لبجيلة : کلموا آمیر المؤمنين . 

فقالوا لعمر - رضي ألله عنه - : استعملت علینا رجلاً ليس ما ! 

فأرسل إلى عرفجة ؛ وقال له : ما یقول هلؤلاء ؟ 

قال : صدقوا يا أمير المؤمنين » لست منهم » وللکئی من الأزد . كنا 
ما بلخك . 

فقال عمر : فاثبت على منزلتك › فدافعهم كما یدافعونك . 

فقال : لست فاعلاً » ولا سائراً معهم . 


(۱) « الاستیعاب ۱(۲ / ۲۴٣‏ ۔ ۲۳۷ ) . 


V٤ 


أمّرَ عمر جريراً على بجيلة » وسار معهم إلى العراق ۰۰۰۰ ۷( . 

٭ كان سيّدنا جرير تا لبق عاقلاً » وله في مجلس من المجالس العمريّة 
وقفة لطيفة تد على ذكايِه وحسن تدبيره » ولنستمغ إليه يروي لنا ذلك 
فيقول : ١‏ تمس رجلٌ - أحدث ‏ ونحنٌ خلفَ عمر بن الخطاب نصلّي » فلكًا 
انصرف قال : أعزمٌ على صاحبها الا قام فتوضّأ » وأعاد الصّلاة ء فلم يقم 
أحد » فقلت : يا أمير المؤمنين ! اعزم علينا جميعاً ء فتكون صلاتنا تطوّعاً 
وصلاته الفريضة ء فقال : عزمت على وعليكم لما قمنا ؛ فتومّأنا» ثم 
صلينا » !!! 

د وفى حديث بمعناه أل سيّدنا عمر رضى ألله عنه ‏ قال 
لجرير : ١‏ يرحمك اللہ ! عم السّيّد كنْتَ في الجاهليّة » ونعم السَيّد أنت في 
الاسلام » . وفي رواية أنه قال : « رحمك الله ! إن كنت لسيّداً في الجاهليّة › 
فقيهاً في الاسلام )۱۴ 

# ولجرير ‏ رضى اللہ عنه - موقفٌ يقطرٌ بصفاء الایمان » وصدق 
العقيدة » وذلك فی الخلافة العمريّة » فقد ذکرت المصادر أنَّ عم - رضي الله 
عنه - قال لجریر بن عبد الله البجلی - والئّاس یتحامَون العراق وقتال 
الأعاجم ‏ : « یز بقومك ۰ فما غیت فَلَكَ ربعك فلگا جُمعت الغنائم » 
غنائم جلولاء » ادعی جرير أن له ربع ذلك كله ۰ فکتب سعد إل عمر بن 
الخطاب » فکتب عمر : صدق جریر » قد قلت له ذلك ‏ فإِنْ شاء أنْ یکون 
ال هو وقومه على جُمْل فاعطوه ُعْلَه » وأن یکون إِنَا قاتل لل ولدینه » 


(۱) انظر : « آسدالغابة ۱(٩‏ / ۳۳۳ ) بتصرّف يسير . 

(۲) انظر : « سیر اعلام الْلاء ۰( ۲ / 0۳۵ ) ء و« مختصر تاريخ دمشق 0( / ۳5) 
مع الجمع والّصوّف . وانظر : « کتاب الاشراف »لابن آبي الڈُنیا( ص : ۰۱8۰ 
و« التّذكرة الحمدويّة » (۳/ ۵۰۰ وا شرح حياة الصَحابة ‏ ( ۲ / 18۱ ) » 
و« البداية والٹھایة )( ۸ / 07 ) »ء وغیرها . 


{Vo 


وجاهد ۰ فهو رجل من المسلمين له مالهم » وعليه ما عليهم » وکتب عمرُ 
بذلك إلى سعد » فلمّا قدم الکتاب على سعدٍ دعا جريراً ؛ فأخبره ما کتب به 
إليه عمر » فقال جریژ : صدق آمیرُ المؤمنين » لا حاجة لی به » بل آنا رجل 


من المسلمین ۰ لي مالهم » وعلیّ ما عليهم »۲۲ . 
المجاهد الفاتح : 


# سيرةٌ سيّدنا جرير الجهاديّة سیر ماتعة حافلة بألوان المکارم »فهو من 
المجاهدین الفاتحین : وممّن فتح عة مدن وهي J:‏ خانقين 3 وخلوان : 
وقرمیسین » وهمذان ۷ ۰ وهو ممن دوخ الرس ‏ وأذاقهم طعم الهزائم مات 
ومرّات ؛ وكذلك الژوم » آذاقهم الویلات . 

٭ وایّا لنذکر أنَّ أَوَلَ آعماله الجهاديّة كانت فى عهد ال ية + إذ آرسله 
لهذم « ذي الخلصّة ء فذهب وهدمها وأحرتّها وعاد سالم فزوده پل 
بالڈُعاء » نم آرسله ية إلى الیمن یقاتلهم ۰ ویدعوهم إلى الاسلام ء فقد بعلّه 
الب گلا إلى « ذي الکلاع » ء والی «ذي عمرو » یدعوهما إلى الاسلام ؛ 
ناشلما وأسلمت ١‏ ضريبة بنت آبرهة » امرأة ذي الكلاع ء وتوفي 
رسول الله لا وجریژ عندهم . فأخبرَهٌ ذو عمرو بوفاته ية » فخرج جریڑ 
متوجّهاً إلى المدينة المنوّرة ۲۳ . 


# وصل جريدٌ المدينة المنوّرة » والتقی خليفة رسول ال يكن 
آبا بکر - رضی اللہ عنه » وأعطاهٌ تقریراً مفصّلاً عن أهل الیمن » وعمّن ارتدٌ 
منهم عن دینه ء وعمّن ثبت عليه ٠‏ فأمره سيّدنا آبو بكر عليه سحائب 


سے مم مر 


الرضوان - آن يعود إلى الیمن ليشدًّ آژر اللّابتين على الاسلام من بجيلة ء ویثیت 


. ) ۳١ / ۱(۷ »و« مختصر تاریخ دمشق‎ ) ۷٤۲-۷٤١ / ۱(4“ صفةالصفوة‎ ١ )١( 
)۱۲۳ / ۱(٤ انظر : « المفصّل في تاريخ العرب  (4 / ۱۸۲) ء و زاد المعاد‎ )٢( 
. مع الجمع والتصرّف‎ 
۷٦ 


أمام المرتدین الذين جرفهم بعض شیاطین الانس ؛ فخرج جریژ ونقذ أمر سيّدنا 
أبي بكر - رضي ألله عنه - ۰ ثم وصل المهاجر بن أميّة اليمن من عند سيّدنا 
آبي بكر - رضي اللہ عنه - ۰ فانضم جریڑ إليه » وکان بنجران ء فقاتل جریژ 
ومَنْ معه أهل الرّدَّةِ تحت لواء المهاجر بن أميّة ؛ وسار مِنْ نَضْرٍ إلى نَضْرٍ حى 
را مام ا اه بات علیٰ ہین کان ۵ كبر في رجوع قلت بجیلا 

8 نع له جریا صحب سنا شاد بن الوليد في معاركه فی لام وبرز 
اسم سيّدنا جریر في معركة الیرموك ؛ إذ كان من الأبطال الميامین الذین 
انتخبهم سیّدنا خالد لكي يوروا علی معنویات الژوم قبل معركة الیرموك 
الفاصله . 

3 وقاتل سيّدنا جریژ وقومه أيضاً تحت راية المثنّى , بن حارثة الشیبانن في 
بلاد العراق » فقد قَاوموا الفْرسَ في معركة البُويب ۰ وهزموهم باذن أله ؛ ولا 
انهزم الفْرسُ » قام المثگیٰ فقال : «مَنْ یتبع الاس ؟ »» فقام سیدنا جريرٌ في 
قومه وقال : يا معشر بجيلة ! کم وجميعٌ مَنْ شهد هلذا الیوم في السَابِقة 
والفضيلةٍ والبلاء سواء » ولیس لاحدٍ منهم في هذا الخمس غدا من ال مثل 
الذي لکم منه » ولکم ربعٌ خمسه تفلا من أمير المؤمنین » فلا يكوننٌ حذ آسرع 
إل هنذا العدو » ولا أشدّ عليه منکم للذي لکم منه ونية إلى ما ترجعون » 
فاتما تنتظرون إحدى الحسنيين : الشّهادة والجنّة ۽ أو الغنيمة والجة ۽ 4 


0 


فاستجابث بجيلة لأمر سيّدها جرير لمطاردة الفرس » فذهبوا وأغاروا حتّ 
بلغوا « ساباط » ؛ لا يخافون كيدا ء ولا یلقن مانعاً يمنعهم من لدم . 

٭ ومع الژایة السّعديةٍ الوّاصيّةِ بالعراق ۰ قاتلّث بجيلة تحت راية 
سعد بن أبي وقاص في القادسيّة ٭ وكان لسيّدنا جرير ولبجيلة اث واضح في 
انتصار المسلمين على الفرس في هلذه المعركة الحاسمة › تکفَلتَ بذگرھا 
مصادرٌ التّاریخ الاسلامي المعتمدة كالطّبريٌّ 3 وابن الأثير وغیرهما ۱ 


٭ وشهد سيّدنا جریژ فثح المدائن عاصمة كسرئ » كما شهد معركة 


۷ء 


جلولاء وهاجم جریژ بقوّاته بلدة « خانقین » ؛ وکان فیها فلولٌ من الفرس 4 
فقتل بعضهم » ولا الباقون بالفرار . 


# فى هلذه الأثناء آمدٌ سيّدنا سعد بن آبی وقّاص جريراً بثلائة آلاف 
مقاتلِ ‏ وآمرَۂ أنْ یسیز لفتح « خُلوان »نع وفتحها صُلحاً > ثم سار إل 
« قرميسين » ففتحها صلحاً أيضاً » وبقي جرير والیاً عل خُلوان » حقّیٰ جاءه 
لڈم بان پل أبا موسي الأشعريّ في خوزستان ؛ فقادرھا »تفگ المصادة 
أنّ قوماً من ولد سیّدنا جرير نزلوا حلوان » وأعقابهم بها . 

٭٭ وتحت لواء النّعمان بن مقزن خاض سپّدنا جریو * معركة نهاوند » 
وأبلیٰ فیها بلاء حسناً وکان سيّدنا عمر - رضي الله عنه - قد کتب إلى 
التُعمانِ بن مقرن : « إِنْ أصِبْتَ فالامیر حذیفة بل اليمان » فان أصيب 
فجریژ بن عبد اله البجلی » فان أصيب فالمغيرةٌ بن شعبة ء ثم الاشعث بن 
قيس ) . وهلذا نوی العمريٌ بجرير يدل على المكانةٍ الّفيعة التي ت تبوّأها هلذا 
الوَجُلّ الجمیل الیل . 

٭ ولگا كان المغيرة بن شعبة والياً على الكوفة » أرسل جريراً لفتح 
« همذان » فقاتل هلها › وأصییث عیلہ سهم فقال : « احتسبتها عند الله 
الذي زين بها وجهي » ونوّرَ لي ما شاء ء ثم سلب فی سبيله ٤‏ ۽ نع تح 
همذان صلحاً على مثل صلح نهاوند ۰ وغلب على آرضها قَسْرأ 

# وهلكذا نجل أنَّ جريراً - رضى أله عنه - مُجامداً وفاتحاً لکثیر من 
البلدان » كما نستقرئٌ من سیرته اللطيفة بألّه ورت السّيادة » وکان بقطه 
بالسُودد والقيادة » لذلك انتدبه الحبيبٌ المصطفیٰ 5 لهدم صنم ذي الخَلصّة 
واجتثاث الشّرك من أصوله » ؛ فقام بالمهمّة أحسنَ قیام » كما قام الأبطال لا 
بالمهمّة نفسها مثل سيّدنا : عليّ بن آبي طالب » وخالد بن الولید 
والطّفيل بن عمرو وغيرهم . 

٭ وقد تميّز سيّدنا جریژ بالإقدام وتحمّل المسؤوليّة واتخاذ القرار 


۷۸ء 


الحاسم في الأزمات ‏ فکان اللَّصُوْ معقوداً له مصاحباً لجنده لصدقه 
وصدقهم ء وممًا يزيد في رصيده الجهادي أله كان يقاتل لتكون كلمة الله هي 
العُليا ٠‏ ولم يقاتل لمغنم أو لسَدْعَةٍ أو لتحصيل تمع » كما كان يستخدم كل 
جهوده في سبيل نُصْرةٍ الدّين » وإعلاء شأن المسلمين . 


3 ترئ ماذا بقي لدينا في جعبة هلذا البطل الفاتح القائد الفصيح جرير بن 
عبد ألله البجَليَ ؟ هنذا ما ستجلوه الفقرة الآتية . 


العالم الفقية والمحدّث البلیغ : 


اد إل المتائل في سيرة سیّدنا جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - يجد 
خلالھا الخير كله ؛ (ذ سيّدنا جریرآ لم تل ایام صحبته مع اي به ٠‏ ومع 
ذلك فهو يُعَدٌ من علماء الصّحابة وأعيانهم ومحدّثيهم . 

7 روي لجرير عن رسول آلله بي مئة حديث » انمق تى له الشيخان البخاري 
ومسلم على ثمانية أحاديث » وانفرد البخاريٌ بحدیکین » ومسلم بستة ° , 
كما روئ عن عمرو بن معاوية - رضي آلله عنهما ‏ . 

# حدَّتٌ عنه من علماء الصّحابة سيّدنا أنس بن مالك ”2 رضي الله 
عنه -ے وروی عنه من أهل بيته أولاده الأربعة وهم : المنذر » وعبید لله › 
وأيوب » وإبراهيم » وكذلك حفيده : أبو زرعة بن عمرو بن جرير » وروی 
عنه جماعة من أعيان علماء التّابعين ومنهم : الشُعبیٔ » وقیس بن أبي حازم ء 


» ) ٥۳١ / ۲(٢ و" سیر أعلام التُبلاء‎ › ) ١47 /۱(» تهذيب الأسماء واللغات‎ « )١( 
)٣٣٣ /١()ةباغلادسأ«و و« تهذیب التّهذيبِ)(؟/"/ا)»‎ 
. )مع الجمع بینها‎ ۲۳۷ / ۱(٢ و« الاستيعاب‎ 

(؟) اقرأ سيرة خادم رسول آله ية أنس بن مالك رضي الله عنه - في الباب الاني من 
موسوعتنا : « علماء الصّحابة - رضي اللہ عنهم -» ( ص : 8١٠-78١‏ ) فسيرته 


۷۹ء 


وأبو اسحاق السَبیعی وغیرهم ۲۲ . 

٭ وأحادیث سیّدنا جریر شملت معظم آبواب الفِقّه » والعلم ء ففي 
البخاری وحده نجد صنوف المعرفة المتنوعة لرواية جریر ومن تلك 
الأبواب : التّوحيدٌ » والڈعواث » والعلّمُ ء والڈیاث » والایمان » ومواقيتٌ 
الصَّلاة ‏ والمغازي » والجهاد والسّير » والأدبٌ » والصّلا والرّكاةٌ » 
والأحكامٌ » والشروط » والبیوغ ء والمناقب ء والئگفسیژ . 

٭ وقد آخرج له الإمامٌ أحمد في ١‏ مسنده » ( ٠٠۹‏ ) أحاديث » شملت 
أيضاً معظم أبواب العلّم » وكذلك أخرج له الطْبرانیٔ في ١‏ الكبير » ( ۲۰۷) 
أحاديث ہالمکور شملت غالب أبواب العِلّم . 

2 ومن مرويّاته عند البخاری ماأخحرجه عنه قال : قال 


رسول اللہ يكل : ( لا پرحم الله مَنْ لا يرحم الاس »29 . 


* ومن مرويّاته في « الصّحيح » أيضاً ما أخرجه البخاريٌ بسندہ عن 
قيس بن أبي حازم ء عن جرير قال : « كنا جلوساً عند النَِيَ يل ؛ إذ نظر إلى 
القمر ليلة البدر » قال : ١‏ إِنُكم سترون ربكم » كما ترون هلذا القمرء 
لا تضامون في رؤيته » فإنْ استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشّمس » 
وصلاة قبل غروب الشُمس ء فافعلوا » ° . 

٭ ولسيّدنا جرير - رضي الله عنه - مرويّاتٌ تدل على علمه وفقهو, 
ومحيّته للإسلام ونبی الإسلام بيه > كما تدل على بلاغته وفصاحته وجَوْدَةٍ 


(۱) 7 سیر أعلام الْلاء » (7/ ۵۳۱ ) » و« تهذيب الأسماء واللغات ۷ (۱/ ٠٤١‏ ) 
وغيرها . 

(۲) آخرجه البخاري برقم : ( ۷۳۷۲) . 

(۳) أخرجه البخاريّ في التوحید برقم : ( ۷٤٩٤‏ ) . وقوله « لا تضامون » : ترونه في 
جهاتكم كلها . 


۰ 


حفظه » وتدلٌ كذلك علیٰ اتباعه السِّنّهَ الغرّاء > ومن هلذه المرویّات العبقة 
بفرائد الفوائد » ما آخرجَه مسلمٌ وغیره عن جرير في الحثّ على الصّدقة » 
والابتداء بالخیرات » والتّحذیر من اختراع الاباطیل . 


* آخرج مسلم والطبراني بسن رفعاہ إلئ المنذر بنِ جرير ۰ عن آییه ‏ 
قال  :‏ كنا عند رسول ألله ية في صدر الٹھار فجاءه قومٌ فا غرا 
مُجْتَابي التّمار » أو اعَبَاء » متقلدي الیرف ء عامّتهم من مُضَر » بل كلّهم من 
مضر ء فتمعرٌ وجْهُ رسول اللہ كل لِمَا رأئ بهم من الفاقة ء فدخل ثم خَرجَ ء 
فأمر بلالاً فأدّن وأقام » فصلی ثم خطبَ ٠‏ فقال : تایا لام ا ی 
مرن تس وتو 4 ال آخر الاية ب : لن ال کان كم رنب جا 4 1 انشا : 1۱ 
والآية التي في الحشر : تا ) له واتنظر تفس کا فڈمت لد ونشأ ال » 
[ الحشر : ۱۸ ۰۲ تصدّق رجل مِنْ ديناره » مِنْ درهمه ء مِنْ ثوبه » مِنْ صاع 
بره » من صاع تمره - حت حى قال ولو بشىّ تمرة » . فجاء رجل من الانصار 
بصرّة کادت کقه تعجر عنها » » پل قد عجزت ۰ ثم تتابعَ لاس » حگیٰ رأیث 
ومن من طعام وثياب » حتّیٰ رآیث وجه رسول لله ولا یتهلل که مب 
فقال رسول آله لا : « مَنْ سن في الاسلام سه حسَنَة » قَلَهُ آجرها ١‏ وج من 
عمل بها بعده ء من غير أن ينقص من أجورهم شيء ۽ ون سن في الإسلام 
سُنَّةَ سيئة ء كان عليه وزرها ووزر مَنْ عمل بها من بعده » من غير أن ینقص من 
أوزارهم شيء oT‏ 


» الكبير‎ ١ أخرجه مسلم في الزّكاة برقم : ( ۰۱۰۱۷ واللفظ له ء والطبرانت ذ فى‎ )١( 
)0۹- ۵۸ /9( برقم ( ۰۲۳۷۲ و۲۳۷۳ء و٤۲۳۷ » و۲۳۷۵ )» واحمد‎ 
. ۷ ومواضع آخری من « المسند‎  ) ٩۱۹۵ ( : برقم‎ 

وقوله « صدر الٹھار » : أوّله . و« عراة » : جمع عار » مَنْ جاء يطلب 
المعروف . و« مُجتابي التّمار » : مُجتاب : اسم مفعول من اجتاب » 
والمعنیٰ : خرقوها وقوّروا وسّطها . و الثمار ) : جمعٌ مفردهٌ : تَمرة » وهي ثيابٌ- 


۱ء 


3ت ومرويّات سيّدنا جریر - رضی له عنه - منثورة فى كتب الحديث » 
صحيحها ۰ وسُنٹھا » ومسانيدها » ومعاجمها » ویمکن الڑجوع إليها بسھولة 
لنستشف من خلالها أنَّ سيّدنا جریراً كان محدّثاً عالماً فقيهاً أخباريّاً مفسّراً ء بل 
عدَّهُ عُلماء الاسلام وفقهاؤهم من أهل الفتيا البارزین الذين تُؤْخَذ عنهم الفتویٰ 
فى أمور الدين والفِقّه . 


صوفي يلبسُها الأعراب فيها تنمير . و« العبّاء » : جمع عباءة وعباية لغتان . 
و« تمر ) : تغيّر لون وجهه الشّريف شفقة عليهم . و" الفاقة » : الفٹر وشدة 
الحاجة » وليس له فعل من لفظه » بل يقال : افتاق الرجل : إذا افتقر فهو مفتاق » 
ولا يقال : فَاق . و« فصلئ ثمٌ خطب » : فيه استحباب جم الاس للأمور المهمّة » 
ووغظهم وحتّهم علئ مصالحهم » وتحذيرهم من القبائح . و ايها الاس نف 
ريح » الآية . . . . : سبب قراءتها ء نها آبلغ في الحثٌ على الصدقة عليهم ء ولما 
فيها من تأكيد الحقٌّ لكونهم إخوة . و« من ديناره » من درهمه .... » : أي : من 
دنانيره » من دراهمه ؛ لانْ المفرد المضاف إلى المعرفة يعم . وا الصّرّة » : شيء 
يجمع فيه الدّراهم والدّنانیر . و« كوميّن »2 : الكومُ : العظیم من كل شيء ؛ والمكانٌ 
المرتفع کالژابیة ؛ والمقصودٌ هلهنا الكثرة » والتَّشبِيهُ بالوّابية . وه يتهلل » : يستنير 
فرحاً وسروراً ؛ لا أصحابه بادروا الیل مساعدة هلؤلاء المحتاجين من مُضر . 
و« مذهبة » : كألّه فضَّة ممرّهة بالدّهبٍ ؛ إذ لت بياض وجهه الشریف وَل حمرة 
المسرة . وه السُنّة » : السيرةٌ والطّريقة حسنة كانت أو قبیحة » والسُنّة في الاصطلاح 
۳ 2 ۳ 

الشرعيّ : ما أثر عن الَبِيَ ول من قول » أو فعل ‏ أو تقرير . و« فله أجرها » : فيه 
الحث على الابتداء بالخیرات » وسنّ السّنن الحسنات ‏ والتّحذير من اختراع الأباطیل 
والمستقبحات » وسبب هذاا لکلام في هئذا الحدیث : أَنَه قال في أوله : فجاء رجل 
ِصُدَةٍ کادت کمّه تعجز عنها ء فتتابع النّاس ء وکان الفضل للبادي في هنذا الخیر » 
والفاتح لباب هلذا الاحسان . وفي هلذا الحدیث تخصیص قوله بيه : « کل محدثة 
بدعة ‏ وکلٌ بدعة ضلالة » وأنَّ المرادٌ به : المحدثات الباطلة » والبدع المذمومة . 
والبدَعٌ خمسة أقسام : واجبة » ومندوبة »> ومحرمة » ومکروهة » ومباحة . 


وألله تعالی أعلم . 


AY 


٭ يضاف إلى ذلك أنه كان لسیّدنا جرية کلماثٌ خلاابة جذّابة تجري 
مجریٰ الحكمة ومنها قوله : «الخرس خير من الخلابة » والبکم خيرٌ من 
البَذَّاء ۶2۷ . 
ومعاوية ‏ رضي آله عٹھماے وكات رسول عليّ إلى معاویۃً فی قصَّةٍ طويلة 

22 

أوردها ابن عساكر ٠‏ ولنكتّه طل معتزلاً بالجزيرة ونواحيها + حت توفي 
بالكّراة سنة ( ۵۱ ه ) وقيل : ( 54 ھ۳ ء ويعدٌ جرير من سکان الكوفة » 
وله بها دار مشهورة © فرضي الله عن الصّحابِي الجليل › والوّجل اتیل ء 
والفارس الفاتح الجميل ؛ جرير بن عبد الله > وغفر لنا وإياه . 


ت ثم کم 


.)۲۳۷ /١(» الاستیعاب‎ ۲ )۱( 

)۲۳( انظر : « مختصر تاریخ دمشق » ۳٠-۲۷ /٦(‏ ) . وانظر : « البداية والٹھایة » 
(۷/ ۲۵۰۳ وما بعدها ) . 

۳( « سير أعلام الْلاء ٤‏ (۲/ ۵۳۹ ۰ و« مختصر تاريخ دمشق ۷ /٦(‏ ۰۳۷ 
و« تهذیب الگھذیب ۷( ۲ / ۷٤١‏ ) ء و« البداية والٹھایڈ “( ۸ / 01 ) . 


AY 


> 
۳ 


رح 
جر لضي لئ 
سكس ددن (لزوی‌سی 


۸۷۱۸۷۷۸۷ ت حر‎ ۵۱۸۵۲2۵1 com 


رفن 
یں کے لاج ری 
ہے جع هدوب 


WIN 





3 من تُحباء الَابقیسن ؛ كان يقال له : سدس الإسلام . 
7 تصدّب فصبرّء وكان له مكانة جليلة عند اللّے“ يل . 


کچ و ع لد 

ختاب بن الارت 

* معلّمٌ نبیل . ومجاهدٌ جلیل » مات بالكوفة عام (۳۷ھ) . 
۳ 


4 
۳ 


رقم 
جر للا یی لیج 
(سکی در کرو ںی 


۱۷۸۷۱۷۸۷۰۷۸۷ ۲۲۱۵۵۱۵۸2۵۲2]. COM 


رق 
سں سے هی 
سکس دی «زومسسى 


www ۲۳۲۱۵۵۸۵۵۲2۵1] Corn 


شدسن الاسلام : 
۴ من نجباء السّابقين 3 وممَنْ کانوا بالحقٌّ مُستمسکین 3 عرف الاسلام 


مذ هَبّ طِيْبُ عزفه أوّل ما هب في البلد الأمين » وانتظم في سلّكِ الأؤلین › 
وكان أحد سئّة أظهروا إسلامهم ؛ حلّی كان يُقَال له : سدس الاسلام . 


٭ قال مجاهد : « أول مَنْ آظهر اسلامه : رسول الله لاف وأبو بكر » 


7 ۶ 2 
وختَات > وبلال » وصُّهيبٌ » وعمَّاژ » ۶'9 . 


٭ وسْدْس الاسلام هلذا هو الصحابئ الجلیل خبّابُ بن الأرتٌ بن جندلة 
التّميميَ أو الخزاعي ء أبو يحيئ » ویّتال : أبو عبد آله ”° ؟ وهو عرب لحقه 


۳۲6 / ۲ (٩ ء و« سير أعلام التّبلاء‎ ) ١15 / ۱(١ تهذيب الأسماء واللغات‎ ١ )١( 
. )۱٦۹ / ۲۱۲ »و« معرفة الصّحابة‎ )۱۸۱ / ۱٥۰(٢ و« تفسیر القرطبی‎ 

(۲) « مسند آبي يعلئ »( ص : ۱۳۱۲ ) طبعة دار المعرفة الاولی ببيروت عام ۲۰۰۵ م ؛ 
و« المستدرك ) (۳۱/ ۳۲-۲٩۹‏ )2 وا المعجم الکبیر ) ( 5 / ۰۸۱-۵6 
و سير أعلام الب لاء (۲ 7 ۳۲۵-۳۲۳ ) . وا طبقات ابن سعد » 
(۴/ 159-154 )ء و«أسدالغابة»(١/‏ ۹۱٦۔‏ 0۹6) تے رجسة 
رقم : ( ۰۱6۰۷ وہ تاریخ الاسلام » للذّهبيَ (عهد الخلفاء الرّاشدين ء 
ص 254-955٠:‏ ) » و« الب دايء والٹھایۓة ) (۷/ ۳۱۱-۳۱۰ ۰ و« در 
السّحابة ۷( ص : ۳۱۸ ) وغیرها کثیر . 


AV 


سباء في الجاهليّة ء فيع بمكة » فهو تميميٌ السب ۰ خزاعيٌ الولاء » زھریٔ 
الجلف . 
٭ كان حبّابٌ ‏ رضي اللہ عنه ‏ من المهاجرين الاوّلین » وممّن تعدّبَ 
في ألله -عرٌ وجل » وكان سادس سنّة في الاسلام » وأسلم قبل أنْ يدل 
رسول ألله بي دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومی ”۶ > وقبل أن يدعو فيها . 
03 ذكر ان سعد بسند عن عروة بن الزّبِير قال : : « کان خياب بن الارت 
من المستضعفير' الذين بُعذّبون بمكة لیرجعٌ عن دینه "۸ 


أن 


٭ وذکروا أن خكاباً ‏ رضوان اللہ عليه - کان من أعلام الصٌحابة 
الصّابرين ؛ الذين ثبتوا أمام عذاب المشركين » وصبروا علئ ظلمهم وقسوة 
قلوبهم التي لا تلین » ولم یعطهم ما سألوه » فجعلوا يلزقون ظهره بالحجارة 
المُحمّاة » وبأسياخ الحدید المُلتهبة + حى ذهب لحم ظهره » وترکوا على 
جسده آثاراً تشھد على عغلظتهم ووحشیتهم 

۴ وآوردت المصادرٌ أن سیّدنا خبّاباً دحل ذات موّۃ عل سیّدنا عمرّ بن 
الخطّاب ‏ رضي الله عنه - ۰ فجعل يُريه آثاراً في ظهره ما عذّبه المشرکوٹ . 

۴د وروی الإمامٌ السْعبیْ اللابعئ الجليل يانه و قصّة تزيدٌ من رصيدٍ سیّدنا 
خَبّاب بن الأرت - رضى له عنه » ومفاد هلذه القصّة ومحصّلها : : « أن 
سيّدنا خبّاباً ‏ رضوان الله عليه دخلٌ على سیّدنا عمر بن الخطاب - رضي آثه 
عنه - وعنده جماعة من أصحابه » فأدني منه خكاباً » واجلسَه سَهُ علی مُتّكئه وأَکرمَ 


(١)‏ اقرأ سيرة الأرقم بن أبي الأرقم المخزوميّ في الباب الاوّل من موسوعتنا : « فرسان 
من عضر الَُوَة » (ص : ۳۱٣‏ ۔۳۲۷)ء ففي سيرته فوائد تستجلیْ ؛ ومحاسن 
تستحلی ؛ بإذن اللہ تعالیٰ . 

(؟) «طبقات ابن سعد » (۳/ ۱۱۵ ) ۰ وقال الأصبهاني : « خباب بن الأرت بدري 
مهاجري أوّلىَ » سادس الاسلام » من السّابقين الاوّلین » يكنئ : أبا عبد اللہ » وكان 
من المعذبین في ألله » . « معرفة الصّحابة ١79 / ۲(٢‏ ) 


CAA 


وی وو وم یچ ور نہ 
تب هوي أي المؤمين 

فقال له خبّابٌ : يا أ مي المومتین !ما هو باحق مى » إن لاا كان لہ ف 
المشركين مَنْ يمنغه الله به ولم يكن لي أحدٌ يمنعني ٠‏ فلقد رأيتني یوما 
آخذوني ۰ وأوقدوا لي نارآ نم سلقوني فیها ‏ > ثم إِنَّ رجلاً من المشركين وضع 
رجله على صدري » فما الق الأرض الا بظهري 

ثم إن خبابا کلف عن ظهره » فإذا هو قد برص » 0 . 

٭ وهلذه القضَّةٌ تتوافقٌ مع ما ذكره أثمةٌ السّيرة التَّبُويّة وكاتبو الثّراجِم ء 
بان أبا بكر الصدیق - رضى ألله عنه ‏ ۰ قد منعه قومه » وأمًا حتاب وصحبه من 
المستضعفين ء فكان المشركون يعذّبونهم . 

شذراث من حيّاة یاب : 

٭ كان حَبَابٌ في بداية حياته يعمل بصناعة السّيوف في الجا هليّة » وهی 
حرفةً تحتاج إلئ كثير من المهارة » وتدژ عل صاحبها مالاً کی . وک خياباً 
لم يمكث في قومه بني تميم حش يشتدٌ عوة » ویتذوق جمال الشّباب وينعم 
بالحرية ء وإنّما ذاق مرارة العبوديّة والرّق والڈّلَ ؛ إذ وقع في اسب دیع بیع 
لمید في مک المكومة » واشترته أنمار الخزاعية ۰ فقضئن شطراً من حیاتہ 
يعيش حياة الوّقيق » وهو مسلوبٌ الحريّة الجسديّة » وللكنّهم لم يستطيعوا أن 
يسلوا عقله وفطئته وصفاءه وحزیته الفكريّة . 


١ )۱(‏ طبقات ابن سعد » (۳/ 6 ) بشيء من التّصدّف اليسير ؛ وانظر : « البداية 
والتّهاية » (۷/ ۳۷) ء وقال الإمامٌ الشَّعبِْ أيضاً : إن خبّاباً صبر ء ولم یعْط 
الكمّار ما سألوا فجعلُوا یلزٹون هه الضف » حى ذهب لحم متنه - 
« تهذیب الأسماء واللغات ۱(١‏ / ۱۷ ) ء و« آسد الغابة ۱۱۷ / ۵۹۱ ) ۔ 


۹ 


٭ كان سيّدنا خاب بن الارت ۔رضی اللہ عنه ممن 
اختصّهم الله عر وجل - بر حمته » فوهبه عقا متفتحاً » وقلباً واعياً » 
وحصافة متميزةً »> ولمّا بزغت شمسن الرسالة المحمّديّة تضىء الدُنيا كلها » 
آسرع خبّاب ليخرج من ظلام الجاهليّة » ويعيش في نور الإسلام » ويغدو ممّن 
يعبدٌ رپ الأنام » ويترك عبادة الأوثان والأصنام . 


2 اشهر اب بمکة بحسن صناعة التبوف ۰ فكان يعمل في دگان من 
دكاكين مكّة » ولم یلبٹ مد من ارم حا حتی عرفه الغادي والرائح » والكبراء 
والعامة » وأحیّه كل من كان ي يشتري منه السیوف » لما كان عليه من الوتقان في 
عمله ؛ والصدق في معاملته > والوضوح والصّراحة في قوله وفعله . 


٭ ولهلذا لگا بدأ الخیط الابیض من نور الإسلام يظهر واضحاً » 
وتتلاشیٰ من أمامه أكداس الظلام ء تمسّك بهلذا الخيط العظيم حتّى وصل إلى 

منبع لور ومطلعه » والتقئ الهادي البشیر ية > وسرعان ما نفذ الثُور إلى 
7 ۰ فمد يده وبایع الصَّادق المصدوق ب بيعة النّجاة ونطق بها من أعماق 
روحه » وحنایاه تردّد معه وجوارحه تقول : « آشهد أنْ لا الله الا الله > ولا 
محمّداً رسول أله » . 


# وسرعان ما آضاءت هلذه الشَّهادةٌ روحه ونفسّه وکیانه » فاصطبع 
بصبغة الاسلام » وصارت حرکائه وسکنائه تعمل بمضمون : « لا اله الا أل 
محمّد رسول أله » . 


# لم تَخْفَ هلذه الظامرةٌ اللطيفة المنيفة على أحدٍ ممّن کان حول 
خبّاب ۰ وخصوصاً مولاته أم أنمار التي ارتابت من الاشراقات التي لاحظيھا 
علیٰ حاب » وكان قد بلخها أله ودّعَ أصنامها وأوثان قریش وداعاً أبدياً غير 
مأسوف عليه » ولمّا سألت خیاباً عن حقيقة ما بلغها لم یکتم أمره » وإِنّما قال 
لها بلسان عربى مبين : « يا سيّدتاه ! لقد آمنث بألله ربا » وبمحمَدٍ رسولاً » 
ورضیث الإسلام ديناً » . 


٤ 


٭ شرقث سيّدته بکلماته ؛ كاد بغشیٰ علیها ممّا سمعته من آلفاظ 
التوحيد » وطارت نفسّها شعاعاً » وانهالت عليه تلم وتضربة وتشثمة شتماً 
قبيحاً ؛ نع ها اعلعث أخاها سباع بن عبد العرّئ ۰ وکان سينا شرس ال 
فكان یتفن في تعذيب حبّاب ؛ ويرهقّه ع وسئه » وَيَعْمدٌ إلى الحجارة 
المحمّاة فیلصق ظهره هُبها ء ويترك الحديدَ المحمّئ على جسمه دون أن یستطیع 
أن یقومٌ » وکانوا يأخذون بشغر رأسه فيجذبونه جذباً شديداً » ويلوون عنقه 
تلوية عنيفة تكادٌ روحه تزهق منها . 


٭ كانت ام آنمار تبدعٌ في تعذيب فتاها خبّاب بن الأرتٌ » وكانت شديدة 
الحقد على ال 5 الذي آخرج فتاها خباباً من الظُلمات إلى الور » فقد کان 
رسول اللہ لا یاف خیاباً ويأتيه في دکانه » وزاد من غیظ هلذه المرأة الحاقدة 
آتها رأث رسول آله وَل يمد بدگانِ باب ء ویحادث وخیّاب یکلمه باحترام 
وتوقير ۰ ويّعي الكلماتٍ المحمّديّة » فطار صوابُھا ء وثارث ائرتها , 
وأقسمث باللات والعرّئ » ومناة الثّالئة الأخرئ ء لتذيقنّ خیّاباً مرارة العذاب 
وقسوته » فکانت تأتى بالحديدة المحمة من الموقد » وتضفها علیٰ رأسه حن 
یدش » ویغمیٰ عليه » ويفقد صوابه » ولاک لم تن له قناة ٭ ولم يواتها علي 
ما تشتهيه من رده إلى غياهب الشّرك وظلماته » بل كان يدعو عليها › 
فاستجاب الله - عو وجل - دعاءه » فأصيبث بصداع رها وأزعج مَنْ حولها . 
حتّی نصح لهم الأطباءٌ وأهل الخبرة ة أله لا شفاء لھا من آلامها ومرضها ء إلا إذا 
ُوِيَتْ بالحديد المحمي في ار ء فكان عذابها مضاعفاً ؛ إذ كانت تتلقئ آلام 
الصداع ء وحرارة الكيّ وشدّته » وبهلذا استّجيبث دعوة خبّاب ‏ رضي اللہ 
عنه - في مولاته الظّلوم » وذاقت حر العذاب الذي كانت تذيقه لفتاها المؤمن 


المستسلم للحي القیّوم )0 ۱ 


- لخٌص ابنُ الأثير كناش هلذه الحادثة فقال : « كان خباب قیناً يَطْبَعُ - يصنع‎ )١( 
الشيوف » وكان رسول اللہ يِل أله ويأتيه ء فأخبرت مولائہ بذلك > فكانت تأحذ-‎ 


٤۹۱ 


٭ أخذ المشرکون یعدّبون مبّاباً ومَنْ من من المُستضعفين ؛ حى عيل 
صبرالكقرة من ثبات هنؤلاء المؤمنين ؛ الذين هانث علیهم نفوسّهم في 
سبيل الله رب العالمین » وفي سبيل نُضرۃِ رسوله المبعوث رحمة للعالمين . 

٭ وذات يوم اشتذٌ عذابٌ المشركين لخبّاب وصحبه من الفْثيَةِ الذين آمنوا 
بربّهم وزادهم هدّى » فذھبّ خبّابُ إلى الي لٹ وطلب منه الدّعاء على الکفار 
الذين اعتدوا عليهم ظلماً وعدواناً » فوجهه واه توجيهاً لطیفاً إلى الصّبر ؛ إذ إن 
عاقبة ذلك النّصر » وجزيل الأجر . 


* نقل سیّدنا خاب صورةً من ضور الگوجيهات الدبو يه للمستضعفين بأن 
يصبروا ويثبتوا ولا يستعجلوا . فقد أخرج البخاريٌ که بسنده عن فیس بن 
آبي حازم » عن خبّاب بن الأرتٌ قال : « شكونا إل رسول ألله ئي وهو 
متوسّدٌ برد له في ظلّ الكعبة ۰ فقلنا : ألا تستنصرٌ لنا » ألا تدعو لنا ؟ 


فقال : « قد كان من قبلكم بوذ الؤجل ء ٠‏ قیفر له في الأرض ١‏ َيل 
فيها ء فَیْجاءُ بالمنشار » فيوضع على رأسه » یْجعَل نصمَيْن » ويمشط بأمشاط 
الحديد من دون لحمه وعظمه » فما يصدّه ذلك عن دينه ء والله ليتمنّ هلذا 
الأمر حى یسیر الرّاكبُ من صنعاء إل حضرموت » لا يخاف إلا الله » والذئب 
علیٰ غنمه » وللكنّكم تستعجلون )”۶ . 


= الحديدة المحمّاة » فتضفها على رأسه » فشكا ذلك إلى رسول ال یف 
فقال : « اللهمّ انْصّرْ خیاباً ؛ » فاشتکٹ مولائه أمُ أنمار رآسّها » فكانت تعوي مثل 
الکلاب » فقيل لها : اكتوي ؛ فکان خبّابٌ يأخذ الحديدة المحمّاة » فيكوي بها 
رأسّها » . « أسدالغابة ۱۱۷ ٥۹۲‏ ) 

)١(‏ آخرجه البخاريْ في الاکراه برقم : ( 5947 ) » وأخرجه الطْبران کذلك في 
«الکییر )۳٦٣٤( : مقرب)٦٦ / ٦(4‏ ء وأبويعلئ في « مسنده » 
(ص : ۱۳۱۲ )برقم (۷۲۰۹) . 


9 , ی 
وروی ما يشبه هلذا التابعي الجليل سعید بن جبير نل قال : « قلت = 


۹۲ 


وهاکم صورة للْحَدَثِ ذاته » ولکن بَس حَبَابِي آخر » ساقه الحاکم 
فی ١‏ مستدرکه » بسنده عن قيس بن آبي حازم أيضاً › عن سيّدنا خیّاب بن 
الارت - رضي اللہ عنه - قال : « أتيتٌ رسول الل پا وهو مضطجعٌ تحت 
شجرة » واضعٌ يده تحت رأسه ء فقلتٌ : يا رسول ألله ! ألا تدعو ألله على 
هلؤلاء القوم الذين قد خشینا أن يردّوننا عن ديننا ؟ ! فصرف عتّي وجهه ثلاث 
مات ء كلّ ذلك أقولُ له ء فيصرف وجهه عتّی » فجلس فى الَّالثةء 
فقال : « أيّها الاس ! اکنا اللہ » واصبروا ء فوالشرإن كان الجل من المؤمنین 
قبلكم ليوضع المنشارٌ عل رأسه ؛ فیشق بائنین » وما يرتدٌ عن دينه , 
اتقوا الله ؛ فإنَّ اللہ فاتحٌ لكم وصانع » ”° . 


و ساق ابن كثير له 4 في « البداية والتّهاية " رواية ذات فائدة کبریٰ عن 
بر خياب وجماعة المستضعفین ۰ وكشفَ عن بعض الأمور المهمّة ببراعة 
العالم وثقافة الفقیه . حیث آورد حدیت خیّاب الذي جاء ة في الصَحیح وغیره ؛ 
فقال : « شكونا إلى رسول الله و حر الرمضاء ء فلم یِشکنا» . قال 
ابن الاثیر 4 موضحاً مدلول قول خبّاب ومقصده : « والذي يقمٌ لي 
وألله آعلم أنَّ هنذا الحدیثٌ مختصه من الاوّل » وهو هم شکوا إليه پل 
ما یلقون من المشرکین من التّعذیب بِحَر الرمضاء » وأنّهم یسحبونهم على 


= لبد اشرینِ عباس رضي ألله عنھما۔ : أكانَ المشرکون يبلغون من أصحاب 

رسول الله يل من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم ؟ 1 

قال : نعم والله ! إن كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه » حتّیْ ما يقدرُ 

أن يستوي جالساً من شدّة الضژڑ الذي به » حى يعطيّهم ما سألوه من الفتنة » حتّن 

یقولوا له : اللات والعرَّئ إللهان من دون الثم » فيقول : نعم » افتداءً منهم بما 
يبلغون من جهدهم » . « البدایة والٹھایة ۷( ۳ / ٥۹‏ ) . 

)١(‏ «المستدرك » (۳/ ۳۲-4۳۱ ) برقم : ( ۵18۳ ) » وقال الحاكم : «هذا 

حدیث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وقال الذّھبىٌ في « التتلخيص » : « صحيح » . 


4۹۳ 


وجوههم » فيتّقون باکنهم » وغير ذلك من آنواع العذاب ۰ وسألوا منه ل أن 
يدعو ألله لهم على المشرکین ۰ أو یستنصر عليهم ؛ فوعدهم ذلك » ولم ينجزة 
لهم في الحالة الرّاهنة » وآخبرهم عمّن كان قبلهم آنهم کانوا یلقون من العذاب 
ما هو اش مما آصابهم » ولا یصرفهم ذلك عن دينهم » وییشرهم الله سيت 
هلذا الأمر ۰ ویظهدت ویعلنگ وینشره » وينصره ۂ في الأقاليم والافاق حت 
يسيرٌ الّاكب من صنعاء إل حضرموت لا يخاف إلا الله عرٌ وجل ۔ » والذّئب 
على غنمه » وللكنّكم تستعجلون » ولهلذا قال : شكونا إلى رسول آله طن 
في وجوهنا وأكفنا فلم يشكنا ؛ أي : لم يدع لنا في السّاعة الوّاهنة » 217 . 

2 ولعل حبيبنا رسول اللہ يك أراد من خاب بن الأرتٌ والمستضعفین أن 
یظلوا رجالاً أبطالاً » وجنا ثقالاً ء > لا يسأمون ء ولا يتعسجلُون ٭ حتّی يكونوا 
في المستقبل القريب أهلاً للنّصر الأكبر » والفتح المؤرّر » وآلل عر وجل - 
غالبٌ على أمره » ومتمْ نوره » وللكنّ آکثر الئاس لا يعلمون . 

* لقد ثبت سیّدنا خبّاب وصبرء فحفظ اللہ ۔عرٌ وجل - جهاده في 
صدور الصّحابة والأمّة من بعدهم » كما حفظ سبحانه ذكْرَ عدو من 
المستضعفين » من مثل سيّدنا بلال بن رباح مؤدّن الإسلام » وصاحب الصّوت 
النّدي الآسر المؤثر » فما أنْ يُذكر هنذا الصّابر المُصابر بين المسلمين 
إلا يتذگرون جهاده وثباته » ويعرفون أله مِودّنُ الحبيب المصطفیٰ یف 
وصاحب الحداء الخالد : أَحَدٌ أَحَدٌ ؛ ويذكرون كذلك خياب بن الأرتٌ ؛ 
وعمّار بن ياسر » وصهيب بن سنان » وغيرهم من السّابقين 
الصّادقين ‏ رضي ألله عنهم أجمعين - 

خبَابٌ ونمَحَاتٌ من القرآن : 


# مواقفٌ خياب بن الارت -رضی اللہ عنه - باهرة المعانی ء مندَّاة 


» البداية والهاية 6 (۳ ١ء وانظر الحديث في « المعجم الکبیر‎ «۲ )١( 
. ) ۱۱۹ ( : بعدة روایات » وأخرجه مسلم برقم‎ ) ۸۰۰۷۹ ٤( 


۹٤ 


بالخیر ۰ أيّدها القرآنْ العظيمٌ » ہما آنزله الله عر وجل - عل رسوله 
الكريم ية » ومن الخير أن نسوق بعض هلذه التمحات العطرات التي شملث 
خیاباً وأمثاله من المومنین الضعفاء الذين رفعهم الاسلام عالياً » فکانوا سادة 
الڈنیا في دنیا السّادة والسّيادة . 

# ومن العجیب في دنيا الصّحابة وحياتهم الرّاخرة بالعطاء والمعرفة 
والگربیة » أن سادة الاس من المشرکین في عصرهم کانوا یأنفون من 
مجالستهم ۰ ویتأفّفون من وجودهم في المجالس التَّبوبّة » لذلك جاء 
المشرکون إلى الحبیب الاعظم سيّدنا رسول ألله ية یزعمون آنّهم لا يرضون آنْ 
یجالسُوا خباباً وبلالاً وضهيباً وسلمان ومَنْ في طبقتهم من فقراء المسلمین 
وضعفتهم ۰ وطلبوا من الصٌادق المصدوق يي أن یکتب لهم بذلك ۰ فهم ئا 
بذلك » ودعا سيِّدنا عليّ بن آبي طالب رضي ألله عنه - لیکتب » فقام 
الفقراء » وجلسوا ناحية » وکان النَنْ بل قد مال إلى ذلك الأمر طمعاً فى 
اسلامهم » واسلام قومهم ء ورأئ أنَّ ذلك لا یفوّت آصحابه شيئاً ء ولا ینقصیُ 
لهم قدراً فمال إليه » فأنزل اللہ - عر وجل -  :‏ ولا کرد ال یوت ريم 
دور والمثي من وهم ... 4 [الأنعام : ۰۲۰۲ والمراذ في قوله : 
« الَدنَ # ضعفة المؤمنین في ذلك الوقت في آمور الدُنيا : بلال » وعتّار » 
وعبد آلله بن مسعود » ومرئد الغنويٌ » وخبّاب » وضهیب ؛ وصبیح » وذو 
الشمالین ء والمقداد » ونحوهم . 

* وآورد المفسّرون أنَّ سبت نزول هلذه الاية أنَّ الکمّار قال بعضهم 
للنبي بيا : « نحن لشرفنا وأقدارنا لا یمکننا أن نختلط بھاؤلاء » فلو طردتهم 
لاتّبعناك وجالسناك ٩۲۲»‏ . 


(۱) «تفسیر القرطبیْ » ٤١١ /٦(‏ ) بشیء من التّصدّف : وانظر : « حلية الأولیاء » 
(۱/ ۱2۷-۱۶1 ) . 


(۲) « تفسيرابن عطيّة 4( ص : ۱۲۳۳ ) . 


40 


٭ وقيل : إِنّما قال هلذه المقالة آبو طالب عم الب ية على جهة التصح 
لابن أخيه رسول الله پل > قال له : «لو آزنت هؤلاء لامك آشراف 
قومك ‏ ۱ 

* وروي أنَّ ملا قریش اجتمعوا إلى أبي طالب بن عبد المطلب في ذلك 
الأمر » أرادوا بذلك الخدیعة » فصوب هلذا الوَأي من أبى طالب سيّدنا 
عمر بن الخطّاب - رضي أله عنه - » وغیره من المومنین > فنزلت الایة . 

پا وجاءت هلذه الرّواية جليّة عند ( الواحديّ ) في ۱ آسباب الٹرول » ء 
فقال فة : ٠‏ قال عكرمة ز جاء عتبة بن ربيعة ؛ وشيبة بن ریعة 
الکفر إلى آبي طالب ء فقالوا : لو أن ابن أخيك محمّداً يطردٌ عنه موالینا 
وعبیدنا وعسفاءنا » كان أعظم في صدورنا ء وأطوع له عندنا » وأدنیٰ لاتباعنا 
یاه » وتصدیقنا له . فأتئ آبو طالب انب ية فحدّتّه بالذي کلموه » فقال 
عم بن الخطاب ‏ رضي أله عنه - : لو فعلت ذلك حى ننظر ما الذي 
يريدون ۰ وإِلامٌ يصيرون من قولهم أن تن من الا نت نو 
أقبل عمر بنْ الخطاب - رضي الله عنه - يعتذرٌ من مقالته » (۲ 

٥‏ ونذکر المصادرٌ الموثوقة موقفاً عظيماً لسيّدنا خباب بن 


. المصدر السّایق ذاته‎ )١( 

(۷) انظر : ۲« آسباب التزول » للواحدي ( ص : ۱۸۶ ). 

(۳) « المستهزئون » : جماعة من آشراف قریش وکبرانهم کانوا یژذون رسول آله كله › 
منهم : أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي » وأميّة رب ابنا خلف » وأبو لهب ء 
وعقبة بن أبي معیط ۰ والنّضر بن الحارث » والعاص بن وائل ۰ والولیڈ بن 
المغيرة » وغیرهم » وقد استوفینا سيرتهم في کتابنا : « المبشرون بالتّار » طبعة دار 
ابن كثير بدمشق . = 


4۹٦ 


قریش ؛ وهو الصاص بن وائل السَهمي فقد كان يقول في استهزاء 
وانتقاص : «( غ محمد نفسّه وأصحابه أن وعدهم باتهم ی حون بعل 


الموت ۱ والله ! ما یهلکنا الا اله 4 ومروژ الام والأحداث ) . 


2 2 2 
٭ وکان یهزا بخبّاب ویسخژ منه سخرية لاذعة » ويعبث به » ويؤذيه » 
ولا يفيه حقے » ويطلب منے أن یکفر بمحمد رسول أله ی 
57 0 3 3 کے 
فأنزل الله عر وجل ۔آیات تثلی في المحاريب ترسم ذلك . 


٭ قال جمھوژ المفسّرين »> وطائفة من أهل الحديث وأهل العِلْم 


ومن المؤكّد والمتعالم بين الاس أ الاستهزاء نوخ من الحنق والغيظ ء 
والمقاومة المَّلبكَِة العنيفة ٠‏ یمارشھا في الغالب المتکترون للتّكاية بخصومهم » وقد 
يكون من أفتكِ الاسلحة في المقاتل الأدبيّة » وهو أشدّ ما كان يكافح به قريش 
رسول اللہ گل في بدء الدَّعوة إلئ ألله ‏ عر وجل - . وكان رسول آله اة یحزنُ كثيراً 
لما یصیبۂ من استهزاء المستهزئين » وكان من أشدّهم عليه : العاص بن وائل » 


والحارث بن يه ٤‏ ہی عبد يغوث » وعمه الأسود بن المطّلب ؛ 
والولید بن المغيرة ر ۰ وفي هؤلاء نزل قوله - عر وجل - : »لها كفيك 


ےم 


هؤلاء المستهزئين بقوله : 


:0 > وقد آشار البُوصيريّ ریخا تن في همزيّته اللطيفة إلى 


وکفاء المُستهزئين وکم سا 
ورماهم بدعوة من فناء الب 
خمسة كلهم اصیب وا بداء 
فدهل الأسود بسن مطلب اي 
ودهى الأسود بن عبد یضوث 
وأصاب السولية خدشة سهم 
وقشت ا شوكة على مهجة العا 
وعلا الحارث القیسوح وقد سا 


« دیوان البوصيري 4( ص : ۵۵ ) . 


۷ 


ء نیا سن قومه استهسزا؛ 
وال دی من جنسسودہ الأدواء 
عم ی مت بهالأحياء 
أن سقاه کأس السردی استسقاء 
قصّرت عنهااليّة الرّقطاء 
صي فلله التّقعة ال وک اء 
ل بهارأسه وسال الوعاء 


ما مفاده : ١‏ كان خبّابٌ بن الأرتٌ رضي اللہ عنه - قيناً ‏ حداداً - في 
الجاهليّة > فعمل للعاص بن وائل عملاً فاجتمع له عنده دين » فجاءه 
خبّاب ‏ رضي ألله عنه - یتقاضاه » فقال له العاص بن وائل : لا أنصفك حتّیٰ 

فقال خبّاب ‏ رضي آله عنه وأرضاه ‏ : وألله ! لا أكفر بمحمّد گلا 
حى يميتك الله - عر وجل - + نم عثك . 

قال العاص : أَوَ مبعوثٌ أنا بعد الموت ؟ ! 

قال خبّاب - رضي اللہ عنه - ز نعم . 

قال : فإذا كان ذلك ٤‏ فسيكون لي مال وولد » وعند ذلك أقضيك 
ديك ؛ فنزلت الآياتٌ : امیت ای کر اکتا وال لاوت مالا وود زر 


الم ایب أ م عد عند لبَق عَهَدًا او كلا ستکنب ما يول ومد من مدای 


مدا[ تم مایقول ويا فردا ‏ [ مریم : CPLA VY‏ . 

2 وفي سبب نزول قوله تعالیٰ : « # ولو بسط الله أَلرِرْفَ لعبادو لَعَوا في 
أَرّض 4 [ الشوری : ۷ ]۰ يقول سيّدنا خبّاب - رضی اللہ عنه - : ( فينا 
نزلّث » نظرنا إلى آموال بنی النّضير وقريظة وبني قينقاع ء فیمتیناها 
فنزلت ٩‏ . 


) واتفسيز الققرطبمنئ‎ » ) ١١11١٠ : تفسي_رًّابن عطيّة» ( ص‎ « )١( 
م » و ناڈ السیر؛ (ص : 416 )ره أسياب از‎ ٠٤١ /۱۱ ( 
وا التفسير الكبير » للزازي ۲۱۱ / ۲۱۳ ؛ ول تفسیر‎ » )۲٥٢ : للواحدي ( ص‎ 
. مع الجمع والتّصوّف بینها‎ ) ٣٥٥ / ۲ (۷ الماوردي‎ 

وللحدیث أصل في ١‏ الصُحیحین » » فقد آخرجه البخاريٌ في مواضم من 
«(صحيحه) برقم : (۲۰۹۱ء و۲۲۷۵ و۲۸۲۵ و۷۳۲٤‏ » و۷۳۳] 
و٤۷۳‏ ۰ و۷۳۵ ) ۰ ومسلم برقم : ( 7145 ) ۰ والرمذي برقم : ( ٩۱۷۲‏ ) 
وغيرها . 
(۲) «زادالمسير)(559١)»‏ و« تقسیر القرطبي »(۱۷/ ۲۷ ) . و« تفسيرر 


۸ء 


لني يا باب على محمد لله : 


واه 


٭ يُعَدَ سيّدنا خبّابٌ بن الأرتٌ ‏ رضى ألله عنه ‏ من الصُحابة المقرئين 


7 3 9 اه ۰ کے . ہے 
لكتاب الله عر وجل - .2 ومن الاخذین لبعض سور القران العظیم من 2 
رسول ألله اة » وقد شهد له بهلذا المُصْل العميم أحدٌ علماء الصّحابة العَالِمِين 

سے ع 5 لگ سم ۶ 
ابن مسعود فضلا ‏ فقد جاءه جماعة من اهل القران العظيم یسالونه عن شيءِ من 


* ذکر هلذه الشهادة المباركة لسيّدنا باب أبو نیم في « الحلية » بسنده 


عن أبى إسحاق » عن معدي كرب قال : « أتينا عبد اللہ بن مسعود ‏ رضی اللہ 


عنه ‏ » نسأله عن طسَم الشعراء . قال : ليست معي ء وللکنْ عليكم بِمَنْ 


(١) 


ابن عطيّة )( ص : ۱٦٦۸‏ ) وغیرها کثیر . 

وفي سبب نزول هلذه الاية العظيمة يقول عمرو بن خریث وغیره : ١‏ ها 
نزلث ؛ لأنَّ قوماً من أهل الصّفَّة طلبوا من رسول اللہ لا أن يُغنيهم الله تعالئ : ویبسط 
لهم الأرزاق والاموال » فاعلمهم اله تعالی أله لو جاء الرّزق علئ اختیار البشر 
واقتراحهم لكان سبب بَغْيهم وافسادهم ‏ وللكنّه عرٌ وجل - اعلم بالمصلحة في كل 
أحد » وله بعبیده خَبْرةٌ وَبَصَرٌ بأخلاقهم ومصالحهم ۰ فهو ینزل لهم من الوّزق القدر 
الذي به صلاحهم ۰ فرب إنسانٍ لا یصلح ولا تکتف عادیته الا بالفقر » واخر 
بالغنئ » وروی آنس بن مالك - رضي اللہ عنه - في هنذا المعنی والّقسیم حدیثاً عن 
لس ية » ثم قال آنس - رضي أله عنه - : الهم ّي من عبادك الذين لا یصلحهم 
إلا الغنی » فلا تفقرني ۷ وال تعالی أعلم . « تفسیر ابن عطيّة) 
( ص : ۱۱۰۸ ) . 
اقرا سيرة العالم العیلم سیّدناعبد اللہ بن مسعود في الباب الأوّل من 
موسوعتنا : « علماء الصُحابة - رضي ألله عنهم -» ( ص : ۲۲٢‏ ۔۲۸۱) ۰ ففي 
سيرته ينابيعٌ من المعارف والخیرات بإذن ألله . 


۹ 


٭ عرف سيّدنا خاب نعمة القرآن الكريم ۰ ومكانة الوا عند رب 
الأرض والسّماء > فطفق بُعَلمْ لاس من أصحاب تیه وبفنْهُهُم في 
الڈین » فقد كان بعلم سعید بن زيد واه فاطمة بنت الخطاب القرآن 
الكريم ؛ وهو الذي دل عمر بن الخطّاب لحظة آسلم علیٰ دار الارقم بن 
أبي الأرقم لیذهبّ عمر ویسلم أمام الحبیب المصطفئ ب ؛ لا خبّاباً كان قد 
سمع دعاء اي وه لعمر وهو يقول : « الهم أعرّ الإسلام بعمر بن 
الخطاب » » أو : « اللهمّ أعزٌ الڈین بعمر بن الخطاب ) 2 أو : « اللهم آعر 
الإسلام بعمرّ ین الخطّاب خاصّة ۶۲ء أو : « اللهمٌ اشدُدِ الدّين بعمر 
اللهم اشدد الڈین بعمر ‏ هه اشد الڈین بعمر ؛ ۰ 


. )۱4۳ / ١ (“٤٥ حلیة الأولیاء‎ « )١( 

(۲) آخرجه ابنْ ماجه في المقدمة برقم : ( ٠١5‏ )» وانظر : ١‏ عيون الأثر » 
(۱/ ۲۱۱ ) إذ آورد هلذا الحصدیث . وکان حبیینسا رس ول اللہ پل 
يناجي أله عرٌ وجل في ضراعة الاشفاق والرّحمة لأصحابه وهو یراهم يودّون وهم 
صابرون صبراً جميلاً ء لا يستطيعون أن یدفعوا عن آنفسهم . ویقول : الهم أعرٌ 
الاسلام بعمر بن الخطاب خاصّة » ۰ ولعلّه كه شّعَر بما يهجسٌ في قلوب بعض 
آصحابه من الأماني والرغبات في أن الله ۔عرٌ وجل -بهدي لهم رجلاً ممّن عرفتهم 
قریش بالشّدَّة والباس » ولا سیما أولئك الذین یشتدّون على المومنین ء فأراد الحبيبُ 
المصطفی و تقوية قلوب المؤمئين من المستضعفین من آصحابه » فأعلنَ هلذا 
الڈعاء المبارك » وقيّده يمن آعلمه الله عر وجل به من خلال الوحی ‏ وأنَّه عمر بنْ 
الخطاب خاصّة » وآلله تعالئ أعلم  .‏ محمد رسول الله ۱(۲ / ۷ ) بتصرّف . 

 )۳(‏ أشار إلى هنذا الشیخ يوسّف التَبهانيَ في همزيته الجميلة : « طيبة الغراء في مدح سيّد 
الأنبياء ؛ حيث تحدّث عن استجابة دعاء ال وه لعمر - رضي ألله عنه ‏ فقال : 


والإمامٌ الفاروقٌ بد من الم "تار في حقو استحبب الدُعامه 


6 ۰ ۰ 


٭ كان سيِّدنا عمرُ ‏ رضي الله عنه ‏ یوم أن دعا له ال ية رجلا قد بلع 
أشدّه واستویٰ » فهو في مرحلة الشباب وعنفوانه » وكان في الصّف المُعَادي 
للإسلام » یمخژ في بحر الشرك ‏ ويسري في صحراء الصلال » ويؤذي من 
اهتدئ واستضاء بنور الإسلام ولو کانوا من ذوي رحموء ومنهم : صهره 
الصّحابي الجليلٌ والمخلصُ الیل سعيدٌ بن زيد » وأخيّه الضّافية الصادقة 
فاطمة بنت الخطاب » ويروي لنا صهرةٌ سعيدٌ بن زيد كيف كان عمر يربطه 
إهانة له ؛ لأنّه أسلمّ » فیقول فيما أخرجه البخاريٌ عنه  :‏ والله لقد رأيتني وإِنَّ 
عمرٌ لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر » ۳ ء وفي رواية أخرئ : ١‏ لو 
رأيتني موثقي عمر على الاسلام أنا وأختّه » وما أسلم »0 . 


¢ * ومع هلذه الشّدَة العمريّة والتلظة العارمة ک كان حبیژثنا رسول أله لله گلا 


ع الدّعوةٌ المحمّدية > وساقت الأقداك الإلنهعة عم إل سنا ال 





وا 


كان إسلامُة على الشّركِ خَفْضِاً ‏ وبه صَاز للهُدى استصلاٴ 
عَمرالقرمُذوالشوح الذي عر به السدیسن حیسن عر العَزاء 
« المجموعةالتَبهائة (٩‏ ۱/ ۱۹۳ ۔١۱۹)‏ . 
وهناك روایڈ شهيرة 5 جاءعت فى « المسند » و سنن الئرمذيٰ » › و« طبقات 
ابن سعد » رها من مصادر عن خاب رضي أله عل عنه - : ( اللهم أعرَّ الا سلام 
بأحبٌ هلذين الوَجُلَيْنَ إليك : بعمر بن الخطّاب » أو بأبي جهل بن هشام » . 
ولعلّ ال بيا قد دعا بإيمان أبي جهل » وعمر بن الخطّاب الا » ولك 
علم يك أن فر أبي جهل در في تقدير إللهيّ » أيس من إيمانه » ودعا لعمر بن 
الخطاب خاصّة . وهناك رواية تقول عن سیّدناعمر : فغداعلیٰ الثم یو فأسلم » ثم 
صلّیٰ في المسجد ظاهراً . واه تعالئ أعلم . 
)١(‏ أخرجه البخاري في مناقب الأنصار برقم : (۳۸۲۲) . 
(۲) آخرجه البخاري في مناقب الأنصار برقم : (۳۸۲۷) . 


0۰١ 


والخیر » وبدأت الأنوارٌ تتسلَلُ إلى قلبه في مواقف متعدّدة کان آخرها يوم أن 
امتزٌ قلبهُ مره الخاشعین في بيت آخته فاطمة بنتِ الخطاب ۰ وصهره سعيد بن 
زيد » وکانا يتعلّمان ویحفظان القُرآن الكريم علئ ید سيّدنا خباب - رضي الله 
عنهم أجمعين » وحشرنا في معيّتهم » ونفَعَنا سرهم - . 

7 كان ذلك اليوم + يوم أنْ خرج عم من داره متوشّحاً سیفه ۰ تداعبّه 

لجائزةٌ المُغرية التي يقابلها القضاء على محمد كله > خر عدو يمي في 
دروب مگ يبحت عن رون یه هن ول پا تی 
عبد آله الام العَدَويّ ن ”2 - وكان مُسلماً يخفي إسلامه ويكشقه عن قریشں - 
فقال لعمرٌ وقد راهٌ متسربلا بالغضب ‏ متوشحاً بالسّيف : « أين تريدٌ أن تذهب 
یا عمر فإنّي رك مضطرباً ؟ ۰ . 

فقال عمر والشُررٌ يتطايذ من عیئيه : « أريدٌ محمّداً هنذا الصَّابِئْ الذي فرق 
مر قریش » وسفّه أحلامها ء وعاب دینها ء وست آلهتها ء فأقتله » . 

چا صمت تُعيم هنيهة ریثما التقط عمژ آنفاسه » ثم حت أن ينه عمر إلى 
خطورة الأمر الذي يقدمٌ عليه فقال له : « واش لقد عونك نفسّك من نقسك 
يا عمر ! أَنظنٌ أن بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض » وقد قتلت 
محمّداً ؟) . 

٭ كانت هلذه الکلماثٌ تقرعٌ وجدان عمر الذي أحسنّ من خلالها بأنَّ 
تعیماً ليس علئ دين قريش ۰ لذلك قال لِنُعیم متوعداً ومستفھماً : « يا عیم ! 
ما أراك إلا قد صبوت » وفارقت دينك الذي أنت عليه » واتَّبِعْتَ محمّداً ! ٩‏ . 

٭ لم يرد نُعيدٌ على عمر » والّما صرفهٌ عن مقصده بطريقة ذكيّة » تظهر 
إخلاصّه لله ولرسوله ولدينه » فقال له : « يا عمرٌ ! أفلا ترجمٌ إلى أهل بيتك 
فتقيم أمرهم ؟ ۷ . 


. اقرأسيرة نُعيم بن عبد الله الا في الباب الأوّل من هلذه الموسوعة المباركة‎ )١( 


o۰۲ 


قال عمرژ في دهش : ١‏ وأيّ هل بيتي تقصد يا تُعیم ؟ » . 

فقال تیم : ( ينك وابن عمّك سعید بن رید بن عمرو » وأختك 
فاطمة بنٹ الخطاب ‏ ققد واللم أسلما وتابعا محمّداً على دینه » فعليك 
بهما ! » . 

2 ويَرّدٌ ما كان من عمر من حرارة الانتقام من رسول أله ىل › ونسي 
وجهته التي خرج من أجلها ء وكاد صوابةُ آن يطيرَ عندما علم أن أختّه وصهرَةٌ 
قد تركا دِينَ الاباء والأجداد » وصَبّوا » واتّبعا محمّداً یلا ؛ ورجع عمر عامداً 
ناه وخر ۰ وعندعا امقر اب بارش مده صحیفة فيا سور 
اا اة يدث الخطاب الفا ؛ فنجماتها تحت فخدها ر وکان ع قد 
سمع حين دنا من البيت قراءة ختّاب عليهما ء فلمّا دخل قال : « ما هلذه 
الهَيِنّمةَ التي سمعث ؟ ‏ . 

قالاله : « ما سمعت شيئاً ») . 

1 4 و e‏ سے ےھ 

قال : « بلیٰ والله ! لقد آخبزت أنكما تابعتما محمّدا علی دينه » . 

٭ وبطش بختنه سعيدٍ بن زيد » فقامَث إليه أنه فاطمة بنت الخطاب 
لتكفَّهُ عن زوجها ء فضربها فشبّّها » فلمًا فَعل ذلك . قالت له أخته 
وختنه : « نعم قد أسلمنا وآمنا بألله ورسوله » فاصنغ ما بدا لك » . 

٭ ولمّا رأئ عمر ما بأخته من الدم » ندم على ما صنعَ » وارعویٰ » 
وقال لأخته ضارعاً : « أعطيني هلذه الصّحيفة التي سمعتكم تقرؤون آنفاً ؛ 
أنظرٌ ما هنذا الذي جاء به محمّد » - وكان عمر قارئاً كاتباً - . 

فقالت له أخته : « إِنّا نخشاك عليها » . 

2 0007 و رس هه 3 

قال : « لا تخافی يا أخيّة 4 ۰ وحلف لها بالهته لَيَددّنّها إذا قرأها إليها ؛ 

فلمّا قال ذلك طمعَتْ باسلامه » فقالت له : «١‏ يا أخى إِلك نج على 


0۰۳ 


شرکك » واه لا يمسّها الا الطّاهر » . 
فقام عم فاغتسل » فأعطثه الصّحيفة » وقراً : لطه © ما را عك 


52-7 1 ہے ور 


مان تفع # إلى قوله Û‏ لا إِلَه إل آنا عدن وآقر او 
كرف 4[ طہ :۰۲۱-۱ ولگا أن انتھیٰ من هلذه الاية الكريمة مَتَفَ 
قائلاً : « ما أحسنَ هنذا الکلام وأكرمه ء دلوني على محمد » . 

# تساقطت هلذه الکلماثٌ النّاعمة المتناغمة الممزوجة بالوّقة على سمع 
باب تساقط الرّحمة على القلوب ۰ فخرج إليه وقال له : یا عمژ ! وألله اتي 
لارجو أن یک ون اله قد خصّك بدعوة نيه ۰ فاني سمفشه آمس 
يدعو اللہ عم وجل - أن يويد الإسلام بك » فلل اله یا عمژ ؟ . 


* نزلت الکلماث الخبَّابيّة ِيَهُ الموقظة على كيان عمر نزولاً لطيفاً > فعْسلتُ 
قله » وأزالت عنه ما عَلَقَ عليه من غشاوۃ الجاهلية » وقسوتها ء وأدرانها » 
وفي لحظات مباركة استنارت يصيرةٌ عم بما سمع من الذگر والفرآن الحكيم ء 
وما سمع من مبشرات الثُوَة » فقال لخْاب في رفق ورقة وَوَجَلٍ 
من الله عر وجل ۔ : « دلي يا خيّاتٌ علیٰ محمّدٍ حنَّىْ آتیه فاسلم وآشهد 
شهادة الحق ) . 

فقال باب وعلاماث الاستبشار ترتسم عل وجهه : « هو في بيت عند 
الصا » معه تفر من أصحابه وفيهم عه حمزةٌ » . 

#7 لم يتوقف عم لحظة واحدة بعد أن عرف مکان رسول ال بلا ء » فأخذ 
؟ فتوشحه » وجعل يغد الگیر ليلتقي رسول ال ية وأصحابه في دار 
ار الماركة الي تد متها الوا اهادي إلى سيل اجه وال 

٭ وأمام بيت الأرقم » وقفَ عمرٌ وضرب الباب » فلمّا سمعوا صوته 
وجل بعضهم » وقام رجل » فنظر من حل الباب » فألفئ عمر متوشحا سيقه + 
فرجع إلى رسول لہ ل وهو فَرِعٌ وجل فقال : « يا رسول آله ! هلذا عمر بن 
الخطاب متوشحاً سیفه ۷ . 


۶ لم 


6.5 


فقال سيّدنا حمزة في أدب ممزوج بالشّجاعة : 


« فَأذْنْ له » فان کان جاء 


یرید خيراً بذلناه له ء وان كان جاء بريد شا قتلناه بسیفه » . فقال 


) ایذن له . 


سول الل يكل : 


٭ فَأذنَ له الَجِلّ » فدخل عمه دخول الصّادقين » فنهضن إليه الصادق 


س 
المصدوق ک لا 4 
جبذة شديدة » وقال له : 


حتّئ لقیه في السجرة » فاخ بمجمّع ردائه باحکام ء ؛ نم ده 
: « ما جاء بك يا بنَ الخطاب ؟ فوالل ما آری آن تنتهي 


حى ينزل الله بك قارعة ۱ ۱ ۰4 قال عمژ فی استسلام الأصفياء وعلامات 


الهدوء ترتسم علیٰ وجهه : 
جاء من عند أله » . فکئر رسول شر 


6 و ی 


عم بر الخطّابٍ قد أسلم وشهد شهادة ال والجا: ٠١‏ . 
# وما أجمل أن نقراً الآن هذه القَبْمَةَ الشّوقيّة التي ند بها قريحة 


( أحمد شوقي ) من كتابه : 


) دول العرب وعظماء ۶ الاسلام ) حيث آفرد 


منظومة أنیقةً عن سيّدنا عمرٌ بن الخطاب ومراحل حياته ¢ ومنها هلذه الهيئمة 


المعبّرة : 
تار إلى حيث الي مُوعدا 
فصاءه موحد من الرّمر 
وخدت الله ابسۓ الخاب 
فحاءَها معتزم الشراس 
قراقة من الخبساء میتسه 
۳ 71 ۶ و 2 

قال وعرفان الصّواب مکرمه 
واست سكين الحسواري 


: انظر‎ )١( 


وب رقف ]سیف وئزع دا 
وقال جي: آملك فانظر یا عمر 
وآمن السّعيدٌ في الأخطاب 
وكان صلبا خسن الم راس 
وصوث مستخفؤيّة مسرنمه 
فلم يصوّها ولا خطاهسا 
اطم هلذامنطق ماأکرته 
من رجل في صجوه وار 


« طبقات ابن سعد )( ۳ / ۲۲۷ ۲۷۱ ) بشيء من التصرّف . 


تحمل مدلل سا ات ولصَارمٌ المَسْلُولُ عاد كالمَسَدْ 
فجساءَ نادي الي فسامصلیٰ وكّرالهادي وم[ المُتقدى 
اسلا لین كان زا رح عد عطے المُضصْطّفىئ وهرًّا 
فلم يزل وتَهامةالإسلام وهامة الصحابة الأعلام © 


٭ لقد أسلم سیّدنا عمر ء وزادٌ من رسوخ يقينه ما نقله إليه خیّاب بن 
الارث من دعاء رسول اللہ ل له » أنْ يويد الله عر وجل - به الڈین ء 
ولا شك في أن اسلام سیّدنا عمر - رضي الله عنه د قد دفع خاباً لیدعو 
إل اللہ - عر وجل - علانية » وأن يقرى القرآن الكريم لمن یحث أنْ یتعلّمه 
دون وَجَّل أو خوف من أحدٍ مهما كان شأنهُ وكانت مرتبته من آشراف قريش 
وكبرائهم 

المهٌاجر المخاهد : 

ود ٭ لگا ساق آبو تُعیم الأصبهاني رنه ترجمة سيّدنا باب في ١‏ حلیته » 
نقرأ عنده ما تتحلّی به الأفواءٌ والأسماعٌ من رقائق الکلام ورقیق المعاني » 
فقال : « السّابق الشْفَْنْ » المُعَدَّبٌ المُْنْتَحن » باب بن الأرتٌ ‏ 
أبو عبد الله . أسلمٌ راغباً ء وھاجر طائعاً » وعاش مجاهداً ء وثبت في اسلامه 
شاكراً » كان من التّواحين البكائين » وكانت نیاحثہ علئ اكتوائه لما ابتلي في 
جسمه » وبکاژه لافتتانه لما اجتمع له من سهمه . كان من فقراء المهاجرين 
والسّابقين » وكان أحد الجلاس للنَيَ لا والأئّاس » كان بذکر الل مُستأنساً , 
وللنَّىَ ية ملازماً ومجالساً ؛ ۲۳ . 


٭ ولمّا أخذ المهاجرون طریقهم إلى المدينة المنوّرة » سار حَبَابٌ 
)۱ « دول العرب وعظماء الإسلام ٢‏ ( ص : ۱-۳۹ ) بانتقاء وتصوّف » مطبعة 


مصر - ۱۹۳۳ م . 
(؟) «حلية الأولياء ٠٤١ / ١(٠‏ ) . 


والمقداۃ بن عمرو۔ - رضي أله عنهما - مهاجرين ۽ > وتزلا في | دیق علیٰ 
پت إلى 


بذ بیسیر » حول زلا عن سعی ین هن فلم برد مه حت اعت 
بني قريظة . 


* آخی رسول نها بین خاب » وبين تميم مولیٰ خراش بن الضّمّة » 
وقيل : آخیٰ بيه وبين جُبْر بن عتيك » وشهد خبَّابٌ بدراً وأحُداً والخندق 
والمشاهد كلّها مع رسول ألله گلا 


* كان رسول آله يل يكرمٌ خبّاباً » ویقدژ قَدْرَهُ » فإذا ما خرج في سرب 
من السّرايا » کان ل یتفقّد أمْله وأولادہ ويكرمهم ؛ ویرعیٰ مصالحهم › 
وینظر في شژونهم » وهلذا ما وافْنّا به ابنة خبّاب حيثٌ قالت : « خرج حَبَّابُ 
في سريةٍ » فکان رسول اللہ کي ء یتعاهدنا حٌى يحلب عنزاً لنا في جفنة لنا » 
وکان یحلبُھا حتّئ تطفح وتفیض ٠‏ , فلا فلا رجع اب حلیه فرج 
حلابها - نقص - » فقلنا له : کان رسول الله َة بحلبها حى تفیض ۰ فلمًا 


5 ونقرأ هلذه الحادثة المباركة الطّريفة بشکل أوسعَ وأكثرٌ تفصیلاً عند 
ابن سعد وغيره فيما أخرجّة عن بنت خبّاب بن الأرتٌ ‏ رضي الله عنها ۔وکانت 
قد أسلمت وأدركت رسول الہ ية > وروث عنه قالت : خرج أبي في 
غزوة ۲۳ ۰ ولم يترك لنا الا شاةً » وقال : إذا أردتم أن تحلبوها فأتوا بها أهل 


(۱) انظر : « طبقات ابن سعد ) (۸/ ۲۹۱-۲۹۰ ) ۰ و«المسند) (۱۰/ ۳۱۲) 
برقم : ۲۷۱۹۵۱۵ ) . 

)١(‏ یظھرژ - وآللہ أعلم ‏ أن سيّدنا خباباً۔ رضي اللہ عنه -قد حرج في سريّة ة ولیس في غزوة 
بدليل أن رسول ألله بي كان لا یزال في المدينة » وقد حلب لامل خاب شاتهم › 
وكان الحبيبُ الأعظم بي يرسلٌ خباباً في السّرايا » وقد أخرج الطبراني بسنده عن 
مجاهد ؛ عن خبّاب قال : « بعتا رسول الله ية في سريّة » فأصابنا العَطَسْنُ » وليس- 


2۷ 


الصمَّةَ . قالت : فانطلقنا بها » فاذا رسول أله ييه جالسٌ ء فأخذها فاعتقلھا ‏ 
فحلب » ثم قال : « ائتوني بأعظم إناء عندکم » . فذهبت فلم أجذ إلا الجفنة 
التی نعجنْ فیها » فأتيتّه بها » فحلب حى ملأها . قال : «اذهبوا فاشربوا 
وأميهوا جیرانکم » فإذا آردتم أن تحلبوا فأتوني بها » . 

فكنا نختلفٌ بها إليه » فأخصبنا ء حتّی قدم آبي ‏ فأخذها فاعتقلها 
فصارت إل لبنها ؛ فقالت أمّى : آفسدت علینا شاتنا . 

قال : وما ذاك ؟ 

قالت : إن كانت لتحلب ملء هلذه الجفنة . 

قال : ومَنْ كان يحلبها ؟ 

قالت : رسول ال گلا . 

قال : وقد عدلتني به ! هو واش ! أعظمٌ بركة یو مني »20 . 

٭ وذات موة أرسل الحبیت المصطفی يي ختاباً فى بت وعلمَه 
ما ینف في الدَارَيْن » فَلْنُضْعْ سوياً إل سيّدنا خاب وهو يعلّمنا ما تعلمه من 
حبيبنا رسول اللہ ية وهو في طريقه لینفذ الأوامرَ التّبوبّة في مكان بعيد . 

. 02 0 موي 7 2 3 1 2 

٭ أخرج الطبرانیْ بسنده عن عبادة بن نسَّي الكنديّ ‏ آبو عمر الشامي 

ی 
وهو ثقة فاضلٌ كان قاضي طبريّة توفي سنة ۱۱۸ ه- عن خیّاب بن 
الأرثٌ رضي الله عنه وأرضاه ‏ قال : بعيّبي رسول اة مبعثاً . 
فقلثٌ : يا رسول اللہ ! إِنّك تبعثنی بعیداً وأنا آشفق عليك . 


7 


قال : ١‏ وما بلغ من شفقتِكَ على ؟ » . 


معنا ماء » فتنوّخت - ركت - ناقڈ لبعضنا ء وإذا بين رجليها مثل الگقاء » فشربنا من 
لبنها » ۰ « المعجم الکبیر »( 5 / ۷۸)برقم : .)۳٦۹۷۱(‏ 

(۱) « طبقات ابن سعد»(۲۹۱/۸). و«المسند»(۱۰/ ۳۱۲) 
برقم : ( ۲۷۱۹۵ ۰ و۲۷۱۱ ) . 


5۸ 


قلت : أصبح فلا َظك تمسي ‏ وأمسي فلا أظأك تُصبح . 

قال : « یا خاب ! خسن إِنْ فعلت بهن رأيتني ۰ وان لم تفعل بهن لَمْ 
ترّني ۷ . 

فقلت : یا رسول الله ! وما هن ؟ 


. 1 5 0 5 3 0 4 مه د 7 
قال : « تعبد الله لا تشرك به شيئاً ون فطعت وخوفت » وتؤمن 


2ھ 


قلت : يا رسول الله ! وما الإيمانٌ بالقدر ؟ 


قال : « تعلم أنَّ ما آصابك لم يكن لیخطتك ‏ وأنَّ ما أخطأك لم يكن 
ليصيبكٌ » ولا تشرب الْخَمْرَ ء فاد خطيتتها تقرغ الخطايا كما أنَّ شجرتها تعلق 
الشّجر ء وبرّ والدّیْك وان أمراك أن تخرج من الذنيا » وتعتصمَ بحبل 
الجماعة » فَإنَّ يد الله علئ الجماعة » يا حبّابٌ ! إِنّك إن رآيتني يوم القيامة لم 
تفارفني »20 . 

# وملکذا نری سیّدنا حبّاب بنّ الارتٌ -رضی ألله عنه ‏ من نبهاء 
المجاهدین الذین نذروا حیاتهم للإسلام » ولاعلاء كلمة آش وقد بایع 
رسول الل لي بيعة الصادقین 3 وأخلصّ في بیعتو › وشت وصبر > وامتحن 
فشکر ۰ ولم يتأَحُر عن مشهٍ واحدٍ من المشاهد النَّبِويّة . 

٭ قال عنه آبو عمر بن عبد الب کل فى « الاستیعاب » : « کان فاضا 
من المهاجرین الأؤلین » شهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع اللي 8ل 
وکان قدیم الاسلام ممّنْ عُذّبَ في الله » وصبر على دينه - رضي آله 


عله _ ۷ (۲) : 


(۱) آخرجه الطبرانن (4/ ۸۱)برقم : ۳۷۰۹۱). 
(۲) «الاستیعاب ۱(۷/ ۲۳ ) . 


0۰۹ 


مرويّاتَةُ وختَامُ حياته : 

٭ هلذا الصّاحب الیل الصّابر خباب بنْ الأرثٌ ۔۔ رضی أله عنه - من 
الصَحابة الاعلام آصحاب العشرات وشيء . قال عنه التّروىٌ لدب : « له 
عدّة آحادیث » وقالا : « لخیّاب اثنان وثلائون حدیثاً ء ومنها ثلاثة فی 
« الصَّحيِحَيْن » » وانفرد له البخاريّ بحدیئین ومسلم بحدیث » ٩‏ . 

٭ وقال ابن حجر ياه عن مرويّات سیّدنا خبّاب : «روی عن 
لت ی » وروی عنه أبو آمامة الباهلی ء وابنه عبد الله بن خبّاب » وآبو معمر 
عبد الله بن سخبرة » وقیسن بن أبي حازم » ومسروق بن الأجدع » وعلقمة بن 
قيس » وأبو وائل » وحارثة بن مضرب » وآبو الكنود الازدی » وأبو لیلیٰ 
الكنديّ . وأرسل عنه مجاهدٌ ء والشٌعبٔ ء وسليمانٌ بن أبي هنديّة » © . 

0 وتشمل مرويّات سيّدنا خاب بن الأرتٌ - رضى أله عنه - عدداً من 
أبواب العلم من مثل : المناقب ٠‏ والتّفسير ء والبيوع ء وصفة الصّلاة » 
والدّعوات » والمغازي » والطْبَ > وغيرها كثير موزّعة في كتب الصَّحيح 
والسّئن والمسانيد والمصگفات الحديثيّة . 


(۱) «سیر أعلام الّلاء » (۲/ ۰۳۲۵-۳۲6 و« تهذيب الأسماء واللغات » 
(۱/ ۱۷۹-۱۷ ) ولعلٌ سبب قلة رواية سيّدنا خبّاب وبعض الصّحابة الکرام » هو 
خوفهم وورعهم الشدید ۰ وانصرافهم إلى العمل في مرضاة اللہ - عر وجل - » فقد 
آوردابن الاثیر كنل خبراعن آحد الذین کانوا یجالسون خباباً فقال : « بینمانحنُ فی 
المسجد ؛ إِذّْ جاء كاب بن الارث -رضی اللہ عنه -۰ فجلس فسکت » فقال له 
القوم : إِنَّ أصحابك قد اجتمعوا إليك لتحدتهم أو لتأمرهم ۱ 

قال : بم آمرهم ؟ رلعلي آمرهم يما لست فاعلا ‏ . «أسد الغابة » 
۵٩۹۳ /۱(‏ ) . 

(۲) « تهذیب الگھذیب » ۳۱/ ۱۳۳ ) » وانظر کذلك : ١‏ تهذیب الأسماء واللغات » 

. ) ۱۷۵۰۱۷۶ /١( 


۰ھ 


٭ فمن مرویّات سیّدنا خاب في صفة صلاتي الظّهر والعصر » ما جاء 
عند البخاريّ وغيره بسنل عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة ة الأزدي 
قال : ١‏ سألنا خياباً أكان له يقرأ في الشُھر والعصر ؟ 


قال : نعم . 
قلنا : بأي شيء كنتم تعرفون ؟ وفي رواية : تعلمون قراءته ؟ 
قال : باضطراب لحيته » ' 


٭ وفي فضل الذّعاء أخرج الطْبرانیخ بسنده عن خیّاب قال : سمعتٌ 
رسول الله پل يقول : ١‏ اللهم استرٌ عورتي ٠‏ دامن روعتي » واقض عي 
6 ) (۲) 
دیبی ۰ 


2 وآخرج آبو يعلى في الزُهد بالدّنيا أن خڳًاباً - رضي اللہ عله 
قال : قال رسو الله بي : « إِنّما يكفي أحدكم من الڈُنیا كزاد الراك » ۲ 

٭ ومرويّات سيدنا خاب كثيرةٌ ومتنوعة » وقد مر بعضها فى ثنايا هلذه 
الترجمة » ومّنْ أراد المزيد » فليرجع إلى مصادر الحديث . 

* امتدّت الحياة بسيّدنا حاب إلى خلافة سيّدنا علی بن 
أبي طالب رضي أله عنه - » وكان جليل المكانة عند الخلفاء الوّاشدين . 


# زارت الأمراضة حسد سٹّدناےگا طال م د - واكت 6 
6 رارت مراض جسد سيّدنا باب 4 و ل مرضه ۰ وصبر واکتوی » 


۰۳۹۸۳۱ : ء و٦٦۷ ء و۷۷۷) ء والطبرانی برقم‎ ۷٦٦ ( : آخرجه البخاري برقم‎ )١( 
و۳۱۸۶ و۳۱۸۵ و۳۱۸۷ و۸۸٦۳ ء و۳۹۸۹ ) » وقولے « باضطراب‎ 
لحيته » : فيه الحکم بالدّلیل ؛ لأنّهم حکموا باضطراب لحیته على قراءته . واستدلٌ‎ 
. به المصتّت على مُحَاقنتہ اة القراءة في الشھر والعصر‎ 

(۲) «المعجم الکبیر ٤(٩‏ / ۸۲۸۱ )برقم : (۳۷۱۰۱) . 

)۳( « مسند أبي يعلى ۲( ص : ۲ )حدیث رقم : ( ۷۲۱۰ ) . 


۱ھ“ 


ذكر قیسُ بن أبي حازم قال : « دخلتّا على خبّاب بن الأرتٌ - رضي أله عنه - 
وقد اكتوئ سبْعَ كيّات » فقال : لولا أنَّ رسول اللہ ية نهانا أن ندعو بالموت 


لدعوث به » ٩۲‏ . 


٭ وجاء أنَّ نفراً من أصحاب رسول الله ية قد زاروا خيّاباً في مرضه 
فقالوا له : « آبشر آبا عبد الل تَرِدُ على إخوانك الحوض . 


: إتكم ذکرثم لي إخواناً مضوا ء ولم ينالوا من آجورهم شيئاً + وإنا 
5-0 حى نلنا من الڈنیا ما نخاف أنْ یکو ثواباً لتلك الأعمال » ۱ 


# ومرض سيّدنا خَبّابُ مرضاً شديداً طويلاً توفي مث بالكوفة سَنَةَ 
( ۳۷ ه) . قال ابن الأثير : « ونزل الكوفة ومات بها ء وهو أوَّل مَنْ دُفِنَ 
بظهر الكوفة من الصّحابة » وكان موته سنة سبع وثلائین " 

٭ وقد أكّد عبد الله بن خیّاب هنذا الأمر عندما سيل : « مى مات 
أبوك ؟ » . 


قال : « سنة سبع وثلاثين » وهو يومئلٍ ابن ثلاث وسبعين سنة » ° . 


٭ وروی ابن خاب أيضاً اللحظات الأخيرةً من حياة خبًّاب فقال : « لما 
مَل باب قال لي : أَيْ بني » إذا أنا مث فادفئي بهلذا الط » فإك لو قد 
دفنتنى بالظهر ۰ قيل : دُفِنَ بالگھر رجلٌ من أصحاب رسول الريك › قَدَهَنَ 


04 


الاس موتاهم » فلمًا مات خبّابٌ ‏ رضي الله عنه - دُفنَ بالظّهر » »> فکان ول 


(۱) « طبقات ابن سعد » (۳/ ۱۱۱  )‏ و« آسد الغابة ‏ (۱ / ۵۹۳ و« الحلية » 
(۱ / ۱۵۶ ). 

) ١٤١/١ (٩ و« حلية الأولیاء‎ ) 599 / ۱(٤ أسدالغابة‎ ١ )۲( 

(۳) « أسدالغابة ١(٠‏ / 597 ) . ومعنیٰ « ظهر الكوفة » : خارجها . 

.) ۱۰۷ /۳(» «طبقاتابن سعد‎ )٤( 


۱۲ھ“ 


مدفونِ بظهر الكوفة خبّاب - رضی اللہ عنه - )۶۷ . 

7 وزعمت بعض المصادر بروايتها عن زيد بن وهب قال : ١‏ سرنا مع 
علي بن أبي طالب رضي الله عنه - ۰ حين رجع من صفين ء حتّیٰ إذا كان عند 
باب الكوفة » إذا نحن بقبور سبعة عن أيماننا » فقال : ما هلذه القبور ؟ 

فقالوا : يا أميرَ المؤمنين ! لد خاب بنّ الأرثٌ - رضى الله عنه - توفى 
بعد مخرجك إلى صفين » فأوصی ان يُدْفَنَ فى ظاهر الكوفة . 

فقال عل - رضى اللہ عنه ‏ : رحم الله خكاباً ؛ أسلم راغباً » وهاجر 
طائعاً » وعاش مجاهداً ؛ وابثّلي في جسمه أحوالاً » ولن يضيع الله أجْرَ مَنْ 
أحس عملا . . . طوبئ لمن ذكرٌ المعاد » وعمل للحساب » وقنع بالكفاف ؛ 

گا ر ( 
ورضي عن الله عر وجل » ”” . 

# وبعد : فھلذہ شذراث من سيرة صحابي صابر من أعلام الصَّابرِين ء 

قضئ نحبه وهو پرجو رحمة آله - عر وجل - » فرضي الله عن سيّدنا اب ۽ 


ھر ها كر 


» بتصرّف يسير جد . وانظر : « طبقات ابن سعد‎ ) ٤١١ /7( » «المستدرك‎ )١( 
. )۱۷۰ / ۲(٢ وه معرفةالصّحابة‎ » ) ۷ /۳( 

(۲) «حلية الأولياء » ( ٠٤١ /١‏ ) ء و« تهذيب الأسماء واللغات » /١(‏ ۰۱۷۵ 
و« الاصابة (۱/ ٤١١‏ ) مع الجمع والتّصرّف . وانظر : « أسد الغابة » 
(۱/ 59 ) » وا المعجم الكبير » ( 5 / )٢٥‏ ۰ وفال الهشمیٌ في « مجمع 
الرّوائد » ( ٩‏ / ۲۹۹ ) : « وفيه معلّیٰ بن عبد ال حمن الواسطی » وهو کذّاب » . 


۱۳ 


تت 
اس کے 


تھے 
جل ی ری 
(سکس جن زو ںی 


www.moSsWwWwarat.CcCOM 


۔ے 
Ey‏ 


رتم 
جل لیے هي 
ہی چپ لازو ی 


هيناهت بيات 0 را مه من 


ہے لہ 
1 سر 


و ۳1 
دحبه بن خلیمة 
رصی اللہ عه 
٭ حار جمال الخصّال ؛ ولطفَ الخلال ؛ وکان من أجمل الرّجال . 
۳ 





4 


* كان یب بجبريل » وحمل رسالاً نبويّةَ إلیٰ عظيم بصریٰ . 


5 5 8 4 27 01 
0 له آخباز وقصص وضیئة كهيئته » ومات بالشام سنة ( ۵۰ هب ) . 


رق 
یں لنیچ یی لئ 
(سکس دب از وی 


1 ۰۲۲۱۵۱۸۸2۵۲21 ناا 


33 
جى سے نی 
سس دی ارو ںی 


۸۷۱۷۷۸۷۱۸۷ . اق باك 0 )ا‎ 21 COM 


٭ شخصيّة هلذا الصَّحابِيَ شخصيّةٌ متميّرةٌ من بين شخصيّات هنذا 
الكتاب ؛ الذين تربّوا في مدرسة الصادق المصدوق یف » فهلذا الصحابي 
الجلیل حاز جمالَ الخصال » وملاحة الخلال » فكان من أجمل الرّجال ؛ وقد 
صحب ال با فاستقئ ل منه صفاء القلب ونقاء الحال . 

٭ هلذاالوّجلٌ الجمیل الأليفُ هو : دحية بن خليفة الکلبی 
القضاعی ”27 ۰ صاحبُ الحبیب المحیّب » الصّادق الأمين رسول الله ی 
ورسوله بكتابه إل عظيم بصری ليوصله إلئ هرقل صاحب الژوم ورئيسهم . 
إل سيرة دحية الكَلْبيَ ”' سيرةٌ ثريّةٌ في كثير من المواقف ۰ ید نا 


E 


) وامعرفة الصحابة‎ .)۲۵۱- ۲۶۹ / ٦( » «طبقات ابن سعد‎ )١( 
)ترجمة رقم : (۸۷۸)ء وا الاشتقاق » لابن دريد‎ ۲۳۹-۲۳۷ /۲( 
» وه تاریخ الاسلام » لام ( عهد معاوية بن أبي سفیان‎ » ) ٥٤١ : (ص‎ 
۰) ۲۲۱-۲۲6 / ١( ص : 4۹-4۸ ) » وا المعجم الکبیر » للطبراني‎ 
۰) 18-11۳ /۱( » وا الاصابة‎  ) 1۵ - ۶*1۳ / ۱(  باعیتسالا و«‎ 
» و« أسد الغابة ۱/۲۱ ) ترجمة رقم : ( ۱۵۰۷ و« البداية والتهاية‎ 
. وغیرها کثیر جداً‎ ) ۷ /۸( 

00( « الكَلْبَِ » : بفتح الکاف وسکون اللام ؛ هلذه التّسبة إلى قبائل » منها کلب من - 


۷ھ 


لا نمتلك معلوماتِ وافية تفصحٌ عن حياته قبل الإسلام » مع العلم أذ ابنَ سعد 
قد وافانا في ١‏ طبقاته » بقول جميل : « أسلم دحية بن خليفة قدیم ولم 
یشهذ بدراً » وكان يُسْبّه بجبرائيل 4" . 


(١) 


اليمن ء منها : زیڈ وجَبَلَةُ ابنا شراحيل بن كعب من کلب اليمن ء وأسامة بن زيد بن 
شراحيل صاحب رسول آله کا ء ودحية بن خليفة الكَلِيَ من كلب اليمن ء له 
صحبة . « اللباب في تهذيب الأنساب ۷( ۳/ 1١4‏ ) . 

ودّحية : بكسر الدال وفتحها لختان مشهورتان . « تهذيب الأسماء واللغات » 
۱۸١ /۱(‏ ) ء وكان دحية الکلیین تاجراً یجوبُ الآفاق » وكثيراً ما كان يذهب 
بتجارته إلى بصری الشَّام وبيت المقدس » ولذلك بعثہ ال ية ليحملَ رسالة إلى 
« طبقاتٌ ابن سعد » ٠٠٠-۲٤۹ / ٤(‏ ) . أورد لالب ينا معلومات طريفة 
وممتعة عن رجال عضر الوه ة كان بينهم وبين الملائكة سببٌ ء فقال ما مفاد؛ ومحصّله 
و ملخصه : 

« غسيل الملائكة » : هو حنظلة بن أبي عامر الأنصاريّ » غسّلته الملائكة » 
لك لله شرع يوم أحد فأصيب » فقال رسول أن كله : ( هلذا صاحبكم قد غسّلته 
الملائكة » . فسعلت امراتة عن ذلك فقالت , : ٠‏ لہ کان معي علیٰ ما ین علیہ الل 
برل الأحوص ۔ ركان حنظلة خال أيه . : 

7 1 و ته رو 5 5 

غتلست خالي الملائكة الأبرا ‏ زمیتااصرم به من مریم 

ومنهم : « سعد بن معاذ الأنصاريّ » ء هبط لموته سبعون آلف ملك ؛ لم 
يهبطوا إلى الارض قبلها . واهترٌ لموته عرش ألله » وفي ذلك يقول حسّان بن 
ثابت - رضی اللہ عنه - : 

وما اهت عرش أله من موت مالك سمعنابه الا لموت أبى عمرو 

ومنهم : « حمَان بن ثابت الأنصاريٌ » ء قال له رسول ال یر : « اهجهم 
وروځ القدس معك » 03 وقال فى حديث آخر : )0 ۷ الله مؤيّدٌ حسّان بروح القدس - 


01۸ 


چا وفي المجال ذاته 4 أخرج ابن سعد اه بسنده عن عامر بن شراحیل 
الشَّعبِيَ قال ۲ : شه رسول لله ولي ثلاثة تر من یه فقال : : « دحية الکلبغ يُشْبهُ 7 
جبرائيل » وعروة بن مسعود النّقفي پشبه عیسیٰ بن مریم » وعبد العزی بن 
قطن يشبه الدّجّال ) . 


طط 


و ۱+ 


1 ۰ وج ۶ 
0 دفي روا بق آخری : « كان دحية يشبّه بجبرائیل » وکان عروة بن 


ار 


5 وا م » ۳ 0 0 
2 وعن حيثية الصُحبة النّبوبّة وقدمها عند دحية نقراً عند ابن سعد 7ي 


= ما نافح عن نبیّه » ؛ وكان يوضع لحسّان منبژڑ في مؤخر المسجد یقومٌ عليه فینافح عن 
رسول ألله َكل . 
ومنهم : « عمرانٌ بن كُصین ) : كان تصافحۂ الملائكة وتعودهُ ء ثم افتقدها , 
فأتیٰ رسول الله ية » فقال : يا رسول اللہ ! إ٥‏ رجالا كانوا يأتونني لم أرَ أحسنَ 
وجوها » ولا أطيبَ أرواحاً منهم . ثم انقطعواعتّي 
فقال رسول ألله ب : « أصابك جرخ فكنت تکتمه ؟ » . 
قال : أجل - وکان جرخ آصابه في سبیل اللہ - . 
قال : « ثم آظهرته ؟ » . 
قال : قد کان ذاك . 
قال : « آما لو واه آقمت على کتمانه لزارئك الملائكة إلى أن تموت » . 
ومنهم : : « جریژ بن عبد اللہ البجليَّ » ۰ قال رسول أله يك : « يطلعٌ علیکم من 
هنذا الفخ خيرٌ ذي يمن » > فان عليه مسحة مَلك » . 
ومنهم : « دحيةٌ بن خليفة الكلبي » ء وكان جبريل یهبط في صورته » . « ثمار 
القلوب »( ص : 55-514 ) بتصرّف . 
)۱( « الطّبقات الكبرئ » لابن سعد( / ۰ ءع وانظر : ١‏ السّير والمغازي » 
لابن إسحاق ( ص : ۲۹۷ ) . 


۹ھ“ 


قوله 


۰ 3 2 اث سان 
: «+شهد دحية مع رسول الله 5 المشاهد بعد بدر » وبقي إلى خلافة 


معاوية بن أبي سفیان - رضي الله عنهما - ۷ ٩۲‏ . 


دحية 


٭ بینما صاغ ابنْ عبد البڑ له المعلومات السّابقة فقال عن سيّدنا 
00 : « كان من كبار الصّحابة › لم يشهذ بدراً ؛ وشهد أحداً وما بعدها 


من المشاهد ء وبقی إلى خلافة معاوية » وهو الذي بعنّه رسول ال پل إلى 


قيصر في الهدنة » وذلك في سنة ست من الهجرة . . . 


وكان 


(١) 


0(۲) 


(۳) 


۳ 


( ذاك جبريل » : 
0 1 2 ۳7 
3 لم يغب سيّدنا دحية عن مشهدٍ من المشاهد النَّبويّة بعد غزاة بدر » 
۰ زر ول ۰ 1 ۰ ۹ . ۶ جانا و 
له حضور متميّرٌ فی بعض المغازي » لذلك کان جبریل ع ينزل في 


المصدر السّابق ( 6 / ۲۵۱  )‏ وانظر : « مختصر تاريخ دمشق ۸(٢‏ / ۱۲۰ ) . 
وآخرج ابنْ عساکر اه بسنده عن جابر بن عبد اللہ - رضي ألله عنهما - » عن 
رسول لله يا قال : « عرض على الأنبياء ٠‏ فاذا موسی لل رجل ضزب من 
الرّجال كأنّه من رجال شنوءة » ورأيت عیسی بن مریم 285232 ء فاذا آقرب من رأيتٌ 
به شبهاً عروة بن مسعود ۰ ورأیث ابراهيم ل فإذا آفرب مَنْ ریت به شبهاً 
صاحبکم يعني : نفسه - ۰ ورأیث جبریل 332 » فإذا أقرب من رأيت به شبهاً 
دحية » . ۱ مختصر تاريخ دمشق ۷( ۳ ۱۵۰۰ ) . 
« دحية » : قال ابن درید یله في « الاشتقاق » : «دخية :فلت من 
قولهم : دحیث » ودحوت » ودحًا المكان ۰ إذا اسح فهو داح . وأدحی 
التعام : الموضع الذي تصلحه لتبیض فيه » . « الاشتقاق ( ص : 58١‏ ) . وقال 
الفيروزآبادي : « الدّحية : بالکسر : رئيس الجند» . «القاموس المحيط » 
( ص : ٠٠٠١٤‏ ) . وقال ابن الأثير : « الدّحية : رئيس الجند ومُقَدّمهم » وکأنه من 
دحاه يدحوه » إذا بَسَطه ومهّده ؛ لا الوئیسَ له البَط والتّمهيد » وقلب الواو فيه ياء 
نظير قلبها في صِبْيّة وفتية » . « التّهاية في غريب الحدیث والاثر 4( ص : ۳۰۰ ) . 
( الاستیعاب ٥٤٦٤-٦٦٤٣٤ / ١(٤‏ ) . 


o۰ 


صورته » وكان یراہ عددٌ من جلة الصّحابة وأعيانهم . 


٭ كان هنذا فى غزوة بنی قُریظة بعد غزوة الخندق ؛ إذ إِنَّ القرظیین ألَبوا 
قريشاً عل رسول ال يل والذین معه » وتكيَّلُوا معهم في الأحزاب ۰ وقطعُوا 
المؤن عن المسلمین » حى مسّهم الضدٌ ؛ ولولا أن اللہ - عر وجل - آرسل 
جنوده » وهزم الأحزاب » لخذل المسلمون » ولم تقم لهم قائمة بعد . 

e‏ لهنذا لما اجه رسول ألله پل إلى المدينة المنوّرة » بعد ان رأیٰ 
الأحزاب بجموعها ترتدٌ راجعة نحو مكة » تحمل معھا النّدامة ء والحسرۃً 
والغيظٌ » والهلع » أتئ جبريل يكلا مُعْتمَاً بعمامة من استبرق » على بغلة 
عليها سرج » عليها قطيفة من ديباج » فقال لرسول الله بل : « أَوَكَدْ وضعت 

قال گا : « نعم » . 

8 7 ہا . م 5 و 

قال جبريل 283 : ١‏ فما وضعت الملائكة السّلاح بعد » وما رجعت 
الان إلا من طلب القوم » إن الله عر وجل ۔ یأمرك يا محمّد بالمسير إلى بني 
قريظة » في عامدٌ إليهم فمزلزل بهم » . 

* وكان جبريل تللا قد نزل فى صورة دحية الکلبی - رضى الله 
عنه ‏ . وهلذا الأمر ورد فى المصادر المتنرّعة ؛ ومنهاما آخرجه 
البيهقئٌ كله في «الدّلائل » عن أمّنا عائشة رضي ألله عنها - : ١‏ أنَّ 
رسول أ ل کان عندها ؛ فلم علينا رجل ونح في البيت ؛ فقام 
رسول اللہ پا فزعاً » فقمت فى آثره » فإذا بدحية الكلبيّ » فقال : هذا 
جبریل يأمرني أن آذهب إلى بني قريظة ... » . وتتابعٌ أمّنا عائشة 
حدیٹھا : « ... وخرج الب بي فمدّ بمجالس بينه وبين بني قريظة › 
فقال : ١‏ هل مو بكم من آحد ؟ » . 

قالوا : مر علینا دحية الکلبی على بغلة شهباء » تحته قطيفة دیباج . 

فقال الم يي : « ليس ذلك بدحية » وللکتّه جبریل تال ۰ آرسل 


055 


إلى بني قريظة لیزلزلهم » ویقذف في قلوبهم الؤعب ۰۰.۰ ٩»‏ . 


ھک 


2 وفى رواية آخری عن أمّنا عائشة قالت : es ١‏ ثم حرجت ء فذهبت 


3 3 
انظر ء فإذا هو دحية الکلبی . 
قال يلل : « آورایته ؟ » . 
قلت : نعم . 
قال : 2 ذاك جبريل ء آمرنی أنْ أ 
چا وتقول أمّنا أيضاً : ١‏ فکائی أنظژ إلیٰ رسول آله يا یمسخ الغبار عن 
وجه جبریل . 


خرج إلى بني قريظة  »‏ . 


۰ 7 و 5 
فقلت : هنذا دحية يا رسول أل ۳ 
فقال : ١‏ هلذا جبریل » 7" . 


* وقد رأئ جبریل ظَالِػالاڑ نف من الصّحابة الکرام في صورة سيدا دحية 
الكلبئّ ؛ إذ مو بهم النََِ بيه فقال : « هل مو علیکم أحد ؟ 4 . 


» ۸۔۹) باختصار » وانظر : « تفسیر القرطبی‎ / )( ٥ «دلائل السوَة‎ )١( 
وقال الأصبهاني : « كان جبربل لد يأتي في الاحایین‎ ۰۱۳۸ /١٤( 
. ) ۲۳۷ / ۲ (٩ معرفة الصّحابة‎ ١ . » الم و متصوّٗرافی صورته‎ 
)رفي‎ ۱۱۲ / ۸(٩ وانظر : « مختصر تاریخ دمشق‎ » ) ٠١ / (۲ «دلائل اوه‎ )۲( 
. ۷ رواية أخرئ قال : « أو رأيتيه ؟‎ 
. قالت : نعم‎ 
. » قال : « ذاك جبریل » وهو یقرلك السّلام‎ 
- قالت : وعلیه السَّلامُ ورحمة ألله وبرکاته » جزاه الله من صاحب ودخیل - ضيفب‎ 
. ) ۱5۲ / ۸(4 مختصر تاریخ دمشق‎ « . ٤ خيراً » فنِعُمَ الصَاحب ونعم الدّخيل‎ 
.)۱۱ / ٤( دلائل السو اللبیهقی‎ « )۳( 


۰۳۲ 


فقالوا : نعم مو علینا دحية بن خليفة الکلبی على بغلة بیضاء » علیها 
رحالة » علیها قطيفة ديباج . 


فقال رسول اللہ ب : « ذاك جبريل » بعثه اللہ عر وجل - إلى بني قريظة 
يزلزل بهم حصونهم > ويقذفٌ الرّعب في قلوبهم ۷ . وکان رسول الله پل 
يشبّه دحية الکلبیٔ بجبريل ”° ت . 


* ومن المؤگد أن جبريل ك » هو صاحبٌ الوحي إلى الأنبياء 
والؤسل للا » وهو المقدّمُ على سائر الملائكة ”'' ۰ وكان ینز في بعض 


» ء بتصوّف يسير . وانظر : « تاريخ الإسلام‎ ) ١١ / ٤ ( دلائل اوه » للبیهقی‎ ١ )١( 
. ) ۳۱۰-۳۰۹ : للذهبيّ ( المغازي » ص‎ 

(۲) «دلائل التِوّة » للبيهقيّ ١٤‏ / ۱۲) ء وانظر : « شرح حياة الصَحابة » 
)£ / ۳۳۹-۳۳۸ ) . 

ومن الجدیر بالذکر ملهنا أنَّ العارف بألله الشّيخَ عمر بن الفارض یه قد آشار 
في تائيته الکبری إلى أنَّ جبریل تايل كان يأتي سيّدنا وحبیبنا رسول آله يا على 
صورة دحية الکلبي فقال : 

وا وحيةٌ وانی الأمسن نیگا بصورته في بدء وحي اوه 

آجبریل قل لي کان دحبة إذ بدا لِمُهْدِي الؤدیٰ في هيئة بشريةٍ 

« العقد النَّمْيس »( ص : ۱۸۷ . 

١ )۳(‏ الملائكة » : الملائكة مخلوقاثٌ غيبيةٌ عن » ذواث أجسام نورائيّةِ لطيفةٍ » لا نراهم 
في الحالات العاديّة » قادرون على التَشْكُل بالأشكال الجسمائيّة المختلفة المركيّة 
لنا > ذوو قدرات خارقة » لا حضْرَ لهم » مقرّبون إلئ ألله ‏ عر وجل ۰ طائعون 
لا یعصون الله ما أمرهم ویفعلون مایؤمرون ‏ لايتناكحون ولا يتناسلون » 
ولا يأكلون ولا یشربون » إِنَّما هم عبادٌ مکرمون » بحملون رسالات أله في 
العالمین » ویؤڈون وظائفهم في الاکوان بحسب مجری الاقدار » على مراد العزیز 
الجیّار . 3 


oY 


الأحايين على صورة دحية الکلبی - رضي ألله عنه - . 


دحية في غزوة خيبر 

* كان سئدنا دخية الکلبی -رضی الله عنه - من أعيان المجاهدين 
المخلصين الذين يؤثرون الحياة الباقية على الحياةٍ الفانية » فقد خرج بالمعيّة 
النَبَويّة نحو خيبر تلك الواحة الخضراء على طريق الشام ۰ وكانت غنيّة بالرّرع 
والشجر والتّخيل » ولعل خیبر هلذه كانت من أغنیٰ بلاد الحجاز » وكان 
یسکٹھا جماعة من اليهود في حصونٍ وقلاع قامت فوق الضّخور والجبال ؛ 


وكانوا من أقویٰ طوائفهم بأساً » وأكثرهم مالا » وأوفرها سلاحاً » وللکن 
حصوتهم تهاوت حصنا إثر حصن تحت تن وطأة رجال صدقوا ما عاهدوا الله 


ومن أركان العقيدة الإسلاميّة الإيمانُ بالملائكة » وقد جاء الحديثٌ عنهم في 
القرآن العظيم بمناسبات مختلفةٍ في نحو خمس وسبعين آية من نحو ثلاث وثلاثين 
سورة ء كما جاء فى السُّنّة الشّريفة » والأحاديث التَبُوبّة المنيفة التصیص على أنَّ 
الإيمان بالملائكة جز من أركان العقيدة الإسلاميّة . وقد بکن رسول اللہ اة أن غير 
الأنبياء » من المؤمنين الأتقياء الأصفياء يمكن أنْ يقابلوا الملائكة في آحوال خاصّة ء 
وقد حدثٌ هلذا مع عددٍ من رجال عصر الَبوّة من الصّحابة الكرام رضوان ألله عليهم . 

وقد ثبت أنَّ الملائكة قادرون على ال بأمثال الأشياء » والتّشْكّل بالأشكال 
الجسمائيّة » فقد كان جبريل ليله يأتي إلى مجلس رسول اللہ ية على التّحو 
الاتي : 

- على صورة إنسان مجهول ۰ كما في قصّة نزول جبريل علیٰ مریم . 

ب - على صورة إنسان معلوم » فكثيراً ما كان يأتي المجلس النَبِويّ على صورة دحية 
الكلبيّ . 

والملائكة لا يُحصون عدداً في علم المخلوقات لكثرتهم الكاثرة » ولأنّهم من 
جنود الله - عر وجل - » ولهم أصنافٌ ووظائفٌ تکفلت بذكرها الكتب والمصتفات 
المتخصصة . والل أعلم . 


or 


ل ا میعن لله عنه وأرضاه ‏ » الذي كانت صق دك 


خيي ۲ من نصيبه في هلذه الغزوة المباركة على الرّجال المخلصین لله 


Ee 


ورسوله . 

# فقد جاء في الاثار الصحاح ؛ والسّيرة ؛ وكتب الطّبقات ؛ وغيرها أنَّ 
أمّ المؤمنين صفيّة بنت خيي كانت من بی بين أسرئ الخيبريين » وكانت حديثة 
عهد برس ۰ وكانت تحت كنانة بن لیم ملك خیبر » وكانت قد رأث في 
المنام وهي عروسٌ أن قمراً وقع في حجرھا ء فذگرث رؤياها لزوجها ء 
فقال : « ما هلذا إلا أنّك تمنين ملك الحجاز  ''(‏ يعنى ال 26 -» وغضب 
غضباً شديداً » ثم لطمّها على وجههًا لطمةً خضّرعينها ٠.‏ 

٭ ولمًا وقعت السَّيّدةٌ الصّافيةَ صفيّة في سهم سيّدنا دحية الکلبی» > قال 
بعضٌ رجال الصّحابة للحبيب المصطفیٰ له : « يا نبت اللہ ! أعطيتٌ دحية 
الكلين صفيّة بنت حبي سئدة قريظة والتير ٭ وهي ما تصلح إلا لك » . 


فقال بيا لدحية : ١‏ خذّ جارية من السّبي غیرها» ‏ فأعتقھا 
رسول اللہ ية ٠‏ ثم تزوّجها » تخفيفاً من مصابها » وحفظاً لکرامتھا » وجعل 
عتقها صَدَاقَها » وعندما سألها یل عن سبب اخضرار عينها » فصّت عليه 
القصص ‏ وأخبرته برؤياها . 


)۱( اقرأ سيرة أمّ المؤمنين صفیّة بنت حييّ في موسوعتنا اللطيفة : « نساء أهل البيت فى 
ضوء القرآن والحدیث ١‏ ( ص : ۳۸۰-۳۵۵ ) دار اليمامة ‏ دمشق -ط : 
۲۱۱۵ م ۰ 

(؟) جاء في بعض مصادر السّيرة التَِويّة أنَّ كنانة بنَ آبي الحقیق لطم صفيّة لطمة شديدة 
وقال لها : ١‏ آتتمتین ملك يثرب آن يصيرَ بعلك ؟ » . ١‏ المغازي ۲(٩‏ / 55/ا) 2 
و« البداية والتّهاية»( 5 / ۱۹۷ )۰ نقلاً عن « السّيرة التَبَويّة » لابن هشام 
)1/۲( . 


هه 


2 أوجز هلذه الأحداث الإمامٌ الببخاری و كا ني ! صحیحه ) بسنده عن 


آنس بن مالك - رضي آلله عنه ‏ » فكان میا قال * « ... وكان في السّبي 
صفيّة » فصارت إلى دحية الکلبی » ثمّ صارت إلى ال ی » فجعل عتقها 
صداقها .۰.۰.۰ »۱ . 


٭ ثم جاء أبن حجر 2+ فأفرغ براعته وبلاغته في شرح هنذا 

الحديث » وجمع آراء العلماء وأقوالهم في قصّة دحية وصفيّة - رضي الله 
عنهما - » فقال ما بيانه وإيجازه : « جاء دحية - رضي اللہ عنه - عقب غزوة 
خيبر » وقال للصّادق المصدوق ية : يا رسول آللہ ! أعطنى جارية من 
السّبي . ۱ 

فقال الحبیب المصطفی ِا له : « اذهب فخذ جارية » . 

فذهب فأخد صفية + فجاء رجل إل رسول الل ية وقال : يا نب آلله ! 
أعطيتٌ دحية صفيّة سيّدة قريظة واللضیر » ولا تصلخ الا لك ٠.‏ 

قال ا : « ادعوه بها » . 

فلگا نظر إليها ال وا قال لدحية : « خل جارية من السّبي غيرها » . 

ولا استرجم ال يل صفيّة من دحية أعطاءُ بنت عمها + لاله لگا قیل 
لئ لاه إنّها بنث ملك من ملوکهم » ظهر له نها ليست ممّن تُوهبٌ لدحية 
لكثرة مَنْ كان في الصّحابة مثل دحية وفوقه » وقلة مَنْ كان ذ في السّبي مثل صفيّة 
في نفاستها > فلو خضّه بها لأمكن تغيير خاطر بعضهم ؛ فكان من المصلحة 
العامة ارتجاعها منه واختصاص النَّبِيَ کل بها » فإن في ذلك رضا الجميع » 
وليس ذلك من الژجوع في الهبة من شيء ؛ ولعلّه عوّضّه عنها بنت عمّها ء أو 
بنت عم زوجها » فلم تطبْ نفسه » فأعطاه من جملة السّبي زيادة على 
ذلك » ۶'2 . 


)۱( أخرجه البخاريّ في المغازي برقم : ( ٦٢٤٤‏ ) . 
(۲) «فتح الباري » (۷/ ۵۳۷ ) المكتبة السَّلفيّة ‏ القاهرة بط : 6- ۱۵۱۸ ھ . = 


ھ٦‎ 


٭ وفي هلذا الزّواج الاختياري آصبحت صفيّة بن حُبي بن أخطب 


احدی آمهات المؤمنین الطامرات » واحدی نساء آهل البيت العابدات 
العالمات . . « ومگا ذکزتا يتبسن ع لنا أن لت اة آراد بزواجه من صفيّة إعزارّها 


وتكريمّها وصیانتها من أن 
قومها . . 


تفترش لرجل لا یعرف لها شرفها ونسبّھا في 
. وقد ضرب الب 5 بزواجه منها في باب السامح والعفو المثل 


الأعلى 3 فطالما نال ال ييه والمسلمين من قومها الشَّدٌ الكثيدُ › ولا سيما 
أبوها الذي كان دائم التأليب على الى پل » ۲۲ . 


(١) 


مه کپ ما عم 


ولأستاذنا الدكتور محمّد فوزي فيض ألله تعليقٌ نفیسنٌ على هلذه القصّة فيقول : ١‏ إِنَّ 
زواج ال لا من صفيّة » كان من أمرٍ اشر » وقد أشارث إليه رؤياها » وهي عروسٌ 
زوجها الأوّل » أنَّ قمراً وقع في حجرها ء ففسّرها لها زوجها برغبتها في محگّد ء 
ولطمها لطمة أٹرت في عينها . . . وقد استکثرها الصّحابة آنْ تكو لواحلٍ منهم في 
قسمة المٌبي » ورأوا أنَّها لا تصلخ إلا لرسول آلله اة ؛ نها سّدة بني قريظة وبني 
النُضير » واستجاب رسول اللہ ا لرغبة أصحابه » ورأئ في ذلك تكريماً لهلذه 
العزيزة الشّريفة في قومها ء فتزوّجها تخفيفاً لمصابها » في قتل زوجها وبعض قومها 
في تلك الغزوة . أرأيت إلى الإيثار » وتكريم الرّسول عليه الصّلاة والسّلام -» 
وتقديم الصّحابة مرضاته ومسرّاته على أنفسهم » لقد صدّقوا كلمات اللہ » وطبّقوا فيه 
شرعه وحکمَهُ : « نک لق ين ی[ الأحزاب : 7 ]» وارتقوا إل 
الذروة في درجات كمال الإيمان » التي وُصِففَ ذووها بقوله بي : « لا یمن أحدكم 
حنّئْ يكون الله ورسوله أحبٌ إليه مما سواهما » . « صور وعبر من الجهاد انوي في 
المدينة )( ص : ۳۱۷). 

« السّيرة َو في ضوء القرآن والسُنّة » لمحمّد أبو شهبة (۲/ 5 ) باختصار 
وتصوّف . ال قصّة صفيّة بنت حيي ۰ واسترجاعها من دحية الکلبی ۰ واصطفائها يل 
لنفسه زوجة ؛ قد جعل بعض أعداء الإسلام یتهمون الحبيبَ المصطفیٰ للا بأنّه 
ما استرجع صفيّة وتزوّجها إلا بدافع رغبة شخصيّة . بينما الحقائق الكثيرة الواضحة 
تكد بأنَّ صفيّة ابنة ملك » وزوجة ملك » ومثلها لا يُوهب كما توهب السّبايا 


الأخريات . 5 


۰۳۷ 


ولهلذا استرجعها سيّدنا محمّد رسول لله و من دحية لما علم بمكانتها 
وشرفها » وأكرمها بزواجه منها » ومواساتها في قومها وإعزازها وتکریمها › 
فأعتقها » وخيّرها أنْ تسلم أو تعود إلى أهلها » فاختارت دين الهدی والحقٌّ » 
وأسلمت » ودخلت صرح أمّهات المؤمنين لتغدو من نساء آهل البيت الطّاهرات ء 
ومن خيرة نساء الدنيا وأشرفهنَ وأعظمهنّ » ولو أراد رسول لله ية آن يأخذها لنفسه 
جارية یتسوّی بها لفعلّ » ولا یقدرژ أحد أنْ يطعنَ في ذلك ؛ لأنَّ قوانين الحرب آنذاك 
تبيخ له ية أن يعامل صفيّة معاملة الزقیق ‏ فیتخذها لنفسه جارية ؛ لأنّها أسيرةٌ 
حرب . 

وكان الحبيبٌ المصطفی يي يبالعٌ في إكرامها » ويراعي مشاعرها » تعليماً منه 
وتفهيماً لأمته في إكرام العزيز الذي ذل . لذلك لما سبيت بنات کسریٰ في العهد 
العُمرِيّ استشار الفاروق امیر علماء الصّحابة وسيّدهم علی بن أبي طالب رضي الله 
عنه - كيف تكون معاملتهنّ ؟ فأشار سيّدنا علخ علئ الفاروق بِأنْ یو » ومهما بلغ 
ثمنهنٌ قام به منْ بختارهنٌ » فاستصوب سیّدنا عمر رأي علي - رضي ألله عنهما - » 
فقَرّمْنَ » فاشتراهنٌ سيّدنا عليّ ثم أعتقهنّ ۰ فزوج إحداهن ابنه الخسین - رضي الله 
عنه - » وزوج الثَّانية محمّد بن أبي بكر الصّدَّيقَ - رضي الله عنهما - » وزوج الثّالئة 
عبد ألله بن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنهما- » وذلك تكريماً لهنّ » وجبراً 
لخواطرهنٌ ؛ لأنّهِنَّ عزيزات ذللْنَ بعد عرة الملك . 

وقد سعدن بھلذا الژُواج من الأکفاء سعادة غامرة نسينٌ من خلالها الماضي ؛ وقد 
أنجبت زوجة الحسين بن علي ابنه علي المعروف بلقب زين العابدين » وناهيك بھلذا 
الابن من مكانة امتدّت منه أغصان الدّوحة الهاشميّة الطاهرة . 

وهلكذا يتضح شرف القصد ونبله في کل عمل يعمله رسول اللہ و وأصحابه 
الكرام » فهل يدرك المغرضون هلذه الحقائق المشرقة » والمقاصد التَّبيلة التي تبعثٌ 
الإعجاب في الْفوس ؟ ! لا شك في أنَّ الصّبحَ لا يمكن تغطيته بقطعةٍ قماش ومن ثم 
نقول : إِنَّ الظلام يلف الكون ! وشردر أحمد المتنبي إذيقول : 

ومیّني قلث هلذا الصُّبِمٌ ليل أيعمئ العالمون عن الضّياء ؟ ! ! 


۸ھ 


من حَمَّلةِ رسائل الب پل : 

# من المْتعالم في مجريات السّيرة التَبِويّة وأحداثها أنه عقب صلح 
الحديبية قد توسّء سَّعَتْ دعوة الاسلام داخل الجزيرة العربية وخارجها . فقد أرسل 
الحييت المصطفئ يلك سیدنا دحية بن خليفة الكليئ إل قيصر » وعبة أله بر 
حذافة السّهميّ إلى كسرئ ۰ وعمرو بن أميّة الضَمريّ إلى نجاشي الحبشة ء 
وحاطب بن أبي بلتعة اللخميّ إلى المقوقس حاكم مصر ۰ وسلیط بن عمرو 
العامري إلى هوذة بن على الحنفی في اليمامة . 

* قال سيّدنا آنس بر مالك رضي ألله عنه - : « کتب الب گلا إلى كل 
جار یدعوهم إلئ آلله ٠‏ . وسمّئ منهم کسری وقيصر والنّجاشي › 
قال : وليس بالتّجاشي الذي أسلم . 

اد وقد أخرج الإمامٌ البخاري د له في ( صحيحه » نصّ كتاب الحبيب 
الأعظم بي الذي بعت به سیّدنا دحية بن خليفة الکلبع إلى عظیم بصری ‏ 
فدفعه إلى هرقل ۰ « وهو التَصنٌ الوحید الذي ثبتث صکْتْہُ وفق شروط 
المحدّئین من بين سائر نصوص الکتب التي وجَهت إلى الملوك والامراء التي 
ينبغي أن تنقدَ من - جهة المثن والسّند معاً بل اعتمادها تاريخيّاً > فضلاً عن 
الاستدلال بها في مجال التشريع ۱۷۰ 


3 آگا نصنّ كتاب رسول الله و الذي بعث به دحية إلى عظيم بصریٰ » 
فدفعه إلى هِرَقْل ؛ فهو كما جاء في « صحيح البخاري » : 
تن م ام و اصح 
من محمّد عبد اللو ورسوله › إل هرقل عظیم الوم » 
سلامٌ علئ من انم الهدی . 


. ) 455 / السّيرة اوه الصحيحة » للڈکتور أكرم العمريّ ( ؟‎ ” )١( 


0) 


(١) 


9 بعد : فاي آدعول بدعایة کیہ 2 7 0 


ل € ہم و کی می ےی فھ ہے دي ر سدے 
یع أل مه إل لله وله ره بو کا ول کی یِتَخذ بعضتا 


مسر و 


بعضّا آربّابا من دون ۳ فان ولا فَفُولُواً آشهد 2 بات 
مُسلمثوت 6 [ آل عمران : 34 ]۷ ۲ . 


أخرجه البخاريّ في بدء الوحي برقم : ( ۰6۷ وهو من حدیث طویل مشهور » 
وأخرجه أيضاً فی مواضع آخریٰ متعدّدة من صحیحه . ومعنی قوله ( من 
محمد » : فيه أنَّ الب أنْ يبدأ الکتاب بنفسه » وهو قول الجمهور أو فيه إجماع 
الصّحابة ‏ رضي اللہ عنهم ‏ . و« عظيم الژوم » : فيه عدول عن ذگره بالملك أو 
الإمرة ؛ لأنّه معزول بحكم الاسلام » لته لم یخلو من إكرام لمصلحة التألف . 
و« سلامٌ علئ من اتبع الهدئ » : ليس المرادٌ من هلذه التّحية » وإلما معناه سَلِمَ من 
عذاب ألله مَنْ أسلم . و« بدعایة الاسلام ) : وهي : شهادة أن لا إلله إلا آله ء وان 
محمّداً رسول ال . وه توليت » : أعرضت عن الإجابة إلى الدّخول في الإسلام . 
و« الأريسيين » : جمع أريسيّ وهو الفلاح » وقيل : الأمير » وقيل : التّابع » 
وقيل : الحرّاث . 

قال ابن الاثیر كله : ١‏ اختلف فى هلذه | للفظة صيغة ومعنیٰ » فقيل : هم 
الخدم والخول لصدہ إِيّاهم عن الڈین . وقيل : فرقة من قوم هرقل قتلت نييّها . 
وقيل : الملوك . وقيل : العشارون ) . 

قال الإمام الخطابيَ کل : « أراد أنَّ عليك إثم الصعفاء والأتباع إذالم يسلموا 
تقليداًله ؛ لأنٌ الأصاغر آتباع الاکابر ۳ 

وقال اب حجر تفه : « إنَّعليك مع إثمك إثم الأریسیین » 

وقد اشتملت هلله الجمل القليلة التی تضئنها هلذا الکتاب على الأمر 
بقوله : « أسلمْ» , وعلئ التَّرغيب بقوله : « تسلم ويؤتك » ۰ وعلیٰ الرجر 
بقوله : « فإِنْ توليت » » وعلیٰ الرهیب بقوله : « فإنٌ عليك » ء وعلیٰ الدّلالة = 


0۳۰ 


# کان الكتابُ الیو الذي حمله سيّدنا دحية إلى هرفل کتابا آنیقاً كل 
ما تحملةُ الكلمة من معن » ١‏ ویلاحظ أنَّ الكتاب الموجّه لهرقل یتسم 
بالمحافظةٍ على الصّبغةٍ الإسلاميّة حيث يبدأ بالبسملةٍ » كما یتسم بالصّراحة فى 
الدّعوة إلى الإيمان بالإسلام » وینبوة محمّد ‏ عليه الصّلاة والکلام - ؛ لكل 
بنفس الوقت يصطبع بالحكمة والموعظة الحسنة واحترام المخاطب ( عظيم 
الوم ) لمكانته بين قومه » وترغيباً له في الاسلام » ومع التّرغيب بالأجر ذكر 
الرھیب من الإثم الذي يلحقه إذا حجب قومه عن الاسلام ۷ 27 . 


0 وقد ثبت أن ال و انخذ الخانم لمّا أراد آن یکتب إلى الژوم » جاء 


بقوله : « يا أهلّ الكتاب » » وفي ذلك من البلاغة ما لا تخفی » وكيف لا ؟ وهو 
کلام مَنْ أوتي جوامع الكلم ميا . 

وذكر السهيل : « اه بلخه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيماً 
له » وأنّهم لم يزالوا يتوارئونه حتّئ كان عند ملك الفرنج الذي تغلّب على طليطلة ء ثم 
كان عند سبطه » فحدثنى بعضٌ أصحاينا أنَّ عبد الملك بن سعيد أحد قوّاد المسلمين 
اجتمع بذلك الملك ۰ فأخرج له الكتاب » فلمّا ره استعبر » وسأل أنْ يمكنه من 
تقبيله » فامتنع ٤‏ . 

وحدّتٌ سيف الدّين فليح المنصوري قال : « أرسلني الملكُ المنصورٌ قلاوون 
إلى ملك الغرب بهدية ء فأرسلني ملك الغرب إلى ملك الفرنج في شفاعةٍ فقبلتها ء 
وعرض علي الإقامة عنده فامتنعث . فقال لي : « لأتحفئّك بتحفة سنيّة ؛ فأحرج لي 
صندوقاً مصفّحاً بذهب » فاخرج منه مقلمة ذهب » فأخرج منها کتاباً قد زالت أکٹژ 
حروفه » وقد التصقت عليه خرقة حرير » فقال : « هلذا كتابٌ نيكم إل جڈي 
قيصر » ما زلنا نتوارثه إلى الآن ۰ وأوصانا آباؤنا لَه ما دام هلذا الكتابُ عندنا لا يزال 
الملك فينا » فنحنٌ نحفظه غاية الحفظ ۰ ونعظّمُه » ونكثّمه عن الصاریٰ ليدوم الملك 
فينا » . « فتح الباري » /١(‏ 9۸ ) ء و« السّيرة الحلبيّة ۷ ( ۳ / ۲۸۹ ) مع الجمع 
بينها والنَصوّف . 
)١(‏ «السّيرةالتَّبُويّة الصٌحیحة 55١ / ۲(٢‏ ) . 


۱ھ 


في « الصّحيح » عن سیّدنا أنس بن مالك - رضي ألله عنه - قال : لگا أراد 
الي يل أن یکتب إلى الژوم » قيل له : هم لن يقرؤوا كتابك إذا لم يكن 

مس ما فائخذ خائما من فشة رده : مسد رسول الله . نکاما ند اه 
٭ وساق ابنٌ عساکر ورد وغيرةٌ قصّة بعث الى بيه دحية بن خليفة 


الکلبی إلى قيصر ¢ وذكر الأحداث التى جرت لسیّدنا دحية فى هلذه الرحلة . 


# وها نحنُ أولاء نرهف الأسماعٌ ۰ ونصغي إلى حديث سیّدنا دحية 
الذي يسرد لنا قصّة رحلته الشّائقة فيقول : « بعث الب لا معي بکتاب إلى 
قيصر » فقمتٌ بالباب فقلت : آنا رسول رسول الله بيا » ففزعوا لذلك ء 
فدخل عليه الآذن فقال : هنذا رجلٌ بالباب یزعم أله رسول رسول ال كل ؛ 


)١(‏ أخرجه البخاريٌ في اللباس برقم : ( ٥۸۷١‏ ) . إِنَّ اتخاذ الخاتم يدل على مرونة 

السّياسة الشرعية . 

قال الڈکتور العمری بعد أنْ أورد هذا الحديث : ١‏ مما يدل على مرونة السّياسة 
الإسلاميّة في الإفادة من الوسائل والرّسوم المعاصرة » ما دامت لا تتعارض مع أحكام 
الشّريعة وروحها العامة » . « السّيرة التَّبُويّة الضٌحیحة 4۵٩ / ۲(٩‏ ) . 

وكان نقش خاتمه ية ثلاثة أسطر : محمّد سطر » ورسول سطر » و أله سطر ؛ 
والأسطر الَّلاثة تقرأ من أسفل إلى فوق : فمحمّد آخر الأسطر » ورسول في الوسط ؛ 
وآلله فوق ؛ على الحو الآتي : 


وختم رسول اللہ یل بذلك الخاتم الکتب ۰ وکان في يده الشّريفة » ڈ ثم في يد 
سيّدنا آبي بكر ؛ ثم في يد سیّدناعمر › في ید میدن عثمان ۔ رضي الله عٹھم سر 
وقع في بكر أريس في السّنة التي توفي سیّدنا عثمان - رضي أله عنه - » فالتمسوه ثلاثة 
یام ؛ فلم یجدوہ . وألله تعالیٰ أعلم ۱ 


oY 


ون لي » فدخلث عليه » فأعطيئه الکتاب ‏ فقری عليه : بسم اللہ الؤحملن 
الوحيم » من محتلٍ رسول الله » إلى قیصر صاحب رم فإذا ابن أخ له 
آحمر آزرق سبط الشّغْر» قد نج » ثمّ قال : لم لَمْ یکتب : إلى ملك الوم 
ولم يبدأ بك ؟ ! لا 7 تقرأ کتابه اليوم . فقال لهم : اخرجوا ؛ فدعا الأسقف » 
وكانوا يصدرون عن رأيه ويقبلون قوله ء فلمًا فری عليه الکتاب ء 
قال : هو والله رسول الله الذي بشرنا به موسیٰ وعیسیٰ » هو وألله رسول اللہ 
الذي بشّرنا به موسئ وعیسی . هو واللم رسول آله الذي بشّرنا به موسئ 
وعیسیٰ . 

قال : فأي : شيء ترئ ؟ 

قال : أریٰ أَنْ تتبعه . 


قال قيصر : وآنا أعلم مات تقول » وللكن لا أستطيعٌ أنْ أتبعه » يذهب 
ملكي » ويقتلني الوم » © . 


(۱) «مختصر تاريخ دمشق ) (۸/ ۱۱۲-0۱ ) ء وآخرجه الطبرانيٌ في ( الكبير » 
( / 65 )برقم ۱۹۸۱ ) ء وانظر : ١‏ مجمع مجمع الرّرائد ٦(٥‏ / ۰6۳۰۱ 
و« معرفة الصّحابة » ( ۲ / ۲۳۸ ) ء وهلذا الحدیث فيه نظر ؛ لان في رجاله ضعفاء 
ومتروكين ۔ 

وقوله «أحمر آزرق » : أي : آحمر الوجه » وأزرق العیتین . و« سبط 
الس » : أي : شعره مسترسلا غير جَمْدٍ . و« نخر» : النّخر : مد الصُوت 
والس في الخياشيم . و« الأسقف » : هو عالم رئيس من علماء التصاری › 
ورژسائهم » وهو سرياني ۰ ولعلّه سمّي به لخضوعه وانحنائه ذ في عبادته » وجمع 
آسقف : أساقف . و يصدرون عن رأيه » : أي : صاحب مشورتهم وآمرهم . 

وفي حدیث آخر عن سيّدنا دحية قال : « وجٌهني ال لا إل ملك الوم بکتابه 
وهو بدمشق . فناولته کتاب التي ی » فقتل خاتمه » ووضکه تحت شيء كان عليه 
قاعداً » ثم ناد ؛ فاجتمع البطارقةٌ وقوه » فقام على وسائدَيُِيِتْ له - وکذلك کانت< 


۳۳ 


2 واخرج هلذا الخبر ابن جبّان في « صحيحه » بسنده عن انس بن 
2 7 71 ۶ من ماد ۰ 8 8 
مالك رضى الله عنه ‏ قال : قال رسول الله گلا : « مَنْ ينطلق بصحیفتی هلذه 
إلى قيصر . وله الجنَّة ؟ » . 


فقال رجل من القوم : وان لم أفیّل ؟ 
قال : « وإن لم تقل » . 


فارس والژوم لم يكن لها منابر - » ثم خطب أصحابه فقال : هنذا كتاب اي الذي 
بشّرنا به المسيحٌ من وَلّد إسماعيل بن إبراهيم » قال : فنخروا نخرةٌ » فأومیٰ بيده أن 
اسكتوا ء ثم قال : اّما جرّبتكم كيف نصرتكم للنّصرانيّة . 

قال : فبعث إلى من الغد سرا فأدخلنى بيتاً عظيماً فيه ثلاث مئة وثلاث عشرة 
صورة » فإذاهي صوژ الانبیاء والمرسلين . قال : انظز أين صاحبك من هؤلاء ؟ 
قال : فرأیث الس يكل كأنّه ينطق . 
قلت : هلذا. 
قال : صدقت . 
فقال : صورة مَنْ هلذا عن يمينه ؟ 
قلت : رجل من قومه بُقال له آبو بكر الصَدّیق . 
قلت : رجل من قومه يُقال له عمر بن الخطاب . 

قال : أمَا إِنّه نجدٌ في الكتاب أنَّ بصاحبيه هلذين يتمّم ألله هنذا الدّين . فلمًا 
قدمث على السب لا أخبرثہ فقال : « صَدَقَ ء بأبي بكر وعمر یتمم اللہ هنذا الڈین 
بعدي » ویفتح ) . ( مختصر تاريخ دمشق ۸(۷ / ۲.. 

وکان إرسال الکتاب لقیصر سنة ست من الهجرة التَّبويّة الشّريفة » وذلك بعد 
رجوع الحبیب الاعظم بيه من الحديبية » وکان وصوله إليه في المحرم سنة سبع من 
الهجرة » وكان إرساله مع سيّدنا دحية الكلبيَّ - رضي أله عنه - . وقيل : إن ال پل 
كتب لقيصر من تبوك في السّنة النّاسعة » وجمع بينهما بألّه كتب لقيصر مرّتَيْن ؛ 
وألله تعالئ أعلم . 


ort 


فانطلق الوجل به » فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس ‏ قد جعِلَ له 
بساط لا يمشي عليه غيره » فرمیٰ بالكتاب على البساط ۰ وتنگیٰ + فلا انتهئ 
قيصر إلئ الكتاب ء أخذه » ثم دعا رأس الجاثليق » فأفرأة » فقال : ما علمي 
فى هلذا الكتاب إلا كعلمك » فنادیٰ قيصر : من صاحب الكتاب فهو امن › 
فجاء الوّجل ء فقال : إذا أنا قدمت فائتني » فلا قدم أتاه » فأمر قيصر بأبواب 
قصره فغلّقت » ثم أمر منادياً ينادي : ألا إِنَّ قيصر قد انَبع محمّداً » وترك 
التصرانية ۰ فأقبل جنده وقد تسلحوا حى أطافوا بقصره » فقال لرسول 
رسول آله ا : قد تری أن خاتف على مملكتي . 

ثم أمر منادیاً فنادی : ألا إِنَّ قيصر قد رضي عنکم » وانّما خبرکم لینظر 
كيف صبر کم علی دینکم ۰ فارجعوا فانصرفوا . 

وکتب فیصو إل رسول اللہ ول : إني مسلم ء وبعث إليه بدنانیر . 

فقال رسول الله ی حين قرأ الکتاب : « کذب عدو اللہ ء لیس بمسلم 
وهو على النّصرائيّة ) وقسم الدّنانیر ۲ . 


)١(‏ آخرجه این حبّان في « صحیحه » برقم : ( 16۸۷ ) في باب : « ذکر الاباحة للإمام 
قبول الهدایا من المشرکین إذا طمع في اسلامهم » . وسند الحدیث صحیح . 
وقال ابن قيّم الجوزيّة له عن هلذا الأمر : « وبعث ييا دحية بن خلیفة 
الكلبيّ إلى قیصر ملك الوم » واسمه هرقل » وهم بالاسلام وکاد » ولم یفعل » 
وقیل : بل آسلم » ولیس بشيء » . « زادالمعاد ۷( ۱/ ۱۲۱-۱۲۰ ) . 
وآورد ابن قيم الجوزيّة که في « اناد » آسماء رسله بي إلى الملوك فقال 
ما ملخّصه : ١‏ فأوّلهم عمرو بن أميّة الضَّمريَ » بعثه إلى النّجاشي ؛ وبعث دحية بن 
خليفة الکلبی إلى قيصر ملك الوم » وبعث عبد اللہ بن حذافة السّهِميَ الیل کسری » 
وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوفس ؛ وبعت شجاع بن وهب الأسديّ إلى 
الحارث بن أبي شمر الغسّانی ملك البلقاء » وبعث سَلیط بن عمرو الیل هوذة بن علي 
الحتفی باليمامة » فهؤلاء السّتة قيل : هم الذين بعثهم رسول اللہ نل في يوم واحد . = 


م٥‎ 


٭ وقبل أن نغادرٌ هلذه الفقرت دعونا نسرّح النّظر في رياض هلذه 
الأنفاس الأدبيّة التي تحكي ما فصّلْنَاه في السّطور السَابقة : 
قد أرسل الهادي لِقَيَصِرَ عاهل الرُوم القطيسن 
مع دحية بن خليفةٍ هو من خيار المسلمين 
فیها بقسول لهالبَسول مقالة الأصح الأمين .. 
یسا صصح بسماله أبدأكل قولي عن يقين 


شم فعند الله تلقئ ضف أجْر الآخرين 
وإذا یت فسوف تحمل کل إثماتابعين 
ان ےي سرت واحد أدرعوك رت الع‌المیسن 
لا تسد سوئ الإلدے مُخالفين المُشركين 
قرأالرّسالء نم نادی شعْبّه كي يستبين 
تال المنادي ان یر قد غدا في المسلمیین 


وبعث عمرو بن العاص إلى جیفر وعبد الله ابني الجلندی الأزديين بعمان » 
وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوی ملك البحرین » وبعث المهاجر بن 
آبي أميّة المخزومی إلى الحارث بن عبد کلال الجميري بالیمن » وبعث آبا موسی 
الاشعري » ومعاذ بن جبل إلى الیمن » ثم بعث بعد ذلك علي بن أبي طالب إليهم › 
ووافاه بمگة في حجة الوداع » وبعث جرير بن عبد اللہ البجلی إلى ذي الکلاع 
الحمیری وذي عمرو » وبعث عمرو بن أميّة الضّمريَ إلى مسيلمة الکذاب بکتاب » 
وکتب إليه بکتاب آخر مع الگائب بن العوام أخي الژُبیر فلم یُسلمٌ » وبعث إلى فروة بن 
عمرو الجذامي یدعوه إلى الاسلام » فأسلم » وبعث الیه بيه هدية مع مسعود بن 
سعد » وهي بغلة شهباء يقال لها : فضّة » وفرس يقال له : الظرب ۰ وحمار یال 
له : یعفور » وبعث أثواباً وقباء من سندس مُخوّص بالذّهب فقبل و هديته » وبعث 
عياش بن أبي ربيعة المخزومي بکتاب إلى الحارث ومسروح ونعیم بني عبد گلال من 
حمیر  »‏ وألله علم . « زاد المعاد ۱(٩‏ / ۱۲-۱۲۰ ) باختصار وتصوّف . 


۳۹ 


الجن ناروا بسالشلاح ليبطشوا كالمجرمين 
فورآتراجع نم قال فلا نک و وا خائفين 
قد شاء قیص أن يراكم للمسیح مُتابعیسن 
قال الرسول فإنٌ تیعصر فى عداد الكاذبين 


و . 0 5 050 7 f‏ 
٭ عاد سيدنا دحية من مهمته موفقا بعد أن اڈاھا بصدق ونجاح 


كبيرَين ۰ وبينما كان مقبلا من عند قيصر - وكان قد آجازه بمال وكسوة - 
وأصابوا کل شيء كان معه » ولم یروا عليه إلا ثوباً قدیماء فجاء دحية 


(۱) 


تذکر مصادژ السّيرة وأحداٹھا : « أ رسول الله يي قد کت کتاباً لقیصر یدعوه إلى 
الاسلام » وبعّث به دحية الكلبيّ - رضي اللہ عنه - ۰ وآمره أن یدفعه إلى قیصر ففعل 
ذلك ؛ أي : بعد أن قال و : « مَنْ ينطلقٌ بكتابي هلذا ء فیسیژ إلئ هرقلٌ وله 
الجلة ؟ ») . 

وقيل : أمر بيه دحية أن يدفعّه إلى عظيم بصری ‏ وهو الحارث ملك غسّان 
ليدفعه إل قيصر . ولمًّا ان نتھیٰ دحية - رضي الله عنه -إلئ الحارث آرسل معه عدي بن 
حاتم رضي الله عنه ‏ ليوصله إلى قيصر › فذهب به إليه ؛ فقال قومه 
لدحية - رضي ألله عنه - : « إذا رأيتَ الملك فاسجد له ء ثم لا ترفع رأسك أبداً حتن 
يأذن لك . فقال دحیة - رضي الله عنه - : لا أفعل هنذا أبداً » ولا أسجدٌ لغیر ألله . 
قالوا : إذن لا يؤخذ كتابك . فقال له رجل منهم : آنا أدلّك على أمْر یؤخذ فيه كتابك 
ولا تسجد له . فقال دحية - رضي الله عنه - : وما هو ؟ قال : إن له عل كل عتبة 
منبراً يجلس عليه » فضع صحيفتك تجاه المنبر فإِنَّ أحداً لا يحركها حتّی يأخذها ء نم 
يدعو صاحبها » ففعل دحية ذلك » فلمًا أخذ قيصر الکتاب وجد عليه عنوان كتاب 
العرب ء فدعا القرجمان الذي يقرأ العربيّة > وعلم ماهية الکتاب » . ١‏ السّيرة 
الحلبيّة (٩‏ ۳ / ۲۸۳ - ۳۸۳) بشيء من التَّصوّف . 


oV 


رسول ألله ية قبل أنْ ' يدخل بيته » فأخبره بما صنع معه الجذامیّون في آرض 
حسمیٰ » فبعث رسول اللہ 4 زیڈ بنَ حارثة إلى حسمیٰ في خمس مئة رجل » 
ورد معه دحية › حت نقّذوا المهمّة بنجاح > واستطاعوا أن یؤڈبوا هلؤلاء › 
ويرجعوهم إلى جاة الصّواب ٩‏ . 


آزاهیر من مکار مه : 


6ے کان سيّد 2 سنا دحية بنُ خليفة لک - رضوان الله عليه من بهدي الی 


دس أهدئ لول اللہ يك سے ٥‏ عق فیا ۳ رھدا ال مق مر سم 
دحیة نفسه ؛ إذ قال : « آهدیث لرسول اللہ بي جبّة صوفي وخفَین » فلیسهما 
حت تخرّقا » ولم یَسَل عنهما ذکیتا أ لا ۲۷ . 

6 وثبت في سير الصحابةٍ وثنايا السيرة العطرة أن ستدنا دحية - رضي اللہ 
عنه - قد أهدئ إلى الي يبغلا بيضاء ۰ ویوم فتح مكة حمل اعد 
العیّاس - رضى اللہ عنه ‏ على هلذه البغلة البيضاء التى كان أهداها إليه دحية 
الکلیخ - رضي الله عنه ۔ . ۱ 

7 كما آورد ابنُ عساکر كف في « تاریخه » عن سيّدنا دحية 
قال : « قدمث من السام > فأهديثُ إلى اي بلا فاكهة يابسة من فستقي ولوز 
وكعك ۰ فوضعته بين يديه فقال : ١‏ اللهمٌ ائتنی بأحبّ أهلي إليك ‏ أو 
قال : ال - يأكل معي من هنذا » ء فطلع العیّاس فقال : « ادن يا عم » فإنّي 


)١(‏ انظر : ١‏ السّيرة الحلبيّة ٩‏ ۳ / ۱۷۹ ) ء و« زاد المعاد» (۳/ 584 ) مع الجمع 
والتصدف . 

. )۱٥۷( : )ترجمةرقم‎ ١ «أسدالغابة»(50/‎ )۲( 

١ )۳(‏ مختصر تاريخ دمشق ۷ (۸/ ٠١١‏ ) ء والحديث أخرجه الطبرانیٌ في « الکبیر » 
٤(‏ / ۲۲۱ )برقم (  ) ٤۲۰۰‏ وانظر : « سیر أعلام الثبلاء ۲(۲ / ۵۵۲ ) . 


۳۸ 


سألت الله أنْ يأتينى بأحبٌ أهلى إِليَ - أو إليه ‏ یأکل معى من هلذا ء فأتِيتَ » . 
فجلن فأكل » . - ا ۱ 

8 دقال ابن عساكر شه أيضاً : « ان دحية الکلبی أهدى رسول أله ئل 
بغلته الشّهباء ۷ ۱ 

وجاء عن دحیة - رضي الله عنه - أنه أخذ الهديّة التويّة فقال : « أتي 
رسول أله ية بقباطی ۰ فاعطانی منها قبطيّة » فقال : اصدعها صدعين » 
فاقطغ آحدهما قميصاً ء واعط :الآخر امرأتك تختمر به » . فلمًا أدبرث 
قال : « وأمر امرأتك تجعل تحته وبا لا يصمّها »۲ . 

# كان سيّدنا دحية - رضي اللہ عنه - جمیل الصّورة مليحاً » وکان 
جبريل للا ينزل في صورته » وقد رآه عد من الصّحابة وأمهات المؤمنين منین 
عل هلذه الصّورة » وممّن راہ أمّنا عائشة ء وأمنا أ سلمة - رضي أل 
عنهما ‏ . 

* قالت ا سلمة ""-رضوان آله عليها ‏ : « كان الم ی يحدّث 
رجلا ء فلمّا قام ء قال : « يا أمّ سلمة ء مَنْ هنذا ؟ » . 


فقلت : دحية الکلبی » > فلم آعلم أنه جبریل حب سمعت رسول أله کل 


(۱) «مختصر تاریخ دمشق » (۱۱۰/۸) ۰ و«آسد الغابة » ۰/۲۱ ) ترجمة 
رقم : (۷١٥۱)ء‏ والحديث أخرجه الطّبرانيّ في ١‏ الكبير» ٦٤‏ / 9( 
ولفظه : آخذ رسول الله اة قباطی » فأعطانى قبطيّة ء فقال : « اصدعها صَدْعَیْن 
فاقطع آحدهما قمیصاً ء واعط الآخر امرأتك لتختمر بها » فلمًا أدبرث قال : « مر 
امرأتك أَنْ تجعل تحت صدعتها ثوباً لا تَصِمْها ؛ . وقوله : ١‏ قبطية » : هي ثياب 
کگان بيض رقاق ۰ تُصنع في مصر » وهي منسوبة إلى القبط » وجمعها : قباطي . 

(۲) اقرا سيرة أَمّنا أمٌ المؤمنين أمّ سلمة ‏ رضي ألله عنها ‏ في كتابنا : « نساء أهل البيت 
فی ضوء القرآن والحديث ) ( ص : 6۲۹۰-۲8۳ ط : ۰ فسيرتها إمتاع 
للأسماع ؛ ونزهة علمية مفيدة . 


۰۳۹ 


1 يحدّث أصحابه ما كان بيننا ¢ 102 


چ وعن سيّدناأنس رضي لله عنه- : ' أن السب یله كان 


يقول : «يأتيني جبريل في صورة دحية » ” “ » وكان دحية جميلاً بحيث إذا 
قدم ء لم تَبْقَ مُعْصِدٌ إلا خرجت تنظرٌ إليه لجماله » 7" . 

٭ قال الإمام لب کته : « ولا ريب أنَّ دحية كان أجمل الصّحابة 
الموجودین بالمدينة » وھو معروفٌ ؛ فلذا کان جبریل رتّما نزل فی 


سر (Ou‏ 
صور به 1 . 


7 وقال رجل لعوانة , بن الحکم : « آجمل الاس جرير بن عبد ألله » فقال 
له عوانة : « آجمل الاس مَنْ نزل جبريل عل صورته -يعني : دحية 
الکلبی - ) 0 . 

٭ اد نعمة الجمال ۳ والملاحة من آتم التّعم وأجلها على الانسان ‏ 


نت صا 


. (00۳ / ۲ ( للدم‎ ٢ انظر : « سیر أعلام السلاء‎ )١( 

(۲) المصدر السّابق نفسه . 

(۳) «تهذیب الأسماء واللغات » (۱ / ٥۵ء‏ وا مختصر تاريخ دمشق » 
(۸/ 17 ) ۰ و« المعصر » : الفتاة التى دنا حیضها ٠‏ وبلغت شبابها وأدركتٌ » 
وهذه یٔقال لها معصر » كما قیل للغلام : مراهق ؛ أي : راهق الاحتلام . 

قال ابن الاثیر 2 له في « التّهاية » : « وإنّما خصیّ المُعْصِرَ بالذکر للمبالغة في 

خروج غیرها من النساء ١‏ 

6 « سیر آعلام القُلاء ٥ ١‏ 6۵ . 

(4) « مختصر تاریخ دمشق » (۸/ ۱١۳‏ ). وہ سیر أعلام الثْلاء » ( ۲ / ۵۵6 ) » 
واقرأ سيرة سيدنا جرير بن عبد لله البَجَلىَ في هذا الباب ؛ من هنذا الكتاب . 

)٦(‏ أقول : « من الموصوفین بالجمال والخسن من رجال عصر التَّبِرّة : سيدنا جعفر بن 
أبي طالب رضي ألله عنه  ٠‏ وسيّدنا الحسن بن علي وأخوه الحسین - رضي أله 
عنهم - ۰ وقد استوفیت سيرة هؤلاء الأطهار في كتابي : « رجال آهل البيت في ضوء= 


0۶۰ 


وخاصّة إذا اجتمع جمال الصّورة مع حسن الفعال مع طیب المنبت والاصل 
والحسب الزّاكي . 

٭ وسيّدنا دحية - رضوان اللہ عليه - من رویٰ الحديث الشَّريف عن 
الحبيب المصطفیٰ بل » قال لدب 
ولدحية في سند بقىّ بن مخلد ثلائة أحاديث غرائب ؛ وحدّت 
عنه : منصور بن سعيد الكلبيَ » ومحمّد بن كعب القرظي » وعبد اللہ بن 
شدّاد بن الهادء وعامر الشّعبِىَ » وخالد بن يزيد بن معاوية بن 
أبى سفيان » ۲ . 


9 


2 وغیره J):‏ رویٰ أحاديث ؛ 


۶ 


٭ قال ابن حجر 1ی في « الاصابة » عن رواية سيّدنا دحية الكلبيّ 
ما محصله ونتيجته وخلاصته : ١‏ يجتمع لنا عنه نحو السّتة . ٠‏ وقد در 
الٹرمذی من حديث المغيرة أنَّ دحية أهدئ إلى ال خُفين فلبسهما ؛ 
أبي داود من طريق خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية قال : هي 7 
الب ا قباطي فأعطاني منها قبطيّة » وروی أحمد من طريق الشُعبیٌ عن دحية 
الکلبی قال : قلثٌ : يا رسول الله ! ألا أحملٌ لك حماراً على فرس ء فینتج 


القرآن والحدیث » . ومن الموصوفين بالجمال والخشن أيضاً : « الفضل بن 
5 ہے , 

العبّاس بن عبد المطلب » وكان الفضل رجلا وضيئا » قدم المدينة المنوّرة بعد 
الفتح . 

وقد كان حبيبنا وشفيعنا وسيّدنا رسول ألله وله أحسن النّاس ء وأجمل قريش » 
وأكمل الخلق وأفضلهم » وفي كتب الشّمائل كثير من الوصف لشخصه الطَّاهر » 
وجماله الباهر پل ء نرجو ألله أن یحشرنا تحت لوائه » وأنْ يسقينا من حوضه » وأنْ 
یعفو عن بكرمه ورحمته اه غمَّار تاب ٤‏ . 

(۱) « سير آعلام القُسلاء ٠١٦-٠١١ /۲( ٤‏ ). وا تهذيبالتّهذيب» 
۲۰۷-۲۰١ /۳(‏ )ء وه تهذیب الأسماء واللغات ١(١‏ / ۱۸۵)ء و( أسد 
الغاية » ۲۱ / ۹ء و« تاریخ الاسلام » للذّهبيَ ( عهد معاوية ر بن أبي سفیان » 
ص : 1٩‏ ) وغیرها کثیر . 


60١ 


لك بغلا فترکبها ؟ قال : ١‏ إِنَّما یفعل ذلك الذين لا یعملون » ١‏ 
0 ومن المکارم الجليّة لحلئة ة والفضائل اكٌیلة التي تضاف 00 سيّدنا 


دحیة - رضی الله عنه ما رواه ابن سعد ات بسنده عن مجاهد قال : بعث 
عاص 52 ۳ 7 
رسول آله ية دحية الکلبیٔ سرية وحدہ » ”° . 


# كما أنَّ سيّدنا دحية من رجال عصر اة الفاتحين المجاهدین فقد 
شهد معركة اليرموك بالشام » وكان أميراً علئ کردوس وقد نزل مدينة دمشق ء 
وسكنّ قرية المرّة » وعاش إلى خلافة سيّدنا معاوية بن آبي سفیان - رضي آله 
عنهم آجمعین _  »‏ . و 

# وذکر اب عساکر كه وغیره : أنَّ سيّدنا دحية كان من الفاتحین » 
ومن آمراء السّرايا » فقال : « وبعث يزيد بن أبي سفیان دحية بن خليفة الکلبی 
في خیل بعد فتح دمشق إلئ تدمر » . 

# وکان سئدنا دحیة ‏ رضی آلله عنه - شديد اللّمشك بالشْ الَبوكة 
والهدي المحمّديّ ؛ فقد آخرج أصحابٌ شب الحدیث عن منصور 
الکلیی : « أنَّ سيّدنا دحية ‏ رضي الله عنه - قد حرج من قریته بدمشق المِزَّة إلى 
در قرية عقبة من الفسطاط ۰ وذلك ثلائة آمیال في رمضان » ثم ان أفطر » 
وأفطر معه نان » وکره آخرون أنْ یفطروا ۰ فلمًا رجعٌ إلئ قريته ۰ قال : وال 
لقد رایث اليوم أمراً ما کنث أظنٌ أنّي آراه : إِنَّ قوماً رغبوا عن هدي 
رسول أله ية وأصحابه - یقول ذلك للذين صاموا۔؛ ثم قال عند 


. ) 555 / ١ ( الاصابة فى تمییز الصَحابة » لابن حجر العسقلانی‎ ۲ )١( 

)۲( ؛ الطبقات الکیریٰ »لابن سعد(٤‏ / (). 

(۳) «مختصر تاریخ دمشق » (۸/ ۱۱۰-۱۵۹ ) وقوله « کردوس » : القطعة من 
الخیل العظيمة . و١‏ المرَّة » : قرية كبيرة غناء فى وسط بساتین دمشق من جهة 
الغرب ٠‏ وأضحت الیوم من أحياء دمشق المشهورة . 


0۲ 


ذلك : اللهم اقبضني إليك ۱0 


3ت ومن الأخبار المفيدة التي تخصیٌ سيّدنا دحية الكلبي - ر ضى الله عنه ‏ 
ما ذكرته المصادر من أله نزلت فيه آية سورة الجمعة : ل ا ا یره او 
نموا را .. 6 الجمعة : ۲۲۱۱ » فكيف كان ذلك ؟ 


٭ قال المفسّرون : « نزلت هنذه الآية بسبب أنَّ رسول اللہ ييل كان قائماً 
على المنبر یخطبُ يوم الجمعة ء فأقبلت عير من السام تحمل ميرةً ‏ وکان قد 
أصاب أهل المدینة الحاجة والجوع والغلاء - وصاحب أمرها دحية بن خليفة 
الكلبيّ » قال مجاهد : وکان من عرفهم آن تدخل العيد المدينة بالطل 
والمعازف والصّیاح من ورائها ؛ لكي توذن الاس بقدوم التّجارة والميرة › 
فدخلت العیر بمثل ذلك ۰ فانفضيٌ أهلّ المسجد إلى رؤية ذلك وسماعه ‏ 
وترکوا رسول الله ية قائماً على المنبر » ولم يبق معه غير اثن ی عشر رجلا 
قال جاب بن عبد آله - رضي آله عنهما - آنا آحدهم » فنزلت هلذه الآية » فقال 
ال ي : « والذي نفس محمّد بيده » لو تتابعتم حى لم يبق أحدّ منکم لسال 
بكم الوادي ناراً oT‏ 


(۱) آخرجه الطبرانی ( 5 / ۲۲4 ) برقم : ( ٤۱۹۷‏ ) وسنده حسن » وأخرجه آبو داود 
برقم : ( ۰۲۱۳ وانظر : « سیر أعلام الثبلاء ) (۲/ ٠٥١‏ ) » و« مختصر 
تاريخ دمشق ۰ (۸/ ١٠١١‏ ) » و( ۲۵ / ۲۵۱ ) » و« معرفة الصحابتء » 
٢ (‏ / ۲۳۷ ) » وغیرها کثیر . 

(؟) انظر : « مختصر تاريخ دمشق ۸(۷/ ۱۰۰ ) . 

(۳) «تفسیر ابن عطيّة» ( ص : ۱۸١۸‏ ) » و« آسباب الزول » للسواحدي 
(ص : ۳۵۲) » وا تفسیر القرطبي ؛ (۱۸/ ۱۱۱-۱۰۹ ) مع الجمع 
والتصرّف » وانظر : زاد المسیر ( ص : ۱:۳۷ ) ء وا روح المعاني » 
)۱٥١ / ۲۸(‏ ء وغیرها کثیر . 

وقوله « انفضواً ې : تفوقوا عنك » فذهبوا إليها » والصّمیر للتّجارة » واتّما - 


ot 


٭ قال ابن الجوزی ياه في « زاد المسیر » : « قال المفسّرون : كان 


الذي قدم بالّجارة دحية بن خليفة الكلبيّ » قال مقاتل : وذلك قبل أن یسلم . 
قالوا : قدم بها من الشام » وضرب لها طبلٌ يُوْدْنَ الّاس بقدومها » وکانت 
هلذه عادتهم إذا قدمت عير . وکانت التّجارة طعاماً ء وقیل : زیتاً . والمراد 
باللھو : ضرب الطّبل » ۳ . 


E‏ وقال آبو بكر ابن العربی کته عن سبب نزول الاية ( ۱۱ )من سورة 


خضّت برد الضمير إليها ؛ لھا كانت آهم إليهم . وللمزيد من هلذا انظر 


(١) 


كتاب : « المستفاد من مبهمات المتن والاسناد » لأبي زرعة العراقي 
(۳/ ۱۵6۲۰۱۰۳۹ )برقم : ( 1۱۵9 ) . 
« زاد المسیر في علم التّفسير ٤‏ ( ۱:۳۷ ) ء وانظر : « روح المعاني » للالوسي 
(۲۸۱ / ۱۵ ) . 

قال الا لرسی ا4 في تعليقه على هلذه اليةِ الكريمةٍ : « وطعَنَ الشيعة لهلذه 
الآية الصحابة - رضي ال تعالی عنهم - ۰ بأنّهم آثروا دنياهم علیٰ آخرتهم حيث انفضُوا 
إلئ اللهو والتّجارة » ورغبوا عن الصّلاة التي هي عماد الدّين » وأفضل من كثيرٍ من 
العبادات » لا سيما مع رسول أله يكل > وروي أنَّ ذلك قد وقع مراراً منهم » وفيه أنَّ 
كبارٌ الصّحابة كأبي بكر » وعمر » وسائر العشرة المبشرین لم ينفضًوا » والقصّة كانت 
في أوائل زمن الهجرة » ولم يكن أكثر القوم تام التَحلّي بحلية آداب الشریعة بعد » 
وكان قد أصاب أهلّ المدينة جوعٌ وغلاء سعر » فخاف آولئك المنفضُون اشتداد الأمر 
عليهم بشراء غيرهم ما یقتاث به لو لم ينفضوا ء ولذا لم يتوعّدهم ألله تعالئ على ذلك 
بالئّار أو نحوها ء بل قصاریٰ ما فعل سبحانه أنه عاتبهم ووعظهم ونصحهم » ورواية 
أنَّ ذلك وقع منهم مراراًإن أريد بها رواية البیهقی في « شعب الإيمان » عن مقاتل بن 
حيّان آنه قال : بلغني وألله تعالئ أعلم أنّهم فعلوا ذلك ثلاث مرّات » فمثل ذلك 
لا يلتفت إليه ء ولا يعول عند المحدّثين عليه ء وان أريد بها غيرها فَلْيبِيّنْ ولتثبت 
صحّته » وأنیٰ بذلك ؟ ! والجملة الطَّعن بجميع السَحابة لھلذہ القصّة التي كانت من 
بعضهم في أوائل أمرهم » وقد عقبها منهم عبارات لا تحصی سَمَهٌ ظاهر وجهل 
وافر » . « روح المعاني 6 / 0¥( . 


2 


الجمعة : « نزلث مع دحیة الکلبي تجارةٌ بأحجار الرّیت ۲۲ فضربوا طبلهم ء 
يعرّفون باقبالهم » فخرج إليهم الٹّاس بمثله » فعاتبهم اللہ ونزلت الاية » وقال 
التب پا : ( لو تفوّق جمعهم لسال الوادي علیهم ناراً » ۲۳ . 

٭ ولسيّدنا دحية بن خليفة الکلبی أخبادٌ وضيئة کهیئته وشکله » وهي 
منثورةٌ فی ثنايا المصادر المتتوعة التي ترجمت لاصحاب الم ية + وقد 
أوردنا منها شذرات تل المد » وتوضخ صورة هلذا الصحابي الجلیل 
الجميل الذي لم ينل ترجمة وافية من الكتّاب المعاصرين في حدود علمي 
واطلاعي . 

٭ عاش سيّدنا دحية الخلافة الرّاشدة كاملة > وشطراً من خلافة سيّدنا 
معاوية رضي اللہ عنه ‏ » ووافته المنية سنة ( ۵۰ ه ) في دمشق بقرية المرّة 


غربی دمشق ۳9 2 وقد شهد عددٌ جر من الأعيان وفاته » وودّعوا واحداً من 


 )١(‏ آحجار الرّيت » : موضمٌ في المدينة المنوّرة قريب من الرُوراء » کان یبرژ إليه 
ال بي إذا استسقیٰ » وتقع غرب المسجد البو » حيث کان يقع سوق المدينة في 
صدر الاسلام . 

(۲) «أحكامٌ القرآن » لابن العربی ( 5 / ۱۸۰۹ ) . وقال القرطبنٌ معللاً أسباب نزول 
هلذه الآية الكريمة : « إ٥‏ الذي قدم بها - أي : بالتّجارة -دحية بن خليفة الکلبی من 
السام عند مجاعةٍ وغلاء سعر » وکان معه جمیع ما یحتاج النّاس من بر ودقيق وغیره » 
فنزل عند أحجار الرّيت » وضرب بالطبل ليؤذن الاس بقدومه ۰ فخرج النّاس إلا اثني 
عشر رجلاً كانوا في خطبة الجمعة » فانفضوا إليها» . ١‏ تفسير القرطبيَ » 
١9 /۱۸(‏ ) . وذكر بعض العلماء أنه بقي مع النَيَ ی العشرة المبشرون بالجنّة ؛ 
وبلال » وعبد له بن مسعود » آوعمّار بن یاسر » وألله أعلم . 

(۳) «الإشارات إلى أماكن الرّیارات » المسگیٰ زيارات الشَّام » لابن الحورانی 
( ص : ۱۲۶ ) ء و« مختصر تاریخ دمشق (۸ ۱۱۰ ) » و« سير آعلام التُّبلاء ۱ 
( ۲ / ۰۵۱ )ء و( الاستیعاب ۱(4 | ٦٦٤‏ ) ؛ وغیرها کثیر . 


ومن الجدیر بالڈکر أنَّ لیخ عبد الغني التّابلسيّ قد أك في مصلنه « الحقيقة - 


هع 


فضلاء الصّحابة الأخيار الذين توفي رسول ا ی وهو راض عنهم . 


3 


الجليل » ورضي الله عن الصّحابة أجمعين وحشرنا في معيتهم وجعلنا بأحسن 


زد رضي اللہ عن سيّدنا دحية بن خليفة الکلبی الصحابي الجميل 


کم گم ےر 


والمجاز في رحلة بلاد الشَّام ومصر والحجاز » على أنَّ قبر سیّدنا دحية الکلبی بقرية 
المرّة فى دمشق فقال : « وژرنا قبر دحية الکلبی الصّحابی الجليل » على حسب ما هو 
بين أهل تلك القرية مشهور ۰ والرًاجح آله مدفون في بلادنا دمشق السام في قرية 
المرّة . . . . ولیس فی الصّحابة من اسمه دحية سواہ ۰۰ . والظّاهر من العلماء أله دُفنَ 
في هلذه القرية ١‏ الهرّة » ؛ لأنّه كان یسکٹھا . 

وقال الحافظ ابن حجر العسقلانی ياش في ترجمة دحية : وقد نزل دمشق » 
وسکن المرَّة » وعاش إلى خلافة معاوية - رضی الله عنه ‏ » . « الحقيقة والمجاز » 
( ۱ / )بشيء من التَصرّف والاختصار . ۱ 

ومن الجدیر بالذکر آیضاً الي عبد الغني التّابلسيّ آور5 في زیارته للبلاد 
المصريّة باه التقئ عند قبة الإمام الشّافعيّ بالشّبخ محمد الكلبيّ من ذریة دحية الکليي 
الصَحابي المشهور › وهو رجل من الصّالحين 2 له النٌظر والخدمة في مزار الإمام 
الشافعي ! ! 

آقول : « إ٥‏ سيّدنا دحية لم يُعقب ۰ وکان بعض النّاس ینتسبون إليه » ولذلك 
قال ابن عنین یعرف بذلك ويعرّض بابن دحية المکنی « آبو الخطاب ابن دحية ۷ : 

دحية لميُعقب قلم نعتزي الیسه بساللهت ان والانك 

ما صح عند الاس شيء سوی أك من كلب بلا شك ؛ 

« نفح الطیب ۷( ۳/ ۱۳ - ۱۳۷ ) بتصدّف . 

وللمزید من آخبار ابن دحية هنذا اقرأ ما کتب عنه الذَّهبِيُ في ١‏ سير أعلام 
الثبلاء ۰( ۲۲ / ۳۹۵-۳۸۹ ) ففي ذلك فوائد جليلة إن شاء الله تعالیٰ ۔ 


ع0 


رق 
سکس رد2 لازو ںی 


www.moswarat.c 





و 


هط و 
رضی الله عنه 
* لحق ای یه یام الهجرة لیقتله أو يأسرّه؛ فاشلم . 
0 


پا وده اللو بيا أن بلس سوارَي کسسسریٰ ٠‏ 
٭ رویٰ ( ۱۹ حدیثاً ) ؛ ولقی اللہ فى أوّلِ خلافة عثمان سنة ( 74 ه ) . 


پ 
سے اک 


ہے 
ںان سے ںی 
کے دی ازو ںی 


www-.moswarat com 


٦ 
عم‎ 


رك 
سں ہے دی 
سکس دی لازو ئی 


WWW-.IOSWA rat. com 


تُوژالإسلام : 

# أخل الإسلامٌ ینتشژ في القبائل المحيطة بمكة بفضل مبادئو القويمة 
المٌمحة وکان السَادق المصدوق ی الذي اصطفاه الله دعر وجل - لتبلیغ 
رسالته في مكة یحتمل في صبر ومصابرة السّخرية والاستهزاء والکذیب » 
يشاطرة 4 في هلذا الأمر الذين انُه » ومع هلذا كله كان الإسلامٌ نورا يتسّلٌ إلى 
أفئدة الذين أراد الله بهم خيراً » وكان الکافرون يحاولون جاهدين أنْ يطفؤوا 
نور اللہ بأفواههم ؛ ويأبئ الله إلا أنْ يتم نوره ولو ره المشركون . 

٭ كان الحبيبٌ المصطفی بي یسعیٰ دائماً ليلقي أضواء الاستنارة الْوُوحيّة 
عل کل عمل من أعمال أتباعه » وأن یغرس في نفوسهم ووجدانهم كل 

يقرّبهم إلى الله -عرٌ وجل - ؛ مهما كان الموقف ۰ وبالالي ینتم في سلك 
سم تَصِلَه اوه بشكل مباشرٍ من الحبيب المصطفی وا > وهلذا 
ما حدثٌ في واحد من المواقف الحَرجَة الصّعبة » ولکرٌ الرجل أصغئ إلى 
الحقّ والسّناء » وکتب من الشعداء . 

* هنذا الوجلُ الذي عرف الحقّ في ساعة نورائيّة صافية هو سراقة بن 
مالك بن جعشم أبو سفیان المدلجی الحجازيّ الصّحابِيَ ۰۲ وهو من 


= ۱۲۰-۷ : الوٌوضیٔ الأنفٌ ؛ (۲/ ۰۲۲۳۳ وه ثمارٌ القلوب » (ص‎ )١( 


9:۹ 


مشهوري الصّحابة » کان ينزلٌ قُدیداً بين مكّة والمدينة » وقیل : سکن مگة ء 
ویّعدٌ في أهل المدينة . 

3 كان سراقة بن مالك من قبيلة عرفت بالقيافة » والقيافة يِلَمٌ اختصّت به 
العرب من بين سائر الأمم » وهو إصابة الفراسة في معرفة الأشياء في الأولاد » 
والقرابات » ومعرفة الاثار » وهي في كنانة أكثر منها في غيرها ؛ وبنو مُدلج 
القافة منهم » وما ظنّك بقوم يُلْحقون الأسود بالأبيض ۰ والأبيض بالأسود » 
والوضيء بالدَّمِيم > والدّميم بالوضيء ۰ والطویل بالقصير » والقصير 
بالطويل ! فمنهم : سراقة بن مالك المدلجي » أخرجة أبو سفيان تفت 
رسول آله گلا حين خرج إلى الغار مع أبي بكر - رضي ألله عنه - » فلمّار 
قدمه » قال : ١‏ أمّا محمّد فإنّي لم أرهٌء ولك إن شك أل الحق مد 
الأثر ) . 


0 


ف آثر 
ی أذ 


قالوا : « فالحقة » . 
قال : « هو آشبه شيء بالاثر الذي في مقام إبراهيم » . 
فضرب أبو سفيان بِكْمّهِ على الأرض لیعفوَ الأثر » وقال : « قد خرف 


الگ »20 . 


و« تهذيب الأسماء واللغات» ۲٠١-۲١۹ /١(‏ )» و«أسدٌ الغابة») 
/١(‏ ۱۸۱ ) تسرجمءة رقم : ( 190060 ) » و« الاستیعاب » 
(۲/ ۱۲۰-۱۱۸) ود الاصابة ) (۲/ ۱۹-۱۸ و« تاریخ الاسلام » 
( عهد الخلفاء الرّاشدین ۰ ص : ۰۳۰۹-۳۰۸ وہ دلائل الوه » للاصبهانی 
(۲ / ۳۵-۲۸ ۰ و[ البرصان والعرجان » ( ص : ۰۷۸-۰۷۷ و« شرح 

حياة الصٌحابة » ( الفهارس : ٤‏ / ۷۷۱ ) وغیرها کثیر . 
١ )((‏ مار القلوب » ( ص : ۱۲۱-۱۲۰ ) بتصوّف سیر . ومن اشتّهر بالقيافة في 
عصر التَّبِوّة : مجرّز بن الأعور بن جعدة المدلجي » الصّحابيٌ » دخل علی 
رسول اللہ ب » فرأئ زید بن حارثة ۰ وأسامة بن زيد قد ناما في قطيفة » وغطْیا - 


29۰ 


٭ كانت هلذه الأحوال جميعها أيام الهجرة الَّْويّة إلى المدينة المنوّرة ؛ 
إذ حدّد الوحيٌ غارٌ ثور منطلقاً للهجرة » وتم ضرب الموعد مع الدّلیل إلى 
المدينة في ذلك المكان » وكان خروجٌ رسول أله اه وصاحبه أبي بكر 
الصَّدّيق رضي اش عنه ‏ للغار ليلا » وقد حمل سيّدنا أبو بكر 
الصّدَّيق - رضي اللہ عنه - ثروته كلها 7۴ حت تظلٌ تحت تصدّف الصّادق 
المصدوق بيا . رویٰ هلذا الخبر الحاکم كه باسناد حسَنِ إلیٰ أسماء بنت 
أبي بكر رضي الله عنها - قالت : ١‏ لما توجّه رسول اللہ مه من مكة إلى 
المديئة ومعه أبو بكر » حمل أبو بكر معه جميع ماله خمسة آلاف ء أو سنّة 
آلاف درهم ۰۰.۰۰ » ۲۲ . 


« أف عتَا يا شراقَة » : 

پا و قصّة سیّدنا سراقة بن مالك المدلجيّ من قصص السيرة النَبويّة 
الشّهيرة الجميلة » ولا تكادٌ نکر أحداث الهجرة إلا تفت بها قصّة سراقة بن 
مالك ؛ ولحاقه بالحبيب الاعظم إل ؛ ابتغاء الجائزة القرشيّة الَمينِ المغرية 
آنذاك » وفي الحقيقة كسب سراقةٌ جائزة مضاعفة أعظم بكثير من الجائز ة التي 


جعلٹھا قریشٌ لمن يدل على محمد گل فقد انتظم سراقة في سلك رر 
الصّحابة ۰ وهلذا من أعظم الكسب والتّروة والجواهر والدّرر 0 إذ فيه النَّجَاةٌ 


= رؤوسهما » وبدت آقدامهما ء فقال : « إ٥‏ هلذه أقدام بعضها من بعض ؛ ۰ قَسُرٌ 
بذلك رسول اللہ یل . 
ومن جمیل الشعر وتلیحه في القيافة قول أبي محمّد بن مطران الشّاشيَ في 
رین متفاوتین 
بين أخلاقك الشی هی أخلا ‏ ق وأاخلاقے العتاق مساقه 
ولعمري لفي اتعائك إا م کمن رام إبطال علسم القيافه 
(۱) آخرجه الحاکم ۰/۳۱ ) برقم : ( 1۲1۷ ) وقال : « هلذا حدیث صحیح على 
شرط مسلم ولم یخرجاه » . 


00١ 


والفورٌ بجنّات وی والامر الآخر أن الحبیب الأعظم بل بِشَّرَهُ بأنّه سیلبسن 
سواري کسریٰ عظيم الفرس ؛ وقد تحمّقَ ذلك الأمرُ في العهد الرّاشدي إبَّان 
الخلافة العمريّة المباركة » كما سنعرفٌ من خلال سيرة سيّدنا 
سراقة - رضي آله عنه وعن الصّحابة أجمعين وحشرنا في زمرتهم - . 

* اد سيرة سراقة مفعمة بالدروس العظيمة » وفيها كير من الدّلائل 
القويمة » وعجائب الاعجاز التي أكرم الله عر وجل - بها نيه محمّداً كلا › 
كما فيها من الآيات الباهرة » والعجائب الكونيّة الظاهرة ؛ ما یشیژ إلى 
حفاوة الله عر وجل - بنبيّه يك ء وحمايته ونصرته بما لا قبل لأحدٍ من الخلق 
أن يصتّعه ۰ أو أن یقوع به أو يختاره . 

% استوث قصَّةٌ سراقة على شوتھا یوم الهجرة » حينما خرج 
رسول الله بل من مكّة المكرمة يشڻ طريقه مع صاحبه أبي بكر 
الصَّدّيق - رضي الله عنه ب عبر الصحراء والهضاب والجيال » ليقيم دولة 
الاسلام في آرض عَيبة لیب التي ها الله - عر وجل - له ء وهرأ فيها رجالاً 
كراماً صدقوا ما عاهدوا لله عليه » فكانوا حراس الوحي » وأمناء الحبیب 
الأعظم و »> وسادة من خيار السّادات ؛ فأكرمٌ بهم ! 

٭ علمت قريش ن بالهجرة النَوبّة ء فأخذَهَا ما قرب وبَعْدَ » وكاد يقضي 
عليها الأسئ ء وامتلاً قلبها بالحسرة ؛ إذ فاتتها دقائق هلذه الهجرة ؛ ومن ثم 
أعلنت عن مكافأةٍ عظيمةٍ لمن يتمكنُ من فل رسول ا و وصاحبه » أو مَنْ 
يستطيعٌ أن يأسرهما ء أو يصدّهما عن الهجرة إلى بلد الْصرة . 

0 لم تفلخ قريشٌ في هلذا الأمر ۰ وأخفقَتثْ في محاولتها في أن تعثرٌ على 
رسول أله ية وصاحبه » وأخزاها اللہ عر وجل - وأعمئ بصرّ فرسانها 
وبصيرتهم » وقد وصلوا إلى الغار الذي احتویٰ في داخله الحبيب 
المصطفیٰ ب » مع أحبٌ النّاس إليه أبي بكر - رضي الله عله » فقد كانت 
السّكينة تتنزل عليهما ء فيمحو اللہ بها آثار القلق والخوف » وهلذا ما ده 
الصَّدَّيقَ الأکبژ - رضي الله عنه ‏ + إذ قال فيما رواه البخاري كا4 بسنده 


1 


عنه : « کنث مع اي يك في الغار » فرفعث رأسي ۰ فإذا آنا بأقدام القوم . 
فقلت : يا نیع اللہ ! لو ان بعضّهم طأطأ بَصَرَهُ رآنا » . 


قال : « اسکث يا آبا بكر ! اثنان الله الثهما » ۱ 


# ولم یأخڈ أحدٌ الجائزة القرشيّة » أمّا سراقة بن مالك فقد رویٰ بعد 
اسلامه قصّة تلك المغامرة العجيبة » ورکوبه الأهوال ؛ بغية أن یحظی بالجائزة 
وهي مئة ناقة » ویدل على محمَدٍ ی أو يتتبع أثره » وقد فعل ؛ للكنّه بعد أن 
عرف الحقّ ولَمَسَهُ وأَنْصَرهُ ؛ صار يرد الئّاس عن طريق رسول ال یا 
ویضللهم » وعزف عن المكافأة المُغرية التي یسیلٌ لها لعاب الطّامعين ء 
وتداعِبٌ آحلام الكثيرين » وتهفو إليها قلوب الفارغين . 


2 ولا بأسَ أنْ نجل العيون بحديث سيّدنا سراقةً بن مالك - رضي الله 
عنه ‏ » ونجلوَ القلوب أيضاً ونحن نمتع الأسماع بالقصّةٍ الشّائقة التي أخرجها 
البخاری 5 يا4 في ١‏ صحيحه ) بسنلہ إل سراقة بن مالك بن جعشم 
المدلجئ ‏ رضى اللہ عنه ‏ + إذ يقول : « جاءنا رسل کقّار قریش » يجعلون 
في رسول ال گل »> وأبي بكر دیة کل واحد منهما لِمَنْ تله أو آسره . فبینما آنا 
جالسنٌ في مجلس من مجالس قومي بني دلج ؛ إذ آقبل رجل منهم حتّى قام 
علینا ونحرٌ جلوسْ » فقال : يا سراقة ! إِنّي رأيت آنفا اَسْودۃً بالسّاحل أراها 
محيّداً وأصحابه . 


قال سراقة : : فعرفث هم هم » فقلث له : إِنّهم لیسوا بهم » ولكنّك 
ریت فلاناً وفلاناً الوا بأعیننا . 


)١(‏ آخرجه البخاريّ في مناقب الأنصار برقم : ( ۳۹۲۲) ء وما أجمل قول القائل في 
وفي الغار ثاني اثنين وال ثالتٌ . بَنصٌ کلام الل في محكم الذّكر 
بصحبته رب اللِريّةٍشاهدٌ 2 وذلك عند الم من أعظم القدر ! 


00 


نم لبثث في المجلس ساعة ء ثم قمث فدخلث ٠‏ فأمرثٌ جاريتي أنْ 
تحرج بفرسي -وهي من وراء أكمة ‏ فتحبسّها على » وأَخذت رمحي › 
فخرجت به من ظهر البیت » فخططثٗ يرجه الأرض » وخفضت عالیه » حى 
أتبث فرسي فرکبتها » فرفعتها تقوب بي ۰ حى دنوت منهم ۰ فعثرث بي 
فرسي ۰ فخررث عنها » فقمث فأهويثٌ يدي إلئ كنانتي ۰ فاستخرجث منها 
الأزلامٌ » فاستقسمث بها : آضژهم أمْ لا؟ فخرج الذي آکرهٌ » فرکبت 
فرسي - وعصیت الازلام - تقرّبٌ بي » حتّی إذا سمعت قراءة رسول اللہ و 
وهو لا يلتفت » وأبو بكر یکثژ الالتفات » ساخث يدا فرسي في الأرض حى 
ناکین » فخررث عنها ء ثم زجرلها » فنهضث فلم تكذ تحرج يديها , 
إذا لأثر يديها غاد ساطعٌ في السّماء مثل الُخان ء فاستقسمثُ بالأزلام ؛ 
فخرج الذي أكرهٌ ء فناديتهم بالأمان » فوقفوا » فركبث فرسي حتّی جتتهم » 
ووقع في نفسي حين لقيتٌ مالقیت من الحبس عنهم أن سيظهرٌ أمر 
رسول الل ية > فقلت له : إِنَّ قومك قد جعلوا فيك الدية » وأخبرتهم آخبار 
ما يريد الئّاس بهم » وعرضت عليهم الزَّاد والمتاع » فلم يرزآني » ولم 
يسألاني ء إلا أن قال : « آخف عنًا » . 

فسألته أنْ يكتب لي كتاب من . فأمر عامر بنَّ فهيرة » فکتب في رقعةٍ من 
أدم » نم مضی رسول آله لا +۲۱ . 


۰6۲۰۰۹ ( : آخرجه البخاري في مناقب الأنصار برقم : (۳۹۰۹) ء ومسلم برقم‎  )۱( 
؛)٦٦٦٦(‎ : والطبرانئ في « الکبیسر ۷( ۷/ ۱۳۳۰۱۳۲ )برقم‎ 
و« سبل الهدی‎ » ) ۱۷۷ - ٠۷١ : وانظر : « صحیح السّيرة اللَوقٌة " ( ص‎ 
۔ ۳۹۳ ) » و« المستفاد من مبهمات المتن والاسناد » لابي‎ ۳٣٣ /۳ ( » والؤشاد‎ 
. وغیرها مّا لایحصی‎  ) 43۱ ( : زرعة العراقی ( ۱ / ۱۲۰۳ - ۱۲۰۵ )برقم‎ 

ومعنیٰ قوله « دية کل واحد » : أي : مئة من الابل . و« رأيت آنفاً ) : في 
هلذه السّاعة . و« أسْودّة» : جمع سواد » وهو الشخص . و« انطلق وا - 


060 


باعیننا » : في نظرنا معاينة يبتغون ضالة لهم . وه آراهما » : أظثھما . 
و« آكمة » : رابية . و« فخططث » : آمسکث بأعلاه وجعلت آسفله في الأرض . 
و« زجّه » : الژُج : بضم الرّاي : الحديدة التي في آسفل الرّمح . و« خفضت 
عاليه » : أي : أمسكه بيده وجڑ رَجّه على الأرض فخطها به للا يظهر بريقه لمن بعد 
منه ؛ لأنّه كره أن يتبعه منهم أحد فيشركه في الجعالة . و« فرفعتها » : أسرعت بها 
السّير . وه قرب بي ) : التقريب : السّیر دون العدو وفوق العادة » وقبل أن ترفع 
الفرس يدها معا وتضعهما معاً . و« فأهويتٌُ يدي » : بسطثها للاخذ . 
و« كنانتي » : الكنانة : وعاء من جلد يُجعَل فيه السّهام . و« الأزلام » : الأقداح 
وهي السّهام التي لا ريش لها ولا نصل . ومفرد الأزلام : زلم . و« فخرج الذي 
أكرةٌ ) : أي : لاتضرّهم . و( ساخت » : غاص . و١عَتَان‏ » : دخان » أو شبه 
الدّخمان . وقال أبو عمرو بن العلاء : « العثان الذخان من غير نار ) . 
و« يرزآني » : لم ينقصاني مما معي شيئاً . و« آخف عنا » : استر الخبر لمن سألك 
عنا . و« كتاب آمن » : يعني : كتاباًيكون علامة بيني وبينك . و« أدم » : خرقة . 
وسنقراً الآن التّخريدة التي تتحدَّتُ عن سراقة بن مالك وهو يلحق برسول اللہ گلا 
يوم الهجرة المباركة : 
ققدت قربشنٌرئدهاإذ فائهما الصب د این 
فلقد تفجّر غيظهم من واقع الحقد الدّفين 
قدأع نوا جملا سشضامغفرياً للس‌اغبین 
مش من الوق العطاء لمن أتاهمبالأمين 
الجْسل قد أفرئ سراقة مشسل كل ال امعين 
وعلئ جواد سابق قد طار يدفعه الحنين 
لكَاراأئ ركب ال رسسول آنساه طسن الغفانمين 
والفس صارت بالأماني في حساب الحاسبين 
وإذا الجوادٌ به كبا طسارت أماني الحالمين 
ساخث قوائم ةليئحزعن لصاق ال ٌاحلیسن 


900 


# وفي موضع آخر بلفظ آخر ۰ آخرج البُخاریٔ که من حديث سيّدنا 
آنس بن مالك - رضي اللہ عنه - قال : ١‏ قبل نبي الله يك إلیٰ المدينة وهو 
مردفٌ آبا بكر ۰ وأبو بكر شيخ یعرف ۰ ونب اللہ کا شاب لا يُعرف ۰ فیلقی 
الؤجل آبا بكر فیقول : يا آبا بكر ! مَنْ هلذا الّجل الذي بين يديك ؟ 

فیقول : هنذا الوجل يهديني السّبیل ؟ فیحسبُ الحاسب أنه إنّما يعني 
الطریق » وإنَّما يعني سبیلٌ الخير . 

فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقّهم . فقال : يا رسول ألله ! هنذا 
فارمح قد لحقّ پا » فالتفت نبئ الله ييا فقال : « اللهم اصرغة » فَصَرَعَهُ 
الفرس » ثم قامت تُحَمْحِمٌ » فقال : يا نبي اللہ ! مُرني بما شئت . 

قال : « فقف مكانك لا تتركنٌ أحداً يلحق بنا 4 . 

قال : فكان أوَّلُ التّهار جاهداً على نبي اللہ گل > وكان آخر الٹھار مَسلحة 
له ۰۰ . 


= نادئ على ركب الرَّسول وقال کون وا آمنین 

لكن آناشدکم كتاباً فيه آمن الخائفين 

ولقدأرة القوم عنکسم ان آتسسوکسسم لاحقیسسن 

حصل المُف_ علسیٰ الكتاب ول يخفيه القین 

من یسومھسا أمسسیٰ سراقء فی عداد السلمین 

وال رکب وال سيره کسانسوا لشسرت ذاہبیسسن 
)١(‏ آخرجه البخاریٔ في مناقب الأنصار برقم : (۳۹۱۱) . وقوله « مردف 
آبا بكر 4 : راکب خلفه علیٰ راحلته . و« آبو بكر شيخ یعرف » : يريد أَنَه قد شاب . 
و« يهدينى السّبیل » : يريد الهداية فی الدّين . و« هنذا فار ) : هو سراقة بر 
مالك . و« تحمحم ) : الحمحمة : صوت الفرس دون صهيله . 

و« المسلحة » : القوة المدافعة . 

آقول : « یحسن بنا أن نشیر هلهنا إلى ذکاء أبي بكر الصّدیق - رضي ألله عنه - » - 


كمه 


٭ وقد ترجم محمود سامي البارودي قصّة سُراقة شِعْراً في قصیدته 
2 . س و 3 
الميميّة البديعة : « كَشْف العُكَة في مدح سیّد الأمّة » ۲۱۲ التي افتتحها بقوله : 
يا رائة السرق يمم دارة العَلَّم وَاححدٌالعَمَامَ إلیٰ خیم بذي سَلَم 
نم تعوض إلى قصّةٍ سُراقة فتألَقَ وأجَادَ لمّا قال : 
ينما ہُو يوي البيدّ أدركه ركضاً شراقة مل القَشْمَم الضَّرم 
حتّی إذا ما ناساخ الجوادُبه في يُرقَةٍفهوئ للمَاقِ والقدم 


٩۶۰۰ ہی‎ 


= والی حصافته عندما رسأل : مَنْ هلذاالرّجل الذي بين يديك ؟ 
فیقول - رضي ألله عنه - : هنذا الرْجُلْ يهديني السّبیل . وملذا من لطیفِ 
المعاریض التي بخرج بها المتكلّمُ عن مضائق الشُؤال دون أن يُشْعِرَ سائله بإعراض عن 
إجابته » أو يطلع على سد من أسرار نفسه » وهو مذهبٌ من آدق مذاهب الأسلوب 
العربيّ وألطفه » . 

)١(‏ وللشّيخَ يوسب الٹَھانی كه همزيّة یه عنوانها : « طيبة الغرّاء في مدح سيّد 
الأنبياء » بيه »> وران بها همزية البوصيري المسمّاة : « آم القریٰ في مدح خير 
الورئ » ء ومطلعها : 

ورك الكل والورئ أجسزا؛ۂ یسانامسن جنهه الابیاء 
وتحدّتٌ من خلال هلذه القصيدة الطّويلة عن الهجرة إلى المدينة » وساق قصّة 
سراقة بن مالك فقال : 

واتفایاشراقت لاستراق الو رمنها كان ةالح ربا 
ومد الس بالقّراء وللکنْ رت فر آشسژ منهالقراء 
صيّرّ الحَشف تحدے الأرضَ بحرا غرقث فيه سابع جردا 
ففَدَى نفسه بس‌ذل خضسوع حیسن منها لسم يي قإلا الذماء 
وخباء وعدا باسوار کشری فتاه من بَد حیسن وناء 
« المجموعة الَّبهانيّة في المدائح التَبَويّة ١(٠‏ / ۲۰۵ ) . 


9۷ 


وكيف يبلغ آئےا دونه وود 
فک عنْهُ رسول اله وهو به 


2 كما شارك أحمد محرّم في صياغة قصَّةٍ سُراقة في 


أدرئ وكم نتم تَفتَرٌ عن نم 
في ھلذا الموقف الحرج 


الخطیر » فأنشاً هلذه الابیات العذبة السَهلة : 


انسق اله یسا سراقة وانظس 
ام نضسسؿ الجواد سکن الأر 
1 هر اله ذو الخلال رمساه 
غرَّكَ القومٌ فانطلفت نرجب 
وضع الح فاعتذرت وأولا 
فرت بالعهد فاغتنضه وآشر 
قل لأهل التاق آوتیست آجري 
ليس من رام رفهة أو مناء 


( لا تحص نا : 


هل تری الأفرّ هیتآ میسورا 
ضْ وتلوي عناته مسحورا 
سك الشسر راكضا مُستطيرا 
ے خسيساً من الجراء حقی را 
ك الرَسول امین فص اً كبيرا 
بیسواري كسرى فدیت البشی را 
جَللاً فائٹنشُسوا سسواي أجيرا 
شل من رام ناقة ة أو بعیرا ) 


# (لاتحزن " همْسَةٌ حانية شافية من الحبیب المصطفی گلا 
لابي بكر - رضي الله عنه » عندما رأئ سراقة بن مالك يتبعُهم يوم الهجرة ء 
فقد كان سراقة من فرسان العرب المشهورین »> وخاف الصَّدّيقٌ الأکبڑ من سراقة 


علیٰ حبیبه ومادیه السَّبيل رسول أله لا 


7پ وخحصوصاً لمّا غدا سراقة قریباً منهما 


قذر رُمِحَيْن أو آکثر قليلاً ء وهلهنا هتف الحبیبُ الاعظم يل قائلا لصدیقه 


وصدیقه : ۱ لا تحزن إن أ" الله معنا » . 


ال واقتراب شراقة من الغ المهاجر فيقول : 


: « وتبعنا سراقة بُ مالك 


ونحنْ في جَلَوٍ ء فقلت + يا رسول اش ! هنذا الطلب قد لحقنا . 


. ) ٥1-٥١ : ديوان مجد الاسلام » لأحمد محرّم ( ص‎ « (١) 


موده 


قال : ١‏ لا تحزن إن الله معنا » . 

فلمًا دنا مناء وكان بیننا وبينه قَذْرَ رمح » أو رمحَيّن › أو ثلاثة » 
قلت : هنذا الطلب قد لحقنا ء وبکیٹ . 

3 میاه . 

قال ككل : « مايبكيك ؟۹) . 


قلت : آما واشرما على نفسي أبكي » وللكتى أبكى عليك » . 

فدعا عليه رسول اللہ گلا فقال : ١‏ اللهم اكفِنَاهُ بما شئت » . 

فساشث به فرشه في الارض کے کی 
واه لام عل تن وراي من الب وهه كي فخا تھا سا 

فقال رسول ال پل : « لا حاجة لنا فى إبلك وغنمك 4 . 


ودعا له رسول الله لل > فانطلق راجعاً إلى أصحابه لا يلق أحداً 


إلا قال : قد کنیثم ما هلهنا ء ولا یلقیٰ أحداً الا رڈ » ووفی لنا » ° 


(۱) «سبُل الهدی والرشاد » (۳/ ٠٠٤١‏ ) » وللحدیث أصل في ١‏ الصّحيحين » 

ومصادر آخری كثيرة . 

أقول : « آورد عدد من المصتفين قصيدة طويلة قوامها عشرون بيتاً زعموا أَنَّ 
أبا بكر - رضي ألله عنه - صاغها » وهي تتحدّث عن دخوله الغار مع رسول اللہ ل 
وعن طلب سراقة لهم » ومن هولاء المصقین : آبو نُعيم في « الدلائل » 
(۲/ 1۳۳-۳۲ ) » والسّهيلىَ فى « الزوض الأنف »( ۲ / ۲۳۶ ) ء والصَالحی 
في « سبل الهدی والتشاد » ۳۱ / ۶٣ے‏ ۳۵۵ والصفديّ في « متح المدح ؛ 
(ص : ۱۸۰۱6۵ وأول هلذه القصيدة : 

قال ال ولم أجزغ يوقرني ونحن في شدة من ظلمة الفار 
وهي قصيدة يظهرٌ عليها التكلّف والتّظم والوضع › ولم يثبت أن = 


00 


٭ وذکر ابن سعد کل عن زید بن أسلم وغيره : « آن سراقة بن 


مالك رضي الله عنه - رکب في طلب ایب ء بعدما استقسم بالازلام ؛ 
أيخرج ام لا يخرج » فكان يخرجٌ له أن لا يخرج ‏ ثلاث موات - فرکت 


90 
۰ 


فلحقهم ۰ فدعا الي و أن ترسح قوائم فرسه ۰ فرسخث ؛ 


(۱) 


فقال ال ا : « اللهك إِنْ كان صادقاً ء فأطلق له فرسّه » . 


فخرجّث قوائم فرسه » ٩‏ . 


أبا بكر - رضي ألله عنه - قال الشعر في الجاهليّة ولا في الإسلام » وقد أحببث أن أنرّه 
إلى هنذا الأمر طلباً للفائدة وإحقاقاً للحقٌّ ء وحبًا للعلم . 
ومن الجدیر بالڈکر أنَّ أبا تعیم قد ورد قصيدة أخرئ زعم أنَّ آبا بكر أنشدها » 
وموضوعها نفس موضوع القصيدة السّابقة > ومطلعها : 
َلَمْ ترني صاحیٔث أيمنَ صاحب على واضح من سنَّةٍ الحق منهج 
فقد زادَ نفسي واطمانّت وآمنست به اليوم ما لاقئ جوادٌ ابن مدلج 
سراقة إذ يبغي علينا وليدهٌ ‏ على أعوجي كالهراوة مدلج 
فسات بهن الارض حٌى تفت حوافرهفي بطن واو مُعجج 
فأفن اهرب العرش عا ورڈ ولولا دنا آله لميتفرج 
٦‏ دلائل ار ۲(۰ / 4*4 ) . ويلاحظ القاری الكريم آثر کلف والتَنطّع في 
هلذه الأبيات التي اقتطفناها من قصيدة تعد( ۱۲ بيتاً ) » وألله تعالئ أعلم » . 
« طبقساتٌ ابن سعد»(١/188)»‏ ومعنی قسولے « استقسم 
بالازلام » : استقسم : هو طلب ما قسم له ء والأزلام : هي السّهام » واحدها 
زَنَمء وكانت ثلاثة » وقد كتب على أحدها: « افعل » » وعلی 
الآخر : « لا تفعل » ء والئّالٹ مهمل » فإذا أراد الإنسانُ أنْ یعمل أمراً جعلها في 
خریطة - وعاء من جلد - وأدخل يذه > وآخرج آحدها فان خرج له الذي = 


ھ٣‎ 


٭ وساق ابن سعد اه أيضاً من حديث طويل في الهجرة » عن 
أبي معبد الخزاعيّ » قال : « . . . فلكًا راحوا عرض لهم سراقة بن مالك بن 
فقال : « يا محمَّدٌ ! ادخ الله أنْ يطلق فرسي وأرجع عنك » وأرد من ورائي » 
ففعل › فأطلقء ورجع ؛ فوجد الاس يلتمسون رسول ألله 8ڑ 
فقال : ارجعوا قد استبر أت لكم ما هلهنا » وقد عرفتم بصري بالأثر » فرجعوا 


عن ) ۱) 


4 وعند اب سعد عا أيضاً بسنده عن عُمير بن إسحاق قال : « خرج 
رسول اش اف ومعه أبو بكر ؛ > فعرضّ لهما سراقة بن جعشم » فساخث 
فرسه » فقال : : يا هلذان ادعوالی ألله ؛ ولکما ألا آعود » فَدَعَوَا الله » فعاد » 
فساخث فقال : ادعوالى ألله » ولکما ألا آعود . 


قال : وعرض عليهما الرّاد والحُمّلان » فقالا : اكفنا نفسك . 
فقال : قد كفيئكماها » ۲ 


= فيه : « افعل » فعل ما آراد ء وإِنْ خرج له الذي فيه : « لا تفعل » ترگه » وان خحرج 
المهمل أعادٌ الضرب » وقد حرم لله عر وجل - الاستقسام بالأزلام ء وجعله 
فسقاً ؛ لأنّه دخول في عالّم الغيب الذي انفرد اللہ عر وجل -به» 
وال تعالئ أعلم . 

(۱) «طبقات ابن سعد ! (۱/ ۲۳۲)ء ومعنئ قوله استبرأت لکم » : استبراً 
الخبر : تة تقصَّئ بحثه ليقطع الشّبهة عنه . 

(۲) « طبقاتٌ ابن سعد » (۱/ ۲۳۲ ) ء وقوله « ساخت » : غابت » أو غاصت فى 
الّمل . و الشمّلان » : ما يحمل عليه من الدّواب . ۱ 

آقول : « من المؤكّد أنَّ الهجرءً ذات معان عظيمة » منها : التُضحية بالتّمّس › 

والمال » والأهل » والأولاد » والوطن ؛ وقد هاجر سیّدنا أبو بكر - رضي اللہ عنه - 
بأعلئ أنواع التّضحية في سبيل الله » ورافق الحبیب المصطفیٰ ييه في رحلة عظيمة - 


۱ھ 


وا لو نت شامداً : 

# صدق سراقة ما عاهد الله ورسوله عليه »> وطفق یرد مَنْ یلقاۂُ عن 
رسول اللہ ية وعن أبي بكر - رضي له عنه - ۰ لقد تبدّل سراقة من رجل يريد 
أن يلقي القبض على رسول آله يه > وأن یسلمه إلى کبراء المشرکین وزعیمهم 
أبي جهل بن ہشام » فأصبح رجلا يذب عن رسول الله ئة » وجعل لا یلقی 
أحداً ممن يطلب طلبه إلا رده قائلاً بصدق وصفاء  :‏ ارجعواء فقد کفیتم 
هلذا الوجه ... وقد عرفتّم بصري بالاثر » فيرجعٌ الطلب عن رسول أله لا 
نزولاً عند بصيرة سراقة قفو الأثر » ولمکانته عند العرب ؛ إذ كان سراقة أحدَ 
أربعة نف مشهورين الصل سؤددهم في الجاهليّة والإسلام > وهم : عروة بن 
مسعود ء وہشژ بن المعلی » وجريرٌ بن عبد أله “ » وسراقة بن مالك 
المدلجی ۲ . 

زد ولمًا تین سراقة - رضي اللہ عنه - أنَّ الحبیب الاعظم بيه قد وصل 
المدينة المنوّرةً واستقَرٌ فیها مع الأنصار » شرع سیّدنا سراقة يروي للنّاس 
ماحصل معه » ويقصنٌ عليهم قصّته وقصّة فرسه ؛ وكيف عفاعنه 
رسول الله بي وتركة ووعَدَهُ سوازي کشری » وقَشًَا هنذا الأمرُ عنه » وعرفه 
الخاصنٌ والعام » وتناقلثه الألسنة في المجالس والأندية » حى وصلت هلذه 


القدر » ابتدأت بالغار » وثنَّت بالمقام مع الأنصار » وقدم کل ما يرضي اللہ ورسوله 
من أجل إعلاء كلمة اللہ » وإِنَّ أمة أنجبث مثل أبي بكر الصَّدّيقَ أمة لا تموت » ولهلذا 
حظي الصَّدَّيق بالمعيّة النَبويّة » وإنزال السّكينة عليه » فهو أفضل الصّحابة وشيخهم » 
وله دژمَنْ قال في حقّه : 
لا قضضل على العتيق صَديقاً | فهوص دب قٌُأحمدالمختار 
وان ارتِت في الأحاديث فاقرأ ١‏ لاف آننین إِدْهُمَا ف الفار 4 » 
)١(‏ اقرأسيرة سيّدنا جرير بن عبد الله البجلی في هلذا الباب من هلذه الموسوعة المباركة . 
(۲) انظر : « الاشتقاق الابن دريد( ص : ۳۰۱ ) . 


oY 


القصّة آسماع المشركين في مكّة ء فتوجسَ آبو جهل خیفةّ من الأمر » واقشعرٌ 
جلڈهُ ‏ واضطرب فوادهُ > وخشي أن يسلم بعض أهل مكة » وخاف من ذلك 
خوفاً شديداً أقضّ مضجعَه ۰ وزلزل كياته > وأخذ یفکڑ في هذا السَبّد 
المُدلجيٌَ رئيس قومه وأميرهم ۰ فما كان منه إلا أن صاع قصيدة ينبّه من خلالها 
بني مُدلج ألا يستمعوا إلى سراقة الذي أصبح من السّفهاء » وإذا ما استمعوا له 
فسوف يفرّقٌ جموعهم ۰ لذلك كَتَبَ إليهم محدراً وواعظاً لهم ؛ ومبيّناً تخاذل 
سراقة وجُبْتَه وغوايته : 


بني مُدلج اي آخاف سفیهکم سشراقة مُنتنو للضر محمد 


عليكم بے ألا يفرّق جمعكم 
بن سفية الحيّ أن جاء شبهة 
نی يكون الحقّ ما قال إذغدا 
ولكنّه ولی غريباً بسخطة 
ولو أله لم سأت شرب هارباً 


فتصبح شتی بعد عر وسؤدد 
على واضح من سنة الحقّ مهتدٍ 
ولم یأتِ بالحقّ المُبين المسدّد 
لانجاء وفع المُشرفيّ المهنّدٍ 


و 2 
2 وكان سراقة من فصَّحَةٍ بني مدلج وشعرائهم الكبار 6 فعندما سمع شعر 
أبي جَھُل أخزاة اللہ » شرع يجيبّه ويرد عليه فيما زعم وکذب وقال باطلاً من 


القول ورُوراً فكان مما قال : 
آبا حَکم واشرلو كنت شاهداً 
عليك بكففتٌ القوم عنه باتني 


لأفر جوادي إذ تسسخ قوائمه 
بل بشرمان فصن ذا يقاومه 


0 


أرئ أََُرَهُ يوماً ستبدو معالمه 
بأنّ > جميع النّاس طراً مسالمه )۱ 


)١(‏ انظر : «دلائل التِّوة» للاصبهانی (؟/ 1۳۶ 176 ) بتصوّف يسير» 
وانظر : « فتح الباري » (۷/ ٠ ) ۲۸١‏ و« البداية والٹھایة ۰ (۲/ 85١)ء‏ 
و« أسدالغابة )( ۲ / ۱۸۰ ) » و الاستیعاب ١١9 / ۲(٢‏ ) وغیرها . 


"٣ 


) هلذا یوم وفاء وبر 0 : 
/ 


* عَرَفَ سراقة بن مالك -رضي اللہ عنه ‏ الاسلام منذ أَنِ التقیٰ 
رسول اللہ ية ء ولعله اسلم منْ يومها ء للكلّه لم يعلنْ إسلامه الا بعد غزوة 


* قال الإمامٌ النّوويٌ له عن إسلام سيّدنا سراقة : « أسلم عند 
الي يل بالجورًانة حين انصرف من حُنّينِ والطّائف » © . 
٭ وروی سيّدنا دنا سراقة قصّة اسلامہ بعد أن احتفظ بالكتاب ال يوم 
الهجرة فيقول : ١‏ .. حلی إذا فتح الله على رسوله مكة » وفرغ من حُنين 
والطائف 0 خرجتٌ ¢ ومعي الكتاب لألقاة ¢ فلقيته بالجعرّانة ¢ فدخلتٌ في 
مه كتيبة من خيل الأنصار » فجعلوا يقرعونني بالزماح ویقولون 1 اليك إليكَ ‏ 
ماذا تریڈ ؟ حنّ دنوت من رسول ألله 8لا وهو علی ناقته > واللهرلكأئي أنظر 
إلى سافه فی غوزه كأنّها جمّارة › فرفعث يدي بالکتاب ؛ ٹم 
قلت : يا رسول الله ! هنذا کتائِك لي ؛ وأنا سراقة بن مالك بن جعشم » فقال 
رسول أل علا 2لا : « هنذا یوم وفاء ویر ع ادن فدنوت من فأسلمتٌ ) (۲ 


. ۴)۰ |]() تهذیب الأسماء واللغات‎ » (١) 
. » وقال اه تل : « ثم أسلم وحسن اسلامه‎ . ) ۱۸١ / ۲(٢ آسد الغابة‎ « )۲( 
. CTA: تاریخ الاسلام 6( عهد معاوية »> ص‎ « 
أقول : « صاغ الشٌاعر أحمد محرم هلذه الحادثة بقصيدةٍ لطيفة خفيفة تفت عن‎ 
: أدب آنیق » یداعبُ الوجدان » ویملاً القلب بالحنان » . والقصيدة هی‎ 
ارفغ كتابكٌ ياشرا  ق ۂ ات عم الا‎ 
هم وجء لل مہ نشیسےو فالشارين طلی الكُماة‎ 
تھے الب سی نی ذخ ر مثل سے لاصسسادلشسصات‎ 
آسدی الجمیل وميا خصسےنفسے بالگ زم ات۔‎ 


05 


وفی رواية : « فأسلمث » وسقت له صدقّة أموالى » 29 . 
٭ وفى العهد العمری تحقَّقَتْ نبرَةٌ الحبيب المصطفی يي حينما قال 
7 ۰ . 7 ۲ 7 
لسراقة : « كيف بك إذا لبست سواري کسری ومنطقته وتاجه ؟ » فلمًا آتی عمر 
بسواري کسری ومنطقته وتاجه دعا سراقة وألبسه إيّاهما » وکان سراقة رلک 
كثير الشَّعْر ء كثير شعر السّاعدین » فقال له سيّدنا عمر : « ارفع يديك ء 
وقل : الله آکبر » الحمد لله الذي سَلبَهُما کسری بن مُزْمُز » الذي كان 
يقول : آنا رب الاس » وألبسهما سراقة رجا أعرابياً من بني مُدلج » ورفع 


عمر صوته 


(۲) 


ويقبم أعلام الهدى 
لوشاءَقتلكياشرا 
آرایت حلسم ّيل 
آڈرڈ بدي بن ال رنف 
رین المفس‌اخسر وال] 
دب نالتهكشطارف ةالأما 
دين الرشادبأسره 
ارت الكل المي 
إن كنت ذاعفسل فحد 
تلك المعالم راضا 
ا ام تضربٌ في الفوا 


ات انتیت ال رگ 
2 رو 


لشابعیسن من ال دا: 
قة لے تسذق طعمالحياة 
وتطیسم فيه هول الفواة 
وره جمالأناة 
سك واستقسم قبل الفوات 
شے والخسلال الّالحات 
جد والجه اب ذةةالثثقات 
والخر مين ماض وآت 
لس فمااتهاعائرهات 
سل نظرةً في الكائنات 
ت والش سوام د يتات 
قةّمن جنايات العص اه 
ي ةبالعشيّ وبالفدة 


. ) ٤٩۷-٤٨٩ ( : دیوان مجد الاسلام )( ص‎ ١ 


. )٠١١ «المعجم‌الكبير » للطبرانی(۷/‎  )١( 
.)۱۸۰ / ۲(٩ و« آسدالغابة‎  ) ۱۱۹ / ۲ (٩ (؟) «الاستیعاب‎ 


00 


Cn 


٭ رویٰ هلذه القصّة الشائقة الحسنٌ البصری تب وذکر : 
عمرٌ بن الخطّاب - رضي أله عنه - أتي بفروة کسریٰ بن هرمز ۰ فوضعَتٌ بين 
يديه » وفي القوم سراقة بن مالك بن جعشم - رضي اللہ عله » فألقئ إليه 
سواري کسری بن هرمز فجعلهما في يديه ء فبلغا منكبَيّه » فلمًا رآهما في يدي 
سراقة قال : الحمذ لله » سواري کسریٰ بن هرمز في ید سُراقة بن مالك بن 
جعشم أعرابي من بني مدلج ! ثم قا ل : الله إن قد علمث أنَّ رسولك لا 
كان یح أَنْ یصیب مالا فينفِقّه في سبيلك وعلیٰ عبادك » وزویت ذلك عنه 
نظراً منك له وخياراً » ثم قال : اللهمٌ ني علمث أنَّ آبا بكر - رضي ألله عنه - 
كان يحبٌ أن يصيب مالا فينفقه في سبيلك وعلئ عبادك » فزويت ذلك عنه نظراً 
منك له وخیارا + الله اي آعوڈ بك أن يكون هنذا كرا منك بعمر | 

نم تلا > سی انا مخ یو مه ری 6 یع کم ن فى رب بل یمن 
ون ووه ]۱ 


)١(‏ « البداية والٹھایة » (۷/ ۱۲ ) نقلاً عن ١‏ دلائل الوَة » للبیهقی . ومعنی قوله 
« فروة » : هي بمعنی ثروة . ول السّوار » : الحلية التي تلبسه المرأة في زندها . 
وه زویست ) : صرفت . وه نظرا منك له » : نظر له : ترجم . 
و« خياراً » : الخیار : الاسم من الاختیار : وهو طلب خير الامرین . و« مكراً منك 
بعمر » : امهالا . 

قال بعض الصَالحین : « من مكر الله إمهال العبد وتمکینه من أعراض الدُنیا 3 
ولذلك قال سیّدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : مَنْ وسح عليه ناه ٭ ولم 
یعلم أنه مکر به فهو مخدوعٌ عن عقله » . ومعنی قوله تعالی  :‏ أَحْسَبُونَ 4 : أیظن 
مولاء الکمّار أنَّ الذي تُعطيهم في الڈُنیا من الأموال والاولاد . و 8 ثایغ که : هو 
تعجيل ومسارعة لهم في الاحسان ۰ كلا ليس الامر كما یظون » بل هو استدراج لهم 
واستجرار إلى زيادة الائم » ولهلذا قال : »بل لا ينعي » + أي : بل هم آشباه 
البهائم » لا فطنة لهم ء ولا شعور حى يتفكروا في الامر » آهو استدراج » آم مسارعة 
في الخیر » والاية رد على المشرکین في زعمهم أنَّ آموالهم وآولادهم دلیل = 


251 


7 


٭ وفي رواية أخرئ عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر قال : « بعث 
سعد بن أبي وقّاص - رضي اللہ عنه - ام القادسيّة إل عمر - رضي ألله عنه - 
بقباء کسری » و سیفه ء ومنطقته » وسواريه » وسراويله » وقميصه . وتاجه » 
ميه ؛ فنظر عمرٌ في وجوه القوم » وكان آجسمهم وأَبَدَنُهِم قامة سراقة بن 
مالك بن جعشم » فقال : يا سراق ! قم فالبسن . 


قال سراقة : فطمعت فيه » فقمت » فل فلىست . 


ثم قال : بخ بخ ! یراب من بني مُدلح » عليه قباء كسرئ , 
وسراویلّڈ وسيفةٌ »> ومنطفیهٌ » وتاجهٌ » وتا رب يوم يا سراق بن 
مالك ء لو كان عليك فيه هنذا من متاع کسریٰ وال کسریٰ ء کان شرفاً لك 
ولقومك » انزغ » فنزعثٌ ‏ فقال : اللهك ! نك منعت هنذا رسولك ونبيّك › 
وکان أحبٌ إليك مني » وأكرم عليك مني » ومنعته آبا بكر وکان أحبٌ إليك 
مب » وأكرم عليك ملّي » وأعطيتنيه فأعودٌ بك أنْ تكون أعطيتنيه لِتَمكْرَ بي ؛ 
نم بكئ حتّئ رحمه مَنْ كان عنده » ثم قال لعبد الرّحملن بن عوف : آقسمت 
عليك لما بعته » ثم قَسَمْته قَسَمْته قبل أن نمسى » 20© . 


- 


- رضیٰ اللہ عرٌ وجل -عنهم کماحکیٰ اللہ عنهم - أي : بعد هلذا ‏ ء وألله أعلم . 

)١(‏ «البداية والٹھایة ٠‏ ( ۷ / 1۲ ) . وجاء في رواية أخرئ مفادها : « غنم المسلمون 
فنائم لا تُحصیٰ في معركة القادسيّة » وخملت الغنائم إلى سيّدنا عمر - رضي آله 
عنه - » وحمل تاج كسرئ وجواهره إلئ عمر ‏ رضي ألله عنه - » ولم يلبث أن دعا 
سراقة بنَ مالك - رضي آللہ عنه - » وألبسهٌ سواري کسریٰ ومنطقته » وتاجه » وقال له 
عمد - رضي الله عنه - : ارفغ يديك وقل : الله أكبر » الحمدٌ لله الذي سَل السّوارين 
كسرئ بن هرمز الذي كان يقول : آنا رب النّاس » وألبسهما سراقة رجلا أعرابياً من 
مدلج . ورفع عمر صوته ينادي الاس ء ثم أركب سراقة » وطيفَ به في المدينة » 
والتَّامِنُ من حوله يحتفلون بهزيمة كسرئ » ويصدقون رسول لله ب إظهاراً لدلائل- 


۷ 


ا 
* م ۳ ۰ 
من نقلة لحديث ۰ 


# ما یشرخ الصٌدور ؛ ويثلجٌ القلوب بأنداء الخیر أن سیدنا سراقة قد 


وعیٰ الحدیث التَّبوىّ ورواهٌ على الرّغم من قِصّر صحبته . ولکتّه بور له 
فيها ؛ إذ حفظ عدداً من الأحاديث التَّبوئّة المباركة . 


٭ روي لسيّدنا سراقة بن مالك ( ١9‏ حديثاً ) ٩۱‏ عن رسول ال گا 


وهي مبثوثة في كتب الصّحيح والشنن والمسانيد والمعاجم ومصّفات 
الحديث » وکتب التّراجم والطبقات . 


* وممًا يُحْنَسَّبُ في رصيد هلذا الصَّحابي الكريم أن رویٰ عنه عددٌ من 
كبار علماء الصّحابة وأعيانهم » فقد رویٰ عنه اثنان من علماء العبادلة (۲) 
وهما : عبد ألله بن عباس ٩‏ ۰ وعبد اللہ بن عمرو (*۲ - رضي الله عنهم 
أجمعين ‏ » كما روی عنه عالم آخر من علماء الصّحابة المکثرین لرواية 


إلى المدينة » والمشرکون یلاحقونه من كل حدب وصوب . . . . إِنّها حقاً معجزة من 
معجزاته العظيمة ولاز » وس من آسرار الرسالة المحمّدیّة حققته الأيِّامُ بزمن ة قصیر . 
وما آکثر معجزات سیّدنا وحبیبنا رسول الل يلل ! ! » . 

. ) ۲۱۰ /۱(۷ تهذیب الاسماء واللغات‎ ۲ )١( 

(۲) اقرا سيرة العبادلة في الباب الاوّل من موسوعتنا : « علماء الصّحابة ‏ رضي اللہ 
عنهم - )( ص : ۲۸۱-۱٩‏ ) . 

(۳) اقراً سيرة العالم العیلم الحبر البحر عبد الله بن عبّاس ‏ رضي ألله عنهما- في 
کتابنا : ۱ علماء الصّحابة ‏ رضی اللہ عنهم » الباب الأوّل ( ص : ۲۱ ۱۷۸۰) 
حیث نستمدٌ من سيرته الفائدة والامتاع والموانسة . 

»- اقرأ سيرته في الباب الاوّل من موسوعتنا : « علماء الصَحابة - رضي اللہ عنهم‎ )٤( 
۲ (ص : ۱۲۷ ۱۲۳۲ ) فسيرته بهاء في بهاء في بهاء‎ 


OA 


الحديث وهو جابر بن عبد ألله الأنصاريّ ۲۳ - رضي اللہ عنھما۔ 


# وروی عنه عددذ من أقربائه وأهل بيته » ومنهم : ایئه محمد بن 
سراقة بن مالك » وآخوه : مالك بن مالك بن جعشم ء وان 
آخیه : عبد الرحملن بن مالك وغیرهم . 

# أمَا مَنْ رویٰ عنه من علماء الكابعين وأسیادهم فک 
ومنهم : سعید بن المسیّب » والحسنٌ البصريّ » وطاووس ۰ وعطای 
وعُلَينُ بن رباح » ومجاهد » وجماعة ۱ . 

0 وقد مث معنا آنفآ رواية البخاري 2+ 4 لسْراقة - رضي الله عنه - في 
المناقب ء وله رواية في ؛ بعض أبواب الفقه » ومنها ما رواه الإمام أحمد بسنده 
عن عبد الرّحملن بن مالك بن جعشم » عن أبيه » عن عمّه سُراقة بن مالك بن 
جعشم قال : « سألتٌُ رسول آل يي عن الضّالة من الابل تغشئ حياضي ء هل 


قال : « نعم ؛ في کل ذات كبد حراء جر » ”” 
3 وما أخرجه أحمد والطبرانيَ بسندهما عن سراقة بن مالك رضي الله 
عنه - أل رسول اللہ بل قال : يا سراقة ! ألا أخبرك باهل الجنّة » وأهل 


40 


اثثار ؟ » . 


»- اقرأ سيرته في الباب النّاني من موسوعتنا « علماء الصّحابة  رضي اللہ عنهم‎ )١( 
. فسيرته إمتاع للأسماع‎ ) ٩۰۰-4۱ : ص‎ ( 

(۲) انظر : « أسد الغابےة ٤)‏ (۲ / ۱۷۹) ء و« تهذیب الأاسماء واللغفات » 
۲٠١ /1١(‏ . ول الاستیعاب (۲ / ۱۱۹-۱۱۸) ء و« الاص اب ) » 
(۱/ ۱۹)ء و تهذیب الٹھذیب ٥٥٤٤ /۳( ٩‏ ) ۰ و« تاریخ الاسلام » للذّهبيّ 
( عهد الخلفاء الرّاشدين »> ص : ۳۰۹۸ ) مع الجمع بینهما والتصرّف الیسیر . 

(۳) (المسند؛) /٦(‏ ۱۸۲ ۱۸۳ ) برقم : (۱۸۵۹۲)ء وانظر : « المسند) 
( رقم : ( ۱۷۵۹۵ ۰ ر۱۹۸٥۱۷ء‏ ۱۷۵۹۹ ) . 


۰۹ 


قال : « أمَا أهل النًار فكل جَمْظری جواظ مستكبر » وأمًا أهل الجنّة 
فالضعفاء المغلوئون ) 20 . ۱ 

2 وفي حقّ الزَّوج على زوجته أخرج الطبرانيٌ ا بسنده عن سراقة بن 
مالك قال : قال رسول اللہ پل : « لو كنت آمراً آحدا آنْ یسجد لاحد ء لأمرث 
المرأة أنْ تسجد لزوجها» 9" . 

24 ومرويّات سيّدنا سراقة موجودة فى المصادر الحديثية 4 وهی سَهْلةٌ 

٭ عاش سيّدنا سراقة شطراً من الخلافة الرّاشدة » وفى أوّل خلافة سیّدنا 
عثمان ‏ رضى الله عنه ‏ فى سنة ( 1١5‏ ه) ‏ توفى سيّدنا سراقة بن مالك » 
وهو ینعم بظلال الإسلام بعد غزوة الطائف » وكان من الذين رضي اللہ عنهم » 
وممّن مات رسول آله پل وهو راض عنهم » فرضي ألله عن سراقة بن مالك » 
وجمعنا معه فى الجنّة هنالك . 

رھ جم هم 


(1۹ / ۷۱ ۷ برقم : ( ۱۷۵۹۲) ء و« المعجم الكبير‎ ) ۳ /٦( (المسند»‎ )١( 
. برقم : ( 10۸4 ) ء و« الجعظري » : المتکبر . وه جوّاظ » : متكبّر جافي‎ 

. ) 1۱9۹۰ ( : )برقم‎ ۱۲۹ / ۷(٩ «المعجم الکبیر‎ )٢( 

(۳) « آسدالغابة ۲(٢‏ / ۱۸۱ )وغیره . 


0۷۰ 


ہے 
ع 


رع 
ںا سے لی 


COM‏ ۔۰٣9٢‏ حدت ٢‏ ۔ ۱۸۶ مخ ۷ہ 


کے می 
1 یب 


۹ 0 و 
الطفيل بن عمرو 
رضی الله عنه 
# كان رجلاً شريفاً شاعراً ؛ مليئاً لبيباً ؛ يلقبُ ذا التور . 
۳ 





* اسلم مبكراً ؛ وقصّةٌ إسلامه ماتعة نافعة ؛ تدل على حصافته . 
* من خیار المجاهدین » فيل شهيداً بالیمامة دفاعاً عن الاسلام . 


رت 
ج ی لضي لا ری 
ھکس دب موی 


COT‏ ]۲۲۲۱۵۹۵۵۸2۵۲2 ۷ہ 


۔ 
عل 


ق 
سس ان ہی ںی 
(سکس زی زو ںی 


۸۷۱۷۷۱۷۸۷ ت ۰۱۸۷ ت) ۲۳۳۰ ۔‎ ۴۴۰ CONN 


الطفیل بن عمرو 


لشریف اطع : 
ج2 مد مَنْ تحدّث عن هذا الرّجُل آشار إلى سيادته ورفعته وتصدّره في 
قومو ء وشرفه ومکانته بينهم » ثم وصفوه بألّه شاعرٌ شریفٌ لبیبٌ قطن 


لبق وع > له آداب موصوفة > وکمالات معروفة . 

# هلذا الوجلٌ الهُمامُ هو الطّفيل بن عمرو الدَّوسِيَ ”'' أحدُ نبلاء العرب 
وأذكيائهم الذین عَرفوا الإسلام في المرحلة المكيّة > وأسلموا قيادهم لله 
الواحد القهّار » ونطقوا بالشّهادة أمام ال المختار ی » فبشرھم بجنّات 
تجري من تحتها الانهار 

# وقبل أنْ تبحر مع سیّدنا الطفيل بن عمرو ومع أخباره العذاب ء 
وشمائله التي تشبه الرّضاب › دعونا : نتعرّف معنیٰ اسمه واشتقاقه ۰ فان في ذلك 


(۱) سير أعلام الّلاء » ۳٤۷-۳٤٤١ /١(‏ ) » و« مختصر تاريخ دمشق » 
(۱۱/ ۱۸۲-۱۷۷ )ع و« معرفة الصَحاب 2 (۳/ ۸٤-۸١‏ )ترجمة 
رقم : ( )۱٥٤١‏ ء وه البداية والتهاية ٦( ٤‏ / ۳۳۷) ء و« المغازي » 
( الفھارس : ۳ / ۱۱۸۸ ) ء و« طبقات ابن سعد 4( ۶ / ۲۰-۲۳۷  )‏ وا آسد 
الغابة»(5/ ٤٦١۔٤٦٣‏ )ترجمة رقم : ( )۲٦٢٢‏ ء وا الاستیعاب » 
٢ (‏ / ۲۲۰۲۲۱ ) . و الاصابة ۲٦٦٢ / ۲ ( ٩‏ ۔ ۲۱۸) وغیرها کثیر من المصادر 
المتنوعة . 


oV 


فائدةً لا تخفیٰ علیٰ القرّاء » وعلیٰ محبّي العلم والمعرفة . 

۷ قال ابن دريد که : « الطفيل : تصغیر طفل . اف : الولید ء 
طفلٌ من الطّفولة . قال الاصمعی ياشو : لا آدري ما حدٌ الطّفولة 
والطفل . . . . والطّمّل : اختلاط ظلمة الليل بباقي ضوء الگھار ۰۰۰۰ طفل 
اللیل تطفیلاً : إذ أقبلَ . والطّفيل : اسم فرس من خيل العرب مشهور » ٩۳‏ . 

٭ بعد أن عرفنا اشتقاق كلمة الطّفيل » سنتعوّفُ شخصيِۃً سيّدنا 
الطّفيل بن عمرو من خلال ما رسمثه ريشة المصتفين القدامی لهذا الوجلُ 
الکریم . 

e‏ ولنبدأ بابن سعد ك4 » فسعدٌ معه في بداية رحلته مع الصّحابِيَ 
الجلیل الطّفيل بن عمرو حيث یقول : « كان الطفیل ؛ بن عمرو الدّوسيّ رجا 
شريفاً ء شاعراً » ملیئاً » کثیر الضيافة ۰.۰.۰ » ٩‏ . 

8 أمَا ابن الاثیر اه نصاغ مجمل الشّخصيّة بهدذه ه الکلمات 


فقا ل : « طفیل بن عمرو الازدي الدّوسيّ . یلقب ذا الور » وکان الطْفیل 
ريف o‏ 


٭ وفي « تاریخه » اللطبف الجامع الواسع » يوجر الذحبی که معالم 


شخصية الطفیل فیقول : : « الطفیل بر عمرو الُوسیٔ الازدي » كان يسمّئ 
ذا القطنتيْن . . . . وکان شریفاً شاعراً لبيباً 080200 


. بتصوّف واختصار‎ ) ۸٤ «الاشتقاق »لابن دريد( ص : ۸۳ ۔‎ )١( 

(۲) «طبقات ابنْ سعد ۷( ۲۳۷). 

(۳) «آسدالغابة ۲(۷/ 55١-45٠‏ )بتصوف . 

(8) « تاریخ لسن ؛ ( لام (عہد الخلفا۔ الدّاشدين ۰ ص : 1۲ ) . وذکر 
ابن کثیر له فقال : « کان سيّداً مطاعاً شریفاً في دوس » . « البداية والٹھایة » 
(۳/ 049 . ۱ 


:لاه 


٭ واكتفئ ابن عساكر 


عمرو الدّوسيَ ؛ له صحبةٌ ء وكان سيدا في قومه . 


وكان 


الى ككل . . 


00 


که في ترجمته للطّفيل بقوله 


: « الطفيل بن 
. . أسلم الطَفيلٌ بمكة » 


يسمّئ ذا القطنتیٔن ؛ قيل : كان یجعل في آذنیه قطنتَيْن لثلا يسمع کلام 


2 وزاد اب حجر له علئ مَنْ تقدم » أ٤‏ الطّفيل من أسلم مبكّراً 6 
وأورد له أربعة أبيات یخاطت خلالها قريشاً 3 وکانوا هدّدوه لا أسلم ''' . 


٭ بینما ورد قبله ابن سیّد الئاس که في ١‏ منح المدح ) أنَّ للطفيل 


شعراً » وقد آنشد له المرزبانی : 
ألا آبلغ لديك بني لؤي 
بان الله رب السسرش فر 


علسیٰ الشّنآن والقَضّب المسرتي 

دلیسل هدّى وموضح كل رشد 
3 بيا ي لة 

وأعلسیٰ جتےہ في کل جة :۳ 


. ) ۱۷۸-۱۷۷ /۱۱(۷ مختصر تاریخ دمشق‎ « )١( 


وقال الاصبهاني : « الطّفيل بن عمرو الدّوسي ؛ كان سيّد دوس مُطاعاً 
فيهم » شاعراً لبيباً » قدم مكّة أؤل الدَّعوة » فحذرنه قريش عن الاستماع من 
التب بكلا » والإصغاء إلئ كلامه » فسةً أذنه بالگرسف خوفاً من أن يقح كلامه في 
مسامعه » فأبئ اَل تعالئ إلا أن يهديه » فهداه فأسلم بمكّة ء وبايعه على الإسلام » 
ورجع إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام ٠‏ وأسلم أبوةٌ وزوجثه » ثم عاد إلى مكة » فشكل 
دوسا إلى النَبِيَ بيا ء فدعا لهم بالهدئ » فاهتدوا » وقدموا معه المدينة بعد الخندق 
عام خيبر . . « معرفة الصّحابة ۷( ۳ / ۸۲). 
انظر : « الإصابة ۲(٢‏ / ۲۱۷) ء أقول : ١‏ البيت الرّابع غير موجود عند 
ابن حجر » وهناك بعض الاختلافات البسيطة في الألفاظ بين ابن حجر » وابن سيّد 
الاس » . 


کی 


فق 


(۳) «منح المدح» لابن سيّد الناس ( ص : ۱۳۸ ۔۱۳۹) ء تحقيق : عقت وصال = 


ھ۷۵٥‎ 


ص قصّة الطّمَيل في رحلة إسلامه : 

اد قصَّةٌ إسلام سیّدنا الطّفيل بن عمرو الدّوسيّ - رضي اللہ عنه - - من 
آخسن القَصّص وآبهاها » ومن آلطفها أثراً ذ في الّفوس وأمضاها ؛ فالقلوب 
الصّافية تحب الحقٌ وأهلّ الح في کل زمانٍ ومکان ۰ وخاصّةً فی عصر اوه 
المزهر الرّاهر الفینان . 

3 أسلم سيّدنا الطّفيل بمكّة في وقت مبكّر » والإسلام لا يزال برعماً لما 
یتح بعد » ليصبح وَژداً يعطر الڈُنیا كلها ؛ » بل كانت العواصفُ الوثنيَة الهوجاءٌ 
تعیب الین » وتعيبُ محمّدا ی ء وتسفّه کل ما يأتي به » وتحذّر کل قادم إلئ 
مكة من سخر كلامه ء ونصاعة بيانه . 

٭ لقد غاب عن ذهن قریش أنَّ الله غالبٌ على أمره » ناص ديته ونه » 
وقاهژ الشرك وأهله › وجاعلُ كلمتّه هي العُليا > فهو يمحو الباطل » ویحق 
الحيٌ بكلماته » ویجعل لكلّ شيء سبباً . 

* ولا ریب في أنَّ لاس غُقولاً تر ما تسممُ وما ترئ » وكان کثیژ من 
العقلاء لا يلتفتون إلى صیحات الحاقدين من سُفهاء قريش ۰ ولا يجنحون إلى 
الاشاعات التى يعيبون بها محمّداً بيه ء ویشوهون بها دعوته الضافية اليه › 
وما جاء به من دی وهداية » وصلاح وإصلاح ۰ وهلذا ما جعل الدّعوة 
المحمّديّة إلى اللہ عر وجل - تسري إل خارج مكة » وتجدٌ لها أنصاراً من 
ذوي العقول والأحلام والافهام › وكان من هلؤلاء العقلاء التهاء سيّدنا 
الطَفيلٌ بن عمرو الذي كان إِسلامُه إسلام الألبّاء » وأعرضَ عن المشرکین 
حينما تحقَّىَّ له الحقّ فيما يدعو إليه سيّد الأنبياء كلا . 


۴ وسنعیش أحداتٌ القصّةٍ الأنيقة لإسلام الطّفبل » مع شيخ كاتبي السّيرة 
حمزة - دار الفکر - دمشق -ط : ۱۹۸۷۰۱ م . وقوله «الشنآن » : البغض › 
و« جدّه ) : عظمته . و« جدّه » : حظه : جل : الجدهنا ضد الهزل . 


0۷٦ 


الو محمّد بن إسحاق د نله ء الذي خصّص مساحة كبيرة لقصَّةٍ اسلام هنذا 
اج البليغ الشّاعر اللبيب » رفش بها صحائف السّيرة العطرة 

# ساق الإمام محمد بن إسحاق في سيرته الكريمة أحداثاً من تحذير 
قریش للطفیل من الاستماع لرسول آله ل » ثم عدوله عن ثرثرتهم وحقدهم ۰ 
وسماعه من رسول اللہ ل » فقال ما حصیللہ وصفوته : ١‏ وكان رسول آلله يل 
على ما يرئ من قومه » يبذل لهم التصيحة » ویدعوهم إلى النّجاة متا هم فيه ء 
وجعلت قریش حين منعه أله عو وجل منهم - حون ات + وشن قد 
علي من المرب وكان الب عمرد ارس - رضي ألله عنه - 

ت : أله قدم مكة المكرمة » ورسول آله كل بها » فمشئ إليه رجال من 
قريش - وكان اليل رجا شریفاً شاعراً لیب - فقالوا له : يا طفیل ! ایک 
قدمت بلادنا » وهلذا الجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا - اشتدً أمره ‏ » وقد 
فرق جماعتنا » وشت أمرنا » وإِنّما قوله کالشحر » يفرّقٌ بن الوّجل وبين 
أبيه » وبين الوّجل وبين أخيه » وبين الّجل وبين زوجته ۰ وتا نخشئ عليلک » 
وعلی قومكٌ ما قد دخل علينا » فلا تکلملّه » ولا تسمعنً منه شيئاً » ومكروا 
ومکر الله » واللهُ خیژ الماكرين » وذهبَ سعيّهم هباءً منثوراً تذروۂ ریاخ العقل 
عند الطّفيل ‏ رضي الله عنه ۔ . 

قال الطّفيل : فوالله ما زالوا بي يذهبون بأقوالهم ذات الیمین وذات 
الشُمال » ويصعدون وينزلون » حتّ أجمعتٌ أنْ لا أسمع منه شيئاً ولا أكلمه ؛ 
حئیٰ إِنّي حشوتثٌ في أذني كُرسٌفاً ‏ قطنا حين غدوث إلى المسجد 
فَرَقاً - خوفاً - من أن يبلغني شيء من قوله » وأنا لا أريد أن آسمعه . 

فخدوث إلى المسجد ہ فإذا رسول اللہ ين قائمٌ یصلّي عند الكعبة » 
فقمثٌ قريباً منه وأنا متوجسنٌ خيفة منه » فأبى اللهُ ‏ عرٌ وجل - إلا أن يُسمعَني 
بعض قوله » فوالله لقد سمعتٌُ كلاماً حسّناً جميلاً ولطيفاً »> فقلتُ في 
نفسي : واتُكُلَ امي ؟ وائكلّ أبي ؟ واش اي لرجلٌ لبيب شاعر » وما یخفیٰ 
علىٌ الحسنٌ من القبيح » فما يمنعني أن أسمعٌ من هنذا الوّجل ما يقول ؟ ! فان 


۷م 


كان الذي يأتى به حسّناً قبلثه » وان کان قبيحاً ت رکه . 


قال الطّفيل : فمکثث حت انصرف رسول اللہ ي إلى بيته فَائَبَمْتُه » حگیٰ 
إذا دخل بيه دخلث عليه » فقلث : يا محمّد ! إل قومك قد قالوا لی کذا ‏ 
وکذا ‏ للذي قالوا - فوألله ما برحوا یخوفوننی أمرك حتّى سددت آذنی 
بکرسف للا آسمع قولك ؛ ثم أبن انعر وجلٌ ‏ إلا أن يسمعني قولك » 
فسمعثہ قولاً حسّناً ء فاعرضن على آمرك . 


قال : فعرض على رسول اللہ بي الاسلام » وتلا عَلَيٌ القرآن » فلا وال 
ما سمعث قولاً قط أحسنّ منه » ولا أمراً آعدل من ولا خطاباً أرق من 
فأسلمتٌُ وشهدت شهادة الحقٌ » وامنتٌ بخالق الخلق ٠‏ وبرسوله محمّد کامل 
الخلق ع ”۶ . 


)١(‏ "السّيرة الویّةَ » (۱/ ۳۸۲ ۔ ۳۸۳) بتصوف یسیر . وقصة اسلام الطّفيل رواها 
ابن سعد ٤(‏ / ۲۳۷ -۲۳۹) والبيهقيّ في ١‏ دلائ]ل التو » 
(۰/ ۳۱۳-۳۹۰ والاصبهانن في ١‏ معرفة الصّحابة » ۱ ۳/ ۰۸۳-۸۲ 
وغیرهم کثیر . 

أقول : « إنَّ القرآن الكريم قد آسر بروعة بيانه » ولطافة روعته » وحسن 
اتساقه » وکمال اعجازه كثيراً من الشخصیّات البارزة من رجال عصر الو » وقد 
اجتذب هدي القرآن الکریم وجمال وقعه سيّدنا عمر بن الخطّاب - رضي اللہ عنه - » 
ومعظم النّاس یعرفون قصّة إسلامه التي تعتبر مشهورة یحفظها الصّغير والکبیر » وفي 
الحقيقة هناك رجال أَسرَنُھم معانیه » واجتذبتهم مغانیه » ومنهم : سيّدنا الطفیل بن 
عمرو الدّوسيّ > وأبو ذرٌ الغفاري » وأسيد بن الحضیر ۰ وسعد بن معاذ » وکذلك 
الأنصار الذين بایعوا الصادق المصدوق بي بيعة العقبة الأولین قد سمعوا القرآن 
وأسلموا ء وللکن قصة اسلام سیدنا عمر - رضوان ألله عليه - قد طغت على قصص 
اسلام هؤلاء ء ولها جرس خاص عند قراء السّيرة » نرجو اللہ عر وجل أن بحشرنا 
في معيّة سيّدنا عمر » وفي معیّة هولاء الذین تذوّقوا حلاوة معاني القرآن الکریم » 
وعملوا بمضمونه إِلَه سمیم مجیب »© . 


2۷۸ 


٭ وھلکذا استجاب سيّدنا الطّفيل -رضی اللہ عنه - إلى نداء عقله 
المگزن » وإلئ آعماقه التي تنادیه إلى النّجاة »> ورفض النٌصح المزعوم من 
رجال قریش الذین حدّروه تحذیراً شدیداً من السّماع والاستماع إل 
محمّد وا ء ولا غرو فنداء الضمیر هو صوت الحقٌّ » وهو یشبۂ وميض ن البرق 
حیما یمق حجت انثلام وأستار الشود ‏ كان ذاك الّداء همسن ˆ قائلا : )( این 
عقلّكَ يا طفيل ؟ اذهب واستمغ مم إلى هلذا الرّجل » فهو لیس ساحراً كما 
یزعُمون ویفترون ٩‏ . 

٭ استجاب الطّفيل واهتدى » وفي بيت رسول الله ي أعلنَ إسلامه 
راضياً مختاراً » وزھد في الوئنيّة وفي دين الآباء والأجداد » وعبدً الواحد 
الجواد ؛ الذي يقبل الوب من الاد . 

3 ومن المستجاد الآن أن نجني : ثمر هلذه الشجي ة المباركة ؛ التي تتدلی 
قطوفها ۽ لتروي التقاء الطّفيل رسول اللہ بو في مک وقبوله الدّعوة ثُمَّ 
إسلامه فی البيت التَّبويٌّ المبارك : 

هنذا الیل آتسی لمكّة زائر الب يت الحرام 
قد كان ذا عقفل وفشسم شاعراً فيه احتشام 
لاقاه بعسضن المشركين جوار زمزم والمقام 
فتص اد وا وتسءل‌وا ی شیر الاهتمام 
قالوافلاتلق امین فسخضره مصل الشّهام 
اِثٗ.حاكه ان تلاه آو آن تمعن من ے الکسسلام 

سمح الطفيل لقولهم بالحرص ثم الاحتسرام 
وضع الطفيل الط في أذنيه خوفاً من ملام 
ناد من آعمساقسه صوتٌ كبرق في القلام 
ا هسم أهسل شر واختصام 
اذهب ساره م الي فإلەخيزرالشام 


0۷۹ 


اذهب إليه فإنه قد جساء بسدعصو للکسلام 


سمع الطفيل إلى نثسداء ضميره ثم استقام 
قد آعلن الإسلام في بيت التي بلا خصسام © 


آيةٌ إعجاز للطّمَيل مع قومه : 

٥‏ لا نزال الآن مع سيّدنا الطّفيل ‏ رضي اللہ عنه ‏ وهو یقصلٌ علینا نبا 
إسلامه » والثُور الذي سطع في سوطه كرامة له » فیقول : « فأسلمتُ ؛ 
وشهدث شهادة الحقّ » وقلتٌ : يا نب اللہ ! إن امرؤٌ مطاع في قومي » وأنا 
راجعٌ إليهم » وداعيهم إلى الإسلام » فادعٌ ألله ‏ عر وجل أنْ يجعل لي آية 
کو لي عون عليهم فيما أدعرهم له فقا وك : ؛ الله اجمل لآ" 

قال الطفيل : فخرجت إل قومي » حتّی إذا كدت بثتيّةِ تطلعني على 
الحاضر ٠‏ وقع نود بين عبني الما ٤‏ فقات ت : اللهم في غير وجهي › 
ني أخشئ أن يظنُوا أنّها مُمْلّة وقعث في وجهي لفراقي دينهم » فتحوّل فوقع في 
رأس سوطي ”© » فجعل الحاضژ يتراءون ذلك الور في سوطي کالقندیل 


)١(‏ « تغريدة السّيرة وی ۱(١‏ / ۲۳۹ وقوله « جوار زمزم والمقام » : عند الكعبة 
المشرفة . و« سحره مثل السّهام » : يصيب سامعيه فلا يخطئهم . و« كبرق في 
الظّلام ؛ : صوت العقل ونداء الظُمیر . 

(۷) وفى هلذه الحادثة الميمونة يسرد محمود سامي البارودي في قصيدته 
الماتعة : « كشف العْمة في مدح سیّد الأمة ؛ معجزات ال فيقول ۱ 

کی الیل بن عمرو لمعةً ظهرث في سوطه فأنارت شذقة القتم 
دى بها ال دوسا من ضلالتها فتابعث أمرّ داعيها ولم تهم 
وأشار إلى آية الإعجاز للطفیل ابن جُرّيَ الأندلسي فقال که : 

وحسبّك من سوط الطَفيل إضاءةٌ ‏ کمصباح زيت في قناديل ذبّال 
« نفح الطيب ٩۱۹ / ١(٥‏ ) . = 


2۸۰ 


و کب ؟ ٦‏ مه ۳ و ۶ 

المُعَلّقَ » وآنا أهبط إليهم من الدَّيّهَ » حنَّئ جتتهم فأصبحتٌ فيهم . فلا نزلتُ 
أتانى أبى ‏ وكان شیخاً كبيراً قد اشتعل رأسّه شيباً- فقلت : إليك عتّی 
يا آبت » فلسث منك ولست مني . قال آبي متعجّباً : ولم ذاكَ يا بن ؟ ! 

قلت : يا أبى ! إِنّى أسلمتٌ » وتابعثٌ دين محمد لا . 

فقال أبي دون ترڈد : أي بي ! قَدِيي دينك . 

فقلتٌ له : يا أبت ! اذهب فاغتسل وطهّر ثيابك » ثم تعال حى أَعلْمَك 
ما علمت . 

فذفب أبى غير بعيدٍ » فاغتسا > ومن ثم طهر ثيابه » ثم جاء » فعرد ضتٌ 
عليه الإسلام 2 فأسلم 2 وشھد شهادة الحق ۱ 


قال الطفيلٌُ : ثم أتتني صاحبتي ‏ زوجتي ‏ فقلتُ لها : اليك عني , 


قالت : لِم ؟ بأبي آنت وأمّي ؛ وماذا حدث ؟ 

قلت : يا هلذه ! قد فوّق الإسلامٌ بيني وبينك ؛ واٍني قد أسلمتٌُ › 
وتابعث دين اتب محمّد وَل . 

قالت : قديني دینك واللہ . 

فقلت لها : اذهبي إلئ جمّی ذي الشری - صَنم لِدوس - فتطهّري منه ۱ 

فقالت : بأبي آنت وأمّي » آتخشی على الصّبيّة من ذي الشُریٰ شيئاً ؟ 


قلت : لا آنا ضامنْ لذلك . 


كما آشار الإمامٌ السّبكيئٌ که إلى هلذا الامر في تائيته الجامعة الماتعة فقال : 
وفي جَبْهِةٍ الدوسيّ نم بتوطه. جلت ضياءً مل شمس هنیسرة 
« المجموعة اللّھالیة ١(٥‏ / 577 ) . 


0۸1 


فذهبث فاغتسلّث ۰ ثم جاءث فعرضثٌ علیها الاسلام فأسلمث › 


وانتظمث في رکب المومنین ٩»‏ . 


٭ هلمُوا نطالع هلله الوضة التي تفتّحت كمائمها عن زهر المعاني 


الرّائقة التي تحكي ما أسلفنا من إسلام أسرة الطّفيل ء ورؤية قومه الثُور في 


سوطه : 


(١) 


عاد الطفيل لقسومےِ في سوطه ضوة ينير 
يدو على ید مضيئاً في المقسام وفسي المسير 
قد کان ذاك لدعوةمن صاحب القلب الكبير 
لقا آتس اه سے سصلمسا كي بستیسر 
قال الطْیل فساننے ف في القسوم ذو فضسل كبير 
مني لأدعوّ قوم دوس إنّني فيهم أمير 
فأجابه الهادي فقال له فأنت لهم نذير 


« السّيرة الَبُويّة » (۱/ ۳۸٤-۳۸۳‏ ) بشيء من التٌصؤوف . وانظر : « معرفة 
الصٌحابة ۷( ۳ / ۸۳) . 

وللڈٌیخ محمّد عرجون كك تعليقٌ نفیمن علیٰ هلذه الفقرة يحسُنٌ بنا أن نسوقّه 
هلهنا لفائدته » فيقول : « وباءث قریشٌ بالخيبة والخسران المبين » ووقعَ ما كانت 
تخافه وتحذرهٌ » وانفلت من عقال خداعها الرجل اللبيبٌ الشَّاعدُ الذي تخشی لبابته 
وشاعریته » وأسلم الطفيلُ الدّوسيّ الذي لم یکتف بأن يسلم وحده » وللكنّه آراد 
الخيرٌ والهدی لاهله وقومه » وهو زعيمُهم المطاغ فیهم » وآخبر رسول الل رنه 
راجع إلى قومه » وداعيهم إلى الاسلام » وسأل رسول ألله بي أن یجعل له آية تعینه 
على قومه فیما یدعوهم إليه من الایمان بألله ورسوله » ودعا له رسول ال ل › 
فقال : « اللهم اجعل له آية » فاستجاب اللہ - عر وجل - دعاء نبیّه محمد ية › 
وجعل للطفيل آية نورانیّة » وبداً الطّفيل ؛ إذ حل بين قومه بدعوة أبيه وصاحبته إلى 
الاسلام » فاسلما وعلمهما شرائع الڈین التي عْلْمَها ؛ . «محیّد رسول ال » 
(۲/ ۲۷۲) . 


”مه 


عاد الطفيل ومعه سن لد | اهادي البشير 
امل الطُفيل جميئهم قد أسلمُوا حّی الصَّغير ) 

3 ویتابعغ الطّفيل - رضي اللہ عنه - في سرد قصّة إسلامه وإسلام قومه 
فيقول : « ثم دعوث دوساً إلى الإسلام » فأبطؤوا عليَ » فجثث رسول لله لاز 
بمكّة فقلتٌ : يا رس ول الله ! غلبتضي دَؤْس » فاد الله عليهمء 
فقال 5 : « اللهم اهلد دوساً» . وفي رواية : « فقلتٌ : يا رسول اللہ ! إِنَّ 
دوساً عصّث وأبث » فادغ اللہ . فرفمٌ يديه » فقلتٌ : هلک دؤس › 
فقال : « اللهمّ ! اه دوساً ء وائت بهم ! . فقال لي رسول آله او : « احرج 
إل قومك ۰ فادعهم » وارفق بهم ) . فخرجت الیهم » > فلم أزل برض دوس 
آدعوها حت ھاجر رسول ألله پل إل المدينة » ومضیٰ بدر » وأحد . 
والخندق » ثم قدمت على رسول ال لا , بمن أسلم من قومي ء 


9 


ورسول اللہ گلا بخيبر » 2 حى نزلتُ المدينة بسبعين أو ثمانين بیتاً من دوس ؛ 
نج لحقّنًا رسول ألله گل بخیبر > فأسهم لنا مع المسلمین ه۸ . 
2 ومع الوصيّة الّويّة ة للطّفيل بان يدعو قومه إلى الاسلام » ؛ ثم قدومه بهم 
في خيبر » نقراً التّغريدة المعيّرة الآتية : 
المصطفی آوصی الطّفيلَ بأن يواصل في السعاء 
قال ادغ دوسا باشرق إنهم آمل الدهاء 
اصبز عليهم ولتکن منهم على باب الرّجاء 


1 


1 


)١(‏ « تغريدة السّيرة التَّبَويّة ١ ( ٠‏ / ۲۳۸ ) ء وقوله « في سوطه ضوء ینیر ۷ : ضوء في 
طرف سوطه کرامة له . و« صاحب القلب الکبیر » : دعا الب ی ره أن یجعل 
یل كرامة .وه أمير ٩‏ : رئيس مطاع . 

(۲) « مختصر تاریخ دمشق » (۱۱/ ۱۸۰ ) بشيء من التَصرّف » وانظر : « طبقات 
أبن سعد ۷( / ۲۳۹ ) » و« السيرة الحلبيّة 7١-59 / ۲ ( ١‏ ) » و( معرفة 
الصّحابة ۳(٢‏ / "8 85 ) . 


2۸۳ 


حلسیٰ بجیک وا مسلمین ویستجیگ_ وا للتداء 

ظل الیل بهم رفيقاً لا یسسالسي من جفساء 

قد كان من خیسر الرجال بے الكَقَاءةٌ والمضاء 

مضت الستنون وهلكذا ظل الطْتّیل على الوفاء 

ومحئّد مسرت به كل الحسوادث في بطاء 

بدءا پب در نسم كانت خیب دون انتهاء 

جاء الطَّيلٌ وقسوشه في فتح خير بسالسولاء 

جاؤوا جميعاً مسلمیسن بغر خبث والتواء 

ار تم بخيبر قد کان من رب الگمساء 

قم الي لقوم دوس في الغنيمة والعطاء 

فرح الي بخيبر وبقوم دوس بالگ واء © 
٭ وھلکذا نجد أنَّ الحبیب المصطفی و يدعو لدوس بالهداية » ولم 
يدع عليهم بهلاك يدمرهم لإبطائهم في إجابة الدّاعي إلى ألله » ثم أوصئ 
الطفيل بان يتخلّق بالآداب والصّبر في تبليغ الرّسالة قائلا له : « ارجغ إلى 
قومك فادعهم وارفق بهم » ورجع م الطفيلٌ - رضي الله عنه - إلى قومه مزوّداً 
بالرّفق وبالوصيّة النَبويّة » فدعاهم إلى الله عر وجل - وإلیٰ دينه » وكان بهم 
رفيقاً رقيقاً حفياً » فأجابوه قضهم بقضيضهم › رجالهم الكبار » وكذلك 
نساؤهم والصّغار » وأسلموا باشر الواحد القهّار» ثم هاجروا » وأدركوا 
رسول اھ لا وقد فرغ من فتح خیب انا علیٰ غنائمها یقسٹھا ہین 
جند ألله » وعرف پا للطفیل وقومه مکانتهم في الاسلام بين صفوف 
المجاهدین لاعلاء كلمة الله - عو وجل - » فأكرمهم » وَأَسْهَمٌ لهم من الخنائم 
الخيبريّة كإخوانهم المقاتلین في سبيل اش عر وجل -» فکانت قبيلة دوس 
وزعیمها الطّفيلٌ بن عمرو کتیبةً صادقة من كتائب الإسلام التي آسهمث في 


. ) ۲۶۲ / ۱(4 تغريدةالسّيرةالنبويّة‎ « )١( 


OA 


يض الوثنيّة 3 ونشرت راية التّوحید 3 وعملت ما بوسعها لتكون كلمة الله 
هي الب ¢ وكلمة الذين كفروا السّفلئ ¢ فثالوا النّجاح وحظوا بالسّعادة فی 
الداریٔن باذن الله وفضله ومئه وهدایته . 


صورٌ من جهاده : 

٭ آحت سيّدنا الطفيلٌ - رضي الله عنه - الله ورسوله » وعمل الایمانْ 
بقلبه عمله الصّحبح » ووضع لسالّه وسنانه وقومّه في سبیل الله عر وجل - . 
فتقدّم من الحبیب الاعظم وَل مع ثلّة من أكابر دوس وقالوا : « يا رسول الله ! 
اجعلنا ميمنتك » واجعل شعارنا : مبرور » ففعل لل ء فأضحی شعازژ الأزد 
كلها إلى اليوم كلمة « مبرور » 230 . 

٭ لزم سیّدنا الطّفيل سيّدنا الحجیب الاعظم الشانع المشفّع 


رسول اش یف ولم یزل معه 7۴ حتّی فتح الله - عر وجل - عليه مكة المكرمة » 
ودخل الاس في دين الله آفواجاً ء وسبّحوا بحمد رهم واستخفروه » إِلّه كان 
تواباً » وبالممنین رحیماً . 

0 ولا أخذ الصَادق المصدوق رسول ال تقو في إزالةٍ الأصنام مِنْ على 
أرضص الجزيرة العرييّة › تقدّم منه سيّدنا الطّفِيلٌ - رضي اللہ عنه » وقال 
له : « یا رسول الله ! ابعثني إلى ذي الکَقین - - صنم عمرو بن حَمَمَة - - حي 
أحرقّه » ء فبعئّه يكل إليه » فأحرقه الطّفيلٌ ۰ وجعل بقول وهو يوقدٌ الثّار عليه › 
وكان من خشب : 
یسا ذا امن لنسث من باوكا میسلانا آکبسژ من ميلادكا 

أنا حششےۓ انار في فؤادكا 


* ويروي سیّدنا الطفیل قصة نهاية هلذه الحادثة فيقول : « لما آحرقت ذا 
)۱ انظر : ١‏ مختصر تاريخ د مشق ٢‏ (۱۸۱/۱) بشيء من التَصدف › 
وانظر : « المستدرك ۳(۲ / ۲۹۱ ) . 


۸۵ 


الكمّيْن » بان لمن بقي من تمسّك به آله ليس علئ شيء ۰ فأسلموا 
جميعاً ) ۱ 

33 وفي رواية آخری عن إحراق صنم ذي الکفین نسمعٌ من 
ابن عساكر غه قوله : ١‏ لما افتتح رسول اللہ بيه خُنیناً ‏ وأراد المسير إلى 
الطّائف » بعت الیل بنَّ عمرو - رضي آله عنه - إلئ ذي الکفین - صنم 


1 


ستمدً 


عمرو بن حممة -یهدمه » وأمره آن ر یستمدٌ قومه » ويوافيه بالطائف . 

تقال الیل : يا رسول ! أوصني ۔ 

قال 5 : ) أفش السّلام » وابذل الطعام » واستحي من اش كما يستحي 
الؤجل ذو الهيئة من أهله » إذا أسأتَ فأحسن ؛ ف : هك الحسكت یدمن 
یات دک ورك لکت که [ هود : ١١45‏ ]. 

فخرج مسرعاً إل قومه » فهدم ذا الکفین » وآسرع معه قومه » انحدرٌ 
معه أربع مئة من قومه » فوافوا اي بالطاتف بعد مقدمه بأربعة أيام بدبابة 
ومنجنیق » وقال : « یا معشر الازد ! مَنْ يحمل رایتکم ؟ » . 

قال الطّفِيلٌ : مَنْ کان یحملّها فی الجاهليّة . 

ال : ٠‏ أسيتم ؛ وم اسان نا لین 
ظلّ الطّفيلٌ ‏ رضي ألله عنه - في المدينةٍ المنوّرة » وكان يذهبٌ إلى 
بن کعب 27 رضي الله عنه - فيقرؤه القرآنَ الكريم » ويعلّمه بعضّ 


3 اک 


(۱) «طقات ابن سعد » (۶/ ۰۲۰-۲۳۹ و« آسد الغابة» (۲/ ۰11۲ 
و« الاستیعاب »( ۲ 7 ۲۲۹ )مع الجمع بینها . 

. ) ۱۸۲ 7۱۱» مختصر تاریخ دمشق‎ « )٢( 

(۳) اقراً سيرة سیٌدنا أبِنُ بن كعب الأنصاري - رضي ألله عنه - في الباب الثّالث من 
موسوعتنا : « علماء الصَحابة رضي ألله عنهم -) (ص : ۵۸۱-۵۵۳ ففي 
سيرته فوائڈ تنفعٌ العالم والمتعلّم بإذن اللہ . 


OA 


أحكامه » وقد روی لنا سيّدنا الطّفيل خبرٌ هلذه الواقعة فقال : « آقرآني أبيئ بن 
مب القرآن ؛ فأحديثُ له قوسا . فغدا | إلن اي لدم فقال له 
الى پل : « مَنْ سلّحك هلذه القوس یا أب ؟ 
قال : الطفیل بن عمرو الدّوسی » أقرأتّه القرآنَ . 
فقال له رسول الله تا : « تقلّدها شلوةٌ من جهنّم » . 
فقال : يا رسول اللہ ! نا نأکل من طعامهم . 
فقال : « آما طعامٌ صَيِْعَ لغيرك » فحَضوته فلا باس أن تأکله ء وآگا 
ما شيع لك . فإك إذ أكلته » فاگما تال بخلافك ۰ ۰09 7 
٭ أقام سپّدنا الطّفيلٌ بالمدينة المنورة مع سيّدنا رسول آله ب ٠‏ حتى گ 
توفي و وهو راض عن الیل ١‏ ولا ارقدث ارب + ونج في بعشل 
أحياتهم عد من امین ۰ خرج المع المجاهدین من رجال عضر اله 
الأخيار » فجاهد حٹیٰ فرغو | من طليحة الأسديّ ء وأهل نجد كلها > ٿم سار 
مع المسلمین إلى البسامة ومعہ اب عمرو الیل » فقال لأصحابه : إلى 
قد رایث رؤيا » فاعبروها لی ان كت لبا تعيرون : رایث أن راسی كد 
خُلِقَ ء وألّه قد حرج من فمي طائر » وأنَّ امرأةً لقيتني فأدخلتني في فرجها » 
ورأیث أنَّ ابني يطلبني طلباً حثيثاً ٠‏ ثم رأيته خبس عي » . 
قالوا : « حيرا رأيتَ يا أبا عمرو » . 
فقال : « أما والله إنٌی قد آزلٹھا » . 
قالوا : « وما ذاك ؟ » . 


قال : ١‏ گا حل رأسي فوضعہ ٠‏ وأمًا گا الطائة لذي خرج من فمي 


)1( ( مختصر تاریخ دمشق (٩‏ ۱۱ / ۱۷۸ ) 


۸۷ 


فروحي 3 وأما المرأة التي أد: خلتني في فرجها 3 فالارض تُحْفرُ لي 3 فَأَعَّبْ 
فيها ء وأگا طلب ابني إيايّ ء نم حبسه عنّى » فاني أراهُ سیجھڈ لأنْ يصيبه من 
الشّهادة ما آصابنی ولا أراه یلحق فی سفره هلذا ۷ . 


و سر 


َيِل الطفيل شھیداً باليمامة » وجرح اينه جراحاً شديدة » ثم قتل عام 
اليرموك شهيداً في زمن آمیر المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي أله عنهم 
أجمعين ٩۲‏ - 
د وتذكر بعضل المصادر بأنّ عمرو بن الطّفيل ‏ رضي أله عنهما - قد 
اصابله الجراحة وم اليمامة ء ّث ید وهو يجاهدٌ المرتڈین في سبيل آنه » 
ثم برأ رصع ؛ وصحث يده فینما هو عند سب سيد سيّدنا عمر بن 
الخطاب ‏ رضي اللہ عنه - ؛ إذ أتي بطعام فتنگیٰ عنه عمرو ن الیل .وق 
غير بعيد » فشاهده سیّدنا عمر » فقال له : « مالك ! لعلّك تنيت لمکان 


يدك ؟ » . 


قال عمرو : ۱ أجل !يا أمیرَ المومنین » . 


قال سيّدنا عمر : « واش لا أَذوقهٌ حى تسوطه - تحوکه - بيدك » فواله ! 
ما في القوم أحدٌ بعضه في الجنّة غير » ۲۱ . 


۰۳6۲ /۱(  ءالْلا مختصر تاريخ دمشق (۱۱/ ۱۸۲ ) ء و« سیر أعلام‎ « )١( 
. )مع الجمع والتّصوّف بینها‎ ۲٥٢ / (۲ و« طبقات ابن سعد‎ 
قال الإمامٌ الب تل : « قلت : وقد عد ولده عمرو في الصّحابة » وکذا‎ 
أبوه ينبغي أن يُعدٌ في الصّحابة » فقد أسلم فيما ذكرنا ء للكن ما بلغنا أنه هاجر ء‎ 
. ) ۳۶۷ / ۱(٩ ولا رأئ الب ل٤ . « سير أعلام البلاء‎ 
مع الجمع بينهما‎ 6 ١ /۳ (۷ ول المستدرك‎ . ) ۲۶۰ / ٤) (؟) «طبقات ابن سعد)(‎ 
. والتصرّف اليسير‎ 


2۸۸ 


المسلمين وفرسانهم ؛ فلقي الله شهيداً - رضي ألله عنه - . 

٭ رضي آلله عن الشهیدین السّعيديْن الطفيل وابنه عمرو » ورضي آله عن 
الصّحابة أجمعين › وحشرنا معھم وعفا عتّا بفضله وكرمه › وجعل آخر 
كلامنا : ١‏ لا إلله إلا الله » محمّد رسول اللہ ) . 


رر کے ےھر 


7 
کہ 


رع 07 
جی 3ے هي 
(سکس جح لازو ںی 


wwvvmoOoswarat. com 


ج 
چ 


و 
جر اکس ے ذف ری 
سکس دجن ارو یی 


torn‏ ]2 2۵ مدن ۲۳۲۱ بيد 





6 .م 2 2 2 و 7 
٭ قصّة إسلامه تهرٌ الكيان هرَةَ إعحاب ؛ وتنبئٌ عن الصّفاء . 
٭ شهد اخداً وما بعد ذلك من المشاهد ؛ وشارك في الفتوح . 


> 
F7 


ہے 
میں یی ںی 
ھک دجن ازو ںی 


WWWw.MOSWwarat.cOoOmMm 


جر ری ضف ری 
ھی دجن (ازو ںی 


٢‏ بت ملأت لت ۸۸ےے ن ۳۲۶۰ح ۱م ۱ہ 


# قصّةٌ هنذا الؤجل من أعذب قصص رجال عصر الشُْوَة ؛ إذ نجتلي من 
خلالها رحمة لله - عر وجل - به » وثَقله من آفجر فجور الغدر إلى ابژ أعمال 
الإيمان . 

٭ وكلّما قرأث قصّةَ هنذا الصّحابِيَ الجرية الذّكيَ ازددث مب له ؛ 
لأله عرف الحقّ فلزمه » بعد أن آداز موامرةٌ خطيرةٌ لاغتیال ال يلل > ومن 
العجيب أنه أخدّ الأمان من الِب ية لمن دفعه إلى غدر الحبيب المصطفي پل 
واغتياله في وضح الضّحئ ! 1 


۳ 
م 


* إِنَّ قصّة عمير بن وهب الجمحی 27 رضي ألله عنه - ذات وفع 
متميّز » يهر الكيان هزة إعجاب » وتحمل القاری إلى عمق الحكمة فيها ›“ 
وتسلمه إلى عينها الضّافية الجارية » وتضعه آمام رحمة الاسلام بمن ضلّ بهم 


)١(‏ «البداية والتّهاية» (۳/ ۰۳۱۳ و« تاريخ الإسلام » للدّهبِيَ ( المغازي 
ص : ۰۵۵ و۷۱۔۷۲ء و۱۰۰-۹۹ ۰ و٥٥٥۵‏ ۰ ۵۵۹ ) ء ول شرح حياة 
الصٌحابة » ( الفھسارس : 8١5 / ٤‏ )» ول طبقات ان سعد ) 
۲١١-٠۹۹ / ٤(‏ ) )> و[ معرفةالصّحابة)(9/ 1۷۰-11۸ ) تسرجمة 
رقم : (۲۱۸۹) ء و« آسد الضابۓة ) (۳/| ۷۹۷۔۷۹۸) ترجمة 
رقم : ۱۰۹۰۱ ) » و« الإصابة »( ۳ / ۳۷۳۲ ) وغیرها . 


۹۳ 


السّبيل وضلوا هم السّبيل » فإذا هم بلحظةٍ یتحتّسون الح » ویلمسون ستاه » 
ويصبحون رجالاً لهم شأَن في التّاريخ النّاصع ؛ ببركة سيّدنا وحبيبنا محمد 
رسول اللہ لا . 

* كان عمیر بن وهب بن خلف الجمحيّ القرشيّ من مشاهير رجالات 
قریش وأعيانهم » وكان يكنئ أبا أميّة .وله من الولد وهبٗ بنُ عمیر - وكان 
سيد بني جَمّح - وأمئة وا ۷ . 

0 نشأ عمیژ بن وهب في مک كغيره من سراة آهلها ء ولم یستجبْ إلى 
داعي الإسلام عندما سطع بنوره علیٰ مک » وسمع بدينٍ الم من محمّد بن 
عبد ال لا فلم يُعِْهُ ی ي اهتمام » وانصرف إلى تعلّم الفروسيّة حى / غدا أحد 
فرسان قريش وأبطالها وشياطينها ۲۳ . 

٭ ذكره ابن الأثير الله في « أسد غابته » فكان مما قال عنه : ١‏ كان له 
قَدْرٌ وشرفٌ في قریش » وهو ابنْ عمّ صفوان بن أميّة . . . . وكان من أبطال 
قريش وشياطينهم ۰۰۰۰ . 

٭ وقال عروة بن الژبیر له : « كان عميرُبنُ وب شيطاناً من 
شياطين قريش ۰ وممّن كان يؤذي رسول الله ية وأصحابَة » ويلقَوْنَ منه عناءً 
وهو بمگة ) ° . 

البّلایا تحمل المتایا : 

٭ البلایا تحمل المنایا ؛ كلمة تحمل معناها ‏ نطقّ بها عمیرژ بن وهب 
قبل بدء معركة بدر بسويعة . فقد خرج عميرٌ بِنْ وهب ومعه ابنه وهب بن عمير 


. )۱۹۹ / (۷ «طبقات ابن سعد‎ )١( 


)۲( « التّبيين في نساب القرشیین 0( ص : 43 
(۳) ۲« آسدالغابة ۷( ۳ / ۷۹۷) . 


(4) «السّيرة التَّويّة ۱(۷ / ٦1١‏ ) . 
0۹4 


مع المشركين في حشودهم الغوّارة بالحقد على المجتمع المسلم ء وكان الغیظ 
یاکل قلوتهم » والحسدٌینهش لحومّهم ویدخدخ آضغانهم على المسلمین الذين 
تعرّضوا لتجارتهم . 

د أقبلت قري بالڈروع السّائرة » والجموع الوافرة > والأسلحة الشّاكية 
الكاثرة » فلمًا رآها الصَادق المصدوق بي توجّه إلى البارى العليم عرٌ شأنه 
وقال : « اللهمّ هلذه قريشٌ قد أقبلث بخیلائها » وعجبها ء وفخرها تحادك ‏ 
وتخالفٌ أمرّك » وتكذّبُ رسولَكَ ۰ فنصرك الذي وعدتني . اللهمٌ نك آنزلت 
الکتاب » وأمرتنى بالات » ووعدتنی إحدیٰ الطائفتین » وانّك لا تخلفُ 
المیعاد . اللھمٌ آخنهم - آملکهم الكّداة ِ. 

0 اطمأنّت قريشٌ ن إلى عدّتها وعديدها » فأوعزت إلیٰ عمیر أن یعرف 
عدد المسلمين ويحزرّهم » وكان عمية ممّن عصمّث بهم أعيانٌ قريش وكبراؤها 
سياسة تدبيرها في حرب رسول الله و وأصحابه في موقعة بدر » فوكلت إليه 
أن یحزر لهم أعداد جندٍ لله » وأنْ یعرف قرّة شوكتهم » وما يحملون من سلاح 
وعدّة ليجابهوا قريشاً . 


٭ امتطیٰ عمیر بن وهب صهوة جواده کالنمر الجائع » وجال به قرب 
معسكر المسلمين وحولهم » يذهبٌ ویجيء » ويعيدٌ الكرّة بعد الكرّة » حتّئ 
ضبط لهم عدد جنود المسلمین ضط ان علیٰ واقعهم العددي » فهو رب 
استخبارات ممتاز من رجال الدّرجة الأولئ في هلذا الميدان الخطير ء 
رجلّ شديد جسور ذو دهاء ورأي ومكيدة 

7 رای عمیژ في وجو الانصار العجب العُجاب » رأئ وجوهاً اھا 
الحیّات تلظ ولا تتكلّم » ورأیٰ في سیوفهم الموت الناقع تحمله رژوسها مع 
سب رماحهم . 

٭ رجع عمیر مسرعاً وآخبر سادة الفجٌار بقوله : ١‏ یا معشر قريش ! هم 
ثلاث مئة یزیدون قلیلا » أو ینقصونه » وللکن آمهلوني حى آنظر للقوم كميناً 


أو مدداً » . 


040 


٭ فذھبّ في الوادي حتّیٰ آبعد وضرب في جوانبه ذات اليمين وذات 
الشّمال فلم یڑ شيت » فرجع إليهم وقال لهم مقالة خير عسكري ؛ يحمل 
النُصح للمادة ‏ ویحذرهم من عاقبة الأمر › ویصف لهم رجال الجيش 
المسلم : ٠‏ ما رأيثُ شیتاً » وللکن قد رأيثُ - يا معشر قريش ! - البلايا تحمل 
المنايا » نواضخ یشرب تحمل الموت النّاقع » قوم ليس لهم منعةٌ ولا ملجاً 
إلا سيوفهم ء وا ! ما آری أن یت رجلّ منهم حت يتل رجلاً منكم » فإذا 
أصابوا منكم أعدادهم » فما خير العيش بعد ذلك ؟ فروا رأيكم ۲۳۷ . 


3ت ولا علمت قریش یالما الذي يحملة عمیز - إذ کان تله الخبرد 
اليقين - لم يأبهوا له على الرّغم من أنَّ استکشاقه صحيحٌ مثة بالمئة » وأَصوٌ 
أغلبهم عل القتال » واغتڑوا ہما عندهم من السّلاح والعدَّة 3 والقضل 
والقضيض ٠.‏ بل إِنَّهم استهتروا بقوله الذي وصف لهم أنصار الله - عر وجل - ؛ 
وقالوا له : « دغ عنك هلذا يا عغمیر ! واذهت فأوقذ نار الحرب ؛ وأشعل 
فتیلها » وحرّض بین القوم » . 


# وهلهنا قح ليطا في خباشیم عُمير ء واخذه ال بالائم » ورم 
بنفسه عن صهوة جواده » وألقاها بين رجال المسلمین » وکان اول مَنْ آنشبت 
الحرب وآشعل فتیلها » وأوقد ضرامها ء على الرّغم من أنّه كان يرغبُ في عدم 
نشوب الحرب . قال ابن سعد یل : « وقد كان حريصاً علی رد قریش عن 


١ )١(‏ تاریخ الاسلام » للذّهبيٌ ( المغازي » ص : ۵۵) ۰ وفي رواية أنَّ عميراً 
قال : ١‏ رأیث یا معشر قریش البلایا تحمل المنايا » ألا ترونهم خرساً لا يتكلّمون » 
یتلکظون تلہُظ الأفاعي . لا يريدون أنْ ینقلبوا إلى أهليهم . . . » . وقوله « البلایا 
تحمل المنايا » : ارق تبر على قثر صاحبها فلا تعلفث ولا سق حن تموت » 
ويقصد الابل تحمل الموت . و« نواضح » : جمع ناضح : البعير » أو غيره الذي 
يُسْتَقیٰ عليه الماء . 


645 


ی تام 
لقي رسول اللہ ئا ببدر )00 . 


٭ دارت رحی الحرب تطحنٌ حشود الکفر طحناً آتیٰ على صنادیدهم 
لا » وآشرافهم أسْراً ء وعلی غوغاتهم هرباً » وکان وهب بن عمیر فیمن اسر 
يوم بدر مع السّبعين ۰ أسرۂ رفاعة بن رافع بن مالك الزّرقي . آئا عميرٌ بن 
وهب فكان ممّن أسلم ساقيّه للرّيح فاّاً نحو مكة هرباً من المنايا التي تطل 
برؤوسها من سيوف المسلمين . وقیل : ١‏ إن عمیر بنَ وهب جرح يوم بدر » 
فوقع في القتلیٰ ۰ فأحَذ الذي جرحه سیف فوضته في بطنو حت سمع صریف 
السّيف في الحصی ء حگیٰ ظنّ أنه له قد قتله ‏ ؛ فلمًا وجد عميرٌ بز الیل » أفاق 


2 


إفاقة فجعل يحبو حى خرج من بين القتلئ ء فرجع إلى مكة ء فبرأمنہ ٩»‏ 


* وللشیخ محمّد عرجون که تعليق نفیسنٌ ۰ وكلامٌ مفیڈ على بَمْثٍ 
عمير بن وهب ليحزرٌ لهم عدد المسلمين › ٠‏ فیقول ما محصّله : « كانت حالة 
أصحاب رسول الله یل في قلة عددهم » وضعف عذتهم » موضع عَجبم 
وغرابة عند آعدائهم . فتشککوا في أن يكونَ وراء هلذا العدد القلیل أكمنة 
متخفيّةٌ وراء هلذه القلّة الظّاهرة » فأرسلوا داهيتهم عميرٌ بن وهب ليحزرٌ لهم 
أصحاب محمد ی ء ویتعرّف حالهم » وهل لهم كمينٌ وراء عددهم الظاهر 
القليل ؟ هلذا العددٌ الذي استهتر به الفاسق أبو جهل » فقال مستخفاً 
بهم : إنّهِم أكَلّةَ جزور . ولک أبا جهل في حمقه لا یعرف إلا ما تبصرٌ عیلہ 
الحولاء من الأشباح التي تمشي على الأرض وهو أجهل من الجهل في معرفته 
بالقوئ المعنويّة من العزائم الإيماتيّة التي تکمن في صدور الرّجالء 
فلا تظهرها الا مقابلة المخن الممخّصة لمعادن البطولة › فتحدّث عمّا رأیٰ 
بيصره ؛ وللكن داهيتهم عميراً جاءهم ہما خلع قلوبهم من بين جوانحهم فقال 
لهم : ( قد رأيتٌ يا معشرَ قريش البلایا تحمل المنايا » نواضح يغرب تحمل 


(۱) «طبقاتاين سعد ٦(٤‏ / ۱۹۹) . 
(۲) « طبقاٹ ابن سعد ۷( / ۲۰۰ ) . 


59۹۷ 


إليكم الموت التّاقع ) وعميدٌ بهلذا القول ینفض لقریش وقائدھا آبي جهل ما في 
کنانتو ء وهو إذ ذاك کان لا یزال یتمرغ في حَمْأَۃِ الشّرك ۰ وأوحالِ الوئیّت 
فوصفٗ لقومه ما أملاهُ عليه دهاژه وحذره عليهم أن تفتكٌ بهم سيوف نواضح 
يغرب » وأ يذهب آشرافهم طعمة لنیران هلؤلاء الابطال الذين لا منعة لهم 
لا سیوفهم ‏ والذین لن بقل منهم رجلٌ حتین یکو جَنْدَلَ إلى جانبه رجُلاً من 
آشرافهم . ولو كان عمیر بن وهب يومئذ یعرف عن الایمان وعزائمه شیتاً لقال 
لقومه : لقد رأيتُ أصحابَ محر إل لا منعة لهم لا إيمانهم ء وعزائمهم ؛ 
وصدق إخلاصهم في لقائكم » ولن یل منهم رجل حتّی يکود قد قتل عشرة 
منكم ؛ فإذا أصابوكم إفناءً وهواناً واذلالا فما بقاء مّنْ بقي مِنْ آشباحکم بعد 
هذا ؟ » ٩‏ . 

# كانت هلذه الحقيقة هي التي ملأث قلوبَ ذي العف واحتساب 
العراقب من أمثال : عتبة بن ربيعة » وحكيم بن جزام 217 وكانت هي 
الحقيقة الواقعيّةٌ ی التي تكسف عنها الغيبُ » فقد استأصلت هلذه القلَةَ المؤمنة 
سادة قريش » وَأَسَرت آخرين » فدفعوا الفداء وهم صاغرون . 

تآمرٌ وبي : 

٭ وصل عميدٌ بن وهب مكة المكوّمة کاسف البال » مهموماً » قد لقَّه 
الحزنْ على ابنه الذي وقع أسيراً بأيدي رجال الصّحابة وأبطالهم » وكان خبژ 
الهزيمة المنكرة التي حاقت بالكفار قد سبقه على لسان عددٍ مگن شهد 
المعركة » ووجد الاس يتحدّثون » ويذكرون أسماء مَنْ لقي حتفه مقتولاً من 
صناديد قريش + ومن أي من أشراقهم وسراتهم وذوي الام في ؛ وكان من 


بين القتلیٰ : بن خلف الجمحی » وابنهُ علخ بن أميّة » وعتبة بن ربيعة 


. بتصوّف واختصار يسيرّين‎ ) ۳۰۰-۲۹۹ / ۲(٢ «محمّدرسول الله‎ )١( 
(؟) اقرأ سيرة حكيم بن حزام في الباب الثّالث من هلذه الموسوعة ۰ فالسيّرة الحكيميّة‎ 


5۹۸ 


وآخوه شيبة وغيرهُم من أعمدة الکثر ومسانده في قريش . 

٭ كان صفوان بن أميّة جالساً في الحجر یسمم ما يدور من أحادیثٌ 
وأعاجيبَ فلا یکاد يصدّق » ويأخذة الهش مگا يقولون » واذا بعمیر بن وهب 
يأتي مجلسه ۰ فیقعد إليه » وهو غارق في همومه وأسفه وحزنه على مَنْ قُيِلَ في 
بدر » فسمعةٌ عميث يقول : ١‏ قبّح الله العيشَ بعد قتلئ بدر » . 

فقال له عمية : « أجل ء واللرلولا دَيْنٌ علی لا أجدٌ قضاءه »> وعیال 
لا أدعٌ لهم شيئاً »> أخشئ عليهم الضيعة بعدي » لخرجث إلى محمَّدٍ فقتلل إن 
ملأت عيني منه ء إن لي عنده علّة أعتل بها » آقول : قدمتٌ على ابني هلذا 
الأسير » . 

* التقط صفوانْ بن أميّة الکلمات العُميريّة الحماسيّة التي كانت تسیل مع 
لعابو تشوقاً للانتقام » فاهتبلهًا فرصة سانحة لا تُعوّض ۰ وفرح بهلذا العرض 
السّهل ۰ فقال لابن عمّه عُمير يغريه ويحرّضه  :‏ علي دینك يا عميرٌ آقضیه 
عنك وافياً » لا يتبعكٌ بشىء منه اح قط ء وعيالك مع عيالي » أواسيهم 
ما بقوا » وأنفقٌ عليهم كما آنفق على عيالي » . 

فقال عمير وقد انّسع صدرةٌ : ١‏ فاكتم شأني وشاأنك يا بن عم » . 

قال صفوان : « آفعل ذلك فائض لشأنك » . 

کے تكمّل صفوا بتجهيز عمیرِ بن وهب ء وأمرَ له بسيفب بالع في صقله » 
وشحذه » وآشبعه سمّاً زعافاً . نهضن عمية من مکانه وغادر المسجد ونیرانُ 
الحقد تتجُمٌ في فواده تکاد تکظم آنفاسّه » وأخذ يودع ابن عمّه صفوان وهو 
یعده ويمئيه > وما يعدة الا الغرور » وما يمنيه الا خواء الکلام وهرائه . 

٭ تعاهد عمیژ وصفوان على الکتمان » للكنّ الوحي الأمينَ آخبر الؤسول 
الامین عفر بذلك الاثّفاق » وتلك الموّامرة الوبيئة النّذلة . 


٭ وتعالوا الآن نستمتعٌ بروض الأدب » ونستروخ عبيرٌ زهره من خلال 


۹۹ 


هلذه الهمسة التی تتحدث عن الموامرة الصّغوائّة العُميرّة لاغتبال 
رسول اه از 

وهناكٌ عند البيت کان اثنان في همس پیر 

صفوان یجلسؿ مع عُمير إن هأمسرٌ عسير 

فتحادثئا في شأن بدر ذاکم الأمرٌ المثير 

الاقفساق تت كٌُبينهماعلىئئ أمسر خطير 

هذا سيذهبُ نحو شرب يقتل الهادي البشیسر 

ويقومٌ صفوان بِحَمل الدّين عنه كذا الصّغير 

قالا للکٹسغ أمسرنا عسن كل في لسن بصير 

قد خاب ظلهما لقد عرف البَسولُ من القدير 

٭ لقد ظنّ صفوانٌ وعمیر أنّهما بهلذا التّدبير الوبيء من اغتیال ال يلل 

يتخلّصان منه » وكانت هلله المؤامرةٌ أوّل مؤامرة تُدگر فى مکة لاغتياله كَل 
بعد معركة بدر الكبرئ ؛ وكان من السّهل تنفيذ هلذه المؤامرة » لولا العنايةٌ 
الرَبانية واللطفُ الإلنهينٌ الذي حف الحبيب المصطفی كلل . ترئ كيف كان 
ذلك ؟ 


) أدخلة علي » : 

٭ سار عمیژ يقطعٌ الفيافي والقفار حتّی وصل المدينة المنوّرة ونزل بباب 
المسجد التَّبويَ » واعتقل بعیره » وتوشح سیفه » وهم بالدّخول على 
رسول اللہ و متظاهرا بأنّه جاء لدفع الفداء عن ابنه وهب ء واطلاق سراحه . 

في هلذه الأثناء رآء الألمعیٔ العبقریٔ فاروق رجال عصر او وقریهم 
الامینْ عمد بن الخطاب ‏ رضى ألله عنه وأرضاه - ۰ وکان عمر یجلسن إلى نفر 
من الانصار » يتحدّثون عن وقعة بدر » ویذکرون أَنْعُم آله عليهم فیها 
وما آراهم الله في عدوهم » ففزع عمرٌ ‏ رضي ألله عنه ‏ › وارتاب في آمره ؛ 
إذ رای شيطان قريش عمير بن وهب يهمٌ بدخول المسجد » وسيفه في رقبته › 


1۰۰ 


فصاح : ١‏ هلذا عدؤ الله غمير بن وهب الذي حَرٌرنا للقوم » الذي أشعل نار 
الحرب ) . 

٭ نهض سيّدنا عمر رضي اللہ عنه- ۰ ثم آسرع فدخل على 
رسول أله مق » فقال : یا رسول ألله ! هلذا عمیر بنْ وهب قد دخل المسجد 
متقلّداً سيفه » وهو الغادژ الفاجر » پا رسول اللہ ! لا تأمنه على شيء ۷ . 

فقال الصادق المصدوق يل لعمسر : « أدخله علي > فخرج 
عمر - رضی أله عله فأمرَ اُصحابه : « أن ادخلوه على رسول ألله ۲ لله وھ 
واحترسوا من عمير » . 

* أقبل سيّدنا عمرُ - رضي الله عنه - عل عمير بن وهب » وأخذ بحمالة 
سيفه ۰ ولیّبه » ودخحل به به علیٰ رسول آله یا وسيفه فى رقبته » فقال 
غُمیر : ١‏ آنعموا صباحاً ) . 

فقال رسول اللہ بي : « قد آکرمنا الله بتحيّة خير من تحيّتك ؛ بالسّلام » 
تحيّة أهل الجنَّة » فما أقدمك يا عمیر ؟ » . 

قال : « قدمث في آسيري » ففادونا في أسيركم ۰ فأنتم العشيرة 
والأهل ) . 

٭ توسّم عميرٌ أنه قد استطاع أنْ يملكٌ الحيلة » ویمتلك الحجّة » وأنّه 
أقنعَ ووصل ٠‏ وائطلث أكذوبثة البلهاء على محمّد رسول أله بيا > وعلی 
الذین آمنوا معه ؛ وتحلقوا حول ولک رسول ال پل صدع فژاده فقال 
له : « فما بال السّيف فی رقبتك ؟ » . 

فقال عمیر وقد انخلع قله > واستطار لله : « قبّحها الله من سيوف ء 
وهل أغنث عتّا من شىء › اّما نسيئّة حين نزلتٌ » . 

٭ تفرّس الحبيبٌ المصطفی ی في وجْه عمير فألفی شيطنة عمیر تتلاشی 
فقال : « اصدقنی ما أقدمّك ؟ ۸ . 


قال عمیژ مردّداً أكذوبة سر ابنه : « قدمثُ فی آسيري ؛ وما جئٹٌ 
إلا لذاك » . ۱ 
٭ ظنٌ عميرٌ أنَّ دهاءه ينطلي على التُبرّة » وأنَّ الاموز تستقيمٌ له کہ 
يشاءٌ » غير أن الصّادق المصدوق ية قطعَ عليه طريق الكذب والدّهاء » وأنبأةُ 
سس ور سو رم شید 
والعُدوان والغدر وهما في الحجر بمكّة المكوّمة بجوار البیتِ العتيق › 
ال لعمیر : ١‏ فما الذي شرطت لصفوان بن أمئة في الحجر ؟ ٤‏ وفرع عم 
فزع الخائنين الخائفين ؛ إذ رأئ ولمس اد ول خبط الفضيحة » وعقْدِ المؤامرة 
الصَّفوانيّة العُمِيريّة قد أخذ يعزي كذبه ودهاءه » فتماسكَ وهو يبتلعٌ ريقه › 
وظٌ أنَّ هلذه الكلمة من فبيل المصادفات ۰ فقال : «ما شرطتٌ لصفوان بن 
أميّةَ شيغاً ) . 
فقال رسول اللہ يل لعمير کاشفاً أسرار مؤامرته الخبيثة مع ابن عمّه 
صفوان : « تحمّلتَ له بقتلي على أن يعول بنيك ۰ ويقضي لك دينك » والله 
حائل بيني وبينك ‏ . 
٭ وفي رواية قال له : « بل قعدت آنت وصفوان بن أميّة في الحجر › 
فذكرتما أصحاب القلّیب من قريش ۰ ثم قلت : لولا کین علي وعيالٌ عندي ء 
لخرجث حى آقتل محمّداً » فتحمّلّ لك صفوان بن أميّة دینك وعيالك على أن 
تقتلني له ء وال حائلٌ بينك وبين ذلك » . 
* ولنتحول الآن في رحاب هلذه القبسة الجميلةٍ التي تصور موقفَ 
الحوار بين رسول الله و وبين عمير » ثم نتابع الرحلة : 
هنذا رس ول اله يسال وابنٌ وهب إذ يجيب 
مساذا أنسیٰ بسك ياعُمير اجب بصدق لا يريب 
فأجهَةإئى ي ألیسۓ لكي آری ولدي الحبيب 
هوعندكم في الأشٍ طال اوه هلذامريب 


1۲ 


قال اس نما سرب 1 بذلك اليف العضیسب 
فأجاب في خبسث خبيث اه رجل لبيب 
قال لس لهبلئ قد جئت في أمر رهيب 
فذکرتمسایسوم الهزيمة يوم بَذر والقلیب 
لا شل ذاك الوم يمن في التّفوس فلا يغيب 
الالفساق یتسم بيكساعلئأئرغريب 
صفوان يحمل عنك ديك والعیسال لكي تطيب 
مسن ثم جئت ٹریڈ قلي قد فشلت ولن تصيب 
اله يحفظني فنشم الحافظ المولئ الرقيب ۷ 
٭ لم يمتلك عميرٌ بن وهب أمام کف هلذه الحقائق وجلوتها على 
صورتها الحقيقية إلا أن يستسلم للحقٌّ » فانقلبت من شيطانٍ مريد » إلى مؤمن 
رشيد » وانسكبث قطرات غيث الإيمان على قلبه » وقال بلسان اليقين 
والصدق : ١‏ أشهدٌ أنْ لا إلله إلا اللہ » وأشهد أنَّ محمّداً رسول أله » 
يا رسول الل ! كنا نكذبك بالوحي » وبما يأتيك من السّماء » وأنَّ هنذا 
الحديث بيني وبين صفوان في الحجر » > لم یطلغ علب أحذ إلا لله لله تعالل » 
والحمدُ شُرالذي ساقني هلذا المساق ء وقد من بألله ورسوله » ۲۲ 


( فير وا آخاکم ) : 
* بعد أن غدا عمیژ بنُ وهب أحدَ رجال الإسلام » وانتظم في بِلأك 


۴ تما رون | ۳۹ # [ الحجرات : 15 ]) التفت رسول اللہ پل إل أصحابه ۰ 


. ) ۲۹۰ /۲(۷ تغریدۂ السّيرة التو‎ ١ )١( 
» بتصوّف یسیر » وانظر : « المغازي‎ )۲٥۹ : «صحح السّيرة او " (ص‎ )۲( 
. ) ۱۲۷ /۱( 


٣ 


وقال لهم بلطف ومودّة وإیناس : « فقَهوا آخاکم في دینه » وعلّموہ القرآن . 
وأطلقوا آسیره ‏ . 

03 وفي روايةٍ أن الحبیب المصطفی ی قال لعمير متلطفاً به » مسروراً 
بایمانه وانتقاله من بحار الظّلمات إل آفاق الُور وإلیٰ صراط العزیز 
الحميد : ١‏ اجلسن يا عمير نؤانسك » وفي رواية : « نواسيك » ۰ ثم آمر 
الحبیب المصطفی با أن یطلقوا ابنّهِ وَهْباً دون فداء . 

٭ دش عمیر لهلذه الرَأفةٍ الَّويّة به » فقد قدم من مكّة يحمل بين جنبیه 
وجوانحه قلباً مملوءاً حقداً وعداءً للإسلام ونبی الاسلام »> فلمًا عرفٌ 
الحقيقة » وذاق حلاوة الإيمان » تبدّلّت عداوته حبّاً مستفيضاً للإسلام ونبی 
الإسلام » واستقرّث مشاعرة الدّاخلية » وهدأث نفسّه » ونظر إلى ماضيه في 
ميزان حاضره » فرأئ أنْ یکفر عمًا سلف بان يدعو إلى اللہ » فقال للهادي 
البشير کله : « يا رسول ألله ! إن كنت جاهداً على اطفاء نور اللہ شدید 
الأذئ لمن كان على دين اللہ » وأنا أحبٌ أن تأذنَ لي ء فأقدم مكة > فأدعرهم 
إلى الله » وإلئ رسوله »> وإلئ الاسلام » لعل الله يهديهم » وإلا آذیثھم في 
دينهم كما كنت أوذي أصحابّك في دينهم » . 

* فأذن له الحبیث المصطفی پل ء فلحق بمكّة المكرمة » وكان 
ان عمّه صفوان بن أميّة لا یزال يلعب به شيطان الغرور ويظنٌ كلّ الطّنّ أنّ 
موامرته ستتوج م بالنّجاح » وسیطفی عُميرٌ حرقة نفسه ونيرانَ قلبه » وكان یقول 
لقريش : ١‏ آبشروا بوقعة تأتیکم الآن في آیّام » تنسيكم وَقُعَة بدر ۷ . 

0 ركان سیق بأ عه الا قاين عليه ات بل 
كان بها حَدَتٌ ؟ حقیٰ قد عليه رجل فأخبره أنَّ عُميراً أسلم » وأصبح من رجال 
محتّد ۶ اة الذين صديُوا ما عاهدوا الله عليه » فكاد سیر يقضي علی صفوان 
لولا تأیه » وحلف الا يكلّمه ابد اما بل بحو صوفه ء ولا یشته بنقع آپد1 0 . 


- صحيح السّيرة ابوب ؛ ( ص : ۲۱۰-۲۵۹ ) بتصوّف یسیر » وانظر : « آسد‎ « )١( 


4 


د ما مشركوا مكة وفيجَارها الذين أصؤوا على الکفر و محبّة الأصنام » 
فقد كرهوا عُميراً كراهية شديدةٌ » وقالوا : صا > بینما لعنّه آخرون ونسبوه إلى 
الخطأ والخَطل > وألّه قد أصابه سخ فترك ما ألفئ عليه الآباء والأجداد . 


7 لم باه سيّدنا عمیژ لھلذا كله » ولم یز سَمْعَه أي كلمة تنبعٹ من آفواه 
المشركين » فقد عَمَرَ الإيمانٌ قلبّه » واستحودً الإسلام عليه » فطفقَ يدعو 
قریشاً إلى الاسلام والسّلام » ويؤذي مَنْ خالفه » فأسلم علیٰ يده بش كثير 
نعموا بدين الله كما نعم هو 

٭ لم یتو سيّدنا غمیژ عند هلذا الحدّ فحسب ۰ وإنّما مو ذات يوم 
بصفوانَ بن أميّة وهو في الحجر » فدعاه إلى الإسلام دعوۃً رقيقة رفيقة فاعرضٌ 
عنه صفوان » ولم يكدَّمُهِ مطلقاً 29 . 


= الغابة » (۳/ ۷۹۸ ) » و« السّيرة التَبوّة » لابن هشام /١(‏ 11۳-1۱ )۰ 
و« المغازي “۱(4 / ۱۲۷) »و« معرفة الصَحابة (٠‏ ۳ / 159 ) : وغیرھاکثیر . 
(١)‏ من الکرامات الجليّة لسيّدنا عمير آله استأمن لصفوان یوم الفتح » فقد استأمن الي 4 
لصفوانٌ بن أميّة يوم فتح مكة المكرمة » فأمّنه رسول آله ل ء وبعٹ إليه بردائه » أو 
بردة أمانا له » فأسلم صفوا بعد لأي » وشن إسلامه بعد للم من امن 
قلوبهم علی الایمان بالعطاء الکثیر الغامر حت قال : « آشهد أنّه لا يعطي هلذا 
إلا نبي ٤‏ . 
وذکر ابن قدامة کال قصّة هنذا العفو فقال : ١‏ لمّا كان يوم الفتح هرب 
صفوان بن أميّة فقال عميرٌ : يا رسول اللہ ! صفوانٌ بنْ أميّة سيّدُ قومي ‏ وقد خرج 
لیقذف بنفسو في البحر » فأئن صلّی أله عليك » قال : ١‏ قد أمشه» 
قال : يا نب أله ! آعطني شیئاً یعرف به أمانك ؛ فأعطاة التي بل بُرَدَهٌ الذي دخل 
وهو معتجر به » فخرج عميد في طلبه ء فأدركه بده » وهو يريد أنْ يركب البحر ء 
فقال : يا صفوانٌ فداك أبي وأمّي خير الاس » وأبژ الاس » وأحلم الاس » وأوصل 
الاس ء مجله مجذك » وعؤٌهُ عذّك » وشرفُةٌ شرفك ؛ وملكه ملكك ء يا صفوان ! 
اق الله في نفسك . قال : ويلك لت أخشاه على نفسي ‏ اه إن رآني فتلني . = 


رج 


7 وروي أنه لما قدم عمیر بن وهب مكّة بعد أنْ أسلم » نزل بأهلو ء ولم 
یقف بصفوان بن أميّة » وأظهر الاسلام » ودعا إليه » فبلغٌ ذلك صفوان 
فقال : « قد عرفث حين لم يبدأ بي قبل منزله أله ارتكسَ وصباً » فلا أكلّمه 
أبداً » ولا أنفعة ولا عياله بنافعة » . فوقف عليه عمية وهو فى الحجر » فناداه 
فأعرضّ عنه » فقال له عمير : « نت سيّدٌ من ساداتنا » أرأيتٌ ما كنا عليه من 
عبادة حجر » والذّبح له » أهنذا دين ؟ أشهدٌ أن لا إلله إلا ألله وأ محمداً عبده 
ورسوله » فلم يجيه صفوان بكلمة » ۲7 . 


أا المسلمون فقد فرحوا فرحاً شدیداً حين هدی الله عميراً إلى الاسلام 
والڈین الحنیف » بحيث ان سيّدنا عمر بن الخطّاب - رضي ألله عنه - كان یح 
غُمیراً أكثر من بعض أولاده › وقد عبّر عمد عن هلذا الأمر فقال : « والذي 
نفسي بيده » لخنزیژ کان أحبّ إليّ من عُمير حين طلعٌ » وله اليوم أحبٌ إلىّ 
من بعض ولدي »7 . وفي رواية أنَّ عمر قال : ١‏ لقد جاء عميرٌ وإلّه لأضل 


قال : هو آحلم من ذلك وأكرمٌ ء وهلذا أمانه معي قد بعت به إليك فرجمَ معه إلى 
لین كل » فقال : اد هنذا قال : ات قد أمنتني . قال : ہ إِنّه قد صدق» . 
« الین » ( ص (Et:‏ 

. ) ٥٤٤ - ١٤٤: «التّبيين فی آنساب القرشيين 1( ص‎ )١( 

)۲( « أسد الغابة » ( ۳ / ۷۹۸ ) . وأورد الواقدي في « مغازيه » حوارا لطیفاً بين سيّدنا 
عمر بن الخطاب » وسيدنا عمير بن وهب فقال : ١‏ قالوا : وقال عم بن الخطاب 
في مجلس ولايته : يا عمير بنُ وهب ٠‏ أنتَ حازژنا للمشركين يوم بَدْر » 5 تَصعّد في 
الوادي وتصوّب ؛ كأنَي آنظر إلى فرسك تحتك ؛ تخب المشركين أنه لا كمين لنا 
ولا مدد ! 

قال : إي واله يا أمير المؤمنین ! وآخری ؛ أنا والله الذي حزّشت بين النّاس 
يومئدٍ ؛ وللكنٌ الله جاء بالاسلام وهّدانا له » فما كان فينا من الشرك أعظم من ذلك . 
قال عمر : صدفت » . « المغازي ۱(۷ / ۱۵ ) . = 


٦ 


من خنزير » ثم رجع وهو أحبٍ إلى من ولدي » . 


٭ ومع نهاية هلذه الفقرة من السّيرة العميربة التّربِويَةِ الهادفة » ما رأيكم 


وفي قصَّةَ عمير بن وهب العمربّة الأنيقة فوائد وعظات 6 ودروس وعبة » 


١‏ - حرص المشركين من المترفين على استغلال الفقراء للوصول إلى مآربهم الدنيئة 
ومنها إرسال الاس إلى هلاكهم بحبّة كفالة أهليهم مادياً ومعنوياً » كما فعل 
صفوانٌ بن أميّة مع عمير بن وهب . 

۲ - فراسة رجال عصر القُْوَّةَ » وتوفر الحس الأمني عندهم » ومنهم سیّدناعمر الذي 
راقب حركات عمير وتحرّكاته » فحذدّر منه » وأمرَ بحراسة الى پل » وأحبط 
محاولة الغدر الحُميريّة الصّفوانيّة » وجعلها نسیأً منسيّاً ٠‏ وعادت على صفوان 
وعمير بالخير . 

۳ - السّلامٌ شعار تحيّة المسلمين ودثارهم » والسّلام تحية أهل الجنّة » فلا مجال 
لأي تحيّة مهما كان مصدرها ء وینبغي أن نحذر الآن من التّفرنج والميوعة في 
هلذا المجال الذي ده بعضٌ الّاس من الحضارة والتَّقَدّم . 

. الإسلامٌ دين الإحسان » فقد أحسن التب پل إلى عمير وابنه فأسلما‎ - ٤ 

٥‏ - ثبات عمير بن وهب وقوّة إسلامه » وحبّه لدين الله عر وجل - » فقد صكّم 
سيّدنا عميرٌ أن يقف ثابتاً بوجو المشركين في مكّة المكرمةٍ » وأنْ يدعوهم إلى 
الإسلام دون وَجَلِ أو خوف ء وقد أخد بذلك الاذن النَّبويّ » فواجه . 
وتحدّئ » وأسلم على يده ناس كثير » وعاد أدراجه إلى المدينة المنوّرة ليتابع 
الدّحلة الإيمانيّة المباركة العطرة الخيّرة . 

٦‏ - رجال عصر الو رجال متميّزون بقدراتهم المتنوژعة » وكان حين تعد الرّجال 
يَجُعل سيّدنا عم بن * الخطاب - رضي اللہ عنه - سيّدنا عُميراً من يز عنده ألف 
رجل ء وكان عمية - رضوان ألله عليه أحد الڑجال الأربعة الذين مد بهم سيّدنا 
عمرٌ عمرّو بن العاص » الذين كان كلّ واحدِ منهميُورَّنُ بألف » فباركٌ أله بهم ء 
وأکرم بهولاء الرّجال ! 


ار و a u‏ ۰ ۹ سه ۰ 2 
أن نتذژق رحيقّ هلذه الأزاهير الأدبيّة التي تهفو إليها الٹھوس ؟ 


یسا خی خلق اله إئي کنسث شر الكافرين 
بل کنسث أعمل جاهدا كي أطفى اور المبیسن 
فزني لاصو آمل مكّة من كبار المشركين 
فلعلّصم أنْ بوسوا باش ربٌ العسالمين 
أو سوف أوذيهم كماآذيث قبل المؤمنين 
قال الرَّسولٌ له لسذهب فافع كل الغافلين 
قدظل صفوان بمكّة حالما في الآملين 
قد كان ینتظسر ابن وهب يقتلّ الهادي الأمين 
ويقول للكَفُسار سسوف بجیڈگےۓ خر يتين 
قدظ ل یسأل عن مسر سل رب قادمين 
وإذا عمیسر جك لك ن داعیا في المصلحیسن 
يدعو لديز لله بالحسیٰ ويُؤذي المعرضين 
قد آسلسم الد الكثيرٌ فأصبحوافي المهتدين 


المحاهد المخلص : 


٭ كان لسيّدنا عمیر - رضي اللہ عنه - مكانة لائقهٌ بين صفوف الصّحابة » 
وغدا علماً مهمّاً يُشار إليه بالبتان » وخصوصاً بعد غزوة بَدْرٍ ء فقد أسلم من 
لاسرة العُميرية ابل وب بن عمير » فقد یر وب يوم پدر فیمن أَيرَ من 
قریش » وقدم بوه في فدائه › فأسلم » وأطلقه له رسول ال یف 
وهبٌ أيضاً ء وكان له قَدْرٌ وشرف » وروي أنَّ رسول ال ا بسط له رداءه » 


ومات بالشام مجاهداً ‏ رضي الله عنه وعن آبیه ۳ _ 


)١(‏ ( الئَبیین (٩‏ ص : ٥٤٤‏ ) ء و الاستیعاب ۲(۷ / 1۷۹ )۔ 


TA 


2 وأمًا سيّدنا عميرٌ فقد فتح صحيفة جدیدة مونقة ؛ من صحائف الجهاد 
المشرقة » فقد قيل : « إله شهد أَحُداً لمات وعاش إلى صدر من خلافة 


۱ عثمان - رضي أله عنه - » ۹ 


٭ قال ابن سعد کته : ١‏ ثم ماجر إلى المدينة » فشهد أَحُداً مع 
لت » وما بعد ذلك من المشاهد » »۳ . 

ک2 وبعد غَرَائي خُنین والطائف ۰ أعطئ رسول أله بي ناساً من المؤلفة 
قلوبهم بعض المال والأَنْمَام » وأعطئ عمیراً مع مَنْ أعطاه من القرشيين . 
وشهد عميرٌ كذلك غَرَاة تبوك بالمعيّة النَْويّة » وهي - كما نعلم - آخر غزوة من 
المغازي الَُوكّة التي فادها رسول اللہ وك بنفسه ۰ وكيب عمیر من المجاهدین 
في سجل الصّحابة الکرام الذین ما فارقوا الس كلك في غزواته بعد (سلامهم . 
وبهلذا یظهر حُسْنْ اسلام سیّدنا عمير الذي َخذ يبذل جهده كله لینشر الاسلام 
بالدّعوة » ویجاهد هنا وهناك لاعلاء كلمة ألله عر وجل . 

5 وكما عرفنًا فاد سيّدنا عُميراً قد انتح سجلٌ جهاده في أحدٍ ۰ ثم 
ما بعدها من المشاهد تحت قيادة رسول اللہ ل ء ولا انتقل رسول ال پل 
إلى الرّفيق الاعلی » تابع سیٌدنا عمیز - رضي آله عنه - مسيرة الجهاد ء فسار 
لجهاد المرتدين حت هدأث فورتهم ۰ وثطع دابرم ٠‏ وعادت نعمة الإسلام 

تعمٌ الجزيرة العربيّة ٭ عندها كانت الفتوحات الإسلاميّة قد بدأت تدقٌ أبوات 
المدن وأسوارها ء وینتشژ الإسلام في کل مكان شرقاً وغرباً ؛ وشمالاً 
وجنوباً . 

٭ ولا بدأت الفتوحاث تتجه نحو آرض الکنانة آرض مصر الطیبة الخيّرة 
المعطاء ؛ الموصّی بها من خاتم الأنبياء ول » كان الذي فتحها سيّدنا عمرو بن 
العاص ‏ رضوان اللہ عليه » ولمّا قصدها سیّدنا عمرو لیفتحها » آمدّہ سیّدنا 


(۱) « الین (ص : 104) . 
(۲) « طبقات ابن سعد ۷( ۲۰۰ ) 


عم - رضي آله عنه - بل من آبطال الاسلام ورجالهم وشجعانهم وقادتهم ؛ 
وکان سيّدنا عمي آحد هلؤلاء المشاهیر الابرار ؛ الذین آثروا جیش عمرو 
ببسالتهم » وانتصروا على الژوم في معركة حصن بابلیون . 

٭ قال ابن عبد الب کل عن سيّدنا عُمير وبعثه إلى مصر : « وهو أحد 
الأربعةٍ الذين أمدّ بهم عمد بن الخطاب - رضي الله عنه - عمرو بن 
العاص - رضي آلله عنه - - پمصر ؛ وهم الربيرٌ بن العوّام ‏ وعميرٌ بن وهب 
الجمحي › وخارجة بن حذافة » وبسه بن أرطأة وقیل : المقداد موضع 
بشر )”۶ . 

3 آثبت سيّدنا عمیر كفاءته الحربيّة والقياديّة في فتح فتح مصر » فاحله سیّدنا 
عمرو مکاناً لاثقاً عنده » فبعد أن فيح سيّدنا عمرو الفسْطَاط ۰ وجه سيّدنا عُميراً 
إلى ثمانية بلاد > وهی : ١‏ تيس ء تثُونة » دمياط ء دميرة » شطا دقَهْلة 
بنام > وبوصیر »۲۱ ۰ فخلب عمیژ عل أرضها + وصالَحَ آهل قراها على مثل 


)١(‏ «الاستيعاب» (۲/ 49/8 ) ۰ أقول : « آمدنا البلاذري بمعلومات مهمّة عندما 
تحدّث عن فتوح مصر والمغرب إبّان الخلافة العمريّة الفاروقيّة الميمونة سنة 
( ۹ھ )ء فقال : « قالوا : ولم يلبث عمرو بن العاص - رضي ألله عنه - ۰ وهو 
محاصو أهل الفسطاط أنْ ورد عليه الزُبير بن الگوام بن خويلد ‏ رضي اللہ عنه - في 
عشرة آلاف » ويقال : في اثني عشر ألفاً » فيهم : خارجة بن حذافة العدويّ › 
وعمير بن وهب الجمحی ؛ وكان الؤُبیر قد هم بالغزو ء وأراد إتيان أنطالية ء فقال له 
عمر - رضي الله عنه - : « يا أباعبد ألله هل لك في ولایة مصر ؟ 

فقال : لا حاجة لي فيها » وللكتي أخرجٌ مجاهداً ء وللمسلمين معاوناً » فان 
وجدث عَمْراً قد فتحها لم أعرضْ لعمله » وقصدت إلى بعض السّواحل فرابطتٌ به » 
وان وجدئه في جهاد كنت معه > فسار على ذلك ‏ . « فتوح البلدان » 
(ص : ۲۵۰۰۲۹ ) . 

(۲) راجع موقع هلذه المدن وأخبارها وتفاصیل فتوحها في « معجم البلدان » لیاقوت 
الحمويّ . 


51٠ 


الفسطاط . قال البلاذريٌ ما ملخصه ١8:‏ لما فتح عمرو بن 
العاص ‏ رضي الله عنه ‏ الفسطاط .... وجه عميرٌ بنّ وهب الجمحی إلى 
یس » ودمياط ؛ وئونة » ودميرة » وشّطَاء ودِقَهْلة » وتا » وبوصيرء 
فغلب على أرضها » وصالح أهلّ قراها على مثل حکُم الفشطاط ۰۰۰ »297 . 

2۴ وشهد سيدنا عمیر بن وهب رضي الله عنه ‏ بعد ذلك كلَّه معركة فتح 
الإسكندريّة تحت لواء القائدٍ الفاتح سيّدنا عمرو بن العاص ‏ رضي آله عنه 
وأرضاه - ؛ إذ أكمل فرسان المسلمين وأبطالهم فتحّ مصرَ جميعها . 

٭ وظلّ سيّدنا عمیل - رضي الله عنه ‏ يتاب رحلة العمل والجهاد والفتوح 
مع رجال الإسلام خلال الخلافة الداشدة » قال ابن سعد انه : ( وبقي 


عميرٌ بن وهب بعد عمرّ بن الخطّاب - رضي الله عنه - ۳ . 


# وما أجمل أن نختمٌ سيرةً هنذا الرّجل الفذٌ بهذه الفقرات الماتعة 
الجامعة ( لمحمود شيت خطاب ) حيث ختم سيرة سيّدنا عميرٍ بکلمات مفاذها 
ومحصّلْها : ١‏ كان عميرٌ بن وهب - رضي آله عنه - سيّدَ قومه في الجاهليّة 
علئ الرّغم من قَفِْهِ » مگّا يدل على أله تبر أ هنذا المركرٌ المرموق بين قومه 
بمزایاه الانسانية : شجاعته » وکرنگف ونخونّڈ وشهامئة .... وكان 
مخلصاً لعقيدته غاية الاخلاص : أخلص لعقیدته » واندفع للدّفاع عنها یوم أن 
كان مشركاً ؛ فلمّا أسلمَ » وَحَسُنَ اسلامه اندفع للدّفاع عن عقیدته الجدیدة 
الصحيحة السّليمة بإخلاص وحماس شدیدیٔن » وقد عاش عميرٌ - رضي الله 
عنه حیانہ كلها فير : وكان بإمكانه أن بصع غنا بعد الفتح ٭ وللكن كرمة . 
وبلَه ما يمك في سبیل عقيدته » لم بب له شيئاً من المال . . لقد بقي 
سيّدنا عمير - رضي الله عنه - بعد سیّدنا عمر بن الخطّاب - رضي اللہ عنه ) 
وعاش إلى صَدْرٍ خلافة سیّدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه » وتوفي 


. ) ۲۵۸ : فتوح البلدان )(ص‎ « )١( 
. ) ۲۰۱ / (۷ طبقات این سعد‎ « )۲( 


۱ 


حوالي سنة ( ۲۶ ه ) . ومن خلال دراسة حياة عمير العسكريّة » ينضح لنا أنه 


كان یحسنْ الاستطلاع .... ویحسنْ تقديرَ الموقف » فقد نصح لقريش 
ألا تقاتل المسلمین على الرغم من تفوّقها العسكري بالعدد والعدّة » وهلذا يدل 
على بُمُْدِ نظره وذکائه الخارق » وخبرته الصّحيحة .... وکان کذلك من 


آبطال قريش المعدودین » فقد ذهب وحده لاستطلاع عدد المسلمین وعدّتهم 
في بَدْرٍ على الرّغم من خطورة هلذا الواجب الحرج ۰۰۰ ثم الہ جازف بالاقدام 
علی اغتبال رسول آله ييه » وهو في المدينة حصنه الحصین » وبين آصحابه 
المخلصین الأوفياء الذين يَمْدُونه بآرواحهم وأبنائهم وأموالهم » وأقدم وحده 
علیٰ الدّهاب إلى مكة معقل المشركين يومذاك > ليدعو أهلها إلى 


الإسلام .... وكان أوَلُ مَنْ رمیٰ بنفسه عن فرسه بين أصحاب 
رسول ال ٍ وآنشت الحرت یوم بدر .... ولا ریب فی 3 شجاعتّہ 


الخارقة » ومکانته وقَذَرَةُ بين قریش من أجل الدّلائل وأكبرها علیٰ 7 تمعه 
بش بشخصيَّة نافذة » وإرادة قوبّة , لذلك كان موضع ثقة رجاله وحبّهم ؛ ورف 
معنوياتهم واطمئنانهم إلئ الصر ۰ ولهلذا كله يذكر التّارِيحٌ لسيّدنا عمير 
جهوده ٠‏ المخلصة لنشر الاسلام في مكّة وغیرها ' ویذکر شجاعته وبطولته 
وجهاده لأعلاء كلمة اللہ » كما یذکه له َنْحَه منطقة واسعة من أرض الکنانة ‏ 
ونشره الاسلام ولغة القرآن في ربوعها النّضرة » 27 . 

٭ رضي ألله عن الصَّحابي عمیر » وختم لنا بخیر » وآبعد عنا كل ضير ء 

م هر طم 


١ )۱(‏ قادةفتح الشَّام ومصر (٢‏ ص : ۲4۸-۲۶۷ ) بشيء من التّصوُف . 


11۲ 


و 
جں ا ہے نت 
ہے نے ارو یی 


ات ]۲2۵ ه ده 


۷ 59 





٭ من الرّجال الأفذاذِ النَّابھین ؛ ممّن خدم سيّد المرسلين . 
* سكن المدينة المنوّرة ینعم بالإسلام ؛ وله آخباژ جميلة . 


۳ 


و 
کے 


ہے 7 
میں لیے گی 
سکس اهن ازو ی 


۸/۱۷۷۸۷۷۷۷ ۰۲۲۱۵۵۸2 ۲2]. 


سر 
جی ا سے لئ ںی 
کی دی (هزوی‌سی 


WWW.MOSWAFAt. CON 


ذكريات جاهليّة : 

0 برزت شخصيّاتٌ كثيرةٌ في غزوة الأحزاب » وتألّقت في سماء العظائم 
تناصي مثْنَ السحاب » و لمعت في سجل الخالدين » وبقيث في ذاكرة 
۰ المحیین ؟ تشع تشع بما قِدَمنْهُ من جلائل الأعمال » ولطائف الأقوال 2 وفضائل 
الخصال . 


# ومن الرّجال البارزین ؛ والأذكياء اللّابهين » الذین تدارکتهم العناية 
الإلنهئة 3 ولاحظتهم عيونٌ السّعادة الأبديّة › وجعلتهم خَدَماً لأفضل البريّة 
وصار لهم العرٌ الممدود » والخیژ المعقود : عیم بن مسعود ۲ ؛ آبو سَلمة 
الغطفاني الاشجعی » الذي هداه الباري - جل شأنه - للاسلام زمن الخندق › 
وهو الذي خدّل بين الأحزاب ۰ وبين بني قريظة ۰ حن صرف الہ عرٌ وجل - 


» «الإصابة » (۳ / 08 ) ء و« الاستیعاب (۳/ 285-578 ) ء و« المغازي‎ )١( 
) للواقديّ ( الفهارس : ۳ / ۱۲4۵ )» و« طبهقاتابن سعسد‎ 
و۵9۳۰‎ ٣٤٣و‎ ۳٤٤ /۱( ٩ ۲۷۷۔۲۷۹۸)ء و«أنساب الأشراف‎ / ٤( 
ء و آسد الغابة » ( 5 / ۵۷۲ ) تر جمة‎ ) 11١ / ۲ (۲ و« تهذیب الاسماء واللغات‎ 
» و« تهذيب الگهذیب » ( ۱۰ / 555 ) ۰ و« البداية والٹھایة‎ » ) ٥۲۷٤ ( : رقم‎ 
و« تاریخ‎ ›) ۱۳۷.٠۳١ /۱6( » وت تفسير القرطبی‎ ۰ ) ۲۳۲۰۲۲۱ /۷( 
. الاسلام » للذّهبئَ ( عهد الخلفاء ءالزاشدین ء ص : ۳۵۸ ) وغیرها کثیر جداً‎ 


۱۵ 


المشركين ۰ بعد أن آرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يروها » ورحلوا عن المدینة 
المنوّرة خائبین خاسرين لم ينالوا خیراً » وكفئ ال المؤمنين القتال . 

ف إل سيرة هلذا الصَّحابِيَ سيرةٌ شائقةٌ ؛ فيها ألوانٌ جميلة ورائقة » فقد 
كانت حياتّهُ وذكرياتة الجاهليّة واضحة المعالم » وان كانت قاتمة لبعدها عن 
ور اللہ الذي يدعو إلى المكارم » وكان قد مضی على ظهور الإسلام قرابة 
عشرين سنة ء وللكن نُعيماً لم يجذبه هلذا اور ؛ علئ الرّغم من أنه كان يتردّدٌ 
على مكّةَ والمدنية » ويلتقي البارزين في هاتيْن المدینتین العظیمتین . 

٭ كان لِتُعيم صلاتٌ مع زعماء قُريظة وأعيانهم » وكان یواکلهم ویشربُ 
من شرابهم » ويهدونه ما يستطرفون من تمر المدينة » وقد أوضح تُعيم ببساطة 
هنذا الأمر فقال متحدّثاً عن ذكرياته الجاهليّة : « کنث أقدمٌ على كعب بنِ أسد 
بني قُريظة ء فأقيمٌ عندهم الام أشربُ من شرابهم > واکل من طعامهم ء 
نم يحمّلونني تمراًعلیٰ ركابي ما كانت » فأرجمٌ به إلى أهلي .... ۲ . 


١ )١(‏ طبقات ابن سعد »( : / ۲۷۸۰-۲۷۷ ) . ومن الجدير بالڈکر أنَّ المصادرٌ وبعضّ 
کتب السّيرة أفادت بات نعيماً بن مسعود كان صدیقاً ليهود بنى التضير » فكان یشرت 
الخمر معهم قبل أن يسلم ء وقد أورك هنذا الخبر الواقدي كه في « مغازيه » فقال 
في معرض حديثه عن سر لد فقال : « وقدم المدينة یم مسعرد الأشجعي ۽ 
وهو علیٰ دیّن قومه » فنزل على كنانة بن أبي الخقیق في بني النّضير » فشرب 
معهم .... ٣‏ لمغازي )۱(4 / ۱۹۸. 

ولا كانت غزوةٌ بني النُضير واجلاژهم عن المدينة المنوّرة بعد أن حاصرهم 
رسول اللہ از خمسة عشر يوماً » قال تُعیم بن مسعود يومها : « فی لهلذه الوجوه 
التي کاٹھا المصابیخ ظاعنین من يثرب ؛ من لِلْمُجتدي الملهوف ؟ ون للطّارق 
المخبان ؟ ومَنْ يسقي العُقار ؟ ومَنْ يطعم الشّحم فوق اللحم ؟ مالنا بیثربّ بعدکم 
مقام » . 

فیقول آبو عَبْس بن جبر وهو يسمعٌ كلامّه : « نَعَمْ » فالحقهم | حیٰ تدخل مسب 
الثار » . 


1٦ 


٭ ورف هلذا الجل بأنّه داهية باقع تظهر على قسماته علامات 
الذّكاء » وكان کثیر المداخل والمخارج » عرفه هل المدينة بهلذه الصّفة » كما 
عرفوه بأنّه ذكيئٌ في تشر الإشاعات » والأخذِ والرَدٌ بين الاس » وقد رسَّمَتْ 
تنا أ المؤمنين عائشة - رضي آله عنها - بعض مَعَالم شخصيّة تیم أنه كان 
رجلاً نموماً - أي : ینغ الحديث وينقله ‏ » في حين أنَّ ابن دريد كتا وافانا 
بقبسةٍ جميلة عن تیم بن مسعره ‏ رضي الله عنه فقال : « ومن 
آشجع : بنو دهُمان » منهم : نُعيم بن مسعود » وكان من آنم الاس » فألقئ 
لت گا إليه أنه یریڈ أن يشخصن للقتال ۰ فأفشئ السو ۷ "© . 


٭ ومن مكنون السيرة الَو ومغازيها نستخرج هلذه الورة التي نلمح 
من خلال خطوطها سمة الارجاف عند تعیم بن مسعود » وذلك في غزوة بدر 
الآخرة التي كانت في شعبان من السَنة الّابعة للهجرة ؛ ذ نجد أنَّ أبا سيان بنَ 
حرب قد أرسل إلى المدینة المنوّرة مَنْ يشيعٌ بين المسلمين أن قريشاً قد حرجت 
إل بدرٍ بجيش عظيم لم تشهد جزيرة العرب مثله في العدد والعدّة والتّنظيم » 
وذلك لتشيط همم المسلمين » وبث الرّعب في ظهرانيهم » بحرب نفسيّة تعتمد 
علئ روح الدّعاية المزوّقة بزخرف القول » وتنميق المقال » والتّلاعب 
بالألفاظ » ودغدغة العواطف بالوهم والإيهام » وما شابه ذلك . 


فقال تُعيم : « ما هنذا جزاؤهم منکم » لقد استنصرتموهم على الخزرج 
فنصروکم » ولقد استنصرتم سائرٌ العرب فأبوا ذلك عليكم » . 

قال أبو عبس رضي الله عنه ‏ معلّماً ومصحححا لعیم ما فاته : ١‏ قَطّع الإسلامُ 
العهرد » . « المغازي »( ١‏ / ۳۷۵ ) بتصلف يسير . 

آقول : «وعندما أسلم سيّدنا تُعيم بن مسعود ‏ رضي ألله عنه - عرف صحّة 
ما قَالّهِ أبو عبس بن جبر - رضي اللہ عنه - » وأدرك أنَّ اليهود لا يوفون بشيء وأنَّهم 
غادرون کذابون » . 
)1١(‏ «الاشتقاق (٤‏ ص : ۲۷۱ ) . 


1۷ 


٭ وقد استأجر زعیم مكة ؛ وقائدها الحربیْ الأوّل آبو سفيان رجل 
المواقف هلذه 4 ورجل الشّائعات نُعیم بن مسعود ليقوم بأداء هلذه المهمّة 
الإعلاميّة ''' التي تحتاجٌ إل مھارات خاصّة ء ولوّح أبو سفيان مُغْرياً نعيماً أنه 
سيقدّم له مكافأةً مغرية نفيسة إن هو نجخَ في مسعاه بهلذه المهمّة الخطيرة 
الحاسمة . 

٭ ترئ ما المكافأة التي أعدّھا أبو سفيان لنْعیم ؟ وكيف استدرجه 


ليذهبَ إلى المدينة المنوّرة لیف في عضد المسلمين ويخيقهم ؟ هلذا 
ما ستشفثٌ عنه السّطور الآتية ؛ قَلٹرہف الاسماع لنعرفّ قصّة ذلك . 


0 


A 


ع #2 و ۰ -- ہے 
جائزة سفيانية مب 


٭ علئ الرّغم من شح أبي سفيان وبخله ؛ إلا أنه وعد نعیماً أن یدفع له 
جائزة قيّمةَ إن هو آرجف بين المسلمين . 

٭ كان هلذا الأمر فى شعبان من السّنة الرابعة للهجرة » يُعَيد غزوة 
وقبّيل غزوة الخندق ؛ وذلك أن أبا سفيان بنَ حرب أشرف یوم أَحْدٍ على 
جَبَّل » ونادیٰ بأعلیٰ صوته متحذياً المسلمين : ١‏ موعدٌ بيننا وبینکم بدر 
الصّفراء رأس الحول » نلتقي فيه فنمَتّيل ٤‏ . 


» إل من الأسباب التي تجعل أمّةَ من الأمم تنهار » وتضعف في أتونٍ الحرب التّفسيّة‎ )١( 
هو خوفها من الموت » أو الفقر ؛ أو الهيمنة » ولذلك كان من أعظم ما تواصیٰ به‎ 
المسلمون القدرة الدّائمة على التَصدَّي ومواجهة الحرب التَّفْسيّة التي تحاول انتزاع‎ 
. الإسلام من نفوسهم ؛ وإخراجهم من مبادئهم وقيمهم‎ 

لذلك دعا الإسلام أتباعه إلى اليقظة إزاء الحرب التَّفْسيّة التي تعمل على إثارة 
الشّبهات 2 وإدخال مفاهيم وتفسيرات غريبة تختلف عن التّفسيرات الأصيلة . ومن 
المؤگد أنَّ الإنسان لا يسمع من عدوّه إلا ما يؤذيه ويهر إيمانه » ويفقده الثقة ء لذا 
فعلئ المسلم أن يكون واعياً عارفاً بكيد الأعداء . 


1۸) 


فقال رسول آله گل لعمر بن الخطاب - رضي آلله عنه - : « قل : نعم إن 
شاء الله » . 

٭ افترق الناسْ على هلذا الأمر ء وأخذ الفریقان یستعدّان لخوض معركة 
انية في بدر ء غير أنَّ آبا سفیان قائد عام جيش مكة تخادل وجَبْنَ عن اللقاء ء 
وکره الخروج إلى رسول اللہ بي ء ورغب في أن يقيم رسول اللہ بي وأصحابه 
بالمدينة ولا یوافقون الموعد ۰ فکان کل مَنْ ورد عليه مکة بريد المدینة آظهر له 
باه یرید اَن یرو محمّداً في جمع کثیف » فیقدم القادم علیٰ آصحاب 
رسول اللہ گلا فيراهم علیٰ تجوز فیقول : تركب آبا سفیان قد جمم 
اج وسار في العرب لیسیر الب لموعدکم » . فیکره ذلك المسلمون 
ویهِيُّهُم ذلك 

٭ وتذکر مصادر السّيرة العطرة على اختلاف مشاربها فتقول 
ما مفاده : « وقدم لُعيمٌ بن مسعود الأشجعيّ مکة المکرّمة » فجاءه 
أبو سفیان بن حرب في رجال من قريش ۰ فقال : يا نُعيم ! إن وعدت محمّداً 
وأصحابه يوم أَحْلٍ أن نلتقي نحن وهو ببدر الصّفْراء على رأس الحول » وقد 
جاء ذلك . 

فقال تُعيمٌ : ما أقدمني الا ما رآیث محمّداً وأصحابه يصنعون من إعداد 
السّلاح والكراع > وقد تجلّب إليه حلفاء الأوس من بل ٴوجُهَيْنَةَ وغيرهم » 
فتر کت المدينة أمس وهي كالرٌّمّانة . 

فقال أبو سفيان : أحقاً ما تقول ؟ ! 

قال نُعيم مدا مقالته : اي والشريا بن حرب . 

جوا نُعيماً خيراً ووصلوه وأعانُوه ء ثم قال أبو سفيان لتُعيم : أسمعْكَ 
تذکڑ ما تذكر » ما قد أعدّوا ؟ وھلذا عامٌ جَدْبٍ ! والأرض مثل ظهر الٹُرس ء 
ليس فيها لبعير شيء » وإِنّما یصلخنا عام خضب واسع ترعیٰ فيه الأنعامٌ والخیل 
ونشربٌ اللبن » وأنا أكرهُ أن یخرج محمد وأصحايةُ ولا خرج فيجترئون 


1۹ 


علينا » ویکون الخلفٌ من قبلهم أحبّ إلىّ » ونجعل لك عشرین ناقة » 
وتوضع لك على يَدّي سهیل بن عمرو » ويضمنها لك . 

قال تُعیم - وقد سره ما قال آبو سفیان - : رضيتٌ . 

وکان سهیل بن عمرو صديقاً ثم فجاء سُهیلاً فقال : يا أبا يزيد ! 
تضمنٌ لي عشرین ناقة علی أن أقدمَ المدينة » فأخدل أصحاب محمد ؟ 

قال سهیل في سرور بالغ : نعم يا آبا سَلمة . 

فقال تُعیم : فاي خارج إذاًیا آبا يزيد . 

فخرج نعيم على بعير حملوه عليه » وآسرع السّير » فقدم وقد حَلقَ رأسه 
ر ا و ر 

ال ا رج مال 

لوا : لك عل بأبي سفیان ؟ 

اللا در 
في داركم وقرارکم + فلن فک متكم الا الشريد ؛ وقيلث سراتكم ؛ وأصاب 
موضع من الأرض ؟ بٹس الڑای رآ م لأنفسكم » وا ما آریٰ أن فلت سک 
أُحَد . 
وكرّه إليهم 0 حقیٰ نطقوا بتصدیق قول میم ۰ أو نطق متها 1 

واستبشر بذلك المنافقون واليهود وقالوا : محمد لا يلت من هلذا 
الجمع ! واحتمل الشيطان أولياءه من الاس لخوف المسلمين » حى بلغ 


شس کاله ٠‏ ۰ 4 2 ۰ + مدن کات 
رسول الله گل ذلك » وتظاهرت به الاخباژ عنده » حت خاف رسول الله ہلا 


1۳۰ 


ألا يخرج معه أحدّ . فجاءه أبو بكر وعمر ‏ رضي ألله عنهما - » وقد سمعًا 
ما سمعًاء فقالا : يا رسول اللہ ! إن الله مٌظهد ديته ومع نبيّه > وقد وعدنا 
القومّ موعداً ونحنٌ لا نحثٍ أنْ نتخلّفَ عن القوم » فيرون أنَّ هنذا جُبْنٌ من 
عنهم ؛ فَسِرْ لموعدهم » فوالله إن في ذلك لخيرة ! 

قش رسول الله ية بذلك ثم قال : « والذي نفسي بيده » لأخرجنٌ وان 
لم یخرج معي أحد ) . 

فلمًا تلم رسول الله يكل » تكلّم بما بضر الله عر وجل المسلمون ء 
وأذهبَ ما كان رعّبهم الشيطان » وخرج المسلمون بتجارات لهم إلى بدر ‏ 
وكانوا حوالي آلف وخمس مثة مقاتل » تحرك بهم الحبيبٌ المصطفی بي نحو 
بدر » يحمل لواة الجيش سیّدنا علیٔ بن أبي طالب رضوان أله عليه ۰ وأقام 
المسلمون في بدر ثمانية أيام حى تفرّق أهل الموسم من ذلك المكان ‏ وكان 
بدر الصّفراء مجمعاً يجتمع فيه العرب ۰ وسُوقاً تقام لمدّة ثمانية أيام » ثم تفرّق 
الاس إلى بلادهم ‏ وللكنّ أبا سفيان ومَن التفٌ حوله خافوا ملاقاة الجيش 
نوی » وَجَبنُوا عن الاصطدام بهم على الرّغم من أنَّ فواتهم كانت أكثر من 
قوّات المسلمين في العدد والعدّة » وكان أبو سفيان قد خرج بِمَنْ معه وسار 
بضعة أميال » ثم وقف خطیاً في جيشه معلّلاً عدم ملاقاة المسلمين وشارحاً 
الأسباب المباشرة للعودة فقال : يا معشر قريش ! ارجعوا ء له لا يصلحنا 
إلا عام خضب غيداق » نرعیٰ فيه الشّجر » ونشرب فيه اللبن » وإِنَّ عامكم 
هلذا عام جَدْبٍ » واني راجمٌ فارجعوا . 

وأطاع الجیش الأوامر السّفيانيّة المفتعلة » وعاد أدراجه إلى مكّة مفضًادٌ 
عار العودة على عار الهزيمة السّاحقة التي یتوقم نزولها به لو أله أقدم على 
مناجزة الجيش المسلم في بدر ۰ كما أنه تحمّل سخرية أهل مكة الذين سمّوا 
ذلك الجيش : جيش السُويق » وقالوا : خرجوا يشربون السّويق . وأتئ 
صفوانٌ بن أميّة الجمحی آبا سفيان وقال له بشيء من العف 
والعتاب : يا آبا سفيان ! قد والله نهيتك يومئذ أن تعد القوم » وقد اجترژوا 


۳۱ 


علینا ورأوا أن قد خلفناهم » وإلّما خلّفنا الضَّعفُ عنهم . 

وآنزل ال عرٌ وجل - قوله : ایی شال لهم الاس لن الئاس قد جوا 
لہج 4 [ آل عمران : ۰۲۱۷۳ وقال کعبُ بن مالك الأنصاريّ ‏ رضي أله عنه - 
قصيدة یذ کر فیها ذلك ومطلعها : 
وعذنا أبا سفیان بدراً قلَمْ نجد لموعده صدقاً وما كان وافيا 
فأقسم لو وافیت فلقيتسا رجعت ذمميماً وافتقدت الموالیا »۲ 


٭ وفي هلذا المقام الجميل صاغ « أحمد محرّم » قصيدة رسم بها خطوط 
أحداث هلذه الواقعة » ودور تُعيم بن مسعود وإرجافه بالمسلمين ؛ فكان مما 
قال : 
اليك أبا شفیان لا الوعدٌ صادقٌ ولاأنت ذو جد ولا القوم أبطال 
تال ابن مسعود بآباء يشرب فما تنقضي منكم همومٌ وأوجال 
لكم عند بَدْر في لواء محمّدٍ | خطوب ترامئ بالتّفوس وأهوال 
دع المرء يذهب بالأباطيل مُرجفاً وَعِدْهُ جزاء الاك لا حبٰذا المال 
مضئ یصف الكُمّار وضف مهو بقول جمسوغ ما ثَُے وارتال 
فما وجِمَّتْ تلك القلوبُ ولم تكن كأخرئ لها من هَدَةٍ الرعب زلرال 
تداعوا فقالوا حشسْيّاالهإنّه لما شاء من تصٌرالهُدة لفمَالَ 
وأرسلها الصدَّيق ديمة حكمة لها من فم الفاروق سخ وتهطال 
محم إن الله ناسر دید ے ‏ ومظهره والحسق آتطم فصّال 


» ء و« السّيرة الحلبيّة‎ ) ٦۸٤ - ٦۷۸ /5( » انظر : «سبل الهدی والرٗشاد‎ )١( 
و« طبقات ابن سعد ) (۲ | 4ه - 50 ) مع الجمع‎ » ) 0۸۱-0۷۹ /۲( 
١ ۔۳۸۹) ء و« تفسیر القرطبيّ‎ ۳۸۵۰ /١( ٩ والصرّف » وانظر : « المغازي‎ 
وغیسرھا كثير . والمراد‎ ٠ /۱( » و«أنساب الأشراف‎ » ) 7/5 / ٤( 
بقوله عر وجل - : ملاس 4 الأول واحد؛ وهو نعيم بن مسعود » ومن‎ 


لاس الثاني أهل مكة . والل تعالیٰ أعلم . 


1۳ 


لهم موعل لا بے منه ومورد 
وخفٌ أبو سفيان یکذت نفسه 
أيا قومّنا انا نرئ العام مُجدباً 
تدم جيش أله وارتدٌ جيشهم 
هو الور نور الل يملا آرضه 


وشر عتاد الحرب جَدْبٌ واِحال 
وما كان فيه أكفاء تهاب وأمشالُ 
فتلقئ الهدئ فيه عصورٌ وأجيال © 


شبحان مُقَلب القُلوب : 

٭ في آیّام غزوة الأحزاب آراد الله عر وجل الخیر لِنُعیم الذي أمضى 
شطراً من عمره ۰ وهو بعيدٌ عن منبع الور » ویبوع الصّفاء والگناء » فقلّب 
العزيرٌ الغفًار قله » وجعلّه من السّعداء ؛ إذ انضویٰ تحت لواء سيّد الأنبياء . 

٭ كان فجراً باسماً میم يوم أن أسلم ؛ وغدا من رجال عصر النَبِرَة 
الأخيار » كان يوماً جميلاً شعرٌ فيه تُعيمٌ بأنّه رجل آخر عندما دخل الإسلامٌ 
قلبّه » ور لب » ومنذ أنْ أسلم سخ مواهبّهُ وألمعيّتَهُ وذكاءَهٌ ودهاءه لخدمة 
دين ال عر وجل ۔ ‏ وخدمة رسول الله بيه » وخدمة المسلمين » واستطاع 
بدهائه أن يشّت قلوبّ الأحزاب » ويفرّق كلمتهم ؛ إذ بذر بمهارة عجيبة 
وكلام متماسك بذورٌ الشَّكّ والژیب في نفوس قادة الأحزاب ٠‏ واليهود 
الأخابث بعضهم ضدّ بعض ۰ حى تلاشت الثّقة ہین هلؤلاء الرُعماء والقادة › 
فتصدّعتٌ جبهاتهم ‏ وتفنَّتْ وحدتهم » ثم أرسل آلله ‏ عر وجل - عليهم 
جنوده فتفرّقُوا ورجعوا من حيث آتوا ء لم ينالوا خيراً وكفئ الله المؤمنين 
القعال . 

٭ إنَّا نعرف الخطوط العريضة العامة لغزوة الأحزاب » ونعرف أيضاً أنَّ 
سيّدنا تُعيم بن مسعود الغطفانی » من قبيلة غطفان النّجديّة التي يمل رجالها 
أكبرَ الأجنحة في جيش الأحزاب الذي جاء وحاصر المدينة المنوّرة . 


)۱ ( ديوان مجد الإسلام » لأحمد محرّم ( ص : 4 ۰ ۱۷۷) بانتقاء . والقصيدة تعد 
(۳۱ بيتاً ) . 


۳۳ 


٭ ولقد عرفنا في السّطور والفقرات السّابقة أنَّ نعيماً هلذا هو واحدٌّ من 
وجوه القوم 4 وأعیان الشخصیّات البارزة المشهورة فی المحیط العربي 
واليهوديّ » وکان كذلك من کبار المستشارین في جیش الأحزاب الذي جمعهم 

و ۶ 

٭ وفی الليلة الأخيرة من ليالى الأحزاب الباردة التى كانت تزمجژ فيها 
الرّياحُ ء فتح الله ع وجل - قلب نعيم للإسلام ؛ إذ تفكر في أمره وماله » 
وعاينَ خَيْتٌ اليهود 6 فمالت نفسه إلى الهدی ودين الحق 3 فاسلم وهو في 
معسكر الأحزاب لم يعلم به أحدّ إلا العليم الخبير . 

٭ ولمًا أنْ آشرق قلبه بنور ألله تعالیٰ ‏ وعانقت روخه نسمات الإيمان » 
انسل من معسكر الأحزاب آمام الخندق ‏ وائّجه تحت جنح الظلام وغيهب 
الخسق نحو جيش النََِ و + حيث كان مع رجاله وأصحابه وراء الخندق ؛ 
يجاهدون جموع لاحاب والمشركين الذين جاؤوا من كل حدب يناوث | 

* التق عيم رسول الله لی فألفاه يُصلَّي » ۰ فلمًا رآه پل ء جلس ؛ 
قال : « ما جاء بك يا میم ۹ ونزلت كلمة "يا یم + علیٰ قلب ٹیم برا 
وسلاما ٠‏ وار بالطأننة تسري في کیانہ ٠‏ وتدخدمٌ قله ؛ ولس روح 
بحنان ء فقال والأمل يملا عينيه : « إن جئت جئث أصدّقك ء وأشهدٌ أنَّ ما جفت 
حق ء فَموْنِي بما شئت يا رسول الله » . 

قال : « ما استطعت أن تخل عنًا النّاس فخدل » ۰ وفي رواية : « لت 
رج واحد » فخدل علا إن استطعت » فا الحرب خدعة » . 


ع 


فقال نعیم : « وللكن يا رسول الله ! أنى 
الحال وإن کان خلاف الواقع ‏ . 


قال رسول الله بل : « كل ما بدا لك فأنتَ في حل » ٠7‏ 


أقول ؟ »- أي : ما يقتضيه 


)١(‏ عندماجاء نعیم رسول ألله چا مسلماً یکتم إيمانه » كانت الأموژ قد بلعث بالمسلمين- 


5" 


٭ وبعد أن أعطیٰ الحبیث المصطفیٰ 6 تعیماً - رضى ألله عنه - حريّة 
القول والّلاعب بالكلمات والالفاظ » ليعملَ قَدْرَ طاقته أيّ آثر من شأنه أنْ 
يحدتثٌ الفرقة والانقسام والتّخذيل والّشویش داخل صفوف الأحزاب 
وكتائبهم » قام مسرعاً لتنفيذ الأوامر التَبوبّة » ونجح بمهمّته نجاحاً باهراً » 
وللكن قبل أن نعيشَ مع خطة تُعيم الباهرة + سنعيش مع هنذه الگغريدة الآسرة ‏ 
التي تسفرٌ عن معانٍ ساحرة » وترسم قصّة إسلام نعيم بين يدي خير 
المرسلين مو : 
هلذا ابِنُ مسعود یسم من صفوف المشسرکیسن 
هومن بني غطفان أكبر قوَّةٍ في المُعتدين 
قد شاءرئك آن يكونَ من الجنود المخلصين 
وعلئ يديه یم نص للرّجال المسلمبن 


المدئ من الشّدائد والمحن والّامات ۰ وكان رسول لله كَل یترقب الفرج ويستشرفه 
من آفاق العرّۃِ الإللهيّة » فأسرع إلى توجيه نعیم مثيراً في نفسه مشاعرٌ الصّدق 
والاخلاص في أن يعمل عملاً یسجّله له تاريخ الجهاد الاسلامی ۰ ويرفعٌ به عن 
المجتمع المسلم آصار الحصار والشدائد » ويدخل علئ قلب رسول ال ی في 
توجيهه : « إِنّما أنتَ رجل واحدّ فينا » ؛ أي : فماذا تستطيع أن تفعل وحدك في 
تراكم المعضلات والبلايا التي أحاطت بكتائب الجهاد . 

وهلذا في الحقيقة إغراءٌ يحرّكٌ الحميّة في نفس تُعيم » وقد أشار إليه 
رسول آله يك إلى ما يستطيع أنْ يعملّه من عمل قد يكون انفراده به مساعداًعلیٰ نجاحه 
فيه » فقال له : « خذَل عنّا ما استطعت » . وحمل تُعيم هنذا النُوجیهە القيادي من 
القائد الأعظم رسول اللہ ية > ومضی به إلى الأحزاب یکیدہُم » ويمكرٌ بهم 
ويخادعهم حتّیٰ أنجرٌ فيهم ما أراده رسول اللہ يله » فألقئ بينهم بذور السك » وجعل 
بأسهم بينهم ء مع ما أنزل اللہ تعالی من آيات غیبیّة معجزة لنبيّه پل ء من الرّيح التي 
أكفأث قدورهم » وهدمَتٌ بنيانهم » مع شدة البرد التي أهرأث أجسامهم بصقيعها » 
فتر خلوا مدحورین . ۱ محمد رسول الله ۷( / 184-148 ) بتصرّف . 


۳۵ 


قد جاء للهادي بلیسل في خطی التسللین 
ناداه یسا خیسرَ الورئ يا خاتماً للمرسلين 
اي آتشك مسلماً أبفي طريق المهتسدیین 
آسلمت للمولئ وجشك عن عيون التاظرين 
اي من القوم الذيين تسوا إليكم هاجمين 
م يعلموا قومي بإسلامي فَهُمْ في الغافلين 
مُرّْني بآمر ماتجدني في عداد الشّائعين 
قال البَسولُ له فإنًالالئريدٌُمقاتلين 
لک ثري كك أن تخل مولاء القالمين 
فإن استطعتٌ خديعة للقوم کسن في الخادعين 
إن الخديعة خير أسلحة الحروب عن يقين 


كيف خادع نعیم يم القرظيين ؟ 

* كان سيّدنا تُعيم بن مسعود ‏ رضي أله عنه - من رجال العرب 
المعروفين والمألوفين لدیٰ يهود بني قريظة » فقد كان ینادمهم في الجاهليّة › 
ویصادق بعض شخصيّاتهم المرموقة ؛ لذلك لگا وصل تُعيمٌ إلى حصونهم 
تلقَّوْهُ بالگرحیب دون أن یعلموا بإسلامه ۰ وأوسعوا له صدور مجالسهم ظتاً 
منهم أَنّھم یبالغون في إكرامه » وما علموا أنّهم کانوا یغزلون حبال الخيانة التي 
سيطوّقُون بها » والتي سیفرنون بها » وهم یقادون إلى مصارعهم جزاء 
غدرهم بألله ورسوله . 

٭ آخذ نعیم مقعده عند کبراتهم » ولمّا استقرٌ بهم المقام بدأ في ترتیب 
کلامه » ونَسْج نظامه ؛ لیخدع هلولاء الآخابث الغادرین ۰ فقال لهم في 
أسلوب ودي مُحبّب ؛ وبهمسات متموّجة الترات : « يا بني فريظة ! قد عرفتم 
وذي إياكم » وخاصة ما بيني وبینکم » . ولم ینکر القرظيّون مقالة تیم » بل 
لهم آدوہ قائلين : « صدفت آبا سَلمة » لشت عندنا ہمگھم » . 

قال : ١‏ فهل أنتم تكتمون عنّي ما أقول لكم ؟ » . 


۳۹ 


قالوا بصوت واحد : « نفعل » قل ما تحت » فأنت ذو مودّة قديمة » . 


٭ وهلهنا عرف نعیم من أين تؤكل الکتف ؛ فجمیع بني قريظة یعرفونه 
ویثقون به ثقة كبيرة » وقد راهم نعیم يُلقون آسماعهم إليه » ویرهفون حواسهم 
نحوه » لیسمعوا ما يريد أن یقولّه لهم . وعندها اطمأَنٌ تُعيمٌّ إل آله مَلكَ 
قلوبهم » فقال لهم بلسان النّاصحين كأنّه واحدٌ منهم یحرص على 
مصالحهم : « إن قريشاً , وغطفان لیسوا كأنتم ء البلد بلذکم ۰ فيه آموالکم 
وأبناؤكم ونساؤكم ؛ لا تقدرون على أنْ تتحولوا منه إلى غيره » وان قريشاً 
وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد وأصحابه » وقد ظاهرتموهم عليه » وبلدهم 
ونساؤهم وأموالهم بغيره » فليسوا كأنتم » فإِنْ رأوا هه - فرصة - آصابوها 
وان كان غير ذلك لحقوا ببلادهم » وخلوا بینکم وبين الوّجل ببلدکم » . 

# وأخذ سیّدنا تُعیم یفتل في الذّروة والغارب لهلؤلاء الذين تحلقوا 
حوله » نم استموٌ يحشو نفوسّهم بالخوف والشَّكَ ويقول لهم مُلفتاً نظرهم إلى 
أمر مهم غاب عنهم : « ... وأنتم لا طاقة لكم ب بمحمّد إن خلا بكم » وصرتم 
وحدكم في الميدان ۷ . 

3ت نم لد نعيماً لگا رأیٰ الرّعب قد استولی على القرظیین ؛ ودوخهم 
وجعلهم مضطربین » ضرب الضربة القاضية فقال : « یا هلؤلاء ! آری 
ألا تقاتلوا مع القوم - الأحزاب حتّی تأخذوا منهم رھناً من آشرافهم - سبعين 
رجلا - یکونون بأيديكم ثقة لکم علی أن تقاتلوا معهم محمّداً حتی پناجزوه » . 

# كان القرظیُون مشدودين بحواسهم جميعها إلى ما يقوله صديقهم 
ونديمهم نعيم بن مسعود »2 لذلك وقع قو له من نقوسهم موقع القبول » 
وتزعزعت قتّهم بمن حولهم ۰ وانتابتهم موجاث من الخوف والفزع » ورأوا 
الشمان في كلام نمیم » وصدَثُوہ » ومن ثم شكروا له معا » وعرفوا نصحه 
لهم وقالوا له : « آشرت بالوّأي علينا ء والنُصح لنا ء فأنت صدیقٌ ودود » . 


٭ وقبل أن ننتقل مع نعيم بن مسعود إلئ قريش ليم خطته معهم » وزلزلة 


۳۷ 


عقولهم ونفوسهم » تعالوا نستجم في روض هلذه التّغريدة المنعشة الفینانة التي 
تجمل ما فصَّلْنَاهُ آنفاً من قصّة تُعیم مع القرظیین : 
جاء ابن مسعود يهود بني قُريظة تین 
من قولے قد جتکم بالسّرٌ والخبر الیقیسن 
للكن عليكم أن تكونواللمقالة كاتمين 
قد تعلمونَ صَداقتي قالوافلشنا منکرین 
أنتَ الذي صَدَقَ المودَةَ من خیسار المُخلصين 
قال ابن مسعودٍ لهم أنتم على خطا مين 
ریش مغ غطفانَ جاؤوا من بعيد هاجمين 
جوا لقن ل محمد ولقثل كل المسلمين 
عاهدتموهم أن تكونوا في الصّفوف مُقَاتلين 
هلذاهوالخط أ الذي لسے له میسن 
لتے شض8ا فےي أرضكم لنشم كمثل القادمين 
هم ان أَصابِواغِورَة فازوا وعادواغانمين 
أو كانت الأخسریٰ تسولوا : في الراري هاربين 
من شم تلقَن المصير لِتَنُضْكم كمساهدين 
محم ورجاله لسن يتركوكم سالمين 
# انطلئ دھاء تُعيم وحيلته على القرظيّين » ولا تيقّنَ من نجاحه الباهر 
بين ظهرانيهم » وفوزه عليهم ۰ سارع لإتمام مهمته من قبل أنْ یسحبّ الليل 
أذياله » ومن قبل أن ترشف شم الضّحئ ريق الغوادي من ثغور الأقاحي . 
تریٰ إلیٰ أين ذهب تُعيم ؟ وماذا فعل ؟ تعالوا نصاحبه في مهمته .... . 
مع قائد الأحزاب : 
٭ ترك سيّدنا تیم جموع القرظيّين وهم مضطربون لا یدرون 


TTA 


ما یفعلون » ثم توجّه نحو معسكر الأحزاب واللیل معتکر قد احلولك ظلامه 
وغارت نجومه 3 وزمجرت ریاحه ‏ واشتدّث برودته ؛ ولگا آنْ وصل إلى 

3 عقد أبو سفيان مجلساً جمع فيه عدداً ممّن لهم الحل والعقد في هنذه 
الحرب » وهنا انبریٰ سيّدنا نيم لیخبرهم باه ما جاء في هلذا الوقت الحرج 
إلا لمصلحتهم » ولما يتعلنُ بسلامتهم وسلامة جيوشهم ء وأنَّ محيّتّه لهم 
وحرصه علی سلامتوم ۱ مد سا با في غاية ات وخ 

0ن اشتذدً وجيت لوب لت دج 0 وفي مقدمتها قلب آبی سفیان الذي 
جَذَبَهُ حدیث میم عندما خاطبه ومَنْ معه قاثلاً : : ٢‏ یا معشرَ قریش ! قد عرفتم 
ودّي لكم وإخلاصي لحربكم وعداوتي لمحمّد ) . 

٭ أجاب القومٌ أجمعون باتهم مصدّقوه فيما يقول ء لم ينكروا عليه 
شيئاً ء كانوا یظتون كل الظنّ أنّه لا يزال على دينهم القديم » بل ان كان من 
أعيان الأحزاب ووجهائهم الذين شاركوا في الحصار الأليم » ومناوشة من 
يدعون إلى الصراط المستقيم . 

٭ ولمًا استوئق نعیم من أنه قيض على اه قلوب القرشيين › وأنَّ 
عقولّهم قد آصبحت مهيّأة لسماع عباراته وآرائه قال لهم : « إِنّه قد بلغنی آمه 
أقضّ مضجعی ؛ وأوّق مسمعى ١‏ وقد ریت على حقاً أنْ أبلغكموه ؛ إذ نی 
لکم ناصح أمينٌ » وللکن أرجو آن تکتمواعتّي » . 

قالوا : « نفعلٌ يا أبا سَلمة » فَقَلُ » . 

فقال لهم : « تعلمون أنَّ معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم 
وبين محمّد - أي : ما قاموا به من نقض العهد ‏ وقد أرسلوا إليه فقالوا : إِنّا قد 
ندمنا على ما فعلنا » فهل يرضيك أنْ نأخدٌ لك من القبیلتین : من قريش 


1۳۹ 


وغطفان رجالاً من آشرافهم » فنعطيكهم ؛ فتضرب آعناقهم ؛ ثمٌ نكون معك 
على مَنْ بقي منهم حتّی 7 تأصلهم » فارسل إليهم محمّد : أَنْنَعم » . 
٭ تأكّد تعیم أله قد استحودً على عقول قریش ؛ وانصاعوا لما سمعوا 
منه » فرأئ أنَّ موعد وضع النّقاط على الحروف قد حان ء قال لهم بلسان 
النُصح : « فان بَعَنَتْ إليكم يهود یلتمسون منکم رهناً من رجالکم » فلا تدفعوا 
إليهم منکم رجلا واحداً واحذروهم + لانهم قوم عَذْرٍ وخيانة » ولا آمان 
لهم » . 
# ونتوقف الان مع آنداء هلذه الهمسّات الأدبيّة التي تزیِن رفائق 
السّطور ء وتزیڈ من نشاطنا ونحنٌ نتابع هلذه الرّحلة بغاية السُرور ۰ مع ُعیم بن 
مسعود - رضي الله عنه -» وهو یحذر قریشاً من البهود آصحاب الشرور 
والغرور : 
جاء ابن مسعسود ريشا في ثياب التاصحيسن 
أوحئ إليهم هامسا كونوا لقولي كاتمين 
اي على ودي لكم وفراق دين الصّابئين 
ولد أتيث محر غار اليهود الخائئنين 
قد أرس لوا لمحمّدٍ قالوا آتينا نادمين 
ولسوف نأتي بالرّجال من الخصوم مُقَيَدين 
هم من قريش عشرة ومثيلهم من آخرين 
لا شلشوا لے ج الكملا تأمنوا للف‌استیین 
٭ لله در مَنْ قال : 
با ئانت الشخر من فيه بمعجزة عَقَدْتَ لسن أل البدو والحضر 
٭ خرح سیّدنا نُعِيمٌ ‏ رضي ألله عنه - من عند قريش ۰ وقد ترك نفوسهم 
أسيرة خر کلامه الذي عقَدَ من خلاله عل عقولهم » وترکهم نهباً لنوازع شى 


1۳۰ 


من شلف وريبة یب وحقدٍ علی حلفانهم القرظيّين » تركهم وهم یحسبون أن نیما قد 
محضهم الو ٭ وأسدیٰ إليهم نُضْحَه المغلّف بالذكاء والفطنة والدّهاء » ومن 
العجيب أَنَّهم ‏ على الژّغم من عدائهم للحقٌّ ‏ قبلوا نُضْحّ نُعيم من دون أن 
يساورهم شك في كلمةٍ واحدة مما قاله لهم ؛ ذلك لأنّهم كانوا يعتبرونه أوفئ 
الأصدقاء » وأخلص الأوفياء » وكذلك اعتبره القرظیون من قبل صديقهم الذي 
أصفاهم الود والحنان » وقبلوا ما نصح لهم وهم مطمئنون له كل الاطمئنان . 

* ودّع سیّدنا نُعِيمٌ القرشيين لیواصل مسيرته الخالدة التي وعنّها أذن 
السّيرة النَبويّة » ودوّنتّها له بأحرفي من سناء ونور » وذكرت بأنّه بذكائه حدع 
العرت واليهود معاً . 

# سار تیم تحت أستار الظّلام الذي يلف الكون » توجّه إل مضارب 
قومه الغطفانيين » وكانوا مركرٌ القرّة والتّقل في جيش الأحزاب الغازي 
الغاشم ء وكانت غطفان ثالثة الصَّلال في حلّف الشيطان ؛ المؤلّف من مشركي 
قريش ويهود بني قريظة وغطفان . 

0 وفي وسط معسكر الغطفانيين » رغب أنْ يجتمعَ بعدد من زعمائهم 
وقادتهم من مثل : عُبينة بن حصن الفزاريّ ٭ وطليحة بن خويلد الأسديّ ء 
والحارث بن عوف المريّ ؛ ولمّا اجتمع بهم والْتَعَاهُم » خاطبّهم في ألفاظ 
رواقص تداعبٌ مخيلتهم فتجعلهم مشدوهين ينتظرون مایحدثهم به 
فقال : « یا معشرٌ غطفان ! انکم أهلي وأَضلي وعشيرتي » وأحبٌ النّاس 
إليّ » ولا أراكم تتهموني ۰ أو تشکون في صدقي وإخلاصي » وإِنَّي لا أدخر 
جهداً في جَلْب أي خير لقبيلتي غطفان » ودفع کل ضر وشر عنها بما أوتيتُ من 
قوّة وحيلة » . 

قالوا له : « صدفْتَ يا أبا سَلمة » ما آنت عندنا بمتهی ولم نجرب 
عليك خيانة لقومك مطلقاً » . 


٭ وحینما اختبر تُعیم أنَّ قومه قد وثقوا به » أبلغهم أنَّ لديه أخباراً في 


۳۱ 


غاية الخطورة تتعلّق بسلامتهم ومستقبلهم في هلذه الحرب › وقال : « هل 
تكتمون عثّي ما أقوله لكم ؛ لاد الكتمان في هلذا الأمر المهمّ ء هو سبيل 
التّجاح والّجاة ؟ » . 

قالوا : « نفعل يا أبا سَلمة ء فماالامر ؟ » . 

* أخذ نعیم یسرد لهم خيانة الیھودِ لمحمّد ی » نقضهم العهد الذي بينه 
وبينهم » ليكونوا مع قريش وغطفان عليه » ثم ندمهم على هلذا النّقض › 
واتفاقهم مع محمد ييو على أخذ رهائن من خيرة رجال فريش وغطفان » 
العهد . 

6 كان تعیم کم كلامه وأفكاره بألمعيّةِ رقيقة » وذكاء وقَّادٍ » استقطب 
به عقول القوم وأحلامهم ء ثم قال لهم : ١‏ يا قوم ! لا تأمنوا لليهود » فهم 
آمل غَدْرٍ وخيانة » ولا ترسلوا رجالكم إليهم ۰ وإلا فسوف تندمون ویطول 
ندمکم » . 

٭ شکروا لِنُعیم فکرته الأمنيّة الأمينة » وأكدوا له أنّهم لن یسلموا لقريظة 
رهينة ء وبهلذا استطاع تُعیم أنْ يخدعَ الوث الضّلال بقصَّةٍ اخترعها » ونجح 
بذلك نجاحاً کاملاً ؛ إذ تم تنفيذ القصّة كما رسَمَها لهم » وکما تخيّلها لفضن 
جموعهم . 

# وھلذہ طاقةٌ مزهرةٌ من الکلام المنظوم » نحلّي به هلذه الفقرة التي 

. قرا < ان الي د لد ۵ م ۳ ۳ ۰ 
وأنئ إلئ غطفانَ لالشة الصُسلال المعتدین 
التے أحبٌ الاس عندي بل وأهلي الأقربين 


1۳۲ 


قد تعلمسےون السوڈ مشسےي للقبيلة أجمعين 
وأظتكم لا تتكرون باتني في الصادقیسن 
قالوا فحاشالست أنت من الرّجال الكاذبين 
نأجابهملا تذكروا ما قد آقسول لآخرين 
ولتكتموا تلك التّصيحة عن جميع العالمين 
قال وا سکتمها فقال وقد بدا کال اصجن 
أفضئ لهم بالسّرٌ عن غذر البهسود الخسائنیسن 
ختم المقالة قائلاً لا تأ واللغفادرين 
لاترسلوا بر جالكمكي لاتظلُوا نادمين 


عجبوا كما عجبت قريش واستجابوا موقنين © 


نجاح مهمَّة تُعيم رضي اللہ عنه : 

2 اهتم القرشیون والغطفانیون بالأنباء والأحداث التي نقلها تعیم بن 
مسعود لهم » وأحلُوها المكاد الأؤل من أعمالهم ؛ وكادت قلوبهم تنفجر من 
الغيظ والحقدِ على القرظيّين » وباتوا بِشّدٌ ليلةٍ من القلق والحنق والاضطراب ء 
وعظم في نفوسهم غش يهود بني قريظة الذين بالغوا في الغدر والارتياب . 

۴ لم یمض وقت کبیڑ ۳ حى علمت قريش وغطفان بالأمر وبأنٌ بني قريظة 
پریذون رھناً من خيرة رجالهم ٠‏ وبالتّالي قال قادة الأحزاب بعضهم 
لبعض : « وآلل إِنَّ الذي حدّنکم به عم بن مسعود لح . 

3 وبهده الحنکة الْعیمكة الحصيفة دب الخلافٌ بأمر رت النّاس بين 
المعتدين + وأصبح من المستحيل التوفيق فيما ينهم » ونجحت خطة لیم في 
تفريق شمل الأحزاب ء وكان تُعيم ‏ رضي اللہ عنه ‏ يقول : « أنا خدّلث بين 


: ) ۱۷۸ / ۳ (٩ «تغريدلةالسيرةالنبويّة‎ )١( 


٦٣۳ 


الأحزاب حى تفرّقوا في کل وجه ء وأنا مین رسول اللہ لا على سره )”۴ . 
٭ وممًا لا ریب فيه أنَّ لك سلاخ فال » له آثره الواضح في نقض 
ہج ۱۰ ۲) ICI‏ دی یھ ہے لام ۱ 
الهمم » وفسخ العزائم > ولا سیما إذا كان هلذا الامرٌ بين قوم تحالفوا على 
الشُرٌ » وتعاقدوا على السُوء 


# ومن المْتعالم بين مصئفي السّيرة آنْ جيوشَ قریش وغطفان کانوا 
نازلین فى العراء » على ربیٰ الصحراء المکشوفة » وکان الجو شتاء » والبرد 
شديداً » فهّت فى تلك الليلة رياح عاصفت آرسلها اللہ عر وجل - على 
الأحزاب » لب موازينهم » وأكفأث قدورهم ؛ وهدمّث خيامهم » وأطفأث 
نیراد نهم » فاحلولك الظّلامٌ » وحجبت الرّؤية ؛ إذ لم یب في الأفق نجم واحدٌ 
يرنو لبد جيوش الظلام » وساعد في ذلك أن السماء كانت مشحونة بسحب 
كثيرة » فدت الذّعر والخوف في قلوب الأحزاب » وولوا الأدبار وهم 
يقولون : ١‏ إِنَّ هنذا من سحر محجّد ! 0۱( . 


. ) ۲۷۹ / 4 طبقات این سعد»)(‎ «۱ )١( 

(؟) اد إحداتٌ السك والشقاق والفرقة في صفوف الاعداء » هو سلا عظيمٌ من أكبر 
الأسلحة التي تؤتي ثمارها لصالح خصوم مولاء الأعداء . وقد تفعل الفرقة بالعدو 
ما تفعله جيوش كثيفة ء مزودة بالأسلحة الثّقيلة والخفيفة » ولهلذا فان رسول اللہ پا 
طلبَ من تُعیم بن مسعود الذّاهية الڏکي أنْ پستخدم سلاح الشّقاق ضد الأعداء 
المتحالفين المتحلّقين حول الخندق ؛ إذ قال له : « يا تُعيم ! تما نت فینا رجل 
واحل ) فخدّل عنّا ما استطعت فإنَّ الحرب خدعة » . وقد وق نُعِيمٌ ونجحَ في 
استخدام سلاح الئُرقة والشّقاق ضد الأعداء ؛ إذ استطاع أنْ يحطم بهلذا السّلاح 
الخفيف التظيف وحدة الأحزاب » وأن ينسف اتحادهم مع اليهود من أساسه ء ممّا 
جعل زعيم الأحزاب أبا سفيان یأمژ بالانسحاب ء وينعئ غدر بني قريظة ء وكان 
أمر له قدراً مقدوراً . 


(۳) انظر تفصيل هلذا الأمر » وقصّة سيّدنا نُعيم بن مسعود في كتب السّيرة الوچَة = 


1€ 


٭ وقد ساق ابن سعد که قصّة تُعیم ‏ رضي آله عنه موجزةٌ خالية من 
التفاصيل السَابقة » وهي مع وجازتها تفي بالغرض المطلوب ۰ وها نحنٌ أولاء 
نورڈ رواية ابن سعد + إذ يقول : ١‏ کان تُعيم بن مسعود الأشجعيّ ‏ رضي الله 
عنه - » قد أسلم فَحمُنٌ إسلامه » فمشئ بين قريش وقريظة وغطفان ۰ وأبلغ 
هلؤلاء عن هلؤلاء كلاماً ء يُرِي كل حب منهم أنه ينصح له فقبلوا قوله ۽ 
وخدّلهم عن رسول أله لا ء واستوحش کل حزب من صاحبه » وطلبث قريظة 
من قريش الرَهنَ حى یخرجوا قيقاتلوا معهم ء فأبث ذلك قريش ء 
واتهموهم » واعتلّث قريظة علیهم بالسَبت وقالوا : لا نقاتل فيه ؛ لأنَّ قوماً مت 
عَدَوا في السّبت ‏ فَمُيخُوا قردةٌ وخنازيرٌ ۰ فقال أبو سفيان بن حرب : ألا 
أراني أستعينُ باخوة القردة والخنازير » وبعث الله الرٌیح ليلة السَّبْت فَفَعَلَتْ 
بالمشركين » وترکث لاتقو لهم بناء ولا قذرا » 20 . 

٭ وما دمنا فی نهاية هلذه الفقّرة الماتعة ء تعالوا نقتطف هلذه الأزاهرَ 
الطريفة من ) الإلياذة الإسلامية ) لأحمد محرّم » وهو يجمع طاقات قصّة 
تُعيم بن مسعود وينسّقّها بشعرہ السلس الجميل » فيقول : 
أقبل نُعيمٌ هداك ربك ساريا وکفی بربك ذي الجلالة هاديا 
جن الي فقلت اي صلم من أشجع لم یَثر قومي ما بيا 
مُرْني بما آجبت في القوم الالی کرهوا الزشاد أكن لامرك واعيا 
قال ارمهم بالراي یصدغ باتهم عناويتركه ضعيفاً واهيا 
مُذیابن سعود إليهم راشداً واصنع صنیك آمراً أو ناهيا 
ومضی فهر بني قريظة هس يغتال راجفه‌االاشم الرّاسيا 
قال اتبسوا یا قوم رأي ندیمکم اي محضتکم الوداد الصشانیا 


والمغازي » وانظر کذلك کتب التّفاسير لسورة الاحزاب فان فیها تفاصیل مهمّة 
ومفيدة . 


(۱) « طبقات این سعد )(۲/ 1٩‏ ) . 


۳۵ 


فَدَعُوا قريشاً لا نظنوا رما 
إن تأخذوا سبعين من أبطالهم 
وآتی قريشاً في مخيلةٍ ناصح 
يا قوم إن بني قريظة أحدشوا 
ومشی إلى غطفان يُتبتهم ہما 
1 ۰ 9 ۰ - 75 5 

أهلي منصت نصيحتي وعشيسرتسي 
هفت المخاوف بالتّفوس فرلرلت 
لم يق مھا الاشجعی بمكره 
غضب اب حرب شم قال لقصومه 
غدر البهود وتلك من عاداتهم 
ما كنت آحسب والخطوت كثيرةٌ 


میم وسجایا نبيلة : 


من آمرکم أمَماً ولا متدانيا 
رهناً يكن حزما ورآیبا شافيا 
يسدي الهوی ويذيع سرا خافيا 
آم را طفقت لے آعض بنانيا 
سمعت قريشٌ أو يزيدٌ محابيا 
ّث أخشل أن یل مُصابیسا 
ومضت بها مُوجٌ الظنون سوافيا 
ودهائه غير الهواجس ساقيا 
صدق ابن مسعودٍ وخاب رجائيا 
يا قوم ماللغادرين وماليا 
أنَّ الأحّّة يصبحون أعاديا0) 


# آثبت تُعيمْبنُ مسعود رضي اللہ عنه - أله رجلّ صادق الإيمان » 
إذ قام بُدژره المتألّق منذ اللحظات الأولئ لإسلامه أيّام معركة الخندق » قال 


و 0 


0 وكان صحيح الإسلام بعد ذلك ( 


(۲٦) 


٭ وتضیفٌ إلينا مصادر ترجمة سيّدنا نعیم بأنّه هاجرّ بعد إسلامہ 
وسکن المدينة المنوّرة » وآولاده موجودون بها وکان تُعيمٌ یغزو مع 
رسول اللہ با إذا غزا ء وبعثه الحبيبٌُ المصطفی بي لگا آراد أن یخرج إلى 
تبوك إلى قومه غطفان » لیستنفرهم إلى غزو عدوهم ۷ ۲۳ . 


. بانتقاء واختیار‎ ) ۲۲۱۰ ٤ : دیوان مجد الاسلام 4( ص‎ ( (١) 


. ) ۲۷۹ / ٤(٤ طبقات ابن سعد‎ «  )۲( 


(۳) « طبقات ابن سعد )( 5 / ۲۷۹ ) بتصدّف . 


1۳1 


سعيد بن عطاء بن أبي مروا + عن أبيه » عن جذه قال : « بعت رسول اللہ كل 
ہم بن مسعود » وعخقل بن ہنان إلى آشجع يأمرانهم بحضور المدینة لغزو 

2۴ ولمّا كان يوم فح مكة المكرّمةء كان سيّدنا نِم بسن 
مسعود - رضي أله عنه - يحمل راية قومه غطفَان ورأیٰ أبو سفيان رجالا 
يحمل راية غطفان » فقال لمن معه : ١‏ مَنْ هلذا الرِجُل ؟ » . 

قالوا : « تَعِيمُ بن مسعود » . 

دیس کے 1 ۰ 7 00 ۳ 7 5 کے7 3 5 34 
فقال : « بئس ما صنع بنا يوم الخندق » واش لقد کان من أشد النّاس عداوة 
لمحمّد » وها هو ذا اليوم يحمل راية قومه بين يديه » ويمضي لحربنا تحت 
لوائه ؟ » . 

ج2 ولم يكن لِنُعیم هلذه الخصوصيّة فحسب ۰ والّما وله رسول اللہ للا 
عل صدقاتِ أشجع بن ريث قومه '' . 

* ولسيّدنا تُعیم أيضاً رواية عن ال بيا » فقد روئ عنه ولده : سلمة » 
وابنته زینب (۳ . 

2 أخرج الإمام آحمد له بسنده عن سلمة بن نعیم بن مسعود 
03 0 5 > هن سا و ع 
الأشجعی عن أبيه نعيم قال : ۱ سمعت رسول الله وق يقول حين قرأ كتاب 
مسيلمة الکذاب قال للرسولین : « فما تقولان أنتما ؟ » . 

قالا : نقولٌ كما قال . 


(۱) «طقات ابن سعد ۷( / ۲۷۹ ) . 

(۲) «آنساب الاشراف ۱(۷/ ۵۳۰ ) . 

(۳) «تهدذیب اللّهیذیب)(۱۰/ ٤٤1‏ ) » و« الاستیعاب ٢‏ (۳/ ۰۵۲۹ 
و« الاصابة »( ۳ / ۵۳۹  )‏ ول آسد الغاية ۲( ۵۷۲ ) . 


TY 


فقال رسول ال ل : « والله لولا أن الزسل لا َل لضربث 
أعناقكما » ۶'9 . 

٭ وعاش سيّدنا تُعیم شطراً من الخلافة الرّاشدة ینعم في أفيائها » وكان 
يسكنٌ المدينة المنوّرة » وولده من بعده » وبقي إلى زمن سیّدنا عثمانَ بن 
عمّان رضي ألله عنه » وذكر الإمام النّوويٌ كاه بأد تُعیماً توفي في آخر 
خلافة عثمان » وقيل أؤل خلافة على - رضي الله عنهم أجمعين ”2 . 

٭ بينما ذكر ابن حجر کته بأنَّ نعيماً قتل فى اڑل خلافة على قبل قدومه 
البصرة في وقعةٍ الجمل » وقيل : مات في خلافة عثمان » وألله أعلم ”" . 

3 رضي ألله عن تُعيم بن مسعود » ورحمنا يوم الخلود » وعفا علا بفضله 
المعهود 3 وحشرنا تحت لواء انیم المحمود . 


ریس صس 2 3 


ہہ سد ا سردم ےپ 
* ريسا لا تَا دنا إن میسینا و آخطانا که [ البقرة : ۲۸ ] 


گم گم كه 


)١(‏ «المسند) ( ٦‏ / ۱-۳۱۳ ) حدیث رقم : ( ۱٥۹۸۹‏ ) ء وذکرہ ابن حجر في 
« الاصابة » (۳/ ۵۲۹) . والأصبهاني في ١‏ معرفة الصّحابة ٤( ٥‏ / ۰۳۲۱ 
وغيرها . 

(۲) « تهذیب الأسماء واللغات ٢(٢‏ / ۱۳۱) . 

(۳) ( الاصابة 1( ۳ / 059 )ء ول تھذیب التّهذيب ١٦٤1٤ / ٠١ (٩‏ ). 


۸ 


7 
عل 


رقم 
سں اس سے نت ںی 
سکس دجن ازو ئی 


۸۷۱۰۸۸۷۸۸۷ ۔‎ ۲٢۰ ۔ ۳۴۰3۹3۰۳ ہک ت‎ CONT 


الخاتمة 


٭ بحمد الله وفضله ومنو كانت رحلتنا ماتعة مع سِيَرٍ أصحاب 
ال بي > أولئك الرجال الذين کانوا يمتطون المصاعب والشَّدائد » 
ويصبرون الصَّبْرَ الجميل ۰ حى نشروا وین الله عر وجل - في طول البلاد 
وعرضها » وتركوا من الاثار الحسّان ما ینوا به جِيْدَ الزّمان » وكانوا يلهجون 
بحمد اللهروذكره آناء الليل وأطراف الٹھار » فرضي الله عنهم وأرضاهم : 
آولشك آبائي فجشي بمثلهم إذا جِمَّمَئنا يا جریر المجامم 

٭ وقد تین معنا فى هنذا السَّفْر المبارك أثْرَ هلؤلاء الرّجال الأبطال 
الأخيار » في نصرة رسول أله يلد ؛ إذ اوه بأنفسهم > وما ملکث أيديهم » 
وصدفرا ما عاهدوا الله عليه » ووفوا لرسوله اة » وا صروح الحياة بالهلم 
والجهاد » فنشروا العلم في کل مکان حلُوا فيه ء وقدّموا الشّهداء في كل بلیٍ 
فتحوه > ففتحوا با خلاصهم القلوب » وأحبّهم مَنْ سمع أخبارهم » وحازوا 
قبل هنذا كله محّة ال بلا فاوصیٰ بهم في احادیث كثبرة ملاث رحب 
الصَّحِيحَيْن » وغيرهما من أردان کثب الحدیث الأخرى 

# ومن خلال الکتاب غَلَصْت إلى نتائج رشيدة » ونقاط مفيدة » وفوائد 
نفيسةٍ » تتلخص في نقاط رئيسة 

الأول : مث بنا آخباه وقصصٌ تفصحٌ عن صبر هلژلاء الرجال » 
وما لاقّه من شدائد في سبیل اعلاء كلمة الکبیر المُتعالِ > ونشر العلم في کل 
مجال ؛ ولم يكن لهم هدف مِنْ جاه أو مال » وإنما مرضاة ألله ورسوله في 


1۳۹ 


جمیع الأحوال » ومنهم : مصعب بن غُمیر ‏ وحَبَابُ بن الار » والطفیل بن 
عمرو ۰ وعثمانٌ بن مظعون - رضي ألله عنهم - . وعلیٰ الرَغم من کثرة هلذه 
الاخبار الوضیئة ۰ فإنّھا قبسنٌ یسیڑ من سناء حياتهم المُضیئة ؛ التي أُتوها 
بالمفید ؛ وهم یرجون مرضاة العزیز الحمید . 


اللّانية : شهدنا في قراءتنا لِسِيّر ملولاء القُلاء ؛ الذين ملاً طیبُ ذكرهم 
الأرض والسّماء » أنّهم كانوا ذوي فضائل نادرة » وأعمال باهرة » فهم 
علماء » مجاهدون ‏ فاتحون » حافظون » راکعون » ساجدون » لا یرکنون 
إلى الدَّعةٍ والَاحة والرّخاء ؛ بل حياتهم طاعةٌ في عَمَلِ في عطاء » أوقفوا 
أعمالهم في نُضْرة الإسلام ونشرہ » ولم يلتفتوا إل منصب أو مكانة » وأدركوا 
أنَّ ما هم عليه من شظف العيش » والتَّقشّف في أمور الحياة » شَطْدٌ من النّعيم 
العاجل » وقسطٌ من رضاالله عر وجل -. فطابث نفوشٌھم »> وزکث 
مقاصدهّم ۰ فاکرغ بقصدهم ونهجهم ومنهاجهم ! ومن هلؤلاء الرّجال على 
سبيل المثال : عتبة بن غزوان ؛ وجرير بن عبد الله ؛ وأسيد بن الحضير ؛ 
رضي ألله عنهم أجمعين . 

القَلثةُ : عرفنا من خلال سيرة حياتهم شيئاً من بطولاتهم وتضحياتهم ء 
وعزائمهم القويّة » وهمّتهم العالية » فكانوا مهاجرين وأنصاراً وحلفاء يداً 
واحدة في ارتقاء معالي الأمور » وسَخُروا مواهبهم لخدمة هنذا الدّين الذي 
ارتضاهٌ الله عرٌ وجل - للنّاس » وفي سيرة کل صحابی من هلذا الكتاب 
نموذجٌ جمیل تكد صحّة ما ناه . 

الرَابعةٌ : خَدم هنؤلاء الميامينٌ الإسلامَ خدمة الأوفياء المُخلصين ۰ فما 
وهتّث عزائمهم ۰ ولا استکانت هممهم ء ولم یتأنروا بالشُدائد التي اعترضث 
حياتهم » وإِنّما تجاوزوا المفاورٌ ليفوزوا » ويحقّقوا النّجاح في کل شيء يدعو 
لمرضاة الله ورسوله ء فسهروا الليالي عابدين » وقاموا في النّهار صابرين وثبتوا 
في ملاقاة الأخطار ۰ ومكابدة الأهوال والأسفار » وهلذه الأمورٌ جميعها لم 


٤ 


تؤئُز في قرَّة شکیمتهم ۰ وحرصهم على متابعة طريق الفلاح المُوصل إلى 
طریق نجاتهم . 

الخامسة : من خلال الاستقراء عرفنا أ مکارمٌ المعالي » ومعالي 

4 ۲ 

المکارم » منوطة بالمصاعب » ومحفوفة بالمکاره » لا یوصل إليها إلا على 
جر من التّعب » فمن طمحَث نفسّهُ إلى مراقي الفلاح ۰ فعلیه أن يسيرَ على 
الطّريقةٍ القويمةٍ التي سلکها الصحابة أهل الفلاح » فقد آکرهوا آنفسهم على 
الجڈ والنّصب ۰ وساقوها إلى المعالي سوقاً حمیداً » فوصلوا إلى ریاض 
مونقة » ومقامات موفقة » ومواقف مشرقة » ومقعٍ كريم » ونعيم مقيم » 
ورضا العزیز الرٌحیم . ۱ 

السَّادسةٌ : تحمّلَ هنؤلاء السَّادةٌ الآسادٌ الأسيادٌ جميع المشاق » وغالبوا 
العقبات والصّعابَ وأعدوا العدّة ليوم الثّلاق ؛ فأكرمهم الله عرٌ وجل ء ولم 
يخيب مسعاهم » وهلذا ماعرفتناهٌ في السّيرة الخْبّابيّة المباركة ؛ إذ آخبر 
رسول الله گل صاحبّه باب بنَ الأرتٌ - رضي الله عنه ‏ لمّا جاءه يشكو عذابَ 
المشركين وقسوتهم » فبشّره يك وقال له : « . . . وا لیم هلذا الأمر حتّى 
يسيرٌ الرّاكبُ من صنعاء إلى حضرموت ‏ لا يخافٌ إلا آله ۰ والذتب على 
غنمه » . وما أجمل أنْ نتذگر دائماً أنَّ : « من كانث بدایئہ محرقة » كانت 
نهایه مشرقة » ! 

الابعة : كان رجال عَضْر الّدَة من طبقات شى » فكان 
منهم : الأشرافٌ ٠‏ والکبراء » والأغنياء » وأصحابٌ اللسن والفصاحة وفصّل 
الخطاب ۰ وأصحابٌ البّل والکمال » والسّيادة والدّيادة والجمال » 
والأمراء » والفقراء » والمستضعفین والاقریاء » فصقلهم الإسلامٌ وجعلهم 
أشقّاء أخلاء » فسادوا على السّادات » وبلغوا أعلیٰ الدّرجات ‏ وأخلصوا لله 
فآتاهم في ذلك العجائب المُدهشات » ولم یزالوا بذلك آحیاء في ضماتر 
المحبّين » وان ماتوا منذ مثات السّنين : 


جَمال ذي الأرض کاوا في الحياة وهم بَمْد المتات جمال الكتب والشّر 


5١ 


اللَامنةٌ : أيقنًا أن الصّحابة هم ساد الاس وخیرہُم ‏ فهم اب الأمّة 
قلوباً » وأعمقها علماً » وأقلها تلف ومن المؤگد أن مَنْ جاء بعدهم هو اقل 
منهم علماً » وأكثرُ تكلفاً . > فكيف نطمئِنُ إلى مَنْ پنتقص خَيْرَ أَمََةِ أخرجَث 
لاس ؟ ! أو مَنْ ينتقد أكابر الصّحابة ويغضٌ من شأنهم ؟ ! : 
وبقكة الصّحب الکرام لِكُلّهم نر لے فسوق المَحوَ يُسحبُ 
قاشوا لدینهم القويم فلم يزل يُشجَئ ببأسهم الصدو ویشجب 
آفنی نارهم دوامٌ جهادهم طوعاً وليلهم الطّويل ترمّبُ 
حكم الالله لهم وليس لحكمه لهم بكلا الخستین مسب 

النّاسعة : لاشكٌ في أنَّ أهلّ العلم الذین عرفوا حدودهم » یعتر فون 
بفضل مَنْ سبقهم » وأنّهم عاجزون - مهما فعلوا ومهما تعلموا - عن بلوغ 
مراتبھم ‏ أو مقاربة مکانتهم ء ولقد آجاد الإمامٌ آبو حنيفة 2+ ٠‏ حینما سل 
عن الاسود بن يزيد بن قيس النّحْعيَ وعلقمة بن قيس النّخعيّ - وکلاهما من 
أفاضل التَابعين ومن أهل بيت اشتهر بالعلم والعمل - فقال مقالة عالم فقبه 
مؤدّب : ١‏ واللهرما نحن بأهل أن نذكرهم ١‏ فكيف نفضّلٌ بينهم ؟ ! » . وكان 
عبد ال بن المبارك عالم زمانه ؛ وأمیژ الأتقياء في أوانه ء إذا ذكرٌ أخلاق مَنْ 
سَلَفَ وتذگر أعمالهم نشد : 
لاتعرضي لذكرنا مع ذكرهم لیس الصَّحَيمٌ إذا مشیٰ كالمُقْمَدٍ 

العاشرةٌ : إذا اطّلعَ المحبٌ المنصفٌ على أقوال علماء اللّابعين في 
أسيادنا الصحابة » علم أي محل ارتقوا » وأية طرق الخير سلكوا » ومن 
عجيب البلاء والوباء أن كر في أيامنا هلذه تَقْدُ السَلّف الصّالح ؛ ونقدُ العلماء 
المعاصرين » وأصبح هلذا الأمرُ سهلاً عند بعضهم ۰ فلا يتورّعٌ عن انتقاص 
لد برام الشحابۃ ء أو أحد علمائهم ٠‏ أو ساداتهم ٠‏ أو فرساتهم ٠‏ لا 
مشہوراً فی وتنا الحاضر مکن طبفّت شهريّه الآفاق > ويقول هو كذا وكذا : 


5:5 


وأخطاً في كذا ء وصنع كذا » و ۰ وهلذا الذي ينتقدٌ الأكابر لا يحسنُ 
قراءة آيتين ؛ ولا يستطيعٌ أن يقيم حرفیٔن متجاورين » ولا یعرف مَنٍ البخاري 
ومن شنلم > بل لا يعر احداً من آئمة العلّم الذين ملؤوا انیا بعليهم » 
رشنلوا الاس بمفيد كتيهم - ومع هلذا الجهل المطبق - ينتقد » وینتقص ء 


ويُفتى › ويطبّتٌ » ويوجة » و ens‏ ونسأل الله السلامة والگداٌ وأنْ 
یعلمنا أصول الأدب والوداد » وأن یجعلنا ممّن يسلكون سبيل الرّشاد ؛ فى 
طاعة رت العباد . 


الحادية عَشرة : سيرة هلؤلاء السَادة القادة الأخیار الابرار ؛ الأصفیاء 
النّجباء ؛ الأصحاب الأحباب ؛ تثيد الاعجاب ‏ فقد فارقوا الأهلّ والوطنّ ؛ 
وساروا مهاجرین في أرض الله الواسعة ء وآفنوا آعماژهم في سبیل 
مرضاة الم عرٌ وجل - ابتغاء رحمته الواسعة » وقد استقرٌ کثیڑ منهم في البلد 
الذي فتحه » أو مات شهيداً فوق أرضه ؛ بعد أن عمل على إصلاح الارض ء 
وبنى الأسواق ؛ ونَظَرَ في مصالح الٹّاس » وآرشدهم إلى ما ينفعهم في دينهم 
ودنياهم . 

اللّانية عشرة : تبيّن لنا من خلال قراءة أبواب الكتاب أنَّ فى الصَحيحَيْن › 
سائر الكتب كمصتفات الحديث الأخرى أبواباً متخصّّصة في فضائل رجال 
عَضْر ال الکرام » الذين سعدوا بصحبة ال بي وشرفوا بها » فقد عَقَدَ 
الإمام اليخاريٌ اه فى « صحيحه » المبارك باباً عنوانه : « باب فضائل 
الصّحابة ؛ وكتاب مناقب الأنصار » ء ذکر من خلالهما أسماء ثُلَّةِ من رجال 

عَضْر ال » ومنهم في هلا الكتاب : مصعبٌ بن عمير » وجریژ بن عبد الله 
البجَليّ » كما ذكرٌ في كتاب ١‏ المغازي » قصّة دوس والطفیل بن عمرو 
وغيره . وكذلك صنع الإمام مسلم ّ4 في « صحيحه » ؛ إذ عَقَدَ باباً كبيراً 
نافعاً عنوانه : « كتاب فضائل الصّحابة رضي الله تعالیٰ عنهم » ء وأورد طاقاتِ 
مزهرة من مناقبهم › ومنهم في هلذا الكتاب : جريرٌ ین عبد ألله الْبَجَليَ 
وغيره . كما أن البخاري ومُسلماً قل عَقَدا أبواباً عدَّة بفضائل آهل در 


1:۳ 


وفضائل آهل بیعة الرّضوان » وفضائل المھاجرین والأنصار » وق على ذلك 
سائر کتب الحديث الأخرى . 

# وفي الختام : ينبغي الاستفادة والاستنارة بما ذکوَهُ غُلماء الأمّة 
السّابقين عن احترام الصّحابة - رضي ألله عنهم - والکف عمٌّا شجرٌ بينهم ؛ 
ومن هلؤلاء العلماء الأفذاذ أبو بكر محمّد بن الحسين الاجري البغدادي 
(۲۸۰ ه ٣٣۳ھ)‏ الذي قال في كتابه: «الشّريعة») 
(ص : ۷۱۹-۷۰۸ ) ما خلاصتّه : « ينبغي لمن تدبّر ما رسمناه من فضائل 
أصحاب رسول الله كله > وفضائل أهل بيته - رضي ألله عنهم آجمعین -۰ أنْ 
يحبّهم » ويترحّم عليهم ۰ ويستغفر لهم › ويتوسّل إلى اللہ الكريم بهم ؛ 
ویشکر آلله العظيم ؛ إذ وقّقه لهلذاء ولا یذکر ما شجر بينهم ؛ لأنّهم أهل 
الجتّف > عليهم نزل القرآن » وشاهدوا رسول الله با » وجاهدوا معه » وشهد 
لهم الله - عر وجل - بالزضوان » والمغفرة › والاجر العظیم » وشهد لهم 
الرسول یز آنهم خير قرن ء فکانوا باه عر وجل ۔ أعرف » وبرسوله ية › 
وبالقرآن وبالشتة » ومنهم بوخد الیلم ء وفي قولهم تیش وبأحكامهم 
وبأدبهم نتأدّب » ولهم نتبع » وبهندا أمرنا . . . قد صحبوا الرسول ئة 
وصاهرهم وصاهروه » فبالصحبة يو ها الكريم لهم .... وقد ذكر لنا الله 
تعالئ في كتابه أله وصمّهم في الگوراة والإنجيل » فوصفهم بأجمل الوصف ؛ 
ونعتّهم بأحسن النّعت ۰ وأخبرنا مولانا الكريم آله قد تاب عليهم » وإذا تاب 


يعذّب واحداً منهم أبداً : کل وض ال عن وَرَسْوَْنَهُ لِك جرب له 


سامت توب و 


1 إن جرب الله هم المفْلحونَ که [ المجادلة:: ۲۲ ]» . 
٭ وما أجمل قول مَنْ قال في الصُحابة - رضي آللہ عنھم۔ : 
كل الصحابة عندي قدواعَلم ‏ فهل علي بهلذا القول من عَارٍ 
إن كُنْتَ کشت تفلم آني لم أحبّهم الا لوجهك آعتقني من ار 
# ا ؛ ! وققْنا صَالح الأقوال والأعمال » واغفز لنا ما ججرخنا بالليل 
وما بُدر متا بالگھار ء يا كريم يا مار . 


5 


ےہ رم 


# اللهمّ ! اجعلنا من الذين قُلْتَ فیهم : « یکین ال زیر مامتا بقل 
لات ف یره اداو اضر 4 [ إبراهيم : 1۷۷ . 


37 اللھم ! احشرنا مع الذین رضیت عنهم ورضوا عنك + وأدخلنا 


ہرک 
۱ را لا راخدا إن تسیا أو آخکاا © [ البقرة : ]۲۸٢‏ 


وکتب 
ُحبْ الصحابة وخادمهم 
غفر الله له ولوالدیه وللمسلمین آجمعین 


كر حمر هنم 


ی 
عل 


ہے 
یں لن یی فی 
کے دی لازو ےی 


۱۸۱۰۸۷۱۷۸۷ ۔٢٢‎ ۹٢>۷۷ د‎ ١21. 


ہہ چ 


(0) 


‌ 
عم 


رخ 
٠‏ جی لاضن لئ 
(سکس ج زو نی 


۸۷۱۷۸۷۱۷۸۷ - 111 0 ۱٠۸۷ 3-۴3۳۲. COM 


فھرس المصادر والمراجع ۲ 


لقن الكريم . 

الصّحيحان : البخاریٌ ومٌسلم وشروحهما . 

الشتَنُ الأربعة وشروخها . 

المسانید والمستدر کات والمصتفات والمعاجم » وكتبٌ الحدیث . 
أحكامٌ القرآن : لابن عربي » تحقیق : علي محمّد البجّاوي » دار 
المعرفة - بیروت » دون تاريخ أو ذكر رقم الطبعة . 

آخبار القضاة : لوکیع ء عالم الکتب - بیروت ؛ دون تاريخ . 

آخب از مكة : للأزرقيّ » تحقیق : رشدي ملحس ء دار 
الآندلس - بیروت » ط : 6 ء ۱۹۸۳ م . 

الأخبارٌ الموفقیّات : للژُبیر بن بکار » تحقیق : د . سامي مكي 
العاني ء بغداد » ۱۹۷۲ م . 

آسباب الئُزول : للواجدي ‏ تحقیق : د . مصطفی البغا دار 
ابن كثير - دمشق ء ط : ۰۱ ۱۹۹۲ م . 


تعددت المصادر والمراجع التي اعتمدث عليها في إنشاء هنذا الکتاب وصیاغته › 
وكانت متنرّعة كثيرة » وخصوصاً فيما يتعلّق بعلوم القرآن » والئفسیر » وعلوم 
الحديث التَّبويّ » والتواريخ » وكتب الفقه » واللغة ء والأدب » وبعض دواوين 
الشّعراء القديمة والحديثة » وأوردث نماذج منها في هنذا الفهرس ۰ في حين أنَّ 
معظمها منثور في تضاعيف الكتاب . 


۷ 


۱۱ 


۱۷ 


الاستبصارٌ في نب الصّحابة من الانصار : لابن قدامة المقدسی ‏ 
ہے ام ے و . سه 

تحقيق : علي نویهض ء دار الفكر ‏ بيروت » دون تاریخ . 
الاستیعات بهامش الاصاة : لابن عبد الب ؛ داز الکتاب 
العربي - بیروت ء دون تاريخ . 

سد الغابة في معرفة الصّحابة : لابن الأثير » طبعة مصوّرة عن طبعة دار 
الإشاراث إلى أماكن الزیارات المسمّئْ زيارات الشام : لابن 
الحوراني » تحقيق : بسّام الجابي » مكتبة الغزالي ‏ دمشق ؛ 
ط : ١‏ م . 

الاشتقاق : لابن دريد » تحقيق : عبد السّلام هارون » القاهرة › 
۸ م . 

الأشراف : لابن أبي الڈُنیا ء تحقیق : د . ولید قصاب ‏ دار 
الكقافة ‏ الدّوحة » ط : ۰۱ ۱۹۹۳ م . 

الإصابة فى تميبز الصّحابة : لابن حجر ء دار الکتاب 
العربي - بيروت » دون تاريخ . 

إعحارُ الشرآن : للباقلانی › تحقيق : السّيد أحمد صقر ء دار 
المعارف - مصر ‏ ط : ۶ » دون تاریخ : 

الأعلامُ : لخير الڈین الرُرکلی ۰ دار العلم للملایین - بیروت ؛ 
ط : ۰۸ ۱۸۸ م . 

الأغاني : للاصفهاني » مصوّرة دار الفکر - بیروت » دون تاريخ . 
آنساث الأشراف : للبلاذری ۰ تحقیق : محمد حمید ألله » دار 
المعارف - مصر » دون تاريخ » وکذلك عدة آجزاء تفر قة بتحقيق عدة 
أساتذة . 


TEA 


۳۱ 


۳۲ 
۳۳ 


۲٤ 


۳۹ 


۳۷ 


۳۸ 


۳۹ 


۳۱ 


۳۲ 


الأوائل : لأبى هلال العسكريٌ » دار الکتب العلميّة ‏ بیروت › 
ط : ۱ ۰ ۷ م . 

البداية والتّهاية : لابن كثير » دار الفکر - بیروت ۰ ۱۹۸۷ م . 

البدر التمام شرح بلوغ المرام : لحسين محمد المغربیٗ ؛ 
تحقیق : د . محمد شخود خرفان » دار الوفاء ‏ المنصورة › 
طط : ١‏ ۲۰۵ م . 

البرصانْ والعرجانْ والعمیان والحولان : لابي عثمان الجاحظ › 
تحقیق : د . محمد مرسي الخولي » مؤسّلة الرّسالة » ط ٤:‏ » 
۷ م . 

البصائرٌ والڈخائر : لابي حیّان النَوحيديّ » تحقیق : د . وداد 
القاضي ء دار صادر - بيروت » ط : ۱ء ۱۹۸۸م . 

بلوع الأرب : للالوسی » تحقیق : محمّد بهجة الأثريّ ء دار الکتب 
العلميّة ‏ بیروت ۰ طبعة مصوّرة دون تاریخ . 

بناث الصّحابة : د . آحمد خلیل جُمّعة . دار اليمامة ‏ دمشق » 
ط : ۰۲ ۲۰۰۵ م . 

بهجة المجالس : لابن عبد الب تحقیق : محمّد مرسي الخولي » 
دار الکتب العلميّة ‏ بيروت » دون تاریخ . 

البياڻ والتبيين : للجاحظ » تحقیق : عبد السّلام هارون » لجنة 
التأليف والتّرجمة والتّشر - القاهرة » ٠۹٤۸‏ م 

بيعة النّساء فى القرآن والشیرة : د . أحمد خليل حُمُعة » دار 
اليمامة - دمشق » ط : ۰۱ ۱8۶۲۵ ه- . 

تاریخ الاسلام : للذّهبيٌ ۰ تحقیق : د . عمر تدمري » دار الکتاب 
العربي - بیروت » ط : ۱ ۰ ۱۹۸۷ م . 

تاریخ الأمم والملوك : للطبري » دار الكتّب العلميّة ‏ بیروت ء 
ط :۱۹۸۸۰۲ م . 


14۹ 


۳۳ 


۳ 


۳۰ 


۳۷ 


۳۸ 


۳۹ 


ه: 


تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي » دار الكتاب العربي - بيروت ۰ دون 
تاريخ أو ذكر رقم الطبعة . 

تاريخ المدينة المنوّرة : لابن شبّه » حقّقه : فهيم شلتوت ء دار 
الثّراث ‏ بيروت » ط :۱ء ۱۹۹۰ء . 

تأویل مختلف الحديث : لابن قتيبة »> تحقيق : محمّد الأصفر ؛ 
المكتب الاسلامي - بيروت ء ط : ۱ء ۱۹۸۹ء . 

الین في أنساب القرشیین : لابن قدامة المقدسی ۰ حقّقه : محمّد 
نايف الدّيلميَ » المجمعٌ العلمي العراقي - بغداد ء ۱۸۸۲ م . 
التذكرة الحمدونيّة : لابن حمدون » تحقیق : د . لحسان عباس 
وبکر عیّاس ‏ دار صادر - بیروت » ط : ۱ ۱۹۹۲۰ م . 

الراتيبٌ الإداريّة : للکتانی ۰ على عليه : علي دندل » دار الکتب 
العلمیّة - بیروت ؛ ط : ۱ ۲۰۰۱۰ م . 

تغريدةٌ السّيرة الئُوفَة : لمحمّد عايش عبید ‏ دار الگراث - القاهرة » 
دون تاريخ أو ذكر رقم الطبعة . 

تفسيرٌ ابن عطبّة : لابن عطيّة الاندلسي » دار ابن حزم بيروت » 
ط : ۱ 6 ۲۰۲ م . 

تفسيرٌ البحر المحیط : لابي حيّان الاندلسی ۰ حقّقه جماعة من العلماء 
في الأزهر ۰ دار الکتب العلميّة ‏ بیروت » ط : ١ء‏ ۱۹۹۳ء . 
تفسیژ روح المعاني : للالوسی ء دار الفکر - بیروت ۰ ۱۹۹6 م . 
تفسیر الطَّبريّ : للطّبريّ » دار الفکر - بیروت ٠‏ ۱۹۸6 م . 

تفسیر الَرطبی : للقرطبی ‏ دار إحياء الثراث العربی - بیروت ۰ دون 
تاریخ أو ذکر رقم الطّبعة . 

التّفسير الکبیر : للرازي » دار الکتب العلميّة بیروت » : ۱ 
۲۰ م . 


10۰ 


اہ 


٤ 


۸ 


1۹ 


اه 


o۲ 


o 


ہ٤‎ 


۵۵ 


1 


تفسیر الماوردي : للماوردي ؛ تحقيق : خضر محمّد خضر › وزارة 
الأوقاف والشّؤون الإسلامّة ‏ الکویت » ط : ۱ ۰ ۲ م . 
التَّفْسِيرٌُ المنيرٌ : د . وهبة الژّحَیلی » دار الفكر ‏ دمشق » ط : ۰۱ 
۱ م. 

تقريبٌ التّهذيب : لابن حجر » تحقيق : عبد الومَّاب عبد اللطيف ء 
دار المعرفة ‏ بيروت ؛ ط : ۲ ۰ ۱۹۷۵ م . 

تلقیخ فهوم آهل الأثر في عیون التاريخ والشیر : لابن الجوزي » مكتبة 
الاداب - القاهرة » دون تاريخ أو ذكر لرقم الطبعة . 

تهذيبٌ الأسماء واللغات : للتّووي » دار الکتب العلميّة ‏ بیروت » 
دون تاريخ أو ذكر رقم الطبعة . 

تهذيبٌ التّهذيب : لابن حجر » دار الكتاب الاسلامی - القاهرة » دون 
تاريخ أو ذكر رقم الطبعة . 

تيسيرٌ الكريم الرّحملن ١‏ تفسير السّعديٌّ » : للسّعديٌ » مؤسسة 
الرّسالة ‏ بيروت » ط : ۱ ۱۹۹۰۰ م . 

ثماژ القلوب فی ا لمضاف وا لمسوب : للتعالبی » تحقیق : محمّد 
أبو الفضل إبراهيم » دار المعارف ۔ القاهرة ء ۱۹۲۵م . 

جامغ بیان العلم وفضله : لابن عبد الب القرطبيّ » قدم 
له : عبد الکریم الخطیب ء دار الکتب الاسلاميَة - القاهرة 
ط : ۲ ۰ ۱۹۸۲ م . 

جمهر: نساب العرت : لاہن حزم الان‌دلسی » دار الکشب 
العلميّة - بیروت » ط : ۱ ۰ ۱۹۸۳م . 

حجةٌ الله علیٰ العالمین : ليوسّف اللُھانیٌ » تحقیق : محمّد مصطفیا 
آپو العلا » مکتبة الجندي ‏ القاهرة » ۱۹۷۱ م . 


101 


5۷ 


6۸ 


۹ 


1 


۲ 


۳ 


5: 


55 


۷ 


حروت الرَدَة : لمحمّد أحمد باشمیل ء دار الفکر - بیروت ‏ ط : ۱ 


۹ م . 
اقيق الجا في الرحلة إلى لا لام ومصر دلج : لد القنی 
النابلسئٌ ؛ تحقيق : رياض مراد » دار المعرفة ‏ دمشق ء ط : 
۸ 

حلية الأولياء : لأبي تُعيم الأصفهانی ء دار الکتاب العربی - بیروت ء 
ط : ٢ب ۱۹٦۷‏ م. 

حياةٌ الحيوان : للدّميريّ » مطبعة البابي الحلبی - القاهرة » ط : 

۹ م . 

حياةٌ رجالات الاسلام : لمحمّد الصَّادق عرجون » دار القلم - دمشق » 
ط : ۲۰۰۰۰۱ م. 

حياةٌ الصَحابة : للکاندملوق ؛ بعناية : نايف العبّاس ومحمّد علي 
دولة » دار القلم - دمشق » ط : 6 ۱۹۸۹۰م. 


خلافة الصَّدَّيق والفاروق : لعبد العزیز التَعالبیٌ » تحقیق : د . صالح 
الخرفي ء دار ابن كثير - دمشق ء ط : ۱ ۰ م . 


دز التحاببة في مناقب القراية باس : للشوكانيٌ 
تحقيق : د . سین العمری : دار الفکر - دمشق » ط : ۰۱ 
۶ م. 


الدرر فی اختصار المغسازي والسّبر : لابن عبد الب 
تحقيق : د . مصطفی البغا مؤسّسة علوم القرآن - دمشق › 


ط :۰ ۰ ۱۹۸۵6 م . 
لد المنٹور في التفسير المأور : للسيوطي 4 دار الفکر - بیروت 4 
ط : ۰۱ ۱۹۸۳ء . 


دلائل الوه : للأصبهانيٰ » تحقیق : محمّد رواس قلعجي ورفیقه ‏ 
دار الثُراث - حلب ٠.‏ ط : ۱ ۰ ۱۹۷۰ م . 


1o 


۸ 


۹ 


۷/۱ 


۷۲ 


۷۳ 


۷ 


Vo 


۷۲ 


۷۷ 


۷۸ 


۷۹ 


دلائل التو : للبيهقي » تحفیق : د . عبد المعطي قلعجي › دار 
الکتب العلميّة - بیروت » ط : ۱ ۹۸۵ م . 

دول العرب وعظماء ء الاسلام : لاحمد شوقي ٠‏ مطبعة مصر ‏ 
۳ م. 

دیوان أميّة بن أبي الصَّلْت : لأمّة » جمع وتحقيق : د . عبد الحفیظ 
السَطّْلىَ » المطبعة التّعاونيّة ‏ دمشق ء 19174 م . 

دیوانْ البُوصيريّ : للبوصيريّ » تحقيق : محمّد سيّد كيلاني » مطبعة 
البابي الحلبي ‏ القاهرة » ط : ۲ ۰ ۱۹۷۳ م . 

دیوان حافظ إبراهيم : لحافظ إبراهيم » تحقیق : آحمد أمين ورفیقیه » 
دار الكتّب المصريّة ‏ القاهرة » ۱۹۷۳ء . 

ديوانٌ حسّان بن ثابت : لحسّان » تحقیق : د . سیّد حنفی حسین » 
دار المعارف - مصر » ۱۹۷ ٦‏ وطبعة بتحقيق “ذه ولید 
عرفات » دار صادر - پیروت ۱۹۷۵۰ م : 

دیوان المتنبّى : للمتنبّى » طبعاتٌ محقفه محقَّقَةٌ مختلفة بالقاهرة وبیروت . 
دیوان مجد الاسلام : لأحمد محرّم ء حقّقه : محمود آحمد محزّم 
. 000 


03 
2 


ربیع الأبرار : للرّمخشريٌ » تحقيق : د . سليم التُعِيمِيَ » دار الذخاثر 
للمطبوعات - إيران » دون تارب يخ أو ذكر رقم الطبعة . 

رجال أهل البیت فی ضوء القرآن والحدیث : ۵ . أحمد خليل جمعة 3 
دار اليمامة ‏ دمشق ‏ ط : ۱ ۸ ۷ م. 

رجال مبشّرون بالجِنَّةٍ : د . أحمد خلیل جُتُعة » دار 
ابن کثیر - دمشق » ط : ۵ ۰ ۲۰۰۳ م . 

الرّحيق المختوم : للمبارکفوری ¢ دار الوفاء ‏ المنصورة 4 ط : 6 


۱۹۸۵ مم . 


"or 


۸۱ 


۸۲ 


۸۳ 


۸٤ 


۸٦ 


۸۷ 


۸۸ 


۸۹ 


الرسالة المحمّديّةُ : لعبد العزیز اللعالبي ‏ تحقیق : د . صالح 
الخرقي » دار ابن کثیر - دمشق » ط : ۰۱ ۱۹۹۲ م. 

الرَوضٌ الأنفٌ بهامش السّيرة الژُويّة : للسهیلی » تحقیق : طه 
عبد الرّؤوف سعد » مکتبة الكليّات الأزهريّة ‏ القاهرة » ۱۹۷۱ م . 

الرٌوضُ المغطار في خبر الأقطار : للحميريّ المّنهاجي ‏ 
تحقیق : د . إحسان عباس » مکتبة لبنان » ۱۹۷۵۰ م . 

زاڈ المسیر في علم التفسير : لابن الجوزيّ » المکتب الاسلامی ‏ 
ودار ابن حزم - بیروت » ط : ۰۱ ۲۰۰۲ م . 

زا المعاد : لابن قیّم الجوزيّة » تحقیق : شعیب الأرناؤوط ورفیقه » 
مؤسّسة الژسالة ‏ پیروت ء ط : ۲۵ ۰ ۱۹۹۱ م . 

زمر الاداب ومر الألباب : للحصريٌ القيرواني » تحقیق : علي محمّد 
البجاوي » دار احیاء الکثب العربيّة - القاهرة » ط : ٢ء‏ ۱۹۷۰ م . 

شل الهدی والرّشاد في سيرة خير العباد : للصّالحي › 
تحقیق : د . مصطفیٰ عبد الواحد وآخرین ‏ دار احیاء الثراث 
الاسلامي - القاهرة ء ۱۹۹۳ م . 

سیر آعلام الثلاء : لللْعبیٌ ء تحقیق : عدد من العلماء » مؤسّسة 
الژسالة - بیروت » ط : ۰۳ ۱۹۸۵ م . ۱ 
السّيرةٌ الحلبيّة : للحلبی ء مطبعة البايي الحلبی - القاهرة » ط :١ء‏ 
م 

السیز والمغازي : لابن اسحاق » تحقیق : د . سهیل زا دار 
الفکر - بیروت » ط : ۱۹۷۸۰۱ م . 

السيرة الَُوبَةُ : لابن ہشام » تحقیق : السما ورفاقه » مطبعة البابي 
الحلبي - القاهرة ء ط : ۲ ۰ ۱۹۵۵ م . 


1۵ 


۹۱ 


۹۲ 


۹۳ 


۹ 


۹ 


۹٦ 


۹۷ 


۹۸ 


۹۹ 


سیر الویّة الصَحيحة : د . آکرم العمريّ » مکتبة المعارف 
والحکم ‏ المدينة المنوّرة » ط : ۰۱ ۱۶۱۲ ه . 

اليرة اللَّبويّة على منهج الوخیّن : د . مأمون حموش ؛ ط : ۲ 
دون تاریخ خ » أو ذکر اسم لمطبعة » أو ذکر اسم لدار . 

السّيرةٌ الوب في ضوء القرآن والسُّنّة : لمحمّد آبو شهبة » دار 
القلم - دمشق ء ط : ۱ء ۱۹۸۸ م . 

الأرناؤوط » دار ابن كثير - دمشق › ط : ۰۱۱ ۱۹۸۲ء ۔ 

شرح حياة الصّحابة للكاندهلوي : لمحمّد إلياس البارة بنكوي ء دار 
ابن کثیر - دمشق » ط : ۰۱ ۲۰۰۰ م . 

شرح شواهد المغني : للمّيوطي ء منشورات دار مكتبة 
الحياة - پیروت ؛ دون تاريخ . 

الشُعرژ والشعسراء : لابن قتيبة » تحقیق : آحمد شاکر . دار 
المعارف ‏ مصر » دون تاريخ . 

الشُعورٌ بالشور : لصلاح الدّین الصّفديّ » حقّقه واستدرك 
عليه : د . عبد الدزاق حسین ء دار عمّار ‏ عمّان » ط : ۰۱ 
۸ھ . 

شفاء الفرام بأخبار البلد الحرام : للفاسي » تحقیق : د . عمر 
تدمري ۰ دار الکتاب العربي - بیروت » ط : ۰۱ ۱۹۸۵ م . 


۰ - الشّمائل المحمّديّة : للئرمذیْ ء تحقیق : عبده علي كوشك › دار 


الیمامة ‏ دمشق » ط : ۱ 6 ۷ م . 


١‏ - صحابة سول في الکتاب والمْئّة : لعيادة الكبيسي » دار 


القلم - دمشق ء ط : ۰۱ ۱۹۸۱ء . 


۱۰ - صحیح ابن حبّان : لابن حبّان » اعتنی به : جاد آله الخداش ؛ بيت 


الأفكار الدَّوليَّة ‏ الأردن > دون تاريخ . 


2100 


11۲ 


1۱۳ 


۱۱ 


صحیح الجامع الصَغیر وزيادته : للالباني » الیکتب 
الاسلامي - بیروت » ط : ۲ ۱۹۸۲۰ م . 

صحيحٌ السّيرة التَُّويّة : لابراهیم العلي » دار التفائس - بيروت › 
ط : ۴ء ۱۹۹۸ء . 

الصديق آبو بكر : لمحمّد خسین میکل » دار المعارف - مصر ؛ 
ط : ۸ ء دون تاريخ . 

صفة الصّفوة : لابن الجوزيٌّ ء تحقيق : محمود فاخوري ورفيقه » 
دار المعرفة ‏ بيروت » ط : ۰۲ ۱۹۷۹ء . 

صورٌ وعبرٌ من الجهاد اليُويٌ في المدينة : د . محمّد فوزي 
فيض الله ء دار القلم ‏ دمشق » ط : ۱۹۹۱۰۱ م . 

الطّبقَاتٌ الکبری : لابن سعد 7 قيق : إحسان عبّاس ء دار 
صادر - بيروت ء دون تاريخ . 

الطَّبقاتٌ الكبرئ : للشعراني ء دار الفكر ‏ بيروت ء طبعة مصورة . 
الطّبقاتٌ الكبرئ والصّغرئ « طبقات الصّوفيّة » : للمناويّ › 
تحقيق : محمّد أديب الجادر » دار صادر ‏ بيروت » ط : ۰۱ 
8 م. 

العقدٌ الفريدٌ : لابن عبد ربّه » تحقيق : أحمد أمين ورفاقه » لجنة 
التأليف والتّرجمة والنّشر ‏ القاهرة ء ط : ٢ء‏ ۲٦۱۹ء‏ . 

الد الین : لمحمّد فرغلي الأنصاري ‏ تحقيق : محمد نعيم 
منصور » دار التّقدم دمشق ء ط : ۰۱ ۱۹۹۷ء . 

علماء الصَحابة - رضي اللہ عنهم - : د . آحمد خليل جُمُعة دار 
الیمامة - دمشق » ط : ۲۰۰۱۰۱ م . 

العمدةٌ في صناعة الشّعر وتقده : لابن رشيق القیروانی ء 
تحقيق : د ۔الئُوي شعلان » مكتبة الخانجي ‏ القاهرة ء ط : ۰۱ 
م 


۱۱۵ 


۱۷ 


۱۱۹ 


۱۳۳ 


۱۳ 


۱۳۵ 


عیون الأثر في فنون المغازي والسّير : لابن سیّد الاس › 
تحقیق : د . محمد العید الخطراوي و د . محيي الین مستو ء دار 
ابن کثیر - دمشق ء ط : ۰۱ ۱۹۹۲ م . 

عيونٌ الأخبار : لابن فتيبة ء مصورة عن طبعة دار الکتب ۔ القاهرة 
۳ م . 

عُررٌ التبيان في مَنْ لم يُسَمّ في القرآن : لابن جماعة الحمويّ » 
تحقيق : د . عبدالجواد خلف » دار قتيبة ‏ دمشق › ط : ۰۱ 


فتمٌ القدير : للشّوكانيّ › دار ابن كثير ‏ دمشق ء ط : ١‏ » 
۶ م. 


الفتنة ووقعة الجمل : لسيف بن عمر الب » جمع وتصنيف أحمد 
راتب عرموش ء دار الٹھائس - بیروت » ط : ۵ ء ۱۹۸۰ء . 

فتوخ البلدان : للبلاذری ء نَشَّرهُ : د . صلاح الین المنجد ء مكتبة 
النّهضة المصرية ‏ القاهرة » دون تاريخ أو ذكر رقم الطبعة . 

فدائيّون في تاريخ الاسلام : د . أحمد الَرباصي ۰ دار الرّائد 
العربي - بیروت » ط : ۲ : ۱۹۸۲ م . 

فرسان من عَض اوّة : د . أحمد خلیل جُيمُعة » دار 
اليمامة دمشق › ط : ۰۲ ۲۰۰۳ م . 

فضائل الصّحابة : للامام آحمد ‏ تحقیق : وصی اللہ عبّاس » 
مؤسّسة الرّسالة ‏ بیروت » ط : ۱ ۰ ۱۹۸۳ م . 

الفقَهٌ الاسلامی وادلله : د . وهبة الحیلی » دار الفکر - دمشق » 
ط : ۱۹۸۹۰۳ م . 

القاموسٌ المحیط : للفیروزابادي » مؤسّسة الرسالة -بیروت » 
ط : ۲ ۰ ۱۹۸۷ م . 


۷ 


۱۳۹ 


۱۳۷ 


۱۳۹ 


۱۳۰ 


۱۳۱ 


۱۳۲ 


۱۳۳ 


۱۳ 


۱۳۵ 


۱۳۹ 


قادهٌ فتح اشام ومصر : محمود شيت خطاب » دار الفکر = سيروت 6 
دون تارر يخ أو ذکر رقم الطّبعة . 

القيادةٌ العسكريّة فی عهد الزسول ية : د . عبد ألله الزشید » دار 
القلم - دمشق » ط : ۱ء ۱۹۹۰ م . 

الکامل في التاریخ : لابن الأثير › دار صادر - بیروت ۰ دون تاريخ 
أو ذکر رقم الطبعة . 

الکامل فى اللغة والأدب : للمبزد » تحقیق : محمد أبو الفضل 
إبراهيم » دار الفكر العربي - القاهرة » دون تاريخ . 

كتابٌ الفربییْن في القرآن والحدیث : لأبي عبيد ایس 
تحقیق : أحمد فرید المزيدي ؛ المكتبة العصريّة - صیدا ‏ ط : ۱ 


۹ م . 
کاب الوحی د أحمد عیسیٰ 3 دار اللواء - الریاضص » طط : ۱ 
۶۰ م. 
لسان العرب : لابن منظور » دار صادر - بیروت » ط : ۱ 
۰ م. 


لطائفُ الأخبار وتذكرة أولي الأبصار : لابي القاسم التنوخي ء 
تحقيق : د . علي خسین البوّاب » دار عالم الکتب ۔ الرّیاض » 


۲۳ م . 
المبشرون بالتًار : د . أحمد خليل جُمّعة ء دار ابن كثير - دمشق › 
ط : ۲۰۰۱۰۲ م . 


- مجمعٌ الامثال : للمیدانی » تحقیق : محمّد آبو الفضل ابراهیم ء 


مطبعة عیسی البايي الحلبي - القاهرة 4 ۱۹۸۷ 8 ۲ 


۳۹ مجمع الرّوائد : للهيئمي » دار الكتاب العربي - بیروت ۷۰۰۷۰ مم . 


15۸ 


۷ 


۱۳۸ 


۱۳۹ 


۱:۳ 


۱:۷ 


المجموعة النّبهانيّة في المدائح التَبويّة : ليوسُف التَّبهانيٌ ء دار الکتب 
العلميّة ‏ بیروت ء ط : ۱ ۱۹۹۱۰ م . 

محاسنٌ الوسائل في معرفة الأوائل : لمحمّد الشَّلبِيَ الدمشقی ‏ 
تحقیق : د . محمّد التونجي » دار الَفَاْس - بیروت » ط : بت 
6 م. 

محاضرات الأدباء : للراغب الاأصفهانی ء دار مكتبة 
الحياة - بیروت ۰ دون تاریخ » وطبعة دار صادر المحققة . 

محمد رسول أله : لمحمّد الصادق عرجون » دار القلم - دمشق » 
ط : ۲ ۱۹۹۵ م . ۱ 

مختص* تاریخ دمشق لابن عساکر : لابن منظور » تحقیق : عدد من 
الأساتذة » دار الفکر - دمشق » ط : ١ء‏ ۱۹۹۰ء . 

المدينة انب في فجر الإسلا! والعصر الراشدي : لمحمّد شراب » 
دار القلم - دمشق ؛ ط : ۱ء ۱۹۹6 م . 

مرآة الجنان وعبسرۂ اليقظان : لليافعي ؛ دار الکتاب 
الإسلامي - القاهرة ع 2 1 5 1115 م 

صادر بيروت 6ط : 01 ۱۹۹۹ 

المستفادٌ من مبهمات المَتْن والاسناد : لأبى زُرعة العراقیٗ » 
تحقیق : د . عبد الرحملن الب دار الوفاء - مصر › ط: ۰۱ 
6 م. 

مشاهیر علماء الأمصار : لابن حبّان 4 تحقيق مرزوق إبراهيم ¢ دار 
الوفاء - المتصورة » ط : ۱ ۰ ام . 

المعارف : لابن قتيبة » تحقیق : د . ثروت عكاشة ء دار 
المعارف ۔ القاهرة » ط : ۲ ۰ ۱۹۷۷ م . 


۹ 


۱:۸ 


۱:۹ 


۱0۰ 


۱۰۳ 


۱۰ 


۱۵ 


۷ 


10۸ 


تالم الأثيرة في الشكة والكيرة : لمحد شراب ٠‏ دار 
القلم - دمشق » ط : ۱۹۹۱۰۱ م . 

معجم البلسدان : لياقوت الحمويّ » دار إحياء الفُراث 
العربي - بیروت ؛ دون تاريخ أو ذكر رقم الطبعة . 

معرفة القرّاء الكبار على الطّبقات والأعصار : للذَّهبيّ ‏ 
تحقيق : بشار عوّاد ورفیقیه > مؤسّسة الرسالة - بيروت ؛ ط : ۱ 
۶ م . 

المغازي : للوافدي ‏ تحقیق : مارسدن جونس ‏ عالم 
الكتب ‏ بیروت » ط : ۱ ۱۹۹۱۰ م . 

مفردات آلفاظ القرآن : للرّاغب الاصفهانی » تحقیق : صفوان 
الدّاوودي » دار القلم - دمشق » ط : ١ء‏ ۱۹۹۲ م . 

المفْصَّلْ في تاريخ العرب قبل الاسلام : د . جواد علي ء القاهرة ‏ 
ط : ٣ں‏ ۱۶۱۳ هب . 

منحٌ المدح « أو شعراء الصحابة » : لابن سيّد الئاس ء 
تحقیق : عفت حمزة ء دار الفکر - دمشق ء ط ام 
المنیق في آخبار قریش : لابن حبیب » تحقیق : خورشيد فاروق » 
عالم الکتب - بیروت ۰ ط : ۰۱ ۱۹۸۵ م . 


المواهبٌ اللدنيّة بالمنح المحمّديّة : للقسطلانی ۰ تحقیق : صالح 
أحمد الشامي ء المکتب الاسلامي - بیروت » ط : ۱۹۹۱۰۱ م . . 
نساغ أهل البیت في ضوء القرآن والحدیث : د . آحمد خلیل جْمُعة ء 
دار اليمامة ‏ دمشق ء ط رکف م. 
نساء مبشسرات بالجئّة : د . أحمد خلیل جمّعة » دار 
ابن کثیر - دمشق » ط : ۵ ۰ ۲۰۰۳ م . 
سا من عصر التّابعين : د . آحمد خلیل جمّعة › دار 
ابن کثیر - دمشق » ط : ۶ 6 م۵ . 


11۰ 


۱۰ 


۷۷٦ 


۱۳ 


۱٤ 


۷ 


۸ 


- ® ي 7 5 ہپ سے یر و ۰ 
سب قريش : لمصعب الرّبِيريٌ » تحقيق : ليفي بروفنسال » دار 
المعارف ‏ القاهرة » ط : ۳ ء دون تاريخ . 
نفك الطیّب : لِلْمَقَريّ » تحقيق : (حسان عباس ء دار 
صادر - بیروت ۰ ۱۹۱۸م . 
نکث الهمْیان في نكت العُميان : لصلاح الدّین الصَفدي » 
تحقیق : آحمد زكي ‏ القاهرة » ۱٩۱۱‏ م . 

4 و 4 24 
النهاية في غريب الحدیث والاثر : لابن الاثیر »> بعناية رائد 
أبي علفة » بيت الأفكار الدوليّة ‏ الأردن » دون تاريخ . 
نوادرٌ المخطوطات : لعدد من المصتّفين ؛ تحقيق : عبد السّلام 

رول » - القاهرة » : 2 . 

وفاء الوفا : للسّمهوديٌ » تحقيق : محبي الڈین عبد الحميد » دار 
إحياء الثّراث ‏ بيروت ۰ ط : ٤‏ ۰ ۱۹۸۰ء . 
وقیات الأعيان : لابن خلکان » تحقيق : د . إحسان عباس » دار 
صادر - بيروت ء بدون تاريخ . 

2 09 رت رس OT‏ 3 
وقعة صفين : لنصر بن مزاحم المنقري » ۲ : عبد السّلام 
هارون » دار الجیل - بیروت ۰ ۱۹۹۰ م . 


- ولا مصر : لمحمّد بن يوسّف الکندي ؛ تحقیق : د . حسین 


نصار » دار صادر - بیروت » دون تاریخ ۰ 


مع مصادر ومراجع ومقالات كثيرة جاءت في ثنايا الكتاب . 


عنوان المؤلف 
شوریا ۔ دمشق 
ھ : ( ۵۳۱۸۱۱۱ _ ۵۳۱۳۰۹6 ) 


رھ گے هر 


11١ 


۔ 
عل 


رشعم 
۰ جی لی ہے اجري 
سی اد (هزوی‌سی 


۸۸۷۱۷۰۸۷۱۷۸۷ . ١90 >۸۷ 2۲2]. 1 


e 
۳ 


سح 7 
جں ا ہے دج ري 
سکس دجن لازو ںی 


www.MOSWarat. COM 


العوصوع ___ رقم الصفحة 
الاهداء 11 ))1 سی۴ء۴+ نت ننمممسس O‏ 
المقدمة وعرص الكتاب Vs‏ 
الباب الأول 
رجال سابقون من المهاجرين 
أولاً أبو حذيفة بن عتبة رضى اللہ عنه مه 4 
مع آنداء السابقین ہژآ((ںز٭إ|'ِ'مم'ٗ'ِ'م مہہ نا ¥ 
مكانة آبی حذيفة 7 ا 1۰۰1ای رضن 
أبو حذيفة بين رجال الإسلام ۰س۶ئمببییسلسً لان 
كلمة وكمّارتها ع 
ثانياً : زیدٌ بن الخطّاب رضى اللہ عنه 8۷ 
من أعيان السَابقین 01+237٢‏ 0یفمفمہ ' ّ-”ٴ"مم 64 
حضور؛ المغازي التّبويّة ٴ عو O  1:11‏ 


حظه من رواية الحدیث ی 79 ۹۶۶٦‏ ۵۲ 
كيف حظى زیڈ بالشّهادة ؟ ک١ں.ں, ‏ 29 ہوسا ای 


VY ss م زید‎ 

71 سوب اج 
الا : عتبة بن غزوان رضى الله عنه . مک پوجوچوچوی نہ لا ًہہ WV‏ 
مَنْ هنذا العلم ؟ n‏ 


عتبة ورحلة الجهاد VY ss‏ 


رابعاً : عۂ 


أولاً : 


الغازي 5 ِ99 ۃ0ۃ10 1011131131119898 


عثمان فى ديار الهجرة eens‏ 


مصعحتب وأمة مج 0 
الفقیه المقری 7 یس 1011111018181810 
نجاحٌ المهمة المصعبئة یی ۱ء ِپ تب ی 


7 
هجرة وجهاد 7 


من المؤمنين رجال 0-0۰ 0 111113 111111,1181,,11 
سادساً : تب عبد آله رضي الله عنه 


هديّة عظيمة 00 


الباب الثاني 
رجال سابقون من الأنصار 


و وم ° جن 
اسعد بن زرارة رضی الله عنه e‏ 


امل باس ۰۰7 سس تِ ۹ 
من نفحات الوٴسلام Yo‏ 
اشترط لرك 1-7 9+ +ہاخٹخجساااااایں 
آسعد يبايع بيعة النساء ا 
مصعب الخیر فى رحاب آسعد الخیر مس شن 
الق الله فيه سس ی ۱۷۹ 
آسعد فى بيعة العقبة الکبری پ ی ی VA‏ 
حفاوثہ بال لا ست ت لت ی ا 0 ۱۸۴ 
رحلة الخلود سک ۹۸۷ 
ثانیاً : سید بنْ الحضير رضی اللہ عنه ات ات رت ا ۹۹١‏ 
السَعّد الشریف تم ی ۰ ۱۹۳ 
قصّة اسلامه مس و مم ۹ 
فى رحاب البيعة الخالدة ->1 4 ا ۴۲۱۱ 
مواقف متألّقة ا 
سید وآقباسخ نبويّة ٦‏ لض 
أسيدٌ ونفحاث أنسية کپ ۱ و ہم مم ۲۱۵ 
وفاته ووصیّته -- 4-111 ہس ا Ye‏ 
ثالثاً : خُبيبُ بن عدي رضي ألله عنه YY‏ 
الرجل المحث 7 پییھاہوا ‏ رہ رد یی 
خبیب فی بعثة نبوية ا ۲۲۷ 
كيف غدر المشرکون بخبيب ؟ ی ۲۲۸ 
تحت محمّداً ؟ 7-75 و FY‏ 
ولست آبالی حين آقتل مسلماً سس FE‏ 
من فوائد السّيرة الخبيبيّة ی ۰ ۲6۱ 
خبيبٌ في ضمائر المؤمنين 111133939۶ EF‏ 


f 3 


ولا 


کو 
ثأنيا : - 


الٹا : 


8 آبو العاص بن الرٌبیع رضي الله عنه 
الصهر الامین اا بت 
أبو العاص ومطلع الور س89 


الباب الثالث 
رجال أسلموا عام الفتح 


الأسيرٌ المسالم ا 


الفداء العجیث ا 
الوفئ الكريمٌ ا 


إِسلامُہ وجمع شمله ا 


و 
و 4+ 


TYE ss. 


من كلمات حكيم وأخباره لس ٗ ہج جتَد ‏ ا دع 72ا ا2ص 0 
العالم ناقل الحديث ا 
أنا اليوم أرجوك 0 


2 و ۳ ۳ 
رابعاً : سهيل بن عمرو رضي الله عنه 901188113187 7 
الخطیب ذو السّيادة ل 


مكانة الخطابة والخطباء ٦ب‏ > >> ءچولاا 
سهيل واسلام آولاده e‏ 


مع آساری بدر +->-“- - - - یب مام واه مم م اوه مام م مم ییدجییقفقھف۔+ ہم ہم ضا تم 
مواقف سهيليّة في صلح الحديبية ہج ‪.ھ.-ٹُٹثٹثٹج- ‏ -‪ْ 1 
3 


سھیل وابنه Seserra‏ 
حلول الهداية في قلب سهیل چبرڑثشئ۷ئ۷ئ ی 
خامساً : صفوانٌ بن أمبّة رضى ألله عنه ل 


+ كن 
٦‏ 
مشيعة الله .171+ ہاپس ا انا .7 ۳۰۰۰۰7 
و 0 


صفوان والمجد المؤثل sese‏ 
نظرته إلى الاسلام یی , ی 


صفوانٌ وأحداث غزوة أحد کک ی 
لا یزال الحقد مستمرا ss‏ 
أشهد أن لا إلله إلا اللہ ا 


آٹاژ جليلة ومحامدٌ نبيلة 0 
الباب الرّابع 
رجال من قبائل شتّى 
أولاً : ثُمامة بن أثال رضي ألله عنه ا 


الموضوع ۰( قمالصفحة 
محاسن العفو وآنازه 7 دب ۰ 6۹٩‏ 
السيّدٌ الأسير EV‏ 

تربية نفسيّة مثمرة ا 6۳۴ 

لماذا اعتقلت قريش ثمامة ؟ 7 0 سيسہ ہن ہر[ ی ۳8 ۶ 

قصَّةَ ثمامة فى الضحیحین 0 ۰۳۹۰ 

ثباته فی وجوه المرتڈین EE‏ 

كيف نال ثمامة الشهادة ؟ 6۴۴۷ 

ثانياً : جريرٌ بن عبد اللہ رضی اللہ عنه . ٤١‏ 
بطاقة مشرّفة ا E‏ 

رجل من خير ذي يمن . ل f00‏ 

الله ثيّته واجعله هادياً مهدياً مع 

من فضائل جرير وسجّایاه 11.۹۹۳ EY‏ 

جریڑ في الرّحاب النبوية 09 ٦‏ 7 5چ لا رجف 
عمريَاتٌ ماتعة في حياة جرير 7 -...‪ف  EVV‏ 
المجاهد الفاتح VT‏ 
العالم الفقیه والمحدّث البلیغ ار ا ا ۴۷۹ 

الثاً : حَبَابُ بن الأرثٌ رضی ألله عنه مس ی ی LAO‏ 
سدس الإسلام سس مر رم 9 9 ۹۹+“ 6۸۷ 
شذراٹ من حياة خاب 92٤‏ 9+ + +1 
خبَاتٌ ونفحاثٌ من القرآن E‏ 

دلنی يا خباب علی محمد پل پ سس ی ۴۹۹ 
المهاجه المجاهد 7۳ مٹم‪مممنتنی ہ7 مم O‏ 
مروئاته وختام حياته >٤>111+::لدسا ‏ 7ہرڈڈ5غ0707070707ا ON‏ 
رابعاً : دحية بن خليفة رضي أله عنه ... ا سس 6۹69 
شخصیّة متمٹزۃٌ سىسص 0پ 7ب 0 


ذاك جبریل OY‏ 
دحية فى غزوة خيبر ات ا ی گا 6۷ 
من حملة رسائل ال يلل مي ا 0 ید 
آزاھیژ من مکارمه ... ۶٥٥‏ 77718 7 ا OFA‏ 
خامساً سراقة بن مالك رضی ألله عنه 110010میف''''" OV‏ 
نوژ الإسلام 3-5۳۲ ‪ؤًٗ ٹٴ 9 ہ یمم لاك 
أخفب عا يا سرافة سس 
لا تحزن ٠‏ یطیکممنممجئئ1۰)۳۷۸۷۷ OOR‏ 
و الله لو كنت شاهدا یی بآ OY‏ 
هلذا يوم وفاء وبر ا م ا ONE‏ 
من نله الحديث ٠٦‏ و-ھھچھ-جھجہہ‪ہتماأا ا 1۲) ی ی OA‏ 
سادساً : الطفيل بن عمرو رضي الله عنه ٦٠ث‏ یٹ 
الشريف المطاعٌ اع 0 ۱ ٠ر‏ ا ا ۶ ۵۱۷ 
قضّةٌ الطفيل في رحلة اسلامه لا ۵۱۷٩‏ 
آية إعجاز للطفيل مع قومه ORS‏ 
صور من جهاده ONO sss‏ 
سابعا عميرٌ بن وهب رضی الله عنه ت0 ا۰۔۰ببملپملسلسلسفّ 64 
كلمة حو QF‏ 
البلايا تحمل المنايا OQ ss‏ 
تام وبی ۶ OA sss‏ 
أدخلهُ علع .7 موی وی مور ا و ٩ ٩ ٩‏ 
فٹھوا أخاكم ا ۹۷۳ ۹۷ 
المجاهدٌ المخلص ۰ پ -بیفہّ ا مم مر TA‏ 
امناً : نُعَيْمُ بن مسعود رضي ألله عنه VY‏ 
ذکریات جاهليّة ٩ 18 ss‏ 


جائزة سفيانية لعيم ٣0ب‏ تیم'مٌٹملمٌللسٹلا یں 
سبحان مقلب القلوب مس ی سس ا ۰ ٩۱۴‏ 
كيف خادع نعيم القرظيين ؟ YY‏ 
مع قائد الاحزاب او بی 
نعيم پخدء غطفان 789 ا ہے ٦۳٣ ٣‏ 
نجام میت میم رضي الله ع PE‏ 
نعیم وسجایا نبیلة مس ا ۹۳٣۷‏ 
الخاتمة ی و ی ۹۳ 
فهرس المصادر والمراجع 33-7 9 9 ا ا ا EV‏ 
فهرس الموضوعات ل و یرس ی ی ۶ 


۷۰ 


می .۳ دوخ 
1 
۷ صدر للمة لف عن دار ابن کثیر 3 


رجال مبشرون بالحئة 
نساء مبشّرات بالحئة 
نساء من عصر الئُوَة 


وسبصدر قریبا بادن ألله 
علماء التابعين 


تأليف الدَّكتور 


7 ۳۹ 
م .لے ھڑوا 


رم 
یس لیک وی 
2 7 


۸/۸/۷. 7٦ 


۷۸۷۸۷۱۸۷. 71 


جس لال لی 


لم جن روک ےی 


۱۸۷۷۸۷۱۸۷ ۱ ٣۹۸۷3 31.۰٦